0 تصويتات
في تصنيف اسئله إسلامية بواسطة (2.1مليون نقاط)

خطب عن العشر من ذي الحجه والحج والعمل الصالح والصيام وعرفه وخطب عيد الاضحى خطب مؤثرة ومختصرة ملتقى الخطباء 

  • خطب الجمعة جاهزة مؤثرة و مكتوبة 2022 عن ذي الحجة 
  • خطبة الجمعة مختصرة ومكتوب عن فضل العشر من ذي الحجة ملتقى الخطباء 
  •  تم نشرها في موقع لمحة معرفة معرفة 
  • أحدث الخطب
  • خطبة عن (أيام العشر أقبلت فاغتنموها)
  • خطبة عن ( الحج رحلة إيمانية )
  • خطبة عن (ترك فريضة الحج مع الاستطاعة من كبائر الذنوب)
  • خطبة عن نداء التوحيد (لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ.لَبَّيْكَ لاَ شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ)
  • خطبة عن (الحج دروس وعبر)
  • خطبة عن (فضائل العشر من ذي الحجة)
  • خطبة عن (في مدرسة الحج نتعلم)
  • خطبة عن الحج (لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ)
  • خطبة عن (في الحج وحدة وتوحيد)
  • خطبة عن (الحج: حقائق وأسرار ومعاني)
  • خطبة عن (من أهداف الحج ومقا
  • عيد الاضحى 2022
  • قصه الذبيح دروس وعبر
  • قصه ابر اهيم واسماعيل عليهما السلام
  • فضل الاضحيه
  • سنن واداب العيد
  • خطب العيد الاضحى

مرحباً اعزائي الزوار في موقع لمحة معرفة يسرنا بزيارتكم أن نقدم لكم أفضل الخطب مكتوبة من منابر الخطباء قابلة للنسخ والطبع خطب إسلامية مع ادعية نهاية الخطبة عن شهر ذي الحجة وعيد الأضحى المبارك كما هي أمامكم الأن في اسفل الصفحة على مربع الاجابات اسفل الصفحة التالية 

خطب عن العشر من ذي الحجه والحج والعمل الصالح والصيام وعرفه وخطب عيد الاضحى خطب مؤثرة ومختصرة ملتقى الخطباء

7 إجابة

0 تصويتات
بواسطة (2.1مليون نقاط)
 
أفضل إجابة
خطبة عيد الاضحى المبارك

خطبة عيد الاضحى المبارك

()معادة()

العنوان : خطبة عيد الأضحى

أما بعد:

فاتقوا الله عباد اللهِ واعلموا أن عيد الأضحى مناسبة عظيمة يفرح فيها المسلمون بإتمام الركن الخامس من أركان دين الإسلام ألا وهو الحج إلى بيت الله الحرام فإن هذا اليوم هو يوم الحج الأكبر لأن الحجاج يؤدون فيه معظم مناسك حجهم فبعد أن وقفوا بعرفات وباتوا بمزدلفة خير مبات فإنهم يفيضون إلى منى فيرمون جمرة العقبة وينحرون هديهم ويحلقون رؤوسهم ويطوفون بالبيت ويسعون بين الصفا والمروة وذلك معظمُ الحج وأكثرُه..

ويفرح فيه المسلمون ممن لم يشهدوا الحج بما امتن الله به عليهم من الشعائر والعبادات التي يشاركون بها الحجاج من بعض الوجوه فإذا كان الحاج يحظر عليه بعض المباحات بسبب إحرامه فمن أراد الأضحية فإنه لا يحلق شعره ولا يقلم أظفاره من هلال ذي الحجة إلى أن يضحي..

وإذا كان الحاج قد شرعت له التلبية من حين إحرامه إلى أن يشرع في رمي جمرة العقبة فالحاج وغير الحاج قد شرع لهم الاجتهاد في التكبير من حين دخول العشر إلى أخر أيام التشريق لقوله تعالى (ويذكروا اسم الله في ايام معلومات) قال قتادة أيام العشر..

وإذا كان الحاج قد شرع له الوقوف بعرفة فغير الحاج قد شرع له صوم يوم عرفة ووعد على صيامه إياه إيماناً واحتسابا بتكفير سيئات سنتين فضلا من الله ورحمة

وإذا شرع للحاج أن يجتهد في الدعاء فكذلك شرع لغير الحاج أن يجتهد في الدعاء وأن يستكثر منه فخير الدعاء دعاء يوم عرفة وإن كان للحاج في ذلك من المزية ما ليس لغيره لشرف المكان ولتلبسه بالإحرام.

وإذا كان الحاج قد شرع في حقه الهدي للتمتع والقران فغير الحاج قد شرع له أن يهدي إلى البيت الحرام ما شاء من أبل أو بقر أو غنم.. يرسلها إلى الحرم وهو مقيم في بلده لا يحرم عليه شيء أحل له فتذبح في الحرم وتوزع على أهله..

كما شرع له التقرب إلى الله بذبح الاضاحي في هذا اليوم إلى غروب الشمس من آخر أيام التشريق فضلا من الله ونعمة.

الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد

معاشر المسلين:

إن من أعظم القربات في هذا اليوم التقربَ الى الله بذبح الأضاحي توحيداً لله وتقربا إليه فليس المقصود اللحم فالله غني عن خلقه كما قال تعالى (لن ينال اللهَ لحومُها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم )

ومن أحكام الأضاحي على وجه الاختصار أنها لا تكون إلا من بهيمة الأنعام الإبل والبقر والغنم ، ولا بد فيها من بلوغ السن المعتبرة فلا يجزي من الإبل إلا ما تم له خمس سنين ولا من البقر الا ما تم له سنتان ولا من الماعز الا ما تم له سنة أما الضأن خاصة فيجزئ منها الجذع وهم ما تم له ستة أشهر.

ومن أحكامها وجوب سلامتها من العَوَر البين والعرج البين والمرض البين والضعف والهزال البين الذي لا يبقى معه مخ في عظامها. وما كان أشد من هذه العيوب من باب أولى.

وكلما كانت الأضحية أسمن وأكمل كلما كانت أكثر أجراً لأنه من تعظيم شعائر الله والله تعالى يقول (ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب) قال ابن عباس “استعظامها، واستحسانها، واستسمانها”

ووقت الذبح من بعد صلاة العيد فمن ذبح قبل الصلاة فهي شاة لحم لا أضحية وينتهي وقت الذبح بغروب الشمس آخر أيام التشريق أي الثالث عشر من شهر ذي الحجة.

ويجوز الذبح في الليل والنهار والذبح في النهار أفضل لأنه فعل النبي صلى الله عليه وسلم.

والمشروع في الأضاحي أن يأكل منها ويتصدق ويهدي لقوله تعالى (فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير) ولحديث سلمة بن الأكوع رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (كلوا وأطعموا وادخروا) متفق عليه.

ولا يجوز أن تكون أجرة الجزار منها لا من لحمها ولا من جلدها فعن علي رضي الله عنه أنه قال ( أمرني النبيُّ -صلى الله عليه وسلم-: أنْ أقُومَ على بُدْنِهِ، وأتصَدَّقَ بلحمها وجُلُودِها وأَجِلَّتها، ولا أُعْطِيَ الجزَّارَ منها. وقال: نحنُ نُعْطيه من عندنا» . أخرجه البخاري ومسلم.

الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد. بارك الله لي ولكم في القران العظيم ونفعني وإياكم بهدي سيد المرسلين أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم..

الخطبة الثانية

أما بعد:

إخوة الإيمان: اتقوا الله تعالى وتزودوا لأخرتكم فإن خير الزاد التقوى أفردوه بالعبادة ولا تشركوا معه في عبادته أحداً سواه حافظوا على الصلوات الخمس وأداء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت ـ اجتنبوا ما نهيتهم عنه من القتل والزنا والفواحش وأكل المال بالباطل. وغير ذلك مما حرم الله عليكم..فإن الذنوب توبق دنيا العبد وآخرته..

الزموا السمع والطاعة لولاة أموركم كما أمركم الله وأمركم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأوصاكم السلف الصالح ، فإنه لا يستقر لكم أمن ولا يطيب لكم عيش إلا بلزوم السمع والطاعة في المعروف. قال تعالى (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم)

احذروا دعاة الفتن والفوضى فلقد أطاعهم كثير من الناس واغتروا بدعوتهم للثورات فما جنوا إلا الخوف والفقر والتشرد وخراب الديار، فاتعظوا واعتبروا والسعيد من وعظ بغيره.

الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد

نساء المسلمين الزمن السنة وعقيدة السلف الصالح فإن المرأة قد تكون خارجية تكفيرية فالضلال العقدي والمنهجي لا يختص بالرجال فقط، فاحذرن المناهج الضالة التي تجر أهلها لتكفير المسلمين واستحلال دمائهم والطعن في ولاة الأمور وتزيين الخروج عليهم ونقض بيعتهم فإن النبي صلى الله عليه وسلم وصف دعاة هذه المناهج بالدعاة على أبواب جهنم وتوعدهم بأنهم يكونون يوم القيامة كلاباً في النار والعياذ بالله.

احرصن مع سلامة المعتقد على الحرص التام على العفة والحشمة والستر وترك التبرج والسفور ومخالطة الأجانب فإنها من أسباب الفواحش والانحراف والفتنة قال صلى الله عليه وسلم عن المتبرجات الكاشفات ما أمر الله بستره (صنفان من أهل النار لم أرهما .. ثم قال . ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها)

قمن بواجبكن في رعاية الأزواج وتربية الأبناء وإصلاح البيوت والتعاون مع الأزواج على البر والتقوى حتى تكون البيوت بيوت سعادة وصلاح وتقوى قال تعالى (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان) وقال صلى الله عليه وسلم (والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها وكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته)

الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد. معاشر المؤمنين صلوا وسلموا على المبعوث رحمة للعالمين
0 تصويتات
بواسطة (2.1مليون نقاط)
خطبه الجمعه بعنوان ( فضائل العشر من ذي الحجة )

 الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين                                   

                      أما بعد أيها المسلمون    

يقول الله تعالى في محكم آياته : { وَالْفَجْرِ (1) وَلَيَالٍ عَشْرٍ (2) } [الفجر: 1، 2].

قال ابن عباس وابن الزبير -رضي الله عنهم- ومجاهد وغير واحد من السلف والخلف: هي عشر ذي الحجة.

و روى الإمام البخاري -رحمه الله- في صحيحه (عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – أَنَّهُ قَالَ

« مَا الْعَمَلُ فِي أَيَّامِ الْعَشْرِ أَفْضَلَ مِنَ الْعَمَلِ فِي هَذِهِ » . قَالُوا وَلاَ الْجِهَادُ قَالَ « وَلاَ الْجِهَادُ ، إِلاَّ رَجُلٌ خَرَجَ يُخَاطِرُ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ بِشَيْءٍ »

أيها المسلمون :

 من فضل الله تعالى على عباده أن جعل لهم مواسم للطاعات، يستكثرون فيها من العمل الصالح، ويتنافسون فيها فيما يقربهم إلى ربهم، والسعيد من اغتنم تلك المواسم، ولم يجعلها تمر عليه مروراً عابراً.

ومن هذه المواسم الفاضلة أيام العشر من ذي الحجة، وهي أيام شهد لها الرسول صلى الله عليه وسلم بأنها أفضل أيام الدنيا، وحث على العمل الصالح فيها؛ بل إن لله تعالى أقسم بها، وهذا وحده يكفيها شرقاً وفضلاً، إذ العظيم لا يقسم إلا بعظيم

وهذا يستدعي من العبد أن يجتهد فيها، ويكثر من الأعمال الصالحة، وأن يحسن استقبالها واغتنامها.  

ففي مسند الإمام أحمد (عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ

« مَا مِنْ أَيَّامٍ أَعْظَمَ عِنْدَ اللَّهِ وَلاَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنَ الْعَمَلِ فِيهِنَّ مِنْ هَذِهِ الأَيَّامِ الْعَشْرِ فَأَكْثِرُوا فِيهِنَّ مِنَ التَّهْلِيلِ وَالتَّكْبِيرِ وَالتَّحْمِيدِ »  

    أيها المسلمون

ولكن بأي شيء نستقبل الأيام العشر من ذي الحجة؟

فحري بالمسلم أن يستقبل مواسم الطاعات عامة، ومنها عشر ذي الحجة بأمور:

1- التوبة الصادقة : فعلى المسلم أن يستقبل مواسم الطاعات عامة بالتوبة الصادقة والعزم الأكيد على الرجوع إلى الله، ففي التوبة فلاح للعبد في الدنيا والآخرة، يقول تعالى: (وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) [النور:31].

2- ونستقبل الأيام العشر من ذي الحجة بالعزم الجاد على اغتنام هذه الأيام :فينبغي على المسلم أن يحرص حرصاً شديداً على عمارة هذه الأيام بالأعمال والأقوال الصالحة، ومن عزم على شيء أعانه الله وهيأ له الأسباب التي تعينه على إكمال العمل، ومن صدق الله صدقه الله،

 قال تعالى:( وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ (69) ) العنكبوت

3- ونستقبل الأيام العشر من ذي الحجة بالبعد عن المعاصي: فكما أن الطاعات أسباب للقرب من الله تعالى، فالمعاصي أسباب للبعد عن الله والطرد من رحمته، وقد يحرم الإنسان رحمة الله بسبب ذنب يرتكبه فإن كنت تطمع في مغفرة الذنوب والعتق من النار فأحذر الوقوع في المعاصي في هذه الأيام وفي غيرها؟

ومن عرف ما يطلب هان عليه كل ما يبذل. فاحرص أخي المسلم على اغتنام هذه الأيام، وأحسن استقبالها قبل أن تفوتك فتندم،  

إخوة الإسلام

ومن فضائل العشر من ذي الحجة : 1- أن الله تعالى أقسم بها:

وإذا أقسم الله بشيء دل هذا على عظم مكانته وفضله، إذ العظيم لا يقسم إلا بالعظيم، قال تعالى ( وَالْفَجْرِ (1) وَلَيَالٍ عَشْرٍ ) الفجر . والليالي العشر هي عشر ذي الحجة، وهذا ما عليه جمهور المفسرين والخلف، وقال ابن كثير في تفسيره: وهو الصحيح.

2- ومن فضائل العشر من ذي الحجة أنها الأيام المعلومات التي شرع فيها ذكره:

قال تعالى: (وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ ) [الحج:28]

وجمهور العلماء على أن الأيام المعلومات هي عشر ذي الحجة، منهم ابن عمر وابن عباس.

3- ومن فضائل العشر من ذي الحجة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم شهد لها بأنها أفضل الأيام

ففي مسند أحمد (عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- أَنَّهُ قَالَ

« مَا عَمَلٌ أَفْضَلَ مِنْهُ فِى هَذِه الأَيَّامِ ». يَعْنِى أَيَّامَ الْعَشْرِ قَالَ فَقِيلَ وَلاَ الْجِهَادُ فِى سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ « وَلاَ الْجِهَادُ فِى سَبِيلِ اللَّهِ إِلاَّ مَنْ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْجِعْ بِشَىْءٍ مِنْ ذَلِكَ. )

4- ومن فضائل العشر من ذي الحجة أن فيها يوم عرفة : ويوم عرفة يوم الحج الأكبر، ويوم مغفرة الذنوب، ويوم العتق من النيران، ولو لم يكن في عشر ذي الحجة إلا يوم عرفة لكفاها ذلك فضلاً،  

5- ومن فضائل العشر من ذي الحجة أن فيها يوم النحر :

وهو أفضل أيام السنة عند بعض العلماء، ففي سنن أبي داود (عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ

« إِنَّ أَعْظَمَ الأَيَّامِ عِنْدَ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَوْمُ النَّحْرِ ثُمَّ يَوْمُ الْقَرِّ ». ( وصححه الألباني].

6- ومن فضائل العشر من ذي الحجة اجتماع أمهات العبادة فيها :

قال الحافظ ابن حجر في الفتح: (والذي يظهر أن السبب في امتياز عشر ذي الحجة لمكان اجتماع أمهات العبادة فيه، وهي الصلاة والصيام والصدقة والحج، ولا يتأتى ذلك في غيره).

 أيها المسلمون

 ومن الأعمال التي يستحب للمسلم أن يحرص عليها ويكثر منها في هذه الأيام ما يلي:

1- أداء مناسك الحج والعمرة.

