0 تصويتات
في تصنيف المناهج الدراسية بواسطة (2.1مليون نقاط)
عُدل بواسطة

مقالة فلسفية مقارنة بين الدين والفلسفة خاصة بالسنة ثانية ثانوي شعبة آداب وفلسفة هل يمكن التوفيق بين الدين و الفلسفة

مقالة جدلية بين الدين والفلسفة مقالة فلسفية 

أقوال وعلاقات العلماء عن الفلسفة والدين 

مقالة فلسفية خاصة بالسنة ثانية ثانوي شعبة آداب وفلسفة

توافق الدين والفلسفة اختلافات بين الدين والفلسفة 

هل يمكن التوفيق بين الدين و الفلسفة

نرحب بكم اعزائي الزوار في موقع لمحة  معرفة 

 التعليمي يسرنا زيارتكم موقعنا الأول المتميز بمعلومات الصحيحة على أسالتكم المتنوعة من شتى المجالات التعلمية والثقافية والاخبارية كما نقدم لكم الكثير من الأسئلة بإجابتها الصحيحه من مصدرها الصحيح ومن أهمها إجابة السؤال ألذي يقول........مقالة فلسفية مقارنة بين الدين والفلسفة خاصة بالسنة ثانية ثانوي شعبة آداب وفلسفة هل يمكن التوفيق بين الدين و الفلسفة

 وتكون اجابتة الصحية هي التال 

مقالة فلسفية خاصة بالسنة ثانية ثانوي شعبة آداب وفلسفة 

هل يمكن التوفيق بين الدين و الفلسفة

(الطريقة الجدلية)

طرح المشكلة:تعتبر الفلسفة الإسلامية من الفلسفات التي تميز العصر الوسيط حيث استطاعت أن ترقى إلى مستوى الفلسفات الأخرى فارتبطت بإشكاليات متعددة و حاول الفلاسفة المسلمين الوصول إلى حلها من خلال التوفيق بين الدين و العقل و حول ذلك اختلفت آراء الفلاسفة المسلمين فهناك من أكد أنه يمكن التوفيق بينهما و هناك من أقر العكس و منه يمكن طرح التساؤل التالي:هل يمكن التوفيق بين الدين و الفلسفة؟

محاولة حل المشكلة:

الموقف الأول(الأطروحة الأولى):يرى أنصار هذا الموقف أن هناك توافق بين الدين والفلسفة أي بين الشريعة و العقل فكلاهما يقود الناس إلى الوصول و معرفة الحقيقة وهذا ما أكده كل من إخوان الصفا الكندي و ابن رشد حيث اعتبر إخوان الصفا أنه متى انتظمت الفلسفة مع الشريعة حدث الكمال لذلك قالوا الشريعة دنست بالجهالات و اختلطت بالضلالات ولا سبيل إلى غسلها وتطهيرها ألا بالفلسفة و ذهب الكندي إلى الموقف نفسه حيث يرى لأن الفلسفة أشرف العلوم و من الضرورية الأخذ بها لأنها علم الحق وكذلك الدين هو علم الحق فهناك انسجام بينهما و توافق أما ابن رشد فهو يرى أن الفلسفة لا تناقض الدين بل تفسره فقد جعل الفلسفة في خدمة علم التوحيد وهذا من خلال الاستشهاد ببعض الآيات القرآنية التي تأكد على النظر في جميع الموجودات بواسطة العقل قوله تعالى<فأعتبر يا أولي الأبصار >ولقد بين أن ما تدعوا إليه الفلسفة من طلب للحقيقة ينسجم مع مقاصد الشريعة وهو القائل<الحكمة صاحبة الشريعة والأخت الرضيعة و هما المصطحبتان بالطبع المستحبتان بالجوهر و الغريزة > ومنه يمكن التوفيق بين الوحي ومضامينه و العقل ومبادئه وليس توفيق بين الدين و معطيات الفلسفة بمفهومها اليوناني

