تحليل نص مفهوم الحداثة أولى باك نص رأي في الحداثة لمحمد عابد الجابري
سنة الأولى علوم تجريبية
تحضير نص رأي في الحداثة لمحمد عابد الجابري للسنة 1 ثانوي بكالوريا
موقعنا التعليمي >>لمحة معرفة << المتميز والمتفوق بمنهجية الشرح وملخصات تحضير وتحليل دروس كتاب الطالب للعام الدراسي الجديد 1445 هـ يسرنا أن نطرح لكم في مقالنا هذا أعزائي الطلاب والطالبات أن نقدم من مقترحات الدروس والنصوص حسب طلباتكم وهو تحليل نص مفهوم الحداثة أولى باك نص رأي في الحداثة لمحمد عابد الجابري
الإجابة هي كالتالي
نصوص المجزوءة الثالثة : مفاهيم
1- الحداثة
نص: رأي في الحداثة لمحمد عابد الجابري
مدخل
1- مفهوم المفهوم
- المفهوم تصور ذهني عام، مادي أو مجرد، لموقف أو قضية أو معطى أو واقع أو أشياء ، ويميز فيه بين صنفين:
صنف يبلور فيه التصور مدركات حسية تجريبية
صنف يبنى فيه التصور عبر شبكة رمزية من المدلولات على أساس التأمل والنظر العقلي والتحليل المنطقي لكائنات معرفية تجريدية.
- من خصائص المفهوم أنه خاضع للبناء (غير جاهز) وإعادة البناء (غير ثابت) وناتج عن عمليات التفاعل المعرفي بين متداوليه ( وليد سياقات معرفية متداخلة ).
2- مفهوم الحداثة
- الحداثة لغة الانخراط في الراهن بكل تمظهراته، واصطلاحا الجدة والأصالة والابتكار والتميز والثورة على القديم والمتهالك والمتجاوز والمتخلف والجاهز.
- ارتبطت في أوربا بالفكر العقلاني المادي والثورة الصناعية وتحرر الأدب والفن من قيود الكلاسيكية وقيمها، وانتهت إلى التجدد المرتبط بالثورة الرقمية الهائلة ومخرجات العولمة، وبتحقيق الفائدة القصوى والمتعة العظمى للفرد في عالم تركيم للإنتاج وتحرير للقيم ( دون اعتبار للأخلاق)
- ارتبطت الحداثة في العالم العربي بمحاولات التكيف مع المتغير الحضاري العالمي ومراعاة التأصيل والخصوصية، فأصبحت موقفا من الحياة يسعى في الغالب إلى ملاحقة التقدم الغربي ومحاكاته دون أن يرقى إلى جوهر الحداثة الذي يعني الإنتاج والإبداع والتجدد والرفاهية والقوة والتميز
سياق النص
النص محاولة من الدكتور محمد عابد الجابري للخوض في جدل عريض يدور في العالم العربي بشكل خاص حول مفهوم الحداثة وخلفياتها الفلسفية وتحققاتها الفعلية وعلاقتها بمنظومة القيم السياسية والاجتماعية والفنية وبماهية الإنسان في عالم رأسمالي يمجد الفرد ويقدسه، ولا يؤمن سوى بقدراته العقلية والمادية المتطورة باستمرار، إنه نوع من الإضافة التي يحاول الجابري ممارستها على مفهوم يبدو منفلتا من قبضة التحديد العلمي الصارم، ومرتبطا بقيود الواقع ورهانات المرحلة التاريخية وصيرورة المنجز الحضاري المتعدد والمختلف. ومن ثم فالنص مجرد رأي للباحث المغربي في الفلسفة والفكر والحضارة، ينبثق من قراءة لتحققات الحداثة في العوالم المتقدمة المشاركة في صناعة المشهد الحضاري العالمي الراهن سواء في أوربا أو أمريكا أو آسيا، وانعكاساتها على تداول الظاهرة وتنزيلها في واقع عربي تسوده أنظمة قروسطية.
