خطبة عيد الأضحى مختصرة صناعة الابتسامة ملتقى الخطباء، وصيد الفواد خطبة عيد الأضحى المبارك مكتوبة
خطبة عيد الأضحى صناعة الابتسامة
مقدمة بداية خطبة عيد الأضحى وموضوع الخطبة وخاتمة خطبة عيد الأضحى كاملة
خطبة عيد الأضحى المبارك مكتوبة 1443
خطبة عيد الأضحى بعنوان صناعة الابتسامة
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر ،الله أكبر...الله أكبر لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد .. الله أكبر عدد ما ذكره الحاجون وبكوا ، والله أكبر عدد ما طافوا بالبيت الحرام وسعوا، الله أكبر عدد ما زهرت النجوم، وتلاحمت الغيوم الله أكبر عدد ما أمطرت السماء، وعدد ما غسق واقب أو لاح ضياء، الله أكبر عدد خلقه، وزنة عرشه، ومداد كلماته .. له الحمد لله كان بعباده خبيراً بصيراً, وتبارك الذي جعل في السماء بروجاً وجعل فيها سراجاً وقمراً منيراً، وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكوراً ..والصلاة والسلام على من بعثه ربه هادياً ومبشراً ونذيراً وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً, بلّغ الرسالة، وأدّى الأمانة، ونصح الأمة، وجاهد في الله حتى أتاه اليقين, هدى الله به البشرية, وأنار به أفكار الإنسانية، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً. أمَّا بَعــــــْد:
عبـــــــــاد الله : - لقد شرع الإسلام الأعياد والمناسبات ومنها عيد الأضحى الذي يحل اليوم على أمة الإسلام ليفرح الناس وتسعد المجتمعات وجعله نقطة انطلاق لإصلاح العلاقات بينهم بالتسامح والتصافح والعفو ولين الجانب والتزاور وصلة الأرحام وهو فرصة للتبسم وطلاقة الوجه رغم أن هذه الدنيا لا تنتهي مشاكلها ولا تتوقف ابتلاءاتها ومع ذلك يأمرنا الإسلام أن نفرح وندخل السرور على من حولنا .. فالحياة لا تحتاج منا إلى اليأس والحزن والقنوط مهما كانت مشاكلها وفتنها ولكنها تحتاج إلى العمل والصبر والبذل والتفاؤل وراحة النفس وطمأنينة القلب وانشراح الصدر فقد عاش محمد صلى الله عليه وسلم سعيدًا بشوشًا وهو ينام على الحصير ويأكل الخبز والشعير ويركب البغل والبعير، ويواجه مشاكل الدنيا ومكر الأعداء ومع ذلك كان مبتسماً بشوشاً متفائلاً يصنع من المحنة منحة ومن الحزن سعادة ومن اليأس والقنوط الأمل والتفاؤل والفرح والسرور .. بل لم تنطفئ هذه الابتسامة عن محياه الشريف، حتى في آخر لحظات حياته، وهو يودع الدنيا صلى الله عليه وسلم يقول أنس كما في الصحيحين: "بَيْنَمَا المُسْلِمُونَ في صَلاَةِ الفَجْرِ مِنْ يَوْمِ الاثْنَيْنِ وأَبُو بَكْرٍ يُصَلِّي بِهِمْ لَمْ يَفْجَأْهُمْ إلَّا رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وسَلَّمَ قَدْ كَشَفَ سِتْرَ حُجْرَةِ عَائِشَةَ رضي الله عنها فَنَظَرَ إِلَيْهِمْ وَهُمْ صُفُوفٌ فِي الصَّلَاةِ، فَتَبَسَّمَ يَضْحَكُ صلوات ربي وسلامه عليه" .. لذلك ابتسموا وافرحوا للحياة ولمن حولكم رغم ما قد يعانية الفرد من فقر أو مرض أو ضيق فهذه سنة الله في خلقه يبتلي العباد حتى يعودوا إليه ويستقيموا على طاعته .. ابتسموا واصنعوا السعادة لأنفسكم ولمن حولكم وأكسبوا الأجر والثواب من عبادة لا تكلفكم شيئاً قال صلى الله عليه وسلم ( تَبَسُّمُكَ في وجْهِ أخِيك لكَ صدَقةٌ ، و أمرُك بالمعروفِ و نهيُك عن المنكرِ صدقةٌ ، و إِرْشادُك الرجلَ في أرضِ الضَّلالِ لكَ صدَقةٌ ، و إماطَتُك الحجرَ ... فما أكثر ما فرطنا في هذه العبادة وما أكثر ما بخلنا في هذه الصدقة فهي السحر الحلال وهي إعلان الإخاء وعربون الصفاء ورسالة الود وخطاب المحبة تقع على صخرة الحقد فتذيبها ، وتسقط على ركام العداوة فتزيلها ، وتقطع حبل البغضاء ، وتطرد وساوس الشحناء ، وتغسل أدران الضغينة ،و تمسح جراح القطيعة ... فكيف ونحن في يوم عيد ونحتاج فيه إلى أن ندخل الفرح والسرور إلى بيوتنا ومجتمعاتنا وأوطاننا بعمل صالح وأخوة وتآلف وتراحم فيما بيننا وعفو وتسامح وتعاون وخضوع للحق ورجوع عن الخطأ وتفاؤل بالمستقبل فما بعد العسر إلا يسرا وما بعد الشدة إلا فرجا وما بعد الضيق إلا سعة ومخرجاً وأن بعد الليل فجر ساطع ولربما تحولت المحن والشدائد إلى منح وعطايا يتفضل بها الله على عباده. .