النقد:لكن ما يمكن أخذه على هذا الموقف أنهم بالغوا في تمجيد دور العقل فقد يوقعنا في كثير من المرات في الأخطاء و الاكتفاء به يحرفنا عن الطريق المستقيم كما أن هذا الموقف أهمل الاختلاف الموجود بين أمور العقل و أمور الشريعة/

الموقف الثاني(الأطروحة الثانية):يرى أنصار هذا الموقف أنه لا يوجد توفيق بين الدين والفلسفة لأن لكل واحد منهم خصائص فالدين مثلا يقدم القضايا الإيمان كمسلمات لا يمكن مناقشتها كقوله تعالى<الرحمان على العرش إستوى>فيجب على الإنسان الإيمان بها كما وردت لأن الدين وحي إلهي أما في الفلسفة فمصدرها الإنسان قائمة على العقل المحدود الذي لا يعرف الأمور الطبيعية كما أن التاريخ يؤكد أن العقل وقع في الأخطاء خصوصا في أمور العقيدة فالمعتزلة مثلا عند عقلتنها للدين خرجت عن أصوله ومن ذلك إنكارها لشفاعة الرسول ص كونه تتنافى مع العدل الإلهي و يؤكد هذا الرأي أبو حامد الغزالي و ابن خلدون حيث أقر هذا الأخير أن العقل محدود و الأمور الغيبية فوق قدرته فلا يمكن التوفيق بين الدين والعقل أما أبو حامد الغزالي فهو يرى أن العقل صالح للقضايا الرياضية و المنطقية بينما هو عاجز في الأمور الإلهية فقال<لو كانت علومهم الإلهية متقنة البراهين نقي عن التخمين كعلومهم الحسابية و المنطقية لما اختلفوا فيها كما لم يختلفوا في الحساب ومنه لا يمكن التوفيق بين الدين و الفلسفة

النقد:لكن لا يمكن إنكار دور العقل في بناء المقاصد الشريعة لأن فهم الدين و تفسيره لا يكون إلا بواسطة العقل التركيب:ومما سبق يمكن الإقرار بأنه يوجد توفيق بين الدين والفلسفة و لكن في حدود فالأمور الغيبية ليس بالاستطاعة الإنسان الغوص فيها ذلك لأنها تتعلق بالأمور الإلهية هذا لا يمنع أنه من الضروري استعمال العقل في التفسير الآيات القرآنية لكي يستطيع الإنسان التعرف على مقاصد الشريعة

حل المشكلة:في الأخير ما يمكن تأكيده أنه هناك توفيق بين الدين والفلسفة و لكن ضمن شروط و قواعد فالأمور الإلهية تبقى خاصة لا يمكن للعقل الخوض فيها.

قارن بين علم الكلام و الفلسفة ؟

طرح مشكلة:يتميز الإنسان بالتفكير يتجلى ذلك في مجالات إبداعية مختلفة فإذا نظرنا إلى الفكر الإسلامي في القرون الوسطى سنجد الفلسفة و علم الكلام و كثيرا ما يتم الخلط بينهما و هذا ما يدفعنا إلى المشكلات التالية ما الفرق بين الفلسفة و علم الكلام؟فيما يتشابهان وما العلاقة بينهما؟

محاولة حل المشكلة :أوجه الشبه:كلاهما يناقش قضية ما-كلاهما يعتمد على مبادئ العقل كوسيلة للوصول إلى المعرفة-كلاهما يطرحان بطريقة فلسفية –كلاهما يستعين بحجج و براهين عقلية منطقية

