0 تصويتات
في تصنيف المناهج الدراسية بواسطة (2.1مليون نقاط)

مقالة فلسفية باك 2024 2025 السؤال : هل العادة تحقق التكيف مع العالم الخارجي أم تعيق التكيف مع المحيط الخارجي ؟  

مرحباً زوارنا موقع لمحة معرفة يسعدنا أن نقدم لكم أعزائي طلاب وطالبات الوطن العربي من كتاب الطالب حل السؤال 

هل العادة تحقق التكيف مع العالم الخارجي أم تعيق التكيف مع المحيط الخارجي

الإجابة الصحيحة هي كالتالي 

           

 الإنسان كائن عاقل فضولي يوجوده في الحياة يسعي الي ادراك العالم الخارجي . فميزه الله تعالي عن باقي مخلوقاته بميزة العقل وهذا للتدبر في الكون و من بين السمات التي توحي بإعداد الفرد للتأقلم مع أفراد بيئته نجد العادة فهي استعداد دائم نسبيا يكتسبه الكائن الحي لإنجاز أو قبول عمل من نوع واحد و آدائه بسهولة و يسر فتعد هذه الآخيرة من بين أكبر المسائل الفلسفية التي آثارت جدلا بين الفلاسفة .فهناك من يري ان العادة شيئ طبيعي وظاهرة ايجابية في حين هناك من يري ان العادة امر غير طبيعي و ظاهرة سلبية . فمن خلال هذا السياق الفلسفي منه نصيغ سؤالنا : 

هل العادة ايجابية ام سلبية ؟ 

يري أنصار هذا الموقف ان العادة ظاهرة ايجابية في حياة الفرد بها يستطيع التأقلم و العيش مع أفراد محيطه بطريقة صحيحة و سليمة فمن الرواد الذين اكدوا علي هذا الاخير نجد : ريكور .وليام جيمس وكذلك دافيييد هيوم ...الخ فلديهم عدة حجج وبراهين لبيان موقفهم . فمن الناحية الاولي إتفق انصار هذا الموقف علي ان العادة توفر للإنسان الجهد والوقت فعلي سبيل المثال : نأخذ شخصين . شخص (أ) .شخص(ب) . الفرد أ متعود علي الكتابة في لوحة المفاتيح بينما الشخص (ب)مبتدئ في الكتابة علي لوحة المفاتيح هنا نلاحظ ان الشخص (أ)يكتب بسرعة و بدقة ووبدون تعب لأنه تعود علي هذا الفعل عكس الشخص (ب) ومن جهة اخري نجد أن العادة الحركية ليست عادة خالصة بل هي قابلة للانتقال الي اعمال مشابهة فعلي سبيل المثال : المتعود علي ركوب دراجة يسهل عليه ركوب دراجة نارية . وبالتالي نستخلص أن العادة الحركية تحرر الارادة والانتباه و الشعور ومنه تنجز الأعمال دون تعب و ضغوطات لأن التكرار الفعلي يؤدي الي اتقان العمل فعلي سبيل المثال : البناء المتعود علي البناء يقوم بعمله بطريقة ملائمة و صحيحة وخاليةمن الشقوة وبمسؤولية تامة .وهذا ما صرح به الفيلسوف وليام جيمس في قوله : لولا العادة لقضينا أيامنا في أشياء تافهة . يعني ان العادة تقتل الفراغ اليومي للإنسان .بينما من الناحية الثانية نتوصل بالإقرار لوجود علاقة تامة بين الانسان و الطبيعة وقوام هذه العلاقة هو التكرار التعودي فبضله نحقق التأقلم والتكيف و التعايش مع الطبيعة فعلي سبيل المثال : الانسان المتعود علي قساوة البرد في فصل الشتاء يستطيع العيش في روسيا . فهنا العادة كأنها آداة صلح بين الإنسان و الطبيعة .بينما من الناحية الثالثةنجد ان العادة تساهم في انتجاه سلوك فكري راقي ومزدهر للفرد مثلةالتعود علي طرق التفكير و المراجعة و القراءة .فيري ديكارت ان الناس متساوون في القدرات العقلية لكنهم يختلفون في طرق استخدام العقل و الطريقة المثلي نتعلمها عن طريق العادة لذلك يقول ريكور : لا تتمثل المعرفة فيما أفكر فيه بل فيما أفكر به . وهنا اشارة الي الطرق و المناهج التفكيرية بينما من الناحية الرابعة تنمي و تساهم العادات الاجتماعية في عملية التعاون مثل الحمعيات الخيرية التي تجمع التبرعات للمحتاجين غي كل شهر رمضان و تنشر ايضا التآزر والرحمه كالتعود علي صلة الرحم ومن جهة اخري تؤدي إلي سلامة الوطن مثل تعود افراد المجتمع علي احترام قوانين المرور . تنقص من ارواح الموتي و الخسائر المادية و البشرية لهذا يضيف الفيلسوف دافيييد هيوم في نفس الصدد قوله هذا: إن العادة هي المدبر الأكبر للحياة الإنسانية . بمعني انها وسيلة لحفظ القيم الاخلاقية والاجتماعية ...الخ فمن خلال هذه الحجج والبراهين نستخلص أن العادة ظاهرة حياتية و طبيعية و كذلك جد ايجابية .

