خطبة عيد الأضحى قصيرة 1444 2023
خطبة عيد الأضحى صيد الفوائد
خطبة عيد الأضحى في الجزائر
خطبة عيد الأضحى ملتقى الخطباء
خطبة عيد الأضحى قصيرة مكتوبة
خطبة عيد الأضحى 2023
خطبة عيد الأضحى قصيرة pdf
خطبة عيد الأضحى صيد الفوائد
خطبة عيد الأضحى للعريفي
خطبة عيد الأضحى الأوقاف
أهلاً بكم زوارنا في موقع لمحة معرفة يسرنا بزيارتكم أن نقدم لكم خطبة صلاة عيد الأضحى المبارك مكتوبة ومختصرة
الإجابة هي
خطبة عيد الأضحى. تسع تكبيرات (٩)
الْحَمْدُ لِلَّهِ الْخَلَّاقِ الْعَلِيمِ الكبير المتعال تَفَرَّدَ بِالْجَلَالِ وَالْكَمَالِ، وَتَنَزَّهَ عَنِ النُّظَرَاءِ وَالْأَمْثَالِ،
وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ شهادَة ندَخِرها ليومٍ لاينفعُ فيه مالٌ ولابنون ولا خِلال .
وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صفيّه وخليله خير من حجّ واعتمر ولبّى وصلّى وصام .
اللهم صل عليه وعلى الصحب والآل ومن اقتفى وسلم تسليما كثيرا
ايات التقوى
اما بعد ايها الاحباب:
نعيش اليوم مع يوم جعله الله خير أيام الدنيا قَالَ -عَلَيهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ-: "أَعظَمُ الأَيَّامِ عِندَ اللهِ يَومُ النَّحرِ ثُمَّ يَومُ القَرِّ"[ أحمد )
إنه شعيرة من شعائر الله لها في قلوب المؤمن التقي منزلة تعظيم وتبجيل قال تعالى: ﴿ ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ ﴾
إنه عيدالمسلمين
الذي خصنا به المنان يقول عليه الصلاة والسلام: (يومُ الفِطْرِ، ويومُ النحرِ، وأيامُ التشريقِ، عيدُنا أهلَ الإسلامِ، وهىَ أيامُ أكْلٍ وشُرْبٍ) حديث صحيح
وماسُمِّيَ العيد عيدًا؛ لأنَّه يَعُود كلَّ سنة بفرحٍ مُجدَّد
إن عيد الاضحى المبارك يذكرنابيوم الفداء:
نعم !!
عيد الأضحى يوم التضحية والفِداء، يوم الفرَح والصَّفاء، يوم المكافأة من ربِّ السماء للنبيَّيْن الكريمَيْن إبراهيم وإسماعيل صاحبي الفضل والعَطاء، أراد الأعداءُ بإبراهيم سوءًا، لكنَّ الله لطَمَهم وأبعَدَهم، وجعَلَهم من الأسفَلِين، كما يجعَلُ كلَّ أعداء الدِّين إلى يوم الدِّين؛ ﴿ فَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَسْفَلِينَ ﴾
أمَّا إبراهيم - عليه السلام - فله شأنٌ آخَر، وطريقٌ آخَر، وهدفٌ آخَر؛ ﴿ وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ ﴾
﴿ رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ ﴾ ودعاء المخلصين مسموعٌ ومُجابٌ في التوِّ واللحظة؛ ﴿ فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ ﴾
إبراهيم - عليه السلام - يُمتَحن؛ ليُمنَح، ويُختَبر؛ ليَعلُو، ويُبتَلى؛ ليَسمُو؛ ﴿ فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ ﴾
بدَأ يَمشِي، وهنا أعظَمُ مرحلة الحب من الوالد لولده، لكنَّ الله أرادَ إخلاصَ قلبِه، وتمحيصَ فؤادِه، واصطِفاء نفسه، واجتِباء وجهته؛ ﴿ فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ ﴾
رُؤيَا فيها ذبح الابن؛ طاعةً لله، ويُبلَّغ الابنُ من الوالد ذاتِه
فيردُّ الغُلام بالمستوى نَفسِه من الشَّجاعة والإخلاص، من التضحِيَة والفداء، من الأدب الرفيع، والذَّوق العالي، وتقديم المشيئة؛ لأنَّ الموقف موقف فتنة، ولا ينتصر عليها المرء، ولا يخرج منها المبتلَى إلاَّ بإذن الله، وعون الله، وفضل الله؛ ﴿ قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ)
وجاءَتْ لحظة الحسم؛ ﴿ فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ ﴾ فكان الاستِسلام من النبيَّيْن لأمرِ الله، وكان الحب من الكريمين لطاعة الله بالمستوى نفسه، والأداء ذاته؛ ﴿ أَسْلَمَا ﴾
وهُنا تدخَّلت السَّماء، الله شهد الموقف، وصدَّق عليه، فنادَى وجازَى؛ ﴿ وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ * قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ﴾
امتحانٌ ما أشدَّه! اختِبارٌ ما أصعَبَه! ابتِلاءٌ ما أعظَمَه! ﴿ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ ﴾
لكنَّ إبراهيم عليه السلام اجتازَه بامتِيازٍ مع مراتب الشَّرَف، بتَوفِيق الله له مع مَنازِل الإخلاص، وبعون الله له مع مَقامات اليقين، فكان الفِداء من السَّماء في يوم الفِداء، ﴿ وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ ﴾
ليَعلُو ذِكرُ آل إبراهيم في العالَمين؛ ﴿ وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ * سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ ﴾
ثم خاتم الإيمان لإبراهيم في شَهادة تقديرٍ من ربِّ العالَمين؛ ﴿ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ ﴾
هذا التقديرُ وهذا الاصطِفاء في الدنيا والآخِرة له ولِمَن لا يسفه نفسَه بالرَّغبة في طريقٍ آخَر؛ ﴿ وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ ﴾
ليت الأمَّة تتعلَّم الفداء، فالإسلام تَكاثَرَ عليه الأعداء، تَكالَبتْ عليه الأكَلَة من الأُمَم، حُرِقَ كتابُه واستُهزِئ بنبيِّه، تعطَّلت الحدود، وازداد الصُّدود، سُلِبت المقدَّسات، وانتُهِكت الأعراض، سُفِكت الدماء، واضطُهِد العُلَماء،
أصبَحَ الإسلام غريبًا في وطَنِه، وأمسى الدِّين طريدًا بين أهله، مَن له؟ مَن يَفدِيه؟! مَن يُضَحِّي من أجلِه؟!
