0 تصويتات
في تصنيف اسئله إسلامية بواسطة (2.1مليون نقاط)

خطبة جمعة عن عطلة الصيف آمال وآلام فلا يفوتك اغتنام الإجازة الصيف خطبة مؤثرة 

خطبة عن الإجازة الصيفية

خطبة عن الأعمال الإيجابية في العطلة الصيفية

اغتنام الإجازة الصيف ملتقى الخطباء 

مرحبا اعزائي الزوار في موقع لمحة معرفة lmaerifas.net المتفوق والمتميز بمعلوماته الصحيحة من شتى المجالات العلمية والتعليمية والثقافية والاخبارية يسرنا بزيارتكم في موقعنا لمحة معرفة أن نقدم لكم ما تبحثون عنه من المعلومات من مصدرها الصحيح وهي الإجابة على سؤالكم الذي يقول.......خطبة جمعة عن عطلة الصيف آمال وآلام فلا يفوتك اغتنام الإجازة الصيف خطبة مؤثرة

 وتكون إجابتكم المطلوبة هي كالتالي 

خطبة جمعة عطلة الصيف آمال وآلام ذ.شوقي الفيلالي الصديق 

الخطبة الأولى 

إن الحمد لله نحمده تعالى، ونستعينه، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له

وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله هدانا إلى أوضح محجة وأقوم سنة، أرسله الله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدًا،

]يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا ولتنظر نفس ما قدمت ...[

الحمد لله الذي جعل لنا العطلة الصيفية فرصة ونعمة؛ وبئس من حول النعمة إلى نقمة، وبئس من تحولت عليه النعمة يوم القيامة ندامة وغمة

عباد الله: ها هي العطلة الصيفية قد اطلت على الأبواب، وإذا كنا نتحدث عن العطلة الصيفية فإننا نتحدث عن جزء من أعمارنا، ورصيد من أوقاتنا ولأهمية الوقت ، فإن الله سبحانه وتعالى أقسم به في أوائل سور كثيرة

]وَالْعَصْرِ{، ]وَالْفَجْرِ{،]وَالضُّحَى{، ]وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا{، ]وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى{،وغيرها من الآيات.

والإسلام يعتبر العطلة نعمة وفرصة: أما كونها نعمةفيقول فيها النبي rفيما روى البخاري: «نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ».

ومعنى الغبن هو: بيع شيء ثمين غال بأقل من ثمنه الوقت أغلى من المال فالمال يمكن تعويضه بينما الوقت إذا ضاع لا يمكن إرجاعه.

الوقت هو حياة الإنسان، ]حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ [ ويقول عمر بن عبد العزيزt: «يا بن آدم إن الليل والنهار يعملان فيك فاعمل فيهما»، ويقول الحسن البصري: «يا بن آدم؛ إنما أنت مجموعة من الأيام كلما ذهب يوم ذهب بعضك»

فحين يقدم المسلم وقته مجانا في النوم والفراغ فهو مغبون؛ فكيف بمن يستغله في المحرمات ؟

أما كون العطلة فرصة؛ فيقول فيها النبي ﷺ فيما روى الحاكم وصححه: «اغتنم خمسا قبل خمس: حياتك قبل موتك، وفراغك قبل شغلك، وغناك قبل فقرك، وشبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك».

وفي الحديث: ((لن تزول قدما عبدٍ يومَ القيامة حتى يُسألَ عن أربع))، فيُسأل عن: ((شبابه فيمَ أبلاه؟ وعن ماله: مِن أين اكتسَبه؟ وفيمَ أنفَقه؟ وعِن عِلْمه فيمَ عمِل فيه؟))، فيُسأل عن شبابه، ويُسأل عن عُمُرِه، ويُسأل عن ماله، ويُسأل عن عِلْمه، فلا تزول قدما إنسان مُكلَّف مسلم عاقل، حتى يُسأل عن هذه النِّعَم الأربعة، فالشباب أيُّها الأحبة مسؤول عن نعمة الشباب.

