0 تصويتات
في تصنيف المناهج الدراسية بواسطة (2.1مليون نقاط)

مذكرة درس الشعور واللاشعور بحث حول الشعور واللاشعور 2022 مفهوم الشعور واللاشعور 

ملخص درس الشعور واللاشعور

تحضير درس الشعور واللاشعور

شرح درس الشعور واللاشعور

أسئلة عن درس الشعور واللاشعور

مقالات درس الشعور واللاشعور

مقدمة درس الشعور واللاشعور

خاتمة عن درس الشعور واللاشعور

بحث حول الشعور واللاشعور 2022 

نرحب بكم اعزائي الزوار في موقع لمحة معرفة lmaerifas.net التعليمي يسرنا زيارتكم موقعنا الأول المتميز بمعلومات الصحيحة على أسالتكم المتنوعة من شتى المجالات التعلمية والثقافية والاخبارية كما نقدم لكم الكثير من الأسئلة بإجابتها الصحيحه من مصدرها الصحيح ومن أهمها إجابة السؤال ألذي يقول........مذكرة درس الشعور واللاشعور بحث حول الشعور واللاشعور 2022 مفهوم الشعور واللاشعور

 وتكون اجابتة الصحية هي التال 

درس الشعور واللاشعور 

مقدمة : يحدث أن تخاطب إنسان ولا يتجاوب معك ، وتقرا ولا تفهم ما تقرأ ، وفي كلا الحالتين يكون الذهن قد شرد وغاب الوعي والشعور وبالتالي فان تعاملنا مع المحيط يتطلب حضور الشعور فماذا نعني به وما هي طبيعته ؟ 

الشعور

مفهوم الشعور 

الشعور بالشيء هو إدراكه والعلم به على سبيل الفطنة لا على سبيل الاستدلال ويرادفه الحدس ، فهو حدس الذات لأفعالها وأحوالها . فأنا اكتب وأدرك أنني اكتب وأفكر وأدرك ذلك ، كما اعلم أن كنت حزين أو مسرور . إلا أن هذا الحدس يكون متراوحا بين الشدة والضعف وبين الوضوح والإبهام فهو نشاط نفسي يتميز بوعينا بما نقوم به من أفعال . يعرفه موريس برادين Mourice Pradines ( 1874 ـ 1958 ) بقوله يعتبر الانتباه بصفة خاصة جهدا نفسيا غايته تركيز أفكارنا نحو هدف عقلي أو إدراكي " ويعرفه لالاند : " الشعور على وجه التقريب كما يلي: هو حدس العقل التام الواضح لأحواله وأفعاله "  

وظيفة الشعور

يحدد نوع المنبهات الخارجية والداخلية التي نتعامل معها ، ونحتاج إليه لتنسيق وضبط الأداء ، وبه نحدد الأولويات التي نقوم بها ويمكننا من الأداء الذكي. 

مستويات الشعور

هل يكون الشعور دائما على درجة واحدة من الانتباه والتركيز ؟ أليست له درجات ومستويات تتراوح بين القوة والضعف ؟ إن الاهتمام بالدرس لا يمنعك أحيانا من سماع بعض الأصوات في الخارج ، فهل يكون الشعور في نفس المستوى بين الدرس والأصوات الخارجية ؟ لا ، إن الشعور متفاوت وهذه مستوياته .

الشعور التلقائي ( العفوي )   

ويحدث بشكل عفوي فنطلع على أحوالنا وأفعالنا النفسية ، أو نتعرف على ما تنقله لنا الحواس ، دون بدل أي مجهود فكري .

الشعور التأملي

التأمل هو النظر المركز الطويل نسبيا حول موضوع واحد ، أو حالة نفسية عن طريق الاستبطان عندما تنعكس الذات على نفسها مصحوبة بالانتباه واليقظة والتركيز .

الشعور الهامشي  

هو مجال الحياة النفسية التي ليست موضوع للشعور التأملي والتي سبق أن كانت موضوعا له ، ويمكن أن تعود إذا توجه الانتباه إليها بشكل إرادي .أو تفرض نفسها حسب توفر العوامل التي تساعدها على الطفو على ساحة الشعور ، مثل شدة المنبه وتكراره وتغيره المفاجئ وحركته . 

خصائص الشعور 

1 ـ متغير 

أي لا يثبت على حال ، يقول باسكال بليز (1623 ـ 1662 ) pascal blaise " الزمن يشفي من الآلام والمنازعات والضغائن لأن الإنسان يتغير ويتبدل من حال إلى حال فلا الجارح ولا المجروح بباقيين على حالتهما الأولى " وفي نفس المعنى يقول وليام جيمس William James (1842 ـ 1910 ) فيلسوف أمريكي : " فنحن على الدوام ننتقل من إحساس بصري إلى إحساس سمعي ...ومن استدلال إلى بث ومن تذكر إلى رجاء ومن الحب إلى البغض ...وباختصار فإن شعورنا يتخذ عدة أشكال متعاقبة " 

2 ـ متصل 

تغير الحالات الشعورية لا يعني وجود فراغات تفصل بين الحالات المختلفة بل هو متصل رغم النوم وحالة الغيبوبة فالشعور يستأنف مجراه ويندمج ، فهو عند وليام جيمس متصل بشكل محسوس ويعبر برغسون Bergson عن الاتصال في الشعور بالديمومة ويعني بها اتصال الأحوال الشعورية واندماج اللاحق منها بالسابق أثناء جراينها بحيث تصحبها فكرة الكيف لا فكرة الكم التي تجزئ المتصل ويعمد إليها الإنسان عند التفكير أو التواصل مع الغير .

3 ـ انتقائي 

انتقال الوعي من موضوع إلى آخر لا يعتمد على عنصر المفاجأة ، بل هو عملية قصدية انتقائية حسب الاهتمام يقول وليام جيمس : " إن الشعور يهتم اهتماما غير متساوي الدرجات بمختلف عناصر مضمونه فيقبل البعض ويرفض البعض الآخر . فالتفكير هو القيام باصطفاءات " وتتجلى هذه الخاصية في العمليات العقلية العليا وهذه الخاصية هي سبب اختلاف الناس في تسجيل انطباعاتهم حول شيء ما .

4 ـ كيفي 

الأحوال النفسية التي تشعر بها غير قابلة للتقدير الكمي وإنما توصف فقط من حيث الشدة والضعف والوضوح والغموض .

5 ـ ذاتي 

الشخص هو المؤهل لمعرفة أحواله النفسية ومحاولة معرفة ذلك عند الغير لا يعدو مجرد تخمين وهذا ما يفسر اختلاف ردود أفعال بين الأشخاص حول مثير معين .

النظرية التقليدية في الشعور

يرى مين دي بيران Maine de Biran أن الشعور يستند إلى التمييز بين الذات الشاعرة والموضوع المشعور به وهو شرط مشترك وضروري لكل ما سواه من الفعاليات الذهنية وهذا ما نجده عند ديكارت René Descartes ( 1596 ـ 1650) حيث يرى أن كل ما هو نفسي هو شعوري .

إن التسليم بثنائية الجسم والنفس ، يقود إلى التسليم بأن النفس تعي جميع أحوالها ، وأن الشعور والحياة النفسية مفهومان متكافئان ، وأنه لا يوجد خارج الحياة النفسية إلاّ الحياة العضوية (الفيزيولوجية) ، فالنفس لا تنقطع عن التفكير إلاّ إذا تلاشى وجودها والشعور حدس بل هو صورة للظواهر النفسية ، وهو بذلك معرفة أولية مباشرة مطلقة ، صادق الحكم لا يخطئ أبداً ، على عكس الإدراك الذي هو نسبي من حيث أنه يقوم على الإحساس ، أمّا الشعور فلا واسطة بينه وبين الحوادث النفسية، فإذا شعرت بحالة ما ، كان شعوري بها كما هي ، لا كما تصورها لي حواسي . وبذلك فإن الشعور يتّسع لكل الحياة النفسية وهو مستقل عن البدن ، وليس وراءه شيء . ويرى ديكارت أنه من التناقض القول بأن النفس تشعر بما لا تشعر ، فهي تشعر لأن الحادثة التي تشعر بها موجودة ، أمّا إذا كانت الحالة النفسية غير موجودة فإنه يستحيل الشعور بها .

ونفس الرأي نجده عند بيار جاني Pierre Janet (1859 ـ 1947) فالشعور عنده مجموعة من الارجاع وردود الأفعال التي يقوم بها الشخص تجاه أفعاله لتنظيمها ومراقبتها . وهو عند سارتر Jean Poul Sartre (1905 ـ 1980) . شعور بشيء دائما ، بمعنى أن الشعور موجود ولكنه مرتبط في وجوده مع الموضوع المشعور به . إلا أن ابن سينا يرى إمكانية وجود الشعور بشكل مستقل فلا علاقة له بالموضوع المشعور به ولا علاقة له حتى بالجسم حتى انه يمكن تصور جسم مفرق إلى أجزائه ومع هذا يبقى على شعوره يقول : " إذا تجرد ـ الإنسان ـ عن تفكيره في كل شيء من المحسوسات أو المعقولات حتى عن شعوره ببدنه فلا يمكن أن يتجرد عن تفكيره في أنه موجود وانه يستطيع أن يفكر " وإجمالا يرى العقليون أن الشعور حقيقة موجودة وله وظيفة نفسية فعالة وليس إضافي يمكن التخلي عنه . وان الحياة النفسية متطابقة مع الحياة الشعورية.

موقف النظرية المادية

لكن التجربة النفسية تكشف بوضوح أننا نعيش الكثير من الحالات دون أن نعرف لها سبباً ، والمنطق السليم يقول أن عدم وعي السبب لا يعني عدم وجوده. فالسبب موجود ولكنه مجهول فنحن نخضع للجاذبية ولكننا لا نشعر بها،ونحبّ أشياء دون أن نعرف لماذا؟ ونكره أشياء دون وعي الأسباب ، ونميل إلى أفكار دون أن نفقه العلة ، والعقل يقرّ أنه لا تحدث ظاهرة أو واقعة أو حادثة إلاّ بوجود سبب كاف يُوجدها .

