0 تصويتات
في تصنيف المناهج الدراسية بواسطة (2.1مليون نقاط)

نصوص فلسفية حول الشخص جميع الشعب مفهوم الشخص في الفلسفة 

نصوص فلسفية حول الشخص والهوية مفهوم الشخص في الفلسفة 

مرحباً بكم طلاب وطالبات في موقع لمحة معرفة التعليمي يسرنا بزيارتكم أن نقدم لكم نصوص فلسفية حول الشخص جميع الشعب مفهوم الشخص في الفلسفة 

الإجابة هي 

نصوص فلسفية حول الشخص 

النص الأول حول الشخص 

" حرية الإنسان هي حرية شخص، و حرية هذا الشخص بالذات و كما هو مركب و موجود في ذاته و في العالم و أمام القيم. و هذا يستلزم أن تكون هذه الحرية ملازمة إجمالا لوضعنا الواقعي و محصورة في نطاق حدوده.

أن تكون حرا هو أن تقبل، في البدء، هذه الظروف لتجد فيها ارتكازا. ليس كل شيء ممكنا، و لا هو كذلك في كل لحظة. هذه الحدود تشكل قوة عندما لا تكون ضيقة جدا. الحرية كالجسم، لا تتقدم إلا بالحواجز و الاختيار و التضحية. و لكن فكرة المجانية هنا هي فكرة وجود غنى، و الحرية في شروط ملزمة، ليست من الآن فصاعدا"وعيا للضرورة"، كما سماها "ماركس".

إن هذا هو البداية، لأن الوعي هو وعد و بادرة للتحرر. و وحده العبد من لا يرى عبوديته، مهما كان سعيدا تحت سلطتها. إلا أن هذا البدء هو بالكاد إنساني. و لذلك فقبل إعلان الحرية في الدساتير أو تمجيدها في الخطابات، علينا تأمين الشروط العامة للحرية: الشروط البيولوجية و الاقتصادية و الاجتماعية و السياسية، و التي تسمح لقوى ذات مستوى متوسط أن تشارك في أعلى نداء للإنسانية، و أن نهتم بالحريات اهتمامنا بالحرية...

إن حريتنا هي حرية إنسان في موقف، و هي كذلك حرية شخص تعطى له قيمة. أنا لست حرا لأني أمارس عفويتي فقط، بل أصبح حرا عندما أوجه هذه العفوية قي اتجاه التحرر، أي في اتجاه شخصنة العالم و نفسي. إذن ثمة مسافة تمتد من الوجود المنبثق إلى الحرية، و هي التي تفصل بين الإنسان الباطني على حدود الانبثاق الحيوي، و الإنسان الذي ينضج باستمرار بأفعاله و في الكثافة المتزايدة للوجود الفردي و الجماعي. و هكذا فأنا لا أستعمل حريتي بدون جدوى، بالرغم من أن النقطة التي ألتحم فيها بتلك الحرية متباعدة في أعماق ذاتي. و ليست حريتي تدفقا فحسب، بل هي منظمة، أو بعبارة أفضل هي مطلوبة بنداء".

حلل النص و ناقشه

النص الثاني 

" إن فكرة اسقلال الذات المفكرة و الشخص الأخلاقي، كما تمت صياغتها من طرف الفلاسفة، لم تتحقق في الفكر الإنساني إلا في وقت متأخر. فهي بمثابة نقطة وصول لمسار طويل في التعلم، و تحقيق اانموذج لذي ربما ينبغي على الإنسان أن يتوجه إليه بجهده. لكن، لا ينبغي أن ننسى أن تجربة الاستقلال و العزلة لا تشكلان الواقعة الأولى في الوجود، كما عاشها الناس فعليا. فالادعاءات الإيديولوجية حوا الإنسان، لا يمكن بأية حال، أن تنكر أشكال التضامن البسيطة و الأساسية التي سمحت لتلك التنظيمات بالبقاء، و للفكر أن يتشكل على أرض بشر أحياء.

