ملخص درس الوعي الفلسفي والمعرفة العلمية.
الوعي الفلسفي والمعرفة العلمية
أولاً – معنى الوعي ودلالاته
ثانياً – من الوعي الأسطوري إلى الفلسفة :
ثالثاً – مراحل تطور الوعي الفلسفي : مرت الفلسفة اليونانية في تطورها بثلاث مراحل أساسية :
رابعاً – انحسار التفكير الفلسفي في العصور الوسطى
خامساً الثورة والفلسفة العلمية
مرحباً زوارنا موقع لمحة معرفة يسعدنا أن نقدم لكم أعزائي طلاب وطالبات الوطن العربي من كتاب الطالب حل السؤال شرح درس الوعي الفلسفي والمعرفة العلمية
الإجابة الصحيحة والنموذجية للسؤال هي
الوعي الفلسفي والمعرفة العلمية
أولاً – معنى الوعي ودلالاته :
1- تتنوع معاني الوعي بتنوع دلالاته وتعدد مستوياته ، لذلك لايمكن وضع تعريف جامع مانع للوعي ، لكن ما يتفق عليه الفلاسفة وعلماء النفس أن الوعي خاصة من خصائص العقل .
ويرتبط وجود الوعي بوجود الإنسان العاقل المفكر؛ فالإنسان هو الكائن الوحيد الذي يمتلك وعياً يمكنه من إدراك ذاته .
2- يرى ليبنتز أن الوعي درجة سامية من الإدراك والتصور، تكون فيه الذات واعية ما تدرك أي أنه إدراك واضح يصاحبه شعور بالذات و الالتفات إليه .
3- ولمصطلح الوعي دلالات مختلفة تتعدد بتعدد جوانب الطبيعة البشرية وأهم هذه الدلالات :
أ- الدلالة النفسية (السيكولوجية ) : الوعي السيكولوجي : معرفة الإنسان عواطفه و مشاعره وميوله المختلفة ، وإدراكه الواضح دوافعه التي تحرك سلوكه وتوجّهه .
أما اللاوعي : يعني عند فرويد مجموعة الرغبات والغرائز المكبوتة في أعماق النفس ، و لايمكن معرفتها بشكل مباشر، لكنها تؤثر في سلوكه دون أن يعي بوجودها وتأثيرها.
ب – الدلالة المعرفية : يشير الوعي إلى العلميات العقلية التي يقوم بها الإنسان ، ( كالتفكير والتذكر والتخيل ) ، مع إدراك الإنسان أنه يقوم بهذه العمليات ، لذلك لايمكن إطلاق صفة الوعي على الأطفال ؟ لأنهم غير قادرين على إدراك العمليات العقلية التي تحتاج إلى مرحلة متقدمة من النضج تمكّنهم من التجريد والقدرة على تمييز الذات .
ج – الدلالة العضوية : الوعي من الناحية العضوية يشير إلى قدرة الدماغ على القيام بعملياته العضوية والعصبية والإدراكية ، وإدارة الأجهزة المختلفة وتوجيهها .
ويقابله فقدان الوعي أو ( الغيبوبة ) بسبب حادث خارجي ، أو خلل وظيفي داخلي ، يؤدي إلى توقف الدماغ عن ممارسة عمله ،بشكل كلي أو جزئي .
* وتتغيّر دلالات مفهوم الوعي بتعدد مستوياته ، التي يمكن إجمالها في مستويين هما :
1- الوعي الفردي : وهو مرتبط بالفرد مباشرة ، وتسهم في تكوينه عوامل متعددة منها : خبرة الفرد الشخصية / وطبيعته النفسية / ومستوى تفكيره وتعليمه . فيحكم مثلاً غالباً على المتعلم بأنه أكثر وعياً من الأمي ؟ .
2- الوعي الجمعي : أ- وهو مرتبط بفئة أو طبقة أو جماعة يجمع بينهم نمط اجتماعي أو معيشي أو ثقافي مشترك ، وقد يشمل دولة أو أمة بأكملها .
ب – وينعكس الوعي الجمعي لجماعة ما على قيمها وعاداتها وأخلاقها العامة ، لذلك تختلف القيم من الريف إلى المدينة ، ومن عادات المجتمع العربي إلى عادات المجتمع الأوربي .
تستنتج مما سبق : أن الوعي ارتبط بالمعرفة والسلوك . ويمكن تعريفه :
تعريف الوعي : جملة من التصورات والمعتقدات والآراء التي تعيّن موقف الإنسان من الحياة وتحدد سلوكه .
