0 تصويتات
في تصنيف اسئله إسلامية بواسطة (2.1مليون نقاط)

خطبة الجمعة عن التفرقة ومخاطرها الأمة الواحدة وخطر التفرق والشتات 

خطبة مكتوبة ومؤثرة عن التفرقة والشتات 

خطبة جمعة بعنوان

خطبة عن التفرقة بين الأمة الإسلامية والشعوب ملتقى الخطباء 

الأمة الواحدة وخطر التفرق والشتات

نرحب بكم زوارنا الكرام في موقعنا لمحة معرفة يسرنا زيارتكم في صفحة موقعنا لمحة معرفة أن نقدم لكم من منابر الخطباء خطبة مكتوبة ومؤثرة وهي خطبة الجمعة مختصرة عن التفرقة بين أمة الإسلام 

وهي كالتالي 

خطبة جمعة بعنوان

الأمة الواحدة وخطر التفرق والشتات

        الخطبة الاولى

الحمدُ لله العزيز الغفور الحليم الشّكور، 

يعلم خائنَة الأعين وما تخفي الصّدور، 

أحمده وأشكره، وأتوب إليه وأستغفره ... 

لا قاطع لمن يصله ،

 ولا نافع لمن يخذله ،

يثيب علي العمل القليل ويقبله،

 ويحلم علي العاصي فلا يعاجله ..   

الملائكة من خشيتِه مشفِقون،

 والعباد من عظمته وجلون ،

وكلّ من في السموات والأرض له قانتون .. 

يا أيها الإنسـان مهـلاً مالـذي ...

               بالله جـل جـلالـه أغـراكـا؟

فاسجـد لمـولاك القديـر فإنمـا ...

              لابـد يومـاً تنتـهـي دنيـاكـا

وتكون في يـوم القيامـة ماثـلاً ... 

            تُجزى بمـا قـد قدمتـه يداكـا

، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، ملك فقهر ، وتأذن بالزيادة لمن شكر ، وتوعد بالعذاب من جحد وكفر ، تفرد بالخلق والتدبير وكل شيء عنده مقدر ، 

وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صاحب الوجه الأنور ، والجبين الأزهر ، طاهر المظهر والمخبر ، وأنصح من دعا إلى الله وبشر وأنذر ، وأفضل من صلى وزكى وصام وحج واعتمر ، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً مديداً وأكثر . . .

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آل عمران: 102] 

(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تََسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً) [النساء:1] ؛

 (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً) [الأحزاب:70-71]،..

 أما بعد :

أيها المؤمنون /عباد الله :-

 يقول الله تعالى في محكم آياته وهو أصدق القائلين :{وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّـهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا} [آل عمران :103]،

وقال سبحانه: {إِنَّ هَـٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ} [الأنبياء:92]،

وقال سبحانه: {وَإِنَّ هَـٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ} [المؤمنون:52]،

وروى البخاري ومسلم – واللفظ له – من حديث النعمان بن بشير رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

“مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ، وَتَرَاحُمِهِمْ، وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى”...

إخوة الإسلام :

    إن من أهداف الدين الإسلامي توحيد الأمة، وتوحيد كلمتها، وتوحيد صفها، وتوحيد تصوراتها، وتأليف القلوب وجمع الشمل على كلمة سواء… 

هذا ما أوجبه الإسلام في كثير من الأوامر والنواهي في الذكر الحكيم.

ولذلك كان لفريضة الحج والصوم وحلول أعياد المسلمين الأثر البالغ في نفوس المسلمين لتأكيد هذه القيمة العظيمة في حياتهم وممارستها سلوكاً عملياً في واقعهم , فالصيام في وقت واحد والحج كذلك لا يتمايز في أحد عن أحد ,

 ويفرح المسلمون في وقت واحد , والعبادات والطاعات والقربات يشترك فيها المسلمون جميعاً, وهذا لا يوجد إلا في أمة الإسلام , الأمة الواحدة..

