نموذج تطبيقي منهجية الاشتغال على قولة فلسفي
منهجية الاشتعال على قولة فلسفية باك 2024 2025
مرحباً بكم زوارنا الكرام في موقعنا لمحة معرفة يسرنا بزيارتكم أن نقدم لكم..نموذج تطبيقي منهجية الاشتغال على قولة فلسفية
توضيح منهجية الاشتغال على قولة فلسفية، توجيهات عملية وفق الأطر المرجعية
الإجابة الصحيحة هي
-مواصفات القولة: تتميز القولة بالتركيز والكثافة وقصر الحجم، وتكون مرتبطة بمواضيع البرنامج المقرر، وتحيل إلى مفهوم فلسفي واحد أو أكثر من مفاهيم المجزوءة، كما يمكن أن تحيل إلى مجزوءة واحدة أو أكثر. وتتضمن فكرة فلسفية أو موقفا فلسفيا اتجاه إشكالية فلسفية معينة.
-مواصفات السؤال أو المطلب : ترفق القولة بسؤال قد يكون موجها لآفاق تفكير المترشح، أو يحدد بشكل دقيق مجال أو مجالات القولة، أو يستشكل بوضوح المجال النظري للقولة، كما قد ترفق بمطلب مزدوج يحيل في مستواه الأول إلى مضمون القولة، وفي مستواه الثاني إلى قيمتها أو أبعادها.
الإجراءات
مطلب الفهم: (4ن)
الطرح الإشكالي للموضوع من خلال:
- تحديد موضوع القولة؛ (المفهوم المركزي الذي تعالجه القولة، مثلا: مفهوم الدولة/ العنف ...)؛
- صياغة إشكالها و أسئلته الأساسية الموجهة للتحليل و المناقشة... (مثلا: ما الغاية من وجود الدولة؟ هل الغاية من وجود الدولة هي ضمان السلم والحرية وحقوق الأفراد أم ممارسة الهيمنة والتسلط على الأفراد؟ وإذا كانت الغاية من وجود الدولة هي ضمان الحق، فعلى ماذا تعتمد الدولة في ذلك؟ هل تعتمد على العنف أم على القانون؟
ملحوظة على مستوى الفهم: يجب قراءة القولة قراءة متأنية متفحصة، مع الانتباه إلى المطلب أو السؤال المرفق
لها، وفي نفس الآن الانتباه إلى مفاهيمها، حتى يتم إدراك موضوع القولة بكيفية دقيقة. ومن أجل إدراك الإشكالية
التي تتأطر ضمنها القولة، يمكن اعتبارها كجواب ثم استنتاج السؤال، الذي سيقودك إلى الإشكالية.
(بعد ذلك يجب التفكير في تمهيد مناسب[مفاهيمي/واقعي] يقودك إلى طرح الإشكالية بكيفية سلسة.)
مطلب التحليل: (5ن)
تحديد أطروحة القولة و شرحها؛ (بشكل مركز، علما أن القولة هي في حد ذاتها أطروحة، ويستحسن إعادة صياغتها بأسلوبك الخاص مع الحفاظ على معناها...)
تحديد مفاهيم القولة و بيان العلاقات التي تربط بينها؛( الوقوف عند مفاهيم القولة وشرحها على شكل فقرة متماسكة، اعتمادا على رصيدك المعرفي حول تلك المفاهيم...)
تحليل الحجاج المعتمد في الدفاع عن أطروحة القولة...(استثمار وتوظيف حجج تدعم أطروحة القولة: مثلا: أمثلة واقعية/
استشهادات فلسفية/ تمثيل/ أدوات منطقية/ افتراض واستنتاج/مقارنة/...)
ملحوظة على مستوى التحليل: نظرا لأن القولة تفتقر إلى حجاج، فهي في حاجة إلى تدعيم، وأنت الذي توظف بعض الآليات والأساليب، التي تخدم وتدعم أطروحة القولة.
مطلب المناقشة:(5ن)
التساؤل حول أهمية الأطروحة بإبراز قيمتها وحدودها؛
من حيث قيمتها: ( مغزاها/ أبعادها الإنسانية/ المعرفية/ العلمية/السياسية/الاجتماعية/الأخلاقية... ) ومن حيث حدودها (الجوانب التي أغفلتها الأطروحة وهي حدود يمكن استنتاجها من التساؤلات المطروحة في مطلب الفهم...) فمناقشة أهمية الأطروحة هي بمثابة الجسر الذي ينقلنا إلى العنصر الثاني من المناقشة.
فتح إمكانات أخرى للتفكير في الإشكال الذي تثيره القولة...
