0 تصويتات
في تصنيف المناهج الدراسية بواسطة (2.1مليون نقاط)
عُدل بواسطة

ملخص درس مفهوم اللغة والفكر ثالثة ثانوي 

ملخص درس اللغة والفكر باك 2022 علاقة اللغة بالفكر في مقالة جدلية حول العلاقة بين اللغة والفكر 

تحضير درس اللغة والفكر بكالوريا 

مقال اللغة والفكر في الفلسفة 

مقالة عن اللغة والفكر 

أسئلة باك 2022 حول اللغة والفكر 

مقالة جدلية حول العلاقة بين اللغة والفكر 

نرحب بكم اعزائي الزوار في موقع لمحة معرفة التعليمي يسرنا زيارتكم موقعنا الأول المتميز بمعلومات الصحيحة على أسالتكم المتنوعة من شتى المجالات التعلمية والثقافية والاخبارية كما نقدم لكم الكثير من الأسئلة بإجابتها الصحيحه من مصدرها الصحيح ومن أهمها إجابة السؤال ألذي يقول........ملخص درس اللغة والفكر باك 2022 

 وتكون اجابتة الصحية هي التالي 

#ملخص_درس_اللغة_والفكر

#اولا عندنا تعريف اللغة  

#لغة : هي من فعل لغا = تكلم به لغة الطير هي الاصوات ونغمات وهي الكلام المصطلح عليه من كل قوم 

#اصطلاحا : يعرفها لالاند 

بأنها هي كل نسق رمزي من الإشارات يمكن أن يستعمل للتواصل نعطيكم مثال طريقة لي يتواصل بها نحل كي تكون كاش حاجة هي على شكل ثمانية 

#تعريف_الفكر : هو خاصية يتميز بها كل انسان الوظيفة تاعه هي التعرف على الأشياء وممارسة كل الأنشطة الذهنية  

 - عدنا في هذا درس مقالة واش هي 

هي علاقة اتصال وانفصال 

يعني اللغة والفكر #متصلان ميتفرقوش يبغو بعضهم هنا نسموه اتجاه أحادي يعني لغة وفكر هما واحد بسكو مهومش متفرقين

اللغة والفكر #منفصلان يكرهو بعضهم ميتلاقوش نسموه اتجاه ثنائي يعني كل واحد رآه في جهة 

 #أولا يقولك اللغة والفكر متصلان يعني مصطلحات لي باش تعرفهم بلي متصلان يقولك أن علاقة اللغة بالفكر علاقة ضرورية توفيقية 

 - دوك نشرح هدا اتجاه تاع #اتصال : 

لا توجد لغة بدون فكر ولا فكر بدون لغة بسكو كاين وحدة عضوية بيناتهم فالالفاظ توضح المعاني وتميزها عن بعضها البعض ومن مستحيل باش نفصلو بين اللغة والفكر بسكو هي ثوب تاعه كي تغيب اللغة يروح فكر ها انسان بكوش تجي في رأسه هدرة يبغي يقولها ميقدرش  

#ثانيا - علاقة اللغة بالفكر #انفصال يعني ألفاظ مشابهة يقولك علاقة اللغة بالفكر غير ضرورية اعتباطية  

- دوك نشرح : 

إن اللغة والفكر لا يتناسبان بين ما يملكه الإنسان من معاني وافكار ومايملكه من الفاظ بسكو إن اللغة في بعض الأحيان تكون في أفكارنا حوايج كبار منجموش نعبرو عليهم لخاتش عالم الفكر اوسع منجموش نلقو كلمات مناسبة لها كيما المشاعر والعواطف  ومينجمش الإنسان يفكر ويهدر في نفس الوقت لخاتش الفكر متقدم زمنيا عن اللغة مثلا يقولك شخص كاش حاجة تقعد تفكر قبل عاد باش تهدر 

المهم اعطيتكم فقط ملخص صغير 

وكي تروحو عند الأساتذة أبحثو كي يعطوكم اقوال فلاسفة تفرقو بين الاتصال والانفصال 

مثلا يقولك: نحن نفكر داخل كلمات . هنا باين بلي اتصال بسكو مراهش مفرق بيناتهم 

يقولك مثلا : إن اللغة عاجزة عن مسايرة ديمومة الفكر. ها هنا قالك عاجزة يعني علاقة أنفصال  

#مقالة جدلية حول العلاقة بين #اللغة_والفكر 

#الأسئلة_المتوقعة: هل العلاقة بين اللغة و الفكر إنفصالية أم إتصالية؟

هل يمكن تصور وجود أفكار خارج إطار اللغة؟

 هل الفكر سابق عن اللغة؟ هل يمكن أن نفكر بدون لغة؟

 هل يمتلك الإنسان معاني دون ألفاظ تقابلها؟ هل الفكر و اللغة متطابقان؟ 

هل قدرة الإنسان على التفكير تتناسب مع قدرته على التعبير؟

 هل تعتقد أن الإنسان يفكر ثم يتكلم أم أنه يقوم بهما في الوقت نفسه؟ هل صحيح أننا نفكر فيما نعجز عن قوله ؟

#طرح_المشكلة:

إن الإنسان كائن إجتماعي بطبعه يستحيل عليه العيش بمعزل عن الغير لأن ضرورات الحياة تفرض عليه التعاون و التواصل مع الغير كما أنه في تفكير دائم في محيطه الخارجي و ما يحتويه من ظواهر بغية فهمه و تحقيق التكيف معه و لا يتأتى له تحقيق هذا التواصل و تبليغ هذه الأفكار إلا بواسطة اللغة التي تعتبر خاصية إنسانية وهي مجموعة من الإشارات و الرموز التي تستعمل للتواصل يعرفها لالاند"اللغة هي كل جملة من الإشارت و الرموز التي يمكن أن تكون وسيلة للتواصل"

إلا أن ما أثار جدال و تضارب آراء المفكرين و الفلاسفة هو العلاقة بين اللغة و الفكر حيث إنقسموا إلى تيارين متعارضين تيار يرى أن العلاقة بين اللغة الفكر إنفصالية أي أن اللغة عاجزة عن إستيعاب كل أفكار الإنسان و تيار يرى أن العلاقة بين اللغة والفكر إتصالية أي أنه يستحيل أن نفكر بدون لغة

أمام هذا الجدال الواقع بينهم فإن الإشكال الذي يمكننا طرحه هو: هل العلاقة بين اللغة والفكر إنفصال ام إتصال؟ هل تستطيع اللغة أن تعبر عن كل أفكارنا؟ هل يوجد فكر خارج حدود اللغة؟

#محاولة_حل_المشكلة:

#الموقف_الأول: "العلاقة بين اللغة و الفكر إنفصالية "

 إن الفكر واللغة ملكتين منفصلتين فالإنسان يعي بأن الفكر سابق عن اللغة و أوسع منها و أنه لا يوجد تطابق و تناسب بين عالمي الأفكار و الألفاظ فالفكر يتميز بخاصية الاتصال فالإنسان لا يمكنه التوقف عن التفكير لأنه يتميز بالديمومة والاستمرارية بينما اللغة تميزها صفة الانفصال التي تجعلنا نستطيع التوقف عن استعمال اللغة و يمثل هذا الموقف كل من "برغسون ،ديكارت ،كارل ياسبيرس، و فاليري" و يبرر هؤلاء موقفهم بالحجج و البراهين الآتية:

إن الفكر جوهر لا مادي و مبدأ كل وجود و يمثل العالم الداخلي و الذاتي للفرد بمعنى انه يجري داخل ذاتية الفرد بينما اللغة ظاهرة اجتماعية بمعنى لا لغة الا في المجتمع فاللغة مكتسبة يكتسبها الفرد بالتقليد و التعلم ولا يتيسر اكتسابها الا في وسط اجتماعي لان المجتمع هو الذي يفرض اللغة على الانسان لأن من ضروريات الاجتماع امكانية التواصل و التفاهم وهذا التفاهم و التواصل يتم وفق لغة المجتمع يقول برغسون في هذا الشأن "الفكر ذاتي وفردي واللغة موضوعية واجتماعية"

أن التجربة والملاحظة تبين أن التفكير سابق عن اللغة فكثيرا ما تنبثق الفكرة في أذهاننا ونبقى نبحث عن العبارة التي تؤديها وتبلغها لغيرنا وبالتالي فالفكرة تكون في لحظة ما موجودة في الذهن بدون لغة تجسدها ومن هنا يظهر بوضوح أن الفكرة سابقة في الوجود عن اللغة فالانسان كثيرا ما يدرك كماً زاخراً من المعاني والافكار تتزاحم في ذهنه ، وفي المقابل لا يجد الا الفاظا محدودة لا تكفي لبيان هذه المعاني والافكار. كما قد يفهم أمرا من الامور ويكوّن عنه صورة واضحة بذهنه وهو لم يتكلم بعد ، فإذا شرع في التعبير عما حصل في فكره من افكار عجز عن ذلك . كما قد يحصل أننا نتوقف – لحظات – أثناء الحديث أو الكتابة بحثا عن كلمات مناسبة لمعنى معين ، أو نقوم بتشطيب أو تمزيق ما نكتبه ثم نعيد صياغته من جديد ... و في هذا المعنى يقول برغسون " إننا نملك افكارا اكثر مما نملك اصوات "و يقول كذلك "اللغة عاجزة عن مسايرة ديمومة الفكر" ،  

فالإنسان بإمكانه التفكير بدون لغة فسلوك بعض الصم البكم ينم عن تفكير سيلم حيث نجد بعضهم يهتمون بشؤون السياسة ويدلون بآرائه فيها بواسطة إشارات يتواضعون –يتفقون عليها- مع من يناقشهم وهو ما يتبين معه أن الإنسان بإمكانه أن يستعمل إشارات أخرى غير اللغة للتعبير عن أفكاره يقول ديكارت" إن الكلام يحول دون تقدمي و ألفاظ اللغة الجارية تكاد تخدعني" و يقول برغسون" اللغة تحجر الفكر" فاللغة تقيد الفكر و تثبطه و تجمد الفكر في قوالب و أنماط واحدة و ذلك بسبب طبيعتها المحدودة و الثابتة يقول في هذا كارل ياسبيرس"اللغة تجبر الفرد أن يسلك طريق واحد و بهذا يصبح أفراد المجتمع الواحد كأنهم يفكرون نفس التفكير "

 كما تثبت التجربة النفسية عجز اللغة عن تبليغ أفكارنا فالجانب الوجداني للإنسان نجد اللغة عاجزة عن نقله و الافصاح عنه فالفكرة ترتبط بالشعور وهي تحمل كل مضامينه ومعانيه العميقة من انفعالات وعواطف كالحزن والسعادة والحب وعندما يريد المرء التعبير عنها وإبلاغها للآخرين يخرجها بشكل عبارات لغوية رمزية خالية من الشعور والحياة و كمثال على ذلك أن الأم عندما تسمع بخبر نجاح ابنها تلجأ إلى الدموع للتعبير عن حالتها الفكرية والشعورية يقول لامارتين "إن كلماتي من ثلج فكيف تحتوي في داخلها النيران" وهذا يدل على أن اللغة عاجزة عن تبليغ أفكارنا ومن هنا لجا الإنسان إلى وسائل أخرى كالشعر والفن والموسيقى وغيرها من أشكال الفن من اجل التعبير عن مشاعره وأحاسيسه يقول فاليري" إن أجمل الأشعار هي تلك التي لم تكتب" و قيل كذلك " الالفاظ قبور المعاني". و منه نستنتج أن العلاقة بين اللغة و الفكر إنفصالية.

#نقد_ومناقشة: رغم أن اللغة تعجز أحيانا في التعبير عن أفكارنا و أن الفكر سابق و أوسع منها إلا أن هذا الاتجاه الثنائي بالغ كثيرا في التقليل من قيمة اللغة في مقابل رفعه من شأن الفكر فحتى وان افترضنا اسبقية الفكر عن اللغة فلا تكون له قيمة ولا يصير معروفا إلا إذا اندرج في قوالب لغوية كما أن الدراسات النفسية المعاصرة أثبتت أن تكوين المعاني والأفكار عند الأطفال يتم في اللحظة نفسها مع تعلم اللغة واكتسابها وهو ما يدل على أنه يتعلم التفكير عن طريق اللغة فهو يفكر باللغة ومنه فحضور الفكر يستلزم عنه حضور اللغة وهو ما يجعلهما وجهتين مختلفتين لعملة واحدة . 