فَالنَّفْسُ إِذَا لَمْ يَشْغَلْهَا المَرْءُ بِالحَقِّ شَغَلَتْهُ بِالبَّاطِلِ، ذَلِكَ أَنَّ الفَرَاغَ لَدَى الشَّبَابِ وَالفَتَيَاتِ، وخَاصَّةً في العُطُلاتِ وَالإِجَازَاتِ، مُفْسِدٌ للنَّفْسِ وَالرُّوحِ ومُدَمِّرٌ لِلْجَسَدِ وَالبَدَنِ إِذَا أُسِيءَ اسْتِغْلالُهُ.

والله تعالى يبين لنا في القرآن الكريم كيف نغتم فرصة العطلة حتى لا نتعرض فيها وهي نعمة للغبن، وحتى لا نتعرض فيها وهي فرصة للضياع ، فقال سبحانه: {فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ}؛ فالعطلة الصيفية نعمة لمن ملأ فراغها بالخير المستنير، ونقمة لمن ملأها بالشر المستطير.

أولا:اغتنام فرصة العطلة في حفظ ومراجعة القرآن الكريم، فالنبي r يقول: «خيركم من تعلم القرآن وعلمه»، والنبي r يقول: «إن الذي ليس في جوفه شيء من القرآن كالبيت الخرب» فالعطلة فرصة لاستدراك ما فات.

ونحن نعلم أن هناك سور في المقرر الدراسي حري بأبنائنا حفظها في هذه العطلة كسورة الحشر وسور الحديد وسورة يوسف وسورة يس وسورة الكهف هذه سور في المقرر الدراسي

ثانيا: اغتنام فرصة العطلة في العلم النافع من أهم الوسائل التي تُعين أبناءنا على استثمار أوقاتهم في الإجازة الصيفية - أن نُعلِّم أبناءنا إحدى المهارات التي تفيده في دنياه وآخرته، مهارات مثل أن يحصل الابن على دورة في اللغة الإنجليزية أو يحصل على دورة في الحاسوب، دورات في علوم الحاسوب وبرمجة الحاسوب؛ وليس فقط الفايس والواتسب

الإسلام يدعونا إلى تطوير الذات، ولا يدعونا أبدًا إلى الخمول والدعة والنوم حتى العصر، والسهر حتى الفجر،

ثالثا اغتنام فرصة العطلة في صلة الأرحام، وصلة الأرحام، بركة في الأرزاق، كما قال النبي r:«من أحب أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أجله فليصل رحمه».

فكم هو جميل أن يجتمع الأقرباء والأحباب يواسي بعضهم بعضاً، ويفرح البعض لفرح الآخرين في الخيرات فتزداد أواصر الألفة والمودة بين القلوب.

لكن قد نتساءل أين نحن اليوم من الزيارات الهادفة وليس الزيارات الثقيلة حيث ننزل على الأقرباء والأحباب بخيلنا ورجلنا

نعم زيارة الرحم مطلوبة لكن ينبغي ان تكون بآداب فكن أيها الزائر خفيف الظل عند زيارتك لأقاربك

فبالله عليكم لما نذهب بزوجاتنا وأبنائنا وأمتعتنا إلى أحد الأقارب ونمكث عندهم أسبوع أسبوعين –ولا سيما عمالنا بالخارج الذين يدخلون لزيارة الأقارب باسم صلة الرحم دون مراعاة ظروف المزور ربما ظروفي لا تسمح بزيارتك عندي مشكل مع الزوجة، وأنت ما عندك أدنى إحساس أأنت أعلم أم الله الذي يعلم خفايا النفوس القائل ]وَإِنْ قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ{

أحيانا قد نقضي أسبوعين لزيارة الرحم وما تكاد العطلة والزيارة أن تنتهي رجعت بأحد الأمرين:

