0 تصويتات
في تصنيف ثقافة بواسطة

خطبة الجمعة عن ذكرى المولد النبوي الشريف مكتوبة مع الدعاء خطبة الجمعة الأولى من شهر ربيع الأول وقدوم ذكرى مولد النبي صلى الله عليه وسلم

خطبة الجمعة بعنوان ذكرى المولد النبوي الشريف 

خطبة بعنوان: يوم ولد المصطفىﷺ

في ذكرى شهر الربيع النبوي

الخطبة الأولى 

بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله الذي أنعم علينا بولادة المصطفى عليه الصلاة والسلام، وأشهد ألَّا إله إلا الله ذو الجلال والإكرام، وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله سيد الأنام، ولد في عصر انتشرت فيه عبادة الأصنام، واستقسم الناس بالأزلام، وطغت على العقائد الخرافات والأوهام، وعلى المعاملات الفسوق والآثام، فعم فيه الظلم والظلام، فكانﷺ في الحرب رسول السلام، وفي السلم منبع الحب والوئام، داعيا إلى شريعة التوحيد والتوافق وصلة الأرحام، شريعة تطهر الأرواح والأجسام، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه الكرام، وعلى التابعين لهم بإحسان ما دمت الأعوام.

أما بعد فيا أيها الاخوة المؤمنون؛ أوصيكم ونفسي أولا بتقوى الله وطاعته    

ها هو شهر ربيع الأول قد حل بساحتنا، وهو الشهر الثالث من الشهور القمرية الإسلامية، سماه العلماء شهر الربيع النبوي؛ ليس لأننا نتذكر فيه ولادته ونقرأ فيه سيرتهﷺ، فهذا واجب المسلم طيلة السنة كلها؛ بل لأنه شهر يحمل في طياته عدة أحداث من السيرة العطرة؛ ففيه ولدﷺ، وفيه بدأ الوحي بالرؤيا المنامية، وفيه هاجرﷺ من مكة إلى المدينة، وفيه نزلت الآية التي حرمت الخمور، وفيه وقعت غزوة بني النضير، وغزوة دومة الجندل، وغزوة الغابة، وسرية خالد بن الوليد التي أسلم بسببها القبيلة المسيحية بنجران، وفيه توفي إبراهيم ابن النبيﷺ، وفيه صلى النبيﷺ صلاة الكسوف لأول مرة، وفيه توفي النبيﷺ فالتحق بالرفيق الأعلى.

إنها أحداث نجهل أغلبها تماما، فماذا تعلم -أخي المسلم- من هذه الوقائع؟ لو احتضنت مقابلات في اللهو واللعب لضجت بها المواقع، ولعلمنا منها كل شيء؛ موقعها الجغرافي، ومناخها، وارتفاعها عن مستوى البحر أو انخفاضها، ومساحتها ومسافتها؛ ولكنها احتضنت أحداثا من سيرة المصطفىﷺ، فكان نصيبها منا التجاهل والإهمال، كما تجاهلنا الكثير من حقائق ديننا وتراث تاريخنا.

فتعالوا بنا اليوم بمناسبة شهر الربيع النبوي نكشف الستار عن حالة العرب يوم ولد المصطفىﷺ، حتى نقف على جمال الإسلام وجلاله؛ لأن الشيء يعرف بضده كما يقال، وهذا عمر بن الخطاب رضي الله عنه، الذي عاش الجاهلية بعنادها وجبروتها، بشركها وظلامها، وعاش أيضا الشريعة الإسلامية بسماحتها ويسرها، بنورها وهديها، يقول: «لا يعرف الإسلام إلا من عرف الجاهلية»، ويوضح لنا رضي الله عنه في كلمة ذهبية حالة العرب يوم ولد المصطفىﷺ إذ يقول: «كنتم أقل الناس وأحقر الناس وأذل الناس فأعزكم الله بالإسلام؛ فمهما تطلبوا العزة من غيره أذلكم الله»؛ نعم لا يعرف نور الإسلام وعلمه، ولا يعرف سماحته ويسره، إلا من اطلع على جهل الجاهلين، إلا من اطلع على ظلام الجاهلية وتعصبها وعنفها.

