0 تصويتات
في تصنيف ثقافة بواسطة (2.1مليون نقاط)

نص خطبة خطبة حجة الوداع مكتوبة آخر خطبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عرفة اليوم أَتْمَمْتُ عليكم دينكم

  • خطبة الجمعة الرسول في حجة الوداع
  • خطبة الوداع كاملة 
  • خطبة حجة الوداع صحيح البخاري
  • خطبة الوداع إسلام ويب
  • خطبة الوداع صحيح مسلم
  • خطبة الوداع عند الشيعة
  • خطبة الوداع ابن باز
  • شرح خطبة الوداع ابن عثيمين
  • اعراب خطبة حجة الوداع
  • خطبة حجة الوداع صحيح البخاري pdf
  • نص خطبة خطبة حجة الوداع
  • مذكرة حول حجة الوداع
  • حجة الوداع سنة
  • اليوم أَتْمَمْتُ عليكم دينكم خطبة الوداع
  • خطبة الرسول يوم عرفة

مرحباً بكم أعزائي الزوار في موقع لمحة معرفة يسرنا بزيارتكم أن نقدم لكم خطبة الرسول يوم عرفة مكتوبة خطبة حجة الوداع وهي كالتالي

نص خطبة خطبة حجة الوداع مكتوبة آخر خطبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عرفة اليوم أَتْمَمْتُ عليكم دينكم

   نصُّ خُطبة الوداع

خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عرفة فقال

((إن دماءكم وأموالكم حرامٌ عليكم، كحُرمة يومكم هذا، في شَهرِكم هذا، في بلدكم هذا، ألا وإن كل شيء مِن أمر الجاهليَّة تحت قدميَّ هاتَين موضوعٌ، ودماء الجاهليَّة موضوعة، وإن أول دمٍ أضَع مِن دمائنا دمُ ابن ربيعَة الحارث بن عبدالمطَّلب - كان مُسترضَعًا في بني سعد فقتلتْه هُذيل - ورِبا الجاهلية موضوع، وأول ربا أضع رِبانا؛ ربا العباس بن عبدالمطَّلب، فإنه موضوع كلُّه، فاتقوا الله في النساء؛ فإنكم أخذتموهنَّ بأمانة الله، واستحلَلتُم فروجهنَّ بكلمة الله، وإن لكم عليهنَّ ألا يوطئْن فُرُشَكم أحدًا تَكرهونه، فإن فعلنَ ذلك، فاضْرِبوهنَّ ضَربًا غير مُبرِّح، ولهنَّ عليكم رزقُهنَّ وكسوتهنَّ بالمعروف، وإني قد تركتُ فيكم ما لن تَضلُّوا بعده إن اعتصمتم به: كتابَ الله، وأنتم تُسألون عنِّي، فما أنتم قائلون؟!))، قالوا: نشهَد أنك قد بلَّغت رسالات ربِّك، وأدَّيت، ونصَحتَ لأمَّتِك، وقضَيت الذي عليك، فقال بإصبعه السبابة يرفعها إلى السماء ويَنكُتها إلى الناس: ((اللهم اشهد، اللهم اشهد)).رواه مسلم

وفى رواية البخارى عن أبي بكرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق السموات والأرض, السنة اثنا عشر شهرًا، منها أربعة حرم: ثلاث متواليات -ذو القعدة وذو الحجة والمحرم- ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان. أي شهر هذا؟" قلنا: الله ورسوله أعلم، فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه، قال: "أليس ذو الحجة؟" قلنا: بلى، قال: "فأي بلد هذا؟" قلنا: الله ورسوله أعلم. فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه، قال: "أليس البلدة؟" وفي بعض الروايات: "أليس البلد الحرام". قلنا: بلى. قال:"فأي يوم هذا؟" قلنا الله ورسوله أعلم. فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه. قال: "أليس يوم النحر؟" قلنا: بلى. قال: "فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام، كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا، في شهركم هذا". ثم قال: "ألا كل شيء من أمر الجاهلية تحت قدمي موضوع، ودماء الجاهلية موضوعة، وإن أول دم أضع من دمائنا دم ابن ربيعة بن الحارث" وكان مستوضعًا في بني سعد فقتلته هذيل.

وربا الجاهلية موضوع، وأول ربا أضع ربانا ربا عباس بن عبد المطلب، فإنه موضوع كله، فاتقوا الله في النساء؛ فإنكم أخذتموهن بأمان الله، واستحللتم فروجهن بكلمة الله، ولكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم أحدًا تكرهونه، فإن فعلن فاضربوهن ضربًا غير مبرح، ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف، وقد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به: كتاب الله، وأنتم تُسألون عني فما أنتم قائلون؟! قالوا: نشهد أنك قد بلغت وأديت ونصحت. فقال بإصبعه السبابة يرفعها إلى السماء وينكتها إلى الناس: "اللهم اشهد، اللهم اشهد" ثلاث مرات.

وفي رواية البخاري أيضا بلفظ: "ألا هل بلغت؟" فقالوا: نعم. قال: "اللهم اشهد، فليبلغ الشاهد الغائب، فرُبَّ مبلَّغ أوعى من سامع، فلا ترجعوا بعدي كفارًا يضرب بعضكم رقاب بعض" وفي رواية البخاري أيضًا: "فلا ترجعوا بعدي ضلالاً…." إلخ.

وعند ابن ماجة بعد قوله: "… فإن دماءكم وأموالكم" إلخ. قال: "ألا لا يجني جان إلا على نفسه، ولا يجني والد على ولده، ولا مولود على والده، ألا إن الشيطان قد أيس أن يعبد في بلدكم هذا أبدًا. ولكن سيكون له طاعة في بعض ما تحتقرون من أعمالكم، فيرضى بها، ثم قال: ألا وكل دم من دماء الجاهلية…." إلخ الحديث بمثل رواية مسلم.

آخر خطبه لرسول الله صل الله عليه وسلم وآخر كلمات له.

فقال النبي : أيها الناس، كأنكم تخافون علي.

فقالوا : نعم يا رسول الله.

فقال : (أيها الناس، موعدكم معي ليس الدنيا، موعدكم معي عند الحوض. والله لكأني أنظر إليه من مقامي هذا. أيها الناس، والله ما الفقر أخشى عليكم، ولكني أخشي عليكم الدنيا أن تنافسوها كما تنافسها الذين من قبلكم، فتهلككم كما أهلكتهم).

