0 تصويتات
في تصنيف اسئله إسلامية بواسطة (2.1مليون نقاط)

خطبة مكتوبة عن حقيقة الدنيا خطبة مؤثرة عن حب الدنيا

خطبة عن الانشغال بالدنيا

حبُّ الدُّنيا وكراهية الموت الدرر السنية

حديث حب الدنيا وكراهية الموت

خطبة عن سرعة زوال الدنيا

خطبة عن الدنيا الفانية

خطبة حال السلف مع الدنيا

خطبة مكتوبة عن حقيقة الدنيا

خطبة عن غرور الدنيا ملتقى الخطباء 

مرحبا اعزائي الزوار في موقع لمحة معرفة lmaerifas.net المتفوق والمتميز بمعلوماته الصحيحة من شتى المجالات العلمية والتعليمية والثقافية والاخبارية يسرنا بزيارتكم في موقعنا لمحة معرفة أن نقدم لكم ما تبحثون عنه من المعلومات من مصدرها الصحيح وهي الإجابة على سؤالكم الذي يقول......خطبة مكتوبة عن حقيقة الدنيا خطبة مؤثرة عن حب الدنيا

. وتكون إجابتكم المطلوبة هي كالتالي

خطبة الجمعة مكتوبة ومؤثرة عن:حب الدنيا وكراهية الموت

الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الآخِرَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ)، وأشهد أنَّ لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، يحي ويميت وهو على كل شيء قدير، وأشهد أنَّ محمداً عبده ورسوله البشير النذير، والسراج المُنير، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أهل الجد والتشمير، وسلَّم تسليماً كثيراً أما بعد،

 *فيا عباد الله* : إن حب الدنيا وتقديمها على الآخرة من أعظم البلايا التي تصيب الأمة في دينها ودنياها، وعن ثوبان -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها" فقال قائل: ومن قلة نحن يومئذ؟، قال: "بل أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم، وليقذفن الله في قلوبكم الوهن"، فقال قائل: يا رسول الله وما الوهن؟ قال: حب الدنيا وكراهية الموت".

 *عباد الله* : إن إيثار الدنيا على الآخرة يظهر جليا على تصرفات الناس، والناس يزدحمون على أبواب المتاجر، ولا يزدحمون على أبواب المساجد، والناس يزدحمون على طلب الدنيا، ولا يزدحمون على على طلب العلم النافع، الناس يصبرون على تحمل المشاق الصعبة في طلب الدنيا، ولا يصبرون على أدنى مشقة في طاعة الله، الناس يغضبون إذا انتقض شيء من دنياهم، ولا يغضبون إذا انتقض شيء من دينهم، كثير من الناس -لشدة حبه للدنيا- لا يقنع بما أباح الله له من المكاسب، فيذهب يتعامل بالمعاملات المحرمة، والمكاسب الخبيثة، من الربا والرشوة والغش في البيع والشراء، بل يحلف بالله كاذباً، وهو يسمع قول الله تعالى: (( *يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين ** *فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله وإن تبتم فلكم رؤوس أموالكم لا تَظلمون ولا تُظلمون** )).

 *عباد الله* : كثير من الناس استولى عليه حب الدنيا وإيثارها على الآخرة، حتى شغل كل أوقاته بجمعها، ولم يبق وقتا لآخرته، فالصلوات المفروضة يؤخرها عن أوقاتها، أو لا يحضرها مع الجماعة، وحتى في أثناء صلاته، يكون قلبه منصرفا إلى الدنيا، يفكر فيها، ويعدد ماله، ويتفقد حسابه، ويتذكر ما نسي من معاملاته في صلاته.

 *عباد الله* : حلال هذه الدنيا حساب، وحرامها عقاب، ومصيرها إلى الخراب، ولا يركن إليها إلا من فقد الرشد والصواب، فكم من ذاهب بلا إياب؟ وكم من حبيب قد فارق الأحباب والأهل والأصحاب، وصار إلى ثواب أو عقاب.

 *عباد الله* : لقد كان الصحابة -رضي الله عنهم- يحذرون من التنعم في الدنيا، ويخافون أن تعجل لهم بذلك حسناتهم، وعن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف قال: "أتي عبد الرحمن بن عوف -رضي الله عنه- بطعام وكان صائما، فقال: قُتل مصعب بن عمير وهو خير مني، وكُفّن في بردة إن غطى رأسه بدت رجلاه، وإن غطى رجلاه بدا رأسه، وقُتل حمزة وهو خير مني، فلم يوجد له كفن إلا بردة، ثم بسط لنا من الدنيا ما بسط، أو قال: أعطينا من الدنيا ما أعطينا، وقد خشيت أن تكون عجّلت لنا طيباتنا في حياتنا الدنيا، ثم جعل يبكي حتى ترك الطعام.

 *عباد الله* : تأملوا حالكم، وما بسط عليكم من الدنيا، كم تأكلون من أصناف الطعام؟ كم يعرض أمامكم من أنواع الفواكه؟ كم تلبسون من فاخر الثياب؟ وماذا تسكنون من البيوت المشيّدة؟ وماذا ترقدون عليه من الفرش الوثيرة؟ ثم انظروا ماذا تقدمون للآخرة؟ 

 *عباد الله* : نحن جمعنا -نسأل الله العافية- بين الإساءة وعدم الخوف من الله، نتمتع بنعم الله، ونبارز الله بالمعاصي، كأننا لم نسمع قول الله تعالى: (( *فلما نسوا ما ذُكّروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون* )).

 *عباد الله* : قال -صلى الله عليه وسلم-: ((ترك الدنيا أمر من الصبر، وأشد من حطم السيوف في سبيل الله، ولا يتركها أحد إلا أعطاه الله مثل ما يعطي الشهداء، وتركها قلة الأكل والشبع، وبغض الثناء من الناس، فإنه من أحب الثناء من الناس أحب الدنيا ونعيمها))، وفي المسند عن رجل من الصحابة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((تباً للذهب والفضة)) قيل: فما ندخر؟ قال: ((لساناً ذاكراً، وقلباً شاكراً، وزوجة تعين على الآخرة)).

اللهم رحمتك نرجو ولا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين وأصلح لنا شأننا يا أرحم الراحمين.

ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.

سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.

1 إجابة واحدة

0 تصويتات
بواسطة (2.1مليون نقاط)
 
أفضل إجابة
خطبة مؤثرة عن حب الدنيا
خطبة عن حب الدنيا رأس كل خطيئة
خطبة عن حالنا مع الدنيا
خطبة مكتوبة عن حقارة الدنيا
خطبة عن قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ
حديث عن حب الدنيا وكراهية الموت

خطبة مكتوبة عن حقيقة الدنيا
خطبة عن غرور الدنيا
بواسطة
ﺧﻄﺒﺔ ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ ﻣﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻦ ﺣﺐ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺃﺳﺎﺱ ﻛﻞ ﺧﻄﻴﺌﺔ
ﺍﻟﺨﻄﺒﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ .
ﻋﺒﺎﺩ ﺍﻟﻠﻪ : ﻣَﻦ ﻧﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺑﻌﻴﻦ ﺍﻟﺒﺼﻴﺮﺓ ﺃﻳﻘﻦ ﺃﻥ ﻧﻌﻴﻤﻬﺎ ﺍﺑﺘﻼﺀ، ﻭﺣﻴﺎﺗﻬﺎ ﻋﻨﺎﺀ، ﻭﻋﻴﺸﻬﺎ ﻧﻜﺪ، ﻭﺻﻔﻮﻫﺎ ﻛﺪﺭ، ﻭﺃﻫﻠﻬﺎ ﻣﻨﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻞ؛ ﺇﻣﺎ ﺑﻨﻌﻤﺔ ﺯﺍﺋﻠﺔ، ﺃﻭ ﺑﻠﻴﺔ ﻧﺎﺯﻟﺔ، ﺃﻭ ﻣﻨﻴﺔٍ ﻣﺎﺿﻴﺔ، ﻣﺴﻜﻴﻦٌ ﻣَﻦ ﺍﻃﻤﺌﻦ ﻭﺭﺿﻲ ﺑﺪﺍﺭٍ ﺣﻼﻟﻬﺎ ﺣﺴﺎﺏ، ﻭﺣﺮﺍﻣﻬﺎ ﻋﻘﺎﺏ، ﺇﻥ ﺃﺧﺬﻩ ﻣﻦ ﺣﻼﻝٍ ﺣُﺴِﺐ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﺇﻥ ﺃﺧﺬﻩ ﻣﻦ ﺣﺮﺍﻡ ﻋُﺬِﺏ ﺑﻪ، ﻣَﻦ ﺍﺳﺘﻐﻨﻰ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻓُﺘِﻦ، ﻭﻣَﻦ ﺍﻓﺘﻘﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﺣﺰِﻥ، ﻣَﻦ ﺃﺣﺒَّﻬﺎ ﺃﺫﻟﺘﻪ، ﻭﻣَﻦ ﺍﻟﺘﻔﺖ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻭﻧﻈﺮﻫﺎ ﺃﻋﻤﺘﻪ .
ﻭﻛﻢ ﻛُﺸِﻒ ﻟﻠﺴﺎﻣﻌﻴﻦ ﻋﻦ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺑﻴَّﻦ ﻟﻬﻢ ﻗِﺼَﺮ ﻣﺪﺗﻬﺎ، ﻭﺍﻧﻘﻀﺎﺀ ﻟﺬﺗﻬﺎ ﻟﻤﺎ ﻳﻀﺮﺏ ﺑﺎﻷﻣﺜﺎﻝ ﺍﻟﺤﺴﻴﺔ، ﻗﺎﻝ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ : ‏( ﺍﻋْﻠَﻤُﻮﺍ ﺃَﻧَّﻤَﺎ ﺍﻟْﺤَﻴَﺎﺓُ ﺍﻟﺪُّﻧْﻴَﺎ ﻟَﻌِﺐٌ ﻭَﻟَﻬْﻮٌ ﻭَﺯِﻳﻨَﺔٌ ﻭَﺗَﻔَﺎﺧُﺮٌ ﺑَﻴْﻨَﻜُﻢْ ﻭَﺗَﻜَﺎﺛُﺮٌ ﻓِﻲ ﺍﻷَﻣْﻮَﺍﻝِ ﻭَﺍﻷَﻭْﻻﺩِ ﻛَﻤَﺜَﻞِ ﻏَﻴْﺚٍ ﺃَﻋْﺠَﺐَ ﺍﻟْﻜُﻔَّﺎﺭَ ﻧَﺒَﺎﺗُﻪُ ﺛُﻢَّ ﻳَﻬِﻴﺞُ ﻓَﺘَﺮَﺍﻩُ ﻣُﺼْﻔَﺮًّﺍ ﺛُﻢَّ ﻳَﻜُﻮﻥُ ﺣُﻄَﺎﻣًﺎ ﻭَﻓِﻲ ﺍﻵﺧِﺮَﺓِ ﻋَﺬَﺍﺏٌ ﺷَﺪِﻳﺪٌ ﻭَﻣَﻐْﻔِﺮَﺓٌ ﻣِﻦَ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﻭَﺭِﺿْﻮَﺍﻥٌ ﻭَﻣَﺎ ﺍﻟْﺤَﻴَﺎﺓُ ﺍﻟﺪُّﻧْﻴَﺎ ﺇِﻟَّﺎ ﻣَﺘَﺎﻉُ ﺍﻟْﻐُﺮُﻭﺭِ ‏)‏[ ﺍﻟﺤﺪﻳﺪ 20: ‏] .
ﺷﺮﺡ ﻟﻨﺎ ﺍﻟﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﺤﻜﻴﻢ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ ﺣﺎﻝ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻓﺘﺘﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﻬﺎ، ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻗﺼﺮ ﻧﻈﺮﻫﻢ، ﻭﺑﻴّﻦ ﺃﻧﻬﺎ ﻣﻦ ﻣﺤﻘﺮﺍﺕ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﻳﺮﻛﻦ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺍﻟﻌﻘﻼﺀ ﻓﻀﻠًﺎ ﻋﻦ ﺍﻻﻓﺘﺘﺎﻥ ﺑﻬﺎ، ﻭﺍﻻﻧﻬﻤﺎﻙ ﻓﻲ ﻃﻠﺒﻬﺎ ﻭﻗﺘﻞ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻓﻲ ﺗﺤﺼﻴﻠﻬﺎ؛ ﻷﻧﻬﺎ ﻟﻌﺐٌ ﻻ ﺛﻤﺮﺓ ﻓﻴﻪ ﺳﻮﻯ ﺍﻟﺘﻌﺐ، ﻭﻟﻤﺎ ﺗﺸﻐﻞ ﺻﺎﺣﺒﻬﺎ، ﻭﺗُﻠﻬﻴﻪ ﻋﻤﺎ ﻳﻨﻔﻌﻪ ﻓﻲ ﺁﺧﺮﺗﻪ، ﻭﺯﻳﻨﺔ ﻻ ﺗﻔﻴﺪ ﺍﻟﻤﻔﺘﻮﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﺷﺮﻓًﺎ ﺫﺍﺗﻴًﺎ ﻛﺎﻟﻤﻼﺑﺲ ﺍﻟﺠﻤﻴﻠﺔ، ﻭﺍﻟﻤﺮﺍﻛﺐ ﺍﻟﺒﻬﻴﺔ، ﻭﺍﻟﻤﻨﺎﺯﻝ ﺍﻟﺮﻓﻴﻌﺔ ﺍﻟﻮﺍﺳﻌﺔ، ﻭﺗﻔﺎﺧﺮ ﺑﺎﻷﻧﺴﺎﺏ ﻭﺍﻟﻌﻈﺎﻡ ﺍﻟﺒﺎﻟﻴﺔ، ﻭﻣﺒﺎﻫﺎﺓ ﺑﻜﺜﺮﺓ ﺍﻷﻣﻮﺍﻝ ﻭﺍﻷﻭﻻﺩ، ﻭﻋِﻈﻢ ﺍﻟﺠﺎﻩ .
ﺛﻢ ﺃﺷﺎﺭ ﺟﻞ ﺷﺄﻧﻪ ﺇﻟﻰ ﺃﻧﻬﺎ ﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﺳﺮﻳﻌﺔ ﺍﻟﺰﻭﺍﻝ، ﻗﺮﻳﺒﺔ ﺍﻻﺿﻤﺤﻼﻝ ﻛﻤﺜﻞ ﻏﻴﺚ ﺭﺍﻕ ﺍﻟﺰُّﺭﺍﻉ ﻧﺒﺎﺗﻪ ﺍﻟﻨﺎﺷﺊ ﺑﻪ، ﺛﻢ ﻳﻬﻴﺞ ﻭﻳﺘﺤﺮﻙ، ﻭﻳﻨﻤﻮ ﺇﻟﻰ ﺃﻗﺼﻰ ﻣﺎ ﻗﺪﺭﻩ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻪ، ﻓﺴﺮﻋﺎﻥ ﻣﺎ ﺗﺮﺍﻩ ﻣﺼﻔﺮًﺍ ﻣﺘﻐﻴﺮًﺍ ﺯﺍﺑﻠًﺎ ﺑﻌﺪﻣﺎ ﺭﺃﻳﺘﻪ ﺃﺧﻀﺮ ﻧﺎﺿﺮًﺍ، ﺛﻢ ﻳﺼﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻴُﺒﺲ ﻫﺸﻴﻤًﺎ ﻣﺘﻜﺴﺮًﺍ ﻓﻔﻴﻪ ﺗﺸﺒﻴﻪ ﺟﻤﻴﻊ ﻣﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻨﻴﻦ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮﺓ ﺑﻤﺪﺓ ﻧﺒﺎﺕ ﻏﻴﺚٍ ﻭﺍﺣﺪٍ ﻳﻔﻨﻰ ﻭﻳﻀﻤﺤﻞ، ﻭﻳﺘﻼﺷﻰ ﻓﻲ ﺃﻗﻞ ﻣﻦ ﺳﻨﺔ، ﺇﺷﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺳﺮﻋﺔ ﺯﻭﺍﻟﻬﺎ ﻭﻗﺮﺏ ﻓﻨﺎﺋﻬﺎ .
ﻭﺑﻌﺪﻣﺎ ﺑﻴّﻦ - ﺟﻞ ﻭﻋﻼ - ﺣﻘﺎﺭﺓ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ، ﻭﺳﺮﻋﺔ ﺯﻭﺍﻟﻬﺎ ﺗﺰﻫﻴﺪًﺍ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﺗﻨﻔﻴﺮًﺍ ﻭﺗﺤﺬﻳﺮًﺍ ﻣﻦ ﺍﻻﻧﻬﻤﺎﻙ ﻓﻲ ﻃﻠﺒﻬﺎ ﺃﺷﺎﺭ ﺇﻟﻰ ﻓﺨﺎﻣﺔ ﺷﺄﻥ ﺍﻵﺧﺮﺓ ﻭﻓﻈﺎﻋﺔ ﻣﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻵﻻﻡ، ﻭﻋِﻈﻢ ﻣﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﺬﺍﺕ ﺗﺮﻫﻴﺒًﺎ ﻭﺗﺮﻏﻴﺒًﺎ ﻓﻲ ﺗﺤﺼﻴﻞ ﺍﻟﻨﻌﻴﻢ ﺍﻟﻤﻘﻴﻢ ﻭﺍﻟﻌﻴﺶ ﺍﻟﺴﻠﻴﻢ ﻣﻤﺎ ﻻ ﻋﻴﻦ ﺭﺃﺕ، ﻭﻻ ﺃﺫﻥ ﺳﻤﻌﺖ، ﻭﻻ ﺧﻄﺮ ﻋﻠﻰ ﻗﻠﺐ ﺑﺸﺮ ﻭﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻴﻬﺎ ﻗﺴﻤﺎﻥ :
ﻓﻄﻨﺎﺀ ﻗﺪ ﻭﻓَّﻘﻬﻢ ﺍﻟﻠﻪ، ﻓﻌﻠﻤﻮﺍ ﺃﻧﻬﺎ ﻇﻞٌ ﺯﺍﺋﻞ، ﻭﻧﻌﻴﻢ ﺣﺎﺋﻞ، ﻭﺃﺿﻐﺎﺙ ﺃﺣﻼﻡ ﺑﻞ ﻓﻬﻤﻮﺍ ﺃﻧﻬﺎ ﻧِﻌَﻢٌ ﻓﻲ ﻃﻴﻬﺎ ﻧِﻘَﻢ، ﻭﻋﺮﻓﻮﺍ ﺃﻧﻬﺎ ﺣﻴﺎﺓ ﻓﺎﻧﻴﺔ، ﻭﺃﻧﻬﺎ ﻣﻌﺒﺮٌ ﻭﻃﺮﻳﻖٌ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺒﺎﻗﻴﺔ، ﻓﺮﺿﻮﺍ ﻣﻨﻬﺎ ﺑﺎﻟﻴﺴﻴﺮ، ﻭﻗﻨﻌﻮﺍ ﻣﻨﻬﺎ ﺑﺎﻟﻘﻠﻴﻞ ﻓﺎﺳﺘﺮﺍﺣﺖ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ﻣﻦ ﻫﻤﻬﺎ ﻭﺃﺣﺰﺍﻧﻬﺎ ﻭﺍﺳﺘﺮﺍﺣﺖ ﺃﺑﺪﺍﻧﻬﻢ ﻣﻦ ﻧَﺼَﺒﻬﺎ ﻭﻋﻨﺎﺋﻬﺎ، ﺟﻌﻠﻮﺍ ﺍﻟﻨﻔَﺲ ﺍﻷﺧﻴﺮ ﻭﻣﺎ ﻭﺭﺍﺀﻩ ﻧُﺼْﺐ ﺃﻋﻴﻨﻬﻢ، ﻭﺗﺪﺑﺮﻭﺍ ﻣﺎﺫﺍ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺼﻴﺮﻫﻢ، ﻭﻓﻜﺮﻭﺍ ﻛﻴﻒ ﻳﺨﺮﺟﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺇﻳﻤﺎﻧﻬﻢ ﺳﺎﻟﻢٌ ﻟﻬﻢ، ﻭﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺒﻘﻰ ﻣﻌﻬﻢ ﻣﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﻗﺒﻮﺭﻫﻢ ‏( ﻳَﻮْﻡَ ﻻ ﻳَﻨْﻔَﻊُ ﻣَﺎﻝٌ ﻭَﻻ ﺑَﻨُﻮﻥَ ‏) ‏[ ﺍﻟﺸﻌﺮﺍﺀ 88: ‏] ‏( ﺇِﻟَّﺎ ﻣَﻦْ ﺃَﺗَﻰ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﺑِﻘَﻠْﺐٍ ﺳَﻠِﻴﻢٍ ‏)‏[ ﺍﻟﺸﻌﺮﺍﺀ 89: ‏] ، ‏( ﻳَﻮْﻡَ ﻻ ﻳُﻐْﻨِﻲ ﻣَﻮْﻟًﻰ ﻋَﻦْ ﻣَﻮْﻟًﻰ ﺷَﻴْﺌًﺎ ‏) ‏[ ﺍﻟﺪﺧﺎﻥ : 41 ‏] ، ﺃﺩﺭﻛﻮﺍ ﻛﻞ ﻫﺬﺍ ﻓﺘﺄﻫﺒﻮﺍ ﻟﻠﺴﻔﺮ ﺍﻟﻄﻮﻳﻞ، ﻭﺃﻋﺪﻭﺍ ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ ﻟﻠﺤﺴﺎﺏ، ﻭﻗﺪﻣﻮﺍ ﺍﻟﺰﺍﺩ ﻟﻠﻤﻌﺎﺩ، ﻭﺧﻴﺮ ﺍﻟﺰﺍﺩ ﺍﻟﺘﻘﻮﻯ ﻓﻄﻮﺑﻰ ﻟﻬﻢ ﺧﺎﻓﻮﺍ ﻓﺄﻣﻨﻮﺍ ﻭﺃﺣﺴﻨﻮﺍ ﻓﻔﺎﺯﻭﺍ ﻭﺃﻓﻠﺤﻮﺍ .
ﺇﻥ ﻟﻠﻪ ﻋﺒﺎﺩًﺍ ﻓُﻄﻨﺎ *** ﻃﻠﻘﻮﺍ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺧﺎﻓﻮﺍ ﺍﻟﻔِﺘﻨﺎ
ﻧﻈﺮﻭﺍ ﻓﻴﻬﺎ ﻓﻠﻤﺎ ﻋﻠﻤﻮﺍ *** ﺃﻧﻬﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﻟﺤﻲ ﺳﻜﻨﺎ
ﺟﻌﻠﻮﻫﺎ ﻟُﺠﺔ ﻭﺍﺗﺨﺬﻭﺍ *** ﺻﺎﻟﺢ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﻓﻴﻬﺎ ﺳﻔﻨﺎ
ﻭﺍﻟﻘﺴﻢ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ : ﺟُﻬﺎﻝٌ ﻋﻤﻮﺍ ﺍﻟﺒﺼﺎﺋﺮ، ﻟﻢ ﻳﻨﻈﺮﻭﺍ ﻓﻲ ﺃﻣﺮﻫﺎ ﻭﻟﻢ ﻳﻜﺸﻔﻮﺍ ﺳﻮﺀ ﺣﺎﻟﻬﺎ ﻭﻣﺂﻟﻬﺎ، ﺩﺭﺟﺖ ﻟﻬﻢ ﺑﺰﻳﻨﺘﻬﺎ ﻓﻔﺘﻨﺘﻬﻢ ﻓﺈﻟﻴﻬﺎ ﺃﺧﻠﺪﻭﺍ ﻭﺑﻬﺎ ﺭﺿﻮﺍ ﻭﻟﻬﺎ ﺍﻃﻤﺄﻧﻮﺍ ﺣﺘﻰ ﺃﻟﻬﺘﻬﻢ ﻋﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺷﻐﻠﺘﻬﻢ ﻋﻦ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻃﺎﻋﺘﻪ ‏( ﻧَﺴُﻮﺍ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻓَﺄَﻧْﺴَﺎﻫُﻢْ ﺃَﻧْﻔُﺴَﻬُﻢْ ﺃُﻭْﻟَﺌِﻚَ ﻫُﻢُ ﺍﻟْﻔَﺎﺳِﻘُﻮﻥَ ‏) ‏[ ﺍﻟﺤﺸﺮ 19: ‏] .
ﻧﻌﻢ .. ﺇﻧﻬﻢ ﻧﺴﻮﺍ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺃﻫﻤﻠﻮﺍ ﺣﻘﻮﻗﻪ، ﻭﻣﺎ ﻗﺪَﺭﻭﻩ ﺣﻖ ﻗﺪﺭﻩ، ﻭﻟﻢ ﻳﺮﺍﻋﻮﺍ ﻻﻧﻬﻤﺎﻛﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺗﻬﺎﻟﻜﻬﻢ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻮﺍﺟﺐ ﺃﻭﺍﻣﺮﻩ ﻭﻧﻮﺍﻫﻴﻪ ﺣﻖ ﺭﻋﺎﻳﺘﻬﺎ ﻓﺄﻧﺴﺎﻫﻢ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ، ﺃﻧﺴﺎﻫﻢ ﻣﺼﺎﻟﺤﻬﻢ ﻭﺃﻏﻔﻠﻬﻢ ﻋﻦ ﻣﻨﺎﻓﻌﻬﺎ ﻭﻓﻮﺍﺋﺪﻫﺎ ﻓﺼﺎﺭ ﺃﻣﺮﻫﻢ ﻓُﺮﻃًﺎ، ﻓﺮﺟﻌﻮﺍ ﺑﺨﺴﺎﺭﺓ ﺍﻟﺪﺍﺭﻳﻦ، ﻭﻓﻲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﻳﻘﻮﻝ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ : " ﺍﺟﺘﻬﺎﺩﻙ ﻓﻴﻤﺎ ﺿُﻤِﻦ ﻟﻚ ﻣﻊ ﺗﻘﺼﻴﺮﻙ ﻓﻴﻤﺎ ﻃُﻠِﺐ ﻣﻨﻚ ﺩﻟﻴﻞ ﺍﻧﻄﻤﺎﺱ ﺑﺼﻴﺮﺗﻚ ."
ﺃﻗﺎﻣﻮﺍ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻓﻬﺪﻣﺘﻬﻢ، ﻭﺍﻋﺘﺰﻭﺍ ﺑﻬﺎ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﺄﺫﻟﺘﻬﻢ، ﺃﻛﺜﺮﻭﺍ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻵﻣﺎﻝ ﻭﺃﺣﺒﻄﻮﺍ ﻃﻮﻝ ﺍﻵﺟﺎﻝ، ﻭﻧﺴﻮﺍ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻭﻣﺎ ﺑﻌﺪﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺪﺍﺋﺪ ﻭﺍﻷﻫﻮﺍﻝ، ﺭﻭﻯ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ : " ﻭَﻣَﻦْ ﻛَﺎﻧَﺖِ ﺍﻵﺧِﺮَﺓُ ﻫَﻤَّﻪُ ﺟَﻌَﻞَ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻏِﻨَﺎﻩُ ﻓِﻲ ﻗَﻠْﺒِﻪِ، ﻭَﺟَﻤَﻊَ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﺷﻤّﻠَﻪُ، ﻭَﺃَﺗَﺘْﻪُ ﺍﻟﺪُّﻧْﻴَﺎ ﻭَﻫِﻲَ ﺭَﺍﻏِﻤَﺔٌ، ﻭَﻣَﻦْ ﻛَﺎﻧَﺖِ ﺍﻟﺪُّﻧْﻴَﺎ ﻫَﻤَّﻪُ ﺟَﻌَﻞَ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻓَﻘْﺮَﻩُ ﺑَﻴْﻦَ ﻋَﻴْﻨَﻴْﻪِ، ﻭَﻓَﺮَّﻕَ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﺷﻤﻠَﻪُ، ﻭَﻟَﻢْ ﻳَﺄْﺕِ ﻟَﻪُ ﻣِﻦَ ﺍﻟﺪُّﻧْﻴَﺎ ﺇِﻻَّ ﻣَﺎ ﻗُﺪِﺭَ ﻟَﻪُ ."