#الموقف_الثاني: "العلاقة بين اللغة و الفكر إتصالية"

إن العلاقة بين اللغة و الفكر هي علاقة إتصال و تطابق ،فاللغة و الفكر يشكلان فاعلية ذهنية لا يمكن تجزئتهما و لا يمكن القول بأسبقية أحدهما عن الآخر فاللغة بإعتبارها خاصية اساسية للانسان من حيث هو كائن اجتماعي فهي كذلك ضرورية من حيث هو كائن مفكر ومن ثمة فان اللغة مرتبطة بالتفكير ارتباطا لا انقطاع فيه و يمثل هذا الموقف كل من "هيجل ، كوندياك،دي سوسير و بنفست" و يبررون موقفهم هذا بالحجج و البراهين الآتية: 

إن قدرة الإنسان على التفكير تتناسب مع قدرته على التعبير ،فعالم الأفكار يتطابق مع عالم الأفكار ولا وجود لأفكار خارج إطار اللغة، فبين اللغة والفكر اتصال ووحدة عضوية وهما بمثابة وجهي العملة النقدية غير القابلة للتجزئة، باعتبار أن الفكر لغة صامتة واللغة فكر ناطق فلا تفكير بدون لغة ولا لغة بدون تفكير يقول دي سوسير " إن هذا الصمت المزعوم هو في الحقيقة ضجيج من الكلمات" و يقول واطسن" إننا نتكلم بفكرنا و نفكر بلغتنا" فكل محاولة تفكير دون لغة هي محاولة فاشلة و مهما كانت الافكار التي تجيئ الى فكر الانسان ، فإنها لا تستطيع ان تنشأ وتوجد الا على مادة اللغة يقول هيجل "أن محاولة التفكير بدون كلمات لمحاولة عديمة الجدوى " 

تابع قراءة المقال في اسفل الصفحة على مربع الاجابة حول علاقة اللغة بالفكر 

4 إجابة

0 تصويتات
بواسطة (2.1مليون نقاط)
 
أفضل إجابة
يتبع مقالة جدلية حول العلاقة بين #اللغة_والفكر

إن الفكر لا يتحقق ولا يتجسد إلا بفضل اللغة فاللغة هي الوعاء الذي يصب فيه الأفكار فالفكر هو الكلام ذاته و طريقة تركيبه فنحن لا نتعرف على الفكرة و صحتها إلا لكونها قابلة أن يتصورها الآخرون فتتمايز الأفكار عند التعبير عنها يقول كوندياك "أن فن التفكير هو فن إتقان الكلام "فاللغة هي التي تبرز الفكر من حيز الكتمان الى حيز التصريح ، ولولاها لبقي كامنا عدما ، لذلك قيل "الكلمة لباس المعنى ولولاها لبقي مجهولا" و يقول هيجل " الكلمة تمنح للفكرة وجودها الحقيقي و الأسمى"

 إن اللغة تثري الفكر و تنميه فكلما زادت الثروة اللغوية للإنسان إزدادت قدرته على التفكير و إزداد ذكاؤه نموا و عليه فالفكرة التي لا يستطيع الإنسان التعبير عنها ليس سببها عجز اللغة و محدوديتها بل أن هذه الفكرة لازالت غامضة و لم تتكون بعد بحيث أن صاحبها لا يعيها بوضوح و لا يملك الزاد اللغوي الكافي للتعبير و الإفصاح عنها فلا يوجد تصور في الذهن بدون لفظ يكونه يقول بنفست" إن الذهن لا يحتوي على أشكال خاوية" ،فقد أثبت علم النفس أن الطفل يولد صفحة بيضاء خاليا تماما من أي افكار ، ويبدأ في اكتسابها بالموازاة مع تعلمه اللغة ، أي أنه يتعلم التفكير في نفس الوقت الذي يتعلم فيه اللغة . وعندما يصل الفرد الى مرحلة النضج العقلي فإنه يفكر باللغة التي يتقنها ، فالافكار لا ترد الى الذهن مجردة ، بل مغلفة باللغة التي نعرفها فالطفل يبقى يجهل العالم الذي يحيط به إلى أن يبدأ بتعلم الألفاظ و الجمل و مسميات الأشياء فتتكون لديه الأفكار فنموه الفكري مرتبط بنموه اللغوي يقول ألان "أن تفكير الطفل و تكوين المعاني و نمو المعارف لديه مقترن بنمو عملية اكتساب اللغة حيث يكتشف المعاني في اللغة "  

كما اللغة تسبغ عن الفكر حلة اجتماعية وتكسبه صفة المعقول لان اللغة الة التفاهم بين الناس فهي التي تحرر الفكر من الطابع الذاتي للفرد ليصير خبرة إنسانية قابلة للتحليل و الفهم و التداول بين الناس لذلك يقول هاملتون "الألفاظ حصون المعاني" ، و ما يؤكد كذلك على الترابط الوثيق بين اللغة و الفكر هو ما تقدمه اللغة من فضل للفكر الإنساني إذ أنها تنظم الفكر و تحفظه فهي لا تقوم بوظيفة التدليل فقط بل بالتنظيم كذلك وبفضلها يصبح التفاهم مع الغير ممكنا.كما أن اللغة اداة تواصل الافكار من جيل الى اخر فهي اقوى عوامل الوحدة بين الاجيال و احسن وعاء لحفظ تراث الماضي والانساني وتوارثه بين الأجيال يقول ماكس مولر "و ما كان للإنسان أن يقدس اللغة حبا بها أو تعشقا إلى أنغامها...و إنما لأنها سجل تفكيره ،فهي تحفظه له و تنقله إلى إخوانه في الإنسانية و إلى من يتلوه من الأحياء". و عليه فالعلاقة بين اللغة و الفكر علاقة إتصال و تطابق

#نقد_ومناقشة: رغم الدور الذي تلعبه اللغة في تجسيد الفكر و حفظه إلا أن هذا التيار الأحادي بالغ كثيرا في تمجيده للغة فالواقع يثبت أن اللغة عاجزة عن إستيعاب كل أفكارنا و أن الإنسان يستغرق وقتا طويلا لكي يجد اللفظ المناسب لما يفكر فيه خاصة حينما يتعلق الأمر بالجانب الوجداني لذلك يقول شوبنهاور"إن الكلمات تعجز عن وصف شعوري" كما أنه لو كانت اللغة والفكر شيئا واحد لإكتفينا بأحدهما دون الآخر و لكانت أفكارنا واحدة كما أن هذا الطرح يوقعنا في تناقض فإما أن تكون أفكارنا ثابتة تبعا لثبات اللغة و إما أن تكون اللغة متغيرة تبعا لتغير الأفكار.

#التركيب: على ضوء ما سبق نقول أن العلاقة بين اللغة و الفكر هي علاقة تأثير متبادل فرغم أن اللغة قد تقصر أحيانا عن التعبير عن الأفكار بناء على أن قدرتنا على الفهم لا تناسب دائما قدرتنا على التبليغ، إلا أنه لابد من التسليم بوجود علاقة ترابط بين الفكر واللغة، وهذا ما تؤكده الدراسات والأبحاث العلمية اللسانية، وهذه العلاقة تشبه العلاقة بين وجه الورقة النقدية وظهرها، حيث أن الفكر هو وجه الصفحة، بينما الصوت هو ظهر الصفحة، ولا يمكن قطع الوجه دون أن يتم في الوقت نفسه قطع الظهر، و بالتالي فكلاهما يكمل الأخر يقول ماكس مولر" اللغة و الفكر كقطعة نقدية واحدة وجهها الأول الفكر ووجهها الثاني اللغة وإذا فسد أي وجه من الوجهين فسدت القطعة فالفكر بالنسبة للغة كالروح بالنسبة للجســـد ".