- ويمكن تصنيف أنماط الوعي حسب المجالات المعرفية التي صنعها تطور العقل ، ومن هذه المجالات ما هو مرتبط بالسلوك : كالوعي الأخلاقي والوعي السياسي والوعي الفني ، ومنها
ما هو مرتبط بالمعرفة النظرية : كالوعي الفلسفي والوعي العلمي .
ثانياً – من الوعي الأسطوري إلى الفلسفة :
1- الوعي الأسطوري : هو الفضاء الفكري والثقافي الذي بلغ قمة تطوره مع بدايات الألف الثالث قبل الميلاد ، والذي أنتجته الهند القديمة وممالك العراق وبلاد الشام ، ومصر القديمة .
وتكون هذا الوعي من الخطوات الأولى لعلم الطبيعة والفلك و الرياضيات من جهة أولى ، ومن الأسطورة من جهة ثانية ، ولم تكن الفلسفة قد ظهرت بعد
2- كانت الأسطورة المحاولة الأولى للفكر الإنساني في تفسير الطبيعة فهي خليط من قصص الآلهة المتعددة والديانات الشعبية والأخلاق والروحانيات وأشكال التأمل الميتا فيزيقي .
3- ومع ازدياد الوعي لدى الشعوب تحول مضمون الأسطورة ليصبح وعياً فلسفياً أكثر منه دينياً ، وقد أسهم في تطوره تقدم العلوم والمعارف ، وقد انعكس هذا الوعي على الشكل التنظيمي الذي أسقطته الأسطورة على الوجود والمجتمع ، وقد حمل إرهاصات فلسفية ظهرت في التفكير والتساؤل عن الوجود والنفس والحياة والموت والخير والشر .
ثالثاً – مراحل تطور الوعي الفلسفي : مرت الفلسفة اليونانية في تطورها بثلاث مراحل أساسية :
أ- المرحلة الأولى : 1- كانت الولادة الحقيقية للفلسفة في بداية القرن السادس قبل الميلاد في اليونان ، وتمتاز بمحاولة تفسير العالم الطبيعي ، بحثاً عن المبدأ الأول للوجود ، وفيها وضعت أسس الفلسفة النظرية ، وقد سُمّيت مرحلة ما قبل سقراط ، وأول فلاسفتها طاليس الذي تساءل عن أصل الوجود فأعاد كل شيء إلى الماء .
2- تبرز أهم سمات الوعي الجديد في النقاط الآتية :
1) يشير سؤال طاليس عن أصل الوجود إلى رغبة العقل في الوصول إلى المعرفة عبر البحث عن العلة الأولى لوجود العالم .
2) يعكس السؤال محاولة العقل البشري رد الكثرة في الموجودات إلى أصل واحد .
3) ظهرت مع هذا السؤال بوادر التفكير العقلي المجرد في أصل العالم بعيداً عن التفكير الأسطوري
4) كشفت إجابة طاليس عن توجه العقل نحو التفكير في الوجود المادي المحسوس الذي مهّد لولادة العلم الطبيعي الذي يأخذ بالعلل والأسباب في تفسير الطبيعة .
3- استمرت المرحلة الأولى حوالي مئتي سنة ، وقد سُمّيت (مرحلة الفلاسفة الطبيعيين ) ؟ لأنهم اهتموا بدراسة الطبيعة للكشف عن النظام الكلّي الذي يحكمها ، كما اهتموا بالمعرفة من أجل المعرفة ، وأدى ذلك إلى تطور علمي الفلك والرياضيات ، فكانت بداية نشأة العلم النظري ، ومن أشهر فلاسفتها فيثاغورس ، وهو أول من عرّف الفلسفة بأنها حبّ الحكمة .
ب – المرحلة الثانية : - وتمتاز باتجاه الفكر نحو منهج الجدل وأصول الأخلاق ، وفيها وضعت بذور الفلسفة العملية . وأهم ممثليها السفسطائية وسقراط .
1) السفسطائية : أ- ظهرت الحركة السفسطائية في القرن الرابع قبل الميلاد ن وقد/ حاولت صرف التفكير من الفلسفة النظرية إلى الفلسفة العملية التي أهملها الفلاسفة الطبيعيون ./ فاهتموا بطرح المشكلات الاجتماعية والأخلاقية والسياسية ، / ورفضوا المناهج العقلية التأملية ، / وحاولوا توجيه المعرفة نحو تحقيق سعادة الفرد ورغباته .
