حل سؤال ::
هل الحياة النفسية قائمة على الشعور ام اللاشعور ؟
الإجابة هي ::
الموقف الأول
يرى أنصار النظرية التقليدية العقلية في علم النفس أمثال ( ابن سينا ، ديكارت ، هنري برغسون ، جون بول سارتر) أن الحياة النفسية تقوم على أساس الشعور والدليل على ذلك أولوية الفكر على الوجود و هذا مأكده ديكارت بقوله :" أنا أفكر اذن أنا موجود " ومن هنا مادام الشعور هو الحدس فانه يمكننا من معرفة تامة وواضحة عن أحوالنا النفسية الداخلية فكما يقول ديكارت " الشعور و الحياة النفسية مترادفان " و بالتالي فمن الضروري الفصل بين الشعور و الجسد ، و منطلق ذلك شعارهم " كل ما لا نشعر به ليس من أنفسنا /
يؤكد ديكارت أن نشاط الروح يتمثل في التفكير حيث يقول : " لا وجود لحياة نفسية خارج الروح إلا الحياة الفيزيولوجية حيث أن النفس لاتنقطع عن التفكير إلا أذا إنقطع وجودها " ، وعليه نستنتج أن الشعور يتسع لكل الحياة النفسية . فالشعور نفسي والاشعور بدني (جسمي) فمثلا لانشعر بعمل المعدة أوالدورة الدموية أو حركة العينين لأن هذه أفعال جسمانية لاشعورية
، ******أما حبي لشخص ما فيمثل حالة نفسية شعورية. ولأن الشعور يتميز باالإستمرارية فإن الأحوال النفسية في الحاضر هي إمتداد للأحوال النفسية الماضية، ويبقى الفرد يشعر بها طيلة حياته هذا ماأكده ابن سينا
هل الحياة النفسية قائمة على الشعور ام اللاشعور
أما هنري برغسون فقد أكد أن الحياة النفسية متجددة متواصلة ويقدم لنا مثالا واضحا حول فكرة الديمومة فمثلا الشعور بالفرح إذا إنعزل عن الحياة النفسية يكون ضعيفا لكنه يكون أقوى إذا إرتبط بها لأن الديمومة هي تعبير حقيقي عن الوجدان الباطني دون أن يكون هناك إنقطاع بين الماضي والحاضر والمستقبل الشعوري، من خلال ماسبق يمكن القول إستحالة الجمع بين الشعور واللاشعور داخل الحياة النفسية . والحياة النفسية جوهرها الشعور ، هذا ماأكده الفلاسفة التجريبين بنفيهم لوجود اللاشعور لأنه غير قابل للملاحظة عكس الشعور الذي يقبل الملاحظة