0 تصويتات
بواسطة (2.1مليون نقاط)

مقالة جدلية هل طبيعة الذاكرة مادية أم نفسية

هل الذاكرة ذات طبيعة مادية بيولوجية أم نفسية بسيكولوجية ؟ 

نرحب بكم اعزائي الزوار في موقع لمحة معرفة lmaerifas.net التعليمي يسرنا زيارتكم موقعنا الأول المتميز بمعلومات الصحيحة على أسالتكم المتنوعة من شتى المجالات التعلمية والثقافية والاخبارية كما نقدم لكم الكثير من الأسئلة بإجابتها الصحيحه من مصدرها الصحيح ومن أهمها إجابة السؤال ألذي يقول........ هل الذاكرة ذات طبيعة مادية بيولوجية أم نفسية بسيكولوجية

وتكون اجابتة الصحية هي التالي 

مقالة جدلية هل طبيعة الذاكرة مادية أم نفسية

طرح المشكلة :

الإنسان بطبعه كائن فضولي يسعى إلى معرفة العالم الخارجي وكشف غموضه ، ولا يتأتى له ذلك إلا عن طريق مجموعة من الوسائل أهمها الذاكرة والخيال ، فالذاكرة من حيث مفهومها هي قدرة الإنسان على إستحضار الماضي وتذكره كما حدث في زمانه ومكانه ، ولكن موضوع طبيعة الذاكرة طرح جدلا واسعا بين الفلاسفة والمفكرين وعلماء النفس ، حيث ذهب البعض الآخر إلى إعتبار الذاكرة ذو طبيعة مادية ، بينما ذهب البعض الآخر إلى اعتبارها ذو طبيعية نفسية ، وبين هذا وذاك وجب طرح التساؤل التالي : هل الذاكرة من حيث ماهيتها مادية بيولوجية أم نفسية بسيكولوجية ؟

محاولة حل المشكلة :

الموقف الأول : يرى العديد من الفلاسفة والمفكرين وعلى رأسهم " ديكارت ، ريبو ، تين ، إبن سينا " أن الذاكرة ذات طبيعة مادية ، حيث إعتبر " ديكارت " أن الذاكرة وظيفة مرتبطة بالدماغ ، والدماغ مرتبط بالجسد والجسد ذو طبيعة مادية بيولوجية ، بالتالي فالذاكرة مادية مشابهة للجسم ، وهذا ما أكده ديكارت في قوله : « الذاكرة تكمن في ثنايا الجسم » ، والدليل الذي إستند عليه هؤلاء يكمن في أن أي تلف يصيب خلايا الجهاز العصبي المسؤولة عن تخزين الذكريات ، ينتج عنه ضرورة فقدان التذكر كما يتجلى في أمراض الذاكرة مثل : الحبسة الحركية المصاحبة للإصابات التي تمس منطقة البروكا المسؤولة عن حفظ الذكريات ، كما أن حدوث نزيف في الفص الجداري الأيمن يحدث فقدانا للمعرفة الحسية ( اللمس ) ، وفي نفس هذا الطرح يرى " ريبو " أن الذاكرة مرتبطة بالجهاز العصبي عموما والدماغ خصوصا ، بمعنى أن الذكريات تخزن في خلايا القشرة الدماغية ويتم إسترجاعها كلما كان تنبيه أو أثر مماثل ، كما أن هنالك حوالي ستمائة مليون مليون خلية تقوم بتسجيل وتخزين ذكريات معينة ، وهذه الذكريات تترك آثارا مادية على الدماغ ، وبهذا المعنى تصبح الذاكرة مجرد أسطوانة تسجل الصور الفوتوغرافية والأغاني ، كما أن التخزين الآلي للذكريات يكون عن طريق التكرار ، وهذا لأن ترسيخ الحوادث والمعلومات لا يتم إلا إذا تكررت مرات عديدة ، وبالتالي فنحن ننسى الذكريات الحديثة قبل القديمة ، وهذا ما أكده في قوله : « إن الذكريات الراسخة هي التي إستفادت من تكرار 

