تحضير درس المشكلة الثانية في درس اللغة والفكر سنة ثالثة آداب وفلسفة وتحليل نص علاقة اللغة بالفكر
مرحبا بكم أعزائي الطلبة في موقع لمحة معرفة التعليمي يسرنا أن نطرح لكم في مقالنا هذا الدرس الثاني من السلسلة التعليمية التي بدأناها سوياً لشرح دروس ومواضيع مادة الفلسفة للتلاميذ المقبلين على اجتياز شهادة الباكالوريا هذا العام 2023 2024 ان شاء الله.
سنحاول اليوم تقديم ملخص بسيط للمشكلة الثانية المتعلق بدرس اللغة والفكر الخاص بشعبة اداب وفلسفة، إذ سنعالج فيه مواضيع مختلفة قصد الاجابة على كل التساؤلات الفلسفية.
وكما اعتدنا ان نطرح عليكم ما ، يجب عليكم اولا معرفة كل التعاريف الخاصة بالدروس بغية فهمها ثم حفظها، وهذا حتى يتسنى لكم توظيفها في المقدمة اثناء تحرير المقالات.
وينبغي كذلك ان تعرفوا عدد الاسئلة المحتملة في كل مشكلة، لانه امر ضروري حتى تستوعبوا كل درس على حدا و كي لا تقعوا في اي خطأ مستقبلاً.
الإجابة هي كالتالي
مشكلة اللغة والفكر بكالوريا 2023
لنبدء على بركة الله..
اول خطوة هي شرح المصطلحات و المفاهيم:
اللغة : يقصد بها مجمل الإشارات و الرموز التي تستخدم للتواصل.
الفكر : هو النشاط أو التصور الذهني في العقل
احفظوا هذه التعاريف جيدا حتى توظفوها في بداية المقدمة اثناء الامتحانات.
ثاني خطوة هي تحديد الاسئلة المحتملة في هذا الدرس:
تنقسم الاسئلة العامة في هذه المشكلة إلى قسمين :
اسئلة خاصة باللغة وهي كالتالي :
هل تقتصر وظيفة اللغة على تحقيق التواصل فقط أم أنها تقوم بوظائف أخرى ؟
ماهي علاقة الدال بالمدلول، هل هي علاقة إصطلاحية من صنع المجتمع أم أن انها علاقة طبيعية ؟
اما القسم الثاني من الاسئلة والمقالات المحتملة، فهو يخص اللغة والفكر معا و هي عبارة عن سؤال واحد.
ماهي علاقة اللغة بالفكر، هل هي علاقة إتصال أم علاقة إنفصال ؟
والاكيد طبعا انها تمثل أبرز مقالة في هذه المشكلة، لم تحتويه من جدال فلسفي عميق.
وفي الاخير نستنتج ان مشكلة اللغة والفكر كلها تحتمل 3 مقالات فقط.
المقالة الأولى :تخص وضائف اللغة
تنطلق مقالتنا من هذا السؤال :
هل وظيفة اللغة الاساسية هي تحقيق التواصل فقط أم أنها تحقق وظائف أخرى ؟
ليكن في علمكم ان هذه أسهل وأبسط مقالة قد تصادفك يوم الامتحان، لأنك تقوم في الموقف الأولى بذكر الوظيفة الرئيسية للغة والمتمثلة في تحقيق التواصل، مبرزاً دورها واهميتها بين البشر.
وفي الموقف الثاني ماعليك سوى بإبراز الوظائف الأخرى في شكل نقاط والمتمثلة في ؛
الوظيفة الاجتماعية :
حيث ان اللغة تبلور الخبرات البشرية و تجارب الشعوب في كلام مفهوم ، و تدون التراث الثقافي والحضاري لها.
الوظيفة الإخبارية :
باعتبار ان اللغة وسيلة اخبارية جد مهمة.
الوظيفة الفكرية :
لان اللغة هي الوسيلة التي يعتمد عليها الانسان في ايصال ما يجوب بفكره للناس، بل وحتى في تفكيره الباطني، فلا يمكن للإنسان أن يفكر دون كلمات.