و تعالوْا بنا ـ أيها الإخوة المؤمنون ـ نتأملْ صورة المجتمع الإسلامي الأول؛ لنرى كيف بَنَى رسولُ الله صل الله عليه وسلم وحْدَتَهُ الإسلامية وأُخُوَّتَهُ الإيمانية على خُلُق الحب والإيثار...

 قال تعالى: (( لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ )) [الحشر:8-10]...

أيها المسلمون: 

  إننا في حاجة ماسة إلى مفهوم الجسد الواحد، الذي يتألم إذا اشتكى منه عضو، والبنيان الواحد الذي يشد بعضه بعضًا...

 فبالدين تتوحد النفوس، 

وبالدين تزول الفوارق بين أبناء الوطن الواحد،

 وبالدين يتساوى الجميع حتى لا يفخر أحد على أحد،

 وبالدين تزول الضغائن ، 

وبالدين نستطيع أن نرفع روح التسامح وروح التعايش...

فوحدة المسلمين واجتماعهم كما أنها مطلب ديني وأمر إلهي ، فلها أيضا ثمار وفوائد جمة ، ففي الوحدة يكون الأمن والأمان، وفي الوحدة يكون النصر على العدو الحقيقي الذي نسيناه في زحمة خلافاتنا، وفي الوحدة تعود إلينا قوتنا، وعزتنا، ويشهد التاريخ على قوة المسلمين، وانتصارهم في كافة الميادين وقت وحدتهم،

لو كبرت في جموع الصين مئذنة ***

           سمعت في المغرب تهليل المصلين.

إذا اشتكي مسلم في الهند أرَّقني ***

           وإن بكى مسلم في الصين أبكاني

ومصر ريحانتي والشام نرجسي *** 

             وفي الجزيرة تاريخي وعنواني

أرى بُخَارَى بلادي وهي نائية ***

               وأستريح إلى ذكرى خُرَاسان

وأينما ذكر اسم الله في بلدٍ *** 

             عددت ذاك الحمى من صُلْب أوطاني

شريعة الله لَمَّتْ شملنا وَبَنَتْ**

                       لنا معالم إحسان وإيمان

وإن من أعظم ثمار إحياء قيمة الأمة الواحدة في النفوس, أنها تقضى على أخطر الأمراض التي فتكت بالأمة ومزقتها وهي العصبية والفرقة والاختلاف والتفاخر بالأحساب والأنساب عصبية وجاهلية ,

و العصبية كما قال الأزهري -رحمه الله

 هي أن يدعو الرجل إلى نُصْرة عَصَبته والتألُّب معهم على من يناوئهم، ظالمين كانوا أو مظلومين ) (تهذيب اللغة (2/30) ...

وهي كذلك أن يعتقد الإنسان أنه أفضل من غيره بسبب لونه أو جنسه او قبيلته أو نسبه او مذهبه أو مهنته ووظيفته ،

 هذه العصبية لم تدخلْ في مجتمعٍ إلا فرَّقته، ولا في عمل صالحٍ إلا أفسدته، ولا في كثيرٍ إلا قللَّته، ولا في قويٍّ إلا أضعفتْه، وما نجحَ الشيطانُ في شيءٍ مثلما نجحَ فيها ...

والله سبحانه وتعالى قد بين أن الناس جميعاً متساوون خلقوا من تراب وقسم بينهم معيشتهم وجعلهم شعوباً وقبائل وجعل شرط التميز التقوى له والقرب منه والإلتزام بشرعه...

 قال تعالى ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ "(الحجرات: 13 ) ...

أيها المؤمنون/ عبــاد الله :

 بإلإيمان والتقوى يترجح ميزان الإنسان ويرتفع قدره عند الله وما عدا ذلك فلن يغني عنه من الله شيئاً...

