0 تصويتات
في تصنيف المناهج الدراسية بواسطة (2.1مليون نقاط)

مقالة فلسفية حول الشغل باك 2022. هل يشتغل الإنسان من أجل أن يعيش فقط ؟هل يشتغل الإنسان خوفا من الموت؟  

مقالات مقترحات باك 2022 حول الشغل بكالوريا شعبة آداب و فلسفة 

هل يشتغل الإنسان من أجل أن يعيش فقط

أسئلة حول الشغل 

أقوال الفلاسفة عن الشغل 

مقال جدلية حول الشغل 

مقال استقصاء بالوضع حول الشغل 

مقالات فلسفية بك جاهزة بكالوريا 

مرحباً اعزائي طلاب وطالبات البكالوريا 2022 في موقعنا لمحة معرفة منبع المعلومات والاجابات الصحيحة يسرنا بزيارتكم أن ان نقدم لكم جميع الحلول والاجابات الفلسفة والمقالات المقترحة لهذا العام لكل التخصصات الفلسفة بكالوريا شعبة آداب و فلسفة و لغات اجنبية ورياضيات باك 2022 - 2023 لكل الشعب الجزائري احسن المقالات الفلسفية لجميع المواضيع.. بمنهجية التحليل الأدبي والعلمي للنصوص في الفلسفة كما نقدم لكم الأن..... هل يشتغل الإنسان من أجل أن يعيش فقط

. الاجابة هي كالتالي 

مقالة فلسفية حول الشغل باك 2022

نص السؤال: هل يشتغل الإنسان خوفا من الموت؟ هل الشغل هو عملية إنتاج قيم مادية؟ *هل يشتغل الإنسان من أجل أن يعيش فقط؟ (خاص بشعبة الآداب وفلسفة)

        من أبرز الظواهر المميزة للإنسان الكائن العاقل، الشغل الذي هو مجموع الجهد الفكري و العضلي الهادف إلى إحداث أثر نافع. غير أن القراءة الفلسفية لموضوع العمل قد أفرزت أكثر من أطروحة، ولعل التساؤل عن قيم (أبعاد) العمل يعد من التساؤلات الهامة التي احتلت منزلة كبيرة و أثارت جدلا واسعا بين جمهرة الفلاسفة و المفكرين، فهناك من فسر ظاهرة العمل تفسيرا ماديا صرفا (خالصا) بمعنى أن غاية الإنسان من وراء الشغل تحقيق مختلف الحاجيات البيولوجية و بالتالي تأمين وحفظ البقاء، و لكن هناك من يرفض هذا الطرح و ينفي أن يرد العمل إلى البعد المادي فقط و بالتالي يعلن عن وجود أبعاد أخرى للعمل. وبين هذا وذاك ولرفع التعارض والجدال حق لنا أن نتساءل: هل الشغل هو عملية إنتاج قيم مادية فقط؟ أليس للشغل أبعاد أخرى؟

يعتقد عدد من الفلاسفة و المفكرين أمثال (ميشال فوكو)، (برودون) و (داروين 1809/1882م) أن العمل ضرورة بيولوجية، بمعنى أن الإنسان قد اشتغل من أجل أن يحقق مختلف مطالبه المادية ( الاقتصادية) (أكل، لباس، مأوى،...)، فلولا الحاجيات المعيشية و الاقتصادية لما اهتم الفرد و لا اهتمت الجماعة بالعمل. ومن مسلمات هذا الطرح أن الطبيعة ولأسباب عديدة (حرائق، جفاف، ندرة الثمار...) لم تعد قادرة على توفير كل ما يحتاج إليه الإنسان وفي الوقت الذي يكون هو في أمس الحاجة إلى ذلك، الأمر الذي أدى بالإنسان إلى أن يفكر ويبدع طرقا عملية حتى يرغم الطبيعة على الاستجابة لمطالبه (إن الحاجة أم الاختراع). ولما كانت الطبيعة إذن عاجزة عن إشباع حاجات الإنسان لذلك فهو يشتغل. أي أن إرضاء الحاجات الحيوية هو الذي حرك العمل لدى الإنسان. فتكون الحاجة إلى الغذاء والدفاع عن النفس هي التي دفعت بالإنسان إلى البحث عن الأدوات الضرورية لاقتناء الأغذية ودفع جميع الأخطار التي تهدد حياته.