ب - لكن السفسطائية / لم تستطع الوصول إلى السليمة التي يجب أن يتبعها العقل للوصول إلى الحقيقة ، / لذلك شكّكوا في قدرة العقل للوصول إلى الحقيقة ،/ ورفضوا القيم الأخلاقية العامة ،/ وركّزوا على القيم التي تخدم المصالح الفردية الخاصة .
2) سقراط :أ - قام سقراط بالرد على السفسطائيين مؤكداً قدرة العقل على الوصول إلى المعرفة الصحيحة إذا استخدمه الإنسان بشكل صحيح و مناسب ، وحتى يتم ذلك على الإنسان أولاً أن يعرف نفسه ؟ لأنها الأداة التي ستمكنه من معرفة العالم من حوله ، لذلك كان شعاره الفلسفي
( أيها الإنسان اعرف نفسك بنفسك ) ولهذا يوصف سقراط بأنه الفيلسوف الذي أنزل الفلسفة من السماء إلى الأرض ؟ لأنه نقلها من البحث في الطبيعة إلى البحث في الإنسان .
ب – أكد سقراط دور الأخلاق في حياة الإنسان ، وربط سلوكه الأخلاقي بالمعرفة ، فالإنسان
لا يفعل الشر مختاراً ، بل نتيجة جهله بالخير لأن العلم فضيلة والجهل رذيلة .
ج – المرحلة الثالثة : - وهي مرحلة النضوج والاشتغال بالمسائل الفلسفية كلها ، وأهم ممثّليها
1) أفلاطون : 1- تابع أفلاطون مسيرة أستاذه سقراط في الدفاع عن الفلسفة ومحاربة آراء السفسطائيين ،/ وأعاد البحث في الوجود والطبيعة ، /ولم يُغفل التفكير في الإنسان فدرس الطبيعة الإنسانية ، / ووضع أول نظرية في المعرفة ، / ودرس القيم الأساسية التي توجه العقل الإنساني
( الحق والخير والجمال ) ، وعالج الفضائل الأخلاقية للنفس مثل ( العدالة والحكمة والشجاعة )
2- مثل ما اهتم أفلاطون بالفرد ، اهتم أيضا بدراسة العلاقات بين الأفراد ،/ وكان أول مفكر سياسي واجتماعي قام بوضع نظرية في تكوّن المجتمع ونشوء الدولة ، وقدم تصوراً مثالياً عن المدينة الفاضلة في كتابه الشهير ( الجمهورية ) .
2)أرسطو : 1- تابع مسيرة أستاذه في البحث الفلسفي لكنه خالفه في قضايا الوجود والنفس والمعرفة والسياسة مفضلاً الحق على أفلاطون برأيه ، ويعود إلى أرسطو
أقدم تصنيف للعلوم الفلسفية ، حيث قسّمها إلى ثلاثة أقسام هي :
أ- الفلسفة النظرية : وتشمل الفلسفة الطبيعية والرياضيات و الميتا فيزيقا.
ب – الفلسفة العملية : وتمثّل الأخلاق وتدبير المنزل والسياسة .
ج – العلوم الفنية : وهي الخطابة والشعر.
2- كما وضع أول كتاب في الأخلاق سمّاه (الأخلاق إلى نيقوماخوس ) ، وهو مؤسس المنطق الصوري الذي ظل مسيطراً على الفكر حتى بداية عصر النهضة .
سمات الوعي الفلسفي في المرحلة اليونانية :
1- عبّر الوعي الفلسفي عن حركة تنوير وتحرر استهدفت تحرير الإنسان من ضبابية الفكر الأسطوري .
2- ركّز الوعي الفلسفي اليوناني على دور العقل في المعرفة ومقدرته على فهم العالم .
3- احتلّت مقولة الخير مركز الاهتمام الفلسفي اليوناني بوصفها موجهاً أساسياً للمعرفة .
4- أكد الوعي الفلسفي اليوناني النظرة المتفائلة إلى الحياة والتفكير في مستقبل أفضل للبشر .
رابعاً – انحسار التفكير الفلسفي في العصور الوسطى :
1- أدى انتقال الفلسفة إلى الغرب في العصور الوسطى إلى انحسار دور الفلسفة وضمور الوعي الفلسفي المتنوّر؟ بسبب سيطرة الكنيسة على الحياة الفكرية ، فأصبحت الفلسفة نشاطاً لاهوتياً .
2- لقد أصبح التفكير الفلسفي تابعاً للتفكير الديني ولم يعد حراً ، وهذا ما أدى إلى انفصال الوعي الفلسفي عن مشكلات الإنسان والمجتمع .