 لقد وقف صلى الله عليه وسلم يخاطب هذه الأمة في خطبته في حجة الوداع وطلب من الحاضر أن يبلغ الغائب لأن الأمر هام وعظيم فقال : " يا أيها الناس! إن ربكم واحد وإن أباكم واحد، ألا لا فضل لعربي على عجمي، ولا لعجمي على عربي، ولا لأحمر على أسود، ولا لأسود على أحمر إلا بالتقوى، {إن أكرمكم عند الله أتقاكم} ألا هل بلغت؟ قالوا: بلى يا رسول الله! قال: فيبلغ الشاهد الغائب"( رواه البيهقي في الشعب(4/289)، والمنذري في الترغيب والترهيب (3/375)، وصححه الألباني) ...

 ولو كان النسب أو الجنس أو المكانة تنفع صاحبها عند الله لكان ابن نوح عليه السلام وهو فلذة كبده وقطعة من فؤاده معه في الجنة ،،،

قال تعالى مبيناً تلك الحال وذلك المآل ( وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا وَلا تَكُنْ مَعَ الْكَافِرِينَ قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنْ الْمَاءِ قَالَ لا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلاَّ مَنْ رَحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنْ الْمُغْرَقِينَ ) (هود 42/43) ...

 و قال الأصمعي: بينما أنا أطوف بالبيت ذات ليلة في أيام الحج إذ رأيت شاباً متعلقاً بأستار الكعبة وهو يقول:

يا من يجيب دعا المضطر في الظلم ...

          يا كاشف الضر والبلوى مع السقم

قد نام وفدك حول البيت وانتبهـوا ... 

               وأنت يا حي يـا قيـوم لـم تنـم

أدعوك ربي حزينـاً هائمـاً قلقـاً ... 

            فارحم بكائي بحق البيت والحـرم

إن كان جودك لا يرجوه ذو سعة ...

             فمن يجود على العاصيـن بالكـرم

ثم بكى بكاءاً شديداً و سقط على الأرض مغشياً عليه، فدنوت منه، فإذا هو زين العابدين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين، فرفعت رأسه في حجري وبكيت، فقطرت دمعة من دموعي على خده ففتح عينيه وقال: من هذا الذي يهجم علينا? 

قلت: أنا الأصمعي ،سيدي ما هذا البكاء والجزع، وأنت من أهل بيت النبوة، ومعدن الرسالة !!? 

فقال: هيهات هيهات يا أصمعي إن الله خلق الجنة لمن أطاعه، ولو كان عبداً حبشياً، وخلق النار لمن عصاه ولو كان حراً قرشياً، أليس الله تعالى يقول: "فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم في جهنم خالدون" المؤمنون (101/ 103)...

 

وقد حذر صلى الله عليه وسلم من هذا التعالي والتفاخر بالأنساب والأحساب فقال:"إن الله عز وجل قد أذهب عنكم عِبية الجاهلية، والفخر بالآباء، مؤمن تقي وفاجر شقي، الناس بنو آدم، وآدم خلق من تراب، لينتهين أقوامٌ عن فخرهم بآبائهم في الجاهلية، أو ليكونن أهون على الله من الجعلان، التي تَدفع النتن بأنفها"(رواه أبو داود في السنن(4/492) وأحمد في المسند (16/456)، وحسنه الألباني رحمه الله) ...

 تابع قراءة الخطبة في اسفل الصفحة على مربع الاجابة 

2 إجابة

0 تصويتات
بواسطة (2.1مليون نقاط)
 
أفضل إجابة
الأمة الواحدة وخطر التفرق والشتات

يتبع الخطبة الأولى

إنه تحذير نبوي كريم من آثار الجاهلية التي جاء الإسلام ليحطمها، ويقيم عليها البناء الشامخ القوي. إنها أخوة الإسلام التي لا ترقى إليها العصبية، ولا تؤثر فيها الجاهلية. ...

 والله إنك لتجد الرجل يقيم شعائر الدين، ويبكي من خشية الله، ويتصدق وفيه خير كثير، ثم تجده بعد ذلك قدْ ملئ قلبه بالعصبية، للأشخاص والأحزاب والآراء والمذاهب والمناطق والبلاد،

 فلأجلها يحب ومن أجلها يعادي، وفي سبيلها يقاتل ...

 بل إنك لتجد من يعترف أنه على خطأ في قوله وفعله وسلوكه ومع ذلك يتعصب بالحق وبالباطل وينتصر لموقفه ولو خالف جميع الشرائع والقيم ..

ألا يعلم هؤلاء أن رسول صلى الله عليه وسلم قد زجر عن ذلك ونهى فقال: ( ومن دعا بدعوى الجاهلية فهو من جثاء جهنم، قالوا: يا رسول الله! وإن صام وإن صلى؟ قال: وإن صام وإن صلى وزعم أنه مسلم؛ فادعوا المسلمين بأسمائهم بما سماهم الله عز وجل، المسلمين، المؤمنين، عباد الله عز وجل"( رواه الإمام أحمد في المسند (37/543)، وقال شعيب الأرنؤوط: حديث صحيح، وهذا إسناد حسن، والحاكم في المستدرك (1/582).) و(جثاء جهنم) أي: من جماعتها.. ) ...

 

عبـــــاد الله : .

   هذه العصبية دمرت الحياة وقلبت الموازين وغيرت القيم ونشرت الرذائل..

وفريضة الصلاة والحج والصوم ومناسبة أعياد المسلمين تنفث في روع المسلمين التواضع وذم الكبر ،  

فالمؤمنون إخوة لا فرق بينهم إلا بالتقوى ،

والتقوى لا يعلمها إلا الله ،

ومن أدعى من هذه الأمة أن له فضل وحق على الآخرين من حوله بسبب النسب أو المذهب او القبيلة والحزب ففيه شبه من اليهود والنصارى الذين أدعوا هذا الحق كذباً وبهتانا...

ً قال تعالى ( وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ) (المائدة/18) ....

 

عباد الله:

لقد أدى التصدع في بنيان الأمة إلى مشاكل وحروب وصراعات فسفكت الدماء ،

واستطال المسلم في عرض أخيه المسلم ، وحل الظلم وغاب العدل وظهرت العصبيات الطائفية والمذهبية والقومية ، ودمرت الأوطان ، وتوقف المد الحضاري في كثير من بلاد المسلمين ،

ونزح المسلمون من بلادهم ، وأقيمت لهم مخيمات اللاجئين ، وهاجروا شرقاً وغرباً يبحثون عن النجاة والراحة والسلامة ،

فماتوا تحت الهدم والقصف والقتل والمجازر ،

فإن كتب لهم النجاة . وإلا كان الموت غرقاً في البحار أو جوعاً في الفيافي والقفار من هول ما يحدث في بلدانهم من صراعات وحروب ..

فأين نحن من قوله تعالى ( إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أمة وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ)(الأنبياء:92)

ومن قوله سبحانه (وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ)(آل عمران:/103)

 وأين نحن من قوله صلى الله عليه وسلم : ( لزوالُ الدنيا أهون على الله من قتل رجلٍ مسلم) (الترمذي وصححه الألباني في غاية المرام (439).

ويقول عليه الصلاة والسلام: (لو أنّ أهلَ السماء وأهلَ الأرض اشتركوا في دم مؤمن لأكبَّهم الله في النار) (الألباني في صحيح الترغيب (2442)

اللهم ألف على الخير قلوبنا، واجمع ما تفرق من أمرنا

قلت ما سمعتم واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه
0 تصويتات
بواسطة (2.1مليون نقاط)
الخطــبة الثانية

الأمة الواحدة وخطر التفرق والشتات

الحمد لله الواحد الأحد ، الفرد الصمد ،

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، أهل الثناء والمجد ، لا رب لنا سواه ، ولا خالق غيره ، ولا رازق إلا هو ، مستحق للشكر والحمد ،

وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، وصفيه وخليله ، وخيرته من خلقه ، صلوات ربي وسلامه عليه ، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم واقتفى أثرهم . .