فالعمل إذن حسب أنصار هذا الموقف أساسه مادي، فالذي حرك و يحرك الإنسان للقيام بمختلف الأعمال هو تأمين الحاجيات المادية، و بالتالي حفظ البقاء و الكينونة. و من الحجج التي اعتمد عليها أنصار هذا الموقف: أن الإنسان منذ أن وجد لم يجد كل شيء جاهز في الطبيعة الأمر الذي دفعه إلى مزاولة مختلف الأعمال. ففي القديم كانت هذه الأعمال بسيطة ( كقطف الثمار، الزراعة ، الصيد، ...) و مع تطور العلم اكتسحت التقنية ميدان العمل. يقول "داروين" في هذا الصدد : "قديما كان العمل بسيطا "قطف الثمار" ثم صار معقدا "العلم و التقنية" و هو يتم عند الإنسان من أجل البقاء". كما أن الإنسان إذا لم يقم بمزاولة مختلف الأعمال لكان مصيره الهلاك و الفناء الحتمي، لأن السماء لا تمطر ذهبا و لا فضة يقول الفيلسوف المعاصر (ميشال فوكو) في هذا الصدد: " أن البشرية قد اشتغلت تحت تهديد فكرة الموت "و يقول في نص آخر " العمل أساسه إنتاج القيم المادية و لولاها ما عمل الإنسان قديما و حاضرا فالمنفعة المحسوسة المتولدة عن العمل هي التي حولته من المجتمع الطبيعي إلى الزراعي و هي التي جعلته يعدد و ينوع أعماله حسب حاجاته في صراعه مع الطبيعة للمحافظة على وجوده" و يعززه ( برودون) بقوله " الفعل الإنساني المسلط على المادة هو ما يميز في نظر عالم الاقتصاد الإنسان عن الحيوان فتعلمنا الشغل إنما هو غايتنا في الأرض"، كما أن الإنسان استطاع بفضل قيامه بمختلف الأعمال أن يسخر الظواهر الطبيعية التي تتميز (بالقساوة و البأس) لصالحه، إذ أنه لو لم يبتكر تقنيا و ينتج صناعيا و زراعيا لكان مصيره الاندثار و الموت، فبواسطة العمل إذن استطاع الإنسان أن يسخر الظواهر الطبيعية لصالحه مع الحيلولة دون وقوعها بما يخلق له ضررا. 