أوجه الاختلاف:الفلسفة تاريخيا ظهرت قبل علم الكلام ولم ترتبط بعصر أو مجتمع معين فهي متعددة و متنوعة و لذلك نقول فلسفة يونانية إسلامية و فلسفة حديثة و فلسفة وجودية أما علم الكلام فله تاريخ معين و ارتبط بمجتمع معين و نقصد بذلك الفكر الإسلامي في القرون الوسطى –ويختلفان في الهدف حيث نجد علم هدفيه الدفاع عن العقيدة أما الفلسفة هدفها الأساسي هو البحث عن الحقيقة موضحا الفلسفة أوسع من علم الكلام فالفلسفة تعالج المعرفة القيم و تدرس العالم و الإنسان أما علم الكلام فهو ضيق محوره الأساسي هو العقيدة مثال1 هل الله موجود, مثال 2 هل يمكن التوفيق بين الشريعة الفلسفة؟

مواطن التداخل:إذا عدنا تاريخيا إلى الفكر الإسلامي فنقول أن علم الكلام جزء من الفلسفة الإسلامية بديل أننا درسنا الأشاعرة و المعتزلة مبحث الفلسفة بل إن تزامن القضايا الفلسفية مرتبطة بعلم انعدام الحرية

حل المشكلة:خلاصة هذا القول أنه ظاهريا يوجد اختلاف بين الكلام و الفلسفة أما باطنيا يوجد تفاعل و تكامل بينهما

تابع القراءة في الأسفل 

ابن رشد وعلاقته بين الدين والفلسفة 

2 إجابة

0 تصويتات
بواسطة (2.1مليون نقاط)
مختارة بواسطة
 
أفضل إجابة
ابن رشد والعلاقة بين الفلسفة والدين



... لقد رام ابن رشد مثل أي مفكر حر وحريص على مستقبل أمته ... أعادة ذلك الحوار الطبيعي والمفتوح بين كل من الشريعة والحكمة ... إيماناً منه بأن لا حياة ولا تجديد للأمة سواء من حيث عقيدتها وفكرها وتراثها بدون الحكمة والشريعة أيماناً منه بأنهما لا تتعارضا ...

وذلك كان هدف تلك المواجهة الفكرية الرائعة التي تصدى فيها ابن رشد للإمام الغزالي ... مواجهة بين مشروع ثقافي يرى أن عودة الأمة الإسلامية إلى مجدها الغابر أنما تمر حتماً عن طريق التفتح الواعي على الآخر ... وبين مشروع ثقافي لا يرى سبيلاُ لمثل تلك العودة إلا بالانغلاق عليه (ابن رشد فيلسوف الشرق والغرب-3- )....

(( تنويه : لم تكن المناظرة برأيي الشخصي إلا مناظرة المؤمنين والحق بأن ابن رشد لم يكذب الغزالي كما زعموا أنه عدو الغزالي وناقده ومخالفه في كل أموره حتى أنه وضع في نقده كتابه المشهور ( تهافت التهافت )

رداً على كتاب ( تهافت الفلاسفة ) ولم يكن يكذب المتكلمين من الأشاعرة في الأمور الجوهرية ....

والذي جعل الناس يظنون فيه الظنون يرجع إلى أسباب كثيرة منها ... قصة الإيمان-2- )

العرضي: لأن ابن رشد أولع بفلسفة أرسطو وشرحها شرحاً مفصلاً ..

الجوهري :أن ابن رشد كان يستصعب لنفسه و الأصح لغيره .... الأدلة النظرية المركبة ( كدليل الحدوث ودليل الوجوب (والذين قال بهم الفلاسفة واعتمد عليها المتكلمون ... أكثر مما اعتمدوا على الأستدلال على معرفة الله ... فقد كان على العكس منهم يفضل عليهما دليل النظام الذي يسميه هو :

( دليل العناية والاختراع ) ... وهناك أمور كثيرة تكلم فيها لمعنى الحدوث والقدم ... ومعنى الإرادة

ومن الطريف أنه -كما ورد في كتاب قصة اللإيمان – ((أنه تعمد في بعض ردوده على المتكلمين أضعاف اوجه استدلالهم ... وهو يدرك أن بعض الضعف في كلامه )) ... لكن دون أن يحاول إبطال أدلة قام البرهان العقلي القاطع عليها ... وعلى صحتها .. ( قصة الإيمان -2-)

... حيث أنه كان يتفلسف كما ذكرت سابقاً في إيضاح معنى القدم ومعنى الإرادة من أجل ان يبرهن أن أرسطو وعدد من الفلاسفة الكبار لم ينكروا وجود الله ... ولم ينكروا صفة الإرادة ... على العكس من الغزالي ...؟؟!!!