ألاَ من إبراهيم جديد في الأمَّة!!!!!!؟
واعلموا رحمكم الله أن اليوم يوم فرحة وسعادة وسرور، أدخلوا الفرحة على أهلكم وأولادكم، ولكن الفرحة لم تكتمل وآلام المسلمين تُدمي القلب في كل مكان، الفرحة تكتمل حين تعلو كلمة الإسلام في كل مكان
اليوم يوم الصلة للأرحام، اليوم صلة الأحياء قبل الأموات؛ فإن الله تبارك وتعالى لعن قاطعي الأرحام، فقال عز من قائل : ﴿ فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمْ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ ﴾
فقاطع الرحم ملعون، لعنه الله في كتابه، وصح عنه أنه قال: «لَما خلق الله الخلق حتى إذا فرغ منهم، قامت الرحم فقالت: هذا مقام العائذ بك من القطيعة، فقال: ألا ترضين أن أصِل من وصلك، وأقطع من قطعك؟ قالت: بلى يا رب، قال: فذلك لك».
ابحث عن قريبك عن رحمك عن جيرانك، وصِلهم جميعًا صِل من قطعك، وأعطِ مَن حرَمك، واعفُ عمَّن ظلَمك، وأحسِن إلى مَن أساء إليك.
يقول النبي: «أفضل الصدقة على ذي الرحم الكاشح»؛ [حديث صحيح رواه الإمام أحمد
اليوم يوم التهنئة والإصلاح بين ذات البين،
فمن أهم مقاصدالعيد إذابة الخلافات بين الناس، وزرع روح المحبة بينهم، ونشر السلام بينهم، والنبي -صلى الله عليه وسلم- يقول:" دب إليكم داء الأمم قبلكم: الحسد والبغضاء، والبغضاء هي الحالقة، لا أقول: تحلق الشعر، ولكن تحلق الدين. والذي نفس محمد بيده، لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أفلا أنبئكم بشيء إذا فعلتموه تحاببتم، أفشوا السلام بينكم" صحيح الترمذي
اليوم يوم البروالاحسان على الأبوين فأحسن إليهما واستشعر أنهما من أعظم نعم الله عليك،وهماطريقك للفوز برضوان الله قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «رِضَا اللَّهِ فِي رِضَا الْوَالِدَيْنِ، وَسَخَطُ اللَّهِ فِي سَخَطِ الْوَالِدَيْنِ»؛ رواه ابن حبان
وقال تعالى وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه ....)
اليوم يوم النحر وتقديم الأضاحي فإنهامِن شَعَائِرِ اللهِ المُعَظَّمَةِالتي شَرَعَهُاتَعَالى لَنَا في هَذَا اليَومِ قَالَ - سُبحَانَهُ -: ﴿ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانحَرْ ﴾.
وَعَن البَرَاءِ - رَضِيَ اللهُ عَنهُ - قَالَ: خَطَبَنَا النَّبيُّ - صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ - يَومَ النَّحرِ فَقَالَ: إِنَّ أَوَّلَ مَا نَبدَأُ بِهِ في يَومِنَا هَذَا أَن نُصَلِّيَ ثُمَّ نَرجِعَ فَنَنحَرَ، فَمَن فَعَلَ ذَلِكَ فَقَد أَصَابَ سُنَّتَنَا... مُتَّفَقٌ عَلَيهِ
فكُلُوا مِن ضَحَايَاكُم وَأَهدُوا وَتَصَدَّقُوا وَادَّخِرُوا، وَاختَارُوا مِنَ الضَّحَايَا أَطيَبَهَا وَأَسمَنَهَا وَأَغلاهَا ثَمَنًا وَأَجمَلَهَا، فَإِنَّ اللهَ - تَعَالى - طَيِّبٌ لا يَقبَلُ إِلاَّ طَيِّبًا، سَمُّوا اللهَ وَكَبِّرُوا، ومَن كَانَ مُحسِنًا لِلذَّبحِ فَلْيُبَاشِرْهُ بِنَفسِهِ، وَمَن كَانَ لا يُحسِنُ فَلْيَحضُرْ ذَبِيحَتَهُ، أَخلِصُوا للهِ وَاطلُبُوا مَا عِندَهُ فَـ﴿ لَن يَنَالَ اللهَ لُحُومُهَا وَلا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقوَى مِنكُم ﴾
بارَك الله لي ولكم في القرآنِ العظيم، ونفعَني وإيّاكم بما فيه من الآياتِ والذِّكر الحكيم،
أقول قولي هذا، وأستَغفر الله العظيمَ الجليلَ لي ولكم ولسائر المسلمين من كلِّ ذنب، فاستغفِروه وتوبوا إليه، إنه هو الغفور الرحيم