النقد: و لكن على الرغم من كل هذه الجهود التي بذلها أنصار النظرية المادية في تأكيدهم على أن الغاية الأساسية للعمل هي تأمين الحاجيات البيولوجية و حفظ البقاء إلا أن ما يؤاخذ على تصورهم هذا أنهم نظروا إلى العمل نظرة ضيقة و من زاوية واحدة، لهذا طفت إلى السطح عدة اعتراضات و انتقادات أهمها: كيف يتم تفسير مختلف الأعمال التي يقوم بها الثري فرغم قدرته تلبية حاجياته المادية نجده يعمل وبروح متشوقة وهذا دليل أكثر من قاطع على أن العمل يسمو عن الغاية المادية، كما أن هناك عدة أعمال لا يكون الهدف منها حفظ البقاء ومثال ذلك الجندي الذي قد يفقد حياته وهو يؤدي عمله. إذن فحصر العمل في الغاية المادية يؤول إلى تصور حياة الإنسان لا تختلف عن حياة الخنازير حسب "أفلاطون" الذي يوافقه "شيشرون" في قوله: "لا يمكن لشيء نبيل أن يخرج من دكان أو ورشة" لأن الحيوان هو الآخر كائن عامل. فلو اقتصر الشغل على تلبية المطالب الحيوية لسمينا نشاط الحيوان شغلا. لكن، هل يعبر نشاط الحيوان عن المدلول الصحيح للشغل؟ إن المقارنة البسيطة بين نشاط الحيوان الذي يرتبط بالحاجة البيولوجية المحضة، والعمل لدى الإنسان تبين بوضوح أن العمل في مدلوله الصحيح يتجاوز حدود الحاجات الحيوية إلى ما هو أسمى وأرقى. فالحيوان يستهلك مواد طبيعية جاهزة ولا يقوم بتحويلها وصناعتها، في حين أن الإنسان ينتج ما يستهلكه وذلك بتحويل المواد الطبيعية من شكلها الخام إلى بضاعة جاهزة للاستهلاك، ففي الزراعة يقوم الإنسان بتغيير شكل الأرض بحرثها وزرعها وغرسها. وفي الصناعة، يقوم بتحويل المواد الأولية إلى مصنوعات وبضائع.

لهذا يرى عدد آخر من الفلاسفة وعلماء النفس والاجتماع أن للعمل عدة قيم وأبعاد سواء كانت نفسية أو اجتماعية أو أخلاقية أو دينية. فالعمل يحقق للإنسان عدة مكاسب: فمن الناحية النفسية نجد الإنسان العامل يشعر لا محالة بالراحة النفسية والاطمئنان. يقول الفيلسوف "فولتير" في هذا الصدد: "إذا أردت أن لا تنتحر أوجد لنفسك عملا"، كما أن الأطباء النفسانيين يوجهون مرضاهم إلى الحياة العملية لأن العمل يحقق الرغبة النفسية، ويثبت وجود الذات العاقلة المفكرة الحرة، كما أن العمل يبعد عن الإنسان الشر والآفات الاجتماعية ويبرز الجانب الفاضل فيه. فالشخص العامل لا تسول له نفسه التعدي على الغير ونهبهم أو التسول. فالعمل إذن هو تلبية لنداء الواجب على حد تعبير "ايمانويل كانط". فالإنسان يعمل لأن من واجبه أن يعمل وهو ناتج عن أمر قطعي، كما أن العمل ضرورة اجتماعية أو ظاهرة ملازمة للاجتماع البشري على حد تعبير "ابن خلدون" فالفرد لا يعيش منعزلا عن الجماعة ولا يستطيع أن يلبي حاجياته إلا في نطاق المجتمع، فبقاء الإنسان مرهون بسد الحاجات الحيوية الضرورية، والفرد وحده –كما يقول ابن خلدون- لا يستطيع سد حاجاته المختلفة دون الاجتماع مع غيره، لذا كان الاجتماع ضروريا ليتعاون الناس على إنتاج ما يلبي ضروريات العيش، وكان تقسيم الشغل مظهرا لهذا التعاون الذي يجعل المجتمع كالخلية الواحدة يقوم كل واحد بجهد مكمل لجهود الآخرين. ثم إن العمل يعني بالدرجة الأولى أن يعيش الإنسان بعرق جبينه وليس على حساب الآخرين متطفلا على مجهوداتهم. فالإنسان الذي يعمل يفيد بذلك نفسه والآخرين، ولا يستطيع غيره أن يستغني عنه، نظرا للخدمات التي يقدمها للمجتمع. وفي هذا المعنى يقول "ابن خلدون" في مقدمته: "إن الكسب الذي يستفيده البشر إنما هو قيم أعمالهم، ولو قدر لأحد أن يكون عطلا – بطالا – عن العمل لفقد الكسب بالكلية، وعلى قدر عمله وشرفه بين الأعمال وحاجة الناس إليه يكون قدر قيمته، وعلى نسبة ذلك نمو كسبه أو نقصانه". إن قيمة الإنسان إذن، تقاس بقيمة حاجة كل الناس إليه، فمن لا يعمل، وهو قادر على ذلك إنما يظلم المجتمع ويسلب حقوقه، لأنه يستفيد ولا يفيد، ويخدمه الغير بدون مقابل. ثم أن شعور العامل بالتعب والإلزام عندما يشتغل وبضرورة التحمل والصبر يدل على الأقل أن الشغل ليس نشاطا ترفيهيا يستهويه الإنسان بل هو أمر جدي وأبعد ما يكون عن العبث. منه يستمد قيمته الإنسانية والاجتماعية.