            إن القول أن العادة ظاهرة ايجابية يالدرجة الاولي فهذا امر مبالغ فيه و معرض للانتقادات فأنصار هذا الموقف قاموا بالإعلاء من شأن ايجابيات العادة و اهملوا علي انها تسعي ايضا علي سلبيات كما ان الدليل علي ذلك واقعي و واضح و قريب من المنطق فكثيرا ما نجد ان هناك عادات تعيق التكيف مع الطبيعة فتجعل الانسان كالآلة و تسلب انسانيته ومن جهة اخري تجعل الفرد ينكر كل ماهو جديد و حتي اذا كان صحيحا فيهمل حرية روح النقد وبهءا الصدد نقر علي ان العادة نقمة تحمل سلبيات لابد لنا من ذكرها 

          يري انصار هذا الموقف ان العادة ظاهرة غير طبيغية و سلبية كونها تجعل الانسان بدون روح كالآلة وتسلب حرية الانسان فمن الرواد الذين آكدوا علي هذا الاخير نجد :اوجيست كومت .جون جاك روسو . بول ريكور ...الخ فلديهم عدة حجج و براهين لبيان موقفهم . فمن الناحية الاولي نجد ان العادة تعيق سلوكات الفرد الحركية فهي تولد في الانسان الملل و الكسل بالاضاقة تقضي علي المبادرات الفردية فيصبح الفرد عاجز عن ابتكار شيئ جديد فيقوم فقط بتكرار تلك العادات القديمة ولا يحاول في ابداع غادات جديدة فعلي سبيل المثال : المتعود علي الكتابة باليد اليمني يجد صعوبة في الكتابة باليد اليسري لو ٱضطر الي ذلك . وهذا ما اكده الفيلسوف اوجيست كومت من خلال قوله : العادة جمود . وهذا يعني ان في العادة الحركية يصبح الانسان اداة تصلط كالحجر . بينما من الناحية الثانية وضح بول ريكور ان العادة ليست قصدية لكنها تؤثر في كل القصديات بمعني ان في العادة يتناقض دور الشعور و الارادة و الانتباه .بمعني اخر ان عواطف و مشاعر الانسان تصبح ضعيفة جدا اذا تعود علي شيئ معين فمثلا : الطبيب الجراح المتعود علي القيام بعمليات جراحية فهو لا ينفعل بالجرح او بالكسور او بمشاهدة الدماء لأنه تعود علي ذلك و هذا ما اكده الفيلسوف جون جاك روسو :العادة تقسي القلوب. بمعني ان الانسان يصبح بدون احساس و مشاعر او انتباه وتركيز فالدليل علي ذلك القاضي المتعود علي اصدار حكم الاعدام فيصدره دون رحمه و دون شفقة .بينما من الناحية الثالثة العادة تقضي تماما علي حرية الانسان وعلي استقلالته وتجعل اعماله آلية و الشيئ هو الذي يتحكم فيه فمثلا : المدمن علي تعاطي المخدرات يصبح شخص عابد لها وبالتالي المخدرات تسيطر علي خلايا دماغه وهذا ما اكده الفيلسوف الفرنسي سوللي برودوم : إن جميع الذين تستولي عليهم قوة العادة يصبحون بوجوههم بشرا و بحركاتهم آلات . وهذا يعني انه كلما نقصت فعالية العادة ازدادت حرية الانسان وكلما ازداد تاثير العادة نقصت حرية الانسان و الدليل الاخر : العامل في النظام الرأسمالي يقع في آلية تسلبه إنسانيته و حقوقه وهذا ما يسمي بالاستلاب يعني الآلة أصبحت هي من تسير العامل .بينما من الناحية الرابعة العادة تجعل أفكار الانسان مألوفة قديمة فتقيم في العقل عقبة آبستمولوجية أي تجعل الانسان يرفض كل ماهو جديد وحني اذا كانت فكرة صحيحة وبالتالي العادة تقتل روح النقد وبالتالي العامل عندما يأتي بمعلومة جديدة يرفضها المجتمع لان افراد ذلك المحتمع تعود علي الفكرة القديمة فعلي سبيل المثال : المفكر غاليلو غاليلي عندما اكتشف ان الارض تدور حول نفسها وحول الشمس رفضها المحتمع الايطالي لأنهم إعتادوا علي تلك الفكرة المتمثلة في (أن الارض ثابتة ) بينما من الناحية الاخيرة نجد ان العادة تكون الافكار و العادات البالية فتمنعنا من التحرر منها كالشعوذات و السحر ولذلك يقول روسو : خير عادة ان يعتاد عليها الطفل هي ان لا يعتاد غلي اي عادة . فمن خلال هذه الحجج و البراهين نستخلص ان العادات تؤثر و تعيق عمليات التكيف بالنسبة للفرد.