· إما رجعت انت والزوجة متخاصمين أسبوع أسبوعين لأتفه الأسباب

· وإما تركت هؤلاء الذين زرتهم متخاصمين

فكن خفيف الظل عند زيارتك

رابعا: من وسائل اغتنام العطلة الصيفة اغتنامها الترفيه الحلال في السفر سواء إلى المخيمات التربوية أو المنتجعات البرية أو الشواطئ النقية لا سيما إذا كانت سليمة من المخالفات الشرعية ، وقد قالت أمنا عائشة : "ما تمتع الأشرار بشيء إلا تمتع به الأخيار وزادوا عليه رضا الله تعالى"

بالله عليك رمضان كامل والمومن يجمع الحسنات صياما قياما قراءة القرآن ثم تأتي العطلة تغسل تلك الحسنات وتلقيها في الشواطئ والبحار حيث العري والتجرد من اللباس؛ حيث لا فرق بين الإنسان والأنعام، لا في الألبسة ولا في الممارسة حيث الكل قبل أن يتجرد من الحياء قبل أن يتجرد من اللباس الزوج والزوجة والأبناء والبنات والكل فرح مسرور

نسينا قوله تعالى ] يا ايها الذين امنوا ان من ازواجكم واولادكم عدوا لكم فاحذروهم{

وكأنك وأنت في الشاطئ قد اطمأننت على نفسك من وساوس إبليس وقد ذهبت إلى المنكر بقدميك

ونرجع من العطلة بخصومات بين الزوجين التي قد تستمر أسابيع وأسابيع ونقول لم يكن هناك أي مشكل حتى اليوم الأخير ]ولما اصابتكم مصيبة قد اصبتم مثليها قلتم انى هذا قل هو من عند انفسكم{

العيب ليس في الشواطئ والمنتجعات، وإنما العيب في الإنسان حين يتنكر لإنسانيته ودينه، فليبحث الإنسان عن الاستجمام في الشواطئ دون أن تكون هناك مخالفات شرعية

خامسا: اغتنام فرصة العطلة في التشغيل في المهن الحرة، بمختلف أنواعها وأشكالها، حتى يعرف الشباب قيمة العمل والمال الحلال.

جعلني الله وإياكم ممن ذكر فنفعته الذكرى، وأخلص عمله لله سرا وجهرا، آمين آمين والحمد لله رب العالمين.

الخطــــــــ2ــة الثانية:

الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله ولي الصالحين، وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله، صاحب الخلق العظيم، اللهم صل، وسلم، وبارك على سيدنا محمد، وعلى آله، وأصحابه الطاهرين الطيبين.

أما بعد عباد الله قد تتحول العطلة الصيفية من نعمة إلى نقمة ومن آمال إلأ آمال حينما نسلك بها طرق الشبهات والشهوات، ومن ذلك:

1. في العطلة الصيفية تكثر الأسفار وتحدث بذلك حوادث السير، وخصوصا في الطرق الرابطة بين المدن، حيث تكتظ بالمسافرين ، فعمالنا في الخارج يدخلون لزيارة الأقارب، ويحملهم الشوق لقاء الأحباب، والناس في الداخل يشدون الرحال من مدينة إلى مدينة لصلة الأرحام، وإذا كانت الطرق نعمة، فإنها قد تتحول بسوء التصرف إلى نقمة، وإذا كانت وسائل المواصلات تكريما من الله الولي الحميد، فإنها قد تتحول بالتهور إلى عقاب شديد، والواقع في هذا أوثق شاهد، فكم من واحد قتل بها من جراء سوء استعمالها، وكم من أطفال أفقدتهم حوادث السير آباءهم فكانوا ضحية اليتم والتشرد في معاناة الحياة ومأساتها، وكم ..

2. في العطلة الصيفية تكثر حفلات الأعراس المختلطة أيضا حيث يختلط فيه الحابل بالنابل، ويقع الناس في حيص بيص، حيث لا حلال ولا حدود ولا قيود، وحيث يرقص الكل على نغمات موسيقى شيبا وشبابا ذكورا وإناثا حجاج وحاجات باسم ليلة الفرح الرقص على نغمات هائجة الإيقاع والكلمات، ومفاتن النساء على أشدها ،والشباب في أشد شهوته يقود ذلك عشرات من المغنيين والمغنيات.