وعليه فالعمل هو مفتاح التطور والازدهار. فبقدر ما كانت الأعمال جدية وهادفة بقدر ما كان المجتمع متقدما ومزدهرا وناميا، فالحياة اجتماعية بالضرورة تقتضي تبادل المصالح والأخذ والعطاء وهذا ما يستلزم العمل. لهذا يخص الدين الإسلامي الحنيف الذي يعد بلا جدال أول من رفع من قيمة العمل، بعدما كان في القديم وخصوصا عند اليونانيين والرومانيين وفي الديانتين المسيحية واليهودية رمز الشقاء، بمنزلة كبيرة جاعلا من مقامه مقام العبادة. مصداقا لقوله تعالى: "وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون". وقوله (ص): "إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه". وقول عمر بن الخطاب (رض): "لا يقعدن أحدكم عن طلب الرزق ويقول اللهم ارزقني فإن السماء لا تمطر ذهبا ولا فضة".

النقد: لا شك أن الإنسان يكشف ذاته من خلال الشغل الذي ينجزه من جهة، وأن الشغل يتجاوز حدود الحاجات المادية من جهة أخرى. لكن لا مناص من الإقرار بأن الشغل في الأصل كان مرتبطا بحاجات الإنسان الحيوية، فالإنسان الأول اشتغل حتى يحافظ على حياته، ويحقق قدرا من التكيف مع الوسط الذي يعيش فيه. فلا يمكن إهمال البعد البيولوجي للشغل، فما زال دوره قائما نظرا لأهميته. وما زال الإنسان اليوم بفضل العمل يسد حاجته الضرورية كالأكل والملبس والسكن. كما أن العمل ليس في مطلق الأحوال نشاطا اجتماعيا، فحقيقته أنه نشاط إرادي لا علاقة له بالجماعة، فالتفسير الاجتماعي للعمل يكذبه التاريخ لأنه كان لدى اليونانيين خاص بفئة معينة ولا يليق بالأثيني الشريف بل للأجنبي الوضيع لقول "أرسطو": "العمل اليدوي شيء مخزي لا يكون إلا من نصيب العبيد"، كما أن مسيحية القرون الوسطى جعلته نوعا من العذاب يعانيه المذنب في هذه الحياة تكفيرا عن الخطيئة الأولى، كما أن التفسير الأخلاقي يجعل العمل ذو بعد جاف مثالي ونظري لأن الإنسان جسم وفي حاجة لتلبية رغباته.