2- دور الغزالي في جعلها مسألة وجب فيها القول عند فيلسوفنا الكبير ابن رشد ...

(من كتاب فصل المقال-1-) (( لقد تصدى الغزالي للخطاب الفلسفي السينوي فناقشه من جهة انه خطاب ( متهافت متناقض ) لا يلتزم بما شرطه الفلاسفة في المنطق أي لا يتقيد بالصرامة المنطقية من يترك الثغرات ويستعمل المغالطات حتى إذا انتهى من بيان تهافت هذا الخطاب ... عاد إلى النظر فيه من وجهة النظر الفقيه المفتي فقال عنه أنه خطاب عجز عن إثبات حدوث العالم وعلم الله للجزئيات وحشر الأجساد وبالتالي فهو يقرر العكس فيقول بقدم العالم وبأن الله لا يعلم الجزئيات وبأن الحشر لن يكون للأجساد وهذا في نظره يخالف الدين ويتعارض معه ... ومن هنا حكم بالكفر على الفلاسفة في هذه المسأل الثلاث وبدعهم في المسأل الأخرى ... ليس هذا وحسب بل لقد حذر الغزالي من تعاطي (( العلوم الفلسفية )) جملة وتفصيلا ...

... وحيث أنه التمس لكل منها ذريعة لمنع الخوض فيها ... وعلى سبيل المثال :

الرياضيات من هندسة وحساب فهي (( آفة عظيمة )) كما قال ... وحيث أن المتعاطي لها قد يعجب بمنهجها ودقة براهينها (( فيحسن بذلك اعتقاده بالفلاسفة ويحسب أن جميع علومهم في الوضوح ووثاقة البرهان كهذا العلم .. فينقاد بذلك إلى حسن الاعتقاد فيما يقررونه في الإلهيات .!!!. (عن كتاب فصل المقال-1-)

حيث يقول الغزالي : (( فهذه آفة عظيمة لأجلها يجب زجر كل من يخوض في تلك العلوم )) ...كما يقول على آفة أخرى على حد قوله :

إذ (( ربما ينظر في المنطق أيضاً من يستحسنه ويراه واضحاً فيظن أن ما ينقل عن الفلاسفة من الكفر مؤيد بمثل تلك البراهين فيعجل بالكفر قبل الانتهاء إلى العلوم الإلهية )(عن كتاب فصل المقال-1-)

وقد أنكر الغزالي كما الأشاعرة بخصوص الطبيعيات أنها مبنية على القول بالسببية ...

أي ارتباط المسببات بالأسباب ... بدعوى أن في ذلك إنكار لمعجزات الأنبياء في كتابه

( تهافت الفلاسفة ) ..ويبقى ( العلم المدني ) وهو قسمان على حد قوله (عن كتاب فصل المقال-1-) :

1- السياسة : فإن كلام الفلاسفة فيها مأخوذ من كتب الله المنزلة على الأنبياء .. ومن الحكم المأثورة عن سلف الأنبياء )) فلا حاجة لها ...

2- الأخلاق : فإن كلامهم مأخوذ من الصوفية ....