#حل_المشكلة:

و في الأخير نستنتج أن اللغة و الفكر متلازمان فرغم الإختلاف الموجود بينهما من حيث الدور و الطبيعة إلا أنهما يشكلان كيانا واحدا و لهما غاية مشتركة و هي تحقيق التواصل و التفاهم الإنساني و الإجتماعي كلاهما تتحدد ماهية الإنسان باعتباره الكائن المفكر الوحيد كما أنه الوحيد الذي يمتلك لغة واعية تعبر عن أفكاره و عليه فكلاهما يتضمن الأخر و يشترطه و لا وجود لأحدهما دون الآخر ،فاللغة تعبر عن الفكر و الفكر يصنع اللغة و هذا ما تلخصه مقولة دولاكروا" الفكر يصنع اللغة و هي تصنعه".
بواسطة (2.1مليون نقاط)
تحضير درس اللغة والفكر
0 تصويتات
بواسطة
يتبع الدرس الثاني حول اللغة والفكر

1 ـ الفكر منفصل عن اللغة ( الاتجاه الثنائي )

يرى هذا الاتجاه أن الفكر يمثل العالم الداخلي للإنسان وهو معاني في الذهن مستقل عن الجسم واللغة تأخذ طابع خارجي لأنها متعلقة بالجسم (التنفس والحبال الصوتية ومخارج الحروف ...) ولهذا فصل برغسون 1859 ـ 1941 بين اللغة والفكر ، ويرى أن الفكر اسبق منها يقول : " نحن نفشل عن التعبير بصفة كاملة عما تشعر به روحنا لذلك الفكر يبقى أوسع من اللغة ".

وأدلته على ذلك أن الفكرة كثيرا ما تبرز إلى الذهن، ولكنها لا تجد العبارة المناسبة لها ، وكذلك استعمالنا للغات عديدة للتعبير عن فكرة واحدة . كل هذا يؤيد أسبقية الفكر على اللغة . كما أن الألفاظ تعرقل الفكر وتحد من حريته بل تقتله ، لهذا قيل الألفاظ قبور للمعاني .وقال دونيس ديدرو:" اعتقد أننا نملك أفكارا أكثر مما نملك اصواتا ". ويرى برغسون أننا لا ندرك من عواطفنا سوى جانبها غير الشخصي و يعني بذلك أن الفرد يدرك الجانب الذي استطاعت اللغة أن تميزه فقط ، وهنا قال : " إننا نحيا في منطقة متوسطة بين الأشياء وبيننا ، او نحن نحيا خارجا عن الأشياء وخارجا عن ذواتنا أيضا ". و في هذا الإطار قال أبو حيان التوحيدي " فقد بدا لنا أن مركب اللفظ لا يحوز مبسوط العقل، والمعاني معقولة ولها اتصال شديد وبساطة تامة ، وليس في قوة اللفظ في أي لغة كان، ان يملك ذلك المبسوط ويحيط " وهذا دليل آخر على انفصال الألفاظ عن المعاني

النقد:

أذا كان الإنسان لا يستطيع ان يعبر عن كل المعاني التي تدور في ذهنه ، هل يعني هذا أننا نقر بوجود أفكار لا تحمل اسم معين يميزها عم باقي الأفكار، وإذا كان الأمر كذلك فكيف نميز بينها ؟  

2 ـ الفكر واللغة متصلان ( الاتجاه الأحادي )  

لا يمكن الفصل بين اللغة والفكر وان التفكير الخالص بدون لغة كالشعور الفارغ لا وجود له والفكرة تصاغ دائما في قالب لغوي .هذا هو موقف الاتجاه الأحادي ، يقول لافال : " ليست اللغة كما يعتقد البعض ثوب الفكرة ولكن جسمها الحقيقي " و يقول ميرلوبونتي : " الفكر يحتوي اللغة واللغة تحتوي الفكر " فلا انفصال بينهما ، ألا ترى أن الطفل يجهل ما يحيط به حتى يتعلم اللغة . ويقول هيجل: "اننا نفكر داخل الكلمات " ويمكن العثور على هذا الموقف عند المعتزلة في قولهم: "نحن لا ننكر الخواطر التي تطرأ على قلب الإنسان وربما نسميها أحاديث النفس إما مجازا وإما حقيقة . غير أنها تقديرات للعبارات التي في اللسان " ويقول إميل بنفنيست عن الدال والمدلول : " فكلاهما نقشا في ذهني وكل منهما يستحضر الآخر في كل الظروف ، ثمة بينهما اتحاد وثيق إلى درجة أن المفهوم مدلول هو بمثابة روح الصورة الصوتية (الدال) " إن الذهن عنده لا يحتوي على أشكال خاوية ، أي لا يحتوي على مفاهيم غير مسماة .

لهذا أكد فلاسفة اللغة على الطابع الأحادي الذي يشمل اللغة والفكر ، وان التفكير بدون لغة مستحيل . يقول الان : " الإنسان يفكر باللغة حتى لو كان صامتا " ويقول ميرلوبونتي " إنهما متداخلان ، اللغة علامة للتفكير مثل أن الدخان علامة للنار" ومنه الألفاظ هي الوجود الخارجي للمعاني . يقول وليام هاملتون : "إن المعاني شبيهة بشرر النار لا تومض إلا لتغيب ولا يمكن إظهارها وتبينها إلا بالألفاظ إن الألفاظ حصون للمعاني " أما دي سوسير فشبه العلاقة بين اللغة والفكر بورقة يكون الفكر وجهها الأول والصوت وجهها الثاني ، ولا يمكن بأي حال الفصل بين الوجهين .

النقد: والمناقشة

رغم قوة هذا الطرح الذي قدمه فلاسفة اللغة إلا أن مشكلة صعوبة التعبير عن أفكارنا تبقى مطروحة ولو أنهم يرجعون ذلك إلى عجز في اللغة .

