خطبة الجمعة عن التفرقة ومخاطرها الأمة الواحدة وخطر التفرق والشتات
خطبة مكتوبة ومؤثرة عن التفرقة والشتات
خطبة جمعة بعنوان
خطبة عن التفرقة بين الأمة الإسلامية والشعوب ملتقى الخطباء
الأمة الواحدة وخطر التفرق والشتات
نرحب بكم زوارنا الكرام في موقعنا لمحة معرفة يسرنا زيارتكم في صفحة موقعنا لمحة معرفة أن نقدم لكم من منابر الخطباء خطبة مكتوبة ومؤثرة وهي خطبة الجمعة مختصرة عن التفرقة بين أمة الإسلام
وهي كالتالي
خطبة جمعة بعنوان
الأمة الواحدة وخطر التفرق والشتات
الخطبة الاولى
الحمدُ لله العزيز الغفور الحليم الشّكور،
يعلم خائنَة الأعين وما تخفي الصّدور،
أحمده وأشكره، وأتوب إليه وأستغفره ...
لا قاطع لمن يصله ،
ولا نافع لمن يخذله ،
يثيب علي العمل القليل ويقبله،
ويحلم علي العاصي فلا يعاجله ..
الملائكة من خشيتِه مشفِقون،
والعباد من عظمته وجلون ،
وكلّ من في السموات والأرض له قانتون ..
يا أيها الإنسـان مهـلاً مالـذي ...
بالله جـل جـلالـه أغـراكـا؟
فاسجـد لمـولاك القديـر فإنمـا ...
لابـد يومـاً تنتـهـي دنيـاكـا
وتكون في يـوم القيامـة ماثـلاً ...
تُجزى بمـا قـد قدمتـه يداكـا
، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، ملك فقهر ، وتأذن بالزيادة لمن شكر ، وتوعد بالعذاب من جحد وكفر ، تفرد بالخلق والتدبير وكل شيء عنده مقدر ،
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صاحب الوجه الأنور ، والجبين الأزهر ، طاهر المظهر والمخبر ، وأنصح من دعا إلى الله وبشر وأنذر ، وأفضل من صلى وزكى وصام وحج واعتمر ، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً مديداً وأكثر . . .
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آل عمران: 102]
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تََسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً) [النساء:1] ؛
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً) [الأحزاب:70-71]،..
أما بعد :
أيها المؤمنون /عباد الله :-
يقول الله تعالى في محكم آياته وهو أصدق القائلين :{وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّـهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا} [آل عمران :103]،
وقال سبحانه: {إِنَّ هَـٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ} [الأنبياء:92]،
وقال سبحانه: {وَإِنَّ هَـٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ} [المؤمنون:52]،
وروى البخاري ومسلم – واللفظ له – من حديث النعمان بن بشير رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
“مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ، وَتَرَاحُمِهِمْ، وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى”...
إخوة الإسلام :
إن من أهداف الدين الإسلامي توحيد الأمة، وتوحيد كلمتها، وتوحيد صفها، وتوحيد تصوراتها، وتأليف القلوب وجمع الشمل على كلمة سواء…
هذا ما أوجبه الإسلام في كثير من الأوامر والنواهي في الذكر الحكيم.
ولذلك كان لفريضة الحج والصوم وحلول أعياد المسلمين الأثر البالغ في نفوس المسلمين لتأكيد هذه القيمة العظيمة في حياتهم وممارستها سلوكاً عملياً في واقعهم , فالصيام في وقت واحد والحج كذلك لا يتمايز في أحد عن أحد ,
ويفرح المسلمون في وقت واحد , والعبادات والطاعات والقربات يشترك فيها المسلمون جميعاً, وهذا لا يوجد إلا في أمة الإسلام , الأمة الواحدة..
و تعالوْا بنا ـ أيها الإخوة المؤمنون ـ نتأملْ صورة المجتمع الإسلامي الأول؛ لنرى كيف بَنَى رسولُ الله صل الله عليه وسلم وحْدَتَهُ الإسلامية وأُخُوَّتَهُ الإيمانية على خُلُق الحب والإيثار...
قال تعالى: (( لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ )) [الحشر:8-10]...
أيها المسلمون:
إننا في حاجة ماسة إلى مفهوم الجسد الواحد، الذي يتألم إذا اشتكى منه عضو، والبنيان الواحد الذي يشد بعضه بعضًا...
فبالدين تتوحد النفوس،
وبالدين تزول الفوارق بين أبناء الوطن الواحد،
وبالدين يتساوى الجميع حتى لا يفخر أحد على أحد،
وبالدين تزول الضغائن ،
وبالدين نستطيع أن نرفع روح التسامح وروح التعايش...
فوحدة المسلمين واجتماعهم كما أنها مطلب ديني وأمر إلهي ، فلها أيضا ثمار وفوائد جمة ، ففي الوحدة يكون الأمن والأمان، وفي الوحدة يكون النصر على العدو الحقيقي الذي نسيناه في زحمة خلافاتنا، وفي الوحدة تعود إلينا قوتنا، وعزتنا، ويشهد التاريخ على قوة المسلمين، وانتصارهم في كافة الميادين وقت وحدتهم،
لو كبرت في جموع الصين مئذنة ***
سمعت في المغرب تهليل المصلين.