ثم قال : (أيها الناس، الله الله في الصلاة، الله الله في الصلاة). بمعني أستحلفكم بالله العظيم أن تحافظوا علي الصلاة، وظل يرددها.

ثم قال : (أيها الناس، اتقوا الله في النساء، اتقوا الله في النساء، أوصيكم بالنساء خيراً).

ثم قال : (أيها الناس، إن عبداً خيره الله بين الدنيا وبين ما عند الله، فاختار ما عند الله).

فلم يفهم أحد قصده من هذه الجملة، و كان يقصد نفسه.

 لكن سيدنا أبو بكر هو الوحيد الذي فهم هذه الجملة، فانفجر بالبكاء وعلي نحيبه، ووقف وقاطع النبي.صل الله عليه وسلم

وقال : فديناك بآبائنا، فديناك بأمهاتنا، فديناك بأولادنا، فديناك بأزواجنا، فديناك بأموالنا، وظل يرددها.

فنظر الناس إلي أبو بكر، كيف يقاطع النبي.صل الله عليه وسلم

فأخذ النبي يدافع عن أبو بكر قائلاً : (أيها الناس، دعوا أبو بكر، فما منكم من أحد كان له عندنا من (يدا ) أى فضل إلا كافأناه به، إلا أبو بكر لم أستطع مكافأته، فتركت مكافأته إلي الله عز وجل، كل الأبواب إلي المسجد تسد إلا باب أبو بكر لا يسد أبدا).

وأخيراً قبل نزوله من المنبر، بدأ الرسول بالدعاء للمسلمين قبل الوفاة كآخر دعوات لهم، فقال : (أوآكم الله، حفظكم الله، نصركم الله، ثبتكم الله، أيدكم الله).

وحمل مرة أخري إلي بيته.

وهو هناك دخل عليه عبدالرحمن بن أبي بكر وفي يده سواك، فظل النبي صل الله عليه وسلم ينظر إلى السواك ولكنه لم يستطيع أن يطلبه من شدة مرضه.

ففهمت السيدة عائشة من نظرة النبي صل الله عليه وسلم فأخذت السواك من عبدالرحمن ووضعته في فم النبي،صل الله عليه وسلم فلم يستطع أن يستاك به، فأخذته من النبي وجعلت تلينه بفمها وردته للنبي صل الله عليه وسلم مرة أخري حتى يكون طرياً عليه.

فقالت : كان آخر شئ دخل جوف الله عليه وسلم هو ريقي، فكان من فضل الله علي أن جمع بين ريقي وريق النبي صل الله عليه وسلم قبل أن يموت.

تقول السيدة عائشة : ثم دخلت فاطمة بنت النبي، فلما دخلت بكت، لأن النبي صل الله عليه وسلم لم يستطع القيام، لأنه كان يقبلها بين عينيها كلما جاءت إليه.

فقال النبي صل الله عليه وسلم : ادنو مني يا فاطمة.

فحدثها النبي صل الله عليه وسلم في أذنها، فبكت أكثر.

فلما بكت، قال لها النبي صل الله عليه وسلم: أدنو مني يا فاطمة.

فحدثها مرة أخري في إذنها، فضحكت.

بعد وفاته سُئلت ماذا قال لك النبي عليه الصلاة والسلام ؟

فقالت : قال لي في المرة الأولي : (يا فاطمة، إني ميت الليلة)، فبكيت، فلما وجدني أبكي قال : (يا فاطمة، أنت أول أهلي لحوقاً بي) فضحكت.

تقول السيدة عائشة : ثم قال النبي صل الله عليه وسلم: (أخرجوا من عندي في البيت) وقال : (أدنو مني يا عائشة).

فنام النبي علي صدر زوجته، ويرفع يده للسماء، ويقول : (بل الرفيق الأعلى، بل الرفيق الأعلى).

تقول السيدة عائشة : فعرفت أنه يخير.

دخل سيدنا جبريل علي النبي صل الله عليه وسلم، وقال : يا رسول الله، ملك الموت بالباب، يستأذن أن يدخل عليك، وما استأذن علي أحد من قبلك.

فقال النبي صل الله عليه وسلم : ائذن له يا جبريل.

فدخل ملك الموت علي النبي،صل الله عليه وسلم وقال : السلام عليك يا رسول الله، أرسلني الله أخيرك، بين البقاء في الدنيا وبين أن تلحق بالله.

فقال النبي صل الله عليه وسلم: بل الرفيق الأعلى، بل الرفيق الأعلى.

ووقف ملك الموت عند رأس النبي،صل الله عليه وسلم وقال : أيتها الروح الطيبة، روح محمد بن عبدالله، أخرجي إلي رضا من الله ورضوان ورب راض غير غضبان.

تقول السيدة عائشة : فسقطت يد النبي صل الله عليه وسلم وثقلت رأسه في صدري، فعرفت أنه قد مات. فلم أدري ما أفعل، فما كان مني غير أن خرجت من حجرتي وفتحت بابي الذي يطل علي الرجال في المسجد وأقول مات رسول الله، مات رسول الله. 

تقول : فانفجر المسجد بالبكاء.

فهذا علي بن أبي طالب أقعد، وهذا عثمان بن عفان كالصبي يؤخذ بيده يمنى ويسرى, وهذا عمر بن الخطاب يرفع سيفه ويقول : من قال أنه قد مات قطعت رأسه، إنه ذهب للقاء ربه كما ذهب موسي للقاء ربه وسيعود ويقتل من قال أنه قد مات.

أما أثبت الناس فكان أبو بكر الصديق رضي الله عنه دخل علي النبي صل الله عليه وسلم واحتضنه، وقال : وآآآ خليلاه، وآآآ صفياه، وآآآ حبيباه، وآآآ نبياه. وقبل النبي.صل الله عليه وسلم وقال : طبت حيا وطبت ميتا يا رسول الله.

ثم خرج يقول : من كان يعبد محمد فإن محمدا قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت.

ويسقط السيف من يد عمر بن الخطاب، يقول : فعرفت أنه قد مات. ويقول : فخرجت أجري أبحث عن مكان أجلس فيه وحدي لأبكي وحدي.

ودفن النبي عليه الصلاة والسلام.

والسيدة فاطمة تقول : أطابت أنفسكم أن تحثوا التراب علي وجه النبي، ووقفت تنعي النبي. وتقول : يا أبتاه، أجاب ربا دعاه، يا أبتاه، جنة الفردوس مأواه، يا أبتاه، إلى جبريل ننعاه.