ﻭﻓﻲ ﻋﺪﺓ ﺍﻟﺼﺎﺑﺮﻳﻦ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ : " ﻭﻗﺪ ﺃﺧﺒﺮ ﺍﻟﻨﺒﻲ - ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ - ﺃﻧﻬﺎ ﻟﻮ ﺳﺎﻭﺕ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺟﻨﺎﺡ ﺑﻌﻮﺿﺔ ﻣﺎ ﺳﻘﻰ ﻛﺎﻓﺮًﺍ ﻣﻨﻬﺎ ﺷﺮﺑﺔ ﻣﺎﺀ، ﻭﺃﻧﻬﺎ ﺃﻫﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺨﻠﺔ ﺍﻟﻤﻴﺘﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻫﻠﻬﺎ، ﻭﺃﻥ ﻣﺜﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻵﺧﺮﺓ ﻛﻤﺜﻞ ﻣﺎ ﻳﻌﻠﻖ ﺑﺈﺻﺒﻊ ﻣَﻦ ﺃﺩﺧﻞ ﺇﺻﺒﻌﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺮ، ﻭﺃﻧﻬﺎ ﺳﺠﻦ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﻭﺟﻨﺔ ﺍﻟﻜﺎﻓﺮ، ﻭﺃﻣﺮ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﻛﺄﻧﻪ ﻏﺮﻳﺐ، ﺃﻭ ﻋﺎﺑﺮ ﺳﺒﻴﻞ، ﻭﻳﻌﺪ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻘﺒﻮﺭ ﺇﺫﺍ ﺃﺻﺒﺢ ﻓﻼ ﻳﻨﺘﻈﺮ ﺍﻟﻤﺴﺎﺀ، ﻭﺇﺫﺍ ﺃﻣﺴﻰ ﻓﻼ ﻳﻨﺘﻈﺮ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ، ﻭﻧﻬﻰ ﻋﻦ ﺍﺗﺨﺎﺫ ﻣﺎ ﻳُﺮﻏِّﺐ ﻓﻴﻬﺎ، ﻭﻟﻌﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺪﻳﻨﺎﺭ ﻭﻋﺒﺪ ﺍﻟﺪﺭﻫﻢ، ﻭﺩﻋﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺎﻟﺘﻌﺲ ﻭﺍﻻﻧﺘﻜﺎﺱ، ﻭﻋﺪﻡ ﺇﻗﺎﻟﺔ ﺍﻟﻌﺜﺮﺓ ﻭﺍﻻﻧﺘﻘﺎﺩ .
ﻭﺃﺧﺒﺮ ﺃﻧﻬﺎ ﺣﻠﻮﺓ ﺃﻱ : ﺗﺄﺧﺬ ﺍﻟﻌﻴﻮﻥ ﺑﺨﻀﺮﺗﻬﺎ ﻭﺣﻠﻮﺗﻬﺎ، ﻭﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ﺑﺤﻼﻭﺗﻬﺎ ﻭﺃﻣﺮ ﺑﺎﺗﻘﺎﺋﻬﺎ، ﻭﺃﺧﺒﺮ ﺃﻧﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻛﺮﺍﻛﺐ ﺍﺳﺘﻈﻞ ﺗﺤﺖ ﺷﺠﺮﺓ ﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﺻﺎﺋﺐ، ﺛﻢ ﺭﺍﺡ ﻭﺗﺮﻛﻬﺎ، ﻭﻣﺮّ ﺑﻬﻢ ﻭﻫﻢ ﻳُﻌﺎﻟﺠﻮﻥ ﺧُﺼًّﺎ ﻟﻬﻢ ﻗﺪ ﻭَﻫَﻰ، ﻓﻘﺎﻝ : " ﻣﺎ ﺃﺭﻯ ﺍﻷﻣﺮ ﺇﻻ ﺃﻋﺠﻞ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ " ، ﻭﺃﻣﺮ ﺑﺴﺘﺮٍ ﻋﻠﻰ ﺑﺎﺑﻪ ﻓﻨُﺰِﻉ ﻭﻗﺎﻝ : ﺇﻧﻪ ﻳﺬﻛﺮﻧﻲ ﺑﺎﻟﺪﻧﻴﺎ، ﻭﺃﺧﺒﺮ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻴﺖ ﻳﺘﺒﻌﻪ ﺃﻫﻠﻪ ﻭﻣﺎﻟﻪ ﻭﻋﻤﻠﻪ، ﻓﻴﺮﺟﻊ ﺃﻫﻠﻪ ﻭﻣﺎﻟﻪ ﻭﻳﺒﻘﻰ ﻋﻤﻠﻪ .
ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﺰﻫﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻳﺮﻳﺢ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻭﺍﻟﺒﺪﻥ، ﻭﺍﻟﺮﻏﺒﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺗﻄﻴﻞ ﺍﻟﻬﻤﻮﻡ ﻭﺍﻟﺤﺰﻥ، ﻭﺃﺧﺒﺮ ﺃﻥ ﺑﺬﻝ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﻣﺎ ﻓﻀﻞ ﻋﻦ ﺣﺎﺟﺘﻪ ﺧﻴﺮٌ ﻟﻪ، ﻭﺇﻣﺴﺎﻛﻪ ﺷﺮٌ ﻟﻪ ﻭﺃﻧﻪ ﻻ ﻳُﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﻔﺎﻑ .
ﻭﺃﺧﺒﺮ ﺃﻥ ﻋﺒﺎﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻴﺴﻮﺍ ﺑﻤﺘﻨﻌﻤﻴﻦ ﻓﻴﻬﺎ ﻓﺈﻥ ﺃﻣﺎﻣﻬﻢ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻨﻌﻴﻢ، ﻓﻬﻢ ﻻ ﻳﺮﺿﻮﻥ ﺑﻨﻌﻴﻤﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻋﻮﺿًﺎ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻨﻌﻴﻢ، ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﺤﻮﺍﺭﻳﻮﻥ : ﻳﺎ ﻋﻴﺴﻰ ﻣَﻦ ﺃﻭﻟﻴﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ؟ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﺧﻮﻑ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻭﻻ ﻫﻢ ﻳﺤﺰﻧﻮﻥ، ﻗﺎﻝ : ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻧﻈﺮﻭﺍ ﺇﻟﻰ ﺑﺎﻃﻦ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ، ﺣﻴﻦ ﻧﻈﺮ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﻟﻰ ﻋﺎﺟﻠﻬﺎ، ﻓﺄﻣﺎﺗﻮﺍ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺎ ﻳﺨﺸﻮﻥ ﺃﻥ ﻳُﻤﻴﺘﻬﻢ، ﻭﺗﺮﻛﻮﺍ ﻣﺎ ﻋﻠﻤﻮﺍ ﺃﻧﻪ ﺳﻴﺘﺮﻛﻬﻢ ﻓﺼﺎﺭ ﺍﺳﺘﻜﺜﺎﺭﻫﻢ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﺳﺘﻐﻼﻟًﺎ، ﻭﺫﻛﺮﻫﻢ ﺇﻳﺎﻫﺎ ﻓﻮﺍﺗًﺎ، ﻭﻓﺮﺣﻮﺍ ﺑﻤﺎ ﺃﺻﺎﺑﻮﺍ ﻣﻨﻬﺎ ﺣﺰﻧًﺎ، ﺧﻠﻘﺖ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﻓﻠﻴﺴﻮﺍ ﻳﺠﺪﺩﻭﻧﻬﺎ، ﻭﺧﺮﺑﺖ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻓﻠﻴﺴﻮﺍ ﻳﻌﻤﺮﻭﻧﻬﺎ، ﻭﻣﺎﺗﺖ ﻓﻲ ﺻﺪﻭﺭﻫﻢ ﻓﻠﻴﺴﻮﺍ ﻳُﺤﻴﻮﻧﻬﺎ ﻳﻬﺪﻣﻮﻧﻬﺎ ﻓﻴﺒﻨﻮﻥ ﺑﻬﺎ ﺁﺧﺮﺗﻬﻢ، ﻭﻳﺒﻴﻌﻮﻧﻬﺎ، ﻓﻴﺸﺘﺮﻭﻥ ﺑﻬﺎ ﻣﺎ ﺑﻘﻲ ﻟﻬﻢ، ﺭﻓﻀﻮﻫﺎ ﻓﻜﺎﻧﻮﺍ ﺑﻬﺎ ﻫﻢ ﺍﻟﻔﺮﺣﻴﻦ، ﻭﻧﻈﺮﻭﺍ ﺇﻟﻰ ﺃﻫﻠﻬﺎ ﺻﺮﻋﻰ ﻗﺪ ﺣﻠﺖ ﺑﻬﻢ ﺍﻟﻤَﺜﻼﺕ ﻓﺄﺣﺒﻮﺍ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻭﺗﺮﻛﻮﺍ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ."
ﻭﻣَﻦ ﻳﺬﻕ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻓﺈﻧﻲ ﻃﻌﻤﺘﻬﺎ *** ﻭﺳﻴﻖ ﺇﻟﻲَّ ﻫﻨﺎﺀ ﻋﺬﺑﻬﺎ ﻭﻋﺬﺍﺑﻬﺎ
ﻓﻠﻢ ﺃﺭﺍﻫﺎ ﺇﻻ ﻏﺮﻭﺭًﺍ ﻭﺑﺎﻃﻨًﺎ *** ﻓﻤﺎ ﻻﺡ ﻓﻲ ﻇﻬﺮ ﺍﻟﻔﻼﺕ ﺳﺮﺍﺑﻬﺎ
ﻭﻣﺎ ﻫﻲ ﺇﻻ ﺟﻴﻔﺔ ﻣﺴﺘﺤﻴﻠﺔ *** ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻛﻼﺏٌ ﻫﻤﻬﻤﻦّ ﺍﺟﺘﺬﺍﺑﻬﺎ
ﻓﺈﻥ ﺗﺠﺘﻨﺒﻬﺎ ﻛﻨﺖ ﺳﻠﻤًﺎ ﻷﻫﻠﻬﺎ *** ﻭﺇﻥ ﺗﺠﺘﺬﺑﻬﺎ ﻧﺎﺯﻋﺘﻚ ﻛﻼﺑﻬﺎ
ﺇﺫﺍ ﺍﻧﺴﺪ ﺑﺎﺏٌ ﻋﻨﻚ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺣﺎﺟﺔ *** ﻓﺪﻋﻬﺎ ﻷﺧﺮﻯ ﻳﻨﻔﺘﺢ ﻟﻬﺎ ﺑﺎﺑﻬﺎ
ﺍﻟﺨﻄﺒﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ :
ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺇﺣﺴﺎﻧﻪ ﻭﺍﻟﺸﻜﺮ ﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﺗﻮﻓﻴﻘﻪ ﻭﺍﻣﺘﻨﺎﻧﻪ ﻭﺑﻌﺪ :
