0 تصويتات
في تصنيف المناهج الدراسية بواسطة (2.1مليون نقاط)

مقالة حول الشغل هل الشغل ضرورة مادية أم معنوية

هل الشغل ضرورة مادية  أم معنوية ؟ 

مقالة حول الشغل بكالوريا 2022 الجزائر 

مقالات فلسفية بك جاهزة بكالوريا 

مرحباً اعزائي طلاب وطالبات البكالوريا 2022 في موقعنا لمحة معرفة منبع المعلومات والاجابات الصحيحة يسرنا بزيارتكم أن ان نقدم لكم جميع الحلول والاجابات الفلسفة والمقالات المقترحة لهذا العام لكل التخصصات الفلسفة بكالوريا شعبة آداب و فلسفة و لغات اجنبية ورياضيات باك 2022 - 2023 لكل الشعب الجزائري احسن المقالات الفلسفية لجميع المواضيع.. بمنهجية التحليل الأدبي والعلمي للنصوص في الفلسفة كما نقدم لكم الأن..... هل الشغل ضرورة مادية ، أم معنوية

مقالة فلسفية حول الشغل باك 2022

. الاجابة هي كالتالي

هل الشغل ضرورة مادية ، أم معنوية

طرح المشكلة : إن الإنسان كائن إجتماعي بطبعه ، لأنه يعيش في مجتمعه ، و بين أفراد جنسه ، و يتشارك معهم في عدة نشاطات تضمن له وجوده العقلي ، و حياته الكريمة ، و من بين هذه النشاطات نجد الشغل ، الذي يعتبر كل جهد يقوم به الإنسان سواء كان فكريا ، أو عضليا ، يستهدف جلب المنفعة ، و حفظ البقاء ، باعتباره وسيلة لكسب الرزق ، لكن الفلاسفة ، و المفكرين اختلفوا حول الغاية الأساسية للعمل ( الشغل ) ، فهناك من يرى أنه يحقق أبعاد مادية ، و اقتصادية فقط ، في حين يرى البعض الآخر أنه يحقق أبعاد روحية معنوية أساسية ، و أمام هذا الجدال نطرح السؤال التالي : هل يمكن حصر الشغل في البعد البيولوجي فقط ؟ 

عرض منطق الأطروحة : إن الشغل يهدف الى تحقيق أبعاد مادية ( العمل السلبي ) .

فالشغل ضرورة بيولوجية بحتة ، و هذا لإرتباط وجود الإنسان منذ القديم بتلبية خدماته ، و رغباته ، 

و إشباع حاجاته الضرورية ، و من ثم الوصول الى حفظ البقاء ، و هذا بتوفير مجموعة من المستلزمات من مأكل ، و مشرب ، و ملبس ، و مأوى ، فهذه المستلزمات لا تتحقق الا بالشغل .

لذلك ذهب الكثير من الفلاسفة ، و على رأسهم ميشال فوكو ، الى التأكيد أن الحاجة البيولوجية هي الدافع الأساسي لظهور الشغل ، فإذا تقصينا الأفعال الأولى التي قامت بها المجتمعات البدائية ، نلاحظ أنها اقتصرت على صيد الحيوانات ، وقطف الثمار ، وبناء الأكواخ ، ومن هنا يمكن تسمية هذا العصر بعصر جامعي الغذاء .

و من هنا يمكن القول أن عدم توفير الطبيعة مستلزمات الانسان التي تحفظ بقاءه هو الدافع الأول للشغل .

قال ميشال فوكو : " لا تشتغل البشرية ، إلا تحت تهديد فكرة الموت " .

و يوضح أفلاطون موقفه في تقسيم المجتمع الى ثلاث طبقات : 

أولها طبقة الحكام : و التي تتميز بالقوة العاقلة ، و مهمتها تسيير ، و تنظيم شؤون الدولة . 

ثانيها طبقة الجنود : و التي تتميز بالقوة الغضبية ، و مهمتها الدفاع ، و الحراسة .

ثالثها طبقة العبيد : و التي تتميز بالقوة الشهوانية ، و مهمتها الأشغال اليدوية ( الأعمال الجسمانية الشاقة ) ، التي تعتبر خاصية حيوانية .

فالشغل إلزام ، وعناء ، وعنوان للعبودية ، و لا يصلح له إلا العبيد ، أما الأسياد فإنهم لا يصلحون للعمل لأنه يحط من قدرهم ، وقيمتهم .

و أيده في هذا الرأي تلميذه أرسطو الذي اعتبر أن العمل خاص بالعبيد ، أو كما يسميهم الآلات الحية ، 

و وظيفتهم توفير الحياة الراقية للفلاسفة ، أو العقول المتأملة ، و التي وظيفتها انتاج الفكر النظري .

كما أن للشغل بعد إقتصادي ، لأنه هو السبيل الوحيد لكسب الملكية ، و تحقيق الثروات ، و من خلاله تحقق الرفاهية الإجتماعية ، و الإزدهار الإقتصادي .

و قد جاء كارل ماكس مؤيدا لهذا الرأي ، اذ اعتبر الشغل هو من يحول المادة من حالتها الخام غير النافعة الى الحالة النافعة ، فاذا كان الشغل مجهود عضلي ، فإنه القوة التي يسخر بها الانسان الطبيعة لصالحه ، فبالشغل تُعرف قيمة الانتاج ، و الانتاجية ، اي القيمة التبادلية التي تدل على ان قيمة الانتاج تساوي قيمة الجهد المبذول .

هذا ما عبر عنه ادم سميث ، حيث يرى أن المجتمعات المتطورة اثبتت وجودها من خلال قيمة ما تنتج ، 

ولا ادل من ذلك قوله صلى الله عليه وسلم : " اليد العليا خير من اليد السفلى " .