طويل » ، فالذكريات تسترجع عندما يكون هناك أثر مماثل مثل : الكلمة ، الصورة ، التاريخ ...الخ ، أي أن الإدراكات المماثلة تفيق الذكريات القديمة ، كما أكد ريبو في كتابه ( أمراض الذاكرة ) أننا نفتقد ذكرياتنا إذا كان هناك تخريب أو تلف في الخلايا الدماغية ، فحدوث إصابة في الدماغ يؤدي إلى فقدان كلي أو جزئي للذكريات ، فإصابة منطقة البروكا ( التلفيف الثالث من الجهة الشمالية ) يولد مرض الحبسة الحركية وتعني عدم القدرة على النطق ، وحدوث نزيف في الفص الجداري الأيمن يؤدي إلى فقدان المعرفة الحسية ( حاسة اللمس ) من الجهة اليسرى ، وبالتالي حسب ريبو أن الذاكرة ذات طبيعة مادية يمكن تحديد آلياتها ومكان نشاطها ، فعملية تثبيت الذكريات وإسترجاعها مرتبط بأجهزة عضوية بيولوجية موجودة على مستوى الدماغ ، يقول ريبو : « إن الذاكرة ظاهرة بيولوجية بالماهية وسيكولوجية بالعرض » ، وهنا تبدو الذكريات كما لو كانت موضوعة في منطقة خاصة بالدماغ ، وبما أن الماهية هي المعبر الحقيقي عن الشيء فإن الذاكرة في حقيقتها بيولوجية ، بينما الطبيعة النفسية خاصية ثانوية وعرضية فقط ، ويفسر " تين " هذه العملية في قوله : « المخ وعاء يستقبل ويخزن مختلف أنواع

 الذكريات » ، وقد حدد إبن سينا منطقة تخزين الذكريات في التجويف الأخير في الدماغ ، حيث يقول في هذا المنوال : « الذاكرة قوة محلها التجويف الأخير من الدماغ » .

نقد وتقييم : 

لا يمكن إنكار طرح هؤلاء في إعتبار أن الذاكرة ذات طبيعة مادية ، ولكن لا يمكن إعتبارها بأنها مادية بيولوجية بحتتة ، فلو كانت الذاكرة مرتبطة فقط بسلامة الدماغ والأجهزة العصبية فكيف نفسر فقدان الكثير من الأفراد لأغلب ذكرياتهم رغم سلامة جهازهم العصبي وخلاياهم الدماغية كما يحدث في الصدمات النفسية ؟ . أما من الناحية المنطقية كيف للذكرى من حيث أنها معنوية أن تخزن في ما هو مادي ؟ . فلا يمكن ربط الذاكرة بالجوانب البيولوجية والمادية وحدها ، ولو سلمنا مع ريبو أن فقدان الذاكرة راجع إلى إصابة في الدماغ ، هنا المفروض أن الذكريات المفقودة لا تعود نهائيا لكن بعض الحالات تؤكد إسترجاع بعض الأفراد للذاكرة بعدما فقدوها ! . وهذا فيه إبطال لطرح ريبو ، ومن هنا ظهر إتجاه آخر يرى أنصاره أن الذاكرة ذات طبيعة نفسية ؟

الموقف الثاني :

من جهة أخرى يرى العديد من الفلاسفة والمفكرين وعلى رأسهم " هنري برغسون " أن الذاكرة ذات طبيعة نفسية بسيكولوجية ، وبالتالي فالذاكرة ترجع إلى خصائص شعورية ، فهي عملية نفسية واعية قوامها الشعور ، وقد عرفها " أندري لالاند " على أنها 