 أما بعد :

عباد الله :

إنه يجب على كل مسلم أن يعمل جاهدا على رأب الصدع وجمع الكلمة وإصلاح ذات البين على مستوى الأسرة وبين الجيران والإخوة ، وبين الحاكم والمحكوم وبين مجتمعات المسلمين ودولهم وشعوبهم ،

  ينبغي على كل فرد أن يقوم بواجبه وحسب مركزه وقدراته في المساهمة الجادة في حل قضايا المسلمين ومشكلاتهم ،

والتي يعتبر من أخطرها اليوم التفرق والشتات وزرع العداوت ونشر العصبيات ،

 والتي ما كان لها أن تحدث لولا ضعف إيماننا وصلتنا بربنا وتقصيرنا في واجباتنا ، والركون إلى أعداء الأمة في كثير من شؤون حياتنا ، والتعلق بالدنيا ونسيان الآخرة ،،،

 وقد حان الوقت لأن نقدم لأنفسنا وأمتنا معروف نذكر به عند الله وعند الأجيال بخير ...

فيا أيها السياسيين ويا أيها الحكام ويا قادة الأحزاب والجماعات ويا شيوخ القبائل : ابذلوا المعروف لمجتمعاتكم بصدق ، وساهموا في حفظ الدماء والأعراض والأموال ورأب الصدع وحل الخلاف بمعروف تقدموه بين يدي الله وعمل عظيم يسجل في تاريخ العظماء ..

ويا أيها العلماء : قوموا بالمعروف وعلموا الناس دينهم وعقيدتهم وقولوا كلمة الحق وكونوا ورثة الأنبياء بعملكم الصالح الذي ينفع الله به البلاد والعباد ..

ويا أيها التجار : يا أرباب الأموال .. يا من أنعم الله عليكم .. أمتكم ومجتمعاتكم ينهشها الفقر والجوع والتخلف العلمي والبطالة ، ابذلوا المعروف وقدموا ليوم لا ينفع فيه دينار ولا درهم إلا العمل الصالح ..

ويا أيها الإعلاميون يا أهل الصحافة يا أصحاب القنوات الفضائية : ألا يكفي تفريق الأمة وزعزعت دينها وعقيدتها ووحدتها ..

   ألا يكفي إثارة الأحقاد والضغائن والطائفية والمناطقية وتخدير الأمة وتسفيه أحلامها بما يقدمه الكثير في برامجهم ومقالاتهم ..

 أين معروفكم بتربية الأمة وتثقيفها وتعليمها وتوحيدها والانتصار للحق ومصالح الأمة وثوابتها ..

 ويا أيها الصغار والكبار ..

 يا أيها الرجال ويا أيتها النساء ..

اصنعوا السعادة وقدموا المعروف لمن حولكم وساهموا في صلاح مجتمعاتكم ورقي أمتكم ..

هذا واجب الجميع ..

إننا ومع ذلك كله عندنا أمل وثقة بأن هذه الأمة ستعود إلى رشدها وإلى خيريتها لأنها أمة الإسلام ،

 وقد تعرضت في مسيرة حياتها لمصاعب وآلام وفتن كثيرة كادت أن تؤدي بها ،

لكنها عادت من جديد ..

عادت إلى دينها وأخوة وتآلف أبنائها ..

عادت إلى القيام برسالتها وتحقيق أهدافها العظيمة والتي كفلت السعادة والراحة والأمن والأمان للمسلمين أنفسهم ولمن حولهم من أمم الأرض وشعوبها ...

عباد الله:

إعلموا أنه لا خلاص لنا ولما نحن فيه إلا بالتوبة النصوح من الذنوب والمعاصي ..

 توبة تدفع غضب الله ومقته عنا ،

قال تعالى(وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ ) (الشورى 30) ..