نتيجة

الاتجاه الأحادي عندما ربط بين اللغة والفكر يكون قد أعاد الاعتبار للغة ليصبح حضورها شرط لحضور التفكير وقوته من قوتها ، أما لماذا نعجز أحيانا عن التعبير عن أفكارنا فلا يعني كما ذهب الاتجاه الثنائي أن الأفكار أوسع من الألفاظ بل الأمر لا يعدو أن يكون مجرد تقصير من المتكلم الذي لم يكتسب ثروة لغوية كافية ليعبر بها عن أفكاره . أما الاتجاه الثنائي وعلى الرغم من الأدلة القوية التي استقاها من علم النفس، خاصة فيما يتعلق بتكوين المعاني عند الأطفال وصلة ذلك باللغة ، فانه لم يتمكن من تجاوز العجز عن التعبير ، ومنه يمكن القول ان اللغة والفكر يتبادلان التأثير والتأثر.

III ـ اللغة والتواصل

أولا ـ التواصل .

مفهوم التواصل

التواصل في اللغة مأخوذ من الصلة ، والتواصل اصطلاحا هو تبادل الحقائق والأفكار والمشاعر بين شخصين أو أكثر، بمختلف وسائل الاتصال. وهناك فارق بين الاتصال والتواصل ، فالاتصال هو إرسال من طرف إلى آخر دون تلقي أي رد ، والتواصل يعني الرد على المرسل و التفاعل مع المتصل .

شروط التواصل

ليتم التواصل لابد مما يلي .

1 ـ المرسل : الطرف المنتج للرسالة ( المتكلم ) .

2 ـ المتلقي : المرسل إليه .

3 ـ الرسالة : وهي الخطاب الموجه إلى المتلقي من المرسل .

4 ـ المرجع : الموضوع الذي تتمحور حوله الرسالة ( مضمون الرسالة ) .

5 ـ روابط الاتصال : او قنوات الاتصال مثالها اللغة قناة لمعاني النص .

6 ـ الشفرة :النظام الرمزي المشترك بين المرسل والمتلقي ، مثل الكلام أو إشارات.

ويستند التواصل حسب رومان جاكبسون إلى ستة عناصر أساسية وهي: المرسل ، والمرسل إليه ، والرسالة ، والقناة ، والمرجع ، واللغة. وللتوضيح أكثر يقول: يرسل المرسل ، رسالة إلى المرسل إليه ، حيث تتضمن هذه الرسالة موضوعا أو مرجعا معينا، وتكتب هذه الرسالة بلغة يفهمها كل من المرسل والمتلقي.

ولكل رسالة قناة حافظة كالظرف بالنسبة للرسالة الورقية، والأسلاك الموصلة بالنسبة للهاتف والكهرباء، والأنابيب بالنسبة للماء. فاللغة قناة ناقلة لمعاني النص الإبداعي. و يهدف التواصل عبر علاماته وإشاراته لتنبيه الآخر والتأثير عليه عن طريق إرسال رسالة وتبليغها إياه .

وظيفة اللغة

من التعريف المقدم للغة يتضح أن الوظيفة الأساسية للغة هي التواصل والتفاهم بين الأفراد داخل الجماعة الواحدة بالإضافة إلى وظائف أخرى .

1 ـ الوظيفة النفسية :

تتخذ اللغة وسيلة للبوح بما يختلج فينا من انفعالات وأحاسيس وعواطف فنُخرج ما يجول في عالمنا الداخلي إلى العالم الخارجي .

2 ـ الوظيفة الاجتماعية:

 بالإضافة إلى كون اللغة وسيلة للتفاهم ، فهي أيضا عامل وحدة وتماسك بين أفراد المجتمع ، هذا ما أكد عليه الفيلسوف الألماني فخته بعد إقراره بوظيفتها النفسية فقال : " إنها تجعل الأمة كلا متراصا " .

3 ـ الوظيفة الفكرية :

يقوم بها الإنسان بمختلف العمليات العقلية ، من إدراك وتخيل وتحليل وتركيب ومقارنة فاللغة ليست وسيلة للتعبير عن الأفكار فقط فهذا مفهوم فقير وكلاسيكي كما يقول اندري اومبرودان ، لأن استعمالاتها عنده تتراوح بين الاستعمالات الدنيا ويعني بذلك الاستعمال الانفعالي والاستعمال بقصد اللعب والاستعمال العملي . واستعمالات عليا ، وهي الاستعمال التصويري والاستعمال الجدلي .

ومنه يصح القول أن وظيفتها تختلف حسب مستعملها ، وخاصة من حيث تدرجه عبر مراحل النمو التي تتزامن مع تغير وظائف اللغة في شكل صراخ ومناغاة للتعبير عن إحساسه بالراحة أو القلق ، ليعبر عن هذا لا حقا بأصوات انفعالية وفي كلا الحالتين يستعمل أصوات طبيعية غريزية ، ولن يمر وقت حتى يستبدلها بلغة اصطلاحية يتعلمها من المجتمع.

4 ـ الوظيفة النفعية :

 اللغة تسمح للإنسان بإشباع حاجاته سواء البيولوجية الغريزية، أو النفسية الانفعالية ، فالفرد اذا شعر بالجوع أو العطش يطلب ما يدفع عنه ذلك من الغير عن طريق اللغة ، و بها يعلن عن حاجته للراحة أو الترفيه عن النفس .

5 ـ الوظيفة الشخصية :

 اللغة وسيلة يعبر بها الشخص عن ذاته وهذا ما يسمح للغير بمعرفته والتعرف على اهتماماته وتطلعاته ، فيكوّنون فكرة عنه ، ليس هذا فحسب بل بها يثبت الشخص ذاته. وهذا ما نجده عند كبار الأدباء والمفكرين .

6 ـ الوظيفة التفاعلية :

اللغة تستخدم للتفاعل مع الآخرين في المحيط الاجتماعي، وتبادل الآراء والأفكار والمشاركة في الأفراح والأحزان .

7 ـ الوظيفة الاستكشافية :

اللغة وسيلة الإنسان للتعرف على محيطه طبيعياً كان أم اجتماعياً ، حيث أنّه يسأل عن أسماء الأشياء ومكوناتها ووظائفها وكيفية استخدامها ، وعن الظواهر الطبيعية وأسباب حدوثها والقوانين المتحكمة فيها .

8 ـ الوظيفة التنظيمية :

اللغة تنظم سلوك واستجابات الآخرين من خلال الأوامر والنواهي التي نصدرها للطفل أثناء التربية توجّه سلوكه وتنظمه ، ولعلّ اللافتات وإشارات المرور خير ما يثبت ذلك ، حيث أنّها إشارات اصطلاحية وضعها الإنسان لينظم السير من خلال الأوامر والنواهي التي تحملها .