« إعادة بناء حالة شعورية ماضية ثم التعرف عليها من حيث هي كذلك » ، هذا بحيث لا نعيد هنا الذكريات بصورة آلية لأن مجال التخزين هو النفس والآثار التي تتركها معنوية لا مادية ، ومثال ذلك الصدمات النفسية التي تترك جروحا عميقة في النفس ( رؤيتنا لحادث مرور يبقى راسخا رغم أنه لم يتكرر إلا أننا متذكره باستمرار ) ، حيث يرى " برغسون " أن الاحتفاظ بالماضي يتم وفق صورتين مختلفتين جوهريا : صورة آلية محزنة في الجسم ، ويسميها برغسون بذاكرة العادة ، وهي ذاكرة بيولوجية حركية تقوم على أساس البدن وتأخذ شكل عادات آلية ، أما الصنف الثاني وهي ذاكرة نفسية أو الذاكرة النفسية الشعورية ، وهي ذاكرة مستقلة عن الجسم ذو طبيعة روحية ، ويحكم برغسون أن الذاكرة النفسية هي الذاكرة الحلقة وليست ذاكرة العادة ، ومنه لما كانت ذاكرة الذاكرة مرتبطة بالشعور والنفس فلابد أن تكون ذو طبيعة نفسية روحية خالصة ، فالعالم الرئيسي في إثبات وتثبيت الذكريات هو الإهتمام وهو عامل نفسي وليس آلي ومادي ، يقول برغسون : « إن الشعور إنما يعني أولا وبالذات الذاكرة » ، وفي منوال آخر يقول : « إن الشعور هو ذاكرة أعني أنه حفظ الماضي في الحاضر وتجمع الماضي في الحاضر » ، وهذا ما أغفل عنه أصحاب التفسير المادي لأنهم حسب برغسون أخلطو بين النوعين السابقين واكتفوا بالذاكرة الحركية مهملين الذاكرة النفسية الأهم منها ، ويثبت برغسون هذا التميز من خلال مقارنته بين خصائص كل نوع ، فالإصابات الدماغية في الجهاز العصبي لها تأثير على الآليات الدماغية التي تحفظ ذاكرة العادة بينما ليس لها أثر على الذكريات النفسية ، كما أن الإكتساب في النوع الأول ( ذاكرة العادة ) يكون بالتدرج والتكرار ، بينما في ذاكرة الذاكرة يكون دفعة واحدة وبدون تكرار ، مثال ذلك عند إدراكنا لحادث مرور ماضي فلا يستدعي تكراره كي يكتسب ، كذلك قدرة الإسترجاع : فذاكرة العادة مرهونة بمدى تكرارها ، لهذا يعمد التلميذ إلى حفظ دروسه أثناء المراجعة ، بينما إسترجاع الذكريات على مستوى الذاكرة النفسية مشروط بمدى تأثيرها على ذاتية الإنسان ودرجة الألم أو اللذة التي تخلفها الحادثة .

نقد وتقييم :

على الرغم من مساهمة برغسون في توضيح موضوع الذاكرة ووظائفها المتعددة إلا أنه بالغ في الفصل بين ماهو نفسي وبين ماهو عضوي ، وبالغ كثيرا في تمجيد الجانب النفسي وجعله المعبر الوحيد عن طبيعة الذاكرة ، فبما أنه أقر بوجود نوعين كان عليه الإقرار كذلك بوجود طبيعتين ! . ولا وجود لكبرى منطقي أو علمي يثبت أن الذاكرة ذات طبيعة نفسية بحتة ، فلو كانت كذلك كيف تفسر الفقدان الكلي أو الجزئي للذكريات أثناء إصابة الدماغ ؟ .

تركيب :

من خلال ما سبق ذكره يمكننا القول بأن الذاكرة ذات طبيعة مادية بيولوجية وكذلك ذات طبيعة نفسية ، فمن الخطأ إعتبارها أنها عملية آلية محضة تابعة للدماغ فقط ، ولا كذلك إعتبارها عملية نفسية فقط ، فكلاهما يمثلان جوهر الذاكرة ، بالاضافة إلى طبيعة أخرى في بناء الذكريات وهي الطبيعة الإجتماعية ، حيث يرى " هاليفاكس " أن أهم عامل مؤثر في عملية التذكر هو العامل الإجتماعي ، وبالتالي فالذاكرة ذات طبيعة اجتماعية كذلك ، فالمجتمع في نظره هو ما يساعد الإنسان على التذكر من خلال العادات والتقاليد التي سماها بـ " الأطر الاجتماعية للذاكرة " ، حيث يقول : « إن الماضي لا يحتفظ به وإنما يعاد بناءه من الحاضر ، والذاكرة تكون قوية عندما تنبعث من نقطة التقاء الأطر الاجتماعية » .