ﻋﺒﺎﺩ ﺍﻟﻠﻪ : ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺣﺒُّﻬﺎ ﻳُﻮﻗﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺒﻬﺎﺕ، ﺛﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻜﺮﻭﻫﺎﺕ، ﺛﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺤﺮﻣﺎﺕ، ﻭﻃﺎﻟﻤﺎ ﺃﻭﻗﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻔﺮ، ﻓﺠﻤﻴﻊ ﺍﻷﻣﻢ ﺍﻟﻤﻜﺬﺑﺔ ﻷﻧﺒﻴﺎﺋﻬﻢ ﺇﻧﻤﺎ ﺣﻤﻠﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻛﻔﺮﻫﻢ ﻭﻫﻼﻛﻬﻢ ﺣﺐ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ؛ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺮﺳﻞ ﻟﻤﺎ ﻧﻬﻮﻫﻢ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﺻﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻜﺘﺴﺒﻮﻥ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺣﻤﻠﻬﻢ ﺣﺒُّﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺨﺎﻟﻔﺘﻬﻢ ﻭﺗﻜﺬﻳﺒﻬﻢ، ﻓﻜﻞ ﺧﻄﻴﺌﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺃﺻﻠﻬﺎ ﺣﺐ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ، ﻭﻻ ﺗﻨﺲَ ﺧﻄﻴﺌﺔ ﺍﻷﺑﻮﻳﻦ ﻗﺪﻳﻤًﺎ ﺇﻧﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺳﺒﺒﻬﺎ ﺣﺐ ﺍﻟﺨﻠﻮﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ، ﻭﻻ ﺗﻨﺲ ﺫﻧﺐ ﺇﺑﻠﻴﺲ، ﻭﺳﺒﺒﻪ ﺣﺐ ﺍﻟﺮﻳﺎﺳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻣﺤﺒﺘﻬﺎ ﺷﺮّ ﻣﻦ ﻣﺤﺒﺔ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ، ﻭﺑﺴﺒﺒﻬﺎ ﻛﻔﺮ ﻓﺮﻋﻮﻥ ﻭﻫﺎﻣﺎﻥ ﻭﺟﻨﻮﺩﻫﻤﺎ، ﻭﺃﺑﻮ ﺟﻬﻞ ﻭﻗﻮﻣﻪ ﻭﺍﻟﻴﻬﻮﺩ؛ ﻓﺤﺐ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺍﻟﺮﻳﺎﺳﺔ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﻤَّﺮ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺑﺄﻫﻠﻬﺎ، ﻭﺍﻟﺰﻫﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ، ﻭﺍﻟﺰﻫﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﻳﺎﺳﺔ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﻤَّﺮ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﺑﺄﻫﻠﻬﺎ، ﻭﺍﻟﺴﻜﺮ ﺑﺤﺐ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺃﻋﻈﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻜﺮ ﺑﺸﺮﺏ ﺍﻟﺨﻤﺮ ﺑﻜﺜﻴﺮ، ﻭﻟﻬﺬﺍ ﻋﺒﺎﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﺣﺒُّﻬﺎ ﻳُﻠﻬﻲ ﻋﻦ ﺣﺐ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺫﻛﺮﻩ، ﻭﻣَﻦ ﺃﻟﻬﺎﻩ ﻣﺎﻟﻪ ﻋﻦ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻬﻮ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺎﺳﺮﻳﻦ .
ﺇﻧﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺣﺐ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺭﺃﺱ ﺍﻟﺨﻄﺎﻳﺎ ﻭﻣﻔﺴﺪًﺍ ﻟﻠﺪﻳﻦ ﻣﻦ ﻭﺟﻮﻩ :
ﺃﻭﻟﻬﺎ : ﺃﻧﻪ ﻳﻘﺘﻀﻲ ﺗﻌﻈﻴﻤﻬﺎ ﻭﻫﻲ ﺣﻘﻴﺮﺓ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ .
ﻭﺛﺎﻧﻴﻬﺎ : ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻌﻨﻬﺎ ﻭﻣﻘﺘﻬﺎ ﻭﺃﺑﻐﻀﻬﺎ ﺇﻻ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﻓﻴﻬﺎ، ﻭﻣَﻦ ﺃﺣﺐ ﻣﺎ ﻟﻌﻨﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻣﻘﺘﻪ ﻭﺃﺑﻐﻀﻪ، ﻓﻘﺪ ﺗﻌﺮﺽ ﻟﻠﻔﺘﻨﺔ ﻭﻣﻘﺘﻪ ﻭﻏﻀﺒﻪ .
