ملخص دراسة نص الأمير الدمشقي أدبي ادرس المقاطع الثلاثة من النص وفق المنهج النفسي.
دراسة نص الأمير الدمشقي أدبي قصيدة الأمير الدمشقي
شرح درس الأمير الدمشقي آداب عربي بكالوريا
اهلا مرحباً بكم اعزائي طلاب الشهادة الثانوية في موقعنا لمحة معرفة يسرنا بزيارتكم أن أقدم لكم دراسة نص الأمير الدمشقي أدبي
الإجابة الصحيحة هي
دراسة نص(الأمير الدّمشقي )لأمير شعراء العصر الحديث نزار قبّاني تِبعاً للمنهج النفسي في الأدب الفرع الأدبي
السؤال: ادرس المقاطع الثلاثة من النص وفق المنهج النفسي.
مقدمة:الأدب هو الرّحم الذي يحتضن النفس البشرية بنوازعها وحالاتها عامة , والنقد يأتي بعد العملية الإبداعية ,التي هي شكل من أشكال تفريغ الرغبات المكبوتة التي تبحث عن الإشباع في مجتمع أو محيط قد لا يتيح لها ذلك , ولمّا كان صعباً إخمادُ تلك الحرائق المشتعلة في اللاشعور , فالشاعر مضطر إلى تصعيدها بكيفيات مختلفة , ومن هذا المنطلق يُدرس النص نقدياً على أنه مرجعية نفسانية , تُفسَّر بالصراعات اللاواعية لشخصية المبدع
لدينا مرثية حداثية لقنديل أخضر على بوابة دمشق ,إنه الشاعر نزار قبّاني , الذي فُجع بفقد ولده البكر توفيق إثر مرض عُضال فجاء رثاؤه له اختراقاً قبانياً يُلهب كل المشاعر الإنسانية .
أولاً : دراسة المحتوى الظاهر (معاني النص-الظاهرة النفسية )
أ- معاني النص :الشاعر الذي استطاع تطويع الكلمات وتليينها كما تشتهيها رغباته , يقف مذهولاً في المقطع الأول , فالعبارات والكلمات كسيحة عاجزة ,مهيضة الجناح كمثله , فكيف يمكن الاهتداء لطريقة مُثلى ينشد بها المغني وعبراته ملأت المحبرة ,ولا يعرف كيف يكتب وموت ابنه قد عطّل كل مسالك اللغات.
في المقطع الثاني يقف بنا عند مشهد الوفاة ,كيف رفع نعشه على متنه بانكسار , وخصلات شعره الذهبية مروية بالمطر , وهو وحيد في مصيبته,يلملم حوائجه العابقة بعطره بغربة قاتلة , يلثم صوره , وفي مرآة نفسه المكلومة ترتسم صور الناس وعيونهم من حجر ونحاس,ولا حيلة له في مواجهة حُكم القدر .
أمّا في المقطع الثالث فتخرج الكلمات ملتهبة بنيران الوجد والفقدان من أب زرع حلمه في ولده فكان يشبهه في الخلق والخليقة ,ويستحضر لوصفه كل أحلام الكلمات التي رتّلها في قصائده الوصفية , فأميره الجميل رمز للحسن والنقاوة والسماحة والرشاقة والخير ,للألفة والأُنس ,بجمال نظراته وصفائها , بأشعة النور المنسكبة من ضوئها , بدموعه السخية التي تختزن كل آلام المسافرين ,ويستحضر التاريخ ويفتح صفحاته يبحث عن أحد رموزه الذين أصابتهم مصيبته فيجدها في مأساة النبي يعقوب ,حين غُدر وابتُلي بغياب يوسف الصديق عنه, ورغم حرصه وخوفه على جماله لم يستطع ردّ صفعة الكيد التي لطمت عمره حين أحضروا قميصه المدمّى , وهو أعزل وابنه الرائع كانا مَرْمَيَان لسهام القدر.
ب- الظاهرة النفسية: وقد كشفت المعاني السابقة عن معاناة نفسية عميقة مصدرها عوائق مُختزنة في اللاشعور ,تتجسد فيها قيم الإنسان سواء في عاطفته وروحه أم في سلوكه ,فالأب مكلوم حتى النخاع ولا سبيل لمنع الفاجعة أو تخفيف وطأتها ,فيأتي كبت المشاعر والرغبات طبيعياً , مما دفع الشاعر إلى التسامي النفسي واتخاذ الفن المبدع وسيلة للتعبير عن الرغبات المكبوتة في اللاشعور الذي بقي متوارياً ولكنه اتّخذ أشكالاً فنية للكشف عن نفسه
ثانياً : دراسة المحتوى الكامن (تأويل الظاهرة)
وقد استخدم ملك التعبير وسائل فنية يتوسّل بها لكشف النقاب عما خفي في اللاوعي
كالألفاظ الموحية بمعانٍ جديدة وانزياحات لا شعورية تنزف وجعاً وتندرج تحت معاجم لغوية هي: ( الكتابة و الألم والجمال) فمن الألفاظ التي تندرج تحت معجم الـكتابة: الكلمات,المفردات,اللغات ,أكتب, الدّواة ....أما الألفاظ التي تندرج تحت معجم الألم والانكسار فمنها (مكسّرة, مقصوصة, موتك,دموع,,حزن ....واختزل جمال ابنه الخَلْقي والخُلقي بألفاظ من مثل: حقل,قمح, نقاء,صديق,بنفسج الثريات.......)
وهذه المعاجم تكشف عن محاولات اللاشعور التعبيرَ عن نفسه من خلال إنكار الألم لبلوغ السكينة والتحليق في آفاق جديدة متسامية , تبرّر حزنه الشديد
أما الرمز : وإن كثر ,ولكن ليس فيه تشفير أو أفكار غامضة تتطلّب تفكيكها , ولكنها تدلّ على حالات نفسية كامنة في اللاشعور غير مُسمّاة ولكن يُوحى بها , فكلمة المرايا ترمز إلى النقاوة,والرمز نحاس يوحي بـالجمود والتبلّد الشعوري , والسيف يرمز إلى طعنته النافذة ....مما يدل على مخاوف مكبوتة وخوف من عدم استطاعة تحمّلها , و رغبة الشاعر في طمسها وتجاوزها .
والصور الفنية كذلك, أدّت وظيفتها في التعبير عن مكنونات اللاشعور , فتجرّدت من حسّيتها , واصطبغت بما أضفاه اللاشعور ,الذي يحاول أن يُخرجها إلى ساحة الشعور فعبّرت عن الأفكار , من مثل صورة حمل ابنه على متنه كمئذنة مشطورة تعبيراً عن الانكسار الذي هدّ قامته وصورة الابن الجميل المقتبس لها صورة النبي يوسف عليه السلام
التي لا تعبر عن الجمال بقدر ما تعبر عن ماهية الخوف , وشعر الفقيد الأشقر سنابل ندية محملة بالخير والأماني ........فشكّلت الصور حركة نابضة تنطلق من ألم وأسى إلى إعجاب إلى انشداه وذهولٍ وانكسار .
وختاماً نرى أن النص الأدبي كشف لنا سعي اللاشعور إلى التعبير عن نفسه بوسائل فنية متنوعة تجاوزت رقابة الشعور , وباحت بمكنوناته , مما جعل النص تمثيلاً لمعطيات اللاشعور المكبوتة.
وترانا نقف عند قول سيّد التعبير: (أنزفُ الشّعر منذ خمسين عاماً , ليس سهلاً أن يصبحَ المرءُ شاعراً )