الوظيفة الاستكشافية :
فمن خلال اللغة يمكن للانسان أن يستفسر عن كل شيء يحيط به من ظواهر و أحداث.
الوظيفة التخيلية :
لا وجود لخيال بدون لغة، و لايمكن للانسان أن ينسج عالمه الخيالي خارج قالب لغوي معين.
الوظيفة الاعلامية :
من خلال اللغة فقط يستطيع الانسان ايصال المعلومة لغيره من الناس، سواء في وقته الثاني او محيطه أو للاجيال اللاحقة
اللغة الرمزية :
اللغة قد تمثل رموزا لحضارات بشرية عريقة.
الوظيفة النفسية :
بدون لغة لا نستطيع تحليل أو تفسير سعادة الانسان أو حزنه، غضبه أو هدوءه.
الوظيفة النفعية :
تساعد اللغة الانسان في التعبير عما يريد و تبليغ حاجاته للغير.
الوظيفة التنظيمية :
من خلال اللغة يستطيع الانسان أن ينظم سلوك الآخرين تجاهه أو مع غيره.
وفي الاخير ماعليك سوى بفهم او حفظ العناصر الاساسية لكل جزء حتى تدرجها في ورقة اجابتك يوم الامتحان.
المقالة الثانية : تخص الدال والمدلول
وكالعادة لابد علينا اولا ان نشرح المفاهيم
الدال : هو الكلمة التي تدل على شيء ما
المدلول : هو ذلك الشيء الذي تمت الاشارة اليه بتلك الكلمة
:مثلا
الهاتف هو ⇦ الدال
وهذا هو المدلول
: على كل حال تنطلق مقالتنا الثانية من هذا السؤال
كيف استطاع الانسان تسمية الاشياء،، وماهي الطريقة التي اعتمد عليها في القيام بذلك!؟
او بسؤال اخر،، لماذا لم يسمى القرد بالعصفور، والعصفور بالقرد!؟
: هناك موقفين لا ثالث لهما
الاول يعتبر ان الانسان قام بتسمية الاشياء انطلاقا من التوافق مع بني جنسه على تسمية هذا الحيوان مثلا ، بالقرد
او تسمية هذه النبتة ⇦ بالوردة
وبالتالي ارادو تأكيد ان العلاقة بين الدال والمدلول هي علاقة اصطلاحية توافقية بين المجتمع
اي ان المجتمعات عبر العالم هي من اتفقت على تسمية هذه الاكلة ⇦ بالبيتزا
في حين يعتبر الموقف الثاني ان العلاقة بين الدال والمدلول هي علاقة طبيعية
اي ان العلاقة بين الاشياء ومسمياتها هي علاقة طبيعة بحتة
إذا يعتبرون ان الانسان قام بتسمية الاشياء انطلاقا من تشابه الكلمة مع مايقابلها من ماديات محسوسة في الواقع
مثلا :
قام الانسان بتسمية صوت الماء بالخرير،، وهذا راجع الى الصوت الذي يصدره الماء اثناء السيلان.
كما قام بتسمية صوت الذئب بالعواء نظرا للصوت الطبيعي الذي يصدره الذئب في الغابة.
والامثلة كثيرة ومتعددة :
فحيح الثعبان
صرير الرياح
زقزقة العصافير
مواء القطة
وبالتالي ارادو اثبات ان العلاقة بين الدال والمدلول هي علاقة طبيعية وليس اصطلاحية كما اعتبرها اصحاب الموقف الاول.
نقدنا لهذا الموقف بسيط جدا، يمكننا ان نقول :
لقد بالغ انصار هذا الموقف في طرحهم، إذ ان الحقيقة تثبت ان الانسان ابدع في اصطلاح وتأليف الملايين من الكلمات الجديدة التي لا صلة لها بالمدلول الطبيعي المادي على ارض الواقع.
