الإنشاء الفلسفي : صيغة السؤال الإشكالي المفتوح
نموذج تطبيقي منهجية الإنشاء الفلسفي : صيغة السؤال الإشكالي المفتوح
مرحباً بكم زوارنا الكرام في موقعنا لمحة معرفة يسرنا بزيارتكم أن نقدم لكم..الإنشاء الفلسفي : صيغة السؤال الإشكالي المفتوح
الإجابة
الإنشاء الفلسفي : صيغة السؤال الإشكالي المفتوح
▪یختلف السؤال المفتوح الإشكالي عن السؤال العادي الیومي، فالسؤال الإشكالي یُبنى من خلال وجود مشكلة یصعب الحسم فيها بدون إخضاعها للفحص و التحلیل والمناقشة واستدعاء مختلف المنظورات والأطروحات... في أفق إیجاد حل ممكن للمشكل المطروح. إذن، فالسؤال الإشكالي المفتوح، سمي إشكاليا لأنه يثير قضية شائكة و ملتبسة، ليس من السهل الإجابة عنها بشكل مباشر سواء بنعم أو لا، لأنه لو أمكن ذلك لما سمي سؤالا إشكاليا. و سمي مفتوحا لأنه إشكالي، غير مقيد بنص أو قولة توجهه، كما أن جوابه ليس واحدا مغلقا، إنه مفتوح على عدة أجوبة أو طرق مختلفة في الإجابة. إن الجواب عن السؤال الفلسفي هو عبارة عن مسار يقطعه المجيب من المقدمة ليصل إلى "نعم" أو "لا" أو إلى أي جواب آخر في الخاتمة.
①- الفهم القبلي للسؤال ( على مستوى المسودة) :
️أولا، فهم أداة الاستفهام
▪من خلال استقراء أسئلة الامتحان الوطني في السنوات العشر الأخيرة في مختلف الشعب و المسالك، يتبين أن أدوات الاستفهام تتوزع بين : هل...؟ - لماذا أو لم...؟ - من، ما...؟ - ؟أيهما...؟ - بأي معنى...؟ - إلى أي حد...؟ و رغم أن السؤال في امتحان الفلسفة يدعى سؤال إشكاليا مفتوحا، إلا أنه يظل مع ذلك "سؤالا" و تظل لأدوات الاستفهام المستخدمة فيه نفس المعاني والمقاصد داخل الفلسفة و خارجها. و يمكن تحديد أهم أدوات الاستفهام و مطلب كل واحد منها، و إمكانيات التعامل مع سؤالها من خلال ما يلي :
✅️" #هل....؟" :
♦️تعريفها : و هي أداة استفهام يراد بها معرفة وقوع أو عدم وقوع النسبة بين شيئين.
♦️مثالها داخل سؤال فلسفي :
#هل_يمكن_تأسيس_الحق_على_القوة_؟
♦️هل يتبنى السائل أطروحة؟ : لا يتبنى طارح السؤال أي موقف من القضية المستفهم عنها، بل هو ينزل نفسه منزلة من لا يعلم، مستفسرا عن ما إذا كان ممكنا تأسيس الحق على القوة.
♦️جوهر المطلوب داخل السؤال : بتبسيط شديد، نفحص في العرض الإجابات المحتملة عن هذا السؤال، و غالبا ما تتحدد في جوابين :
▪نعم، يمكن تأسيس الحق على القوة، لأن...
( الاطروحة المفترضة في التحليل)
▪لا، لا يمكن تأسيس الحق على القوة، لأن...
( الاطروحة المعارضة في المناقشة)
♦️كيفية إنجاز المطلوب : تحليل كل جواب على حدة، بمعنى تفسيره، تقديم الحجج والأمثلة الداعمة له، مع الاستشهاد بموقف فلسفي مدعم له. ثم ننتقل إلى مناقشة هذا الجواب عبر مساءلته و نقده لننتقل إلى الجواب الثاني. مع إمكانية تجاوز كلا الجوابين نحو جواب ثالث جديد أو توفيقي بينهما.
✅️"#لم، #لماذا...؟" :
♦️تعريفها : أداة استفهام يراد بها طلب العلة و المبرر و السبب والجدوى. فقد تكون العلة فاعلة أي السبب الذي أنتج شيئا، أو علة غائية أي الغاية التي من أجل تحقيقها كان الشيء.
♦️مثالها داخل سؤال فلسفي :
لم الدولة ؟
لماذا يعتبر الرأي الرأي عائقا أمام الحقيقة؟
هل يتبنى السائل أطروحة؟ : بخلاف السؤال المبتدئ ب"هل"، فإن طارح السؤال "لماذا"، يتبنى أطروحة ضمنية و يسألنا عن مبرر تبنيها : ففي المثال الأول يقر طارح السؤال بأن الدولة قائمة و لكنه يسألنا عن سبب وجودها و غايتها و أيضا هل وجودها ضروري أم يمكن الاستغناء عنها ؟. أما في المثال الثاني، فطارح السؤال يفترض أن الرأي عائقا أمام الوصول إلى الحقيقة، و يسألنا عن علة كونه يعتبرا عائقا أمامها.
