أدلة وجود الله عند أرسطو طاليس
أقوال أرسطو لإثبات وجود الله
أقوال الفلاسفة عن وجود الله
نرحب بكم اعزائي الزوار في موقع لمحة معرفة lmaerifas.net التعليمي يسرنا زيارتكم موقعنا الأول المتميز بمعلومات الصحيحة على أسالتكم المتنوعة من شتى المجالات التعلمية والثقافية والاخبارية كما نقدم لكم الكثير من الأسئلة بإجابتها الصحيحه من مصدرها الصحيح ومن أهمها إجابة السؤال ألذي يقول........أدلة وجود الله عند أرسطو طاليس
وتكون اجابتة الصحية هي التالي
أدلة وجود الله عند أرسطو طاليس
يعتبر أرسطو أو أرسطوطاليس من أبرز عمالقة الفكر الفلسفي الإغريقي، وقد كان تلميذًا لأفلاطون ومرافقه الدائم لمدة عشرين سنة، إلا أنّه اختلف عن أستاذه بعد وفاته من حيث الطريقة والمنهج، حيث يعتبر أسلوب أرسطو استقرائيًّا واستنتاجيًّا، أما أسلوب أفلاطون فهو أساسًا استنتاجي لمبادئ استدلالية.
تسعى هذه الدراسة إلى مقاربة فكرة الإله عند أرسطو، انطلاقًا من استنتاجاته واستقراءاته التي قدم لها في كتابه 'ما بعد الطبيعة'، حيث نظر هذا الفيلسوف إلى الكون نظرة هيراركية تصاعدية، من الجماد إلى النبات إلى الحيوان إلى الإنسان، ومن الإنسان إلى الأجرام السماوية إلى الآلهة، وتنتهي سلسلة المحركات هذه عند محرك لا يتحرك، وهو أصل الحركة بجميع أشكالها في الكون، لكن أرسطو لا يقف عند هذا المحرك الذي لا يتحرك، بل يرى أنّه يجب أن يكون هناك محرك آخر يلي المحرك الأول الذي لا يتحرك ويستمد حركته منه، وهذا المحرك هو السماء الأولى أو فلك النجوم الثوابت. فما طبيعة الإله عند أرسطو؟ ما هي حلقة الوصل بين المحرك الذي لا يتحرك وسائر الموجودات الأخرى؟ هل أخلص أرسطو لوحدانية الإله؟ كيف امتد إله أرسطو المنشغل عن العالم إلى الفكر الغربي؟ وهل وجد الغرب ضالته في هذا الإله المنشغل والمغلوب على أمره؟
ملخص فكرة الاله عند ارسطو
أولًا ـ وجود الله عند أرسطو:
اعتمد أرسطو على الحركة في إثبات وجود الله فقال: ( إن كل متحرك لا بد له من مُحرِّك، وهذا المحرك لا يمكن أن يحتاج إلى محرك آخر يستمد حركته من غيـره، وإلا لتسلسل الأمر إلى غير نهاية؛ فلا بد من أن ينتهي الأمر إلى محرك أولي أزلي يُحرِّك ولا يتحرك، أو يفعل في غيره ولا ينفعل بغيره، وإلا لَمَا كان أولًا، وذلك المحرك الأول هو الله ).
فالله عند أرسطو هو العلَّة الأولى، أو المحرك الأول؛ يقول: ( فلا بد لهذه المتحركات من محرك، ولا بد للمحرك من محرك آخـر متقدم عليه ... وهكذا، حتى ينتهي العقل إلى محرك بذاته، أو محـرك لا يتحـرك، لأن العقل لا يقبل التسلسل في الماضي إلى غير نهاية.
فكرة الإله عند أرسطو وامتدادها في الثقافة الغربية
يعتبر أرسطو أو أرسطوطاليس من أبرز عمالقة الفكر الفلسفي الإغريقي، وقد كان تلميذًا لأفلاطون ومرافقه الدائم لمدة عشرين سنة، تشبع فيها بحكمته ومثاليته، إلا أنّه سرعان ما ابتعد عنها وأنكر عالم المثل بعد وفاة معلمه، حيث آمن أفلاطون بفلسفته المثالية التي كانت تبحث عن الحقيقة في أعماق النفس وفي الأعالي، بينما تشبث أرسطو بعالم الواقع والحس، وركزت فلسفته على الواقع وعلى الإنسان، ونظر إلى الطبيعة نظرة علمية عميقة سار فيها بمنطق تدريجي متسلسل.