9 ـ الوظيفة التخيلية :

اللغة نسق من الرموز يجرد الواقع المادي في كلمات تغنيه عن إحضارها ، وليس هذا فحسب بل تعطي الفرد القدرة على الانفلات من الواقع والهروب من ضغط الحياة اليومية من خلال ما يتخيله في القصص أو الأشعار أو أحلام اليقظة .

10 ـ الوظيفة الرمزية :

وخير مثال على ذلك الرياضيات التي تتعامل بكائنات عقلية مجردة يتم إدراكها من خلال رموز يضعها الإنسان ، بل أن علماء الطبيعية يجرّدون الظواهر المادية المحسوسة من حركة ، وحرارة ، وضوء ، وتفاعلات كيميائية ، ومعادلات ؛ ويتعاملون بها أثناء البحث والدراسة

خاتمة : حل المشكلة:

الحديث عن اللغة هو حديث عن الإنسان لأنها الخاصية الأساسية التي تميزه عن الحيوان ، ويبقى التواصل بأوسع معانيه هو الهدف من وجودها ، فضلا عن الوظائف الأخرى ، بالإضافة إلى دورها في المحافظة على تراث الإنسانية الثقافي والحضاري.

 ..................................................................................................................................
0 تصويتات
بواسطة
الدرس الثاني حول اللغة والفكر

مقدمة : طرح المشكلة

هل اللغة هي ما يصدر عنا من أصوات فقط ؟ هل تعتبر الإشارات لغة ؟ أليست اللغة عبارة عن إشارات ورموز نبدعها لتساعدنا على تنظيم حياتنا الداخلية ، وعلى تحقيق التواصل مع غيرنا ؟

I ـ طبيعة اللغة

إذا لم تكن اللغة مجرد تعبير انفعالي و لا نشاط حيوي ، ففيم تتمثل طبيعتها ؟

أولا : أشكال التعبير

( حتى إذا أتوا على واد النمل قالت نملة يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون) . النمل 18. كيف حدث التواصل بين النبي سليمان و النملة ؟ الغرض أن سليمان عليه السلام فهم قولها وتبسم ضاحكاً من ذلك وهذا أمر عظيم جداً ، في هذه الآية إشارة إلى حوار بين النمل ينتقل من مرسل إلى مستقبل حاملا رسالة ، ثم انتقل محتوى الرسالة إلى الإنسان ممثلا في شخص النبي سليمان . فهل للنمل لغة ؟ وما هي طبيعتها ؟ وهل هناك قواعد تحكمها ؟ وهل يمكن فهمها من قبل كائنات أخرى ؟  

التعبير يتم عادة بـ :

1 ـ الأصوات ( ألفاظ ، صياح ..الخ )

2 ـ إشارات ، حركات ، إيماءات

مقارنة بين لغة الحيوان ولغة الإنسان

الدراسات العلمية أثبتت إن ما تفعله النحلة حين تخبر أفراد مملكتها بمكان الطعام وبعده عن الخلية و الاتجاه الذي ينبغي عليها إن تطير فيه، من خلال الرقصات الدائرية ، لا يعدو كونه نظاما اشاريا مغلق من نوع بدائي، فلم يثبت أن النحل لديه طرائق يشير بها إلى كمية الطعام أو نوعه أو لون الأزهار أو غير ذلك من المعلومات التي تتصل بالطعام أو بغيره ، والصيحات التي يطلقها قرد مثلا إذا كان أمام ثعبان ، هل يعني بصيحاته " ثعبان " أو "خطر " أو احذر ثعبان " أو أن هذه الأصوات مجرد صيحات تنبيه من دون أن تحمل أي معنى محدد؟ . أنها في جميع الحالات لن ترقى إلى لغة البشر ، إن لغة الإنسان من اعقد مظاهر السلوك ، لهذا لا يمكن التعامل مع اللغة عند الكائنات جميعها بنفس المستوى من الفهم .

إن التعبير عند الكائنات الحية متنوع ، فالحيوانات تختلف وسائل الاتصال بينها حسب أنواعها ، فمنها ما يعتمد على الصياح وإصدار الأصوات المختلفة ، وبعضها يعتمد على الحركات والتغيرات الفزيولوجية على مستوى الجسم ، والبعض الآخر يستخدم الروائح ، أما الإنسان فانه وان كان في حاجة إلى كل ما سبق ذكره ، فانه يوظف فضلا عن ذلك الرموز بمختلف أنواعها سواء كانت طبيعية يتقاطع فيها مع الحيوانات الأخرى، أو رموز اصطلاحية اتفق مع غيره على دلالاتها .

ثانيا : تطور أشكال التعبير

اللغة تستعمل بغرض التكيف وحفظ استمرار النوع ، لكنها قد تتجاوز هذه الأغراض البيولوجية إلى أغراض معنوية عند الإنسان ، وذلك عندما يريد التعبير عن أفكاره وأحواله النفسية. ومنه تصنيف أشكال التعبير إلى قسمين .

أ ـ اللغة الطبيعية :

وهي التي لا تحتاج إلى تعلم ، لأنّ للإنسان ملكة فطرية تساعده على فهمها ، فهي مجرد انعكاس شرطي لمنبه داخلي أو خارجي . فالتبسم وبشاشة الوجه ، أو عبوسه والصراخ والبكاء ، تعتبر عند اللغويين علامات طبيعية . فنحن نفسر التبسم وبشاشة الوجه على أنّه علامة على السرور والفرح والرضا ، بينما يعني الصراخ والبكاء التألم والحزن .

لكن بالرغم من كون هذه العلامات تحمل معنى غير ظاهر ، إلاّ أنّ هذا لا يبرر اعتبارها علامة لغوية ، وسبب ذلك أن التبسم والضحك أو الصراخ والبكاء علامات غير قابلة للتحليل والتفكيك ، أي أنها كتلة واحدة لا تتجزأ ، ولو حاولنا تفكيكها ستفقد قدرتها على الدلالة، فلا تصير ذات معنى ، فالصوت (أيْ) لو جزء إلى : ( أ ) و ( يْ ) ، لما فهما منه أنه يشير إلى الألم .

ب ـ اللغة الاصطلاحية :

وهي نسق من الرموز الاتفاقية المكتسبة بالتعلم ، وهذه الرموز والإشارات يتواضع عليها البشر ويتفاهمون من خلالها ولا نجد لها مثيلاً في عالم الحيوان الأمر الذي يبرر حصر اللغة في الإنسان ، والإقرار بوجود لغة عند الحيوان أمر فيه توسع مبالغ فيه وغير مقبول.

ثالثا : خصائص اللغة الإنسانية

ويمكن حصر مميزات اللغة الإنسانية فيما يلي :

1 ـ تتسع لغة الإنسان للتعبير عن تجاربه و خبراته و معارفه .