ﻭﺛﺎﻟﺜﻬﺎ : ﺃﻧﻪ ﺇﺫﺍ ﺃﺣﺒﻬﺎ ﺻﻴَّﺮﻫﺎ ﻏﺎﻳﺘﻪ، ﻭﺗﻮﺳﻞ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺑﺎﻷﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺘﻲ ﺟﻌﻠﻬﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﺇﻟﻰ ﺍﻟﺪﺍﺭ ﺍﻵﺧﺮﺓ، ﻓﻌﻜﺲ ﺍﻷﻣﺮ ﻭﻗﻠَﺐ ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﻓﺎﻧﺘﻜﺲ ﻗﻠﺒﻪ، ﻭﺍﻧﻌﻜﺲ ﺳﻴﺮﻩ ﺇﻟﻰ ﻭﺭﺍﺀﻩ .
ﻭﺭﺍﺑﻌﻬﺎ : ﺃﻥ ﻣﺤﺒﺘﻬﺎ ﺗﻌﺘﺮﺽ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﻭﺑﻴﻦ ﻓﻌﻞ ﻣﺎ ﻳﻌﻮﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﻧﻔﻌﻪ ﻓﻲ ﺍﻵﺧﺮﺓ؛ ﻻﺷﺘﻐﺎﻟﻪ ﻋﻨﻪ ﺑﻤﺤﺒﻮﺑﻪ، ﻭﺍﻟﻨﺎﺱ ﻫﺎﻫﻨﺎ ﻣﺮﺍﺗﺐ : ﻓﻤﻨﻬﻢ ﻣَﻦ ﻳﺸﻐﻠﻬﻢ ﻣﺤﺒﻮﺑﻪ ﻋﻦ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﻭﺷﺮﺍﺋﻌﻪ، ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣَﻦ ﻳﺸﻐﻠﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﻮﺍﺟﺒﺎﺕ، ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣَﻦ ﻳﺸﻐﻠﻪ ﺣﺒُّﻬﺎ ﻋﻦ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺘﺤﺒﺎﺕ، ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣَﻦ ﻳﺸﻐﻠﻪ ﻋﻦ ﻭﺍﺟﺐ ﻳﻌﺎﺭﺽ ﺗﺤﺼﻴﻠﻬﺎ ﻭﺇﻥ ﻗﺎﻡ ﺑﻐﻴﺮﻩ، ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣَﻦ ﻳﺸﻐﻠﻪ ﻋﻦ ﻋﺒﻮﺩﻳﺔ ﻗﻠﺒﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﻟﻠﻪ ﻋﻨﺪ ﺃﺩﺍﺋﻪ ﻓﻴﺆﺩﻳﻪ ﻇﺎﻫﺮًﺍ ﻻ ﺑﺎﻃﻨًﺎ .
ﻭﺃﻳﻦ ﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﻋﺸﺎﻕ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ، ﻭﺃﻗﻞ ﺩﺭﺟﺎﺕ ﺣﺒّﻬﺎ ﺃﻥ ﻳَﺸﻐﻞ ﻋﻦ ﺳﻌﺎﺩﺓ ﺍﻟﻌﺒﺪ، ﻭﻫﻮ ﺗﻔﺮﻳﻎ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻟﺤﺐ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﻟﺴﺎﻧﻪ ﻟﺬﻛﺮﻩ، ﻭﺟﻤﻊ ﻗﻠﺒﻪ ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎﻧﻪ، ﻭﺟﻤﻊ ﻟﺴﺎﻧﻪ ﻭﻗﻠﺒﻪ ﻋﻠﻰ ﺭﺑﻪ ﻓﻌﺸﻘﻬﺎ ﻭﻣﺤﺒﺘﻬﺎ ﺗﻀﺮ ﺑﺎﻵﺧﺮﺓ، ﻭﻻﺑﺪ ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﻣﺤﺒﺔ ﺍﻵﺧﺮﺓ ﺗﻀﺮ ﺑﺎﻟﺪﻧﻴﺎ .
ﻭﺧﺎﻣﺴﻬﺎ : ﺃﻥ ﻣﺤﺒﺘﻬﺎ ﺗﺠﻌﻠﻬﺎ ﺃﻛﺜﺮ ﻫﻢ ﺍﻟﻌﺒﺪ .
ﻭﺳﺎﺩﺳﻬﺎ : ﺃﻥ ﻣﺤﺒﻬﺎ ﺃﺷﺪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﺬﺍﺑًﺎ ﺑﻬﺎ، ﻭﻫﻮ ﻣﻌﺬَّﺏٌ ﻓﻲ ﺩﻭﺭﻩ ﺍﻟﺜﻼﺙ : ﻳﻌﺬﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻟﺘﺤﺼﻴﻠﻬﺎ، ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺴﻌﻲ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﻣﻨﺎﺯﻋﺔ ﺃﻫﻠﻬﺎ، ﻭﻓﻲ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺒﺮﺯﺥ، ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺪﺍﺭ ﺍﻵﺧﺮﺓ .

اسئلة متعلقة

مرحبًا بك إلى لمحة معرفة، حيث يمكنك طرح الأسئلة وانتظار الإجابة عليها من المستخدمين الآخرين.
...