هل المنطق الصوري يعصم العقل من الوقوع في الخطا
مقالة جدلية حول المنطق الصوري باك 2024 2025
مرحباً زوارنا موقع لمحة معرفة يسعدنا أن نقدم لكم أعزائي طلاب وطالبات الوطن العربي من كتاب الطالب حل السؤال مقالة جدلية هل المنطق الصوري يعصم العقل من الوقوع في الخطأ؟
الإجابة الصحيحة والنموذجية للسؤال هي
هل المنطق الصوري يعصم العقل من الوقوع في الخطا؟
طرح المشكلة :
يصادف الإنسان في حياته اليومية أمورا مبهمة وحقائق غريبة عنه لم يتطرّق إليها من قبل تجذب تفكيره وتلفت اِنتباهه وتأسره في قفص غموضها ، ولكي يخرج من هذا القفص لابد عليه من طرح التساؤلات ليصل للمعرفة التي تشفي غليله ، لهذا تضاربت اراء الفلاسفة فيما بينهم حول القواعد التي تعصم الذهن من الزلل فمنهم من يرى أن للمنطق الصوري هو الوحيد والكافي لحماية الذهن من الاخطاء في حين يرى فريق آخر بأنهم قواعد المنطق الصوري غير كافية لحماية الذهن البشري وعلى هذا الأساس نطرح الإشكال التالي : هل المنطق الصوري كافي لتحقيق سلامة الفكر او بصفة ادق هل قواعد المنطق الصوري كافية لتامن الفكر من الخطأ ؟
محاولة حل المشكلة :
الموقف الأول :
يرى أنصار هذا الموقف بأن قيمة المنطق الصوري تتمثل في ضمان الوصول إلى التفكير الصحيح و السليم بالنسبة للإنسان مثل أرسطو ، الفرابي وغيرهم ، فهم يؤكدون بأن المنطق الصوري تبقى الآلة الأساسية و السبيل الوحيد للوصول إلى المعرفة الصحيحة فهو يجنبنا الوقوع في الخطأ وتظهر قيمة المنطق من خلال وحداته و المتمثلة في المباحث الثلاث والمتمثلة في #مبحث_الحدود_والتصورات ،ويمكن تعريفه بأنه مبحث الصور الذهنية التي يحملها الانسان في ذهنه بغض النظر عن خصائص الشيئ بحيث يمكن التعبير عن هذه التصورات بصيغة لفظية وهي الحدّ ، بالإضافة إلى ذلك نجد مبحث الأحكام والقضايا والذي نفهم من خلاله أن الحكم على شيئ ما أو شخص معين يجب أن يكون مصحوبا بالدراية التامة بالمحكوم عليه ، أي أن وظيفة الاستغراق وأهميته بالنسبة للمنطق تكمن في أن عقل الانسان لا يستطيع أن يصدر حكما ما إلا على من يعرف وما يعرف ، ونجد أيضا مبحث الاستدلالات الذي نكتشف من خلاله قيمة جوهرية للمنطق الصوري حيث تظهر أهميته خصيصا في هذا المبحث حيث قيل في هذا للموضع " إن المنطق الصوري هو دراسة الاستدلال " وهذا يعني أن كل الأفراد وعلى تفاوت قدراتهم ومهاراتهم يستخدمون الاستدلال للربط بين العلل والمعلولات أي بين الأسباب والنتائج ، فما بالك برجال العلم و الفكر وعلى هذا الأساس يصح لنا أن نعتبر المنطق عموما و الاستدلال خصوصا السبيل الأنجع للوصول إلى الحقيقة، والمعرفة تكون منطلقاتها معروفة لذلك عد الاستدلال من بين المرجعيات التي تحقق تماسك الفكر ولن يتحقق هذا إلا باتباع جملة من المبادئ الاي تضمن انسجام النتائج مع المقدمات وهي ماتعرف بمبادئ العقل فهي في نظر أرسطو مبادئ قبلية ضرورية لكل معرفة وهي مبدأ الهوية وهو مبدأ اساسي للخطاب العقلي ويعني ان الشيئ هو الشيئ ونعبر عنه رمزيا (أ هو أ ) ، ومبدأ عدم التناقض الذي نعني به أن أن الشيئ لا يمكن أن يتصف بصفة ونقيضها في آن واحد ، وأخيرا مبدأ الثالث المرفوع وهو توضيح لمبدأ عدم التناقض أي لا وسط بين نقيضين ومنه نستنج أن العقل في هذا المعنى يستند لأنشاء المعرفة أو الحصول عليها أو الحكم عليها لجملة من المبادئ العقلية التي من شأنها تحقيق انطباق الفكر مع نفسه ومن جهة وعدم التناقض من جهة أخرى فلكي تكون النتائج سليمة يجب أن تكون المنطلقات سليمة لذلك يقول لايبنتز " إن هذه المبادئ هي روح الاستدلال وعصبه وأساس روابطه وهي ضرورية كضرورة العضلات والأوتار العصبية للمشي"، أي أن
العقل أثناء بحثه عن المعرفة لا ينطلق من العدن بل نجده يقوم على مبادئ أولية و قبلية تحعل استدلالاته ممكنة وصحيحة كما تجنبه الوقوع في الخطأ لذلك يقول كانط " لقد ولد المنطق مكتملا مع أرسطو " ، كما يقول أرسطو " إن المنطق هو آلة العلم وصورته " كما نجد الفيلسوف العربي الفرابي يدافع عنه و يقول في هذا الموضع " المنطق هو القانون الذي يميز صحيح الفكر عن فاسده فهو الميزان و المعيار ."