وهما افضل ما يعمل في عشر ذي الحجة، ومن يسر الله له حج بيته أو أداء العمرة على الوجه المطلوب فجزاؤه الجنة؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ – رضى الله عنه – أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ « الْعُمْرَةُ إِلَى الْعُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُمَا ، وَالْحَجُّ الْمَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إِلاَّ الْجَنَّةُ » . [متفق عليه].

والحج المبرور هو الحج الموافق لهدي النبي صلى الله عليه وسلم، الذي لم يخالطه إثم من رياء أو سمعة أو رفث أو فسوق، المحفوف بالصالحات والخيرات.

2- ومن الأعمال التي يستحب للمسلم أن يحرص عليها في الأيام العشر من ذي الحجة : الصيام :

وهو يدخل في جنس الأعمال الصالحة، بل هو من أفضلها، وقد أضافه الله إلى نفسه لعظم شأنه وعلو قدره، فإن (أَبَا هُرَيْرَةَ – رضى الله عنه – يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم –

« قَالَ اللَّهُ كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلاَّ الصِّيَامَ ، فَإِنَّهُ لِي ، وَأَنَا أَجْزِى بِهِ .) [متفق عليه].

وقد خص النبي صلى الله عليه وسلم صيام يوم عرفة من بين أيام عشر ذي الحجة بمزيد عناية، وبين فضل صيامه

 فقال صلى الله عليه وسلم : (صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ وَصِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ ». [رواه مسلم].

وعليه فيسن للمسلم أن يصوم تسع ذي الحجة، لأن النبي صلى الله عليه وسلم حث على العمل الصالح فيها. وقد ذهب إلى استحباب صيام العشر الإمام النووي وقال: صيامها مستحب استحباباً شديداً.

                  أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم

         الخطبة الثانية ( فضائل العشر من ذي الحجة )

 الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين                                     

                      أما بعد أيها المسلمون    

  ومن الأعمال التي يستحب للمسلم أن يحرص عليها في أيام العشر من ذي الحجة : الصلاة :

وهي من أجل الأعمال وأعظمها وأكثرها فضلاً، ولهذا يجب على المسلم المحافظة عليها في أوقاتها مع الجماعة، وعليه أن يكثر من النوافل في هذه الأيام، فإنها من أفضل القربات، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه: (وَمَا تَقَرَّبَ إِلَىَّ عَبْدِى بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَىَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ ، وَمَا يَزَالُ عَبْدِى يَتَقَرَّبُ إِلَىَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ ،) [رواه البخاري].

4- ومن الأعمال التي يستحب للمسلم أن يحرص عليها في العشر من ذي الحجة : التكبير والتحميد والتهليل والذكر: فعَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « مَا مِنْ أَيَّامٍ أَعْظَمَ عِنْدَ اللَّهِ وَلاَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنَ الْعَمَلِ فِيهِنَّ مِنْ هَذِهِ الأَيَّامِ الْعَشْرِ فَأَكْثِرُوا فِيهِنَّ مِنَ التَّهْلِيلِ وَالتَّكْبِيرِ وَالتَّحْمِيدِ ». [رواه أحمد].

وقال البخاري كان ابن عمر وأبو هريرة رضي الله عنهما يخرجان إلى السوق في أيام العشر يكبران ويكبر الناس بتكبيرها. وقال: وكان عمر يكبر في قبته بمنى فيسمعه أهل المسجد فيكبرون، ويكبر أهل الأسواق حتى ترتج منى تكبيراً. وكان ابن عمر يكبر بمنى تلك الأيام وخلف الصلوات وعلى فراشه، وفي فسطاطه ومجلسه وممشاه تلك الأيام جميعاً.

ويستحب للمسلم أن يجهر بالتكبير في هذه الأيام ويرفع صوته به، وعليه أن يحذر من التكبير الجماعي حيث لم ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أحد من السلف، والسنة أن يكبر كل واحد بمفرده.

5- ومن الأعمال التي يستحب للمسلم أن يحرص عليها في العشر من ذي الحجة : الصدقة :

وهي من جملة الأعمال الصالحة التي يستحب للمسلم الإكثار منها في هذه الأيام، وقد حث الله عليها

فقال تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ) [البقرة:254]،

وقال رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « مَا نَقَصَتْ صَدَقَةٌ مِنْ مَالٍ) [رواه مسلم].

وهناك أعمال أخرى يستحب الإكثار منها في هذه الأيام بالإضافة إلى ما ذكر، نذكر منها على وجه التذكير ما يلي:

قراءة القرآن وتعلمه ـ والاستغفار ـ وبر الوالدين ـ وصلة الأرحام والأقارب ـ وإفشاء السلام وإطعام الطعام ـ والإصلاح بين الناس ـ والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ـ وحفظ اللسان والفرج ـ والإحسان إلى الجيران ـ وإكرام الضيف ـ والإنفاق في سبيل الله ـ وإماطة الأذى عن الطريق ـ والنفقة على الزوجة والعيال ـ وكفالة الأيتام ـ وزيارة المرضى ـ وقضاء حوائج الإخوان ـ والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ـ

وعدم إيذاء المسلمين ـ والرفق بالرعية ـ وصلة أصدقاء الوالدين ـ والدعاء للإخوان بظهر الغيب ـ وأداء الأمانات والوفاء بالعهد ـ والبر بالخالة والخالـ وإغاثة الملهوف ـ وغض البصر عن محارم الله ـ وإسباغ الوضوء ـ والدعاء بين الآذان والإقامة ـ

وقراءة سورة الكهف يوم الجمعة ـ والذهاب إلى المساجد والمحافظة على صلاة الجماعة ـ والمحافظة على السنن الراتبة ـ والحرص على صلاة العيد في المصلى ـ وذكر الله عقب الصلوات ـ والحرص على الكسب الحلال ـ

وإدخال السرور على المسلمين ـ والشفقة بالضعفاء ـ واصطناع المعروف والدلالة على الخير ـ وسلامة الصدر وترك الشحناء ـ وتعليم الأولاد والبنات ـ والتعاون مع المسلمين فيما فيه خير.

                              الدعاء
0 تصويتات
بواسطة (2.1مليون نقاط)
خطبة الجمعة،،،، بعنوان،،،،، ( أيام العشر من ذي الحجة ، ويوم عرفة )  

 الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين                            

                                    أما بعد أيها المسلمون    

روى البخاري في صحيحه (عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – أَنَّهُ قَالَ :

« مَا الْعَمَلُ فِي أَيَّامِ الْعَشْرِ أَفْضَلَ مِنَ الْعَمَلِ فِي هَذِهِ » .

قَالُوا وَلاَ الْجِهَادُ ،قَالَ « وَلاَ الْجِهَادُ ،إِلاَّ رَجُلٌ خَرَجَ يُخَاطِرُ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ بِشَيْءٍ »

أيها المسلمون :

من فضل الله تعالى على عباده المؤمنين ،أن جعل لهم مواسم للطاعات، يكثرون فيها من العمل الصالح، ويتنافسون فيها فيما يقربهم إلى رب الارض والسموات، والسعيد من اغتنم تلك المواسم، وجعلها زادا له يقربه من الجنات ، ففي الحديث الذي رواه الطبراني قال صلى الله عليه وسلم:

«إن لربكم في أيام دهركم نفحات، فتعرضوا لها لعل أحدكم أن يصيبه منها نفحة لا يشقى بعدها أبداً»

ومن هذه المواسم الفاضلة : هذه الأيام العشر من ذي الحجة، وهي أيام شهد لها الرسول صلى الله عليه وسلم بأنها أفضل أيام الدنيا، وحث على العمل الصالح فيها؛ فقد روى البخاري قَالَ صلى الله عليه وسلم : « مَا الْعَمَلُ فِي أَيَّامِ الْعَشْرِ أَفْضَلَ مِنَ الْعَمَلِ فِي هَذِهِ » .