فالعرب يوم ولد المصطفىﷺ هم أقل الناس وأحقر الناس وأذل الناس، يعيشون في جاهلية جهلاء، وفي عصبية عمياء، وفي حالة مزرية بكل المقاييس؛ بل إن البشرية كلها قد عاشت في ظلام من الجاهلية في القرنين السادس والسابع الميلاديين؛ إذ سادت الوثنيات والخرافات والعصبيات والقبليات والطبقات والمفاسد الاجتماعية والسياسية، وحرفت الشرائع التي بها أنبياء الله المرسلون.

فأما العرب -يومها- فهم أذل الناس عقيدة، حيث عبدوا الأصنام وهي أحجار صنعوها، ثم سجدوا لها وركعوا، وقد كانوا يعبدون حجرا فإذا وجدوا أحسن منه أخذوه وألهوه وتركوا عبادة الأول؛ فلا غرابة أن تكون باقي نواحي الحياة في الجاهلية تابعة للعقيدة، لأن محل العقيدة القلب، والقلب إذا صلح صلح الجسد كله، وإذا فسد فسد الجسد كله؛ فقد انتشر فيهم تبعا لفساد العقيدة الظلم بكل أنواعه، والغش بكل ألوانه، فتعاملوا بالربا والقمار، وتعاطوا الخمور، وما يتبع ذلك من الخبث والخبائث: فاستعبدوا المرأة ووأدوا البنات، وقتلوا أولادهم خشية الجوع والإملاق، فتشردموا وتفرقوا، وقامت بينهم حروب طاحنة لأتفه الأسباب، كحرب البسوس التي استمرت وحمي وطيسها أربعين سنة! الشيء الذي فتح عليهم النفوذ الأجنبية من الفرس والروم.

روى الإمام أحمد وابن خزيمة عن أم سلمة أن جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه ألقى كلمة في حضرة ملك الحبشة النجاشي فصور فيها حالة العرب قبل الإسلام، وهذا نص كلمته؛ قال: «أيها الملك! كنا قوما أهل جاهلية، نعبد الأصنام، ونأكل الميتة، ونأتي الفواحش، ونقطع الأرحام، ونسيء الجوار، ويأكل القوي منا الضعيف، فكنا على ذلك حتى بعث الله إلينا رسولا منا، نعرف نسبه وصدقه وأمانته وعفافه، فدعانا إلى الله عز وجل لنوحده ونعبده، ونخلع ما كنا نعبد نحن وآباؤنا من دون الله؛ من الحجارة والأوثان، وأمرنا بصدق الحديث وأداء الأمانة وصلة الرحم وحسن الجوار والكف عن المحارم والدماء، ونهانا عن الفواحش وشهادة الزور وأكل مال اليتيم وقذف المحصنة، وأمرنا أن نعبد الله لا نشرك به شيئا، وإقام الصلاة، وايتاء الزكاة، قالت: فعدد عليه أمور الإسلام». (قال الهيثمي في مجمع الزوائد: رجاله رجال الصحيح).

ويكفي هذا معجزة أن يولد النبي الأميﷺ يتيما في مجتمع انتشرت فيه الجاهلية بهذا الشكل، ثم يكونﷺ أكثر الناس علما ومعرفة وأحسن الناس أخلاقا وأدبا؛ وفي هذا يقول عميد المديح النبوي البوصيري: 

كفاك بالعلم في الأمي معجزة *** في الجاهلية والتأديب في اليتم

تلكم هي حالة العرب يوم ولد المصطفىﷺ ولد فكان نورا مبينا يضيء في هذه الظلمات، وبرهانا ساطعا يزيل هذه الخرافات، وعدلا يمنع قتل الأولاد ووأد البنات، فأعزهم الله بهذه الولادة المباركة، فكانوا في العالم سادات، ففتحوا أقصى الشروق وأقصى الغروب، كما فتحوا عمق النفوس وعمق القلوب؛ فها هو عمر بن الخطاب رضي الله عنه -نموذجيا- كان في الجاهلية يعبد صنما صنعه من الحجر، وهو نفسه الذي حكم بعد أن رباه الإسلام وأصلحه وهذبه الجزيرة العربية كلها، وحكم الفرس والعراق والشام ومصر، إنه حكم منطقة ذات أطراف شاسعة، أصبحت اليوم ثلاث عشرة دولة؛ فلا غرابة إذا علمنا أن النبيﷺ قال: «الناس معادن كمعادن الذهب والفضة، خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا».   