لذلك رفض التجريبيون هذه النظرة للشعور ، لأن الشعور عندهم لا يزيد عن كونه تلك الانطباعات الحسية ، والدليل على هذا أن زوال الانطباع الحسي يؤدي إلى زوال الشعور ومنه فلا وجود للانطباع الذي يسبق الانطباع الحسي ، فهو مجرد استجابة لمؤثر ما وليس وظيفة . يرى مودسلي Moudsley أن الشعور قد يشهد الحادثة النفسية لكنه لا يحدثها ، وهكذا اعترضت المدرسة السلوكية بزعامة واطسون John Watson (1878 ـ 1958) على ما جاء في النظرية التقليدية . فالشعور عندهم خرافة ميتافزيقية وهذا تماشيا مع مذهبهم المادي الذي ينكر وجود النفس والروح فإنكار الشعور حسب بيار نافيل يعود إلى عدم إمكانية ملاحظته يقول : " حل الشعور والأحوال الشعورية محل النفس ، لكنها كانت تفلت من الملاحظة مثل النفس" بمعنى ، لا داعي لمواصلة البحث في هذا الميدان ، ميدان الشعور والأحوال الشعورية فهي لن تحقق أي نجاح يذكر وهذا بالقياس مع الأبحاث السابقة حول النفس والروح ذلك لبعدهما عن الملاحظة الحسية التي يتمتع بها الجسد .

وتدعمت هذه النظرية بأبحاث ريبو Théodule Armand Ribot (1839 ـ 1916) الذي جعل كل أحوال النفس تابعة للدماغ . فالشعور عنده هو مجرد انعكاس للنشاط الكهربائي في الدماغ عند قيامه بوظيفة عقلية . إلا أن ما يؤخذ على هذا الموقف التجريبي المادي انه لم يقدم تفسير مرضي لعملية تخدير المريض أثناء العملية الجراحية ، فالمعلوم أن الغاية من ذلك هي جعله يفقد الوعي أي الشعور وليس القصد منها فقدانه للجملة العصبية وهذا ما يؤكد وجود الشعور. ثم إن الانطباع الحسي لا يزول بزوال الانطباع الحسي انه متصل ومتغير وبالتالي ينتقل إلى موضوع آخر وهذا لا يعني زواله .

 تابع قراءة المزيد في الأسفل على مربع الاجابة اسفل درس الشعور واللاشعور

4 إجابة

0 تصويتات
بواسطة (2.1مليون نقاط)
 
أفضل إجابة
اكتشاف اللاشعور

ماذا عن اللاشعور بوصفه مجالا أعمق لا يدركه الوعي ولكنه يؤثر على السلوك ؟

ملابسات اكتشاف اللاشعور

1 ـ وجود اللاشعور

اللاشعور في لغة التحليل النفسي هو جملة الفعاليات التي تؤثر في السلوك دون أن تبلغ ساحة الشعور ومجاله ، ولا تصير شعورية إلا عند ضعف المقاومة في الأحلام أو في حالات العصاب névrose أو أثناء العلاج النفساني ويقابله الشعور . ويتمثل اللاشعور أيضا في تلك الأفعال التي نقوم بها بشكل آلي دون تدخل الانتباه الواعي ، فبعض الأفعال لا تستدعي الشعور وأحيانا تصدر عنا أفعال ليست غريزية وليست عادات ، بل نجهل أسبابها . وأحيانا يصاب البعض بمرض عضوي ويكون سببه غير عضوي .

وهذه مشكلة أتنبه لها الفلاسفة في القرن السابع عشر ومنهم ليبنتز Gottfried Willhelm Leibniz (1646 ـ 1716 ) فيلسوف ألماني ، الذي قدم أدلة عقلية يثبت بها وجود أحوال نفسية غير مشعور بها ومن ذلك ، دليل الادراكات الصغيرة . إننا نسمع أصوات الأمواج وهي تتكسر على الصخور ، وان كل موجة تتكون من موجات صغيرة ، اجتماعها يتولد عنه ذلك الصوت ولكن لا يمكن سماعها منفردة لصغرها ، وبما أننا لا نسمعها ، هل هي غير موجودة ؟ إن سماعنا لصوت الموج ينفي ذلك . إذن هي موجودة رغم عدم شعورنا بها. وفي هذا يقول تين: " إن إدراك الآلاف من الاهتزازات الصوتية مثلا ينحل إلى ادراكات بسيطة لا تقع وهي منحلة تحت محك الشعور ، لأن الإحساسات بدورها تنحل إلى إحساسات اقل في الشدة والمدة ، ولا يقف الشعور إلا على تداخلاتها " . وهذا يصدق تماما على أحوالنا النفسية . وإلى مثل هذا ذهب كل من شوبنهاور Arthur Schopenhuer (1788 ـ 1860) وهاملتون William Hamilton (1805 ـ 1856) وكلهم برهنوا على وجود الشعور بأدلة عقلية.

لكن هذه الأدلة لا تثبت أمام النقد ، فالادراكات الصغيرة التي استند إليها ليبنتز يمكن رد عدم سماعها إلى ضعف قدرات الأذن وليس صغر الموجات . إلا أن الإثبات الحقيقي لوجود اللاشعور جاء مع أبحاث أطباء الأعصاب حول مرض الهيستيريا . وهو مرض عصبي يتجلى في شكل هيجان وأحيانا الشلل والقابلية للإيحاء هذا المرض كان تفسيره الشائع هو اضطرابات تحدث على مستوى المخ ، هكذا كان يعتقد اميل كرابلي (1855 ـ 1926) وبيار جاني Pierr Jeanet (1859 ـ 1947 ) وكان العلاج عندهم يتم بالعقاقير ، ثم تبين لهم أن أسباب المرض ليست عضوية . ومن القائلين بهذا بيرنهايم Bernheim (1837 ـ 1919 ) الذي كان يعالج مرضاه مستعملا التنويم المغناطيسي Hypnotisme ، وهو جملة الطرق والوسائل المستعملة لإحداث النوم بصورة غير طبيعية من اجل العلاج . والذي يرجع اكتشافه إلى فرانز انتون مسمر Franz Anton Mesmer (1734 ـ 1815 ) وتطورت هذه الطريقة على يد شاركو Charcot (1825 ـ 1893 )إلا أن نتائج هذا العلاج لم تكن مشجعة فالمرض يعود مرة أخرى كما ان بعض المصابين لا يستجيبون للتنويم.

2 ـ ظهور التحليل النفسي

ثم جاء عالم النفس النمساوي سيجموند فرويد Sigmund Freud ( 1856 ـ 1939) واستبدل طريقة التنويم المغناطيسي بالتحليل النفسي ، وتقوم هذه الطريقة على التداعي الحر وهو وسيلة المحلل النفساني فيهيئ الجو الملائم لذلك ، ويشرع في استجواب المريض ويلح في أسئلته وينبهه إلا يخفي أي فكرة حتى لو كانت غير لائقة ، وإذا توقف المريض عن مواصلة الكلام فمعنى ذلك أن الكبت مازال يحاول إخفاء بعض الأفكار ، فيسيطر عليه المحلل بخبرته ويركز على الكلمة المفتاح ، فيزيل هذا الكبت حتى يفصح المريض عن سبب مرضه ، ومن ثم يتماثل للشفاء .

كما يعتمد فرويد في التحليل النفسي على تفسير الأحلام وينتبه إلى فلتات اللسان وينبغي للمحلل أن يعرف أن المكبوتات تتحايل للخروج إما على شكل نكوص وعودة إلى الطفولة أو إسقاط ، فنرى في الناس ما نراه في أنفسنا ، أو التقمص أو التبرير .

ويتمحور التحليل النفسي عند فريد على ما أطلق عليه الليبيدو أو غريزة الجنس وهي عنده المحرك الأساسي ومصدر كل الأحوال والأفعال النفسية ، سوية كانت أو مرضية يقول : " إن أسباب الاضطرابات الهيستيرية توجد في الدخائل الحميمية للحياة النفسوجنسية للمريض ، وان الأعراض الهيستيرية هي التعبير عن رغباتهم المكبوتة الأكثر سرية ، فعندئذ يتحتم على المريض المكتمل لحالة هيستيريا أن ينطوي على كشف لهذه الدخائل الحميمية وفضح لهذه الأسرار "
ومن أشكال اللاشعور :

1 ـ اللاشعور الفيزيولوجي : التنفس ، الهضم ...

2 ـ اللاشعور الجمعي : المعتقدات والأساطير التي تؤثر في السلوك ...

الجهاز النفسي عند فرويد

مستويات الجهاز النفسي

الهو :

 هو مجموعة الدوافع الغريزية في الإنسان القائمة على مبدأ اللذة فهو غير مهذب وغير أخلاقي ومتحرر من القواعد الأخلاقية يقول فرويد عن هذا القسم من النفس : "كل ماهو موروث ، كل ما يظهر عند الميلاد كل ماهو مثبت في الجبلة ، أو الفطرة لذا فهو يتألف من الميول الغريزية التي تصدر عن العضوية " ويعرف بالليبيدو (الغريزة الجنسية)الذي تطور مند الطفولة بداية بالمرحلة الفمية ولذة مص الثدي ، ثم تأتي المرحلة السادية الشرجية عند قضاء الحاجة أو التمزيق والتحطيم ، وأخيرا المرحلة الجنسية عندما يهتم بأعضائه التناسلية ، ومظاهر الليبيدو تتمثل في محبة الطفل لأمه ومحبة البنت لأبيها ، وتلخص هذا عقدة اوديب complexe d’odib الذي قتل أباه وتزوج أمه ، أو محبة الجنس المضاد وكراهية الجنس المماثل .

أو هو ذلك القسم الأولي المبكر الذي يضم كل ما يحمله الطفل معه منذ الولادة من الأجيال السابقة وانه يحمل ما يسميه فرويد الغرائز ومن بينها غرائز اللذة والحياة والموت. وهو يعمل تحت سيطرة ما يضمه منها. وما هو موجود فيه لا يخضع إذن لمبدأ الواقع أو مبادئ العلاقات المنطقية للأشياء بل يندفع بمبدأ اللذة الابتدائي، وكثيراً ما ينطوي على دوافع متضاربة. انه لا شعوري وهو يمثل الطبيعة الابتدائية والحيوانية في الإنسان.