ترى، هل ستترك حياتك كما هي بعد وصايا رسول الله صلي الله عليه وسلم لك في فى حجة الوداع وآخر كلمات له ؟ لا أدري ماذا ستفعل كي تصبر على ابتلاءات الدنيا.؟ اللهم ارزقنا العمل بما أوصانا به رسولك صل الله عليه وسلم

2 إجابة

0 تصويتات
بواسطة (2.1مليون نقاط)
 
أفضل إجابة
:وفاة رسول الله بعد حجة الوداع

***********

بعد العودة من حجة الوداع ابتدء وجع النّبي - صلّى الله عليه وسلّم -

 في يوم الأربعاء، فحمّ وصدّع، وعندما كان يوم السّبت لعشر خلون من ربيع،

روى مسلم عن أمِّنا عائشة، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُكثِر أن يقول قبل أن يموت: ((سبحانك وبحمدك، أستغفرك وأتوب إليك))، قالت: قلت: يا رسول الله، ما هذه الكلمات التي أراك أحدَثْتَها تقولها؟ قال: ((جُعِلت لي علامةٌ في أمتي إذا رأيتُها قلتُها: ﴿ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ ﴾ [النصر: 1] إلى آخر السورة)).

فبكي أبو بكر الصديق عند سماعه هذه الآية.

فقالوا له : ما يبكيك يا أبو بكر أنها آية مثل كل آية نزلت على الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

فقال : هذا نعي رسول الله.صل الله عليه وسلم

وعاد الرسول..صل الله عليه وسلم

وقبل الوفاة بـ 9 أيام نزلت آخر آية من القرآن : (واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفي كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون).

وبدأ الوجع يظهر علي الرسول.

فقال : أريد أن أزور شهداء أحد.

فذهب إلى شهداء أحد ووقف علي قبور الشهداء.

وقال : (السلام عليكم يا شهداء أحد، أنتم السابقون وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، وإني إن شاء الله بكم لاحق).

وأثناء رجوعه من الزيارة بكي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

قالوا : ما يبكيك يا رسول الله ؟

قال : اشتقت إلي إخواني.

قالوا : أو لسنا إخوانك يا رسول الله ؟

قال : لا أنتم أصحابي، أما إخواني فقوم يأتون من بعدي يؤمنون بي ولم يروني."

اللهم إنا نسألك أن نكون منهم.

وعاد الرسول.صل الله عليه وسلم

وقبل الوفاة بـ 3 أيام بدأ الوجع يشتد عليه وكان في بيت السيدة ميمونة.

فقال : اجمعوا زوجاتي.

فجمعت الزوجات.

فقال النبي : أتأذنون لي أن أمرض في بيت عائشة ؟

فقلن : نأذن لك يا رسول الله.

فأراد أن يقوم فما استطاع، فجاء علي بن أبي طالب والفضل بن العباس فحملا النبي، وخرجوا به من حجرة السيدة ميمونة إلى حجرة السيدة عائشة، فرآه الصحابة علي هذا الحال لأول مرة.

فيبدأ الصحابة في السؤال بهلع : ماذا أحل برسول الله.؟

فتجمع الناس في المسجد وامتلأ وتزاحم الناس عليه.

فبدأ العرق يتصبب من النبي صل الله عليه وسلم بغزارة.

فقالت السيدة عائشة : لم أر في حياتي أحد يتصبب عرقاً بمثل هذا

فتقول : كنت آخذ بيد النبي صل الله عليه وسلم وأمسح بها وجهه، لأن يد النبي صل الله عليه وسلم أكرم وأطيب من يدي.وأعظم بركة

وتقول : فأسمعه يقول : (لا اله إلا الله، إن للموت لسكرات)، فتقول السيدة عائشة : فكثر اللغط (أي : الحديث) في المسجد إشفاقا علي الرسول.صل الله عليه وسلم

فقال النبي صل الله عليه وسلم : ما هذا ؟

فقالوا : يا رسول الله، يخافون عليك.

فقال : احملوني إليهم.

فأراد أن يقوم فما استطاع. فقال اجمعوا لى سبع قرب من أبار شتى

فصبوا عليه 7 قرب من الماء حتى يفيق، فحمل النبي صل الله عليه وسلم وصعد إلى المنبر.

وكانت هذه

آخر خطبه لرسول الله صل الله عليه وسلم وآخر كلمات له.

فقال النبي : أيها الناس، كأنكم تخافون علي.

فقالوا : نعم يا رسول الله.

فقال : (أيها الناس، موعدكم معي ليس الدنيا، موعدكم معي عند الحوض. والله لكأني أنظر إليه من مقامي هذا. أيها الناس، والله ما الفقر أخشى عليكم، ولكني أخشي عليكم الدنيا أن تنافسوها كما تنافسها الذين من قبلكم، فتهلككم كما أهلكتهم).

ثم قال : (أيها الناس، الله الله في الصلاة، الله الله في الصلاة). بمعني أستحلفكم بالله العظيم أن تحافظوا علي الصلاة، وظل يرددها.

ثم قال : (أيها الناس، اتقوا الله في النساء، اتقوا الله في النساء، أوصيكم بالنساء خيراً).

ثم قال : (أيها الناس، إن عبداً خيره الله بين الدنيا وبين ما عند الله، فاختار ما عند الله).

فلم يفهم أحد قصده من هذه الجملة، و كان يقصد نفسه.

 لكن سيدنا أبو بكر هو الوحيد الذي فهم هذه الجملة، فانفجر بالبكاء وعلي نحيبه، ووقف وقاطع النبي.صل الله عليه وسلم

وقال : فديناك بآبائنا، فديناك بأمهاتنا، فديناك بأولادنا، فديناك بأزواجنا، فديناك بأموالنا، وظل يرددها.

فنظر الناس إلي أبو بكر، كيف يقاطع النبي.صل الله عليه وسلم

فأخذ النبي يدافع عن أبو بكر قائلاً : (أيها الناس، دعوا أبو بكر، فما منكم من أحد كان له عندنا من (يدا ) أى فضل إلا كافأناه به، إلا أبو بكر لم أستطع مكافأته، فتركت مكافأته إلي الله عز وجل، كل الأبواب إلي المسجد تسد إلا باب أبو بكر لا يسد أبدا).

وأخيراً قبل نزوله من المنبر، بدأ الرسول بالدعاء للمسلمين قبل الوفاة كآخر دعوات لهم، فقال : (أوآكم الله، حفظكم الله، نصركم الله، ثبتكم الله، أيدكم الله).

وحمل مرة أخري إلي بيته.