إذن ونتيجة للانتقادات السابقة والموجهة لكلا الاتجاهين يمكننا القول بأن العمل باعتباره نشاطا إنسانيا لا يقتصر على مجرد توفير الحاجات الحيوية بصورة آلية بقدر ما هو مجهود واع يختلف عن مجهود الكائنات الأخرى، فالإنسان كائن مفكر، يعي تضاده مع الطبيعة، وهو لا يأخذ من الطبيعة فحسب بوصفها المشبع لحاجاته، بل أنه واع عندما يبذل الجهد بما يتركه ذلك من تأثير فيه، إذ هو يتصور مقدما الغاية التي ينتهي إليها شغله، والكيفية التي يبذل بها هذا الشغل والوسيلة المناسبة، فالإنسان بهذا المعنى يغير قوى الطبيعة ويخضعها لإرادته، فيضفي عليها طابعا إنسانيا خالصا وفي نفس الوقت تتغير طبيعة الإنسان الذي يشتغل. إذن فللعمل عدة أبعاد متكاملة ومتداخلة فهو تلبية للضرورة البيولوجية وحفظ للبقاء. فالذي حرك ويحرك الإنسان هو إشباع الحاجة البيولوجية فالعمل أساسه مادي ومرتبط بالجوانب الجسمية والقيم النفعية، دون إلغاء أو تهميش للجوانب النفسية أو الأخلاقية أو الدينية يقول "فولتير" في هذا الصدد: " إن العمل يبعد عنا القلق والحاجة والرذيلة". إذن فالدافع الأول للعمل هو تحقيق المطالب الاقتصادية (المادية) دون تجاهل للقيم والأبعاد الأخرى باعتبار الشغل واجبا وتلبية لنداء الضمير والمجتمع.

ختاما ومما سبق نستنتج أن العمل ليس ظاهرة مادية بيولوجية صرفة. فالأساس المادي لا يعد حلا متكاملا، لأن الإنسان يسمو بالعمل إلى تلبية نداء الواجب في حد ذاته ونداء الوجود ككل. فمن العمل من قتل صاحبه ليخلده عمله. فالشغل إذن لا يعتبر عنوانا لما هو مادي بيولوجي فقط، بل هو عنوان للحرية وسيطرة الإنسان على الطبيعة ومن ثمة تأسيس النهضة وبناء الحضارة الإنسانية. وبهذا المعنى يعتبر العمل مجهودا عضليا وفكريا يقوم به الإنسان بوعي منه بالغايات والوسائل، في إطار الإلزام الأخلاقي وذلك من أجل تحقيق أمر نافع للفرد والجماعة، فالشغل يسد به الإنسان حاجاته المادية والحيوية، ويحقق وجوده في وسط المجتمع الإنساني بكل قيمه الاجتماعية والأخلاقية والجمالية.

2 إجابة

0 تصويتات
بواسطة (2.1مليون نقاط)
 
أفضل إجابة
مقالة حول الشغل

مقالة حول أبعاد الشغل.

الأسئلة:-هل يشتغل الإنسان من أجل أن يعيش؟-هل المطالب البيولوجية كافية لتفسير حقيقة الشغل؟-هل الشغل إلزام بيولوجي؟-هل الشغل من طبيعة مادية أم بيولوجية؟-يقال"الشغل يبعدنا عن القلق والحاجة والرذيلة" ما رأيك؟-هل يشتغل الإنسان من أجل أن يأكل فقط؟

- المقدمة:تعتبر الرغبة في الحياة المحرّك الأساسي عند جميع الكائنات الحية خاصة الإنسان والحيوان تدفعهم إلى الحركة داخل الوسط الطبيعي بحثا عن عناصر البقاء وفي محاولة للاستفادة منه لكن حركة الإنسا [قصدية, واعية, هادفة] هذه الخصائص مجتمعة تعرف في الفلسفة وعلم الاقتصاد بظاهرة الشغل الذي يحيلنا إلى أبعاده فإذا علمنا أن البعض يربط الشغل بمطالب مادية وبيولوجية فالمشكلة المطروحة: هل حقيقة الشغل ترتبط بالبعد المادي أم تتعداه إلى أبعاد أخرى1