صحيح ان العلاقة بين الدال والمدلول او بين الاشياء ومسمياتها في البداية كانت طبيعية،، وهذا راجع الى المرحلة البدائية التي عاشها الانسان منعزلا عن المجتمعات، والتي اضطرته الى تسمية الاشياء من حيوانات ونباتات انطلاقا من شكلها وصوتها ولونها ومعايير اخرى.
ولكن الحقيقة تثبت انه ومع بداية تعايش الشعوب والاجناس داخل المجتمعات، اضافة الى تقارب البشر مع بعضهم البعض واكتشاف اشياء مغايرة وابداع ابتكارات جديدة،، كان لابد عليهم حينها اصطلاح وتأليف الاسامي المناسبة لإبتكاراتهم، وطبعا التسمية او الإصطلاح يكون عادةً بالتوافق بين كل افراد المجتمع.
مثلا: كالتوافق على تسمية (البحر الابيض المتوسط) بهذا الاسم، بالرغم من انه ليس ابيض اللون
والدليل هو ان اغلب الكلمات الموجودة في العالم لايوجد لها مقابل على ارض الواقع،، وانما يتم الاصطلاح والتوافق عليها بين المجتمعات.
: وهذا مايفسر تعدد اللغات الانسانية وتعدد التسميات، مثلا
البحر the sea le mêre
اخضر Vert Green
قلب Heart Coeur
سفينة Bateau ship
لاحظوا كيف تتعدد وتختلف التسميات (الدال) من مجتمع لأخر ومن لغة انسانية الى اخرى.
كل مجتمع له حرية تسمية الاشياء كما يراه مناسبا له.
وبالتالي النتيجة التي سنتوصل اليها في اخر المطاف، هي ضرورة تغليب العلاقة الاصطلاحية على العلاقة الطبيعة، لأن الواقع الحالي والتاريخي يثبت ان الصلة التي تربط الدال بالمدلول، كانت في البداية علاقة طبيعية بين الإسم والمسمى، ومع مرور الوقت اصبحت اصطلاحية، لتصبح من صنع واجتهاد وتوافق البشر.
المقالة الثالثة : تخص العلاقة بين اللغة والفكر
سنوضح فيها إن كانت العلاقة بينهما هي علاقة إتصال، اي الإتجاه الاحادي، والذي يدافع انصاره على فكرة ان "اللغة والفكر" يتمان في نفس الوقت وهما وجهان لعملة واحدة.
وقد تزعم هذا الموقف كل من هيجل، غوسدروف، ميرلوبونتي.
او ان العلاقة بين اللغة والفكر هي علاقة إنفصالية،، ويعني ذلك الإتجاه الثنائي الذي تزعمه برغسون
سنعالج هذه المشكلة من خلال مقالة بسيطة تضم عدة جوانب وتفاصيل تتعلق بالفلسفة عموما وبموضوعنا كذلك.
المقدمة :
إن الإنسان كائي حي يسعى بفطرته لإكتشاف العالم و إدراك محيطه الخارجي ليحصل له التكيف و الإنسجام الامثل فيه ، عن طريق إستخدامه لخاصيات تميزه عن الكائنات الاخرى كالاحساس و الإدراك ، الشعور ، الذاكر و الخيال ، العادة و الإرادة ، إضافة إلى اللغة و الفكر وهما يمثلان وسيلة هامة تساعد الإنسان على الإنسجام في عالمه ، واللغة تعرف بانها وسيلة إتصال و تواصل بين الافراد بهدف التكيف وقد تكون على عدة اشكال ، والفكر هو جملة التصورات في النشاط الذهني للإنسان ، وحول طبيعة العلاقة بين هاتين الوسيلتين "شاع" إلاختلاف بين الفلاسفة و المفكرين ، فمنهم من إعتبر ان هناك علاقة إرتباط و إتصال بينهما و سمي بالإتجاه الاحادي ، *فحين* راى البعض انهما منفصلان تماما وهم اصحاب الإتجاه الثنائي.
تابع قراءة في الأسفل