حل المشكلة :

في الاخير يمكننا القول بأن الذاكرة ليست ظاهرة مادية فيزيولوجية بحتة وليست ظاهرة نفسية بحتة ، بل هي تكامل ومزيج بين البنية العضوية والبسيكولوجية وكذلك الإجتماعية ، وبالتالي فالذاكرة وظيفة إنسانية تجمع بين الطبيعة الروحية المرتبطة بالنفس والمادية المتعلقة بالجسد ، لكن وجود الذكريات كمخزون أساسي للذاكرة متوقف على وجود حياة إجتماعية ، وهذا باعتبار الإنسان يصنع ذكرياته في إطار جماعة من الأفراد وليس في إطار فردي خالص .

من إعداد : الأستاذ أنور سبحي 

دوام التوفيق والنجاح

1 إجابة واحدة

0 تصويتات
بواسطة (2.1مليون نقاط)
 
أفضل إجابة

مقالة فلسفية حول طبيعة الذاكرة

هل الذاكرة ذات طبيعة مادية فيزيولوجية أم ذات طبيعة نفسية روحية ؟

الطريقة : جدلية :                                                                                        

مقدمة :

 إذا كانت الذاكرة عملية حفظ الصور و الأحداث الماضية واسترجاعها عند وقت الحاجة ،وإذا كانت الإصابة في خلايا الدماغ تعرضها للضعف أو الزوال , هل هذا يعني أن الذاكرة ذات طبيعة مادية فيزيولوجية ، ولكن إذا كانت الصدمة النفسية العنيفة قد تجعل الإنسان الفاقد لذاكرته يسترجع بعضا من ذكرياته ، هل هذا يعني أن الذاكرة ذات طبيعة نفسية روحية؟

و الإشكال المطروح هنا هو هل الذاكرة ذات طبيعة فيزيولوجية أم طبيعة نفسية ؟ 

العرض :

        يرى العالم البيولوجي الفرنسي * تيودول ريبو * في كتابه إمراض الذاكرة الذي أصدره سنة * 1881 * بان الذاكرة ذات طبيعة مادية و هي حالة فيزيولوجية يقوم بها الجسم الذي يحتفظ بالصور و الأحداث و يسترجعها عند وقت الحاجة على شكل ذكريات ، يقول ريبو * إن الذاكرة حالة جديدة تغرس في الجسم الذي يحتفظ بها لإعادتها * و عملية الاحتفاظ هذه يقوم بها الجهاز العصبي المتمثل في الدماغ ، إن الذاكرة عند ريبو تختزن آليا في الدماغ بفعل التكرار و تستدرج آليا إذا ما أثير الدماغ ، إن الأشياء و الأفعال في نظر ريبو تنطبع في الدماغ كما تنطبع الأفعال في الجسم ، وقد شبه بهذا الذاكرة بالعادة التي تنطبع في الجسم ، وكذلك شبهها بالاسطوانة التي تحفظ الصور و الأفلام .

والدليل عند ريبو هو أن كل أمراض الذاكرة تخضع لفانون التراجع حيث نفقد أولا الذكريات الغير راسخة ثم بعد ذلك الراسخة أكثر.. و هكذا ، فمثلا نفقد ما هو جديد ثم الأكثر قدما ، كما نفقد أسماء الأشياء التي لم نكررها كثيرا ، مما يدل على أن المرض يحدث تدريجيا نتيجة لإصابة تحدث في الدماغ تدريجيا . 

  وقد أيدت التجارب التي قام بها الطبيب الفرنسي * بروكا * صحة النظرية المادية لريبو حيث اثبت أن أمراض الذاكرة ترجع إلى إصابة في منطقة التلفيف الثالث من الجهة اليسرى للدماغ التي سميت بعد ذلك بمنطقة بروكا ، وكذلك اثبت طبيب الأعصاب الأمريكي * بيفيلد * سنة 1954* نظرية ريبو من خلال اكتشافه أن التنشيط الكهربائي لبعض الأجزاء من الدماغ قد يجعل الإنسان الفاقد للذاكرة يسترجع بعضا من ذكرياته .