تخيل معي أخي الحبيب لو كان أحدنا في هذا الوضع وحل بيننا رسول الله Jماذا كنت ستصنع ؟مجرد سؤال

نعم يجوز أن نغني في أعراسنا ولكن لهذا الغناء شروط تحمي الأعراض وتقضي الأغراض وتمنع الأمراض، وعلى رأسها الفصل بين النساء والرجال، حتى لا يقع ما لا يحمد عقباه في الحال أو في المآل.

فالعطلة الصيفية ليست فراغا ونقمة لانتهاك الحرمات وارتكاب المحرمات؛ بل هي فرصة ونعمة لاستدراك ما فات من الأعمال والقربات.

العطلة الصيفية نعمة فلا نحولها إلى نقمة العطلة الصيفية آمال فلا نحولها إلى آلام بتصرفاتنا

الدعاء فاللهم وفقنا لاستغلال أوقاتنا فيما يرضيك اللهم وفقنا شيباً وشباباً رجالاً ونساءً للعمل بطاعتك وترك معاصيك.

اللهم اهدنا فيمن هديت، وعافنا فيمن عافيت، وتولنا فيمن توليت، وبارك لنا فيما أعطيت، وقنا واصرف عنا شر ما قضيت، فإنك تقضي بالحق ولا يقضى عليك، وإنه لا يذل من واليت، ولا يعز من عاديت، تباركت ربنا وتعاليت، ولك الحمد على ما قضيت، نستغفرك ونتوب إليك.

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، فِي الْعَالَمِينَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ.

وارض اللهم عن الأربعة الخلفاء الراشدين: أبي بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وعن الصحابة أجمعين، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بعفوك وجودك وإحسانك يا أرحم الراحمين.

إلهنا عظم الكرب واشتد الخطب وتفاقم الأمر، فاللهم انصر إخواننا المسلمين المستضعفين في كل مكان، اللهم فرج همهم ونفس كربهم وأقل عثراتهم وتول بنفسك أمرهم وارفع رايتهم واكبت عدوهم ووحد صفهم واجمع كلمتهم وردهم إليك رداً جميلاً.

اللهم اجعل هذا البلد آمناً مطمئناً سخاءً رخاءً وسائر بلاد المسلمين وارزق أهله من الثمرات.

اللهم من أراد بنا شراً فأشغله في نفسه ورد كيده في نحره اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا، اللهم احفظ لنا امننا وإيماننا واستقرارنا وصلاح ذات بيننا.

اللهم احفظ ولي أمرنا بحفظك اللهم كن له على الحق مؤيدا ونصيرا ومعينا وظهيرا اللهم اجعل بطانته صالحة تعينه على الحق إذا ذكر وتذكره إذا نسي اللهم شد أزره بالصالحين من أمته ...

1 إجابة واحدة

0 تصويتات
بواسطة (2.1مليون نقاط)
 
أفضل إجابة
خطبة الجمعة حول :العطلة الصيفية بين الآفاق الرحبة والأنفاق الصعبة

الخطبة الأولى


الحمد لله معز من تاب إليه واتقاه، ومذل من خالف أمره وعصاه، وفق من شاء من عباده لما يحب ويرضاه، وفضل التائب على العاصي واجتباه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولا نعبد إلا إياه، حث المؤمن على التوبة والرجوع إلى الله، لأنه بالتوبة يحمي عرضه وحماه، وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله ومصطفاه، طوبى لمن آب إلى سنته ووالاه، وويل لمن أعرض عن شرعه وعاداه، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه الذين تابوا إلى الله فنالوا محبته ورضاه، وعلى التابعين لهم بإحسان إلى أن نلقاه.