2 ـ اللغة الإنسانية رموز عرفية اصطلاحية.  

3 ـ لدى الإنسان وعي بالعلامات التي يستخدمها قصدا، على أنها وسائل لتحقيق الإغراض .

4 ـ يستخدم الإنسان اللغة للتعبير عن الأشياء العيانية كما يستخدمها في التعبير عن أشياء أو أحداث بعيدة عن المتكلم زمانا ومكانا.

5 ـ يعمم الإنسان الألفاظ التي يستخدمها في الإشارة إلى أشياء متشابهة .

6 ـ لغة الإنسان مركبة تتألف من وحدات ومن قواعد .

7 ـ يستطيع الإنسان أن يبدل كلمة بأخرى في منطوق معين إذا تغير الموقف علي ضرب محمد . محمد ضرب علي .

8 ـ لغة الإنسان محكومة بقواعد يفرضها عليه المجتمع الذي ينتمي إليه.

9 ـ تتنوع لغة الإنسان بتنوع الجماعات التي يستخدمها بفعل عامل الزمان و المكان

10 ـ يكتسب الإنسان لغته من المجتمع الذي يعيش فيه .

11 ـ مفردات لغة الإنسان كما تشير إلى الأشياء في الواقع تشير إلى الأفعال والأفكار المجردة، ويمكنها تعميم الاسم على الأشياء المتشابهة في الجوهر والمختلفة في التفاصيل وهذه صفة لا تتوفر لأي حيوان .

12 ـ اللغة البشرية قابلة للانتقال من السلف إلى الخلف عن طريق الاكتساب، أما لغة الحيوان فانتقالها تتكفل به آلية الوراثة في الغالب .

والصفة الأساسية للغة حسب تشومسكي هي مقدرة لغة البشر على الخلق أو الابتكار والمقصود بهذه الصفة هو انه بمقدور الإنسان لا أن يركب من الأصوات المفردة مئات الألوف من المفردات فحسب، بل أن يركب من مفردات اللغة المختلفة عددا لا يحصى من الجمل وأشباهها مما لم يسمع به من قبل وذلك حسب الموقف والظروف التي تتطلب الكلام، كما باستطاعته أن يفهم عددا لا حصر له من الجمل وأشباهها عندما يسمعها .

II ـ اللغة بنية رمزية

يتصل الناس فيما بينهم و يخاطبون بعضهم بعض عن طريق اللغة ، فهل يمكن استبدال اللغة بكلمة " اللسان "؟ وهل الكلام مرادف للغة ؟ ما الأسس التي تقوم عليها اللغة بوصفها بنية رمزية تطبع نشاط الفكر وتترجم إبداعه ؟

أولا : اللسان والكلام واللغة

1 ـ مفهوم اللسان

إذا كانت اللغة تطلق على كل وسيلة يمكن استخدامها كوسيلة للتواصل ، فاللسان يطلق على لغة خاصة بجماعة معينة .فنقول " بلسان عربي مبين " اللسان الانجليزي، اللسان الفرنسي ، واللسان بهذا يكون اخص من اللغة ، انه الموروث اللفظي من مفردات وكلمات وما يتصل بها من قواعد نحوية وصرفية ، ويذكر القرآن اللسان بهذا المعنى في سورة إبراهيم الآية 4 " وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ " . " وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِلْعَالِمِينَ " الروم 22 " وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ " (103) النحل .

 2 ـ مفهوم الكلام

الكلام ما كان مُكْتَفِياً بنفسه وهو الجملة، و لا يكون إلا أَصواتاً تامة مفيدة .فالكلام هو القدرة على التفاهم بين الناس عن طريق علامات صوتية تتيحها لغة معينة .لذلك يتطلب الكلام وجود اللغة واللسان بالإضافة إلى سلامة الجانب البيولوجي الذي له صلة بالكلام.

3 ـ مفهوم اللغة

اللغة مشتقة من اللغو وهو الكلام الفارغ . واصطلاحا هي مجموعة من الإشارات والرموز ذات صبغة اجتماعية للدلالة على معنى من المعاني لأجل التواصل بين البشر فهي تتميز عن إشارات التواصل الموجودة عند الحيوان بتجددها وتنوعها، أما عند الحيوان فهي ثابتة . يعرفها الجرجاني بقوله " هي ما يعبر به كل قوم عن أغراضهم " أو هي مجموعة من الكلمات والأصوات والقواعد الثابتة، وبها يتحقق الكلام وقد تكون بطرق أخرى غير الكلام مثل الحركات . وهي ظاهرة معقدة وموضوع دراسة عدة علوم ( الفيزيولوجيا ، السوسيولوجيا ، السيكولوجيا ، اللسانيات و الانتربولوجيا ) ويعرفها لالاند بقوله : " هي كل جملة من الإشارات والتنبيهات يمكن أن تكون وسيلة للاتصال " وللغة شروطها فلابد من متكلم ومخاطب ولابد من سلامة الجملة العصبية لثبوت العلاقة بين اللغة والدماغ فالحبال الصوتية وحركة اللسان والشفتين تتحكم فيها المراكز العصبية. ويعرفها دو سوسير 1857 ـ 1913 " بأنها نتاج اجتماعي لملكة اللسان ومتواضعات ملحة وضرورية للمجتمع ، لتسهيل ممارسة هذه الملكة عند الأفراد.

وتتكون لغة الإنسان من وحدات صوتية أساسية خالية من المعنى وتعرف بالفونيمات ومن وحدات صوتية أعلى ذات معنى تعرف بالمورفيمات ، وتنتج عن اجتماع الفونيمات جمل متعددة وفقا لقواعد النحو والصرف.

ثانيا : الرمز والدلالة

الرمز :

الرمز مثير بديل ، يستدعي لنفسه نفس الاستجابة التي قد يستدعيها شيء أخر عند حضوره ، وهو نوعان : رمز لغوي ، ورمز غير لغوي.

والرمز يكون بناء على اصطلاح بين جماعة من الناس مثل اصطلاحهم على إشارات المرور الضوئية، وعلامة صح √ وعلامة خطأ X وعلامات الموسيقى ♫ ومفردات اللغة مثل: شجرة، حصان، كتاب، صدق، قتل. وأصوات الأبواق والأجراس.فهذه و أمثالها هي ما يعرف بالرمز . واللغة مجموعة من الرموز .

وكل رمز له مرموز إليه ، فلا يوجد لفظ إلا وله ما يدل عليه ، بمعنى اللغة تتألف من الدال والمدلول والعلاقة بينهما تسمى الدلالة.