وإن حالة العرب قبل الإسلام، فيها أوصاف إذا أمعنت فيها، تجدها هي السائدة في حالة العرب والمسلمين اليوم، كأن التاريخ يعيد نفسه؛ نعم؛ لقد صدق عمر بن الخطاب رضي الله عنه حيث قال: «فمهما تطلبوا العزة من غير الإسلام أذلكم الله».

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين أجمعين والحمد لله رب العالمين…

الخطبة الثانية 

الحمد لله رب العالمين…

أما بعد فيا أيها الاخوة المؤمنون؛ هذا لا يعني أن العرب لا فضائل لهم، بل وجد الإسلام لديهم فضائل أصلحها وهذبها، وأزال رواسب الجاهلية عنها، فجعلها خالصة لله بعد أن كانت خالصة للنفس والقبيلة والعصبية؛ بل إنهم يتمتعون بفضائل لكنها غلوا فيها حتى أصبحت رذائل، يتصفون بأخلاق لكنها حقيرة الهدف وذليلة المقصد؛ فالشجاعة غلوا فيها حتى تحولت إلى تهور يقتل بعضهم بعضا، فهذبها الإسلام حتى كانت جهادا لإعلاء كلمة الله، والغَيرة غلوا فيها حتى أصبحت ظلما، فهذبها الإسلام حتى صارت حماية للأعراض والشرف، والخوف من العار غلوا فيه حتى أدى بهم إلى وأد البنات، فهذبه الإسلام حتى أكرم به المرأة والبنات، والجود والكرم غلو فيه حتى تحول إلى تكبر وافتخار، فهذبه الإسلام حتى كان لوجه الله دون سمعة ولا رياء، وحماية الجار والجوار والقرابة غلوا فيها حتى تحولت إلى عصبية ممقوتة، فنصروا أخاهم ظالما أو مظلوما، فهذبها الإسلام حتى كانت لرفع الظلم عن المظلوم، ومنع الظالم عن ظلمه، كما تبث ذلك في الحديث فقد روى البخاري ومسلم، أن النبيﷺ قال: «انصر أخاك ظالما أو مظلوما، فقال رجل: أنصره إذا كان مظلوما أفرايت إذا كان ظالما كيف أنصره؟ قالﷺ: تحجزه أو تمنعه عن الظلم، فإن ذلك نصره». 

ألا فاتقوا الله عباد الله وأكثروا من الصلاة والسلام على الحبيب المصطفىﷺ.فاللهُمَّ يا رَبَّنا ارزُقنَا مَحَبَّةَ نَبِيِّكَ واتِّبَاعَهُ ظَاهِرَاً وَبَاطِنَاً,اللهم احشُرنَا في زُمرتِهِ وارزقنَا شَفَاعتَهُ وأوردْنَا حَوضَهُ واسقِنَا مِنْ يَدِهِ شَرْبَةً لا نَظمَأُ بَعْدَها أَبَدَاً,اللهم وارضَ عن صَحَابَتِهِ الكِرَامِ,والتَّابِعينَ لهم بِإحسَانٍ وإيمَانٍ,وعنَّا معهم يا رحيمُ يا رَحمَانُ, 

رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ, رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ,رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ الله أَكْبَرُ وَالله يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ 

واقم الصلاة

4 إجابة

0 تصويتات
بواسطة
محتوى الموضوع

خطبة الأوقاف عن المولد النبوي الشريف مكتوبة المنبر

خطبة عن المولد النبوي الشريف مكتوبة المنبر

خطبة المولد النبوي الشريف pdf

كلمة مكتوبة عن المولد النبوي الشريف

خطبة عن مولد النبي؟

ذكرى المولد خطبة
0 تصويتات
بواسطة (2.1مليون نقاط)
خطبة عن المولد النبوي الشريف خطبة عن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف ملتقى الخطباء - خطبة اول ربيع