الأنا :

وهو قوة ضابطة مهمته مراقبة الهو وكل النشاط الإرادي وبفضله نحافظ على كيان الشخصية . وينشأ ويتطور لأن الطفل لا يستطيع أن يشبع دوافع (الهو) بالطريقة الابتدائية التي تخصها ، ويكون عليه أن يواجه العالم الخارجي وان يكتسب من بعض الصفات والمميزات وإذا كان (الهو) يعمل تبعاً لمبادئه الابتدائية الذاتية، فإن(الأنا) يستطيع أن يميز بين حقيقة داخلية وحقيقة واقعية خارجية. فالأنا من هذه الناحية يخضع لمبدأ الواقع، ويفكر تفكيراً واقعياً موضوعياً ومعقولاً يسعى فيه إلى أن يكون متمشياً مع الأوضاع الاجتماعية المقبولة. هكذا يقوم (الأنا) بعملين أساسين في نفس الوقت: أحدهما أن يحمي الشخصية من الأخطار التي تهددها في العالم الخارجي ، والثاني أن يوفر نشر التوتر الداخلي واستخدامه في سبيل إشباع الغرائز التي يحملها(الهو) وفي سبيل تحقيق الغرض الأول يكون على الأنا أن يسيطر على الغرائز ويضبطها لأن إشباعها بالطريقة الابتدائية المرتبطة معها ، يمكن أن يؤدي إلى خطر على الشخص. فالاعتداء على الآخرين بتأثير التوتر الناشئ عن الغضب يمكن أن يؤدي إلى ردّ الآخرين رداً يمكن أن يكون خطراً على حياة المعتدي نفسه وهكذا يقرر الأنا (متىّ) و(أين) و(كيف) يمكن لدافع ما أن يحقق غرضه ـ أي أن على (الأنا) أن يحتفظ بالتوتر حتى يجد الموضوع المناسب لنشره. وهكذا يعمل الأنا طبقاً لمبدأ (الواقع) مخضعاً مبدأ اللذة لحكمه مؤقتاً.
0 تصويتات
بواسطة (2.1مليون نقاط)
درس الشعور واللاشعور
الأنا على :

 ويشمل التربية التي يتلقاها الفرد من الأسرة والمجتمع وهو حافل بالمحظورات وأشكال القمع التي تقف في وجهة الهو.

 فهذا الجهاز يظم عنصرين متناقضين وهما الهو بنزواته والانا الأعلى بسلطته ويتوسطهما الأنا . فإذا وفق في إرضاء الطرفين فانه يخلق نوع من التوازن النفسي أما إذا ضعف أمام طلبات الهو فإنه يتعرض إلى تأنيب الأنا الأعلى ، ومن هنا تنشأ العقد والإمراض النفسية . إننا أمام حاضن للقيم والمثل الاجتماعية والدينية التي ربى الطفل عليها في بيته ومدرسته ومجتمعه . (فالأنا الأعلى) يمثل الضمير المحاسب، وإذا أردنا تلخيص هذا البناء الثلاثي الداخلي للشخصية كما يراه بعض العلماء قلنا ما يلي :

إن الأنا هو الذي يوجه وينظم عمليات تكيف الشخصية مع البيئة، كما ينظم ويضبط الدوافع التي تدفع بالشخص إلى العمل، ويسعى جاهداً إلى الوصول بالشخصية إلى الأهداف المرسومة التي يقبلها الواقع، والمبدأ في كل ذلك هو الواقع. إلا أنه مقيد في هذه العمليات بما ينطوي عليه (الهو) من حاجات، وما يصدر عن (الأنا الأعلى) من أوامر ونواهي وتوجيهات فإذا عجز عن تأدية مهمته والتوفيق بين ما يتطلبه العالم الخارجي وما يتطلبه (الهو) وما يمليه (الأنا الأعلى) كان في حالة من الصراع يحدث أحياناً أن يقوده إلى الاضطرابات النفسية.

و كما أنكر التجريبيون وجود الشعور فإن البعض أنكر أيضا وجود اللاشعور على أساس انه يحمل تناقض ( لا شعور / موجود ) يتساءل هنري آي : " أليست الحياة النفسية اللاشعورية مفهوما متناقضا ؟ وإلا إذا وجد في الحياة النفسية لا شعور فما هو وجوده ؟ " ليصل إلى القول : " وبالتالي أن الظاهرة إما لا شعورية فيزيائية وإما شعورية نفسية " وهنا نرجع إلى ما قاله ديكارت من قبل حول التطابق بين الشعور والحياة النفسية . أما فرويد فقد عارضه تلميذه ادلر Adler ( 1870 ـ 1937 ) في القول إن مصدر الاضطرابات النفسية هو اليبيدو . وقال إنما هو شعور بالقصور والنقص والحل يكمن في التعويض . وقد بالغ فرويد عندما اعتبر الأثر الفني والدين والأخلاق نتيجة لتصعيد الليبيدو ففسر الأعلى بالأدنى والاشرف بالأرذل.

الصراع والتوازن النفسي

ويحدث المرض النفسي حسب فرويد عندما ينفصل عن الشعور الواعي جزء منه وكلما حاول العودة يلقى الكبت refoulement ويتحول بعدها إلى أحوال لا شعورية يترسب في الحياة النفسية الباطنية في صورة عقد تحاول أن تطفوا على ساحة الشعور فتكبت وتظهر في شكل أمراض أو سلوك غريب وشاد .

من الليبيدو إلى الغريزة العدوانية :

لقد اعتبر التحليل النفسي أن جميع دوافع الإنسان ورغباته يمكن ردّها إلى هاتين الغريزتين فقط: غريزة الحياة (أو الغريزة الجنسية) ، وغريزة الموت (أو العدوان والتدمير) .

1 ـ دور الليبيدو :

وتتجلّى غريزة الحياة في كل ما يقوم به الإنسان من أعمال إيجابية بناءة قصد المحافظة على كيانه واستمرار وجوده . ولقد توسع فرويد في مفهوم الغريزة الجنسية فلم يقصرها على التناسل أو التكاثر ، وهي غريزة توجد في الطفل منذ ولادته وليست كما يعتقد البعض أنها لا تظهر إلاّ في سن البلوغ ، لقد جعل من الغريزة الجنسية مصدر كلّ محبة وحنان ، كما أنها تشمل جميع مظاهر اللذة الحسية والعاطفية . فاللذة التي يجدها الطفل من عملية الامتصاص لذة جنسية لأنها تؤدّي إلى التخفيف من حدة التوتر الجسمي الذي يحس به الطفل ، واللذة التي يشعر بها الطفل من حنان أمه لذة جنسية . وقصارى القول فإن الغريزة الجنسية بمعناها الواسع في أبحاث التحليل النفسي تشتمل على :

ـ الميول الجنسية التي تستهدف التكاثر .

ـ مظاهر الحب والودّ بين الآباء والأبناء ، وحبّ الذات ، وحبّ الأصدقاء ، وحبّ الحياة ، وحبّ الإنسانية جمعاء .

ـ مظاهر اللذة الوجدانية ، كاللذة التي يشعر بها الطفل في عملية الامتصاص والإخراج ونحوهما من النشاط الحركي .

2 ـ دور الغريزة العدوانية :

أما الجانب الآخر من الدوافع فيتمثل في غريزة الموت التي تظهر في السلوك التخريبي والهدم والعدوان على الغير (كما في الحرب) ، والعدوان على النفس (كما في الانتحار) ؛ وعند فرويد فإن العدوان ينشأ من كبت الميول المختلفة ، ثم تطورت هذه الفكرة عنده وأصبح ينظر إلى العدوان على أنه استعداد غريزي مستقلّ في تكوين الإنسان النفسي . وعلى ذلك فالدوافع للسلوك العدواني فطرية ، ويصبح الإنسان بناء على هذه الفكرة عدواً لأخيه الإنسان بالفطرة والغريزة وتنحصر رسالة المجتمع في تهذيب هذه الدوافع وترويضها . ولا تبدو غريزة العدوان في اعتداء الإنسان على أخيه الإنسان وحسب ، وإنما تبدو أيضا في الرغبة في تدمير الجمادات وتحطيمها ، فالطفل قد يحطم لعبته وأثاث غرفته ، وليست الحروب وما تجلبه من دمار لمظاهر الحضارة المادية والإنسانية إلاّ مظهراً من مظاهر السلوك العدواني الغريزي .

وصفوة القول إن فرويد يفسر السلوك الإنساني عند الطفل الصغير والراشد ، وعند الشخص السويّ والشخص الشاذ ، وسلوك الفرد وسلوك الجماعة ، وإبداع الفنانين والعلماء ، بالقول بهاتين الغريزتين وبما يقوم بينهما من صراع في الكائن الإنساني ، فإحداهما تنزع إلى البناء والأخرى إلى التدمير ، وللمجتمع وظيفة هامة في تغليب وظيفة البناء في الإنسان على وظيفة التخريب .

  ـ اللاشعور بين النظرية العلمية

والافتراض الفلسفي

هل تبرير اللاشعور يمثل نظرية علمية قائمة بذاتها، أم يظلّ مجرد افتراض فلسفي ؟

بين المنهج العيادي والتفسير النظري :

ما مدى مشروعية التساؤل عن القيمة العلمية للمنهج الذي يتبعه المحلّل النفسي من أجل معرفة الرغبات والميول اللاشعورية وما تبديه من نشاط سويّ أو غير سويّ ؟ ثم ما الذي تستطيع فرضية اللاشعور الفرويدية أن تفسره من السلوك الإنساني وهي لا تقدر أصلا أن تلاحظ ما هو شعوري ، ناهيك عمّا هو لاشعوري ؟

التحليل كمنهج عياديّ :

ممّا لا شك فيه أن التحليل النفسي كشف عن فعاليته وجدواه في علاج بعض الاضطرابات العصبية ، كما كشف عن مدى تأثير تجارب الطفولة المبكرة في سلوكات الراشدين ، وأصبحت الدراسات والنتائج التي استخلصها التحليل النفسي لقضايا اللاشعور تنير الكثير من الجوانب في سلوك المجرمين والمنحرفين والمجانين والفاشلين ، وقد عزّزت هذه الدراسات الجانب الإنساني فأصبح عدد من المنحرفين يدخلون المستشفيات بعد أن كان يُلقى بهم قديماً في غياهب السجون ، أو يظلّون عرضة للسخرية والامتهان .

