مقالة مقارنة قارن بين الفلسفة و العلم سنة ثانية ثانوي الفرق بين العلم والفلسفة
ثاني مقالة : قارن بين الفلسفة و العلم.
لتلاميذ السنة الثانية ثانوي و باكالوريا كل الشعب إلا شعبة أداب و فلسفة.
طريقة المقارنة :{ المقدمة : 2,5ن /أوجه الإختلاف :05ن/ أوجه التشابه:05ن/أوجه التداخل: 05ن/الخاتمة:2٫5ن}.
ضبط المصطلحات
1_الفلسفة: هي دراسة الميتافيزقية ، أي المواضيع الغيبية و الغير الملموسة = ما وراء الطبيعة. مثل : السياسة ، الأخلاق، الجمال، التفكير ...
2_العلم : هو دراسة مادية لمواضيع قابلة القياس و التكميم.
إجابة السؤال القائل // قارن بين الفلسفة و العلم سنة ثانية ثانوي الفرق بين العلم والفلسفة
مرحباً طلاب وطالبات العلم في موقع لمحة معرفة التعليمي الذي يقدم لكم أفضل أهم الأسئله بإجابتها من المنهج الحديث وشرح وتلخيص أهم الدروس المقررة لهذا العام الدراسي الجديد 2023 2024 كما يسرنا أن نقدم لكم أعزائي الطلاب في صفحتنا هذة إجابة السؤال القائل... مقالة : قارن بين الفلسفة و العلم سنة ثانية ثانوي
حل السؤال هو على النحو التالي
ثاني مقالة : قارن بين الفلسفة و العلم
نبدأ على بركة الله في المقال:
{المقدمة}:
الإنسان كائن مفكر و مبتكر ، و حضاري ، دائما يسعى إلى تطوير حضارته بالبحث عن السبل التي تمكنه من الوصول إلى معارف جديدة ، التي لم تكن متوفرة له من قبل ، و من هنا فإن تساؤلاته و بحثه غير متوقفان ، و لا حدودَ لهما ، و قد كان هذا الأخير يقسم معارفه إلى معارف علمية و فلسفية ، التي كانت مهمة ، و لها قيمة كبيرة في حياته ،و التي إهتم بها بطريقة مبالغ فيها، لأنه يعرف درجة تأثيرها في عالمه ، فالمعارف العلمية تعني الدراسة النظرية الواقع ، أما المعارف الفلسفية فهي حوصلة على ما تطلع عليه الإنسان بتأمله و فكره . و من هنا يدفعنا التساؤل التالي =
~ماهي أوجه الإختلاف و أوجه التشابه و أوجه التداخل الموجودة بين التفكير العلمي و التفكير الفلسفي ؟ ، و بعبارة أخرى = ~ ما هي العلاقة الموجودة بين العلم و الفلسفة ؟
{أوجه الإختلاف}:
من أوجه الإختلاف بين العلم و الفلسفة، إختلافهما من حيث الموضوع و المنهج و اللغة و أطّر البحث و الغاية ، فإذا كان موضوع الفلسفة هو الميتافيزقا و التي تعني ما وراء الطبيعة أي المواضيع غيبية المجردة و الخاضعة للتأمل ، الغير ملموسة و غير قابلة القياس و لا التكميم. مثل :"الروحانيات و الأخلاق و الحق و الجمال ... ، فإن موضوع العلم هو الفيزيقا أي المواضيع المحسوسة و مادية و قابلة للقياس و تكميم، مثل : الوزن ، الحركة ، الكتلة ، الإنصهار ... يقول تورشلي :« مواضيع العلم كمية و مواضيع الفلسفة ميتافيزيقية ». و إختلافهما في الموضوع يحيل بنا إلى التأكيد على المنهج كل منهما ، فالفلسفة تعتمد على المنهج التأملي العقلي ، إذ الفيلسوف يعتمد على الإستنتاج الذي هو عملية عقلية ينتقل فيها الفكر من العام إلى الخاص يقول هنا الفيلسوف الصيني كونفيشوس :«إنها تفكير من العقل البشري قادر على النقذ ». بينما العلم فيعتمد على المنهج التجريبي ، فالعلماء يعتمدون على هذا المنهج و يتميزون به فيدخلون إلى المخبر و يقومون بتقديم تجربة عن طريق