ملاحظة النص
يطرح العنوان والملفوظ الأول والأخير في النص إشكال محاصرة مفهوم الحداثة معرفيا الذي يبدو أنه غير ممكن ، طالما أن بنية التصور المرتبط به نسبية ، وتثير الكثير من الجدل في علاقتها بالاختلاف الذي يسم الفكر والواقع لدى مهتمين متعددي المرجعيات والهويات والقناعات، والثابت الوحيد في الحداثات في نظر محمد عابد الجابري كما تحدده النظرة العمودية للنص هو انبناؤها على العقلانية والديموقراطية والحرية والحقوق، وما عدا ذلك فمجرد مواقف وممارسات لاعقلانية ولا علاقة لها بترقية الإنسان ماديا وفكريا واجتماعيا، وهو الهدف الرئيسي للحداثة. ذلك ما سنتحقق منه أثناء تحليلنا للنص.
فهم النص
يطرح النص حزمة من التصورات والقراءات المرتبطة بالحداثة تروم تصحيح بعض الأوهام والمغالطات التي رافقت هذا المفهوم في المتداول العربي فكريا وسياسيا واجتماعيا ، نجملها فيما يلي:
- رفض الكاتب أن تكون الحداثة مفهوما مطلقا جاهزا ومغلقا، وربطه إياها بتحققاتها الواقعية وشروطها التاريخية التي أفرزت حداثات مختلفة في أوربا والصين واليابان والعالم العربي.
- حصر الكاتب مفاصل الحداثة في العقلانية والديموقراطية المتجذرتين القادرتين على استئصال كل مظاهر الاستبداد، وتأصيل حداثة خاصة فاعلة في الحداثة العالمية لا منفعلة فحسب.
- انتقاد الكاتب أصحاب الموقف الفردي الذين يتبنون الحداثة العالمية الجاهزة ، على اعتبار أنه طرح انعزالي فيه الكثير من الجبر والقسر، والتجني على الغير رغم ما يوحي به من اشتعال الهدم وإعادة البناء داخل ثقافة ما ، وتأكيده على أن جوهر الحداثة، ليس التحديث من أجل التحديث، وإنما تحديث الذهنية والمعايير العقلية والوجدانية يتجاوز قيمة الفرد في ذاته ليطال الثقافة العامة.
- رفض الكاتب دعوى من يرفعون شعار الديموقراطية لأجل الحرية الفردية فقط ، ويرفضون العقلانية لأجل القيود التي تفرضها على الحرية ، معتبرا دعواهم مجرد تقليد لتيارات حداثية غربية معزولة، ومؤكدا على أن العقلانية في العلاقات والتصورات والسلوك في الحياة الفردية والجماعية هي سر التقدم الغربي.
- اعتبار الكاتب أن الثورة التكنولوجية والمعلوماتية أخرجت العقلانية الغربية إلى لاعقلانية قوضت خصوصية الإنسان ككائن حر، أويسعى إلى استكمال وجوده الحر، ونقلت العلم والتكنولوجيا من خدمة الإنسان وحريته وحقوقه إلى إنتاج وسائل التدمير والتجسس والمحاصرة والتطويع، والرد الطبيعي سيمون بالتأكيد رفض هذه اللاعقلانية .
- نسف الكاتب لموقف بعض أدعياء الحداثة العرب المتلبسين بالموقف العقلاني الغربي دون مرعاة اختلاف الواقع هنا وهناك، على اعتبار أن اللاعقلانية عند العرب مرتبطة بأشكال التخلف والاستبداد الي تقسم المجتمع إلى قطيع وراعي على شاكلة أنظمة القرون الوسطى ، ومن ثم فهذه اللاعقلانية المختلفة تاريخيا تحتاج أولا إلى العقلانية والديموقراطية التي بدأ بها الغرب الصناعي، بعبارة أخرى إلى نهضة وأنوار ومابعدهما.