فرضية اللاشعور والفرضيات المضادّة :

إن المبالغة التي حفل بها التحليل النفسي مع مؤسّسه الرائد ، قد أدّت إلى الشك في الطبيعة العلمية لفرضية اللاشعور ، بل أن تلاميذ المدرسة كانوا أوّل من شق عصا الطاعة ؛ فآلفريد آدلر (Adler A.1870- 1937) رأى أن اللاشعور ليس مردّه إلى الليبيدو ، بل هو راجع إلى الشعور بالقصور ، فالمصاب بقصور عضوي يسعى إلى تعويض هذا القصور وتغطيته عن طريق الأعراض العصابية ، وكل ما فسّره فرويد بالكبت فسره آدلر بعقدة القصور وبالتعويض . أما كارل يونغ (K.Young 1875-1961) ، فقد عارض هو الآخر أستاذه ورأى أن النظرية الجنسية كما وضعها فرويد غير كافية لأنها لا تتناول إلاّ جانباً واحداً من المشكلة ، فينبغي أن تضاف إليها الحاجة إلى السيطرة . وانتهى يونغ إلى وضع نظرية في اللاشعور الجمعي ، فلاشعورنا ليس مليئاً بالأزمات التي نكون قد عشناها أثناء طفولتنا فقط ، بل وكذلك بالأزمات التي مرت بها الإنسانية جمعاء .

وفضلا عن ذلك ، إن محاولة التحليل النفسي مع فرويد في جعل فرضية اللاشعور نظرية علمية لم تحقق النجاح المأمول لها ، إلا من الناحية التطبيقية كما رأينا، أمّا اعتبارها في مرحلة متأخرة فلسفة عامة مطلقة قادرة على تفسير كل النشاطات الإنسانية من فنون وآداب وعلوم ، فإنها دلّت على طموح يتجاوز واقع الأشياء ، لأنه أراد أن يفسر الظواهر على تنوّعها بمبدأ واحد هو اللاشعور ، وأن يفسّر كل نشاطات اللاشعور بمبدأ واحد هو الليبيدو ، فحاول بذلك أن يفسر الأعلى بالأدنى .

خاتمة : حل المشكلة

يتّضح إذن من خلال كلّ ما قدّمناه أن الحياة النفسية تتأسّس على ثنائية متكاملة قوامها الشعور واللاشعور ، الشعور بحوادثه وأحواله التي بدونها لا يتأتّى للإدراك وسائر الوظائف العقلية الأخرى أن تتفاعل فيما بينها أو مع العالم الخارجي، واللاشعور بمخزونه المتنوّع كرصيد ثريّ يمكّن في آن واحد من استكشاف تاريخ الفرد وكذا تقويم سلوكه . وبذلك فإنه لا ينبغي النظر دائما إلى الشعور على أنه ساحة صراع بين متناقضات ، بل بوصفه آلية للتوازن والتكيف والمعرفة ، ولا إلى اللاشعور باعتباره سجناً لرغبات مكبوتة قد تعصف بكيان الشخصية ، وإنما كطاقة يمكن توجيهها نحو الإبداع العلمي والفني . وتظلّ نظرية اللاشعور بوجه خاصّ ، في سياق التحليل النفسي ، بمثابة اجتهاد أدّى إلى اكتشافات مضيئة وهامّة حول النفس البشرية ومعالجة كثير من اختلالاتها على مستوى السلوك.
0 تصويتات
بواسطة (2.1مليون نقاط)
أقوال الفلاسفة عن الشعور واللاشعور
مقال شاملة عن الشعور واللاشعور

احسن مقالة موسعة عن الشعور واللاشعور "