وهو هناك دخل عليه عبدالرحمن بن أبي بكر وفي يده سواك، فظل النبي صل الله عليه وسلم ينظر إلى السواك ولكنه لم يستطيع أن يطلبه من شدة مرضه.

ففهمت السيدة عائشة من نظرة النبي صل الله عليه وسلم فأخذت السواك من عبدالرحمن ووضعته في فم النبي،صل الله عليه وسلم فلم يستطع أن يستاك به، فأخذته من النبي وجعلت تلينه بفمها وردته للنبي صل الله عليه وسلم مرة أخري حتى يكون طرياً عليه.

فقالت : كان آخر شئ دخل جوف الله عليه وسلم هو ريقي، فكان من فضل الله علي أن جمع بين ريقي وريق النبي صل الله عليه وسلم قبل أن يموت.

تقول السيدة عائشة : ثم دخلت فاطمة بنت النبي، فلما دخلت بكت، لأن النبي صل الله عليه وسلم لم يستطع القيام، لأنه كان يقبلها بين عينيها كلما جاءت إليه.

فقال النبي صل الله عليه وسلم : ادنو مني يا فاطمة.

فحدثها النبي صل الله عليه وسلم في أذنها، فبكت أكثر.

فلما بكت، قال لها النبي صل الله عليه وسلم: أدنو مني يا فاطمة.

فحدثها مرة أخري في إذنها، فضحكت.

بعد وفاته سُئلت ماذا قال لك النبي عليه الصلاة والسلام ؟

فقالت : قال لي في المرة الأولي : (يا فاطمة، إني ميت الليلة)، فبكيت، فلما وجدني أبكي قال : (يا فاطمة، أنت أول أهلي لحوقاً بي) فضحكت.

تقول السيدة عائشة : ثم قال النبي صل الله عليه وسلم: (أخرجوا من عندي في البيت) وقال : (أدنو مني يا عائشة).

فنام النبي علي صدر زوجته، ويرفع يده للسماء، ويقول : (بل الرفيق الأعلى، بل الرفيق الأعلى).

تقول السيدة عائشة : فعرفت أنه يخير.

دخل سيدنا جبريل علي النبي صل الله عليه وسلم، وقال : يا رسول الله، ملك الموت بالباب، يستأذن أن يدخل عليك، وما استأذن علي أحد من قبلك.

فقال النبي صل الله عليه وسلم : ائذن له يا جبريل.

فدخل ملك الموت علي النبي،صل الله عليه وسلم وقال : السلام عليك يا رسول الله، أرسلني الله أخيرك، بين البقاء في الدنيا وبين أن تلحق بالله.

فقال النبي صل الله عليه وسلم: بل الرفيق الأعلى، بل الرفيق الأعلى.

ووقف ملك الموت عند رأس النبي،صل الله عليه وسلم وقال : أيتها الروح الطيبة، روح محمد بن عبدالله، أخرجي إلي رضا من الله ورضوان ورب راض غير غضبان.

تقول السيدة عائشة : فسقطت يد النبي صل الله عليه وسلم وثقلت رأسه في صدري، فعرفت أنه قد مات. فلم أدري ما أفعل، فما كان مني غير أن خرجت من حجرتي وفتحت بابي الذي يطل علي الرجال في المسجد وأقول مات رسول الله، مات رسول الله.

تقول : فانفجر المسجد بالبكاء.

فهذا علي بن أبي طالب أقعد، وهذا عثمان بن عفان كالصبي يؤخذ بيده يمنى ويسرى, وهذا عمر بن الخطاب يرفع سيفه ويقول : من قال أنه قد مات قطعت رأسه، إنه ذهب للقاء ربه كما ذهب موسي للقاء ربه وسيعود ويقتل من قال أنه قد مات.

أما أثبت الناس فكان أبو بكر الصديق رضي الله عنه دخل علي النبي صل الله عليه وسلم واحتضنه، وقال : وآآآ خليلاه، وآآآ صفياه، وآآآ حبيباه، وآآآ نبياه. وقبل النبي.صل الله عليه وسلم وقال : طبت حيا وطبت ميتا يا رسول الله.

ثم خرج يقول : من كان يعبد محمد فإن محمدا قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت.

ويسقط السيف من يد عمر بن الخطاب، يقول : فعرفت أنه قد مات. ويقول : فخرجت أجري أبحث عن مكان أجلس فيه وحدي لأبكي وحدي.

ودفن النبي عليه الصلاة والسلام.

والسيدة فاطمة تقول : أطابت أنفسكم أن تحثوا التراب علي وجه النبي، ووقفت تنعي النبي. وتقول : يا أبتاه، أجاب ربا دعاه، يا أبتاه، جنة الفردوس مأواه، يا أبتاه، إلى جبريل ننعاه.

ترى، هل ستترك حياتك كما هي بعد وصايا رسول الله صلي الله عليه وسلم لك في فى حجة الوداع وآخر كلمات له ؟ لا أدري ماذا ستفعل كي تصبر على ابتلاءات الدنيا.؟ اللهم ارزقنا العمل بما أوصانا به رسولك صل الله عليه وسلم
0 تصويتات
بواسطة (2.1مليون نقاط)
حقوق وحرمات بينها رسول الله صلى الله عليه وسلم في خطبة الوداع :

************

البيان الأول: بيان حُرمة الدماء والأموال والأعراض

--------------------------------------

، بيَّن النبيُّ - صلى الله عليه وسلم حُرمة الدماء والأموال- ووضَّح لنا أن هذه الحُرمة تُساوي حُرمة اليوم والشهر والبلد، ومعلومٌ أن حُرمة البلد الحرام - وهو مكة - حُرمةٌ عظيمة، وحُرمة الشهر الحرام - وهو شهر ذي الحجَّة - حرمة عظيمة؛ فالله - سبحانه وتعالى - جعَل عدَّة الشهور اثنَي عشر شهرًا، منها أربعة أشهر حرم، فالأَشهُر الحرُم هي: ذو القِعدة، وذو الحَجَّة، والمُحرَّم - ثلاثة أشهر مُتواليات - ورجب، فهذه أربعة أشهر حرُم لها حُرمَة عظيمة، فحُرمة الدِّماء والأموال حُرمة شديدة وعَظيمة، ولو تدبَّر الناس هذا الكلام، لَمَا تعدَّى أحد على أحد، ولَمَا سُفكَت الدماء، ولَمَا خُطفَت الأموال، ولما سُرقَت، ولَما اغتُصبَت، ولَعاش الناس عيشةً هنيئةً فيها سعادتهم الدُّنيوية قبل الأُخرويَّة، فهذا التحريم يجعل الإنسانَ يعمل ألف حِساب قبْل أن يتعدَّى على غَيره ليَسفك دمه أو ليأخُذ ماله دون وجْه حقٍّ، ولأمِن الناس على دمائهم وأموالهم، ولما عاشوا في رعْب وخَوف، ويقول النبي - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الصحيح: ((لا يَحلُّ دم امرِئ مسلم إلا بإحدى ثلاث: النفس بالنَّفس، والثيِّب الزاني، والتارك لدينه المُفارِق للجَماعة)).