تحليل النص
- يتوزع ألفاظ النص حقلان دلاليان رئيسيان هما: حقل الفكر والفلسفة، وحقل التاريخ والسياسة. ويمكن بيان كتلة انتشارهما في النص من خلال الجدول الآتي:
وحقل التاريخ والسياسة حقل الفكر والفلسفة
ظاهرة تاريخية ـ شروط ـ ظروف ـ حدود زمنية ـ خط التطور ـ الصين ـ اليابان ـ أوربا ـ تجربة ياريخية ـ الوضعية الرهنة ـ الديموقراطية ـ الاستبداد ـ النظام ـ الغرب الصناعي ـ الاقتصاد ـ الإدارة ـ مؤسسات الدولة ـ الثورة التكنولوجية والمعلوماتية ـ القرون الوسطى ـ سلوك القطيع ـ عصا الراعي ـ المعاصرة ـ العالمية ـ الحداثة المطلقة ـ النسبية ـ النهضة زالأنوار ـ العقلانية ـ التراث ـ فاعلين ـ منفعلين ـ الأطروحة ـ المشكلة ـ التجربة ـ الفرد والغير ـ الجماعة ـ النقد ـ الإبداع ـ الثقافة ـ الذهنية ـ المعايير العقلية والوجدانية ـ العلم ـ التكنولوجيا ـ القيمة ـ الخصوصية ـ الكينونة ـ السلوك ـ اللاعقلانية ـ العلاقات ـ التصورات ـ الفكر ـ الحرية الفردية ـ الحقوق
وبتأملنا للمواد المعجمية المشكلة للحقلين بشكل متواز ومتساو تقريبا يتضح بجلاء أن الحداثة مفهوم وتجل، له خلفية فكرية وفلسفية تصنع أيقوناته التصورية التي تتكيف بشكل من الأشكال مع السياقات الاجتماعية والسياسية والتاريخية التي تشرط وجودها وتقولبها في قوالب تحافظ على المادة الخام للحداثة المرتبطة بتطوير حياة الإنسان تطويرا عقلانيا نفعيا يقود إلى الاكتمال والقوة والاكتفاء، وتحريرها من كل قيود الوصاية والكبت والانتهاك والتخلف، ولكن بمنطلقات ومسارات ونتائج مختلفة تبعا لطبيعة اللحظة التاريخية وذكاء الاستجابة ومرونتها وخاصية الإبداع والقدرة على التجاوز والتحدي لدى الجماعة والثقافة المعنية.
- يرى الكاتب أن الحداثة من أجل الحداثة لا معنى لها، لأنها بذلك تتحول إلى مجرد شعار، أو قناع شكلى وإجراءات سطحية تزيينية لا عمق لها ولا جذور، وتؤول في النهاية إلى محاولة لسلخ الذات وجلدها واقتلاعها من شروط وجودها دون تأصيل للحرية والإبداع والتنمية والإنتاج، ولذلك يؤكد الجابري على كون الحداثة تجربة تاريخية عميقة تكابدها المجتمعات المدعوة نامية، ولكل مجتمع حداثته وفهمه الخاص للحداثة الذي لا يختلف عن التصور النموذجي لها في العمق ، لأنه يستحضر تاريخيته وجدلية الكوني والخاص في حياة الشعوب، فالحداثة نمط من المعرفة والسلوك يصعب استيعابه وتطبيقه دون فهم الشروط الذاتية لمجتمعات ما زالت تعيش التخلف والتقليد والاستبداد، هكذا تصبح الحداثة في نظر الجابري مشروعا معقدا لا مجرد شعار، أو نمط من الإيديولوجيا المسخرة في صراعات مفتعلة ، أو من أجل السطو على السلطة وتكريس مزيد من التبعية والجمود والتخلف ، مشروعا يضع ضمن أولوياته تثبيت العقلانية والديموقراطية كشرطين أساسيين لقيام أية حداثة، وبهذا تكون الحداثة إنجازا وليست نماذج للاستهلاك والإسقاط كما يحصل عندنا ، ولذلك فشلت حداثتنا، إنها صيرورة طويلة ومعقدة ومسبوقة بالوعي الحداثي العقلاني وببناء ديموقراطية حقيقية ، لا منطلقا علميا وسرا تمتلكه النخبة ، أو كائنا جاهزاماضويا أو مستوردا.
- عمد الكاتب إلى اتباع سيرورة حجاجية من أجل الدفاع عن وجهة نظره ، والرد على معارضيه، ويمكن تتبع مراحل هذه السيرورة من خلال الجدول الآتي :
يتبع في الأسفل