طرح المشكلة :يهتم علم النفس بدراسة مختلف الظواهر النفسية الصادرة عن الإنسان من ذاكرة و تخيل و عواطف و رغبات و ميول و هي أحوال باطنية و ذاتية لا يمكن التعرف عليها و إدراكها إلا بواسطة الشعور وهو معرفة النفس لأحوالها و أفعالها مباشرة ، غير أن هناك أحوالا نفسية باطنية أخرى لا ندرك حقيقتها و لا نشاطها و التي لها تأثير عميق على سلوكنا و هي تشكل ما يعرف باللاشعور، وهذا ما أدى إلى ظهور صراع و جدال بين علماء النفس و الفلاسفة حول أساس الحياة النفسية فالبعض يرى انه عن طريق الشعور يمكن فهم و تفسير كل الأحوال النفسية لكن البعض الآخر يرى أن هناك أفعالا تصدر عنا و لا نستطيع فهمها و تفسيرها بالشعور و الوعي و هو ما أدى إلى افتراض وجود اللاشعور و من هنا نتساءل: هل الشعور كاف لمعرفة و تفسير حياتنا النفسية؟ أم أن اللاشعور ضروري لتفسير ما لا نفهمه عن طريق الشعور؟ و بتعبير آخر هل أساس الحياة النفسية هو الشعور فقط أم أن هناك جوانب لا شعورية لابد من الاعتراف بها ؟
محاولة حل المشكلة :
عرض منطق الأطروحة: يرى أنصار علم النفس التقليدي و على رأسهم الفيلسوف الفرنسي رونيه ديكارت DescartesRené( 1596-1650 ) و مواطنه آلان Alain (1868-1951 م) أنالحياة النفسية قائمة على الشعور وحده ، وهو الأساس الذي تقوم عليه ، فيكفيأن يحلل المرء شعوره ليتعرف بشكل واضح جلي على كل ما يحدث في ذاته من أحوالوخبرات نفسية وكل ما يقوم به من أفعال وسلوكات ، فالشعور هو أساس الحياةالنفسية ، وهو الأداة الوحيدة لمعرفتها ، وأن الشعور والنفس مترادفان ، ومنثـمّ فكل نشاط نفسي شعوري ، وما لا نشعر به فهو ليس من أنفسنا ، و قد انطلقوا من المسلمات التالية: الانطلاق من القاعدة الثنائية :النفس و الجسد ؛فكل ما هو شعوري نفسي و كل ما لاشعوري جسدي ، الشعور هو الأساس الوحيد للنفس.
الحجج و البراهين:و قد برروا موقفهم بالحجج التالية:
* فالحجة الأولى نجدها عند ديكارت الذي يتصور أن الإنسان يتكون من ثنائية الجسم و الروح( النفس) و أن النفس لا تنقطع عن التفكير إلا إذا تلاشى وجودها فهي تشعر بكل ما يجري داخلها من أحوال و انفعالات و عواطف كالفرح و الحزن و الغضب و أما الحوادث اللاشعورية فتتمثل فقط في بعض النشاطات الفيزيولوجية الآلية المرتبطة بالجسم و التي تحدث دون وعي منا كالدورة الدموية ؛و انقسام الخلايا و نبضات القلب ؛و حركة الرئتين و قيام المعدة بهضم الطعام؛ و عمل الدماغ و نمو الأظافر و الشعر؛ كلها وظائف تعمل من غير شعورنا بها فقد رفض علم النفس التقليدي إمكانية وجود لا وعي نفسي و اعتبر هذه العبارة متناقضة فاللاشعور هو جسدي أما النفسي فهو الشعور. يقول ديكارت: « لا توجد حياة نفسية خارج الروح إلا الحياة الفيزيولوجية » و يقول أيضا: « الشعور و النفس مترادفان »، وفي قول آخر: « النفس جوهر ميتافيزيقي بسيط يتكون من الشعور فقط ».
* والحجة الثانية منطقية في طابعها وهي مستمدة بالضبط من " كوجيتو ديكارت " القائل : » أنا أفكر ، إذن أنا موجود »Je pense donc je suis، وهذا يعني أن الفكر دليل الوجود ، وأنالنفس البشرية لا تنقطع عن التفكير إلا إذا انعدم وجودها، فكلمة الجسم عند ديكارت تعني شيئا ماديا يشغل مكانا و على ذلك فالجسم البشري هو مجرد « جسم » و تسير حجته على النحو التالي: * ٳنني موجود لا ريب في ذلك ( فهو أمر لا يمكن الشك فيه)،* و أن لي جسدا، ذلك أمر فيه شك ( يمكن الشك فيه ).* ذلك يعني أن وجودي مستقل عن الجسد.* و من ثم فإنني لا أستطيع أن أكون على يقين من أنني موجود عندما لا أفكر.* و على ذلك فوجودي و وجود نفسي يعتمد على تفكيري.* و إذن؛ فأنا من حيث الماهية( وهي الصفات الأساسية للشيء)، شيء مفكر أي أنني نفس، أو ذهن ، أو عقل.و لهذه الحجة المنطقية عدة نتائج منها أن وجودنا يعتمد تماما على وعينا و شعورنا فقط، و ما إن نكف عن التفكير فإننا عندئذ نختفي.و نتيجة أخرى هي أن أذهاننا أو أنفسنا تستمر في الوجود بعد أن تموت أجسادنا. يقول ديكارت : « إنني لست مقيما في جسدي كما يقيم الملاح في سفينته، ولكنني متصل به اتصالا وثيقا، ومختلط به بحيث أؤلف معه وحدة منفردة، ولو لم يكن الأمر كذلك، لما شعرت بألم إذا أصيب جسدي بجرح، ولكني أدرك ذلك بالعقل وحده، كما يدرك الملاح بنظرة أي عطل في السفينة ».
* و كلمة شعور في اللغة اليونانية مأخوذة من اللفظ Conscientia، ويعني الوعي أو امتلاك وعيبشيء ما. أما بالنسبة للفظة الفرنسيةConscienceفتعني الفهم المباشر من طرف الفكر لذاته ؛ فعندما أفكر فأنا أعرف بالضرورة أنني أفكر أيضا ،فكيف أضمن أنني لا أحلم في الوقت ذاته الذي أكون فيه مستيقظا؟ .. ولماذا لا يخدعني الله عندما أرى بوضوح أن 2 و 3 يساويان 5؟، كل هذا يتم بفضل الشعور الذي يعتبر الفكر أهم مظهر له ،و من ثمة لا نستغرب كيف أن جميع المناطقة القدامى عرفوا الإنسان بأنه كائن عاقل ناطق و النطق هنا تعبير عن الفكر،يقول ديكارت:«من خلال اسم الفكر نعرف كل ما يدور بدواخلنا بالصورة التي تجعلنا واعين بذلك، كلما كان لنا وعي به »، و يقول أيضا: «ليس هناكشيء يمكنه أن يكون في متناولنا غير أفكارنا »
*وهناك حجة منطقية أخرى تقول أن كون كل ما هو نفسي يرادف ما هو شعوري يلزم عنه أن كل ما أشعر به فهو موجود و ما لا أشعر به فهو غير موجود فالقول بوجود حياة نفسية لا شعورية هو من باب الجمع بين النقيضين في الشيء الواحد و هذا خطأ .فكل ما يحدث فيالذات قابل للمعرفة ، والشعور قابل للمعرفة فهو موجود ، أما اللاشعور فهو غيرقابل للمعرفة ومن ثـمّ فهو غير موجود . إذن لا وجود لحياة نفسية لا نشعر بها ، فلا نستطيع أن نقول عنالإنسان السّوي انه يشعر ببعض الأحوال ولا يشعر بأخرى مادامت الديمومة والاستمرارية من خصائص الشعورأي لا وجود لفاعلية أخرى تحكم السلوك سوى فاعلية الوعي و الشعور و من ثمة فعلم النفس التقليدي على حد تعبير هنري آي Henri Ey(1900-1977 م)في كتابه " الوعي ": « و قد قام علم النفس التقليدي على المعقولية التامة هذه و على التطابق المطلق بين الموضوع (النفس) و العلم به (الشعور) و تضع دعواه الأساسية أن الشعور و الحياة النفسية مترادفان ».
* ثـم إنالقول بوجود نشاط نفسي لا نشعر به معناه وجود اللاشعور ، وهذا يتناقض معحقيقة النفس القائمة على الشعور بها ، ولا يمكن الجمع بين النقيضين الشعورواللاشعـور في نفسٍ واحدة ، بحيث لا يمكن تصور عقل لا يعقل ونفس لا تشعر حيث يقول الفيلسوف الفرنسي مان دو بيران Maine De Biran (1766-1824): « لا توجد واقعة يمكن القول عنها أنها معلومة دون الشعور بها »، كما دعم نفس الاتجاه زعيم المذهب البراغماتي وليام جيمس في بداية حياته و الذي كتب يقول: « إن علم النفس هو وصف وتفسير للأحوال الشعورية من حيث هي كذلك »
* لو كان اللاشعور موجودا في النفس لكانقابلا للملاحظة ، لكننا لا نستطيع ملاحظته داخليا عن طريق الشعور ، لأننا لانشعر به ، ولا ملاحظته خارجيا لأنه نفسي ، وما هو نفسي باطني وذاتي . وهذايعني أن اللاشعور غير موجود ( ليس قابلا للملاحظة و التجربة ) ، وما هو موجود نقيضه وهو الشعور لذلك قال آلان Alain:« إن الإنسان لا يستطيع أن يفكر دون أن يشعر بتفكيره » كما رفض جان بول سارتر القول بوجود عواطف لاشعورية لأن ذلك ضرب من الوهم و الخطأ و قال: « إن مفهوم اللاشعور النفسي هو مفهوم متناقض إذ لا توجد إلا طريقة واحدة للوجود و هي أن أعي أنني موجود» .
* لقد تعززت فكرة الشعور كأساس للحوادث النفسية مع المدرسة الظواهرية، إذا أعطى إدموند هوسرل (1859-1938م) Edmund Husserlبعدا جديدا للمبدأ الديكارتي "أنا أفكر إذن أنا موجود" و حوله إلى مبدأ جديد سماه الكوجيتاتوم و نصه "أنا أفكر في شيء ما، فذاتي المفكرة إذن موجودة". و معناه أن الشعور لا يقوم بذاته و إنما يتجه بطبعه نحو موضوعاته. و أيضا الفيلسوف الفرنسي أندريه لالاند (1867-1963م) André Lalandeالذي عرف الشعور في موسوعته الشهيرة بقوله: « الشعور هو حدس الفكر لأحواله وأفعاله » ’ ويكون الشعور بهذا التعريف هو الوعي الذي يصاحبنا دوما عند القيام بأي عملونجد من المسلمين من تطرق لهذا الموضوع وهو ابن سينا (980م-1037م) الذي اعتبرأن أساس إثبات خلود النفس هو الشعور وأن الإنسان السوي إذا تأمل نفسه يشعر أن ما تتضمنه من أحوال في الحاضر هو امتداد للأحوال التي كان عليها في الماضي و سيظل يشعر بتلك الأحوال طيلة حياته لأن الشعور بالذات لا يتوقف أبدا حيث يقول « إن الإنسان إذا تجرد عن تفكيرهفي كل شيء من المحسوسات أو المعقولات حتى عند شعوره ببدنه فلا يمكن أن يتجردعن تفكيره في أنه موجود وأنه يستطيع أن يفكر» و يقول أيضا:« الشعور بالذات لا يتوقف أبدا »،ومعنى هذا أن الشعور يعتبرأساسا لتفسير وتحديد العالم الخارجي نظرا لما يتضمن من عمليات عقلية متعددةومتكاملة .