فقتْل النفس بغير حقٍّ حرام، فقد جاء في كتاب الله - عز وجل - قولُه تعالى: ﴿ وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ ﴾ [الأنعام: 151]، فقتْل النفس حرام بالكتاب والسنَّة.

فكيف يتجرَّأ بعض الناس ويَسفِكون الدماء، ويَهدِمون بُنيان النفس، وقد حرَّم الله - عز وجل - ذلك وحرَّمه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -؟! وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا أرسل جيشًا أوصاهم ألا يَقتلوا شيخًا كبيرًا، ولا امرأة ولا طفلاً صغيرًا، فحتى القتال في سبيل الله - عز وجل - فيه حقْن الدماء، فالذي لا يُحارِب لا يُقتَل، هذا مع الكفار، فما بالُنا بحُرمة دماء المسلمين؟

و في قوله: "فلا ترجعوا بعدي كفارًا"، وفي رواية "ضلالاً" فيه إرشاد للأمة وتحذير من أن يقعوا في هذه الجريمة الكبيرة، وهي قتل النفس المؤمنة بغير حق. فإن الله سبحانه وتعالى يقول: (وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً) [النساء: 93]، وقال عليه الصلاة والسلام: "لزوال الدنيا أهون على الله من قتل رجل مسلم"( رواه الترمذي والنسائي عن ابن عمر وهو في صحيح الجامع), ولهذا عبر بلفظ: "لا ترجعوا بعدي كفارًا" وقد ذكر الحافظ -رحمه الله- في تفسير هذه اللفظة عشرة معان: أقواها: أنه أطلق عليه مبالغة في التحذير من ذلك لينزجر السامع عن الإقدام عليه، أو أنه على سبيل التشبيه لأن ذلك فعل الكافر. أو بيان فعل ذلك استحلالاً فهو كفر. إلى غير ذلك من التأويلات؛ لأن مذهب أهل السنة والجماعة كما هو معلوم عدم التكفير بالكبيرة خلافًا للخوارج. والقتل من الكبائر

فاتقوا الله - أيها الناس - ﴿ وَاخْشَوْا يَوْمًا لَا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ شَيْئًا ﴾ [لقمان: 33]، اتقوا الله - سبحانه وتعالى - في دماء المسلمين؛ فسوف تُحاسَبون عن كل نفس قُتلتْ بغير حقٍّ، سوف تُسألون، واذكر - أيها القاتل - حالك عندما تَحمل رأسَ المقتول في يدك يوم القيامة، ويقول المقتول: سلْه يا رب فيمَ قتَلني؟ فماذا أنت قائل؟ وما هي إجابتك؟ يوم لا ينفع مال ولا بنون، يوم الحسرة والنَّدامة، ﴿ يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ ﴾ [الحج: 2].

فيا أيها الناس، حرِّموا الدماء واتقوا الله في الدماء، وحرِّموا الأموال واتقوا الله في الأموال، ولا يأخذ أحد مالاً إلا بحقِّه؛ فالله - عز وجل - سوف يسأل كل صاحب مال مِن أين اكتسبَه؟ وفيمَ أنفقه؟ وليستعدَّ كلٌّ منا للسؤال عن المال مِن أين اكتسبه؟ (ما هي إجابته؟) وفيمَ أنفقَه؟ (ما هي إجابته)، وأيما جسْم نبَت مِن سحْت فالنار أولى به، فكيف يَعلم الناسُ هذا ويأخُذون الأموال بغير حقٍّ،مثل (اكل الميراث - أكل الربا  

 -الرشوة -اكل مال اليتيم - الغش -)وتَزيد الحرمة عندما يأخذ بعض الناس الأموال بغير حقٍّ، ليس من المال الخاص؛ بل من المال العام مِن أموال الدولة، التي هي حقٌّ لكل واحد في الدولة، فحُرمة المال الخاص وحُرمة المال العام تجعلنا نتقي الله - عز وجل - في كسْب الأموال وتحصيلها.

✍️البيان الثاني: التخلص من- كلَّ شيء محرم مِن أمر الجاهلية،:

---------------------------------------------------

 وضَع النبي - صلى الله عليه وسلم - كلَّ شيء محرم مِن أمر الجاهلية،فقال: ((ألا وإنَّ كل شيء مِن أمر الجاهلية موضوعٌ تحت قدميَّ هاتَين))، فكل شيء مِن أمر الجاهليَّة باطل، فالإسلام قد أبطَل أمور الجاهليَّة؛ فلا كِبر، ولا بطَر، ولا أشَر، ولا لوأْد البنات (دفنهنَّ أحياء)، ولا فضْل لقبيلةِ كذا على قبيلةِ كذا، ولا أبيض على أسود إلا بالتقوى والعمل الصالح.

ودماء الجاهلية موضوعة، ومِن عدل النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه لم يَحكُم على الناس بما لم يحكُم به على نفسِه، ونتعلم مِن ذلك أننا لا بدَّ أن نُنفِّذ أوامر الله - عزَّ وجلَّ - وأوامر النبي - صلى الله عليه وسلم - قبل أن نأمُر غيرَنا، لا بدَّ أن نلاحظ أنفسنا أولاً؛ حتى نكون مُنصفين، وحتى لا نكون مِن الذين قال الله - تعالى - فيهم: ﴿ أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلا تَعْقِلُونَ ﴾ [البقرة: 44].

فبيَّن النبي - صلى الله عليه وسلم - أن أول دمٍ يَضعه دم ابن ربيعة، وأيضًا بيَّن أن الربا موضوع وباطل، وأول ربًا يضعه - صلى الله عليه وسلم - رِبا العباس بن عبدالمطَّلب؛ فالرِّبا باطل وحرام، والله - عز وجل - قد حرّم الربا؛ يقول تعالى: ﴿ وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا ﴾ [البقرة: 275]، ويقول تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنْ الرِّبَا إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ * فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ﴾ [البقرة: 278 - 279]، فهذا وعيد شديد لمَن لم يَنتهِ عن الرِّبا.

ويقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((لعَن الله آكِل الربا، وموكِلَه، وكاتبه، وشاهديه - وقال: هم سواء)).

فآكِل الربا مَلعون، واللعنَةُ: هي الطرد مِن رحمة الله - عز وجل - فعلينا بتقوى الله - سبحانه وتعالى - وأكْل الحلال، والبُعد عن أكل الحَرام، والبُعد عن التعامل بالربا الذي يُطرَد آكِلُه من رحمة الله تعالى.

ويسفاد من ذلك مايلى :

انتقل -صلى الله عليه وسلم- من خطابه النظري إلى الخطاب التطبيقي العملي حتى يكون أكثر فائدة ووقعًا في نفوس السامعين فقال: "ألا كل شيء من أمر الجاهلية تحت قدمي موضوع" إلى أن قال "وأول دم أضع من دمائنا دم ابن ربيعة" وقال: "وأول ربا أضع ربانا، ربا عباس بن عبد المطلب" وفي هذه الجمل من الأحكام والتأصيلات ما يلي:

1. تحقير أمر الجاهلية إلى أدنى درجة من الحقارة بقوله: "تحت قدمي موضوع".

2. في قوله: "ألا كل شيء" أي كل شيء كان في الجاهلية باطلاً، وإلا فهناك أشياء وأمور وأخلاق كانت في الجاهلية حسنة وأقرها الإسلام وذلك كنصر المظلوم ولزوم الصدق والأمانة والجود والكرم… إلخ، والله أعلم.

3. الاعتزاز بتعاليم الإسلام الجديدة، وترك ونبذ التعاليم الجاهلية.

4. بيان أن الدماء التي سالت في الجاهلية موضوعة، أي لا قصاص فيها ولا دية؛ لأن الإسلام يقول: "الإسلام يَجُبُّ ما كان قبله".

5. في قوله "وأول دم أضع… وأول ربا أضع" فيه إشارة إلى أن الدعاة والعلماء عليهم أن يبدأوا بأنفسهم في تطبيق أحكام الشريعة، حتى يجدوا قبولاً بعد ذلك عند السامعين، والنصوص في تأييد ما ذُكر كثيرة.

6. أول دم وضعه النبي -صلى الله عليه وسلم- هو دم ابن ربيعة واسمه إياس بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب وكان طفلاً صغيرًا يحبو بين البيوت، فأصابه حجر في حرب كانت بين بني سعد وبني ليث بن بكر.

7. أول ربا وضعه النبي -صلى الله عليه وسلم- هو ربا عباس بن عبد المطلب كان يتعامل به في الجاهلية قبل الإسلام.

8. وفي قوله "موضوع كله" أي الربا، وهي الزيادة على أصل رأس المال. كما قال تعالى: (وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ) [البقرة: 279].

9. فيه التشنيع على هذه الجريمة العظيمة ويكفي فيها قوله تعالى: (فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ) [البقرة: 279], وقد جاءت الأحاديث الكثيرة على تحريم الربا. ومن أشدها: قوله -صلى الله عليه وسلم-: "الربا اثنان وسبعون بابًا، أدناها ـ أي عقوبة ـ مثل إتيان الرجل أمه، وإن أربى الربا استطالة الرجل في عرض أخيه" (رواه الطبراني في الأوسط من حديث البراء بن عازب. وهو صحيح. انظر صحيح الجامع), وقال -صلى الله عليه وسلم- أيضًا: "درهم ربا يأكله الرجل وهو يعلم أشد عند الله من ستة وثلاثين زنية" (رواه أحمد والطبراني في الكبير من حديث عبد الله بن حنظلة. وهو في صحيح الجامع), وجريمة الربا تدمير للاقتصاد وخراب للدول ومحق للبركة وفساد للأخلاق والمعاملات، ولذلك قال تعالى: (يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ) [البقرة: 276].
بواسطة (2.1مليون نقاط)
البيان الثالث:حق التكريم والمُعامَلة الحسَنة مع النساء:

-----------------------------------------------

يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((فاتَّقوا الله في النساء؛ فإنكم أخذتموهنَّ بأمانة الله، واستحللتُم فروجهنَّ بكلمة الله))، فأمرنا النبي - صلى الله عليه وسلم - بتقوى الله تعالى في النساء، وعلَّمنا أن نؤدي الحقوق التي علَينا قِبَل النساء، وبيَّن لنا - عليه الصلاة والسلام - أن أصل الفروج حرام بقوله: ((واستحللتُم))، فالأصل أن الفروج حرام، ولا يحلُّ منها إلا ما أحله الله - تعالى - وقد أمَرنا الله - تعالى - بغضِّ الأبصار؛ فقال - عزَّ وجل -: ﴿ قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوْ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الإِرْبَةِ مِنْ الرِّجَالِ أَوْ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [النور: 30 - 31].

فالأمر بغضِّ البصر الذي هو بَريد الزنا يدلُّ على تحريم الفروج؛ حيث منع ما يُتوصَّل به إليه، والله - عزَّ وجل - قال: ﴿ وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً ﴾ [الإسراء: 32]، وبيَّن - عز وجل - المحرَّمات من النساء في كتابه العزيز، وبيَّنها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الأحاديث الصَّحيحة.

فقد كانت المرأة قبل الاسلام

لا قيمة لها ومن ثم انتقل -صلى الله عليه وسلم- نقلة أخرى في خطبته يبين فيها أمرًا قد كان مسحوقًا في الجاهلية، وهي قضية المرأة التي طالما نسمع أبواق العلمانيين والمفسدين تهتف بمطالبة حقوقها الضائعة المفقودة -زعموا- ولطالما جعلوا هذه الحقوق ستارًا لنوايا خبيثة وسرائر سيئة لإفساد المرأة وإخراجها من مملكتها وعرشها -بيتها- إلى أماكن الهلاك وبؤر الفساد. فبدأ -صلى الله عليه وسلم- بقوله: "فاتقوا الله في النساء…" وفي هذه الجمل من الفوائد والأحكام ما يلي:

1. ابتداء انتقاله -صلى الله عليه وسلم- إلى موضوع المرأة بقوله: "فاتقوا الله…" فيه إشارة واضحة إلى ما كان عليه الجاهليون من إضاعة حقوقها.