وهكذا يقرر الغزالي بصورة أو بأخرى تحريم النظر في كتب القدماء وعلومهم جملة وتفصيلا ...(فصل المقال-1-)

وقد كرر ذلك بصيغ مختلفة في كتبه الأخرى مثل :

(( الاقتصاد في الاعتقاد )) و (( إلجام العوام عن علم الكلام ))

و(( فيصل التفرقة بين الإسلام والزندقة )) .. فضلاً عن ( تهافت الفلاسفة ) و ( المنقذ من الضلال )...

(( وأرى من وجهة نظري أن البديل عنده - أي الغزالي - على العكس من أبن رشد ... وهو التصوف

كما قال في كتابه (( المنقذ من الضلال .. وهو إثبات ودليل عليه لا له ..

حيث يقول : (( إني قد علمت يقيناً أن الصوفية هم السالكون الطريق إلى الله تعالى خاصة ...

وأن سيرتهم أحسن السير وطريقهم أصوب طريق ...))

إلى قوله: (( بل لو جمع عقل العقلاء وحكمة الحكماء وعلم ليغيروا شيئاً من سيرهم وأخلاقهم ويبدلوه بما هو خير منه ...لم يجدوا إلى ذلك سبيلا)) (عن كتاب فصل المقال-1-)
0 تصويتات
بواسطة (2.1مليون نقاط)
3- مدخل ابن رشد إلى هذه المسألة :

((وأقول هنا أن الإمام الغزالي قد أصابه القصور...))

كما قال ابن رشد : (( لقد لحقه القصور من هذه الجهة ))....

والمقصود بالقصور : أنه من المستبعد بأنه بحث في آراء الفلاسفة اليونانيون في مصادرهم الأصلية ومن ذلك أصبح لديه نوع من القصور الظالم الذي دفعه للظلم والحكم عليهم بالكفر )) ؟؟!!

ومن هنا فإن ابن رشد قد انتبه وأفصح عنه عندما كان يناقش ردود الغزالي على الفلاسفة فقد لاحظ تخليطه للمسائل وعدم فهمه لأصولها وفصولها ... حيث أن ابن رشد تميز بدافعه عن الفلاسفة نتيجة سعة اطلاعه وعلمه الواسع ... فهو لم يدافع عن الفلسفة بالفلسفة بل دافع عنها بالفقه ... وهكذا واجه الغزالي وغيره ممن ينهى عن النظر في كتب القدماء وواجههم داخل الشرع وبالاستناد إلى أصوله ... والقرآن والحديث والمنطق ... وكان كتاب (( فصل المقال )) من الردود الأساسية في هذا المجال التي كان ابن رشد يريد إيضاحها والدفاع عنها ..



4- رأي ابن رشد فيها والقول بالتوفيق والتلاقي ..:

... حيث أنه يقول في كتابه (( فصل المقال – في الفصل الأول : التكلم بين الشريعة والحكمة ))

قال : (( فإن الغرض من هذا القول أن نفحص على جهة النظر الشرعي هل النظر في الفلسفة وعلوم المنطق مباح بالشرع ...؟؟ أم محظور ؟؟ أم مأمور النظر به ؟؟!! ... فهل هو إما على جهة الندب أو على جهة الوجوب ؟؟

فيقول : (( إن كان ( فعل الفلسفة ) .. ليس شيئاً أكثر من النظر في الموجودات واعتبارها من جهة دلالتها على الصانع بمعرفة صنعتها ... وانه كلما كانت المعرفة بصنعتها أتم كانت المعرفة بالصانع أتم )) .

وتوصل إلى التالي : (( فإما أن الشرع دعا إلى اعتبار الموجودات بالعقل ... وتطلب معرفتها به .. فذلك بيّن من غير ما آية من كتاب الله تبارك وتعالى ... مثل قوله تعالى : ( فاعتبروا يا أولي الأبصار ) وهذا نص على وجوب استعمال القياس العقلي والشرعي معاً ...

ومثل قوله تعالى : (( أولم ينظروا في ملكوت السموات والأرض وما خلق الله من شيء...)) وهذا نص بالحث على النظر في جميع الموجودات ))(عن كتاب فصل المقال-1- ) ..