       إن القول أن العادة اثار سلبية فقط فهذا امر مبالغ فيه ومعرض للانتقادات فانصار هءا الموقف قاموا بذكر عيوب العادة ومن جهة اخري اهملوا وجود الاثار الايجابية التي لها دور فعال في اعداد الفرد للتكيف مع العالم الخارجي و الدليل علي ذلك كون ان العادات تنتج عادات مشابهة اخري و يحتوي الانسان علي خبرة فالطالب المتعود علي شرح الدروس عندما يكون استاذ في المستقبل يسهل عليه كيفية القاء الدرس وومن جهة اخري العادة اسلوب حفظ النظام الاجتماعي كالتعود علي التضامن و صلة الرحم و دون اهمال الجانب الفكري المتمثل في حصيلة التعلم و البحث و النشر وبهذا لا بد لنا من ذكر الاثار الايجابية للعادة .

            من خلال ما سبق ذكره استخلصنا أن العادة تحمل حديين متناقضين في الآثار والمبادئ . فهناك حد ايجابي يعمل علي تحقيق مبتغي الفرد نحو تكيفه مع محيطه الخارجي . وحد آخر سلبي يعمل علي فرض معيقات خارجية للفرد قصد عرقلة تأقلمه مع العالم الخارجي. و للفصل والتمييز بين كلا العادتين يجب ان تكون ارادة الفرد لازمة و مشروعة لأنها هي التي تدبر في العقل بمحضي اتخاذ القرارات فعلي الانسان ان يفعل ارادته للتخلص من العادات السلبية وهذا من خلال اكتساب عادات ايجابية و التعود عليها فعلي سبيل المثال : العزيمة في الاستغناء عن عادة الادمان علي المخدرات وتعويضها بعادة ايجابية تكمن في تلاوة القرآن الكريم . وبالتالي هنا يتضح لنا ان الانسان يجب ان يكون هو المسيطر علي عاداته ويعود الفضل الي جوهره العقل والنتيجة هنا هي الاستفادة من عاداته الايجابية وقت الحاجة وللضرورة ايضا او تركها لما لا يحتاج لها في واقعه لذلك يقول الفيلسوف شوفاليي: العادة هي اداة حياة او موت حسب استخدام الفكر لها . والمقصود من ذلك أن العادة تكون حسنة او سيئة حسب تدخل العقل و ارادة الانسان في ذلك ويبقي الفرد هو جوهر طبيعي يسيطر علي عاداته .

        نستنتج في الاخير ان هناك نوعين من العادات . عادات ايجابية و عادات سلبية وهذا التناقض لا يدفعنا للتكيف مع العالم الخارجي و التقدم و التطور بل علي الانسان ان يفعل ارادته و يشغلها باستخدام احكامه العقلية التي نعمها الله فينا و بالتالي دور الارادة هام في تحصيل المعارف الحسنة التي نعد بها تطورنا و ازدهارنا فالواقع يثبت ان العادات التي يكتسبها الفرد دون ارادة تكون سلبية مثل : ضرورة اتباع الشهوات ونسيان شرف العائلة . ومن جهة اخري العادات التي يكتسبها الفرد الناتجة من الفعل الارادي تكون ايجابية و نعمة علي الفرد.و مجتمعه مثل : ارادة الفرد في التبرع بالدم فهذه الارادة ستتحول الي عادة ايجابية في المستقبل .

فنستطيع القول اذن ان العادات المكتسبة بالافعال الارادية هي بمثابة كنز ثمين يبلغه الانسان في ذاته وفي محيطه و عبارة ايضا عن اداة ذات قيمة كبيرة و ضرورية من الناحية العملية . وبهذا الشكل العادة و الارادة يعملان عمل سوي ودون انقطاع تام .السؤال : هل العادة تحقق التكيف مع العالم الخارجي أم تعيق التكيف مع المحيط الخارجي ؟ 

         

            الإنسان كائن عاقل فضولي يوجوده في الحياة يسعي الي ادراك العالم الخارجي . فميزه الله تعالي عن باقي مخلوقاته بميزة العقل وهذا للتدبر في الكون و من بين السمات التي توحي بإعداد الفرد للتأقلم مع أفراد بيئته نجد العادة فهي استعداد دائم نسبيا يكتسبه الكائن الحي لإنجاز أو قبول عمل من نوع واحد و آدائه بسهولة و يسر فتعد هذه الآخيرة من بين أكبر المسائل الفلسفية التي آثارت جدلا بين الفلاسفة .فهناك من يري ان العادة شيئ طبيعي وظاهرة ايجابية في حين هناك من يري ان العادة امر غير طبيعي و ظاهرة سلبية . فمن خلال هذا السياق الفلسفي منه نصيغ سؤالنا : 

يتبع في الأسفل 

1 إجابة واحدة

0 تصويتات
بواسطة (2.1مليون نقاط)
 
أفضل إجابة
هل العادة تحقق التكيف مع العالم الخارجي أم تعيق التكيف مع المحيط الخارجي

اسئلة متعلقة

0 تصويتات
2 إجابة
0 تصويتات
1 إجابة
مرحبًا بك إلى لمحة معرفة، حيث يمكنك طرح الأسئلة وانتظار الإجابة عليها من المستخدمين الآخرين.
...