أمثلة على شعر الزهد
الإجابة الصحيحة هي :
فيما يلي بعض الأمثلة والمواقف التي استدعت شعراء الزهد قول بعض الأبيات:
] توجيه النّاس إلى الزُّهد في أمور الدُّنيا الزّائلة وملذّاتها. والتّأكيد على أنّها ليست دار قرار، مِثل قول أبي العتاهية: إنّما الدُّنيا غُرور كُلُّها مِثل لمع الآل في الأرض القِفار الدّعوة إلى التّوبة والاستغفار، ويظهر ذلك فيمن عاشوا جزءاً من حياتهم في المُجون، وأشهرهم أبو نوّاس، وممّا قاله بعد توبته:
[٢] أدعوك ربّي كما أمرت تضرُّعاً فإذا رددت يدي فمن ذا يرحم؟ إرشاد النّاس، وتقديم الموعظة لهم؛ للابتعاد عن الدُّنيا وحوائجها، ويكون ذلك بقِصص القُرآن والسُّنّة النّبويّة، مع سِير الصّحابة والتّابعين، كقول ابن المُبارك:[٢] الصّمت أزين بالفتى من منطق في غير حينه والصّدق أجمل بالفتى في القول عندي من يمينه الاستعانة بالله، والرِّضا بتقسيمه أقدار العِباد، كقول ابن المُبارك:[٢] أرى أُناساً بأدنى الدّين قد قنعوا ولا أراهم رضوا بالعيش بالدُّونِ التحذير والتّنبيه من الموت والآخرة، كقول عمرو بن المغيرة:
[٢] هبْ أنّك قد ملكت الأرض طرّاً ودان لك البلادُ فكان ماذا أليس غداً مصيرك جوف تربٍ ويحثتو الترب هذا ثمّ هذا التّطرُّق للحديث عن الجّنة والنّار، كما قال الورّاق:
[٢] يا غافلاً ترنو بعيني راقد ومشاهداً للأمرغير مشاهد تصل الذنوب الى الذنوب وترتجي درك الجنان بها وفوز العابد حثّ النّاس على الصّبر في أمور الدُّنيا، وما يُرافقها من قِلّة الرِّزق، كقولهم: ولو قدّم أحزم في أمره لعلّمه الصّبر عند البلا أبرز شُعراء الزُّهْد ينقسم شُعراء الزُّهْد إلى قسمين، وذلك بحسب تطرُّق الزُّهد إلى حياتهم، وهما: الشُّعراء الزّاهدون منذ نشأتهم، مثل: عبد الله بن المبارك، ومحمّد بن كناسه، ومحمود الورّاق، والإمام الشّافعي، والخليل بن أحمد، والقسم الثاني فهم الشُّعراء الزّاهدون التّائبون بعد المُجون، يُذكر منهم: أبو العتاهية، وأدام بن عبد العزيز، وأبو نوّاس، ومحمّد بن يسير الرّياشيّ.
[٢] رابعة العَدويّة هي أكثر الشّاعرات الزّاهدات شُهرةً، وتتميّز برِقة مشاعر الحُبّ الإلهيّ، وعُذوبة ألفاظه الذي تنقله إلى أشعارها، فتصف الخالق بأنّه حبيبُها مع دوام مُناجاتها له، وأنّ خاطرها مشغول به دائماً، كما أنّه الوحيد الذي يعلم بما في قلبها، وتؤكّد رابعة من خلال شِعرها أنّ قلبها مُتعلّق بالذّات الإلهيّة، وكان هذا نهجُها في الزُّهد، فهي تتعمّق في محبّة الخالق محبّة ينشأ معها اتّصال روحيّ بالله، فهي وإن جلست في حضرة النّاس، بقي قلبُها مع الله، وقد مهدت رابعة للتجديد في الشعر الصوفيّ، ومن أشعارها:
أحبّكَ حُبّيْن حُبَّ الهَوى وحُبّاً لأنّكَ أهل لِذَاكا فأمّا الذي هو حُبُّ الهَوى فَشُغْلِي بذكركَ عَمَّنْ سِواكا وأمّا الذي أنتَ أهل له فَكشفُك للحُجب حتّى أراكا فلا الحمدُ في ذا وذاكَ لي ولكنْ لكَ الحمدُ في ذا وذاكا أبو العتاهية هو من الشُّعراء الذين تحوّلوا من شِعر الغزل إلى شِعر الزُّهد والتّصوّف؛ لأسباب اجتماعيّة، وشخصيّة، ويذكر أبو سلمة الغنوي أنّه سأل أبو العتاهية عن سبب تحوّله إلى الزُّهد، فأخبره أنّه عندما قال أبياتاً في الغزل، حلُم حُلُماً أشعره أنّ ما يقوم به معصية للخالق، وتاب من حينها عن قول الغزل، وكانت أبياتهُ تلك:
[١١] الله بيني وبين ومولاتي أبدت لي الصّد والملامات منحتها مُهجتي وخالصتي فكان هجرانها مُكافآتي هيمنها حُبّها وصيّرني أُحدوثة في جميع جاراتي