رينية ديكارت كارت الفرنسي والشك المنهجي
في الحضارة الغربية
. تحليل نص روني ديكارت حول الشك المنهجي
مرحباً زوارنا موقع لمحة معرفة يسعدنا أن نقدم لكم أعزائي طلاب وطالبات الوطن العربي من كتاب الطالب حل السؤال رينية ديكارت كارت الفرنسي والشك المنهجي في الحضارة الغربية
الإجابة الصحيحة والنموذجية للسؤال هي
رينية ديكارت 1596 ـ 1650
? النهضة الاوروبيه ومكانة ديكارت :-
- ولد وعاش فى فرنسا فى فترة النهضة الاوروبيه الحديثة وكان معاصرا للفيلسوف الإنجليزي " بيكون " .
- بدأ ديكارت بحثه الفلسفي عن الحقيقة واليقين عن طريق التأمل العقلي والمبادئ الرياضية . بينما اتبع بيكون منهج الاستقراء والبحث التجريبي .
- يطلق على " ديكارت لقب ( أبو الفلسفة الحديثة ) .
? فرنسيس بيكون وديكارت :-
- إن الجهد العقلي لكلا من بيكون وديكارت من العوامل الحاسمة في نقل العقلية الغربية من عصر سيطرة الخرافات وأساطير رجال الكنيسة , إلى عصر سيطرة العقل الإنساني على الطبيعة بفضل المعارف الجديدة التي اكتسبها الإنسان من استخدام المنهج الاستقرائي التجريبي في دراسة ظواهر الطبيعة الذي ركز بيكون عليه .
- أما ديكارت في فرنسا حاول بتأملاته الفلسفية تحديد ملامح منهج عقلي جديد يتوصل به إلى اليقين .
? معنى المنهج عند ديكارت :
- هو " جملة القواعد المؤكدة , التي إذا ما راعاها ذهن الباحث عصمته من الوقوع في الخطأ ، و تمكن من بلوغ اليقين في جميع معرفته بدون أن يستنفذ قواه في جهود ضائعة
- ويؤكد على أن النموذج الأمثل للمعرفة اليقينية هو المعرفة الرياضية . فالعلم لا يكون يقينا إلا إذا اتخذ صورة المعرفة الرياضية التي تكتسب عن طريق المنهج الرياضي .
- و كان هدف " ديكارت " الوصول إلى اليقين بمنهج عقلي استنباطي محدد , يقوم على أساس أفكار واضحة بالبداهة العقلية أو الحدس يمكن اتخاذها كمقدمات لاستنباطات يقينيه لا شك فيها .
يقوم المنهج عند " ديكارت " على دعامتين هما :
أ- الحدس : رؤية عقلية مباشرة يدرك بها الذهن بعض الحقائق ويسلم بها العقل تسليما .
فالحدس ومضه سريعة للعقل يدرك بها الإنسان الحقائق اليقينية إدراكا مباشرا دون مقدمات أو الحاجة إلى شهادة الحواس .
ب- الاستنباط : هو فعل من أفعال العقل ننتقل فيه من حقائق معينة مسلم بصحتها إلى نتائج تلزم عنها .
( وهاتان الدعامتان فعلان عقليان يمارسهما أي إنسان بالفطرة )
? قواعد المنهج الديكارتى
وضع "ديكارت " لمنهجه أربعة قواعد لكي يضمن بها الوصول إلى اليقين المنشود و هي
1- قاعدة البداهة و الوضوح :
من أهم القواعد وهي تؤكد على الإنسان حين يبحث عن الحقيقة يجب أن يحرر نفسه من كل سلطة إلا سلطة العقل .
فيقول ديكارت " يجب ألا أتلقى شيئا على الإطلاق على أنه حق ما لم يتبين لي بالبداهة أنه كذلك مع تجنب التعجل و عدم التشبث بالآراء القديمة إلا ما يتمثل أمام عقلي في وضوح و تميز يزول معهما كل شك" .