شأن أستاذه أفلاطون، هدفت فلسفة أرسطو إلى العالمية، وقد وجد العالمية في أمور معينة، وصفها بأنها جوهر الأشياء، في حين يرى أفلاطون أنّ العالمية موجودة بصرف النظر عن أشياء معينة، وغير متعلقة بها على نموذج أو قدوة. كما تنطوي الطريقة الفلسفية عند أرسطو على الصعود من دراسة الظواهر الخاصة لمعرفة الجواهر، في حين أنّ طريقة أفلاطون الفلسفية تعني الهبوط من معرفة نماذج عالمية (أو أفكار) إلى التأمل في تقليد معين، ويظهر جليًّا من ذلك أنّ أسلوب أرسطو استقرائي واستنتاجي، أما أسلوب أفلاطون فهو أساسًا استنتاجي لمبادئ استدلالية.
جعلت الظروف من أرسطو معلمًا لواحد من أهم شخصيات العالم القديم، وهو إسكندر الأكبر المقدوني، حيث لازمه صديقاً، ومعلماً، ومستشاراً، الأمر الذي مكن إسكندر الأكبر من أخذ قسط وافر من سمات معلمه، حيث تميز بالشجاعة والحكمة وحب المعرفة، كما أنّ أرسطو تمكن من غرس فلسفته وأفكاره في الأمير الشاب خاصة نزعة الفتح، والوحدة والهيمنة. جعل ذلك من تلميذ أرسطو على الرغم من فترة حكمه الصغيرة، العقل المفكر والسياسي المحنك والقائد المدبر لإمبراطورية مترامية الأطراف، تمتد من أقصى شرق الكرة الأرضية إلى أقصى غربها.
2- طبيعة الإله عند أرسطو:
يعتبر أرسطو واحدًا من أهم الشخصيات التي وضعت الأسس الأولى للفلسفة الغربية. فقد كان أول من أنشأ نظامًا شاملاً للفلسفة الغربية، ويشمل الأخلاق وعلم الجمال والمنطق والعلم والسياسة والميتافيزيقا، كما كتب في العديد من المواضيع، بما في ذلك علوم الفيزياء والميتافيزيقا، والشعر، والمسرح، والموسيقى، والمنطق والبلاغة والسياسة والدولة، والأخلاق، والبيولوجيا، وعلم الحيوان، ساعيًا من خلال كل ذلك إلى الإجابة عن مجموعة من الإشكالات المطروحة في عصره من قبيل: ما خير نوع من الحكم تصلح به الدولة؟ ما خير سلوك يسلكه الإنسان؟ ما طبيعة الإله؟
وللإجابة على هذه الإشكالات تحدث أرسطو عن نظام الحكم في كتاب 'السياسة' وعن السلوك في كتاب 'الأخلاق'، وعن الإله في كتاب 'ما بعد الطبيعة'. ولما بعد الطبيعة عند أرسطو معنيان: معنى خاص يقتصر موضوعه على الجواهر المفارقة، وهو ما يدعوه بالإلهيات خاصة، ومعنى عام يبحث في خصائص الوجود بما هو موجود، وهو ما يسميه بعلم الوجود.
وأول ما ينبغي أن نلفت النظر إليه في مذهب أرسطو، هي نظرته إلى الكون أو ما يعرف بـ"الهيراركية" أي التصاعدية، فالكون حسب هذا الفيلسوف مرتب من الجماد إلى النبات إلى الحيوان إلى الإنسان، ومن الإنسان إلى الأجرام السماوية إلى الآلهة، ومعنى هذا في فلسفة أرسطو، أن الكون منظم بطريقة تصاعدية دقيقة، وقد مكنته نظرته الهيراركية هذه من قاعدته الشهيرة: "إنّ الطبيعة لا تفعل شيئًا باطلاً"، ومعنى ذلك يشرح أرسطو: "نستطيع أن نقول إنّنا نجد أنفسنا باستمرار في العالمين معًا: عالم الطبيعة وعالم الفن – أمام ترتيب نجد فيه أنّ ما هو أدنى موجود لصالح ما هو أعلى، وما هو أعلى إنّما يكون كذلك لسبب ما فيه من مبدأ عقلي"[1].
ومن أهم بنود العلم الإلهي الذي تطرق له أرسطو كان البحث عن طبيعة الإله (أو المحرك) الذي يخرج ما هو بالقوة من القوة إلى الفعل، وذلك انطلاقًا من مجموعة من المفاهيم، التي حاول هذا الفيلسوف صياغتها لتحديد طبيعته: المحرك الأول الذي لا يتحرك، صورة الصور، الإله عقل محض، حياة الإله في تعقله، عاقل لذاته، معقول لذاته، عقل لذاته..