وإلى غير ذلك من الآيات التي لا تحصى كثيرة ضمن هذا الموضوع ...

ويقول (( وإذا تقرر أن الشرع قد أوجب النظر في العقل في الموجودات واعتبارها ... وكان الاعتبار ليس شيئاً أكثر من استنباط المجهول من المعلوم ... واستخراجه منه وهذا هو القياس ... أو بالقياس ... فواجب أن نجعل نظرنا في الموجودات بالقياس العقلي ))

(( وإذا كان الشرع قد حث على معرفة الله تعالى وسائر موجوداته بالبرهان وكان من الأفضل أو أن الأمر الضروري لمن أراد أن يعلم الله تعالى وسائر الموجودات بالبرهان أن يتقدم أولاً ... فيعلم أنواع البراهين وشروطها ... وبماذا يخالف القياس البرهاني القياس الجدلي... والقياس الخطابي ... والقياس المغالطي وكان لا يمكن ذلك دون ان يتقدم فيعرف قبل ذلك القياس المطلق وكم أنواعه وما منه قياس وما منه ليس بقياس ... وذلك لا يمكن أيضاً إلا ويتقدم فيعرف قبل ذلك أجزاء القياس التي منها تركب ...

أعني المقدمات وأنواعها .. فقد يجب على المؤمن بالشرع الممتثل أمره بالنظر في الموجودات أن يتقدم قبل النظر فيعرف هذه الأشياء التي تكون من النظر مكانة الآلات من العمل .. : فإنه كما الفقيه يستنبط من الأمر بالتفقه في الأحكام وجوب معرفة المقاييس الفقهية على أنواعها ... وما منها بقياس وما منها ليس بقياس كذلك يجب على العارف أن يستنبط من الأمر بالنظر في الموجودات وجوب معرفة القياس العقلي وأنواعه ... بل هو أحرى بذلك لأنه إذا كان الفقيه يستنبط من قوله تعالى : ( فاعتبروا يا أولي الأبصار ) وجوب معرفة القياس الفقهي .

فكم بالحري والأولى ان يستنبط من ذلك العارف بالله وجوب معرفة القياس العقلي ...

وليس لقائل أن يقول أن هذا النوع من النظر في القياس العقلي بدعة هذا لم يكن في الصدر الأول فإن النظر أيضاً في القياس الفقهي وأنواعه هو شيء استنبط بعد الصدر الأول وليس يرى أنه بدعة.. فكذلك يجب أن يعتقد في النظر في القياس العقلي _ ولهذا سبب ليس هذا موضع ذكره _ بل أكثر أصحاب هذه الملة مثبتون القياس العقلي إلا طائفة من الحشوية قليلة وهم محجوجون بالنصوص ...

ومن حيث الاستفادة من جهود القدماء فإنه يقول :

((عن كتاب فصل المقال -1- ))( وإذا كان هذا هكذا .. فقد يجب علينا إنا ألفينا لمن تقدمنا من الأمم السالفة نظراً في الموجودات واعتباراً لها بحسب ما اقتضته شرائط البرهان ... ان ننظر في الذي قالوه من ذلك وما أثبتوه في كتبهم فما كان منها موافقاً للحق قبلناه منهم وسررنا به وشكرناهم عليه .... وما كان منها غير موافق للحق نبهناهم عليه وحذرنا منه وعذرناهم )).. (( فقد تبين من هذا أن النظر في كتب القدماء واجب بالشرع )) .. إذا كان مغزاهم في كتبهم ومقصدهم هو المقصد الذي حثنا الشرع عليه وإن من نهى عن النظر فيها من كان أهلاً للنظر فيها ؟؟!! وهو الذي جمع أمرين أحدكما ذكاء الفطرة والثاني العدالة الشرعية والفضيلة العلمية والخلقية فقد صد الناس عن الباب الذي دعا الشارع منه الناس إلى معرفة الله وهو باب النظر المؤدي إلى معرفته حق المعرفة ... وذلك غاية الجهل والبعد عن الله ...