2- قاعدة التحليل :
تفترض أن كل مشكلة ندرسها هي مشكلة مركبة و ذات جوانب متعددة فعلينا ان نبدأ بتقسيمها وتحليلها إلى عناصرها البسيطة حتى يمكن حلها .
فيقول: " أن أقسم كل واحدة من المعضلات التي أبحثها إلى ما استطعت إلى القسمة سبيلا و بمقدار ما تدعو الحاجة إلى حلها على أحسن الوجوه " .
3- قاعدة التأليف :
وهي مكملة للقاعدة السابقة . فيقول : " أن أرتب الأفكار فأبدأ بأبسط الأمور و أيسرها معرفة ثم أتدرج رويدا حتى أصل إلى معرفة أكثرها تعقيدا . وأرفض ترتيب الأمور التي لا يسبق بعضها البعض " .
4- قاعدة الإحصاء و المراجعة :
وتتم فيها مراجعة كل الخطوات السابقة حتى نكون على ثقة من أننا لن نغفل أي عنصر من موضوع البحث .
فيقول : " أن أعمل في جميع الأحوال من الإحصاءات الكاملة و المراجعات الوافية ما يجعلني على ثقة من أنني لم غفل شيئا يتصل بالمشكلة المعروضة للبحث " .
مثال توضيحي : الميكانيكي حين يقوم بإصلاح عطب بسيارة فإن أول ما يفعله يقوم بتفكيك الأجزاء التي يعتقد أنها مصدر العطب ثم يقوم بالنظر في هذه الأجزاء حتى يكتشف الجزء الذي تسبب في العطب ومن ثم يقوم بإصلاحه ثم يقوم بإعادة تركيب هذه الأجزاء بعضها مع بعض مرة أخرى مع مراعاة الدقة ثم يختبر السيارة بعد الإصلاح فإذا رآها تعمل من جديد يكون قد قام بعمله على وجه صحيح " .
? من الشك إلى اليقين
- وضع " ديكارت " منهجه الاستنباطي القائم على عمليتي ( الحدس و الاستنباط ) ووضع قواعد لهداية العقل في طريق البحث العلمي ، و كان هدفه هو الوصول إلى الحقيقة اليقينية التي لا شك فيها .
لذلك أكد في مؤلفاته على أنه : " للفحص عن الحقيقة يحتاج الإنسان مرة في حياته إلى أن يضع الأشياء جميعا موضع الشك بقدر ما في الإمكان ، لأن غالبية ما نعرفه ليس يقينيا تماما ، و إنما أخذناه على علته دون نقد ، و يجب أن نختبر هذه المعارف لكي نؤسسها على اليقين " .
- أوضح أن هذا الشك منهجي مؤقت يهدف إلى اليقين .
فيقول : " لم أكن مقلدا الشكاك الذين لا يشكون إلا لمجرد الشك ، و إنما قصدت إلى التثبيت و إلى تجنب الأرض الرخوة و الرمال المتحركة لكي أجد الصخر الصلب أي اليقين - آمن " ديكارت " بقدرة العقل البشرى في الوصول إلى الحقائق اليقينية إذا ما أحسن استخدام العقل ، و تطهيره من كل العوائق التي قد تحول بينه و بين هذا الهدف المنشود .
- لكي نضع العقل في الطريق الصحيح للبحث عن اليقين ، يجب أن نفرغ كل ما فيه من معرفة سابقة ، و ذلك بأن تشك و لو لمرة واحدة في هذه المعرفة ، لأن بعضها قد يكون صحيحا و بعضها غير صحيح ، و لذلك فمن الأفضل أن نفرغها جميعا خارج الذهن ثم ننتقى ما نراه صحيحا و نعيده إلى الذهن .
- وهذا أشبه بالشخص الذي لديه سلة مملوءة بالتفاح بعضه سليم و بعضه معطوب فلا جدوى من تقليب التفاح و هو داخل السلة لإخراج ما فيه من المعطوب و أفضل طريقة لفرز السليم من المعطوب هو أن نفرغ كل ما في السلة من التفاح ثم ننتقى التفاح السليم و نعيده إلى السلة و تبعد التفاح المعطوب و تكون بذلك على ثقة من أن جميع التفاح الذي وضعته في السلة تفاح سليم .