## ***خطبه الاسبوع بعنوان (اَلمولِدُ اَلنَّبويُّ الشَّرِيفُ)مشكوووووله الحَمْدُ للهِ ثُمَّ الحَمْدُ للهِ، الحَمْدُ للهِ وَسَلامٌ عَلَى عِبَادِهِ الذينَ اصْطَفَى، الحَمْدُ للهِ الوَاحِدِ الأَحَدِ الفَرْدِ الصَّمَدِ الذي لَمْ يَلِدْ وَلم يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَد. أَحْمَدُهُ تَعَالَى وَأَسْتَهْدِيهِ وَأَسْتَرْشِدُهُ وَأَتُوبُ إلَيْهِ وَأَسْتَغْفِرُهُ وَأَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَسَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَهْوَ المُهْتَدْ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيّاً مُرْشِدًا. وَالصَّلاةُ والسَّلامُ عَلَى سَيِّّدِ الأنْبِيَاءِ وَخَاتَمِ المُرْسَلِينَ مَنْ بَعَثَهُ رَبُّهُ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ، الصَّلاةُ والسَّلامُ عَلَيْكَ يَا سَيِّدِي يَا رَسُولَ اللهِ يَا مَنْ بَشَّرَ بِكَ المَلأ الأعْلَى قَبْلَ وِلادَتِكَ، الصَّلاةُ والسَّلامُ عَلَيْكَ يَا سَيِّدِي يَا رَسُولَ اللهِ يَا مَنْ نَطَقَ الأنْبِيَاءُ بِالبَشَائِرِ بِبِعْثَتِكَ وَمَوْلِدِكَ، الصَّلاةُ والسَّلامُ عَلَيْكَ يَا سَيِّدِي يَا رَسُولَ اللهِ يَا مَنْ بَشَّرَ بِمَوْلِدِكَ وَبِعْثَتِكَ الكُتُبُ السَّمَاوِيَّةُ كُلُّهَا. وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ ولا مَثِيلَ لَهُ ولا مَكانَ لَه، أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالهُدَى وَدِينِ الحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَأَشْهَدُ أنَّ سَيِّدَنَا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ وَصَفِيُّهُ وَخَلِيلُهُ بَعَثَهُ اللهُ رَحْمَةً مُهْدَاةً لِلْعَالَمِينَ، أَقَامَ صُرُوحَ العَدْلِ وَحَارَبَ الظُّلْمَ دَعَا إلى عِبَادَةِ اللهِ الْمَلِكِ الدَّيَّانِ وَحَارَبَ الشِّرْكَ وَحَطَّمَ الأَوْثَانَ، نَشَرَ الأَخْلاقَ الحَمِيدَةَ وَحَارَبَ الرَّذِيلَةَ، دَعَا إلى مَكَارِمِ الأَخْلاقِ وَنَبْذِ التَّبَاغُضِ والتَّحَاسُدِ وَالتَّدَابُرِ والتَّنَافُرِ بَيْنَ المُؤمِنِينَ، تَحَوَّلَتِ الجَزِيرَةُ العَرَبِيَّةُ بِمَوْلِدِهِ وَازْدَانَتْ بِبِعْثَتِهِ فَصَارَتْ مَرْكَزَ إِشْعَاعِ نُورٍ وَهَدْيٍ وَبَرَكَةٍ وَأَسْرارٍ عَمّ عَلَى العَالَمِينَ. صَلَوَاتُ رَبِّي وَسَلامُهُ عَلَيْكَ يَا سَيِّدِي يَا أَبَا القَاسِمِ، صَلَوَاتُ رَبِّي وَسَلامُهُ عَلَيْكَ يَا سَيِّدِي يَا رَسُولَ اللهِ،***

***يَا خَيْرَ مَنْ دُفِنَتْ في القَاعِ أَعْظُمُهُ فَطَابَ مِنْ طِيبِهِنَّ القَـاعُ والأَكَمُ نَفْسِـي الفِدَاءُ لِقَبْرٍ أَنْتَ سَاكِنُهُ فِيهِ العَفَـافُ وَفِيهِ الجُودُ وَالكَرَمُ أَنْتَ الشَّفِيعُ الذي تُرْجَى شَفَاعَتُهُ عِنْدَ الصِّـرَاطِ إذَا مَا زَلَّتِ القَدَمُ وَصَـاحِبَاكَ فَلا أَنْسَـاهُمَا أَبَدا مِنِّي السَّلامُ عَلَيْكِمْ مَا جَرَى القَلَمُ***