* كما دعم هذا الموقف هنري برغسون مؤسس علم النفس الاستبطاني الذي يرى أن الإنسان يدرك ذاته إدراكا مباشرا فهو يدرك تخيلاته وأحاسيسه بنفسه إذ لا يوجد في ساحة النفس إلا الحياة الشعورية كما يمتاز الشعور بخاصية مهمة وهي الديمومة فهو مستمر و متصل لا يعرف الانقطاع إلا في حالات خاصة حيث يقول هنري برغسون: « الشعور ليس ممتدا في المكان بل هو تدفق في الزمان » فتغير الحالات الشعورية لا يعني وجود فراغات تفصل بين الحالات المختلفة بل هو متصل رغم النوم وحالة الغيبوبة فالشعور يستأنف مجراه ويندمج كما تنصهر الألوان و تتوحد لحظة مغيب الشمس ، ويعبر برغسون Bergson عن الاتصال في الشعور بالديمومة (Durée) ويعني بها اتصال الأحوال الشعورية واندماج اللاحق منها بالسابق أثناء جريانها بحيث تصحبها فكرة الكيف لا فكرة الكم التي تجزئ المتصل و يعمد إليها الإنسان عند التفكير أو التواصل مع الغير،. .
* زيادة على أن هناك حجة نفسية أخرى فالدليل على الطابع الواعي للسلوك النفسي هو شهادة الشعور ذاته كملاحظة داخلية إذ يستطيع الإنسان أن يتعرف على ذاته عن طريق الاستبطان أو التأمل الذاتيالاستبطان (معرفة الباطن أو تعرف الباطن ) Introspection هو معاينة الفرد لعملياته العقلية أو هو المعاينة الذاتية. ويُعرّفه بعضهم بأنه ملاحظة الشخص المنظمة لما يجري في شعوره من خبرات و تجارب حسية أو عقلية أو انفعالية تصف هذه الحالات وتحللها وتؤولها أحياناً، سواء أكانت حاضرة كحالة الحزن أو الغضب أم ماضية كأحلام النوم. وهو أيضا ملاحظة داخلية لما يجري في النفس من فرح و حزن و غضب حيث ينقلب الفرد إلى شاهد على نفسه ليعلم أن له ذاتا أو نفسا حقيقية تميزه عن الآخرين، ومازاللهذا المنهج أهميته وضرورته في دراسة بعض الظواهر النفسية، كذلك كان أساساً للعديدمن الأدوات والمقاييس النفسية خاصة في دراسة الشخصية وأبعادهاالمختلفة وقياس خصائصهاوسماتها ،فالإجابة على غالبية الاستخبارات التي تقيس الشخصية تعتمدعلى استبطان الفرد لذاته، كذلك المقابلة التي تعتمد على ما يقرره الفرد عنذاته. و أيضا في دراسة الأحلام.
. و ترجع جذور هذه النظرية إلى الفلسفة اليونانية وبالتحديد إلى آراء سقراطSocrate 479/ 399 ق م ، الذي اعتقد إن الإنسان يعرف نفسه ويستطيع الحكم عليها وعلى أحوالها وأفعالها وقد عبر عن ذلك بمقولته الشهيرة « ٳعرف نفسك بنفسك ». ومن أنصار منهج الاستبطان أيضا العالم الفرنسي مونتانيه Montagnierالذي يقول: « لا أحد يعرف هل أنت جبان أو طاغية إلا أنت، فالآخرون لا يرونك أبدا »
النقد:لا ننكر أن الإنسان كائن يعي و يشعر فهو يعيش معظم لحظات حياته واعيا،لكن هذا الموقف يفسر بعض الجوانب النفسية فقط ويعجز عن تفسير كثير من الحالات الأخرى التي يتعرض لها الإنسان في حياته فلا يوجد شيء يؤكد أن الحياة النفسية هي كلها شعورية وقابلة للملاحظة ، فهناك الكثير من الحالات النفسية والسلوكية عجز الإنسان عن تفسيرها تبعا للشعور فأحيانا يكون الإنسان قلقا لكنه لا يعرف سبب قلقه و أحيانا ننجذب إلى شخص ما أو ننفر منه دون معرفة السبب كما أن الإبداع الفني و العلمي لا يمكن تفسيرهما بالشعور فقد فمن أين تأتي الأفكار المذهلة التي يقدمها الشعراء و الأدباء و العلماء... ،و بهذا يصير جزء من السلوك الإنساني مبهما و مجهول الأسباب و في ذلك تعطيل لمبدأ السببية الذي يقول أنه ما من ظاهرة تحدث إلا و لها سبب يفسرها و هذا المبدأ هو أساس العلوم كما أن الملاحظة ليست دليلا على وجود الأشياء حيث يمكن أن نستدل على وجود الشيء من خلال آثاره فلا أحد يستطيع ملاحظة الجاذبية أو التيار الكهربائي، و رغم ذلك فآثارهما تجعلنا لا ننكر وجودهما. ، وأخيرا يمكننا القول عن منهج الاستبطان أن تطبيقه غير ممكن دائما لأن الذات واحدة و لا يمكن أن تشاهد ذاتها بذاتها لأن المعرفة تفترض وجود العارف و موضوع المعرفة و لكن في الاستبطان يتحد موضوع المعرفة مع الذات العارفة وهذا ما يجعل الدراسات عن النفس غير موضوعية و غير صادقة فالشعور قد يكون وهما و مبالغة و تضخيما للأحوال النفسية فانقسام الفرد إلى ملاحظ وملاحظقد يصرف انتباهه عما يلاحظ داخل نفسه، فقد لا يكون الفرد صادقاً في التعبير عما يشعر به حقيقة؛ بقصد عدمقدرته على مواجهة ذاته، أو بغرض تزييف الاستجابة،كمالا يصلح هذا المنهج للأطفال الصغار أو بعض فئات من ذوىالحاجات الخاصة ( التخلف العقلي مثلاً). يقول الفيلسوف و عالم الاجتماع الفرنسي أوجست كونت Auguste Comte (1798-1857م)منتقدا منهج الاستبطان القائم على الشعور كمصدر وحيد لفهم النفس : « لا يمكنني أن أكون أنظر من النافذة، و أن أشاهد نفسي في الآن عينه، و أنا أسير في الشارع »، و المقصود من هذا القول أن الدارس وهو( الأنا ) هو نفسه المدروس بالتالي لا توجد مراقبة موضوعية لحياتنا النفسية ،وهنا كان لابد من افتراض جانب آخر يشكل الحياة النفسية وهذا الجانب هو اللاشعور.
 .
بواسطة (2.1مليون نقاط)
عرض نقيض الأطروحة :في المقابل، يرى الكثير منأنصار علم النفس المعاصر ، أن الشعور وحده ليس كافيا لمعرفة وفهم كل خبايا النفسومكنوناتها ، كون الحياة النفسية ليست شعورية فقط ، لذلك فالإنسان لا يستطيع – في جميع الأحوال - أن يعي ويدرك أسباب سلوكه - ومادام الشعور لا يستطيع أنيشمل كل ما يجري في الحياة النفسية ، فهذا يعني وجود نشاط نفسي غير مشعور به، الأمر الذي يدعو إلى افتراض جانب آخر من الحياة النفسية هو اللاشعور و الذي يمثل مختلف الأحوال النفسية الخفية كالميول و الرغبات و الأفكار المكبوتة التي لا ندرك نشاطها أو حقيقتها و التي لها تأثير عميق على سلوكنا،ولقد دافع عن هذا الموقف العديد من علماء النفس منهم الفرنسي: شاركو (1825-1893م) Charcotو مواطنه بيرنهايم ( 1837-1919م)Bernheim و الطبيب النمساوي جوزيف بروير (1842-1925م)Josef Breuer وطبيب الأعصاب النمساوي ومؤسس مدرسة التحليل النفسيسيغموند فرويد (1856-1939م)Sigmund Freud الذي يرى أن : « اللاشعور فرضية لازمة ومشروعة .. مع وجودالأدلة التي تثبت وجود اللاشعور »و قد انطلقوا من المسلمات التالية: الشعور وحده عاجز عن تفسير كل ما يصدر عن النفس.
الحياة النفسية تنقسم إلى شعورية و لا شعورية و اللاشعور يمثل الجانب الأكبر منها.
الحجج و البراهين: وقد برروا موقفهم بحجج عديدة أهمها:
* ففي العصور الحديثة أشار كثير من المفكرين و الفلاسفة الى اللاشعور فكانوا ممهدين لفكر فرويد، لكن أيا من هؤلاء لم يبن نظرية متماسكة قاعدتها اللاشعور منهم شوبنهاور (1788-1860م) Schopenhauerالذي قال :« ٳن دوافعنا الشعورية ليست سوى واجهة تخبئ دوافعنا اللاشعورية، و أن إرادة الحياة تتألف من غريزة المحافظة على الذات و الغريزة الجنسية، و أن الكبت بواسطة العقل يشكل أساسا لأمراض النفس » ، وأيضا الفيلسوف الألماني نيتشه (1844-1900م) Nietzcheالذي تكلم عن اللاشعور وأقنعته و قال أن القيم الأخلاقية تصدر غالبا عن غرائز أنانية عدوانية و جنسية .
* مع أواسط القرن التاسع عشر بدأت ردة فعل قوية ضد المنهج التقليدي و كان سببها الظواهر المرضية كالهستيريا Hystérie و
*ثم جاء الطبيب النمساوي سيغموند فرويد الذي تلقى تعليمه في فينا و عمل أستاذا لعلم أمراض الأعصاب و كان قد لاحظ مع شريكه الطبيب بروير أن مرضاه المصابين بالهستيريا (و المترافق مع شلل اليدين أو الرجلين أو جمود الرقبة و صعوبة في استعادة الذكريات الأليمة و نوبات عصبية ) يستعيدون حياتهم السوية و الطبيعية بعد تذكر حادثة معينة مروا بها و استطاعوا روايتها. اتبع فرويد بداية طريقة التنويم المغناطيسي الشائعة في ذلك الحين. ولاحظ أن المريض الذي يتكلم أثناء نومه يفضح ذكرياته الأليمة التي لم يكن يجرؤ على فضحها من غير التنويم,إلا أنه يتحرر من مرضه حينما يصبح اللاشعور واعيا فيتم الشفاء و سمى هذه الطريقة بالتطهيرية فقد عالج "فرويد" و "بروير" فتاةتبلغ من العمر 21 سنة تسمى أنا Anna وكانت تعاني من أعراض عصابية عديدةمثل السل والسعال العصبي وكشف التنويم المغناطيسي أن لها ذكريات مكبوتة تسمع فيها صوت موسيقي راقصةتأتي من منزل قريب بينما كانت تعتني بوالدها الذي توفى فيما بعد ؛ فاكتشفا أن شعورها بالذنب راجع لكونها كانت تعتقد أنهاكانت ترقص ( فقد كانت تتدرب على الرقص ) أكثر مما كانت ترعى والدها بعدها اختفى سعالها العصبي بعد أن ظهرت منجديد تلك الذكرى المكبوتة .لكنه اكتشف بعد حين أن الطريقة التطهيرية بربرية لأنها ترهق المريض و تخيفه ،كما أن المرض يعود للمريض من جديد بعد فترة وأن بعض الأشخاص يبدون مقاومة شديدة و يصعب تنويمهم فوضع طريقة جديدة تدعى التحليل النفسي Psychanalyseالتي تقوم على الحوار و التداعي الحر للأفكار Libre Association و التي تهدف إلى اكتشاف اللاشعور ومن مظاهرها عدم مقاطعة المريض أثناء كلامه إلا عند الضرورة على ألا يخفي المريض عن طبيبه شيئا مهما بدا له تافها أو مرفوضا أخلاقيا و الهدف هو إخراج هذه الرغبات المكبوتة في اللاشعور فيصارعها المريض من جديد إلى غاية أن تزول الأعراض المرضية .وقد طور فرويد طريقته في التحليل النفسي فأخذ بتأويل زلات اللسان و الأفعال الناقصة و الأحلام الليلية، و قد صادفت هذه النظرية رواجا كبيرا في أوساط علماء النفس و المثقفين، يقول فرويد:« اللاشعور فرضية لازمة ومشروعة .. مع وجود الأدلة التي تثبت وجود اللاشعور »
