مجالات اللسانيات التطبيقية pdf، مجالات اللسانيات التطبيقية:
من مجالات اللسانيات التطبيقية
مجالات اللسانيات التطبيقية pdf
كانت البدايات الأولى للسانيات التطبيقية هي الاهتمام بمجال تعليم اللغات، والترجمة، والترجمة الآلية وفيما بعد ظهرت مجالات أخرى نذكر البعض منها:
1- تعليم اللغات:
يعتبر هذا المجال من أهم مجالات اللسانيات التطبيقية إن لم يكن هو أهمها على الإطلاق مما حدا بكثير من علماء اللغة إلى استعمال اصطلاح علم اللغة التطبيقي مرادفا لتعليم اللغات (اللغات الأجنبية على وجه الخصوص) وهذا المجال يعنى بكل ما له صلة بتعليم اللغات من أمور نفسية واجتماعية وتربوية، بما في ذلك الاتجاهات والطرائق المختلفة والوسائل المعينة من إعداد للمدارس والمناهج والمواد التعليمية والإشراف عليها. (30)
ويقول كريستال عن علاقة علم اللغة بتعليم اللغات:" وصلة علم اللغة بهذا الميدان أوضح من أن تدل عليها، إذ يجب أن يكون من البديهيات أن الإنسان لا يستطيع أن يعلم أي لغة دون أن يعرف أولا شيئا ما عن هذه اللغة. (31)
2- الترجمة والترجمة الآلية:
إن تعلم لغة أجنبية تجعلك تطلع على أسرار لغتك عن طريق المقارنة بين لغتك الأصلية واللغة الأجنبية التي اكتسبتها عن طريق التعليم، كما تريك الفعل الحضاري للنقل اللغوي من لغة إلى أخرى وكيف تتوالد الفوارق وتحصل الأعمال الثقافية عن طريق الجسر الواصل بين الثقافات الذي غالبا ما يأتي عن طريق الترجمة الذي هو فعل وحوار حضاري بين لغتين أو ثقافتين.
الترجمة إذا هي حاجة العصر الذي نعيش فيه حيث اتسع مجال الاتصالات بين الشعوب، وتبع هذا تبادل المنافع بينهم عن طريق الترجمة. ومن هنا فإنها منشط ثقافي وفكري هادف استدعاه العصر للتعرف على ما لدى الآخرين وتعريف الآخرين بما عندك. (32)
والترجمة في معناها العام استبدال لغة بلغة للتعبير عن نفس المعاني، وهذا يتطلب إلمام المترجم بمفردات اللغة التي يترجم منها وقواعدها، ولا شك أن هذا أمر على جانب كبير من الصعوبة، ومع ذلك فبعضنا يتعلم لغات أجنبية ويجيدها إجادة تامة، والسبب في ذلك انه تعلم قواعدها وتدرب عليها شيئا فشيئا حتى وصل إلى درجة من الإتقان تقارب إتقانه لغته القومية، وهذا معناه أن الشخص قد استوعب تماما قواعد هذه اللغة حتى تأصلت وتر سخت في المخ بحيث يتكلم بطلاقة دون أن يفكر فيها.
والسؤال هنا: ألا يمكن للآلة أن تقوم بهذا العمل؟
قال العلماء: اجل نستطيع أن نجعل الآلة تفعل ذلك على الرغم مما قد يعترضنا من مشكلات. (33)
فالترجمة الآلية هي تدخل الذكاء الاصطناعي عن طريق مساعدة الحاسوب لأداء فعل الترجمة عن طريق الأنماط اللغوية والمعرفية المخزنة بفعل التراكيب ومصطلحات يسترجعها في مقابل اللغة التي يترجم منها.34
ولكن لم تنجح الآلة في ترجمة النصوص الأدبية نجاحها في ترجمة النصوص لعلمية وذلك لعدة مشكلات من بينها:
• ما يتصل بالمفردات:
- تعدد معنى اللفظ الواحد.
- تعدد الألفاظ التي تعبر عن المعنى الواحد
- ارتباط مفردات اللغة بحضارة الأمة التي تستخدم هذه اللغة.
- صعوبة تحديد المعاني الدقيقة للكلمات التي تدل على المجردات أو العواطف أو المشاعر أو المعتقدات.
• ما يتصل بقواعد اللغة:
فلكل لغة أنظمتها الخاصة في بناء كلماتها وجملها اعقد من حيث قواعدها، وهذه الأنظمة على جانب كبير من التعقيد والتشابك.
3- التحليل التقابلي:
في بداية النصف الثاني من القرن العشرين ظهرت حركة قوية في مجال تعليم اللغات، والتي تؤكد على ضرورة اجراء الدراسات التقابلية بين اللغات للتعرف على ما يجب تقديمه لدارسي اللغات الاجنبية ومن أعلام هذه الحركة روبرت لادو الذي رأى في كتابيه "علم اللغة عبر الثقافات" و"اختبار اللغة" عام 1957 ضرورة أن نبني الاختبارات في اللغات الاجنبية على اساس الدراسات التقابلية بن لغات الدارسين واللغة الاجنبية المدروسة (35)
وتكمن فكرة التحليل التقابلي في أن الصعوبة والسهولة التي تواجه متعلمي اللغة الثانية تكمن في أوجه الاختلاف والتشابه بين اللغة الأولى للمتعلم واللغة المتعلمة (36)
ويهدف التحليل التقابلي إلى ثلاثة أهداف:
أ- فحص أوجه الاختلاف والتشابه بين اللغات.
ب - التنبؤ بالمشكلات التي تنشأ عند تعليم لغة أجنبية ومحاولة تفسير هذه المشكلات.
جـ - الإسهام في تطوير مواد دراسية لتعليم اللغة الأجنبية (37)
ويعتبر التحليل التقابلي الجانب التطبيقي من اللسانيات التقابلية، فالجانب النظري هو العمل على وصف اللغتين المراد دراستهما وإجراء المقابلة بينهما.
4- تحليل الأخطاء error analysis:
في أواخر الستينات وبداية السبعينات ظهر اتجاه مضاد لنظرية التحليل التقابلي، حيث يرى أصحاب هذا الاتجاه أنه من الخطأ الاعتماد على نتائج التحليل التقابلي في التعرف على المشكلات اللغوية التي تواجه دارسي اللغات الأجنبية وذلك لان التحليل التقابلي تنبئي بطبعه وقائم على افتراض خاطئ فمن الانتقادات التي وجهت لهذا الاتجاه أن هناك عوامل أخرى لها تأثير في تعليم اللغات بغض النظر عن أوجه التشابه والاختلاف بين اللغة الأولى واللغة الثانية ، ومن . بين هذه العوامل أسلوب التعليم والدراسة والتعود والنمو اللغوي وطبيعة اللغة المدروسة (38)
قد اهتم علم اللغة بتحليل الأخطاء بوصفها قضية مهمة، لكنه لم يكن يفسرها، إلا أن علم اللغة التطبيقي بدء من سنة 1960 تصور المشكلات اللغوية التي تطرحها الأخطاء، وخاصة في مجال تعليم اللغات، حيث تأتي نواتج جانبية لعملية التعلم ومن ذلك الوقت أصبح يهتم به حتى جعله فرعا مهما من فروعه، وأعطيت الأهمية لتحليل الأخطاء في العملية التعليمية التي يتصور بان طريقة التدريس المثلى التي تكسب العادات اللغوية كفيلة بعدم حدوث أخطاء.
وهكذا يهتم علم اللغة التطبيقي بتلك الأخطاء غير المعتمدة والشائعة والتي تحدث في إنتاج الكلام عند الأفراد وتترك الأخطاء النادرة. (39)
إذ يقول كوردر:" إن أخطاء الدارس مفيدة في أنها تزود الباحث بالدليل على كيفية تعلم اللغة واكتسابها، وعلى الرغم من أن انحسار يعد معيارا مهما لتقدم القدرة اللغوية، فان الهدف الأول من تعلم اللغة الثانية هو إحراز الطلاقة الاتصالية في هذه اللغة (40)
ويتم تحليل الأخطاء بإتباع الخطوات التالية:
- جمع المادة والمعطيات عن طريق الاستبيانات أو اختبارات توجه إلى المتعلمين والمعلمين لمعرفة الصعوبات أو عن طريق الملاحظة العلمية.
- تحديد الأخطاء ووصفه.
- تصنيف الأخطاء
- تفسير الخطأ.
- معالجة الخطأ
5- صناعة المعاجم:
بداية يجدر بنا التفرقة بين علم المفردات أو المعجم وصناعة المعجم.
يهتم علم المفردات أو المعجم الذي هو فرع من علم اللغة النظري باشتقاق الكلمات وأبنيتها ودلالتها المعنوية والإعرابية والتعابير الاصطلاحية والمترادفات وتعدد المعاني، أما الصناعة المعجم فتشمل خطوات أساسية خمس هي :
جمع المعلومات والحقائق واختيار المداخل وترتيبها طبقا لنظام معين وكتابة المواد ثم نشر النتاج النهائي وه\ا النتاج هو المعجم أو القاموس. (41)
وتتنوع المعاجم تنوعا كبيرا وفقا للأهداف التي تسعى إلى تحقيقها ولكن يمكن أن يقال أنها نتقسم إلى قسمين:
• معاجم عامة: لا ترتبط بموضوع خاص مثل المعجم الوسيط ال\ي اخرجه مجمع اللغة العربية بالقاهرة.