الدلالة :

الدلالة هي العلاقة القائمة بين اللفظ وما يدل عليه، فلا يوجد لفظ إلا وله ما يدل عليه سواء كان حسيا أو معنويا ، ولكي تكون الدلالة يجب توفر عنصرين احدهما يدل على الآخر، العنصر الأول هو الدال والعنصر الثاني هو المدلول . مثال : الطرق على الباب دال يدل على وجود مدلول ( شخص ). والقلم كلفظ دال ، وما يقابله من شيء يستعمل للكتابة مدلول، والعلاقة بين الدال والمدلول هي ما يعرف بالدلالة . وهي نوعان :

أولا : دلالة الإشارات : مثل ما نجده في قوانين مرور السيارات .

ثانيا : الدلالة اللفظية : نستعمل فيها الألفاظ عند تواصلنا مع الغير . وهي نوعان :

1 ـ الدلالة اللفظية الطبيعية

التي أشار إليها دي سوسير ، وهي ما كان فيها الدال شيئا طبيعيا، فالأنين يدل على الألم، واف تدل على الضجر .

2 ـ الدلالة اللفظية الوضعية

وهي ما كان فيها الدال متواضع ومصطلح عليه ، ولهذه الأخيرة أنواع .

أ ـ دلالة لفظية وضعية تطابقية

وهي دلالة اللفظ على تمام ما وضع له بالاصطلاح، كدلالة لفظ إنسان على الحيوان الناطق .

ب ـ دلالة لفظية وضعية تضمنية

وهي دلالة اللفظ على احد أجزاء المعنى المطابق له ، كدلالة البيت على السقف والجدران .

ج ـ دلالة لفضية وضعية تلازمية

وهي دلالة اللفظ على معنى آخر ليس جزءا منه ولكنه ملازم له، بحيث لا يحصل المعنى الأول بدون حصول المعنى الثاني، كدلالة وجود السقف على وجود الجدران .

العلاقة بين الألفاظ والأشياء

هل العلاقة بين الألفاظ والأشياء تتميز بالضرورة ، بحيث لا يمكن أن نعبر عن ذلك الشيء أو المكان إلا بذلك الاسم أو اللفظ ؟، وبصيغة أخرى هل العلاقة بين الدال والمدلول ، علاقة ضرورية أم علاقة اعتباطية قائمة على الاتفاق العشوائي ؟

1 ـ العلاقة ضرورية :

يرى البعض أن العلاقة بين الألفاظ والأشياء علاقة ضرورية وسندهم في ذلك التقارب الكبير بين بعض الألفاظ وما يقابلها في الطبيعة، حيث تبدو وكأنها محاكاة لها ، ويبرز ذلك بوضوح في اللغة العربية، مثل خرير المياه، ومواء القطط ، وأغلب أصوات الحيوانات ومظاهر الطبيعة . فاللفظ هنا يطابق ما يدل عليه في العالم الخارجي . وهذا ما يعرف بنظرية محاكاة الإنسان لأصوات الطبيعة.

وبسبب تطور الحياة وتعقدها أبدع الإنسان كلمات وألفاظا جديدة ليدل بها على الأشياء . وهذا ما دافع عنه بعض اللغويين المعاصرين محاولين إثبات الترابط الوثيق بين الدّال والمدلول في العلامة اللّسانية . ومبررهم في ذلك أنّ العلامة اللّسانية بنية واحدة يتّحد فيها الدّال بالمدلول ، وبدون هذا الاتحاد تفقد العلامة اللسانية خاصيتها.

ومن جهة ثانية ذهن الإنسان لا يستسيغ ولا يقبل الأصوات التي لا تحمل تصورا يمكن معرفته ، ولو كان الأمر كذلك - أي وجود أصوات لا تدل على شيء ولا تحمل مفهوماً يمكن التعرف عليه - لصارت هذه الأصوات غريبة ومجهولة.

إلا أن هذه الأطروحة تصطدم ببعض الحقائق التي أقرّها علماء اللغة ، أولها أنّ اللغة خاصة (الكلام) نسق من الإشارات والرموز أبدعها الإنسان وتواضع عليها، ليستخدمها في التعبير والتواصل ؛ ولو كانت الكلمات تحاكي الأشياء ، فكيف يمكن تفسير تعدد الألفاظ والمسمّيات لشيء واحد ؟

2 ـ العلاقة اعتباطية :

يذهب اللغوي السيوسري فريدناند دي سوسير إلى الإقرار بانعدام الضرورة أو التلازم بين الدال والمدلول ، بل يعتقد أن الربط وقع بينهما بطريقة عشوائية يقول: " إن الرابطة الجامعة بين الدال والمدلول رابطة تحكمية " ويضيف دي سوسير: " إن هذا الحكم لا يعني إمكانية تغيير الإشارة بعد استقرارها في جماعة معينة تبعا لحرية الاختيار" ومع هذا نجده لا ينفي وجود بعض الأصوات على قلتها نحاكي فيها الطبيعة، مثل خرير المياه وهدير الريح . ونجد هذا الموقف عند المعتزلة فقد نقل عنهم الشهرستاني أن " الكلام ليس جنسا ونوعا في نفسه ذا حقيقة عقلية كسائر المعاني بل هو مختلف بالمواضع والاصطلاح والتواطؤ ، حتى لو تواطأ قوم على نقرات وإشارات ورمزات لحصل لهم التفاهم بها كما حصل التفاهم بالعبارات " والتواضع ينفي العلاقة الضرورية بين الدال و المدلول .

ثالثا : اللغة والفكر

كثيرا ما يتوقف الإنسان أثناء كلامه باحثا عن الألفاظ المناسبة لمواصلة الحديث ونفس الشيء يحدث له أثناء الكتابة فما هو سبب ذلك ؟ ولماذا لا يكون تطابق بين المعاني والألفاظ ؟ أو هل توجد في أذهاننا معاني من غير ألفاظ تقابلها ؟ وهل توجد في لغتنا ألفاظ دون معاني تقابلها ؟

هذه المشكلة طرحها ادوارد سابير 1885 ـ 1939 مفكر أمريكي عندما قال: "هناك سؤال غالبا ما يطرح نفسه هل يمكن التفكير بدون كلام أو ليس الكلام والفكر مظهرين لعملية واحدة ؟ " والإجابة على هذه السؤال أخذت اتجاهين .

1 ـ الفكر منفصل عن اللغة ( الاتجاه الثنائي )
تابع القراءة في الأسفل
0 تصويتات
بواسطة
تحضير درس اللغة والفكر

اسئلة متعلقة

مرحبًا بك إلى لمحة معرفة، حيث يمكنك طرح الأسئلة وانتظار الإجابة عليها من المستخدمين الآخرين.
...