***أيُّهَا الأَحِبَّةُ المُسْلِمُونَ، نَعِيشُ في ذِكْرى وِلادَةِ أَحَبِّ الخَلْقِ إلى اللهِ تَعَالى، نَعِيشُ في ذِكْرَى وِلادَةِ سَيِّدِ الخَلائِقِ العَرَبِ والعَجَمِ، نَعِيشُ في ذِكْرَى وِلادَةِ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللهِ عَلَيْهِ صَلَواتُ اللهِ. مَا أُحَيْلاهَا مِنْ ذِكْرَى عَظِيمَةٍ، مَا أَعْظَمَهَا مِنْ مُنَاسَبَةٍ كَرِيمَةٍ عَمَّ بِهَا النُّورُ أَرْجَاءَ المَعْمُورَةِ، مَا أَعْظَمَهَا مِنْ حَدَثٍ حَوَّلَ تَاريخَ الجَزِيرَةِ العَرَبِيَّةِ مِنْ قَبَائِلَ مُتَنَاحِرَةٍ مُشَتَّتَةٍ يَفْتِكُ بَعْضُهَا بِبَعْضٍ يَتَبَاهُونَ بِالرَّذَائِلِ وَالمُحَرَّمَاتِ حَتَّى صَارَتْ مَهْدَ العِلْمِ والنُّورِ والإيمانِ، وَدَوْلَةَ الأَخْلاقِ وَالعَدْلِ وَالأَمَانِ بِهَدْيِ النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ. يَقُولُ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالى في القُرءانِ الكَرِيمِ: ﴿لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالمُؤمِنِينَ رَؤوفٌ رَحِيمٌ﴾. هَذَا النَّبيُّ العَظِيمُ الذي سَعِدْنَا بِمَوْلِدِهِ وازْدَدْنَا فَرَحًا وَأَمْنًا وَأَمَانًا بِأَنْ كُنَّا في أُمَّتِهِ. هَذا النَّبيُّ العَظِيمُ طُوبى لِمَنِ التَزَمَ نَهْجَهُ وَسَارَ عَلَى هَدْيِهِ والتَزَمَ أَوَامِرَهُ وانْتَهَى عَمَّا نَهَى عَنْهُ. هَذَا النَّبيُّ العَظِيمُ الذِي جَعَلَهُ رَبُّهُ هَادِيًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا وَدَاعِيًا إلى اللهِ بِإِذْنِهِ سِراجًا وَهَّاجًا وَقَمَرًا مُنِيرًا كَانَ أُمِيًّا لا يَقْرَأُ المَكْتُوبَ وَلا يَكْتُبُ شَيْئًا وَمَعْ ذَلِكَ كَانَ ذا فَصَاحَةٍ بَالِغَةٍ وَمَعْ ذَلِكَ كَانَ بِالمُؤمِنينَ رَؤُوفًا رَحِيمًا، كَانَ ذَا نُصْحٍ تَامٍّ وَرَأْفَةٍ وَرَحْمَةٍ، ذَا شَفَقَةٍ وَإِحْسَانٍ يُوَاسِي الفُقَرَاءَ وَيَسْعَى في قَضَاءِ حَاجَةِ الأَرَامِلِ والأيْتَامِ والمَسَاكِينِ وَالضُّعَفَاءِ، كَانَ أَشَدَّ النَّاسِ تَوَاضُعًا يُحِبُّ المَسَاكينَ وَيَشْهَدُ جَنَائِزَهُمْ فَمَا أَعْظَمَهُ مِنْ نَبيٍ وَمَا أَحْلاها مِنْ صِفَاتٍ عَسَانَا أَنْ نَتَجَمَّلَ بِمِثْلِهَا لِنَكُونَ عَلَى هَدْيِهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا قَالَ رَبُّهُ يَمْتَدِحُهُ: ﴿بِالمُؤمِنينَ رَؤوفٌ رَحِيمٌ﴾. ﴿وابْتَغُوا إِلَيْهِ الوَسِيلَةَ﴾. نَتَوَسَّلُ إلى اللهِ بِصَلاتِنَا، نَتَوَسَّلُ إلى اللهِ بِأَحْبَابِهِ وَأَنْبِيائِهِ، نَتَوَسَّلُ إلى اللهِ بِحَبِيبِهِ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ. وَقَدْ سُئِلَتِ الربيعُ بنتُ مُعَوّذٍ عَنِ النَّبيِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَصِفَتِهِ فَقَالَتْ: "لَوْ رَأَيْتَهُ لَرَأَيْتَ الشَّمْسَ الطَّالِعَةَ" فَصَلَّى اللهُ عَلَى البَدْرِ المُنِيرِ. قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: "مَا رَأَيْتُ شَيئاً أَحْسَنَ مِنَ النَّبيِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَأَنَّ الشَّمْسَ تَجْرِي في وَجْهِهِ وَمَا رَأَيْتُ أَحَداً أَسْرَع مِنْ مَشْيِهِ مِنْهُ كَأَنَّ الأَرْضَ تُطْوَى لَهُ إنّا لَنَجْهَدُ وَإنَّهُ غَيرُ مُكْتَرِثٍ" وَأَمَّا زَوْجُهُ عَائِشَةُ أُمُّ المُؤمِنِينَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا فَقَدْ قَالَتْ في وَصْفِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَمْ يَكُنْ فَاحِشًا وَلا مُتَفَحِّشًا ولا سَخّابًا في الأَسْواقِ ولا يَجْزِي بِالسَّيِّئَةِ السَّيِّئَةَ وَلَكِنْ يَعْفُو وَيَصْفَحُ" هَذا النَّبيُّ العَظِيمُ الذي بَعَثَهُ رَبُّهُ رَحْمَةً لِلعَالَمِينَ لِيُعَلِّمَ النَّاسَ الخَيرَ لِيَأمُرَهُمْ بِالبِرِّ بَيَّنَ لَهُمْ شَرِيعَةَ الإسْلامِ والإسْلامُ لَيْسَ فِيهِ مَا يُنَفِّرُ وَلَيْسَ بِحاجَةٍ لأنْ نَكْذِبَ لَهُ وَلا عَلَيْهِ. قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: "مَا خُيِّرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَينَ أَمْرَيْنِ إلا أَخَذَ أَيْسَرَهُمَا مَا لَمْ يَكُنْ إثْمًا فَإنْ كَانَ إثْمًا كانَ أَبْعَدَ النَّاسِ مِنْهُ، مَا انْتَقَمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِنَفْسِهِ إلا أَنْ تُنْتَهَكَ حُرْمَةُ اللهِ تَعَالى". هَذا هُوَ النَّبيُّ العَظِيمُ فَمَا أُحَيْلاها مِنْ صِفَاتٍ كَريمَةٍ وَمَا أَعْظَمَهَا مِنْ أَخْلاقٍ إِسْلامِيَّةٍ مُحَمَّدِيَّةٍ وَمَا أَحْوَجَنَا للاطِّلاعِ عَلَى شَمَائِلِ الرَّسُولِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِنُهَذِّبَ أَنْفُسَنَا وَنُطَهِّرَ جَوارِحَنَا لِنَتَوَاضَعَ فِيمَا بَيْنَنَا وَنَتَطَاوَعَ فَقَدْ رَوَى عَبْدُ اللهِ أنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اضطَجَعَ عَلَى حَصِيرٍ فَأَثَّرَ الحَصِيرُ بِجِلْدِهِ الشَّرِيفِ، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ فَجَعَلْتُ أَمْسَحُهُ عَنْهُ وَأَقُولُ: بِأَبِي أَنْتَ وأُمّي يا رَسُولَ اللهِ، لَوْ أَذِنْتَ لَنَا فَنَبْسُطَ لَكَ شَيئاً يَقِيكَ مِنْهُ تَنَامُ عَلَيْهِ، فَقَالَ عَلَيْهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ: "مَا لي وَلِلدُّنْيَا إنَّمَا أَنَا والدُّنْيَا كَرَاكِبٍ اسْتَظَلَّ تَحْتَ شَجَرَةٍ مُثْمِرَةٍ ثُمَّ رَاحَ وَتَرَكَهَا" هَاكُمْ أَوْصَافَ النَّبيِّ عَلَيْهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ، هَاكُمْ أَخْلاقَ النَّبيِ وَشَمَائِلَهُ عَلَيْهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ فَهَلا تَأَثَّرْتُمْ بِسِيرَةِ خَيرِ الأَنَامِ، هَلا كُنْتُمْ مَعَ الضُّعَفَاءِ والأَرَامِلِ وَالمَسَاكِينِ، هَلا كُنْتُمْ للأيْتَامِ وَالفُقَرَاءِ وَالمُشَرَّدِينَ هَلا شَهِدْتُمْ جَنَائِزَ الفُقَراءِ قَبْلَ الأَغْنِياءِ والأَثْرِياءِ صَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدَ وَسَلَّمَ تَسْلِيماً كَثِيراً. أَقُولُ قَوْلي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ العَظِيمَ لي وَلَكُمْ.***