• معاجم متخصصة: تقتصر على مجال معين ومنها: المعجم الجغرافي، والمعجم الفلسفي، ومعجم ألفاظ الحضارة.
والمعاجم قد تكون أحادية اللغة كالمعاجم الأنفة الذكر أو ثنائية اللغة كالمعاجم: الانجليزية-العربية أو الفرنسية-العربية....
وفي الآونة الأخيرة أصبح استخدام الحاسب الآلي أو الحاسوب في جمع المادة اللغوية وترتيبها وسيلة حاسمة في فن صناعة المعاجم، حيث اخذ فرع جديد من علم المعاجم يتخلق يطلق عليه مصطلح علم المعاجم الحاسوبي.
6- الاختبارات اللغوية:
المقصود بالاختبار هو تلك العملية التي تستهدف التقدير الموضوعي لكافة المظاهر المرتبطة بالتعلم لقياس المردود عليه. أو فرض يؤدى فرديا أو جماعيا أو فحص منضم أو سلسلة من الفروض تقدم للمرشح بهدف تقويم تعلمه قصد جزائه وهي عملية ملاحظة دقيقة لتحديد حالة تطوره في مراحل مختلفة من تدرج تعلمه بواسطة فروض شفوية أو كتابية. (42)
والاختبارات اللغوية من أهم موضوعات علم اللغة التطبيقي فموضوعه هو تصميم اختبارات اللغة الأصلية كانت أم أجنبية وتطوير الوسائل اللازمة لتحسين هذه الاختبارات من ناحية المحتوى والناحية الفنية والعملية للوصول بها إلى أعلى درجة ممكنة من الصدق validity والثبات reliabily والتمييز وسهولة التطبيق.(46)
• ومن وظائف الاختبارات اللغوية:
- الكشف عن الأسس الجيدة لبناء المناهج
- قياس مدى التقدم الذي حققه كل متدرب
- تشخيص العناصر والعوامل التي ساعدت على حصول التعليم الجيد.
- ضبط أساليب العمل وإعادة تنظيم الجهود في ضوء النتائج المحصل عليها.
- تمكين المشرفين من اتخذت قرارات تربوية بخصوص السير العام لتنفيذ المناهج(44)
7- تصميم المقررات اللغوية العامة:
يتطلب تصميم المقررات اللغوية العامة تحديد الهدف الدقيق من المقرر، فتعلم اللغة العربية لتلاميذ المرحلة الابتدائية يختلف بالضرورة عن تعليم اللغة العربية في برامج محو الأمية، وتحديد الهدف من المقرر اللغوي يؤدي إلى تحديد المحتوى المنشود من الجوانب الخاصة ببنية اللغة والمعجم ويؤدي أيضا إلى تحديد المهارات اللغوية المنشودة، ويؤدي كذلك إلى تحديد الطريقة المناسبة لتنمية هذه المهارات .
ولذلك تتناول البحوث في علم اللغة التطبيقي كل هذه المجالات من حيث تعرف الأهداف وتحديد المحتوى اللغوي، وهذا كله يتم على أساس بحوث ميدانية من اجل تلبية الحاجات الفعلية . (45)
○ خلاصة القول:
اللسانيات التطبيقية ليس تطبيقا لعلم اللغة، وليس له علم نظرية خاصة به، بل هو ميدان تلتقي فيه جميع العلوم التي تعالج اللغة كنشاط إنساني مثل علم اللغة، وعلم النفس، وعلم الاجتماع، وعلم الأعصاب.
وقد نشأ هذا العلم في بادئ الأمر مختصا في مجال الترجمة وتعليم اللغات ، ثم ظهرت بعد ذلك مجالات أخرى منها: اللسانيات النفسية، واللسانيات الاجتماعية، واللسانيات العصبية، وفن صناعة المعاجم، واللسانيات الحاسوبية، علم أمراض الكلام. حتى أصبح بعض هذه المجالات علوما مستقلة بذاتها، كاللسانيات النفسية، واللسانيات الاجتماعية، وعلم تعليم اللغات.
وفي السنوات الأخيرة أدى تطور هذا العلم إلى ظهور مجالات جديدة منها: اللسانيات الأنثروبولوجية، واللسانيات العصبية، اللسانيات العيادية أو الإكلينيكية أو التشريحية. واللسانيات الرياضية.