لهذا فإن أخلاقا ملموسة هي التي ينبغي أن تحدد الجهد المبدول لأجل الكمال الشخصي، ليس فقط في مجال الوجود الفردي، و لكن أيضا، و أولا، في مجال التعايش و داخل المجموعة البشرية. و في الحقيقة لا يتعلق الأمر هنا بنظامين مختلفين، فالعالم واحد، و كل نشاط بشري يندرج داخل هذا العالم الذي تساهم قيمه في النمو و لارتقاء.

يعتقد " الفرد " أنه إمبراطورية داخل إمبراطورية، فيضع نفسه في مقابل العالم و في تعارض مع الآخرين، بحيث يتصور نفسه كبداية مطلقة. و على العكس من ذلك يدرك الشخص الأخلاقي أنه لا يوجد إلا بالمشاركة، فيقبل الوجود النسبي، و يتخلى نهائيا على الاستكشاف الوهمي. إنه ينفتح بذاته على الكون، و يستقبل الغير. لقد فهم الشخص الأخلاقي أن الغنى الحقيقي لا يوجد في التحيز و التملك المنغلق، كما لو كان بإزاء كنز خفي، و لكن يوجد بالأحرى في وجود يكتمل و يتلقى بقدر ما يعطي و يمنح".

حلل النص و ناقشه.

النص الثالث 

" إنني أتلفظ ب " أنا " قبل التعرف على نفسي كشخص. فالأنا هي الأولى ، و لا اختلاف فيها أو تنوع، و هي لا تفترض وجود مذهب(فكري) في الشخص. فالأنا قائمة منذ البداية، أما الشخص فهو مشروع...

يمكن أن تتحقق الأنا و تصبح شخصا، و يفترض هذا التحقق الاعتراف بحدود الذات و خضوعها الطوعي لما يتجاوزها، و إبداع القيم، و الهروب من الذات في اتجاه الغير. و لكن الأنا يمكنها كذلك أن تظل منغلقة على نفسها و مستغرقة فيها، عاجزة عن الانفتاح على الغير. إن التمركز حول الذات... هو العقبة التي تواجه عملية تحقق الشخص، أما الشرط الأساسي لتحقق الشخص، فيتوقف على استبعاد التمركز حول الذات و التطلع باستمرار نحو الغير، سواء كان فردا أو جماعة."

حلل النص و ناقشه.

النص الرابع 

" ما يوجد داخل نفس الشخص أشكالا من الوجود متباعدة في الزمن، هو الوعي و ليس وحدة الجوهر. فمهما كان هذا الجوهر، و مهما كانت بنيته(طبيعته) فلا وجود للشخص بدون وعي، و إلا فالجثة أو أيةكينونة أخرى بدون وعي هي أيضا شخص بدوره.

دعونا نتصور الحالتين التاليتين: الأولى حالة وعيين متمايزين دون تواصل بينما، يحركان نفس الجسم، أحدهما يحرك الجسم نهارا و الآخر ليلا، و الحالة الثانية بعكسها أي حالة نفس الوعي يحرك جسمين مختلفين بالتناوب في أوقات متباعدة. إني لأتساءل، في الحالة الأولى، أليس الكائن الذي يظل نهارا و ذاك الذي يحيا ليلا، أليسا شخصين مختلفين اختلاف سقراط عن أفلاطون؟ و في الحالة الثانية، ألن تكون إزاء نفس الشخص و هو يحل في جسمين مختلفين، مثله في ذلك كمثل الرجل الذي يظل هو نفسه رغم أنه يرتدي كل مرة ملابس مختلفة.

و لا فائدة من الاحتجاج في الحالتين السابقتين بأن هذه الأوعاء(جمع وعي) وعي واحد أو أنها مختلفة تبعالاختلاف أو تطابق الجوهر اللامادي الذي يحمل معه الوعي عند حلوله بالجسد: و بغض النظر عن صحة أو بطلان هذه الاحتجاجات، فمن البديهي أن هوية الشخص، لا تتحدد بغير الوعي في كلتا الحالتين، سواء اقترن هذا الوعي بجوهر لامادي فردي أم لا.