فالثورة الصناعية ما كان لها ان تقوم لولا فضل الشغل ، و التصنيع .

النقد : لا يمكن انكار أن البعد البيولوجي هو بعد أساسي لحفظ البقاء ، لكن لا يمكن الإقتصار عليه ، 

لأن القول به فقط هو انكار لكرامة الإنسان ، فقد جعلوه في مرتبة واحدة مع الحيوان ، و من جهة أخرى نلمس في موقفهم هذا اغفالا للإنجازات التي حققها الإنسان من خلال الشغل 

عرض نقيض الأطروحة : إن الشغل لا يهدف الى تحقيق أبعاد مادية فقط بل روحية ، و معنوية 

( العمل الايجابي ) .

 فالشغل كظاهرة انسانية تتجاوز البعد البيولوجي الى أبعاد أخرى ، سواء كانت نفسية ، أم أخلاقية ، أم اجتماعية .

 فمن الناحية النفسية : أكدت أبحاث علماء النفس أن الشغل وسيلة للقضاء على المشاكل النفسية المترتبة عن البطالة ، و الفراغ ، و قد أصبحت الكثير من الأمراض النفسية اليوم تعالج عن طريق الشغل ، لأنه يخلق توازنا نفسيا ، و راحة نفسية تبعد الانسان عن القلق . بالإضافة الى ان الشغل يطور القدرات العقلية ، ويساهم في رفع مستوى الذكاء ، و يخلق المهارة عند الانسان .

أما من الناحية الأخلاقية : فالشغل يحفظ كرامة الإنسان ، و يصونها ، فيعلمه كسب لقمة العيش بطريقة شريفة ، و يكسبه صفات أخلاقية كالصبر ، و الشعور بالمسؤولية ، و يبعده عنه الآفات ، و الرذائل كالسرقة ، و التسول .

قال فولتير : " العمل يبعد عنا ثلاث آفات : القلق ، و الرذيلة ، و الاحتياج " .

و قال أيضا : " اذا أردت ان لا تقدم على الانتحار ، أوجد لنفسك عملا " .

فالذي لا يشتغل يكسب قوته بطرق غير شرعية ، و أحيانا مذلة ، الأمر الذي يؤدي الى إنماء التواكل ، 

و اضعاف الشعور بالمسؤولية .

قال فولتير : " من لا يعمل لا قيمة لحياته ، وكل الناس خيار الا الكسالى " .

فالشغل إذن هو رقي انساني ، و فعل حضاري يتجاوز الانحطاط المترتب عن الآفات الاجتماعية ، الأمر الذي دفع إيميل دوركايم الى اعتباره واجبا إجتماعيا يؤدي الى التكافل ، و التعاون بين أفراد المجتمع ، و وسيلة لتقوية الروابط الإجتماعية ، هذا يعني أن الشغل له نتائج إيجابية على مستوى الفرد ، اذ ينمي فيه الشعور بالإنتماء للجماعة باعتباره يساهم في تطوير المجتمع ، أما على المستوى الإجتماعي ، فالشغل هو أبرز علامات التكافل ، و التعاون ، وهذا هو بعده الإجتماعي .

النقد : لا يمكن إنكار ما ذهب إليه أنصار هذا الطرح ، لكن إذا عدنا الى واقع المجتمعات البدائية نجد أن الشغل في مفهومه الأول كان بحثا عن المتطلبات البيولوجية ، و لم يكن يحمل أي مدلول نفسي ، أو أخلاقي ، أو إجتماعي ، كما أنه بدون الشغل لا يستطيع الإنسان حفظ بقاءه .

التركيب : بعد عرض الموقفين يمكن القول أن الشغل ظاهرة ارتبطت في بدايتها بتلبية حاجيات الإنسان الضرورية ، و هذا لحفظ بقاءه ، لكن بعد التطور أصبح الانسان في حاجة ماسة الى من يعينه ، و هذا لا يتحقق الا في ظل المجتمع ، اذ أصبح للشغل أبعاد أخرى النفسية ، و الأخلاقية ، و الإجتماعية .

حل المشكلة : مما سبق عرضه نستنتج : أنه لا يمكن حصر الشغل في جانب واحد فقط ، لا في الجانب البيولوجي ، و لا في النفسي ، و لا في الأخلاقي ، و لا في الإجتماعي ، لأن الشغل مرتبط بالإنسان ، و هذا الأخير كائن ذو أبعاد ، فهو من جهة يهدف الى تلبية حاجياته الضرورية ، و هو من جهة أخرى يسعى الى عيش حياة نفسية متوازنة ، كما يسعى أيضا أن يكون عضوا فعالا في مجتمعه ، و يصون بذلك كرامته ، و أخلاقه ، و هذا لا يتحقق الا بالشغل ، الذي كان في البداية منحصرا في الجانب البيولوجي ، لكنه فيما بعد تجاوز الى أبعاد أخرى .

1 إجابة واحدة

0 تصويتات
بواسطة (2.1مليون نقاط)
 
أفضل إجابة
مقالة حول هل الشغل ضرورة مادية أم معنوية

هل الشغل يحقق ماهية الإنسان

مقالة حول هل الشغل ضرورة مادية أم معنوية

مقال حول اللغة

مقالة اللغة والفكر

هل يشتغل الإنسان من أجل أن يعيش فقط

اسئلة متعلقة

0 تصويتات
1 إجابة
مرحبًا بك إلى لمحة معرفة، حيث يمكنك طرح الأسئلة وانتظار الإجابة عليها من المستخدمين الآخرين.
...