   غير أن إرجاع الذاكرة إلى الجسم فقط * الدماغ * أمر مبالغ فيه و فيه نوع من الإهمال لجانب آخر مهم الا وهو الشعور في التعرف على الذكريات ، إن الذاكرة ليست عملية تخزين و استرجاع الذكريات فقط بل كذلك عملية التعرف عليها ، بالإضافة إلى أن هذا الموقف عجز عن تفسير فقدان بعض الذكريات في حال إصابة الدماغ ، فليست الإصابة في الدماغ دائما تعرض لفقدان الذاكرة . 

    وعلى خلاف الموقف الأول نجد موقفا آخر يفسر طبيعة الذاكرة تفسيرا مختلفا يقوم على اعتبار أن الذاكرة ذات طبيعة نفسية روحية ، على هذا الأساس بنى الفيلسوف الفرنسي *هنري برغسون * نظريته في الذاكرة ، إن الذاكرة عنده حالة نفسية وهذا ما وضعه في كتابه * المادة والذاكرة * الذي أصدره سنة * 1898* حيث ميز بين نوعين من الذاكرة ، الأولى هي العادة التي ترسخ في الجسم آليا و تسترجع آليا وهذه الذاكرة العادة هي التي أشار إليها * ريبو * ، أما الثانية فهي في نظره الذاكرة الحقيقية و هي التي تترسخ في النفس على شكل شعور ، كذلك استدل * برغسون * على صحة نظريته من خلال الصدمة النفسية العنيفة التي قد تجعل الإنسان يفقد أو يسترجع ذاكرته ، يقول برغسون * إن التذكر في جوهره يحمل تاريخا * ، هذا بالإضافة إلى أن الإنسان يتذكر دائما الأشياء التي يميل إليها و يرغب فيها فهذا الميل هو عبارة عن شعور نفسي .

   غير أننا لو تأملنا في هذا الموقف لوجدنا أن * برغسون * نظر إلى الذاكرة نظرة فيلسوف وليس نظرة عالم لذلك كانت أدلته غامضة و غيبية على عكس أدلة * ريبو * التي كانت علمية واقعية كذلك الصدمة النفسية ليست دائما تؤدي إلى فقدان الذاكرة ، هذا بالإضافة إلى انه لا يمكن اغفال دور الدماغ في عملية حفظ الذكريات . 

    انه من الخطأ اعتبار الذاكرة عملية آلية محضة تابعة للدماغ فقط ، ولا اعتبارها عملية نفسية فقط ، فكلا الجانبان هما أساس لمعرفة جوهر وطبيعة الذاكرة ، بالإضافة إلى عامل آخر مهم في بناء الذكريات و التأثير فيها ، وهذا العامل هو عامل المجتمع ، الذي اعتبره عالم الاجتماع الفرنسي * هالفاكس * أهم مؤثر في عملية التذكر فالمجتمع في نظره هو من يساعد الإنسان على التذكر من خلال العادات و التقاليد الاجتماعية التي سماها الأطر الاجتماعية للذاكرة ، وألف في شانه كتابه الشهير * الأطر الاجتماعية للذاكرة * حيث يقول في هذا الكتاب * إن الماضي لا يحتفظ به ، إنما يعاد بناءه من الحاضر ، و الذاكرة تكون قوية عندما تنبعث من نقطة التقاء الأطر الاجتماعية * ، كذلك يؤيده في هذا الفيلسوف الفرنسي * جون دولاي* الذي يعتقد أن الذاكرة الاجتماعية عبارة عن لغة أنشاها المجتمع لمقاومة شروط الغياب . 

خاتمة :

      وخلاصة القول هو أن الذاكرة ليست ظاهرة مادية فيزيولوجية بحتة ، وليست ظاهرة 

نفسية بحتة ، بل هي تكامل ومزيج بين الجسم و النفس لربط الإنسان بماضيه الخاص و 

ماضي الجماعة التي يعيش في وسطها . 

اسئلة متعلقة

0 تصويتات
1 إجابة
0 تصويتات
1 إجابة
مرحبًا بك إلى لمحة معرفة، حيث يمكنك طرح الأسئلة وانتظار الإجابة عليها من المستخدمين الآخرين.
...