و حتى و لو قبلنا الرأي القائل أن الجوهر المفكر للإنسان من طبيعة لامادية بالضرورة، فإنه يظل بديهيا مع ذلك أن هذا الشيء المفكر اللامادي يمكن أن ينفك عن وعيه الماضي(ذكرياته) أو أن يستعيده بعد ضياع، و الشاهد على ذلك تذكر الإنسان أحيانا لحالات شعورية ماضية طواها النسيان تماما طيلة عشرين عاما، فلنفرض أن فقدان الذاكرة على هذا النحو يتم بشكل دائم و منتظم بحيث نفقد في النهار ذكريات الليل، و نفقد عند حلول الظلام ذكريات النهار، سنكون هنا إزاء شخصين مختلفين رغم أن لهما نفس الروح اللامادي، مثلما أننا سنحصل، في الحالة الأولى(الواردة في بداية النص) على شخصين مختلفين حالين في جسم واحد و عليه فالإنية لا تكمن في وحدة جوهر فرد أو جواهر متعددة بقدر ما تكمن في وحدة الوعي".

حلل النص و ناقشه

.

النص الخامس

" إن شخصية الفرد تنشأ و تتطور مع تقسيم العمل، فإذا كان الشخص هو مصدر أفعاله، فإن الإنسان لا يكتسب هذه (صفة الشخص) إلا بالقدر الذي يتميز فيه عن غيره من أفراد الجماعة التي ينتمي إليها.

صحيح أنه يمكن القول بأن للإنسان في جميع الأحوال حرية الاختيار، و أن هذه كافية لتأسيس شخصيته، إلا أنه مهما كانت هذه الحرية التي ظلت مثار كثير من الجدل، فإنه ليست هذه الصفة(حر) الميتافيزيقية الثابتة هي التي يمكن أن تصلح كقاعدة وحيدة للشخصية الواقعية الفعلية المتغيرة للأفراد، فهذه الشخصية لا يمكن أن تتكون بفعل الحرية وحدها، إذ ينبغي لهذه الحرية أن تنصب على غايات و دوافع خاصة بالفاعل وحده لا بالجماعة.

و بعبارة أخرى ينبغي أن يكون لمضمون تلك الغايات و الدوافع طابع شخصي... و هذا هو ما يتحقق كلما تطور تقسيم العمل، بفعله يصبح الفرد أكثر استقلالية... ذلك أن الأفراد بتخصصهم يصبحون أكثر تعقيدا، و بذلك يتميز عملهم عن عمل الجماعة و يتحررون من تأثير العوامل الموروثة عن جماعتهم، لأنها عوامل لا يمكن أن تفعل فعلها إلا في الأشياء البسيطة و العامة".

حلل النص و ناقشه.

النص السادس حول الشخص 

" إن الوسيلة الأكثر يسرا لكي نرشد شخصا ما حتى نعلمه كيف يفكر بدقة، و كيف يستطيع أن يفهم ما يعنيه مفهوم "أنا" هي كما يلي: سنقول له: "فكر في موضوع ما، و ليكن هذا الجدار المائل أمامك مثلا أو تلك الطاولة التي تكتب عليها... إلخ.فأنت عندما تفعل ذلك، فإنك تقبل، بدون شك، بوجود من يفكر في هذه الأشياء، و هذا المفكر هو أنت نفسك، و بذلك تكون واعيا بفكرك في هذه الأفكار بشكل مباشر، و بالرغم من ذلك، فإن الموضوع المفكر فيه في هذه الحالة، ليس هو الذات نفسها إنه موضوع لا يطابق الذات، بل يعتبر على العكس من ذلك متعارضا معها، و أنت تعي هذا التعارض مباشرة على مستوى فكرك. لكن لنطلب منك شيئا آخر، فكر في نفسك الآن، إنك بمجرد ذلك، فإنك لا تقيم أي تعارض بين المفكر و المفكر فيه داخل فكرك كما حصل في الحالة الأولى، فالعبارتين معا(مفكر و مفكر فيه) لا يمكنهما أن يحيلا على شيئين مختلفين و متمايزين، بل على شيء واحد هو نفسه، و هو ذلك الشيء الذي تعيه مباشرة. إننا لا نفكر إذن بمفهوم "أنا" إلا عندما يتطابق المفكر بالمفكر فيه و المفكر قيه بالمفكر، و ما يتولد عن فكر كهذا هو مفهوم " الأنا " ".