? مجالات الشك عند ديكارت * (الجانب السلبي )
1- الشك في الحواس :-
أن الحواس خادعة لآن مدركاتها متغيرة ، ومن الحكمة ألا نطمئن كل الاطمئنان إلى من خدعونا ولو مرة واحدة 0
كما أن اليقين المطلوب لن يتحقق إلا إذا طرحنا جانباً الحواس ومدركاتها المتغيرة 0
2- الشك في الحياة الشعورية :-
- يرى البعض أن ما نقوم به من سلوك شعوري مثل القيام والجلوس والمشي وما ندركه بحواسنا الخاصة لا يمكن الشك فيه 0
- ولكن " ديكارت "يرفض ذلك بقوله 0 ومن يدرينا إن ما نراه الآن لم يكن إلا حلماً طويلاً مثل ما نراه في أحلام النوم و نظنه حقيقة . فقد يأتي وقت نستيقظ فيه ونتأكد إنه " وهم وحلم طويل " .
3- الشك في العقل :-
- يرفض ديكارت أيضاً أن يكون اليقين موجوداً في الاستدلالات التي تستمد قوتها اليقينية من بداهة العقل مثل
قولنا 2+3 = 5 وقد رفض ديكارت ذلك بسبب ما يسميه " الشيطان الماكر " 0
- فيعتقد " ديكارت " أن هناك " شيطان ماكر " يضلل عقولنا منذ وجودنا في الحياة 0 وظل يخدعنا ويصور لنا الوهم حقيقة طوال حياتنا 0ولذلك فقد تكون هذه البديهيات العقلية خاطئة بسبب هذا " الشيطان الماكر " .
? الجانب الإيجابي في المنهج الديكارتي
* الانتقال من الشك إلى اليقين *
? اليقين الأول / وجود النفس :-
عندما شك ديكارت في الحواس والحياة الشعورية والعقل وجد نفسه أمام حقيقة لا يمكن الشك فيها 0 وهى أن - هناك وراء عملية الشك ذاتا مفكرة هي التي تفكر وتشك
- فالذي يشكك لابد أن يكون مفكراً 0 - والذي يفكر لابد أن يكون موجودا عندما يفكر 0
لهذا قال عبارته الشهيرة " أنا أفكر إذن أنا موجود " Co gita ergo sum .
وهو ما يسمى بـ " الكوجيتو " الديكارتى وتوصل إلية بالحدس العقلي المباشر0
? اليقين الثاني / وجود الله :-
- أن الإنسان الذي يشك ويفكر يشعر انه كائن ناقص . متناه يأتي به غيره إلى الوجود 0 ثم يفنى ويصبح عدما .
- وشعور الإنسان بالنقض معناه أن لدية فكرة عن الكمال فمن الذي فطر فينا هذه الفكرة ؟
- أن هذه الفكرة جاءت إلينا بواسطة الله الكامل 0لان وجودها في العقل الداخلي للإنسان دليل على وجودها في العالم الخارجي دون أن تكون دليلا على أن الإنسان كاملاً . فالله إذا موجود
- وتوصل ديكارت لليقين بوجود الله عن طريق الاستدلال الرياضي ( العقل ) من اليقين الأول وجود النفس .
? اليقين الثالث / وجود العالم :-
توصيل "ديكارت" لهذا اليقين الثالث بالاستدلال الرياضي " العقل " من اليقين الثاني وجود الله وكماله - فإذا كان الله كاملاً وهو الذي غرس في نفوسنا فكرة الكمال 0
- فهو أيضا صادق لا يكذب وهذا الصدق الإلهي هو الذي يضمن لنا :-
- صحة ويقين العالم الخارجي الذي خلقه الله .
- وهذا الصدق الإلهي هو الذي سيمنع الشيطان الماكر من خداع عقولنا .
- وهو الذي يطمئنا على صحة إدراكنا لهذا العالم وموجوداته الحقيقة