مما سبق يبدو أنّ الإله عند أرسطو ليس خالق الكون فقط بل حركته، فكل الأشياء تتحرك في زمن معين، فإذا تساءلنا من يحركها؟ يكون جواب أرسطو: إنّ الذي يحرك الأشياء هو المحرك الأول، ولكن ما طبيعة هذا المحرك؟
يجيب أرسطو بأنّ الإله محرك لا يتحرك، فكل محرك سواء أكان شخصًا أو شيئًا أو فكرةً، يحرك شيئًا ويحركه شيء، فالمحراث يحرك التربة، واليد تحرك المحراث، والعقل يحرك اليد والرغبة في الطعام تحرك العقل، وغريزة حب الحياة تحرك الرغبة في تناول الطعام والشراب. ولكن الإله حسب أرسطو لا يمكن أن يكون نتيجة لأي عمل، بل هو مصدر كل عمل، إنّه محرك العالم الذي لا يتحرك، يقول في هذا الطرح: "ينبغي أن تنتهي سلسلة المتحركات إلى محرك أول لا يتحرك وهو أصل الحركة بجميع أشكالها في الكون"[2]، وطبيعة هذا المحرك أنّه:
- ينبغي أن يكون محركًا أزليًّا: لأنّه لو تحرك بغيره فمعنى هذا أنّه يوجد شيء آخر يحركه، فهو لا يمكن أن يكون محركًا بغيره بل محرك بذاته.
- ينبغي أن يكون غير منقسم وغير ذي كم: أي أنّه أبدي لا ينقسم لأنّه، إذا انقسم تعدد ولو تعدد لأصبح له أجزاء، وعندها لا نستطيع أن نعرف الحركة من أي جزء، وهو لا يكمم (من الكمية) لأنّه خالٍ من المادة.
- ينبغي أن يكون بالفعل دائمًا: أي أنّه فعل محض خالص.
- ينبغي أن يكون عقلاً بالفعل وأن يكون موضوع عقله أسمى المعقولات: أي أنّه عبارة عن فكر وعقل، وما دام فكرًا وعقلاً فهو أقرب إلى الأشياء الإلهية.
ومن ثم يعتبر أرسطو أنّ الإله جوهر تتحد فيه الذات بالموضوع، من حيث لا يعقل إلا أشرف الأشياء وأنفسها وهي ذاته، ويتنزه عن عقل ما دونها شرفًا أو نفاسة، لما يدخل ذلك عليه من نقص، فهو والحال هذه عقل يعقل العقل، وإله أرسطو بعد ذلك لا يهمه أمر العالم، وإن كان أمره يهم العالم، ومعناه أنّ الإله إذا اهتم بالعالم تعرض للانفعالات النفسية التي قد تدفعه إلى تغيير رأيه منفعلاً ومتأثرًا، كأن يمتلئ غضبًا أو أن ينعم على من يحب من الناس، أي أنّه يكون ناقصًا، ولكن الإله في فلسفة أرسطو يجب أن يكون كاملاً يسمو على الانفعال والتغير.
ومعنى أنّ أمره يهم العالم، أي أنّه شيء يحبه البشر كافة ويهتمون لأمره ويسعون للتشبه به، لأنّه المعشوق أو المحبوب الأول الذي تصبو إلى كماله سائر الموجودات العاقلة وتطلبه، "إنّ إله أرسطو يشبه قائدًا وقف كالتمثال اعتزازًا بكرامته، وكان هناك عساكر من خشب أخذت تحاكيه على قدر استطاعتها فتنظمت جيشًا حقيقيًّا"[3].
لكن أرسطو لا يقف عند هذا المحرك الذي لا يتحرك، بل يرى أنّه يجب أن يكون هناك محرك آخر يلي المحرك الأول الذي لا يتحرك ويستمد حركته منه، "وهذا المحرك هو السماء الأولى أو فلك النجوم الثوابت الذي يتحرك حركة دورية أزلية"[4]. وهذا المحرك المتحرك يمثل في النظام الأرسطي همزة الوصل بين الموجود الأول (الإله)، الذي لا يتحرك، وسائر الموجودات الخاضعة للحركة بأشكالها، إذ يقول أرسطو في كتاب النفس: "والأول يحرك وليس هو بمدفوع والآخر مدفوع فقط غير دافع، والأمران يلزمان المتوسط، وقد نقول في الاستحالة، إلاّ أنّ المحيل يفعل وهو ثابت في مكانه"