5- ويقول أخيراً في التوفيق بين الحكمة والشريعة :

(( الحق لا يضاد الحق بل يوافقه ويشهد له ..)) (( فصل المقال -1- ))

وإذ تقرر هذا كله .. وكنا نعتقد معشر المسلمين أن شريعتنا هذه الإلهية حق ...

((-1- وأنها التي نبهت على السعادة ودعت إليها ... والتي هي المعرفة بالله عز وجل وبمخلوقاته ...

وأن ذلك متقرر عند كل مسلم من الطريق الذي اقتضته جبلته وطبيعته من التصديق : وذلك أن طباع الناس متفاضلة في التصديق ... فمنهم من يصدق بالبرهان ومنهم من يصدق بالأقاويل الجدلية تصديق صاحب البرهان بالبرهان إذ ليس في طباعه أكثر من ذلك ... ومهم من يصدق بالأقاويل الخطابية كتصديق صاحب البرهان بالأقاويل البرهانية )) ..

وذلك أنه لما كانت شريعتنا – الإلهية – قد دعت الناس من هذه الطرق الثلاث عم التصديق بها كل إنسان إلا من يهجوها عناداً بلسانه أو لم تتقرر عنده طرق الدعاء فيها إلى الله تعالى لإغفال ذلك من نفسه ولذلك خُص عليه بالبعث إلى الأحمر والأسود أعني لتضمن شريعته طرق الدعاء إلى الله تعالى ... وذلك صريح في قوله تعالى ادعُ غلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن ) ...

وإذا كانت هذه الشريعة حقاً وداعية إلى النظر المؤدي إلى المعرفة الحق .. يقول : (( فإنا معشر المسلمين نعلم على القطع أنه لا يؤدي النظر البرهاني إلى مخالفت ماورد به الشرع :

فإن الحق لا يضاد الحق بل يوافقه ويشهد له ..

6- خاتمة في أهمية عمل ابن رشد الفلسفي في هذه المسألة :

لقد انفرد ابن رشد في الجانب السياسي في معالجته للعلاقة بين الدين والفلسفة ... ولم ينتبه إليه أحد من المهتمين بالفكر الرشدي .. من مستشرقين وعرب وغيرهم : ونقصد بذلك كون فيلسوف قرطبة يعالج قضية العلاقة بين الدين والفلسفة من منظور خاص يركز على مسألة (( العلاقة بين الدين والمجتمع ))

وذلك هو الإطار الذي يجب أن يفهم فيه إلحاحه على التمييز بين – الجمهور – والعلماء – وعلى ضرورة أخذ الجمهور بما يقيده ظاهر النصوص وبالتالي ضرورة تجنب إفشاء التأويل لهم وذلك في الحقيقة هو المقصد العمق من تأليفه كتاب ( فصل المقال ) ...

وإن ابن رشد يقرر توافق وعدم تعارض التشريع مع الحكمة ويقرر بقوة أن التعارض هو بين كل من الفلسفة وظاهر الشرع وبين تأويلات المتكلمين (( الذين أوقعوا الناس في شنآن وتباغض وحروب ومزقوا الشرع وفرقوا الناس ))..

....أما الفلسفة والشريعة فهما أختان - لا بالنسب – بل بالرضاعة وترضعان من منبع واحد وهو الحق ... والحق كما يقال : لا يضاد الحق بل يوافقه ويشهد له ...

وتسعيان نحو غرض واحد هو الفضيلة ))

اسئلة متعلقة

مرحبًا بك إلى لمحة معرفة، حيث يمكنك طرح الأسئلة وانتظار الإجابة عليها من المستخدمين الآخرين.
...