/الرأي الأول (الأطروحة):ترى هذه الأطروحة أن المطالب البيولوجية بصورة خاصة والمادية بصورة عامة هي الأهداف الحقيقية للشغل, فالدافع البيولوجي في نظرهم هو محرّك النشاط الإنساني, تظهر هذه الأطروحة عند الفرنسي "ميشال فوكو" الذي اعتمد على أسلوب الاستقراء التاريخي لتوضيح موقفه فقال{لا تشتغل البشرية إلاّ تحت تهديد فكرة الموت إذ أنّ كلّ مجتمع إذا لم يعثر على ثروات جديدة فهو محكوم عليه بالفناء} وتفسير ذلك أن البشرية مرّت بمرحلتين مرحلة الإنسان جامع الغذاء ومرحلة الإنسان صانع الغذاء وتاريخيا ارتبط ظهور الشغل بوجود بشر كثيرين يقتاتون من ثمار الطبيعة ولم تعد تلك الثمار كافية لتلبية حاجاتهم من الغذاء. ومن الذين نظروا إلى الشغل نظرة مادية فلاسفة اليونان والرومان حيث رأى "شيشرون" أن تفكير العامل يغلب عليهم الطابع الحسّي لأنه يعيش في دائرة ضيقة (إنتاج السلع وبيعها) مما يجعله غير قادر على بناء نظم أخلاقية أو فلسفية وفي هذا المعنى قال {من المتعذَّر انبثاق أي نبالة من دكان أو مشغل} هذه النظرة مستوحاة من فلسفة "أرسطو" الذي حصر الشغل في ثلاثة وظائف [المأكل, الملبس, المسكن] وهو في نظره من اختصاص العبيد لأن هذه الوظائف تحتاج إلى قوى الجسم وترمز إلى التعب والعناء, ومن بين الأنظمة الاقتصادية التي ركزت على البعد المادي الرأسمالية وهذا واضح في تعريفها {الرأسمالية نظام اقتصادي يهدف إلى أكبر قدر من الربح المادي مع أكبر قدر من الحرية}. والشغل عندهم يحقق الرفاهية المادية من خلال توفير الضروريات والكماليات.

نقد(مناقشة):إن النظر إلى الشغل من زاوية مادية يُنزل الإنسان إلى مرتبة الحيوان الذي يبحث عن إشباع غريزته فيتحوّل إلى عبد لها.

/الرأي الثاني(نقيض الأطروحة):الشغل ظاهرة إنسانية, والإنسان كائن عاقل مما يستلزم النظر إلى الشغل نظرة عقلية وربطه بــأبعاد [نفسية, أخلاقية, اجتماعية] وهذا هو موقف كثير من الفلاسفة. فعلى المستوى النفسي أكّدت بحوث علماء النفس أن الشغل وسيلة للقضاء على المشاكل النفسية والبطال أكثر عرضة لخطر الأمراض النفسية والعقلية قال عنه "اليعقوبي" في كتابه [الوجيز في الفلسفة]{الشغل ينزع الإنسان من نفسه ويحرره من الدائرة الذاتية} وأكد العلماء أن الشغل يطوّر القدرات العقلية خاصة الذكاء وصفه"زكي نجيب محمود" قائلا{بمقدار ما يطوّع الإنسان مواد الطبيعة بمقدار ما يكون عنده من ذكاء العقل}. وعلى المستوى الأخلاقي يعتبر الشخص أساس بناء الشخصية ومقياس نضج الإنسان والبطال ينظر إليه الناس نظرة احتقار لتواكله وسلبيته قال"عمر بن الخطاب" (رضي الله عنه) {أرى الرجل فيعجبني فإذا قيل لي لا يشتغل سقط من عيني} وقال "الرسول(صلى الله عليه وسلم)"{أفضل الكسب كسب الرجل من يده}وعلى المستوى الاجتماعي الشغل وسيلة (تعارف, بناء صداقات جديدة, تكافل اجتماعي ...) وبه يتحقق التكامل بين أفراد المجتمع لأن [مطالب الإنسان كثيرة وقدراته محدودة] كما ذهب إلى ذلك "ابن خلدون".