أما بعد؛ فيأيها الإخوة المؤمنون؛ أوصيكم ونفسي أولا بتقوى الله وطاعته.
عنوان خطبة اليوم هو: "العطلة الصيفية بين الآفاق الرحبة والأنفاق الصعبة"
إن الإسلام يعتبر العطلة نعمة وفرصة؛

أما كونها نعمة فيقول فيها النبيﷺ: «نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ»، ومعنى الغبن هو: بيع شيء ثمين بأقل من ثمنه، ولا شك أن الوقت هو أغلى ما يملك الإنسان في حياته؛ بل إن الوقت هو حياته، وفي هذا يقول عمر بن عبد العزيز: «يا بن آدم إن الليل والنهار يعملان فيك فاعمل فيهما»، ويقول الحسن البصري: «يا بن آدم؛ إنما أنت مجموعة من الأيام كلما ذهب يوم ذهب بعضك». وحين يقدم المسلم وقته مجانا في نوم وفراغ فهو مغبون؛ فكيف بمن يدفعه مقابل المحرمات في الشواطئ والمنتجعات والحفلات؟

أما كون العطلة فرصة فيقول فيها النبيﷺ: «اغتنم خمسا قبل خمس: حياتك قبل موتك، وفراغك قبل شغلك، وغناك قبل فقرك، وشبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك»، والإنسان حينما يجد الفرصة سانحة أمامه يجب أن يغتنمها، لأن الفرص تأتي وتذهب، من اغتنمها استفاد وأفاد، ومن ضيعها فقد جانب الصواب وحاد، والله تعالى يبين لنا في القرآن الكريم كيف نغتم فرصة العطلة حتى لا نتعرض فيها -وهي نعمة- للغبن، وحتى لا نتعرض فيها -وهي فرصة- للضياع ، فقال سبحانه: {فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ}.  

والمراد بالنصب التعب، وهو على نوعين: نصب يرغب فيه الإنسان إلى الرحمن، فيفتح له آفاقا رحبة، ونصب يرغب فيه الإنسان إلى الشيطان، فيفتح له أنفاقا صعبة
فما المراد بالآفاق الرحبة؟ وما المراد بالأنفاق العصبة؟
أما الآفاق الرحبة فالمراد بها ما يلي:

أولا: من الآفاق الرحبة اغتنام فرصة العطلة في تحفيظ القرآن الكريم، والنبيﷺ يرحب بأهل القرآن فيقول: «خيركم من تعلم القرآن وعلمه»، ونحن في حاجة للعودة للقرآن الكريم، في حاجة أن يعود الأطفال إلى حفظه وتحفيظه، وخصوصا أن القرآن أصبح اليوم غريبا بين أهله وفي داره؛

وأصبح الفتى ربما يتخرج من الجامعة، بالإجازات وأعلى الشهادات، وهو لم يمس المصحف فضلا عن أن يحفظ سورا منه، وقد يحمل درجة الدكتورة بامتياز في الدراسات الإسلامية، وهو لا يحفظ القرآن، لا يقيم حروفه ولا حدوده، والنبيﷺ يقول: «إن الذي ليس في جوفه شئ من القرآن كالبيت الخرب»، أين في بيوتنا ومنازلنا سورة البقرة، لا نكاد نعرف البقرة إلا في كواملنا وطواجنا، والرسولﷺ يقول فيما روى الإمام مسلم: «لا تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ مَقَابِرَ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْفِرُ مِنْ الْبَيْتِ الَّذِي تُقْرَأُ فِيهِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ»؛ فكم منا من يحفظ سورة البقرة؟ وكم منا من يحافظ على قراءتها في بيته؟ وكم منا من يحافظ على الاستماع إليها في منزله وسيارته؟.

ثانيا: من الآفاق الرحبة اغتنام فرصة العطلة في صلة الأرحام، وصلة الأرحام، بركة في الأرزاق، وزيادة في الأعمار، يقول النبيﷺ: «من أحب أن يبسط له في رزقه و ينسأ له في أجله فليصل رحمه»، والرحم تقول وهي متعلقة بعرش الرحمن: «من وصلني وصله الله، ومن قطعني قطعه الله» متفق عليه. وقال لها رب العزة في الحديث القدسي المتفق عليه: {من وصلك وصلته، ومن قطعك قطعته}.