 ويجب أن ندرك جيداً حقيقة الحياة ، وأنها لا تدوم ، وأن بعدها موت وحساب وجنة ونار ،

 فلنجعل أعمالنا صالحة ونياتنا خالصة لله..

و أن نستشعر أن الأخوة والإتحاد وجمع الكلمة دين أمرنا الله بها في كتابه ، شأنها كالصلاة والصيام والحج ،

ولها أهمية عظيمة في حياة الفرد وآخرته ،

 فلا نفرط فيها ..

وعلينا القيام بحقوقها من الحب والتناصح وسلامة الصدر والتعاون ،

 وأن ننبذ العصبية والطائفية والمذهبية والمناطقية بأي شكل وتحت أي مبرر وغير ذلك ..

و يجب أن نستوعب حقيقة بشرية أن التعايش سمة حضارية وحقيقة إنسانية مهما كانت الخلافات ، وأن الأوطان تسع أبنائها جميعاً ، ولن يكون العنف بديلاً عن التفاهم والحوار وحل المشاكل وبناء الأوطان وازدهارها...

 فكيف ونحن مسلمين مأمورين شرعاً بذلك ...

فثقوا بربكم واستبشروا خيراً فإن بعد العسر يسراً وبعد الشدة فرجاً وبعد الضيق سعة ومخرجاً ..

فالمدبر للأمور سبحانه وهو أرحم بالعباد من أنفسهم ،

وما يزال في الأمة خيراً كثيراً في كثير من رجالها ونسائها وحكامها وعلمائها ومفكريها وشبابها ، سيجري الله على أيديهم الخير متى ما صلحت أعمالهم وصدقت نياتهم وما ذلك على الله بعزيز ...

عباد الله :-

    

 جددوا إيمانكم. وحسنوا أخلاقكم. و احفظوا دمائكم. واجتنبوا الفتن وحافظوا على صلاتكم وسائر عباداتكم. وأمروا بالمعروف وانهو عن المنكر. وقولوا كلمة الحق. واعملوا على ازدهار أوطانكم وتطور مجتمعاتكم. وأخلصوا في أعمالكم تفوزوا برضا ربكم ...

اللهم هيئ لنا من أمرنا رشداً ..

 هـــذا ﻭﺻﻠﻮﺍ ﻭﺳﻠﻤﻮﺍ ﺭﺣﻤﻜﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ ﺍﻟﻤﻬﺪﺍﺓ، ﻭﺍﻟﻨﻌﻤﺔ ﺍﻟﻤﺴﺪﺍﺓ ،

 النبي المصطفى والرسول المجتبى ،

 ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻭﺇﻣﺎﻣﻨﺎ ﻭﻗﺪﻭﺗﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ بن عبد المطلب صاحب الحوض والشفاعة.

ﻓﻘﺪ ﺃﻣﺮﻛﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺎﻟﺼﻼ‌ﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼ‌ﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻘﻮﻟﻪ: {ﺇِﻥَّ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻭَﻣَﻼ‌ﺋِﻜَﺘَﻪُ ﻳُﺼَﻠُّﻮﻥَ ﻋَﻠَﻰ ﺍﻟﻨَّﺒِﻲِّ ﻳَﺎ ﺃَﻳُّﻬَﺎ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﺁﻣَﻨُﻮﺍ ﺻَﻠُّﻮﺍ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻭَﺳَﻠِّﻤُﻮﺍ ﺗَﺴْﻠِﻴﻤًﺎ} [ﺍﻷ‌ﺣﺰﺍﺏ: 56].

ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺻﻞِّ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺑﺎﺭﻙ ﻋﻠﻰ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ، صاحب الوجه الأنور والجبين الأزهر،

ﻭﺍﺭﺽَ ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻋﻦ ﺧﻠﻔﺎﺋﻪ ﺍﻟﺮﺍﺷﺪﻳﻦ،

 أبي بكر و عمر و عثمان و علي ، ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ، ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻴﻦ، ﻭﻣﻦ ﺗﺒﻌﻬﻢ ﺑﺈﺣﺴﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﻭﻋﻨﺎ ﻣﻌﻬﻢ ﺑﻤﻨﻚ ﻭﺭﺣﻤﺘﻚ ﻳﺎ ﺃﺭﺣﻢ الراحمين ..

 اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداءك أعداء الدين، واحم حوزة الدين يا رب العالمين..

ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺯﺩﻧﺎ ﻭﻻ‌ ﺗﻨﻘﺼﻨﺎ، ﻭﺃﻛﺮﻣﻨﺎ ﻭﻻ‌ ﺗﻬﻨﺎ، ﻭﺃﻋﻄﻨﺎ ﻭﻻ‌ ﺗﺤﺮﻣﻨﺎ، ﻭﺁﺛﺮﻧﺎ ﻭﻻ‌ ﺗﺆﺛﺮ ﻋﻠﻴﻨﺎ، ﻭﺍﺭﺽ ﻋﻨﺎ ﻭﺃﺭﺿﻨﺎ،

ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺍﺟﻌﻞ ﺯﺍﺩﻧﺎ ﺍﻟﺘﻘﻮﻯ، ﻭﺯﺩﻧﺎ ﺇﻳﻤﺎﻧﺎً ﻭﻳﻘﻴﻨﺎً ﻭﻓِﻘﻬﺎً ﻭﺗﺴﻠﻴﻤﺎً،

اللهم احقن دمائنا واحفظ بلادنا وألف بين قلوبنا ... ومن أرادنا أو أراد بلادنا بسوء أو مكروه فرد كيده في نحره واجعل تدبيره تدميراً عليه ..

 اللهم إنا نعوذ بك من همزات الشياطين وَنعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ ..

 اللهم اغفر ذنوبنا واستر عيوبنا وتولى أمرنا وردنا إلى دينك رداً جميلاً ...

 ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺇﻧﺎ ﻧﺴﺄﻟﻚ ﻣﻮﺟﺒﺎﺕ ﺭﺣﻤﺘﻚ، ﻭﻋﺰﺍﺋﻢ ﻣﻐﻔﺮﺗﻚ، ﻭﺍﻟﺴﻼ‌ﻣﺔ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺇﺛﻢ، ﻭﺍﻟﻐﻨﻴﻤﺔ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺑﺮ، ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺇﻧﺎ ﻧﺴﺄﻟﻚ ﺍﻟﻔﻮﺯ ﺑﺎﻟﺠﻨﺔ ﻭﺍﻟﻨﺠﺎﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ ،

 ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻻ‌ ﺗﺪﻉ ﻟﻨﺎ ﺫﻧﺒﺎً ﺇﻻ‌ ﻏﻔﺮﺗﻪ، ﻭﻻ‌ ﻫﻤﺎً ﺇﻻ‌ ﻓﺮﺟﺘﻪ، ﻭﻻ‌ ﺩﻳﻨﺎً ﺇﻻ‌ ﻗﻀﻴﺘﻪ، ﻭﻻ‌ ﻣﺮﻳﻀﺎً ﺇﻻ‌ ﺷﻔﻴﺘﻪ، ﻭﻻ‌ ﺣﺎﺟﺔً ﺇﻻ‌ ﻗﻀﻴﺘﻬﺎ ﻭﻳﺴّﺮﺗﻬﺎ ﻳﺎ ﺭﺏّ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ،

 

ﺭﺑﻨﺎ ﺁﺗﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺣﺴﻨﺔ ﻭﻓﻲ ﺍﻵ‌ﺧﺮﺓ ﺣﺴﻨﺔ ﻭﻗﻨﺎ ﻋﺬﺍﺏ ﺍﻟﻨﺎﺭ

عبــاد الله:

 إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون

فاذكروا الله العظيم يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون

والحمد لله رب العالمين

اسئلة متعلقة

مرحبًا بك إلى لمحة معرفة، حيث يمكنك طرح الأسئلة وانتظار الإجابة عليها من المستخدمين الآخرين.
...