ملخص وجودية الفيلسوف سارتر فلسفة الوجود عند سارتر
فلسفة سارتر
أقوال سارتر حول الوجود
تلاميذ البكالوريا مادة الفلسفة نرحب بكم طلابنا الاعزاء على لمحة معرفةlmaerifas منبع المعلومات والحلول الذي يقدم لكم أفضل المعلومات والحلول الثقافية عن اسالتكم التي تقدمونها ولكم الأن إجابة السؤال ألذي يقول....ملخص وجودية الفيلسوف سارتر فلسفة الوجود عند سارتر
الإجابة هي
وجودية سارتر :
خلاصة فلسفة سارتر في وجوديته أن ثمة نوعين من الوجود :
النوع الأول : وجود الأشياء الخارجية، وأطلق على هذا النوع من الوجود أنه وجود «في ذاته »، والشيء الموجود في الخارج هو موجود في ذاته .
قال: وكلُّ موجود خارجي، أي: في عالم الواقع لا في التصورات الذهنية وخطط الأفكار، هو كائن بالفعل لا بالقوة وله ذاتية مستقلة كاملة، وليس فيه مجال للإمكان، أي: لا يحتمل غير الواقع الذي وجد فيه، فلا يمكن أن يكون خلاف ذلك، إذْ تمثلت فيه ماهيته كاملة .
فألغى سارتر بادعائه نفي الإمكانات، حقيقة كبرى من حقائق هذا الكون الحادث، الخاضع لإمكانات لا حصر لها، والواقع الموجود فيه هو صورة واحدة من الصور الممكنة عقلاً، بدليل أن ما نملك القدرة على التغيير فيه، نجده يتغير وفق الصور الممكنة التي نرسمها له ذهنًا، وبهذا يخترع المخترعون، ويبتكر المبتكرون، ويصنع الصانعون .
النوع الثاني : وجود الأشياء في الشعور، وهو ما يعبر عنه في الفلسفة القديمة «الوجود الذهني ».
وأطلق سارتر على هذا النوع من الوجود عنوان « الموجود لذاته ». أي: إنه موجود في الشعور ليحقق نفسه، ليحقق ذاته فقط، لا ليحقق ماهية خارجه عنه .
قال: وهذا الموجود لذاته هو أقرب إلى « مشروع وجود » منه إلى الوجود المكتمل الثابت، لأنه متغير، قوامه النزوع المستمر نحو المستقبل، والتنصل المستمر من الماضي. فهو موجود له في كل لحظة حالة غير حالة اللحظة السابقة، على خلاف الأشياء المادية ذوات الذاتية الثابتة .
قال: ولما كان «الشعور » بطبيعته غير مستقر، كان محالاً أن تتحدد ماهيته، كما تتحدد ماهيات الأشياء الخارجية. ومن هنا كانت حرية الإنسان هي صميم وجوده الشعوري القلق، فهو حرٌّ لأنه يخلق نفسه بنفسه كل لحظة .
ويرى «سارتر » أن قوله: « إن الإنسان حر » مرادف لقوله: «إن الله غير موجود ». لأن وجود الإنسان لا يخضع لماهية أو طبيعة محددة، بل هو إمكان مستمر على الإنسان أن يحققه، فليس هناك «طبيعة بشرية » فرضت من الأزل، وليس هناك «تعريف » ثابت للإنسان كيف ينبغي أن يكون. بل إن الإنسان يوجد أولاً، ثم يظل يخلق ماهيته، بما يختار لنفسه من شعور، فليس الإنسان إلا ما يختاره لنفسه أن يكون .
والمدقق في هذه الآراء الفلسفية لسارتر يلاحظ أنها تقع وراء دوائر ما تقبله العقول، وما يستقيم مع موازينها، وفي فقرات كشف الزيف الآتية أحاول قدر الإمكان تعريف القارئ، بمنازع ومزالق ادعاءاته غير المعقولة، والتي ألغى فيها من دون أي دليل الأصول والموازين الكبرى التي فطرت عقول الناس على التسليم بها، والتحاكم إليها .
جولة في آراء سارتر التي قدمها في كتبه :
إلا أن هؤلاء المختصين يعترفون بأنهم لم يفهموا كل ما جاء في كتابه هذا، كما أفصح عن هذه الحقيقة «بول فولكييه » في كتابه: « هذه هي الوجودية ».
قال «بول فولكييه » :
« وأفضى البحث سارتر إلى نتائج تتناقض حتى تبلغ درجة المحال، واللامعقول ».
وخالف في ذلك الفلاسفة المؤمنين بالله، ومنهم الفيلسوف «ديكارت » فهذا الفيلسوف يرى أن الله هو الذي متى أراد شيئًا وخلقه كان خيرًا، وأنه لا يمكن أن ينتج عن قراره إلاّ الخير المطلق .
فردّ سارتر بقوله: «إنّ ديكارت بوصفه حرية ألهه المطلقة، لم يقم، إلا بوصف المحتوى الضمني لفكرة الحرية، فأعطى لله ما للناس بخاصة ».