***الخُطْبةُ الثانيةُ***

***الحمدُ للهِ ربِ العالمينَ الرّحمنِ الرّحيمِ مالِكِ يومِ الدّينِ والصّلاةُ والسّلامُ على محمّدٍ الأمينِ وَعَلَى إلِهِ وَأَصْحَابِهِ الطّيبينَ الطّاهِرِينَ وأشهَدُ أن لا إلَهَ إلا اللهُ وَحْدَهُ لا شريكَ لَهُ وأشهَدُ أنّ سيّدَنَا مُحَمّدًا عبدُهُ ورَسُولُهُ صلى اللهُ وَسَلَّمَ عَلَيْهِ وَعَلَى كُلِّ رسولٍ أرسَلَهُ. أمّا بعْدُ عِبادَ اللهِ اتّقُوا اللهَ في السّرِ والعَلَنِ، واعْلَمُوا بأنّ اللهَ أَمَرَكُم بأَمْرٍ عَظيمٍ، أَمَرَكُم بالصّلاةِ على نبيِّهِ الكريمِ فَقَالَ: ﴿إنّ اللهَ وملائِكَتَهُ يُصلّونَ على النّبيِ يا أيُّها الذينَ ءامَنُوا صلّوا عَلَيْهِ وَسلِّمُوا تَسْليماً﴾ اللّهُمّ صلّ على محمدٍ وعلى ءالِ محمدٍ كما صلّيْتَ على إبراهيمَ وعلى ءالِ إبراهيمَ إنّكَ حميدٌ مجيدٌ اللّهُمَّ بارِكْ على محمدٍ وعلى ءالِ محمدٍ كَمَا بَاركْتَ على إبراهيمَ وعلى ءالِ إبراهيمَ إنّكَ حميدٌ مجيدٌ . اللّهُمّ يا ربّنا إنّا دَعَوْناكَ فاستجِبْ لَنَا دُعاءَنَا فاغفِرِ اللّهُمّ لنا ذُنُوبَنَا وإسْرَافَنَا في أمْرِنَا وَكَفِّرْ عنّا سيّئاتِنَا وَتَوَفَّنَا بِرَحمتِكَ مُؤمنينَ يا ربَّ العالمينَ. اللّهُم اغفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا اللّهُم اغفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا اللّهُم نَقِّنَا من الذُّنوبِ والخَطَايَا كَمَا يُنَقَّى الثَّوْبُ الأبيَضُ مِنَ الدّنَسِ يا ربَّ العالمينَ اللّهُمّ عَلِّمْنَا ما جَهِلْنَا وذَكِّرْنَا ما نَسِينَا واجعَلِ القُرءانَ ربيعَ قُلُوبِنَا ونُوراً لأبْصارِنَا وَجَوَارِحِنَا وَتَوَفَّنَا على هَدْيِهِ وأكْرِمْنَا بِحِفْظِهِ واحْفَظْنَا بِبَرَكَتِهِ وَبَرَكَةِ نَبيِّكَ مُحمدٍ عليهِ الصّلاةُ والسّلامُ، اللّهُمّ ارْحَمْنَا بِرَحْمَتِكَ الوَاسِعَةِ، اللّهُمَّ ارْحَمْنَا بِنَبِيِّكَ والقُرْءانِ، اللّهُمَّ مَنْ أَحْيَيْتَهُ مِنّا فَأَحْيِهِ عَلَى الإسْلامِ وَمَنْ تَوَفَّيْتَهُ مِنَّا فَتَوَفَّهُ عَلَى الإيمانِ يَا رَبَّ العَالمَينَ. اللّهُمَّ ارْزُقْنَا قَلْباً