إذا اشتكي مسلم في الهند أرَّقني ***
وإن بكى مسلم في الصين أبكاني
ومصر ريحانتي والشام نرجسي ***
وفي الجزيرة تاريخي وعنواني
أرى بُخَارَى بلادي وهي نائية ***
وأستريح إلى ذكرى خُرَاسان
وأينما ذكر اسم الله في بلدٍ ***
عددت ذاك الحمى من صُلْب أوطاني
شريعة الله لَمَّتْ شملنا وَبَنَتْ**
لنا معالم إحسان وإيمان
وإن من أعظم ثمار إحياء قيمة الأمة الواحدة في النفوس, أنها تقضى على أخطر الأمراض التي فتكت بالأمة ومزقتها وهي العصبية والفرقة والاختلاف والتفاخر بالأحساب والأنساب عصبية وجاهلية ,
و العصبية كما قال الأزهري -رحمه الله
هي أن يدعو الرجل إلى نُصْرة عَصَبته والتألُّب معهم على من يناوئهم، ظالمين كانوا أو مظلومين ) (تهذيب اللغة (2/30) ...
وهي كذلك أن يعتقد الإنسان أنه أفضل من غيره بسبب لونه أو جنسه او قبيلته أو نسبه او مذهبه أو مهنته ووظيفته ،
هذه العصبية لم تدخلْ في مجتمعٍ إلا فرَّقته، ولا في عمل صالحٍ إلا أفسدته، ولا في كثيرٍ إلا قللَّته، ولا في قويٍّ إلا أضعفتْه، وما نجحَ الشيطانُ في شيءٍ مثلما نجحَ فيها ...
والله سبحانه وتعالى قد بين أن الناس جميعاً متساوون خلقوا من تراب وقسم بينهم معيشتهم وجعلهم شعوباً وقبائل وجعل شرط التميز التقوى له والقرب منه والإلتزام بشرعه...
قال تعالى ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ "(الحجرات: 13 ) ...
أيها المؤمنون/ عبــاد الله :
بإلإيمان والتقوى يترجح ميزان الإنسان ويرتفع قدره عند الله وما عدا ذلك فلن يغني عنه من الله شيئاً...
لقد وقف صلى الله عليه وسلم يخاطب هذه الأمة في خطبته في حجة الوداع وطلب من الحاضر أن يبلغ الغائب لأن الأمر هام وعظيم فقال : " يا أيها الناس! إن ربكم واحد وإن أباكم واحد، ألا لا فضل لعربي على عجمي، ولا لعجمي على عربي، ولا لأحمر على أسود، ولا لأسود على أحمر إلا بالتقوى، {إن أكرمكم عند الله أتقاكم} ألا هل بلغت؟ قالوا: بلى يا رسول الله! قال: فيبلغ الشاهد الغائب"( رواه البيهقي في الشعب(4/289)، والمنذري في الترغيب والترهيب (3/375)، وصححه الألباني) ...
ولو كان النسب أو الجنس أو المكانة تنفع صاحبها عند الله لكان ابن نوح عليه السلام وهو فلذة كبده وقطعة من فؤاده معه في الجنة ،،،
قال تعالى مبيناً تلك الحال وذلك المآل ( وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا وَلا تَكُنْ مَعَ الْكَافِرِينَ قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنْ الْمَاءِ قَالَ لا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلاَّ مَنْ رَحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنْ الْمُغْرَقِينَ ) (هود 42/43) ...
و قال الأصمعي: بينما أنا أطوف بالبيت ذات ليلة في أيام الحج إذ رأيت شاباً متعلقاً بأستار الكعبة وهو يقول:
يا من يجيب دعا المضطر في الظلم ...
يا كاشف الضر والبلوى مع السقم
قد نام وفدك حول البيت وانتبهـوا ...
وأنت يا حي يـا قيـوم لـم تنـم
أدعوك ربي حزينـاً هائمـاً قلقـاً ...
فارحم بكائي بحق البيت والحـرم
إن كان جودك لا يرجوه ذو سعة ...
فمن يجود على العاصيـن بالكـرم
ثم بكى بكاءاً شديداً و سقط على الأرض مغشياً عليه، فدنوت منه، فإذا هو زين العابدين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين، فرفعت رأسه في حجري وبكيت، فقطرت دمعة من دموعي على خده ففتح عينيه وقال: من هذا الذي يهجم علينا?
قلت: أنا الأصمعي ،سيدي ما هذا البكاء والجزع، وأنت من أهل بيت النبوة، ومعدن الرسالة !!?
فقال: هيهات هيهات يا أصمعي إن الله خلق الجنة لمن أطاعه، ولو كان عبداً حبشياً، وخلق النار لمن عصاه ولو كان حراً قرشياً، أليس الله تعالى يقول: "فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم في جهنم خالدون" المؤمنون (101/ 103)...
وقد حذر صلى الله عليه وسلم من هذا التعالي والتفاخر بالأنساب والأحساب فقال:"إن الله عز وجل قد أذهب عنكم عِبية الجاهلية، والفخر بالآباء، مؤمن تقي وفاجر شقي، الناس بنو آدم، وآدم خلق من تراب، لينتهين أقوامٌ عن فخرهم بآبائهم في الجاهلية، أو ليكونن أهون على الله من الجعلان، التي تَدفع النتن بأنفها"(رواه أبو داود في السنن(4/492) وأحمد في المسند (16/456)، وحسنه الألباني رحمه الله) ...
تابع قراءة الخطبة في اسفل الصفحة على مربع الاجابة