جوهر المطلوب داخل السؤال : أقدم مختلف المبررات و الأسباب التي تبرر علة أو غاية أو ضرورة الشيء المستفهم عنه. بمعنى أقدم مبررات و اسباب اعتبار الرأي عائقا أمام الحقيقة، أو أسباب قيام الدولة..
كيفية إنجاز المطلوب : ينبغي، أولا، تحليل كل مبرر على حدة، بمعنى تفسيره، تقديم الحجج و الأمثلة الداعمة له، ثم الاستشهاد بموقف فلسفي يتبنى نفس المبرر و العلة. ثم مناقشة مدى إمكانية القبول بكل مبرر أو علة، و يستحسن غالبا أن استغل نقدي للمبرر الأول الذي ابتدأت بتحليله، لأنتقل إلى المبرر الثاني. ثم، ينبغي، ثانيا، مساءلة الفرضية الضمنية للسؤال أو النتائج المترتبة عن التسليم بها، كأن أناقش ما إذا كان وجود الدولة أمرا ضروريا لا مفر منه، أم يمكن الاستغناء عنها بأشكال تنظيمية أخرى، أو ما إذا كان الرأي فعلا عائقا أمام الوصول إلى الحقيقة.
"من، ما، ماذا...؟"
تعريفها : "من" يراد بها السؤال عن العاقل، و "ما" السؤال عن غير العاقل، ويطلب بهما التصور والتعريف والخصائص و ماهية الشيء و حقيقته.
مثالها داخل سؤال فلسفي :
من يتكلم عندما أقول أنا ؟
ما دولة الحق ؟
♦️هل يتبنى السائل أطروحة؟ : هذا سؤال مثله مثل "هل"، بمعنى أن صاحبه لا يتبنى أية أطروحة. إنه فقط يفترض وجود شيء ما و يسألنا عن تعريفه أو ماهيته أو طبيعته أو خصائصه.
♦️جوهر المطلوب داخل السؤال : أفحص مختلف الأجوبة الممكنة التي تحدد تعريف الشيء أو ماهيته أو طبيعته أو خصائصه، مثلا في السؤال رقم (1) أحفر عميقا في مفهوم "الأنا" فأجد أن المتكلم قد يكون هو :
▪الذات المفكرة، بمعنى أن... ( التحليل)
▪اللاوعي، ذلك أن...( المناقشة)
▪الثقافة و المجتمع، حيث إن...(المناقشة)
♦️كيفية إنجاز المطلوب : ينبغي عرض التعريفات الممكنة وتحليلها، تقديم الحجج والأمثلة الداعمة لها، مع الاستشهاد بموقف فلسفي يتبنى نفس التعريف أو التصور المحدد للشيء. وغالبا ما تكون مساءلة التعريف الأول (التحليل) نقطة انتقال إلى عرض التعريف الثاني، ثم إن أراد التلميذ إغناء موضوعه يمكن أن ينتقل إلى تعريف ثالث... (المناقشة).
✅"#أي...؟"
♦️تعريفها : أداة استفهام تطلب الاختيار بين إمكانتين أو أكثر. أو تمييز أحد المتشاركين في أمر أو صفة أو حال يعمهما. و تتشابه معها كل أدوات الاستفهام الأخرى إذا تضمنت الجملة حرف "أم".
♦️مثالها داخل سؤال فلسفي :
#أيهما_يحكم_الآخر_النظرية_أم_التجربة_؟
♦️هل يتبنى السائل أطروحة؟ : لا يتبنى طارح السؤال أي أطروحة، لكنه يطلب منا الاختيار بين احتمالين. و هما في مثالنا :
▪النظرية تحكم التجربة، لأن...
(الاطروحة المحتملة أو المفترضة في التحليل)
▪التجربة تحكم النظرية، لأن...
(الاطروحة المعارضة في المناقشة)
♦️جوهر المطلوب داخل السؤال : نفحص كلا الاحتمالين واحدا بعد الآخر، لكي نخلص إلى أكثرهما إقناعا أو وجاهة، أو نخلص إلى إمكانية التوفيق بينهما.
♦️كيفية إنجاز المطلوب : نحلل كل احتمال على حدة، بمعنى يمكنني أن أبدأ بتحليل وتفسير وشرح الجواب الأول مع تقديم الحجج و الأمثلة الداعمة والموضحة له، مع الاستشهاد بموقف فلسفي يتبنى نفس الجواب (التحليل)، ثم بعد ذلك أستغل نقدي و مساءلتي لهذا الجواب لأنتقل إلى عرض الجواب الثاني وتفسيره ودعمه(المناقشة).(التحليل) نقطة انتقال إلى عرض التعريف الثاني، ثم إن أراد التلميذ إغناء موضوعه يمكن أن ينتقل إلى تعريف ثالث... (المناقشة).
تابع قراءة في الأسفل