وذلك بالانفتاح على أطروحات أو تصورات فلسفية عالجت نفس الإشكال المطروح من زوايا مختلفة، سواء كانت تلك المواقف منسجمة أو مختلفة عن أطروحة القولة. علما أن الدافع إلى هذا الانفتاح هو حدود أطروحة القولة، على اعتبار أن تلك الحدود هي التي تدفعنا إلى البحث عن بديل آخر للإجابة عن نفس الإشكال.
مطلب التركيب: (3ن)
- خلاصة تركيبية لأهم عناصر التحليل والمناقشة.
- إبداء الرأي الشخصي بشكل مبرر في الإشكالية التي تمت معالجتها، أي أن يكون هذا الرأي له علاقة بالموضوع الذي تم تحليله ومناقشته.
ملاحظة على مستوى التركيب: يجب أن يكون التركيب منسجما مع مستوى الفهم، بشكل يكون فيه التركيب بمثابة جواب عن الإشكال الذي تمت صياغته في مستوى الفهم. ويُستحسن تجنب عبارات: أضم صوتي إلى/ أنتصر إلى/ وإذا كان لرأيي أهمية، فأنا../ كما يجب تجنب طرح تساؤلات تمت صياغتها في مطلب الفهم.
الجوانب الشكلية: (3ن)
تماسك العرض والأفكار عند الانتقال من مستوى إلى آخر ومن فكرة إلى أخرى/ سلامة اللغة/ احترام نظام الفقرات وقواعد الترقيم(،/؛/./:/؟/...) احترام جميع المطالب المنهجية وترتيبها والخطوات اللازمة المتعلقة بموضوع القولة/ سلامة اللغة ووضوح الخط وأخلاقيات الكتابة...
2-مقترح من إنجاز التلميذة نجلاء، ثا.ع.فيزيائية: مدة الانجاز:2س:
"في غياب الدولة، لا وجود لعدل ولا لظلم، بل كل ما هناك هو الخوف المتواصل من خطر الموت العنيف"
أوضح(ي) مضمون القولة وبين(ي) ما إذا كانت الدولة هي الضامنة للحقوق.
مقترح/ تحرير
تعتبر الدولة رمزا سياسيا يدل على التقدم والتحضر؛ إذ استطاع الإنسان أن يتجاوز حالته الطبيعية وينتقل من قانون الغاب إلى المدنية أو التمدن، لذا قرر تأسيس ما يصطلح عليه بالدولة، وذلك بهدف تنظيم حياته، علما أن للدولة واجهتان: من جهة هي جهاز قمعي يقف في وجه كل مقاومة أو تهديد، ومن جهة أخرى فهي وسيلة لتدبير الشان العام وضمان حقوق الإنسان. أمام هذا التناقض في مفهوم الدولة، نقف أمام التساؤلات التالية: ما الغاية من وجود الدولة؟ وما الذي يبرر وجودها؟ هل جاءت الدولة لخدمة المواطن وضمان حقوقه ام أنها قامت بسلبه بعض من حقوقه في مقابل أن تضمن له البقاء؟ وهل الغاية من وجود الدولة هي تحقيق السلم فقط أم أنها جاءت لتحسين من حياة الأفراد؟ وهل يجب على الفرد أن يتخلى عن حقوقه في سبيل تحقيق السلم والأمن؟
تبين أطروحة القولة أن وجود الدولة يحقق السلم وأن الغاية من وجودها هي تحقيق السلم والأمن، وفي غيابها يعيش الفرد هاجس الموت العنيف، ولا يملك أية حقوق فهو يصارع فقط من أجل البقاء على قيد الحياة، لأن في غياب الدولة تعم الفوضى والهمجية والعشوائية، ويغيب معها مبدا الحق أو المِلكية، فكل فرد يملك كل شيء وفي الآن نفسه لا يملك أي شيء، يسود قانون يأكل فيه القوي الضعيف، لذا يعيش الإنسان في خوف متواصل، لأن الخطر يحيط به من كل الجهات. ومنه فوجود الدولة يضمن السلم والاستقرار وتحافظ على النظام.
يحيل مفهوم الدولة إلى ذلك التنظيم السياسي من طرف جماعة ما في أرض محددة، بهدف احترام القانون وتامين النظام وذلك من خلال مجموعة من المؤسسات العسكرية والإدارية والسياسية والقانونية ... وتعد الدولة هي الضامنة للحقوق، حيث يمثل الحق كل ما هو ثابت باعتباره ذلك الشيء الذي وجب إعطاءه واخذه دون جدال أو نقاش؛ إذ يعتبر من المسلمات حيث يجب على كل فرد أن يمتلك حقه في كل شيء وفي كل مجال. على أساس أن الدولة هي الوسيلة التي توفر للفرد حقه وتضمن له العيش في سلم وأمان دون خوف ولا تهديد سواء كان خارجي أو داخلي، حيث الهدف الأسمى للدولة هو تحقيق السلم، لكن بشرط أن يكون للهيئة الحاكمة الصلاحية المطلقة في إلغاء كل ما من شأنه يهدد الأمن والاستقرار. كما قال طوماس هوبز:" إننا ندين للدولة بما نحن فيه من سلم".