الفرضيات المسبقة ثم التجارب و الملاحظات حتى يصلوا إلى النتائج . لأن العلم يحتاج إلى دراسة ملموسة لأن مواضيعه ملموسة ، يقول راسل:«العلوم وجودها في المخابر». و بالنسبة للغة ، فاللغة العلم لغة رمزية عالمية ، فكلنا اليوم نجد الفيزياء و الكيمياء و الرياضيات و علوم الطبيعية بلغة رمزية تعتمد على الرموز ففي الفيزياء مثلا نجد الماء يرمز له ب H2O و هي صيغة رمزية عالمية نفس شيئ في الرياضيات نجد 1+1=2 إلى غير ذلك . عكس اللغة الفلسفية نجدها لغة لفظية محلية فهي يونانية إذا أنتجها اليوناني و فرنسية إذا أنتجها الفرنسي و عربية إذا أنتجها عربي ... يتحدث الجابري:«إن غزو العلوم و جمال الفلسفة في مكانها ، سببه الأول اللغة ».لأن اللغة العلوم لغة مقبولة عند أي طالب مهما كان مستواه العلمي . أما لغة الفلسفة تحتاج إلى ترجمات و تأويلات حتى تصل إلى إنسان آخر .كما أن لكل منهما غابة و هدف ، فغاية العلم هي وصول إلى القانون ، حيث نجد العلماء عبر التاريخ جرّبوا و بحثوا و دخلوا إلى المخابر حتى وصلوا إلى قانون الظاهرة التي يتنبئ بها في المستقبل . مثل : قانون الإنصهار ، قانون الغليان، قانون السرعة ، قانون الزمن ، قانون السقوط ... .أما الفلسفة غايتها الإستفزاز و كثرة التساؤلات ، فالفيلسوف لا يرضى بشيئ ، فعندما تقول له مثلا : العنف إيجابي ، يقول لك : أولا ترى أنه يسبب خراب ؟! و تقول له : العنف سلبي ، يقول لك : الإنسان الذي لا يمارس العنف تجده ضعيف الشخصية ، و هنا تحتار مع هذا الفيلسوف ، هو غايته استفزازك لكي تصنع تفكير ، لكي يصنع منك عقل كي تصبح تجيب ، و منه إنسان قادر على التفكير . و بالتالي لا نصل إلى حد في الأسئلة . و هنا يقول الروائي بريان :« يولد الأطفال فلاسفة ، لأنهم يكثرون من الأسئلة ». و يضيف:«أما العلماء فإنهم يخلقون باب التساؤل بالقانون». و يختلفون في أطّر البحث ففي العلوم نجد أطر طبيعة ، أطر في الأسلحة و التكنولوجيا في الوسائل النقل ... أي إطارها البحثي خارجي محيط بالإنسان . أما أطر البحث في الفلسفة فهي داخلية ، فنجد الإنسان يبحث في العاطفة و الأخلاق و في حالات النفسية ... أي أنه يتطلب من حيزه الذاتي.
{أوجه التشابه}:
_و لأنهما رغم وجود إختلاف بينهما إلا أن هناك نقاط تشابه مهمة منها : كلاهما يقدر عن متخصص فالعلم و الفلسفة يحتاجان إلى متخصص فنجد العلم يحتاج إلى علماء ، و الفلسفة تحتاج إلى فلاسفة ، فكان عبر التاريخ علماء كثر بحثوا في العلم و أبدعوا فيه ، كما أبدع مثلا : توماس إيديسون مخترع الصباح ، كما أبدع نيوتن و غالية كما أبدع صاحب النظريات الضوئية و الطب ابن سينا .. إلى غير ذلك من العلماء . هؤلاء أهل التخصص هم من دفعوا العلم إلى تطوره و وصوله إلى هذه المرحلة . و في الفلسفة نجد إبداع أفلاطون و سقراط و ديكارت و كانط و هيڨل و المدرسة اليونانية القديمة ثم الرواقية و الفلاسفة المسلمين مثل الكندي و فرابي و ابن سينا و ابن مصرة و القائمة طويلة ، هؤلاء هم من دفعوا المعرفة و أهل تخصص ، يقول الكاتب الفلسطيني جورج زناتي :« من هو موجود من علم و فلسفة هو جثت مرمية لعلماء و فلسفة »، بمعنى أن إبدعاتهم من تضحياتهم كأهل تخصص ، كتضحية