أيها المسلمون /عبـاد الله : - ما أحوجنا إلى تبسم الأخ في وجه أخيه والجار في وجه جاره في العيد وفي غيره في زمن طغت فيه المادة والأنانية وقلت فيه الألفة وكثرت فيه الصراعات وما أحوجنا إلى تبسم الرجل في وجه زوجته والزوجة في وجه زوجها في زمن كثرة فيه المشاكل الإجتماعية فما أحوجنا إلى الإبتسامة الصادقة من ذلك الموظف الذي يقوم برعاية الناس وخدمتهم من غير خداع أو كذب أو تزوير، أو وعيد أو تهديد فتحبه قلوبهم وتلهج بالثناء الحسن والدعاء له ألسنتهم ... و ما أحوجنا إلى الإبتسامة من ذلك التاجر فيكسب القلوب وتحل عليه البركة ويكثر رزقه وتدركه رحمة ربه فقد روى البخاري دعاء النبي صلى الله عليه وسلم بالرحمة حيث قال:" رحم الله عبدا سمحا إذا باع سمحا إذا اشترى سمحا إذا قضى سمحا إذا اقتضى ).. وفى رواية بشره بالمغفرة حيث يقول صلى الله عليه وسلم :" غفر الله لرجل ممن كان قبلكم كان سهلا إذا باع سهلا إذا اشترى سهلا إذا اقتضى ) (صحيح الجامع 4162) ... إن اللين والتسامح وطيب النفس وطلاقة الوجه وقد وصف الله سبحانه رسوله صل الله عليه وسلم بهذ الصفات وجعلها سبباً لجمع القلوب وحبها له قال تعالى ( فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ) (آل عمران 159) .. ابتسموا وأدخلوا الفرح والسرور على من حولكم بمعروف تقدموه بين يدي الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أفضل العمل إدخال السرور على المؤمن تقضي عنه ديناً تقضي له حاجة تنفس له كربة". صحيح الجامع (5773) .. ويقول صل الله عليه وسلم: (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى) (البخاري في الأدب/6011) والرحمة لا تنزع إلا من شقي قال صلى الله عليه وسلم: (لا تُنزع الرحمة إلا من شقي) (الترمذي وقال: "حديث حسن) .. فكونوا من الرحماء الذين تشملهم رحمة الله ومارسوا هذا الخلق في واقع الحياة مع من حولكم مع الإنسان والحيوان والطير .. وانبذوا العنف والقسوة والشدة والغلظة ولينوا قلوبكم بذكر الله ومراقبته وبالمحافظة على العبادات واعلموا أنكم غدا بين يدي الله موقوفون وعلى أعمالكم محاسبون .. وحافظوا على أخوتكم ومجتمعاتكم وأوطانكم واجعلوا بأسكم على عدو الله وعدوكم .. اللهم اهدنا بهداك ولا تولنا أحداً سواك ..
قلت ما سمعتم واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه.
الخطــبة الثانية :
أيها المسلمون /عبـــاد الله : ليقم كل من ضحى إلى أضحيته فله عند الله أجر عظيم وأطعموا منها البائس والفقير والمحروم وتفقدوا أحوال الضعفاء والأيتام والمساكين وأدخلوا عليهم البهجة والفرح والسرور ومن لم يضحي لضيق العيش والحاجة فلا يبتئس ولا يحزن فقد ضحى عنه وغيره من المسلمين رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أربعة عشر قرناً من الزمان .. واذكروا الله كما هداكم، واشكروه على ما أعطاكم؛ وجددوا إيمانكم وحسنوا أخلاقكم و احفظوا دمائكم واجتنبوا الفتن تفوزوا برضا ربكم وصلوا أرحامكم تحل البركة في أعماركم وأموالكم ..
فهنيئاً لكم بالعيد أيها المسلمون ، وأدام الله عليكم أيام الفرح ، وسقاكم سلسبيل الحب والإخاء . ولا أراكم في يوم عيدكم مكروهاً وجعل سائر أيامكم عبادة وطاعة لله وعمل وفرح وسرور وكشف الله الغمة عن هذه الأمة وثقوا بالله وأحسنوا الظن به سبحانه فبيده كل شيء وهو أرحم بنا من أنفسنا ...