قَالُوا وَلاَ الْجِهَادُ ،قَالَ « وَلاَ الْجِهَادُ ،إِلاَّ رَجُلٌ خَرَجَ يُخَاطِرُ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ بِشَيْءٍ »

فعلى العبد المسلم أن يجتهد فيها، ويكثر من الأعمال الصالحة، وأن يحسن استقبالها واغتنامها. ففي مسند الإمام أحمد (عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ :

« مَا مِنْ أَيَّامٍ أَعْظَمَ عِنْدَ اللَّهِ وَلاَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنَ الْعَمَلِ فِيهِنَّ مِنْ هَذِهِ الأَيَّامِ الْعَشْرِ فَأَكْثِرُوا فِيهِنَّ مِنَ التَّهْلِيلِ وَالتَّكْبِيرِ وَالتَّحْمِيدِ »  

 أيها المسلمون

فحري بالمسلم أن يستقبل مواسم الطاعات عامة، ومنها العشر من ذي الحجة بأمور :

أولها : التوبة الصادقة والعزم الأكيد على الرجوع إلى الله، ففي التوبة فلاح للعبد في الدنيا والآخرة، يقول الله تعالى:

(وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) [النور:31].

ثانيا : ينبغي على المسلم أن يحرص حرصاً شديداً على عمارة هذه الأيام بالأعمال والأقوال الصالحة، ومن عزم على شيء أعانه الله ،وهيأ له الأسباب التي تعينه على إكمال العمل، ومن صدق الله صدقه الله، قال الله تعالى:

( وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ) العنكبوت (69)

ثالثا : أن نستقبل الأيام العشر من ذي الحجة بالبعد عن المعاصي : فكما أن الطاعات أسباب للقرب من الله تعالى، فالمعاصي أسباب للبعد عن الله ،والطرد من رحمته، وقد يحرم الإنسان رحمة الله بسبب ذنب يرتكبه ، فإن كنت تطمع في مغفرة الذنوب والعتق من النار فأحذر الوقوع في المعاصي في هذه الأيام وفي غيرها ؟

إخوة الإسلام

ومن الأعمال الفاضلة التي ينبغي للمسلم أن يحرص عليها في أيام العشر من ذي الحجة:

اقامة الصلاة : فالصلاة هي من أجل الأعمال وأعظمها وأكثرها فضلاً، ولهذا يجب على المسلم المحافظة عليها في أوقاتها مع الجماعة، وعليه أن يكثر من النوافل في هذه الأيام، فإنها من أفضل القربات، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه:

(وَمَا تَقَرَّبَ إِلَىَّ عَبْدِى بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَىَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ ، وَمَا يَزَالُ عَبْدِى يَتَقَرَّبُ إِلَىَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ) [رواه البخاري].

 – الصيام: فيسن للمسلم أن يصوم تسع ذي الحجة، لأن النبي صلى الله عليه وسلم حث على العمل الصالح في أيام العشر، ومن المعلوم أن الصيام من أفضل الأعمال.

الصدقة : وهي من جملة الأعمال الصالحة التي يستحب للمسلم الإكثار منها في هذه الأيام، وقد حث الله عليها فقال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ) [البقرة:254]،

وقال صلى الله عليه وسلم ( مَا نَقَصَتْ صَدَقَةٌ مِنْ مَالٍ) [رواه مسلم].

– التكبير: فيسن التكبير والتحميد والتهليل والتسبيح أيام العشر، والجهر بذلك في المساجد والمنازل والطرقات وكل موضع يجوز فيه ذكر الله ، إظهاراً للعبادة، وإعلاناً بتعظيم الله تعالى . ويجهر به الرجال وتخفيه المرأة ، وقد ثبت أن ابن عمر وأبا هريرة رضي الله عنهما كانا يخرجان إلى السوق أيام العشر يكبران ، ويكبر الناس بتكبيرهما،

– أداء الحج والعمرة: إن من أفضل ما يعمل في هذه العشر حج بيت الله الحرم، فمن وفقه الله تعالى لحج بيته وقام بأداء نسكه على الوجه المطلوب فله الجنة ، ففي الصحيحين :  

قال صلى الله عليه وسلم : (وَالْحَجُّ الْمَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إِلاَّ الْجَنَّةُ »

 – الإكثار من الأعمال الصالحة عموماً: لأن العمل الصالح محبوب إلى الله تعالى ،وهذا يستلزم عِظَم ثوابه عند الله تعالى، فمن لم يمكنه الحجّ ،فعليه أن يعمر هذه الأوقات الفاضلة بطاعة الله تعالى : من الصلاة ، وقراءة القرآن ، والذكر ، والدعاء ، والصدقة ، وبر الوالدين ، وصلة الأرحام ، والأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر ، وحفظ اللسان والفرج ـ والإحسان إلى الجيران ـ وإكرام الضيف ـ والإنفاق في سبيل الله ـ وإماطة الأذى عن الطريق ـ والنفقة على الزوجة والعيال ـ وكفالة الأيتام ـ وزيارة المرضى ـ وقضاء حوائج الإخوان ـ والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ـ وعدم إيذاء المسلمين ـ والرفق بالرعية ـ وصلة أصدقاء الوالدين ـ والدعاء للإخوان بظهر الغيب ـ وأداء الأمانات والوفاء بالعهد ، وإدخال السرور على المسلمين ـ والشفقة بالضعفاء ـ واصطناع المعروف والدلالة على الخير ـ وسلامة الصدر وترك الشحناء ـ وتعليم الأولاد والبنات ـ والتعاون مع المسلمين فيما فيه خير. وغير ذلك من طرق الخير ، وسبل الطاعة.

– الأضحية: ومن الأعمال الصالحة في هذه العشر التقرب إلى الله تعالى بذبح الأضاحي ، وبذل المال في سبيل الله تعالى .

                           أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم

               الخطبة الثانية ( العشر من ذي الحجة ، ويوم عرفة )  

 الحمد لله رب العالمين . اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان .ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

                             أما بعد أيها المسلمون    

ومن أفضل أيام العشر من ذي الحجة ، بل وأيام العام كله ، يوم عرفة ، فبعد أيام قلائل إن شاء الله سيهل علينا هذا اليوم المبارك

فهذا اليوم شرفه الله وفضله بفضائل عظيمة، وخصه الله بالأجر الكبير، والثواب العظيم ، فهو يوم يعم الله فيه عباده بالرحمات، ويكفر عنهم السيئات ،ويمحو عنهم الخطايا والزلات، ويعتقهم من النار

وفي هذا اليوم يُرى فيه إبليس صاغرًا حقيرًا ، لما يرى من المغفرة والرحمات من رب الأرض والسموات ، ففي موطإ مالك (أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ :

« مَا رُئِيَ الشَّيْطَانُ يَوْمًا هُوَ فِيهِ أَصْغَرُ وَلاَ أَدْحَرُ وَلاَ أَحْقَرُ وَلاَ أَغْيَظُ مِنْهُ فِي يَوْمِ عَرَفَةَ وَمَا ذَاكَ إِلاَّ لِمَا رَأَى مِنْ تَنَزُّلِ الرَّحْمَةِ وَتَجَاوُزِ اللَّهِ عَنِ الذُّنُوبِ الْعِظَامِ .. )

فهو يوم التجليات والنفحات الإلهية، يوم العطاء والبذل والسخاء، اليوم الذي يقف فيه الناس على صعيد واحد مجردين من كل آصرة ورابطة إلا رابطة الإيمان والعقيدة، ينشدون لرب واحد ويناجون إلهاً واحداً،  

وهو يوم الدعاء ، ففي سنن الترمذي : ( أَنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ :

« خَيْرُ الدُّعَاءِ دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ وَخَيْرُ مَا قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ».

وهو يوم يسن لغير الحاج أن يصومه ، فصومه يكفر ذنوب السنة الماضية والآتية ، ففي صحيح مسلم : أنه صلى الله عليه وسلم ( سُئِلَ عَنْ صَوْمِ يَوْمِ عَرَفَةَ فَقَالَ « يُكَفِّرُ السَّنَةَ الْمَاضِيَةَ وَالْبَاقِيَةَ »

وهو يوم العتق من النار ، ففي صحيح مسلم : (قَالَتْ عَائِشَةُ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « مَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ يُعْتِقَ اللَّهُ فِيهِ عَبْدًا مِنَ النَّارِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ وَإِنَّهُ لَيَدْنُو ثُمَّ يُبَاهِى بِهِمُ الْمَلاَئِكَةَ فَيَقُولُ مَا أَرَادَ هَؤُلاَءِ ».

وهو يوم مباهاة الله بأهل عرفة أهل السماء ، ففي مسند أحمد ( قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُبَاهِى الْمَلاَئِكَةَ بِأَهْلِ عَرَفَاتٍ يَقُولُ انْظُرُوا إِلَى عِبَادِي شُعْثاً غُبْراً »

ويوم عرفة هو يوم الحج الأكبر ، وهو الركن الأعظم من أركان الحج ، فعَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- أَنَّهُ قَالَ « الْحَجُّ عَرَفَةُ » رواه الترمذي .