لنفترض أن هناك جماعة معينة من الأفراد يعيشون في حالة الطبيعة لا تربط بينهم أي علاقات تعاقدية، فماذا نستنتج عن هذا الحال في حال تقاطعت رغبات فرد ما مع رغبات وطموحات فرد آخر؟ أكيد ستكون حالة حرب كل فرد ضد كل فرد، وستعم الفوضى والعشوائية ولن يكون لوجود الجنس البشري أي معنى أو دليل. لهذا يقال: "إن الحاجة أساس الاجتماع".
تكمن قيمة الأطروحة في كونها أبرزت بان لا يمكن أن نتحدث عن الحقوق أو العدل أو الظلم في غياب ركيزة قوية تنظم حياة الفرد ألا وهي الدولة، التي تعتبر الوسيلة الوحيدة لتحقيق السلم والأمن، على اعتبار أنه لا يمكن أن نتحدث عن أي نشاط فني أو ثقافي أو اقتصادي في غياب السلم والاستقرار الذي توفره الدولة، وبالتالي فهي تكتسي قيمة سياسية. لكن حدود الأطروحة فتتجلى في كونها أغفلت الجانب الإنساني للفرد، حيث يجب أن يتمتع الفرد بكل حقوقه وأن لا يفرط في بعضها في سبيل البقاء فقط، حيث لا يجب ان تكون الدولة ممثلة في هيئة حاكمة واحدة دون فصل للسلط، فبذلك يكون حكما مطلقا يستغل الأفراد ويسلبهم حقوقهم الطبيعية في مقابل أن يوفر لهم السلم والأمن، ويبقى الفرد يعيش داخل متاهة بين خوفه من الموت العنيف وبين جانبه الغنساني الذي يدفعه الى أن يطالب بحقوقه كالحرية، فالمقابل الذي يفرضه الحاكم من اجل تحقيق السلم للمواطنين هو الطاعة التامة وعدم مخالفة الأوامر وسلبهم حقوقهم كلها سواء حق التعبير أو التفكير او غيرهما، وانطلاقا من هذا الجانب الذي بواسطته تعمل الدولة على إقصاء كل ما في تقديرها يهدد سلم وأمن الدولة، نتساءل: هل يجب على الفرد أن يتخلى عن حقوقه وحريته في سبيل تحقيق السلم والأمن؟
يؤكد الفيلسوف الهولندي باروخ اسبينوزا على ان الغاية من وجود الدولة لا يمكن حصرها في تحقيق السلم فقط وفي المقابل ترهيبهم والضغط عليهم، بل الغاية الحقيقية من وجود الدولة هي تحقيق الحرية للأفراد واعتبارهم كائنات عاقلة لها الحق في الانتماء الى دولة تحترم آراءهم وتصغي لمقترحاتهم وتوفر لهم الظروف الإنسانية المناسبة لهم كموجودات تفكر وتبدع وتنتج، تحتاج إلى كافة حقوقها كي تستطيع أن تمارس دورها الفعالداخل المجتمع وتساهم في التقدم والازدهار، وكيف لفرد مسلوب الحقوق ومسلوب الحرية، أن يبدع وأن يفكر، وأن ينتج وأن يشعر بقيمته ككائن عاقل يمتلك قدرة العقل؟!!...
خلاصة القول، إن أطروحة القولة أثبتت أن ضرورة وجود الدولة تكمن في تحقيق السلم والأمن وضمان استقرار المجتمع ولو كان ذلك على حساب الترهيب والتخويف، وفي المقابل أكد اسبينوزا على أن الدولة لا تقوم على تخويف الناس بل على العكس فغايتها هي ضمان لهم حريتهم وتعاملهم على اساس أنهم كائنات عاقلة ومسؤولة. ومن وجهة نظري الشخصية، نعلم أنه لا يمكن أن نتحدث عن أي نشاط فني أو ثقافي أو أي تقدم اقتصادي في غياب السلم والاستقرار. لكن لا يجب تحقيقه في مقابل التخلي عن أعظم الحقوق ألا وهي الحرية، فبدون حرية لا يمكن أن نتحدث عن مجتمع واع مزدهر مثقف ومبدع. وخير مثال الانظمة الديكتاتورية التي كانت تقمع شعوبها، هاهي الآن أمام ثورات واحتجاجات ومطالبات بالحقوق، لذا فكل ضغط يولد الانفجار.