*و ما يثبت وجود اللاشعور أيضا حسب التحليل النفسي وجود عمليات نفسية لاشعورية لا تقتصر على المرضى بل على الأسوياء أيضا منها الحيل الدفاعية اللاشعورية التي نستخدمها للتخلص من الدوافع المنبوذة أو لحماية الذات من القلق الشديد، و تأثير الرغبات المكبوتة التي لا يمكن تحقيقها في الواقع، أو من تأنيب الضمير،فالقلق هو إنذار بالخطر يخبر الأنا أن شيئا ما ينبغي عمله،وإذا لم يتم تجنب القلق أو التعامل معه بفاعليه فإنهيصبح مرضا نفسيا.وعندما يعجز الأنا عن التعامل مع القلق بطرق منطقية(عقلانية) فإنه يلجئ إلىطرق غير واقعية تسمى بــ(آليات الدفاع أو الحيل الدفاعية) والتي من أهمها: الأحلام: التي تعتبر مناسبة لظهور الميول و الرغبات المكبوتة في اللاشعور في صور رمزية،، فالحلم – بالنسبة لفرويد – نشاط نفسي ذو دلالة لا شعورية يكشف عن متاعب وصراعات نفسية يعانيها النائم تحت تأثير ميولاته ورغباته التي لم يستطع تحقيقها ، فيتم تحقيقها بطريقة وهمية، و رمزية في الحلم وأطرف حلم رواه فرويد في كتابه تفسير الأحلام ما روته إحدى مريضاته فقد رأت في منامها و هي في السنة الرابعة من عمرها حشدا من الأطفال الصغار ، جميعهم من إخوتها و أقاربها بنين و بنات يحبون فوق أرض حقل أخضر، و فجأة نبتت لهم أجنحة و طاروا جميعا أمام عينيها إلى أن اختفوا في الجو و هي تنظر إليهم..، وهو حلم يبدوا لأول وهلة و لا علاقة له بالموت، و لكن بعد الاستقصاء و التحليل علم فرويد أنها قبل ذلك الحلم كانت قد سمعت بوفاة طفل من أقاربها، فسألت ذويها ماذا يحدث للأطفال الذين يموتون ؟، فأخبروها أنهم يتحولون إلى ملائكة ذوي أجنحة و يطيرون بعيدا إلى السماء و بذلك اكتشف فرويد المضمون الحقيقي لحلم الطفلة الصغيرة فتحولُ جميع أقاربها و أصدقائها الصغار إلى ملائكة يطيرون و يختفون في السماء و تبقى هي وحدها معادل للقول بأنهم جميعا ماتوا و لم يبق على قيد الحياة سواها ؛ و هذا الحلم هو تحقيق لرغبة الحالمة الخفية في أن يموت كل الأطفال في الوسط الذي تعيش فيه و تنفرد هي بالإعزاز و رعاية والديها يقول فرويد: « غالبا ما تكون الأحلام في غاية العمق عندما تكون في غاية الجنون ».و مثال آخر يقول أن إحدى مريضات فرويد ذكرت أنها رأت في الحلم أنها تشتري من دكان كبير قبعة جميلة لونها أسود وثمنها غالي جدا فيكشف المحلل أن للمريضة في حياتها زوجا مسنا يزعج حياتها وتريد التخلص منه وهذا ما يرمز إليه سواد القبعة أي الحداد وهذا ما أظهر لفرويد أن لدى الزوجة رغبة مخفية في التخلص من زوجها الأول،وكذا أنها تعشق رجلا غنيا وجميلا وجمال القبعة يرمز لحاجتها للزينة لفتون المعشوق وثمنها الغالي يعني رغبة الفتاة في الغنى.يقول فرويد: « تفسير الأحلام هو الطريق الملكي لمعرفة أنشطة العقل اللاواعية«
بواسطة (2.1مليون نقاط)
* إضافة إلى حيلة أخرى هي: هفوات أو فلتات اللسان وزلات الأقلام: فالناس – في حياتهم اليومية – قد يقومون بأفعال مخالفة لنواياهم ومقاصدهم ، تظهر في شكل هفوات وزلات تصدر عن ألسنتهم وأقلامهم تغير المعنى بأكمله ، وهذه الهفوات والزلات لها دلالة نفسية لاشعورية كالنفور والكره والغيرة والحقد .. وليست كلها صادرة عن سهو أو غفلة كما يعتقد البعض إذ يروي فرويد عن رئيس برلمان النمسا أنه لما دخل القاعة قال: يشرفني أن أعلن عن رفع الجلسة بدل قوله: افتتاح الجلسة وهكذا يكون قد عبر لاشعوريا عن عدم ارتياحه لنتائج الجلسة. يقول فرويد : « يكتشف المرء الحقيقة الكاملة من خطأ لآخر »
النسيان: فقد تكون وراءه رغبات مكبوتة فنحن نميل إلى نسيان الأمور التي لا نرغب فيها و تجرح مشاعرنا حيث يروي فرويد عن نفسه انه نسي ذات يوم اسم مريضته لأنه عجز عن تشخيص مرضها و عندما ننسى إحضار شيء وعدنا به زميلنا فهذا ناتج عن كرهنا لانجاز الوعد. ومن أمثلة النسيان أن شخصا أحب فتاة ولكنها لم تبادله الحب وحدث أن تزوجت شخصا آخر،ورغم أن الشخص الخائب كان يعرف الزوج منذ أمد بعيد وكانت تربطهما رابطة العمل فكان كثيرا ما ينسى اسم زميله محاولا عبثا تذكره وكلما أراد مراسلته أخذ يسأل عن اسمه،وتبين لفرويد أن هذا الشخص الذي ينسى اسم صديقه يحمل في نفسه شيئا ضد زميله كرها أو غيرة ويود ألا يفكر فيه.
الإسقاط: فنحن نميل إلى توجيه و إسقاط الأفعال التي تثير فينا إحساسا بالذنب على الآخرين فالغشاش يرى جميع الناس غشاشين و الأناني يرى الجميع أنانيين فيصير المحظور مباحا بطريقة لاشعورية يقول فرويد :« لا يريد معظم الناس الحرية حقا، لأن الحرية تتطلب مسؤولية ومعظم الناس يخافون من المسؤولية ».
التقمص: عندما يرى الشخص ذاته غير مهمة في نظر الغير يلجأ لاشعوريا إلى تقمص شخصية ذات أثر فيقلدا في طريقة اللباس و حلاقة الشعر و الكلام و الحركات( الملامح الخارجية) حتى يجلب الاهتمام.
النكت: فالإنسان وهو يسخر و ينكت يكون قد تحلل من قيود آداب الحديث لذا تجد الرغبات المكبوتة منفذا للخروج كما تجعل النكتة الواقع الذي اعترض رغباتنا محل ضحك و سخرية، خاصة النكت ذات المواضيع الجنسية أو السياسية.
التعويض: ويكون نتيجة الشعور بالنقص الذي يدفع الفرد إلى التعويض في مجال آخر ، ومن أمثلة التعويض أن الفتاة قصيرة القامة قد تخفف من عقدتها النفسية بانتعالها أعلى النعال أو بميلها إلى الإكثار من مستحضرات التجميل حتى تلفت إليها الأنظار، أو تقوم ببعض الألعاب الرياضية أو بارتداء بعض الفساتين القصيرة .
التبرير: و الذي يستخدم لتفادي الصراع بين دافع ما و السلطة الأخلاقية ( الضمير) كأن يغادر فرد ما الحافلة دون دفع ثمن التذكرة ثم يبرر لنفسه بأنه كان واقفا طيلة المسافة بالتالي فصاحب الحافلة لا يستحق ماله. و الشخص الذي لم يتمكن من أخذ تذكرة لحضور مسرحية ما قد يلجأ لتبرير موقفه بإحصاء عيوب المسرحية.
النكوص: و هو رجوع الشخص الكبير سنا سلوكيا إلى الوراء كالشيخ الذي يلعب مع الصغار تحقيقا للرغبة ( و التي قد تكون طلب الرعاية و الحنان من أفراد أسرته)أو بحثا عن لذة.
*كما قسم فرويد الجهاز النفسي إلى ثلاث مستويات ينتج عن العلاقة بينها إما التوازن و إما الاختلال في الحياة النفسية وهي:
الهو: Le Soi : و يمثل جملة الغرائز و الرغبات البيولوجية التي تسير وفق مبدأ اللذة و يتصف بأنه لا يعترف بالأخلاق و المعايير الاجتماعية و المنطقية و يظهر الهو من خلال غريزتين هما غريزة الحياة و غريزة الموت( التدمير ) ،و يحدث بينهما تفاعل يكون مختلف الأنشطة النفسية في الحياة، و هما: الغريزة الجنسية( الليبيدو ) أو غريزة الحياة Libido:
فهي الأساس الذي بنى عليه فرويد نظريته؛ لكنه توسع فيها و لم يحصرها في وظيفة التناسل و إنما جعلها غريزة الحياة فهي تعني كل التنبيهات و النشاطات التي تنتج عنها لذة سواء كانت جنسية أو وجدانية أو حسية و كل الأعمال الايجابية و البناءة التي تؤدي إلى استمرار الحياة،يقول فرويد في هذا السياق « إن الفنان الذي يرسم لوحة فنية ليس إلا طريقة لا شعورية للتعبير عن غريزته الجنسية المكبوتة » و يقول أيضا : « إن الطاقة الغريزية التي يولد الطفل مزودا بها تمر بأدوار محددة بحياته؛ كما أن النضج البيولوجي هو الذي ينقل الطفل من مرحلة إلى أخرى، ولكن نوعوطبيعة المواقف التي يمر بها هي التي تحدد النتاج السيكولوجي لهذهالمراحل «.
إضافة إلى غريزة العدوان ( أو غريزة الموت ) التي تشمل كل مظاهر القسوة و الهدم و التحطيم و التهديم و الاضطهاد و الكره ضد الآخر سواء كان إنسانا أو حيوانا أو جمادا أو حتى ضد نفسه كما في الانتحار ، و تظهر أيضا من خلال اللوم المستمر و مشاعر الذنب و تعذيب الذات و يكفي أن نتأمل حالة الغضب و هو ينتقل من العدوان المكبوت إلى حالة إفناء النفس بتوجيه عدوانه إلى نفسه، فيلطم الغاضب نفسه و يجذب شعره و هي أعمال كان يفضل لو يوجهها إلى شخص آخر.و التي تظهر في السلوك التخريبي كما نجده عند الطفل الذي يكسر لعبه، يقول فرويد: « كل أشكال الحياة هدفها الموت »الأنا الأعلى Le Moi Supérieur: (Le Sur-Moi) : و يمثل القوة القمعية و النقدية التي تقف أمام متطلبات الهو اللامحدودة فيشمل الموانع و المحظورات الأخلاقية و القوانين العقابية و الذي يتكون من خلال التربية و سلطة الأبوين و العادات و القوانين الاجتماعية و المعتقدات الدينية( مثل يجب أن ...يجب ألا...) و بتعبير آخر هو جملة القيم الأخلاقية التي نتعلمها من المجتمع و يمثل سلطة الأبوين و الضمير وهو ذو طابع أخلاقي مكتسب يتسلط على الذات و يكبح الهو. يقول فرويد: « إن الطفل يتحرك بالغريزة، بيد أن هذه الغريزة لا تلبث أن تدخل في سن مبكرة في تناقض مع متطلبات الحياة »