                                   الدعاء
0 تصويتات
بواسطة (2.1مليون نقاط)
خطبة مختصرة ومكتوبة عن فضل العشر الأول من ذي الحجة ملتقى الخطباء

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسانٍ إلى يوم الدين .

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ )

سورة آل عمران102.

(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)

سورة النساء(1).

( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا )( يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا )

الأحزاب (71)

ثم أما بعد:

فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد ﷺ، وشر الأمورِ محدثاتُها، وكل محدثةٍ بدعة، وكل بدعةٍ ضلالة، وكل ضلالةٍ في النار

أيها المسلمون الأخيار

فإننا على أبوابِ أيامٍ مباركة، هي أيام العشر الأول من ذي الحجة ، التي فضلها الله سبحانه وتعالى، وأودع فيها من الخيرات الشيء الكثيرَ لعباده، ولاشك أن حياة المُسلمِ كلها خير إذا اغتنمها في عبادة الله والعمل الصالح، وكلها خير من حين أن يبلُغَ سِنّ الرشُدِ إلى أن يتوفاه الله، إذا وفقه الله لاغتنامِ أيامِ حياتهِ في الأعمال الصالحة ، التي يعمر بها آخرته، فمن حفِظ دنياهُ بطاعةِ الله حفظ الله له آخرته، ووجد ما قدمه مُدّخرا عند الله عز وجل ومضاعفاً، ومن ضيع ديناه ضاعت آخرته، خسِر الدنيا والآخرة، ذلك هو الخُسران المبين، فكلُ حياةِ المسلمِ خيرٌ إذا اغتنمها في الطاعة والأعمال الصالحة .

والله سبحانه وتعالى تفرد بالخلق والاختيار، قال تعالى: ( وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ ۗ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ ۚ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ )

القصص (68)

ومن رحمته بالعباد أن فاضل بين الأوقات والأزمنة، فاختار منها أوقاتاً خصّها بمزيدِ الفضلِ وزيادةُ الأجر؛ ليكون ذلك أدعى لشحذِ الهممِ، وتجديد العزائم، والمسابقة في الخيراتِ والتعرُّضِ للنفحات، ومن هذه الأزمنةُ الفاضلة أيامُ عشر ذي الحجة ، التي اختصت بعددٍ من الفضائل والخصائص.

فقد أقسم الله بها في كتابه تنويها بشرفِها وعِظَمِ شأنِها فقال سبحانه: {والفجر * وليالٍ عشر * والشفع والوتر} (الفجر:1-3)، قال عددٌ من أهل العلم: إنها عشر ذي الحجة.

وشهد النبيُ صلى الله عليه وسلم بأنها أعظمُ أيامِ الدُّنيا، وأن العملُ الصالحُ فيها أفضلُ من غيرها، كما في حديث ابن عباس رضي الله عنهما، حيث قال صلى الله عليه وسلم:

ما من أيامٍ العملُ الصالحُ فيهنّ أحبُّ إلى اللهِ من هذهِ الأيامِ العشرِ ، فقالوا : يا رسولَ اللهِ ، ولا الجهادُ في سبيلِ اللهِ ؟ فقال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : ولا الجِهادُ في سبيلِ اللهِ ، إلا رجلٌ خرجَ بنفسه ومالِهِ ، فلم يرجعْ من ذلكَ بشيء

الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث :الترمذي | المصدر : سنن الترمذي

الصفحة أو الرقم: 757 | خلاصة حكم المحدث : حسن صحيح غريب

رواه الترمذي ، وأصله في البخاري ،

أي الأعمالُ في هذه الأيام العشر خيرٌ من الجهاد في سبيل الله ، إلا رجلٌ خرج في سبيل الله بماله ونفسه ولم يرجع من ذلك بشيء .

وفي حديث ابن عمر :

- ما من أيَّامٍ أعظَمُ عندَ اللهِ ولا أحَبُّ إليه العَمَلُ فيهِنَّ من هذه الأيَّامِ العَشْرِ، فأكْثِروا فيهِنَّ من التَّهْليلِ والتَّكْبيرِ والتَّحْميدِ.

رواه أحمد .

الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند

الصفحة أو الرقم: 6154 | خلاصة حكم المحدث : صحيح

وفي هذه الأيامُ العشر ، يومِ عرفةَ الذي قال فيه - صلى الله عليه وسلم - كما في حديث عائشة رضي الله عنها:

- ما مِن يَومٍ أَكْثَرَ مِن أَنْ يُعْتِقَ اللَّهُ فيه عَبْدًا مِنَ النَّارِ، مِن يَومِ عَرَفَةَ، وإنَّه لَيَدْنُو، ثُمَّ يُبَاهِي بهِمِ المَلَائِكَةَ، فيَقولُ: ما أَرَادَ هَؤُلَاءِ؟

الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : مسلم |المصدر : صحيح مسلم

وفي حديثٍ آخر ، قال صلى الله عليه وسلم

إنَّ اللهَ تعالَى يُباهي بأهلِ عرفاتٍ ملائكةَ السَّماءِ ، يقولُ : انظروا إلى عبادي ، أتَوْني شُعثًا غُبرًا من كلِّ فجٍّ عميقٍ ، أُشهِدُكم أنِّي قد غفرتُ لهم

الراوي : أبو هريرة | المحدث : أبو نعيم |المصدر : حلية الأولياء

الصفحة أو الرقم: 3/349 | خلاصة حكم المحدث : صحيح من حديث سعيد بن المسيب عن عائشة غريب من حديث مجاهد عن أبي هريرة

وهو يومُ مغفرةُ الذنوب وصيامه يكفر سنتين.

وفيها أيضاً يوم النحر الذي هو أعظمُ الأيام عند الله قال صلى الله عليه وسلم:

- أعظمُ الأيامِ عند اللهِ يومُ النَّحرِ ، ثم يومُ القُرِّ

الراوي : عبدالله بن قرط | المحدث : الألباني| المصدر : صحيح الجامع

الصفحة أو الرقم: 1064 | خلاصة حكم المحدث : صحيح |

ويَومُ القَرِّ"، هو ثاني يومِ النَّحْرِ، وسُمِّي بذلك؛ لأنَّ الحَجيجَ يَقِرُّونَ فيه بمِنًى بعدَما أدَّوْا أعمالَهُمْ، وليس لهم أنْ يُغادِروا مِنًى في هذا اليومِ.

و حظيت هذه العشر من ذي الحجة بهذه المكانةِ والمنزلةِ ، لاجتماعِ أمهات العبادة فيها وهي: الصلاة والصيام والصدقة والحج، ولا يتأتى ذلك في غيرها.

وقد تكلمَ أهلُ العلمِ في المفاضلةِ بينها وبين العشر الأواخر من رمضان، ومن أحسنِ ما قيل في ذلك ، ما ذهب إليه بعضُ المحققين ، من أن أيام عشر ذي الحجة أفضل من أيام عشر رمضان الأخيرة، وليالي عشر رمضان أفضل من ليالي عشر ذي الحجة ، جمعاً بين النصوصِ الدالةِ على فضلِ كلٍ منها، لأن ليالي العشر من رمضان إنما فُضِّلت باعتبار ليلةِ القدر ، وهي من الليالي، وعشر ذي الحجة إنما فُضِّلت باعتبار الأيام، ففيها يومِ النحر ويومِ عرفة ويومِ التروية.

وهناك أعمالٌ صالحةٌ تتأكد في هذه العشر جاءت النصوص بالحث عليها، والترغيب فيها :

- من أهمها:

التوبة النصوح والرجوع إلى الله، والتزام طاعته ، والبعد عن كل ما يخالف أمرهِ ونهيه بشروطِ التوبةِ المعروفة عند أهل العلم، فقد أمر الله بها عباده المؤمنين فقال:(...وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ )

النور (31)

ولا غنى للمؤمن عنها في جميع الأوقات والأزمان.