عباس بن فرناس و سقط و مات . كذلك كلاهما معرفة إنسانية ، فالعلم معرفة بما حولي و الفلسفة معرفة بما داخلية ، فهما كلاهما مهمان لدى الإنسان . فالإنسان إذا عرف ما حوله أدرك و تميز و إذا عرف ما بداخله كذلك أدرك و تميز و هنا يقول سقراط :«إعرف نفسك بنفسك » و قول مدرسة البرغماتية :«إعرف ما حولك فإنه الحقيقة المطلقة». و بالتالي كلاهما نفع إنسان مادية كالأسلحة و التكنولوجيا و الوسائل النقل ... و الفلسفة قدمت للإنسان جانب معنويا تجعله يشعر بحريته و تجعل إنسان متخلقا و محبا و يعرف إلقاء الخطاب إلى ما ذلك . إضافة إلى أن كلاهما تبحث عن الحقيقة ، فالعلم يلجأ إلى المخابر و الفيلسوف يلجأ إلى التأمل و منه هذا البحث يهدف إلى الحقائق . و كلاهما يطرح في حالة الضعف و التساؤل ، فالعلماء عند الحاجة يبدعوا و يخترعوا ، مثل : في الحروب العالمية الأولى و الثانية عند الحاجة أخترعوا الأسلحة النووية ، و أمريكا عندما أرادت جعل العالم قرية صغيرة بتسويقها لهذه الفكرة أي العولمة . و الفلسفة نفس الشيئ فعندما مثلا أرى تدني المستوى العلمي أطرح سؤال لماذا تراجع المستوى العلمي و عندما يرى الفيلسوف البعد عن الدين يطرح سؤال في الإيمان ... يقول وكي نجيب محمود :«لا يفكر الإنسان في العلم و لا الفلسفة إلا إذا كان في حاجة ماسة إليهما ».
{أوجه التداخل}:
من التشابه السابق يمكن القول بأن هناك علاقة تداخل بين العلم و الفلسفة أي علاقة تكامل بمعنى أن العلم يكمل الفلسفة و الفلسفة تكمل العلم . فلا يوجد علم دون فلسفة و لا فلسفة دون علم ، فنجد علوم تأخد من الفلسفة الخيال مثل : رسم خطوط الطول و دوائر العرض فهي وهمية و خيالية و الخيال من الفلسفة إذا فلا إفتراق بينهما . و كذلك الإحصاء فنجد العلوم تبحث عن الإحصاء و تقول في سنة كذلك سيصبح عدد البشرية بليار و في سنة كذلك سينقص البترول و هكذا ، و منه نستنتج أن العلوم تأخد من الفلسفة ، و الفلسفة تأخد من العلم الإهتمام بالقضايا العلمية من ناحية الأخلاقية ، فلما العلم مثلا يقوم بالاستنساخ تبدأ الفلسفة بتساؤل و تقوم بالعمل الشرطي فتقف عمل العلم بتساؤلها أنه سيتوقف يعيش الناس إلى الولادة و سيولد الطفل يقول لوالده "أبي" و هو ليس والده و سيتخلف جنسين و هذا يؤذي إلى خطورة ممكنة .. و كذلك اهتمامها بالقضايا البيئة و قضايا التواصل . يقول راسل :«إن الفلسفة تنطلق أين توقف العلم ».
{الخاتمة}:
و أخيرا نستنتج أن العلم و الفلسفة بينهما علاقة تكاملية ، أي أن العلم يكمل الفلسفة ، و الفلسفة تكمل العلم ، فنجد العلماء و الفلاسفة مسحوا الحدود بينهما و لم يبق هناك أي تقارب بينهما بل يوجد تكامل إذا غاصت الفلسفة في الفيزياء الميكروسكوبية أو الفيزياء العالم الصغري :مثل المدارات، إلكترونات ، و رسم الذرة و أصبحت الفلسفة تغوص في الخيال العلمي .. يقول بلانشي : « العلوم و الفلسفة وجهان للعملة واحدة».
و يقول كذلك :«لا يوجد حيزا فاصلا بين العلوم و الفيزياء و الفلسفة المعاصرة ».
و هكذا أصبح العلم هو الفلسفة و الفلسفة هي العلم لا يوجد أي إختلاف بينهما.
#النهاية.
إن شاء الله تفيدكم هذه المقالة أعزائي التلاميذ
ونتمنى لكم التوفيق والنجاح