2. فيه الحث على مراعاة حق النساء والوصية بهن، ومعاشرتهن بالمعروف، وقد قال تعالى: (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ) [النساء: 19]، وقال أيضًا: (وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِى عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ)[البقرة: 228]. وقال -صلى الله عليه وسلم-: "استوصوا بالنساء خيرًا" (متفق عليه من حديث أبي هريرة), وقال أيضًا: "الدنيا متاع، وخير متاعها المرأة الصالحة" (رواه مسلم من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص), وقال: "أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم خلقًا، وخياركم خياركم لنسائهم" (رواه الترمذي وابن حبان عن أبي هريرة وهو في صحيح الجامع), وهناك نصوص كثيرة في الكتاب والسنة الصحيحة تبين حسن معاشرة النساء ومراعاة حقوقهن.

3. في قوله: "فإنكم أخذتموهن بأمان الله" وفي بعض الروايات: "فإنما هن عوان عندكم" أي أسيرات، وشبههن بذلك لدخولها تحت حكم الزوج.

4. قوله: "واستحللتم فروجهن بكلمة الله", قال النووي: "والمراد بكلمة الله قيل: معناه قوله تعالى: (فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ ) [البقرة: 229], وقيل: المراد كلمة التوحيد، إذ لا تحل مسلمة لغير مسلم، وقيل: المراد بإباحة الله والكلمة قوله: (فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ) [النساء: 3], وهذا الثالث هو الصحيح" اهـ.

5. قوله: "ولكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم أحدًا تكرهونه" قال النووي: "المختار أن معناه أن لا يأذنَّ لأحد تكرهونه في دخول بيوتكم، والجلوس في منازلكم، سواء كان رجلاً أجنبيًا، أو امرأة، أو أحدًا من محارم الزوجة، فالنهي يتناول جميع ذلك".

6. قوله: "فإن فعلن ذلك" أي المخالفة "فاضربوهن ضربًا غير مبرح" فيه بيان عظمة هذه الشريعة وسماحتها؛ حيث أنها جعلت الأمور كلها بميزان عدل، وبحساب دقيق، فتؤخذ الأمور أولاً بالرفق واللين والموعظة الحسنة، فإن لم تنفع فبما هو المناسب -لكل مقام مقال- وإلا فإن آخر الدواء الكي، ولذلك قال تعالى في قضية نشوز المرأة: (وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا) [النساء: 34], ومع ذلك فلا يلجأ الزوج إلى الضرب إلا في الأخير. وإن لجأ إليه فلا يكون ضربًا مبرِّحًا -أي شديدًا شاقًا- وإنما يكون ضرب تأديب.

وفي كراهية الضرب يقول -صلى الله عليه وسلم-: "يعمد أحدكم فيجلد امرأته جلد العبد، ولعله يضاجعها في آخر يومه" ( متفق عليه من حديث عبد الله بن زمعة رضي الله عنه ) وقال أيضًا: "ولقد طاف بآل بيت محمد سبعون امرأة يشكون أزواجهن -أي بالضرب- ليس أولئك بخياركم" (رواه ابن ماجه في السنن. صحيح ابن ماجه للألباني ).

7. قوله: "ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف", فيه وجوب النفقة والكسوة على الزوج، وهو ثابت بالإجماع. وهناك تفاصيل في المطولات على مقدار النفقة والكسوة، وكذا السكنى.

وإذا كان الله - سبحانه وتعالى - أحلَّ لنا الزواج مِن النساء، فقد أمَرنا الرسول - صلى الله عليه وسلم - بتقوى الله - تعالى - في النساء والإحسان إليهنَّ، فعلى الأزواج أن يُحسِنوا في إطعامهن، وكسوتهنَّ، وأن يُعاشِروهنَّ بالمعروف؛ يقول الله تعالى: ﴿ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا ﴾ [النساء: 19]، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - خير الناس لأهلِه، وهو قُدوتنا - صلى الله عليه وسلم.

ونُلاحِظ مِن خلال الخُطبَة الجامِعة أن على النساء ألا يوطِئنَّ فرُش الرجال أحدًا يَكرهه الزوج، وبيَّن - عليه الصلاة والسلام - أن هذا حقٌّ للرجال على النساء، فإن خالَفتْ ذلك، فهي تستحقُّ الضرب غير المُبرِّح، فالضرب هنا ليس للتعذيب وليس للانتقام، ولكن للتقويم؛ حتى يفهم الناس السنَّة على حقيقتِها.
بواسطة (2.1مليون نقاط)
البيان الرابع:حق الاعتصام بالقرآن والسنة:

--------------------------------------

فقد بيَّن النبي - صلى الله عليه وسلم - أن اعتصامنا بالكتاب والسنَّة فيه النجاة مِن كل شرٍّ وسوء، فإذا أراد المسلمون الثبات على الهداية، فعليهم أن يتمسَّكوا بالقرآن والسنَّة، والقرآنُ الكريم والسنَّة المشرَّفة فيهما سعادة مَن تمسَّك بهما في الدارَين (الدنيا والآخِرة)؛ يقول الله - عز وجلَّ -: ﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنْ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ ﴾ [البقرة: 185].

ويقول عزَّ وجل: ﴿ الر كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنْ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ ﴾ [إبراهيم: 1].

والنبي - صلى الله عليه وسلم - قد بيَّن لنا كل شيء؛ فما كان فيه خير لنا، فقد أمَرنا به، وما كان فيه شرٌّ لنا، فقد نهانا عنه.

وسبحانه الله العظيم! جعَل الدِّين يُسرًا، ففي أحكام الشريعة كل التيسير، ونُلاحظ أن الله - سبحانه وتعالى - ذكَر آيةً عظيمة في القرآن الكريم يجب علينا أن نتدبَّرها، وقد ذكرها - عز وجل - بعد الأمر بالصيام، فقال تعالى: ﴿ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ ﴾ [البقرة: 185]، ففي أحكام الله - عزَّ وجل - اليُسر على الخَلق.

فعلينا أن نتمسَّك بكتاب الله - عز وجل - وبسنَّة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى نَثبُت على الهداية، على الصِّراط المستقيم - إن شاء الله تعالى.

ومع أن الخطاب إلى أفضل الخلائق بعد الأنبياء والمرسلين -وهم الصحابة- وقد كانت نفوسهم كلها مستلهمة تعاليم ربها من فيّ سيد الأنبياء والمرسلين، مع ذلك كله تأتي التأكيدات على التمسك بهذا الدين القويم والكتاب المنير، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد. فيقول -صلى الله عليه وسلم-: "وقد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصتم به كتاب الله".