ومن أعمال عشر ذي الحجة ، الحجُ إلى بيت الله الحرام، فمن المعلومِ أن هذه الأيام توافقُ فريضةُ الحج، والحجُ من أعظمِ أعمالِ البر ، كما قال صلى الله عليه وسلم وقد سُئل أيُّ العمل أفضل ، فَقالَ: إيمَانٌ باللَّهِ ورَسولِهِ. قيلَ: ثُمَّ مَاذَا؟ قالَ: الجِهَادُ في سَبيلِ اللَّهِ قيلَ: ثُمَّ مَاذَا؟ قالَ: حَجٌّ مَبْرُورٌ. متفق عليه،

فينبغي للمسلم ، إن وجد سعةً في ماله، وصحةً في جسده ، أن يبادر بأداء هذه الفريضةُ العظيمة، لينال الأجر والثواب الجزيل، فهي خير ما يؤدّى في هذه الأيامِ المباركة.

-ومن أعظمِ ما يُتقرب به إلى الله

في هذه الأيام العشر ، المحافظة على الواجبات وأدائها على الوجه المطلوب شرعاً، وذلك بإحسانها وإتقانها وإتمامها، ومراعاةِ سُنَنِها وآدابها، وهي أولى ما يشتغل به العبد، قبل الاستكثار من النوافل والسنن، ففي الحديث القدسي عن أبي هريرة رضي الله عنه : (وما تقرب إليّ عبدي بشيء أحب إليّ مما افترضته عليه....) رواه البخاري .

وبعد إتقان الفرائض والمحافظةِ على الواجبات ينبغي للعبد أن يستكثر من النوافل

والمستحبات، ويغتنم شرف الزمان، فيزيد مما كان يعملُه في غير العشر، ويعملُ ما لم يتيسر لهُ عَمَلُهُ في غيرها، ويحرص على عمارة وقته بطاعة الله تعالى من صلاةٍ، و قراءةٍ للقرآن، ودعاءٍ وصدقة، وبر بالوالدين وصلةٌ للأرحام، وأمرٌ بالمعروف ونهيٌ عن المنكر وإحسانٌ إلى الناس، وأداءٌ للحقوق، وغير ذلك من طُرقِ الخير وأبوابه التي لا تنحصر.

ومن الأعمال التي ورد فيها النص على وجه الخصوص الإكثار من ذكر الله عموما ومن التكبير خصوصاً لقول الله تعالى:

( لِّيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ...)

(الحج:28)، وجمهور العلماء على أن المقصود بالآية أيام العشر، وكما في حديث ابن عمر المتقدم (فأكثروا فيهنّ من التهليل والتكبير والتحميد) رواه أحمد .

ويُسنُّ إظهارُ التكبيرِ المُطلق من أولِ يومٍ من أيام ذي الحجة ، في المساجد والمنازل والطرقات والأسواق وغيرها، يجهرُ به الرجال، وتُسرُ به النساء، إعلاناً بتعظيم الله تعالى، ويستمر إلى عصر آخر يومٍ من أيام التشريق، وهو من السُنن المهجورة ، التي ينبغي إحياؤها ،

ويكثرُ المُسلمُ من التكبير فيقول : الله أكبر ألله أكبر، ألله أكبر، لا اله الا الله، الله أكبر، ألله أكبر ولله الحمد، يكرر هذا ويرفع به صوته، كان الصحابة يرفعون أصواتهم بالتكبير في هذه الأيام العشر،

وقد ثبت أن ابن عمر و أبا هريرة رضي الله عنهما ، كانا يَخرُجان إلى السوق أيام العشر يُكبران ويكبر الناسُ بتكبِيرهما.

وهذا ما اختصت به هذه الأيام العشر، ويسمى هذا بالتكبير المطلق بالليل والنهار.

في هذه الأيام،

وأما التكبير الخاص المقيد بأدبار الصلوات المفروضة، فيبدأ من فجر يوم عرفة ويستمر حتى عصرِ آخر يومٍ من أيام التشريق لقوله تعالى: ( وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ ۚ...)

(البقرة:203)، ولقوله عليه الصلاة والسلام:

أَيَّامُ التَّشْرِيقِ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ. «وذكرٍ لله»]

الراوي : نبيشة الخير الهذلي | المحدث : مسلم| المصدر : صحيح مسلم

الصفحة أو الرقم: 1141

ومن الأعمال التي تتأكد في هذه الأيام ، الصيام، قال الإمام النووي عن عشر ذي الحجة " صيامها مستحبٌ استحباباً شديداً "، وآكدها صوم يوم عرفة لغير الحاج، فقد ثبت عن أبي قَتادة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سُئل عن صومِ يومِ عرفة فقال: (يكفّر السنةُ الماضيةُ والباقية) رواه مسلم .

ومن الأعمالِ أيضاً الأُضحية وهي سُنةٌ مؤكدة في حق الموسر، بل إن من العلماء من قال بوجوبها وقد حافظ عليها النبي صلى الله عليه وسلم .

فهذه أهمُ الأعمالِ الصالحةُ التي ينبغي للمسلم أن يحرص عليها، ويبقى بابِ العمل الصالح أوسعُ مما ذُكِر، فأبواب الخير كثيرة لا تنحصر، ومفهوم العمل الصالح واسع شامل وهو كل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوالِ والأفعالِ الظاهرةِ والباطنة، فينبغي لمن وفقه الله، أن يعرفَ لهذه الأيامِ فضلها، ويقدرُ لها قدرها، فيحرصُ على الاجتهاد فيها، ويحاول أن يتقلل فيها ما أمكن ، من أشغالِ الدُنيا وصوارِفها، فإنما هي ساعاتٌ ولحظات ، ما أسرع انقضاءها ، والسعيد من وفق فيها لصالح القول والعمل.

اقولُ قولي هذا واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه ، إنه هو الغفور الرحيم

الخطبة الثانية على التعليق
بواسطة (2.1مليون نقاط)
الخطبة الثانية

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ،

صلى الله عليه وسلم

ثم أما بعد :

عباد الله يُشرع في هذه العشر الإكثار من الطاعات ، من صدقات على المحتاجين، وصدقات في سبيل الله، وكذلك من صلوات النوافل في غير أوقات النهي، ولاسيما صلاة الليل، وكذلك لا يفتر المسلم عن ذكر الله فيها بتلاوة القران ، والتكبير والتحميد والتسبيح والتهليل، فيُشغل هذا الوقت بالطاعات القولية، والطاعات الفعلية، لكي يغتنمها ويكتسب ما فيها من خيرٍ فلا تضيعُ عليه، يكون فيها صائما في النهار، وقائما في الليل، وتاليا للقران، مكبرا مهللا مسبحا، فيُشغل لسانه بذكر الله، ويشغل بدنه بالصيام والقيام، وهذا خيرٌ كثيرٌ في هذه الأيام العشر ، التي العملُ الصالحُ فيها أحبُ إلى الله من العمل في غيرها، وان كان العملُ الصالحُ محبوباً عند الله جلا وعلا في سائر الأوقات، ولكن الله يفضل بعض الأوقات على بعض، ففضّل هذه العشر على غيرها من أيام الزمان، وكذلك مما يُشرع في هذه العشر ، أن من أراد إن يضحي عن نفسه، أو عن نفسه وغيره، فانه إذا دخل في العشر لا يأخذ من شعره، ولا من أظفاره شيئا حتى يذبح أضحيته، لان النبي -صلى الله عليه وسلم- أمر بذلك في الحديث الصحيح.

عن أم سلمة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إِذَا رَأَيْتُمْ هِلَالَ ذِي الْحِجَّةِ وَأَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يُضَحِّيَ ، فَلْيُمْسِكْ عَنْ شَعْرِهِ وَأَظْفَارِهِ ) رواه مسلم ( 1977 ) وفي رواية : ( فَلا يَمَسَّ مِنْ شَعَرِهِ وَبَشَرِهِ شَيْئًا ) . والبَشرة : ظاهر جلد الإنسان .