هكذا عكس «سارتر » الحقيقة )، لينسجم مع فكرته الإلحادية، التي أراد أن يضع لها فلسفة، فأعطى الإنسان ما هو لله وحده، تحت شبهة أن الإنسان له في حياته قسط من الحرية، وفق المنحة التي منحه الله إياها .
وخالف « سارتر » برأيه هذا الذي رآه حقًا، أو أراد أن يريه للناس ليضلهم، خالف منطق الواقع والحقيقة .
ولما جعل «سارتر » الإنسان هو الذي يضع مقاييس الحق والخير والجمال، لزمه أن يسقط المسؤولية، أو يقع في التناقض، وذلك لأن المسؤولية إما أن تكون أمام الله، أو أمام المجتمع، أو أمام ضمير ذاتي مثالي يحكم على أعمال الذات .
لكن «سارتر » أنكر الخالق فلا مسؤولية تجاهه. وأنكر أيضًا الضمير الذاتي المثالي، لأن وجوديته تقرر أن الواقع يكون أولاً، ثم تكون الفكرة عنه، لا أن الفكر يكون أولاً بالحكم على ما يمكن أن يكون، ثم يكون الواقع، إذْ هو لا يعترف بشيء من الفرضيات الذهنية السابقة للوجود على أنها ذات تأثير في الوجود. وأما المجتمع فلا دخل له، ما دام الإنسان بمفرده هو الذي يضع مقاييس الحق والخير والجمال .
إذن لم يبق شيء يعتبر الإنسان مسؤولاً عنه في فلسفته الخرافية .
لكن الإنسان هو مع ذلك في نظره مسؤول، فوقع «سارتر » في التناقض المفضوح، فقال:
« نحن لا نعمل ما نريد، ونحن مع ذلك مسؤولون عما نحن كائنون، هذا هو الواقع»
قال «بول فولكييه » :
« وهذا واقع متناقض، محال، لا هو مفهوم، ولا هو معقول ».
لقد وقع «سارتر » برأيه هذا في الجبرية الخرافية، إذْ فر من قضية الإيمان بالخالق وحكمته، وخلقه الإنسان حرًا مكلفًا، ليكون مسؤولاً عن أعماله تجاهه .
ولو أنه آمن بالله حقًا، لأدرك أن الإنسان خُلق مختارًا، ليمتحن في حدود اختياره، ثم ليحاسب ويجازى يوم الدين .
وإذْ زعم «سارتر » أن الإنسان هو الذي يخلق الخير والشر بنفسه، وذلك بحسب أفكاره الخاصة، وأنه ليس لأحد أن يوجه النصح له، قال يخاطب «ماتيور »:
«إنّك تستطيع أن تفعل ما تريد، وليس ثمة من له الحق في توجيه النصح إليك، وليس في نظرك شر وخير إلا إذا خلقتهما ... ».
إذن: فليفعل الإنسان أية جريمة، وليرتكب أي عمل قبيح، وله بعد ذلك أن يعتبر ما فعل خيرًا لا شرّ فيه، وليس من حق أي أحد أن يحاكمه، أو يؤاخذه على ما فعل .
هل يحتاج قول «سارت » هذا إلى تفكير عميق، أو إلى تحليل دقيق، لمعرفة دعوته إلى ارتكاب أية جريمة، وفعل أي شر، دون أن يشعر مرتكب ذلك بأي تأنيب من ضميره ووجدانه؟
إنه يلغي بأقواله المدمرة فكرتي الخير والشر مطلقًا، إذ يجعلهما من خلق الإنسان نفسه.
وظاهر أن كل إنسان يملك وفق هذا التضليل أن يعتبر بحسب مزاجه ومصلحته الخاصة أي أمر قبيح خيرًا، وأي أمر حسن شرًا، في حقن قد يعكس غيره الأمر، لأن مزاجه ومصلحته الخاصة قد تلاءما مع العكس .
إذن: فلا مفهوم للخير يمكن أن يحصل اتفاقٌ عليه، ولا مفهوم للشر يمكن أن يحصل اتفاق عليه .
إذن: فلا شيء اسمه خير أو شر مطلقًا .
هكذا يريد «سارتر ». يريد إبطال الحقائق من جذورها بعبثه الفكري، الذي زعمه مذهبًا فلسفيًا .
فالفرد في رأيه بحاجة إلى الحب في سبيل رفع قيمة ذاته عن طريق الآخر، وفي سبيل رفع قيمة لأنه يوجد إنسان آخر يقدره .
لذلك يرى أن من ينظر إليه بحب فإنه يحاول أن يسلبه عالمه الخاص به، وفي هذا يقول:
« إننا منذ الآونة التي نشعر فيها بأن إنسانًا آخر ينظر إلينا، إنما نشعر أيضًا بأن الآخر يسلبنا عالمنا على نحو من الأنحاء، هذا العالم الذي كنا نمتلكه وحدنا حتى هذه اللحظة »
ويقول :
« إنني ابتداءً من الآونة التي أشعر فيها أن أحدًا ينظر إليّ، أشعر أنني سلبت عن طريق نظر الآخر الموجه إليّ وإلى العالم .
إنّ العلاقة بيننا وبين الآخرين هي التي تخلق شقاءنا » .
ويقول :
« إن الآخرين هم الجحيم » .