الأنا Le Moi : تمثل الجانب الواقعي من الشخصية ( النفس) وهو ساحة الصراع بين مطالب الهو و موانع الأنا الأعلى و لذلك مهمة الأنا هي التوفيق بينهما ؛و إزالة الصراع لكنه في بعض الأحيان يضطر إلى كبت و رفض بعض مطالب الهو. كما تعتبر الأنا القوة المنظمة التي تحقق التوازن النفسي و التوافق بين الأنا الأعلى و الهو فيؤدي إلى الابتعاد عن الصراع و الأزمات النفسية و ذلك باستخدام مختلف الآليات الدفاعية التي تؤدي إلى تحقيق المطالب وفق أساليب مقبولة أخلاقيا و اجتماعيا أما المطالب المرفوضة فتشكل ما يسمى «الكبت »Le Refoulement، و الرغبة المكبوتة تستقر في اللاشعور و تبقى حية محتفظة بكل طاقتها و تؤثر باستمرار على الحياة النفسية و على السلوك.
* و بفضل هذا التقسيم صار بالإمكان فهم أسباب الهستيريا التي حددها أطباء النفس اليوم في أسباب نفسية تنحصر في الصراع بين الغرائز والمعايير الاجتماعية، والصراع الشديد بين الأنا الأعلى و بين الهو (خاصة الدوافع الجنسية) بالتوفيق عن طريق العرض الهستيري، بسبب الإحباط وخيبة الأمل في تحقيق هدف أو مطلب، والفشل والإخفاق في الحب، والزواج غير المرغوب فيه ،والزواج غير السعيد، والغيرة، والحرمان ونقص العطف والانتباه وعدم الأمن، والأنانية والتمركز حول الذات بشكل طفلي.وعدم نضج الشخصية وعدم النضج الاجتماعي، وعدم القدرة على رسم خط الحياة، وأخطاء الرعاية الوالديـه مثل التدليل المفرط والحماية الزائدة .
النقد : صحيح أن اكتشاف اللاشعور ساهم في علاج الكثير من حالات الهستيريا و الاضطرابات النفسية كما تعتبر نظرية فرويد حول التحليل النفسي أول نظرية متكاملة في الشخصية ؛كما بين تأثير مرحلة الطفولة في نمو الشخصية وقد شاركه الكثير من الباحثين هذا الرأي؛ لكناللاشعور يبقى مجرد فرضية فلسفية لا ترتقي إلى مستوى النظرية العلمية فتجارب فرويد اقتصرت على المرضى فقط و لم تمتد إلى الأسوياء غير أن مدرسة التحليل النفسي جعلت اللاشعور حقيقة مؤكدة ، مما جعلها تحول مركز الثقل فيالحياة النفسية من الشعور إلى اللاشعور ، فقد أنكر فرويد حرية الشعور مع أن الشفاء من الاضطرابات العصابية اللاشعورية لا يتم إلا بالشعور، كما بالغ فرويد في جعل الإنسان تحت رحمة جملة من الغرائز أهمها الغريزة الجنسية و بالغ في اعتبارها المحرك الأساسي للإنسان فقد تعرض إلى كثير من الانتقادات حتى من أقرب الناس إليه فآراءه المتعصبة لجهة سيطرة اللاشعور على حياة الإنسان افقده خصوصية هامة ألا وهي الوعي والإدراك فجعله أسيرا لغرائزه ومكبوتاته ونفى عنه كذلك كل إرادة وحرية في الاختيار ، فابنته أنا فرويد Anna Freud ( 1895-1982م)وتلميذه ألفرد أدلر ( 1870-1937م) Alfred Adler كانا أكثر من انتقده في هذا الجانب ،كما رأت ابنته أنا Anna أيضا أن التداعي الحر لا يمكن تطبيقه عمليا مع الأطفال قبل سن البلوغ فذلك يؤثر على تحليل الأحلام وهو الطريق الثانية للنفاذ إلى اللاشعور فمع أن الطفل يحكي أحلامه بحرية إلا أنه لا يمكن أن يعلق عليها ليكشف عن مضمون الحلم الكامن ؛و كذلك من غير الممكن أن نقسر الطفل على أن يرقد على وسادة ليتداعى بحرية لأنه غالبا ما ينام و أيضا لقلة حيلته في التعبير عن نفسه لغويا؛ و لعدم نضجه و وعيه ثانيا . ومن الانتقادات الموجهة إلى فرويد أن الإنسان في الحقيقة مكرم و منزه عن بقية الكائنات بميزة العقل فربط الأمراض النفسية بالليبيدو يعتبر تشويها للإنسان إذ تم تصويره كحيوان يجري وراء شهواته و غرائزه و حين نتحدث عن اللبيدو أوالجنس فلامناص من ذكر فرويد فقد كان يوجه اهتمامه لهذه المسألة إلى درجة المبالغةوالشذوذ وكل ما كتبه يدور حول الغريزة الجنسية لأنه يجعلها مدار الحياة كلهاومنبع المشاعر البشرية بلا استثناء و يصل به الأمر إلى تقرير نظريته إلى حد أنيصبغ كل حركة من حركات الطفل الرضيع بصبغة الجنس الحادة المجنونة فالطفلأثناء رضاعته ـ كما يزعم هذا الأخير ـ يجد لذة جنسية ويلتصق بأمه بدافع الجنسوهو يمص إبهامه بنشوة جنسية،وقد جاء فيبروتوكولات حكماءصهيون: (يجب أن نعمل أن تنهار الأخلاق في كل مكان فتسهل سيطرتنا...إنفرويد منا وسيظل يعرض العلاقات الجنسية في ضوء الشمس كي لا يبقى في نظرالشباب شيء مقدس ويصبح همه رواء غرائزه الجنسية وعندئذ تنهار أخلاقه) فقد لحقت تهمة المادية بنظرية التحليل النفسي إذ ردت عالم القيم كله إلى عقد نفسية مرتبطة بالغرائز المكبوتة .لقد تجاهل فرويد عناصر كثيرة تؤثر في الشخصية كالعناصر الاجتماعية و العرقية و التاريخية و الثقافية بدليل ظهور فرضيات جديدة من طرف تلاميذه خاصة ألفرد أدلر الذي اختلف مع فرويد بالتأكيد أن القوة الدافعةفي حياة الإنسان هي الشعور بالنقص والتي تبدأ حالما يبدأ الطفل بفهم وجودالناس الآخرين والذين عندهم قدرة أحسن منه للعناية بأنفسهم والتكيف معبيئتهم . فمن اللحظة التي ينشأ الشعور بالنقص يبدأ الطفل يكافح للتغلب عليه، ولأن النقص لا يحتمل الآليات التعويضية التي تنشأ من النفس تظهرالاتجاهات العصابية الأنانية وإفراط التعويض وانسحاب من العالم الواقعي ومشاكله أما تلميذه الأخر عالم النفس السويسريكارل يونغ(1875-1961م)Carl Jungفيرى أن الليبيدو يؤثر على الطبع المنطوي و لا يقوى على المنبسط لاهتمامه بالعالم الخارجي و قال بوجود اللاشعور الاجتماعي. كما رفض الطبيب النمساوي ستيكال Stekelاللاشعور من خلال قوله: ( أنا لا أومن باللاشعور فلقد آمنت به في مرحلته الأولىولكن بعد تجربتي التي دامت ثلاثين عاما وجدت أن الأفكار المكبوتة إنما هي تحتشعورية وان المرضى دوما يخافون من رؤية الحقيقة).ومعنى هذا أن الأشياءالمكبوتة ليست في الواقع غامضة لدى المريض إطلاقا إنه يشعر بها ولكنه يميلإلى تجاهلها خشية إطلاعه على الحقيقة في مظهرها الخام كما هاجم جورجي لوكاس فرويد قائلا: « إن سيكولوجيا فرويد هي سيكولوجيا الرجل العاطل عن العمل و لهذا غلبت فيها الدوافع الجنسية »و قال طبيب الأعصاب الفرنسي هنري آي Henri ey (1977-1900)ساخرا من أسلوب التحليل النفسي الذي ابتكره فرويد: « إن المحلل النفسي كالبوم لا يرى إلا في الظلام ».
التركيب:إن الحياة النفسية كيان متشابك يتداخل فيه ما هو شعوري بما هو لاشعوري ، فالشعور يمكننا من فهم الجانب الواعي من الحياة النفسية ، واللاشعور يمكننا من فهم الجانب اللاواعي منها ، أي أن الإنسان يعيش حياة نفسية ذات جانبين : جانب شعوري وجانب لا شعوري ، وأن ما لا يستطيع الشعور تفسيره ، نستطيع تفسيره برده إلى اللاشعور.واعتبار الحياة النفسية يمثلها الشعور فقط فيه نوع من الإهمال لجانب مهم وهو اللاشعور ، وكذلك اعتبار الحياة النفسية يمثلها اللاشعور فقط فيه تقليل من قيمة الإنسان ككائن واع بكل خصائصه ، والرأي السليم هو أن الحياة النفسية عند الإنسان لا يمكن معرفتها وتفسيرها إلا بالإيمان بوجود الجانبين معا فهما يتكاملان لمعرفة حقيقة النفس الإنسانية وما يدور بداخلها وان كانت هذه المعرفة محدودة إلى حد ما .
الرأي الشخصي: لكن حسب رأيي الشخصي فان الحياة النفسية للإنسان هي حياة شعورية بالدرجة الأولى لأنه يعيش معظم لحظات حياته واعيا ولان من خصائص الشعور الديمومة، و الاتصال، لكن هناك جانب آخر لاشعوري له دور كبير في تنفيس الرغبات المكبوتة و لكلا الجانبين دور و أهمية في الحياة النفسية لكل منا.
حل المشكلة :وهكذا يتضح في الأخير، أن الإنسان يعيش حياة نفسية ذات جانبين : جانب شعوري يُمكِننا إدراكه والاطلاع عليه من خلال الشعور ، وجانب لاشعوري لا يمكن الكشف عنه إلا من خلال التحليل النفسي ، ومادام الشعور وحده غير كافٍ لمعرفة كل ما يجري في حياتنا النفسية ، فإنه يمكن أن نفهم عن طريق اللاشعور كل ما لا نفهمه عن طريق الشعور ، فالشعور يساعدنا على التكيف مع العالم الخارجي؛ و اللاشعور بمخزونه المتنوع يساعد على اكتشاف تاريخ الفرد بالتالي تقويم سلوكه، فبفضل اللاشعور مثلا تطور العلاج النفسي كما استثمر في مجال التربية حيث بين حساسية و أهمية مرحلة الطفولة و كيف أن التجارب القاسية التي يعيشها الطفل تكون سببا لما يعانيه و هو راشد؛ فالشاب الذي يصير لصا أو مجرمامثلا قد يكون السبب راجعا إلى العنف الذي تعرض له في أسرته؛ و هو طفل صغير، أو إلى العنف الذي تعرض له في المدرسة.
0 تصويتات
بواسطة
حجج وبراهين الشعور واللاشعور
 مقالة الشعور واللاشعور pdf
مخطط مقالة الشعور واللاشعور
مقدمة عن درس الشعور واللاشعور
تحضير درس أثر اللاشعور على الإدراك
مقالة جدلية حول الشعور واللاشعور
تحضير درس الشعور بالأنا والشعور بالغير 3 ثانوي
تحضير درس شعور ولا شعور

اسئلة متعلقة

0 تصويتات
1 إجابة
0 تصويتات
6 إجابة
سُئل أبريل 26، 2022 في تصنيف المناهج الدراسية بواسطة lmaerifa (2.1مليون نقاط)
0 تصويتات
1 إجابة
0 تصويتات
1 إجابة
سُئل يونيو 9، 2022 في تصنيف المناهج الدراسية بواسطة لمحة معرفة
مرحبًا بك إلى لمحة معرفة، حيث يمكنك طرح الأسئلة وانتظار الإجابة عليها من المستخدمين الآخرين.
...