ثالثا: من الآفاق الرحبة اغتنام فرصة العطلة في الترفيه الحلال في الشواطئ النقية،  والمنتجعات البريئة، والمخيمات التربوية، إذا كانت سليمة من المخالفات، إذا كانت هناك شواطئ النساء منفصلة عن شواطئ الرجال، وقد قالت أمنا عائشة رضي الله عنها: «ما تمتع الأشرار بشيء إلا تمتع به الأخيار وزادوا عليه رضا الله تعالى».

رابعا: من الآفاق الرحبة اغتنام فرصة العطلة في التشغيل في المهن الحرة، والمأجورة بمختلف أنواعها وأشكالها، حتى يعرف التلاميذ قيمة العمل والمال الحلال، لأن العمل في الإسلام ليس مجرد ممارسة لكسب الراتب والأجرة، ليس مجرد شغل قصد الإنفاق على النفس والأسرة؛ بل آفاقه أرحب وأوسع فهو عملية تربوية، وعبادة ربانية، يكتسب العامل المسلم من ورائه الأجر في الآخرة، كما يكتسب الأجرة في الدنيا، ولكن لا يكون كذلك إلا إذا كان الشغل في إطار الحلال، وذلك لا يتم إلا باجتناب الحرام في أداء العمل، وفي نوعية العمل، فلا حلال في العمل مع الغش والخيانة والخديعة، ولا حلال في الشغل مع الرشوة والمحسوبية والظلم الاجتماعي، ولا حلال في الشغل مع الربا والخمور والتدخين.

تلكم هي بعض الآفاق الرحبة التي يفتحها الرحمن في العطلة؛
أما الأنفاق الصعبة التي يفتحها الشيطان في العطلة فهي كثيرة وخطيرة؛ وذلك لأننا نعيش في ظرف زماني خطير، وظرف مكاني خطير أيضا.

أما الظرف الزماني فهو العطلة الصيفية بكل ما تحمل من فساد الشواطئ، وفسق المنتجعات وحفلات الأعراس المختلطة، حيث تغيب شمس الشرف والحياء والعفاف، فيسطع نجم فساد الأخلاق والأذواق.

أما الظرف المكاني فهو المدينة السياحية التي نحن فيها، المتميزة بشواطئها الجميلة، وبخليجها الأخاذ، وبمنظرها الخلاب، وبمناخها المعتدل، وبسمعتها الضاربة في الآفاق، فجلبت الأشرار من أقصى العالم، يأتون إليها بانحلالاتهم الخلقية، وأمراضهم الجنسية.  

وفي فصل الصيف تكثر حفلات الأعراس والأغاني والموسيقى، وتمتاز مدينتنا دائما في فصل الصيف بتنوع المعاصي والمخازي والمآسي، الشيء الذي يفتح على مجتمعنا أنفاقا صعبة مظلمة، تقتل فينا الآمال الخيرة، وتخلف فينا الآلام الخطيرة، دينية وصحية واقتصادية واجتماعية وأدبية.

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين أجمعين والحمد لله رب العالمين.

الخطبة الثانية

الحمد لله رب العالمين...

أما بعد فيا أيها الإخوة المؤمنون!
تلكم هي الأفاق الرحبة التي يفتحها الرحمن لاغتنام فرص العطلة بما يعود بالنفع على البلاد والعباد؛

وتلكم هي الأنفاق المظلمة الصعبة التي تفتحها شياطين الإنس والجن على العباد، لنشر مزيد من الفسق والفساد؛
والله يبين لنا ثواب تلكم الآفاق، وعقاب تلكم الأنفاق فيقول سبحانه

: {وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا، إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلا أُولَئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الأَرَائِكِ نِعْمَ الثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقًا}...

ألا فاتقوا الله عباد الله وأكثروا من الصلاة والسلام على رسول اللهﷺ…

اسئلة متعلقة

مرحبًا بك إلى لمحة معرفة، حيث يمكنك طرح الأسئلة وانتظار الإجابة عليها من المستخدمين الآخرين.
...