نقد :
رغم ما جاء به أنصار الموقف في تبيان أهمية المنطق الأرسطي فقد وجهت إليهم العديد من الانتقادات شكلا ومضمونا فمن حيث الشكل تركيزهم على إيجابيات المنطق و ٱهمال سلبياته أما من حيث المضمون فالمنطق الصوري منطق شكلي اهتم بصورة الفكر دون المضمون .
1/_الموقف 2 :
يرى انصار الموقف الثاني ان قواعد المنطق الصوري غير كافية لضمان سلامة الفكر (لا تحقق انطباق الفكر مع نفسه ولا تضمن سلامة الفكر من الوقوع في الخطأ)
2\-الأنصار (الممثلين):
و قد دافع عن هذا الموقف كل من: ديكارت ِ,محمدثابت الفندي ,غوبلو.....
3/_الحجج و البراهين :
و قد دافعوا عن موقفهم هذا بجملة من الحجج و الأدلة أهمها :
أ- يعتبر محمد ثابت الفندي ان :" منطق الفلاسفة يستند أساسا إلى ألفاظ اللغة العادية في عرض قضاياه و برهانها " و معنى ذلك ان المنطق الصوري لا يستطيع ان يصطنع لنفسه لغة علمية مع شدة حاجته لها .
ب-يؤكد ديكارت ان المنطق الصوري عقيم ..و غير منتج بل هو تحصيل حاصل لذلك فلا حاجة له لضمان سلامة العقول و لعل اكثر ما اثبت ذلك هو قول الفيلسوف " جون ستيوارت ميل " :"القياس هو المصادرة على المطلوب "
ج_المنطق ضيق لا يعبر عن كل العلاقات المنطقية بالتالي فالمغزى هنا هو أن: المنطق الصوري شكلي(غير ملموس و غير مادي ) و من هذا المنطق فإن منهجه (منهج المنطق الصوري ) منهج شكلي صوري مثال : كل الكواكب ثابتة
الارض كوكب
الأرض ثابتة
هذا الاستدلال صحيح من الناحية الصورية لكنه غير صحيح من الناحية الواقعية ذلك ان الجميع و حسب المنطق يدرك جيدا ان الارض متحركة تدور حول نفسها و حول الشمس (لم يتحقق انطباق الفكر مع الواقع)
_المنطق الصوري أخر المعرفة البشرية قرابة 20 قرن فهو غير قابل للتطور كما ان لا يأتي بالجديد .
النقد :
لا ينبغي المبالغة في رفض المنطق الصوري ...كما ان رفض المنطق يحتاج الى منطق ينبه عقولنا لرفضه و ان المتمعن في تاريخ تطور الفكر الانسان يجد ان للمنطق اهمية بالغة على مر العصور الى حد اعتباره فرض كفاية عند المسلمين الاصوليين ..و لم يقتصر الأمر على هذا فحسب بل حتى المسيحية مع القديس "توما الإكويني " كانت ترى ان "المنطق فن يقودنا بنظام و سهولة ,و بدون خطأ في عملية العقل الإستدلالية"
التركيب :
ان المتمعن في هذه المواقف يدرك ان المنطق الصوري له اهمية بالغة في تكوين المعرفة و صقل العقول و الحفاظ على سلامتها من كل خطأ او زلل ..و ان العلم مهما كان تخصصه يتطلب عملية عقلية و كلها لها علاقة بالمنطق فهو يساعد في تحويل الظواهر الى مفاهيم ثم الى قوانين تمكننا من التحكم في الظواهر و التعامل معها.
الرأي الشخصي : (على كل تلميذ ان يختار رأيه الخاص مع الاستشهاد بمثال أو قول )
و في اعتقادي الشخصي أن .......
خاتمة (حل المشكلة) :
و في الاخير نستنتج أن المنطق يبقى منهجا لمختلف العلوم و على هذا الاساس فإنه يحقق انطباق الفكر مع نفسه ليضمن بذلك سلامة التفكير و تحرره من كل قيد ,و قد اتجهت ابحاث العلماء في الانتقال من المجرد الى المحسوس و من المنطق الصوري الى الرياضي فأصبحت بذلك روح الرياضيات التي تتلائم مع العقل هي الأداة الى جانب مصطلح المنطق .