وبالنسبة للهدي والأضاحي فلها أحكامٌ ذكرها أهل العلم من ناحية السِّن، ومن ناحيةِ السلامة من العيوب، ففي الأضاحي والهدي لا يُجزي إلا ما بلغ السن المحدد شرعاً، فالضأنُ يجزء فيه ما تم له ستة أشهر، والماعزُ ما تم له سنة، والبقرُ ما تم له سنتان، والإبلُ ما تم له خمسِ سنين، هذا من حيث السن في الأضاحي وفي الهدي، وكذلك في العقيقة أيضا ، فإن العقيقة ينطبقُ عليها ما ينطبق على الهدي و الأضحية، كذلك السلامةَ من العيوب، من العَوُر والعرج والمرض والهِزال ونقصُ الخِلقةِ بقطعٍ أو بترٍ أو غير ذلك، فتكون سليمةٌ من العيوب التي تنقصها من غيرها، وأما ما يُفعل بلحم الهدي، ولحم الأضاحي: قال الله تعالى (فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ)، (فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ)، ويستحب أن يقسِّمها ثلاثةُ أقسام، ثلاثةُ أثلاث: ثُلُثٌ يأكله هو وأهلِ بيته، وثُلُثٌ يتصدقُ به على المحتاجين، وثُلُثٌ يهديهِ لأصدقائهِ وجيرانهِ، مع العلم بأنه لا يجوز أن يبيعُ منها شيئا، لا يجوز إن يبيع منها شيئا حتى الجلد لا يجوزُ بيعه، وكذلك لا يُعطي الجزار أجرته من لحم الهدي والأضاحي، بل يتركها لما شرع الله سبحانه وتعالى من الأكل منها، والتصدُقِ والإهداء، وهذه شعائر ، والمسلم يعظم الشعائر قال تعالى: (ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ)، ومنها الهدي والأضاحي، بأن يقدم لها من أنفس ما يجده، ومن أطيب ما يجده،لأنها شعيرةٌ وتقربٌ إلى الله عز وجل، قال الله جلا وعلا: (لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ) الحج (37) ،

والمدار على النيات ، وعند شراءه للأضحية لا بد أن يستحضر النية على أنه يقدم هذه الأضحية لله رب العالمين ، وكذلك عند الذبح أو النحر لا بد أن يستحضر النية ويجعلها خالصة لله ويقول

بسم الله ، والله أكبر ، اللهم هذا منك ولك ، هذا عني اللهم تقبل من فلان وآل فلان (ويسمي نفسه) .

( وإن كان يذبح أضحية غيره قال : هذا عن فلان ) ويسمي صاحب الأضحية .

كما قال النبي صلى الله عليه وسلم

بِسْمِ اللَّهِ وَاللَّهُ أَكْبَرُ هَذَا عَنِّي وَعَمَّنْ لَمْ يُضَحِّ مِنْ أُمَّتِي . صححه الألباني في صحيح الترمذي .

وفي الحديث الآخر قال صلى الله عليه وسلم

" بِاسْمِ اللَّهِ اللَّهُمَّ تَقَبَّلْ مِنْ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَمِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ ثُمَّ ضَحَّى بِهِ ." رواه مسلم(1967)

وكما قلنا لا بد من إخلاص النية لله عز وجل

ولا يكن همهُ التفاخر بها على الناس ، أو يبتغي بذلك الرياء والسمعة ، ولكن يكون في قلبه مرضات الله في هذه الأضحية ، وأنها لله ،(لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ) الحج (37) ،

فلا يقدم شيئا مستنقصا، أو قليل النفع، ولا يقدم شيئا من كسبٍ حرام، قال -صلى الله عليه وسلم-:

إنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ لا يَقْبَلُ إلَّا طَيِّبًا

وقال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الأَرْضِ وَلا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ)،

عباد الله إن هذه العشر المباركة لها شأنٌ عظيم، فينبغي للمسلم أن يستقبلها بالبشرِ والفرحِ والسرورِ بمقدمها، وان يستغلها فيما شرع الله فيها، حتى تكون كسبا له عند الله سبحانه وتعالى، يجدُه يوم يقدم على الله سبحانه وتعالى،

وكما ذكرنا أن كل حياة المسلم فيها خير إذا استغلها في طاعة الله، ولكن تخصُص

الأيام والأوقات التي فضلها الله سبحانه وتعالى بمزيد اهتمام، ومزيد اجتهاد ، ولكن مع الأسف أن كثيرٌ من الناس تمر عليهم أعمارهم، وتمر عليهم الأيام الفاضلة، والأوقات الشريفة، ولا يستفيدون منها، تذهب عليهم سُدى، وقد لا يكفي إنهم لا يستفيدون منها، بل يستغلونها في الحرام والمعاصي والسيئات، خصوصا في هذا الزمان الذي فشت فيه الشواغل والمُلهيات من شتى وسائل الإعلام، والأسواق، والإعمال و التجاره، والوظائف و غير ذلك، و هذا وإن كان مطلوبا من المسلم أنه يطلب الرزق، ولكن لا يشغله ذلك عن اغتنام هذه المواسم، فيجمع بين طلب الرزق وبين اغتنام هذه المواسم، والله جلا وعلا لم يمنعنا من العمل للدنيا ما نحتاج إليه، ولكنه نهانا أن ننشغل بالدُّنيا عن الآخرة: قال الله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ)، وقال سبحانه : (فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ)، ابتغوا عند الله الرزق واعبدوه، فلا تنساق مع طلب الرزقِ وتتُرك العبادة، أو تنساق مع العبادةِ وتترك طلب الرزق فتكون عالة على غيرك، بل اجمع بين هذا، وهذا: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ* فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)، ولما ذكر المساجد وعمارة المساجد قال سبحانه و تعالى : (يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ)، فالمُسلم يجمع بين الأمرين بين طلب الرزق في وقته، وأداء العبادةِ في وقتها، في حين أن العبادة تعين على طلب الرزق:قال تعالى(وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ)، (وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلا عَلَى الْخَاشِعِينَ)، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ)، فالمسلم لا يضيّع دينه، كذلك لا يضيّع دُنياه، وإنما يجمع بين مصالح دينه ودنياه، هذا هو المُسلم، فكيف إذا ضيع وقته في اللهوِ واللعِب، ومواقع التواصل الاجتماعي ،و تتبع المسلسلات، والتمثيليات، والفضائيات، والأغاني، والنوادي الرياضية، والمباريات، يُضيع وقته في هذه الأمور، والعجيب انه لا يمل من السهر، ولا يمل من التعب مع هذه الأمور التي هي في مضرته، بينما يتعب من الطاعة والعبادة، إلا من رحم الله سبحانه وتعالى.

فالمسلم يتنبه لنفسه ويتنبه لأوقات الفضائل، قبل أن يقول: (يَا حَسْرَتَى عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ)، قبل أن يواجه ما ذكره الله تعالى عن أصحاب النار، إذا ألقوا فيها، قالوا

( وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ ۚ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ ۖ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نَّصِيرٍ )

فاطر (37)

فمن ضيع وقته وحياته فهذا مصيره، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

فلنتنبه لأنفسنا، وننبه غيرنا ولنحفظ وقتنا ولنغتنم أوقات الفضائل قبل فواتها، فان ذلك هو رأس المال الذي تخرج به من هذه الدنيا :

إذا أنت لم ترحل بزادٍ من التـُـقى * ولاقيت يوم العرض من قد تزودا

ندمت على ألا تكون كمثلـــــه * وأنك لم ترصد كما كان أرصــدا .

لابد من هذا المصير، إذا لم تقدم لآخرتك فلابد أن تندم في حين لا ينفع الندم، فعلينا أن نتنبه وننبه إخواننا، ونعظم هذه الأيام بطاعة الله سبحانه وتعالى، ونصونها عن الضياع، ونصونها على أن نشغلها بشئ يضرنا ونأثم به.

فنسأل الله أن يوفق الجميع للعلم النافع والعمل الصالح، إنه سميع قريب مجيب،

اللهم وفقنا لطاعتك .

اللهم وفقتا لطاعتك في هذه العشر وفي غيرها إلى أن نلقاك يارب العالمين

اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك .

اللهم إن نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى

ربنا اغفر لنا ولوالدينا وللمؤمنين يوم يقوم الحساب

وصلى الله علي نبينا محمد، وعلى آله، وأصحابه أجمعين.
0 تصويتات
بواسطة (2.1مليون نقاط)
خطبة: شهر ذي القعدة

الخطبة الأولى

إِنَّ الحَمدَ للهِ، نَحمَدُهُ ونَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعوذُ باللهِ مِنْ شُرُورِ أَنفُسِنا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلا مُضِلَّ لَه، وَمَنْ يُضلِلْ فَلا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لا إلهَ إِلا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صَلَى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَمَ تسلِيماً كَثِيراً. أمّا بعد،

عباد الله: اتقوا الله تعالى, واعلموا أَنَّ الله فاضَلَ بين مخلوقاتِه، فَفَضَّلَ بَعضَ البَشَرِ على بعض، وفَضَّلَ بعضَ الأماكنِ على بعض، وفَضَّلَ بعضَ الأزمنةِ على بعض. وخَصَّ الأشْهُرَ الحُرُمَ بالذِّكْرِ, فقال سبحانه: ( إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ ). أي: فلا تَظْلِمُوا أنفسَكم في هذه الأشهرِ المُحَرَّمَة، لأنها آكدُ وأبلغُ في الإِثمِ مِن غيرها، كما أن المعاصي في البلد الحرام تُضَاعَف، لقوله الله تعالى: ( وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ )، وكذلك الشهرُ الحرامُ تُغَلَّظُ فيه الآثام. وقال ابنُ عباسٍ رضي الله عنهما في قوله: ( فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ ) أي: في كُلِّهِن - في كُلِّ أَشْهُرِ السنة - ثم اختَصَّ من ذلك أربعةَ أشهر, فجعلهن حراماً وَعَظَّمَ حُرُمَاتِهِن, وجعلَ الذنْبَ فيهِن أعظمَ، والعملَ الصالحَ والأجرَ أعظم.

ومِنْ هذِه الأشْهُرِ المُحَرَّمَةِ المُعَظَّمَةِ شَهْرُ ذي القِعْدة, وسُمِّيَ شَهْرُ ذي القِعْدة: لأن العرَبَ تَقْعُدُ فيه عنِ القتالِ, ويَلْزَمُ الناسُ فيه رحالَهُم استعداداً للحج.

وقَدَ تَمَيَّزَ شهرُ ذي القِعْدَةِ بِبَعْضِ الخصائِصِ التي تَخْفى على بعْضِ المُسْلمين:

أولُها: أنهُ أولُ الأشهرِ الحُرُمِ الأربعة, وهي: " ذو القِعْدَةِ وذو الحِجَّةِ ومُحَرَّمُ, ورجبُ ".

الثاني: أنه مِن أَشْهُرِ الحَجّ, وهي: شوالُ, وذو القِعدة, وعَشْرٌ من ذي الحِجة. فلا يَجُوزُ لأحدٍ أن يُحْرِمَ بالحجِّ في غيرِها, قال ابنُ عمرَ رضي اللهُ عنهما: " أشهُرُ الحجِّ: شوال, وذو القعدة, وعَشْرٌ مِن ذي الحجة ".

الثالث: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم اعتمرَ أربَعَ عُمَر, كُلُّها في شهرِ ذي القعدة. قالت عائشةُ رضي الله عنها: " ما اعْتَمَرَ رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلمَ إلا في ذي القِعْدَة ".

فالعمرةُ الأولى: عُمْرةُ الحُدَيبِيَة, عِنْدما صَدَّهُ المُشركونَ وحالُوا بَينَه وبين الوصولِ إلى البيت، وأنزلَ اللهُ في ذلك سورةَ الفتحِ بِكمالِها، وأنزلَ لهم رُخْصةً: أن يذبَحُوا ما مَعَهُم من الهَدْيِ, وكان سبعين بَدَنَةً، وأن يَتَحَلَّلُوا مِنْ إحرامِهم، فَعِنْدَ ذلك أمَرَهُم رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم أن يَحْلِقُوا رؤوسَهم ويَتَحلَّلُوا. وكان ذلك في السنةِ السادِسةِ من الهجرة. وفي هذه العُمْرَة, وقَعَ الصُّلْحُ المَشْهورُ بين النبيِّ صلى اللهُ عليهِ وسلم, وكفارِ قريش. وهو صُلْحُ الحُدَيْبِيَة. وعَرَفَ الناسُ بِسَبَبِ ذلكَ أحكامَ الاحصار. وهو المقصودُ في قولِهِ تعالى: ( وَأَتِمُّواْ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ للهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْىِ وَلاَ تَحْلِقُواْ رُءُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ ).

والعمرة الثانية: عُمْرَةُ القضاء, وكان ذلك في السنةِ السابِعةِ من الهجرة.

والعمرةُ الثالثة: عُمْرَةُ الْجِعْرانَةِ عامَ الفتح, أي في السنةِ الثامنةِ من الهجرة, عندَما قَسَمَ غنائِمَ حُنين.

والعُمْرَةُ الرابعة: التي كانت مع حَجَّتِه, وإن كانت وقَعَت في شهرِ ذي الحِجَّة, لكنه عقدَها في آخرِ شَهْرِ ذي القِعدة, وكان ذلك في السنةِ العاشرةِ من الهجرة.

باركَ اللهُ لِي وَلَكُم فِي القُرآنِ الْعَظِيم، وَنَفَعنِي وَإِيّاكُمْ بِمَا فِيِه مِنْ الآيَاتِ وَالذّكرِ الْحَكِيم، أَقُولُ مَا تَسْمَعُون وَاسْتَغْفُرُ اللهَ لِي وَلَكُم وَلِسَائرِ الْمُسْلِمِين مِنْ كُلِّ ذَنبٍ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيم.

الخطبة الثانية

الحمدُ للهِ عَلى إِحسانِهِ، وَالشكرُ لَهُ عَلى تَوفِيقِهِ وَامتِنَانِهِ، وَأشهدُ أن لا إله إلا اللهُ وحدَهُ لا شَريكَ لَهُ تَعْظِيماً لِشَأَنِهِ، وَأشهدُ أنَّ مُحمّداً عَبدُهُ وَرسولُهُ، صلى اللهُ عليهِ وعلى آلِهِ وصحبِهِ وسلمَ تسليماً كثيراً . أَمّا بَعدُ

عبادَ الله: اتقوا اللهَ تعالى, وعَظِّمُوا شعائِرَ الله, فإن ذلك مِن تقوى القلوب, واعلمُوا أنَّ العُمْرَةَ في شهرِ ذي القِعْدَةِ, لها مَزِيَّةٌ عن غيرِها, لأن الرسولَ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ لم يَعْتَمِرْ إلا في ذي القِعدة, وهذا ما جَعَلَ أهْلَ العِلمِ يُفاضِلونَ بينها وبينَ العُمْرَةِ في رمضان, لأنَّ اللهَ تعالى لا يَخْتارُ لِنَبِيِّهِ صلى الله عليه وسلم إلا الأفضلَ والأكمل.

اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وفقهنا في دينك يا ذا الجلال والإكرام، اللهم خلصنا من حقوق خلقك وبارك لنا في الحلال من رزقك وتوفنا مسلمين وألحقنا بالصالحين، اللهم أصلح أحوال المسلمين حكاماً ومحكومين، اللهم أنزل على المسلمين رحمة عامة وهداية عامة يا ذا الجلال والإكرام، اللهم اجمع كلمة المسلمين على كتابك وسنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم، اللهم اجعل كلمتهم واحدة ورايتهم واحدة واجعلهم يداً واحدةً وقوة واحدة على من سواهم، ولا يا أرحم الراحمين، اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات إنك سميع قريب مجيب الدعوات، ﴿ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ﴾
0 تصويتات
بواسطة
خطبة فضائل عشر ذي الحجة وما يشرع فيها

خطبة الجمعة عن فضائل عشر ذي الحجة

فضائل العشر

خطبة عن العشر

كيف نستقبل العشر الأوائل من ذي الحجة

خطبة عن عشر ذي الحجة PDF

خطبة الجمعة في موضوع عشر ذي الحجة ويوم عرفة

خطب عن كيف اغتنم عشر ذي الحجة

فضل العشر الأوائل من ذي الحجة ملتقى الخطباء

خطبة قصيرة عن فضل عشر ذي الحجة

موعظة عن عشر ذي الحجة

دروس عن فضل العشر من ذي الحجة

خطبة وليال عشر
0 تصويتات
بواسطة
خطبة الجمعة بعنوان نفحات عشر ذي الحجة 1444هـ خطبة مكتوبة ومؤثرة من شهر ذي الحجة ملتقى الخطباء

خطبة عن العشر الأوائل من ذي الحجة ملتقى الخطباء فضل عشر ذي الحجة خطب مكتوبة مؤثرة وجاهزة 2023

اسئلة متعلقة

مرحبًا بك إلى لمحة معرفة، حيث يمكنك طرح الأسئلة وانتظار الإجابة عليها من المستخدمين الآخرين.
...