نقد(مناقشة):لاشك أن هذه الأبعاد غاية في الأهمية لكن لا يعني هذا التنكّر للمطالب المادية أو البيولوجية

./التركيب:الشغل ظاهرة تاريخية ارتبط في البداية بتلبية مطالب الإنسان البيولوجية ثم ارتقى بالإنسان من مستوى الغريزة إلى مستوى الوعي وتجسّد ببذلك التلاحم بين العقل والمادة وكما قال "مونييي"{يهدف كل عمل إلى أن يصنع في نفس الوقت إنسانا وشيئا}. وتحوّل الشغل إلى عنوان لتكامل الشخصية, وفي نظر "فريدمان" حقق الشغل توازن الفرد مع المجتمع وأثر بصورة فعالة في صحة الإنسان البدنية والعقلية فالعامل يعي ذاته ويشعر بــحريته وكما قال "سارتر" في كتابه [مواقف]{الشغل أكسب الإنسان السيطرة على الأشياء}

-الخاتمة:وفي الأخير يمكن القول أن الشغل ظاهرة إنسانية قديمة كان عنوانا للعبودية في الفلسفة اليونانية والرومانية وتحوّل تحت تأثير فلاسفة الإسلام والعصر الحديث إلى مصدر للتحرر, طرح الكثير من الإشكالات بهدف التوصل إلى طبيعته وتحديد أهدافه وهذه الإشكالية الأساسية في مقالنا هذا الذي بحثنا من خلاله أبعاد الشغل ومن كل ذلك نستنتج:حقيقة الشغل تكمن في قدرته على إشباع جميع أبعاد شخصية الإنسان
بواسطة
ما الفرق بين العمل و الشغل ؟

في الجملة المذكورة أعلاه، يمكنك أن ترى أن كلمة عمل يستخدم بمعنى العمل الذي تم الانتهاء منه في المساء. والعمل الذي أشار إليه المتكلم قد يكون أي نوع من العمل سواء فيما يتعلق بالأسرة أو بمكان العمل. وثمة فرق مهم آخر بين كلمتين العمل والوظيفة هو أن كلمة العمل يمكن أيضا أن تستخدم كفعل.

هل الشغل يعبر عن ماهية الانسان ؟

طرح المشكلة : إن العمل فاعلية إنسانية إلزامية تهدف لتحقيق اثر نافع مادي ومعنوي فهو الذي يصدر عن هذه الحركة الفاعلية والتي هي خاصية جوهرية لدى جميع الكائنات الحية غير ان الحركة عند الإنسان بالخصوص مصدر إبداع حضاري لأنه لا تصدر عن الجسم فقط كما هي لدى الكائنات الحية غير العاقل بل تصدر عن الجسم والعقل ولهذا يعرفه أوجست ...

هل الشغل ضرورة بيولوجية فقط

لانسان كائن بيولوجي لذلك فهو مضطر للعمل من أجل إشباع حاجاته و من أجل البقاء لأن الطبيعة لم تقدم له كل ما يشبع حاجاته المتنوعة من أكل و شرب و لباس و مأوى( فالحاجة البيولوجية هي الدافع الأساسي للشغل) فلو وجد الانسان كل شيء جاهزا في الطبيعة لما أقدم على العمل و على بذل الجهد لتغيير الطبيعة أو التأثير فيها و الواقع يثبت
0 تصويتات
بواسطة
مقالة فلسفية حول أبعاد الشغل: هل يشتغل الإنسان من أجل أن يعيش ؟

نقد(مناقشة):إن النظر إلى الشغل من زاوية مادية يُنزل الإنسان إلى مرتبة الحيوان الذي يبحث عن إشباع غريزته فيتحوّل إلى عبد لها. الرأي الثاني(نقيض الأطروحة): الشغل ظاهرة إنسانية, والإنسان كائن عاقل مما يستلزم النظر إلى الشغل نظرة عقلية وربطه بــأبعاد [نفسية, أخلاقية, اجتماعية] وهذا هو موقف كثير من الفلاسفة

اسئلة متعلقة

مرحبًا بك إلى لمحة معرفة، حيث يمكنك طرح الأسئلة وانتظار الإجابة عليها من المستخدمين الآخرين.
...