خَاشِعاً وَلِسَاناً ذَاكِراً وَجَوارِحَ طَائِعَةً يَا رَبَّ العَالَمينَ وَعَيْنَينِ هَطَّالَتَينِ بِالدَّمْعِ تَبْكِيانِ مَنْ خَشْيَتِكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ. اللّهُمَّ ءاتِ نُفُوسَنَا تَقْواهَا. وَزَكِّهَا أَنْتَ خَيرُ مَنْ زَكَّاهَا. اللّهُمَّ صَلِّ عَلَى حَبِيبِكَ مُحَمَّدٍ صَلاةً تُفَرِّجُ بِهَا الكُرُبَاتِ عَنْ أُمَّتِهِ يَا رَبَّ العَالمَينَ. اللّهُمَّ صَلِّ عَلَى حَبِيبِكَ مُحَمَّدٍ صَلاةً تُؤتِي بِهَا كُلاًّ مِنَّا سُؤْلَهُ يَا أَكْرَمَ الأَكْرَمِينَ. اللّهُمَّ شَفِّعْهُ فِينَا، اللّهُمَّ شَفِّعْهُ فِينَا، اللّهُمَّ شَفِّعْهُ فِينَا، اللَّهُمَّ اسْقِنَا شُرْبَةً بِيَدِهِ مِنْ حَوْضِهِ الطَّاهِرِ المُبَارَكِ يَا رَبَّ العَالمَينَ. اللَّهُمَّ وَاعْفُ عَنْ زَلاتِنَا اللَّهُمَّ وَارْحَمْ ضَعْفَنَا يَا رَبَّ العَالَمِينَ بِجَاهِ حَبِيبِكَ وَرَسُولِكَ وَنَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ. واغفِرِ اللّهُمَ للمُؤمنينَ والمؤمناتِ الأحْياءِ مِنهُم والأمواتِ إنّكَ سميعٌ قريبٌ مجيبُ الدّعواتِ عِبادَ اللهِ إنّ اللهَ يأمُرُ بالعدلِ والإحسانِ وإيتاءِ ذي القُربى ويَنْهى عنِ الفَحْشاءِ والمُنكَرِ والبغْيِ يَعِظُكُمْ لعلّكُم تَذَكّرُونَ أُذكُرُوا اللهَ العظيمَ يَذْكُرْكُمْ واشكُرُوهُ يَزِدْكُمْ واسْتَغْفِرُوهُ يَغْفِرْ لَكُمْ واتّقُوهُ يَجْعَلْ لَكُمْ مِنْ أمْرِكُمْ مَخْرَجاً وَأَقِمِ الصّلاةَ***.
0 تصويتات
بواسطة
خطبة عن المولد النبوي

خطبة عن المولد النبوي ملتقى الخطباء

خطبة المولد النبوي الشريف PDF

خطبة عن المولد النبوي صيد الفوائد

كلمة مكتوبة عن المولد النبوي الشريف

ذكرى المولد خطبة

خطبة جمعة عن مولد النبوي
0 تصويتات
بواسطة
خطبة عن شهر ربيع الأول

خطبة جمعة عن مولد الحبيب

خطبة المولد النبوي الشريف PDF

خطب ربيع الأول

خطبة عن المولد النبوي ملتقى الخطباء

ذكرى المولد خطبة

اسئلة متعلقة

مرحبًا بك إلى لمحة معرفة، حيث يمكنك طرح الأسئلة وانتظار الإجابة عليها من المستخدمين الآخرين.
...