وهذه من أعظم الوصايا التي يجب علينا أن نستمسك بها، فإنه والله ما أصاب الأمة من وهن وضعف إلا ببعدها عن تعاليم ربها، وما تكالب عليها أعداؤها وكشروا عن أنيابهم إلا عندما تخاذل المسلمون عن دينهم، وما أصاب الأمة من نكبات وضربات وخسائر وتقتيل وذبح وانتهاك للأعراض وتشريد وتخويف وذل وعار وخزي إلا بسبب غفلتهم عن تعاليم السماء وتركهم الجهاد في سبيل الله. ولذلك يقول -صلى الله عليه وسلم-: "فإذا ضن الناس بالدينار والدرهم وتبايعوا بالعينة، وتبعوا أذناب البقر, وتركوا الجهاد في سبيل الله، أدخل الله تعالى عليهن ذلاً لا يرفعه عنهم حتى يراجعوا دينهم" (رواه أحمد والطبراني وهو في صحيح الجامع من حديث ابن عمر).

وفي الأخير أشهدهم -صلى الله عليه وسلم- على تبليغ دين الله وأدائه رسالة السماء فقال: "اللهم اشهد، اللهم اشهد ثلاثًا". وفي هذه الجمل الأخيرة فوائد منها:

1. في قوله: "فما أنتم قائلون؟" فيه حرصه الشديد -صلى الله عليه وسلم- على إشهاد الأمة على تبليغ رسالته، وذلك لأنه الواجب على المرسلين قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ) [المائدة: 67], فلما شهدوا له بذلك أشهدَ ربه على ذلك ثلاثًا.

2. حسن الأدب في إجابة الصحابة -رضي الله عنهم- فعندما طلب منهم الشهادة لم يكتفوا بها فقط، ولكن قالوا: "بلغت وأديت ونصحت", فأضافوا صفات أخرى كذلك. فما أجمل هذه الشهادة الكاملة منهم -رضوان الله عليهم أجمعين-.

ثم انظر الفرق بين الاستفهامين منه -صلى الله عليه وسلم- في بداية الخطبة ونهايتها. ففي البداية عندما سألهم: "أي شهر هذا؟! أي بلد هذا؟!" كانت الإجابة: "الله ورسوله أعلم". وذلك لكي يستفيدوا المزيد من العلوم الشرعية. ولكن لما كان السؤال في الأخير "وأنتم تسألون عني فما أنتم قائلون؟" متعلقًا بأمانته -صلى الله عليه وسلم-, فبادروا بالإجابة فورًا بقولهم: "بلغت وأديت ونصحت" وهذا من كمال الأدب منهم.

3. إشارته بالسبابة إلى السماء فيه إثبات الفوقية لله تعالى. وهذه المسألة أجمع عليها أهل السنة والجماعة وكافة العقلاء؛ لثبوتها نقلاً وعقلاً، وليس المقام مقام بسط.

4. عندما أشار إلى السماء ثم إلى الأرض ثلاثًا فيه زيادة التأكيد على الإشهاد.

5. بعد أن بين -صلى الله عليه وسلم- لأمته حرصه الشديد على تبليغ الرسالة، وأداء الأمانة حثهم على ذلك فقال: "فليبلغ الشاهد الغائب" وفيه وجوب التبليغ، وقد قال -صلى الله عليه وسلم-: "بلغوا عني ولو آية، وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج" (رواه البخاري عن عبد الله بن عمرو بن العاص).

6. قوله: "فرب مبلغ أوعى من سامع" قال الحافظ: "فيه الحث على تبليغ العلم، وجواز التحمل قبل كمال الأهلية، وأن الفهم ليس شرطًا في الأداء، وأنه قد يأتي في الآخر من يكون أفهم ممن تقدمه، لكن بقلّة".

البيان الخامس: حق الشهادة والإشهادعلى الأمة:

-------------------------------------------

بعدما بيَّن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما بيَّن في خطبته، قال للصحابة: ((وأنتم تُسألون عني، فما أنتم قائلون؟!)) قالوا: "نشهد أنك قد بلَّغتَ رسالات ربك، وأدَّيت، ونصَحت لأمَّتك، وقضيتَ الذي عليك"، فقال بإصبعه السبابة، يَرفعها إلى السماء ويَنكتها إلى الناس: ((اللهم اشهَد، اللهم اشهَد)).

وفيه دليل على أن الله - عز وجلَّ - في السماء، هذه هي العقيدة الصحيحة والإيمان الموافق للكتاب والسنَّة، ولا نقول كما يقول بعضهم: الله في كل مكان، أو أن الله ليس له مكان، كلُّ هذه اعتقادات باطلة؛ لأن القرآن والسنَّة فيهما شفاء لما في الصدور، وقد جاء في القرآن قوله تعالى: ﴿ أَأَمِنتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمْ الأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ ﴾ [الملك: 16]، وقد أقرَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - الجارية التي سألها: ((أين الله؟)) قالت: في السماء، فقال - عليه الصلاة والسلام -: ((أَعتِقها؛ فإنها مؤمنة))، فعلينا بالاتِّباع؛ ففيه النجاة، ولا داعي للتأويل، والتحريف، والتمثيل، ما دام أن النُّصوص واضِحة ولا لَبس فيها.

ويشهد الصحابة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أدَّى ما عليه، وما قصَّر في شيء، ونحن نشهد بذلك؛ فالنبي - عليه الصلاة والسلام- أدى الأمانة، وبلَّغ الرسالة، ونصَح الأمة، فكشف الله به الغمَّة، فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبِه، ومَن اهتدى بهدْيه وعمل بسنَّتِه إلى يوم الدِّين، فلنأخُذ هذه الدروس التي يَنفعنا الله - تعالى - بها، وعلينا اتِّباع السنَّة، ولنبتعد عن كل بدعة؛ لأن كل بدعة ضلالة، وقد جاء في الصحيحَين عن أمِّ المؤمنين عائشةَ - رضي الله عنها - قالت: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((مَن أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه، فهو ردٌّ))، وفي رواية مسلم: ((مَن عمل عملاً ليس عليه أمرنا، فهو ردٌّ))، فعلينا باتِّباع السنة المطهَّرة؛ حتى يُطهِّر الله قلوبنا وأعمالنا مِن البِدع والمُحدَثات.

اسئلة متعلقة

مرحبًا بك إلى لمحة معرفة، حيث يمكنك طرح الأسئلة وانتظار الإجابة عليها من المستخدمين الآخرين.
...