حلل النص و ناقشه.

يتبع في الأسفل 

1 إجابة واحدة

0 تصويتات
بواسطة (2.1مليون نقاط)
 
أفضل إجابة

نصوص فلسفية حول الشخص 

النص السابع 

من وجهة نظري يبدو أنه توجد سلسلة من الحالات الواعية متصلة بعضها مع بعض، بمقدرتي في أي لحظة أن أتذكر تجارب واعية حدثت في الماضي... إن هذا هو العنصر الجوهري في الهوية الشخصية.

السبب الذي يستلزم هذا المعيار بالإضافة إلى الهوية الجسدية هو أنه من السهل لي أن أتصور حالات فيها أجد نفسي في جسد آخر عندما أستيقظ من النوم، و لكن من وجهة نظري سأكون متأكدا أنني الشخص نفسه. أنا أحتفظ بتجارب كجزء من السلسلة، فهي تشتمل على تجارب الذاكرة لحالاتي الماضية الواعية.

ادعى "لــوك" أن هذه هي الصفة الجوهرية في الهوية الشخصية، و سماها الوعي. و لكن التأويل المتعارف عليه الذي كان يقصد هو الذاكرة... و أظن أن هذا ما كان يعنيه "لــوك" عندما قال إن الوعي يؤدي وظيفة جوهرية في تصورنا للهوية الشخصية. و لكن بغض النظر عما إذا كان "لــوك" يقصد هذا المعنى، فإن استمرارية الذاكرة هي على الأقل جزء مهم من تصورنا للهوية الشخصية".

حلل النص و ناقشه.

الامتحان الوطني الموحد. الدورة العادية.2008

" إن النماذج الثقافية تظهر لنا خاصية أساسية و هي أنها غير موجودة عند الولادة في العضوية البيولوجية للكائن البشري، كما أنها لا تنتقل وراثيا من جيل لآخر، فعلى كل جيل أن يكتسب نماذج المجتمع الذي هو مدعو إلى أن يعيش فيه. إن معظم رغبات الإنسان و حاجاته و آماله لا تتكون تلقائيا و تبعا لنوع من الضرورة البيولوجية أو حتى النفسية. إنها تتحدد أو تتجه بحسب التشجيع الذي تلقاه، و المكافآت (الجزاء و العقاب) التي تقدم لها، و تتخد شكلا و تنقش في الشخصية بقدر ما تلقى استجابة مرضية...

إن ما ينتج عن سيرورة التنشئة الاجتماعية أن النماذج الثقافية، مع كونها منتشرة في المجتمع، هي أيضا في الوقت ذاته، داخل الأشخاص أعضاء هذا المجتمع. يضاف إلى ذلك أن سيرورة التنشئة الاجتماعية تلقي الأضواء على أمر واقع هو أن ليس هناك من تعارض أو انقطاع بين الشخص و المجتمع، بين ما هو فردي و ما هو جماعي، و إنما هناك بالأحرى تواصل بينهما و تداخل".

حلل النص و ناقشه.

" إن الدليل الحاسم الذي يستعمله الرأي العام في إنكاره لحرية الإنسان يتمثل في تذكيرنا بعجزنا.فتبعا لهذا الرأي يبدو أننا غير قادرين على تغيير وضعنا حسب مشيئتنا بل هو تغيير أنفسنا .فلا يبدو أنني قادر على قهر أبسط شهواتي و عاداتي.

إن درجة المقاومة التي تمثلها الأشياء هي من الأهمية بحيث يلزم الإنسان سنوات طويلة من المثابرة لتحقيق أدنى نتيجة، بل إنه ليبدو من الضروري"أن يطيع الإنسان الطبيعة ليتحكم فيها"، أي أن يدرج فعله في إطار الحتمية.

إن مثل هذه الحجج لم تحرج أبدا أنصار الحرية إحراجا حقيقيا، ذلك أن في الانبثاق العفوي للحرية و من خلاله فقط يطور العالم و يكشف عن المقاومات التي يمكن أن تجعل الغاية المأمولةغير قابلة للتحقق. إن الإنسان لا يصطدم بعوائق إلا في نطاق حقل حريته".

حلل النص و ناقشه.

" ما هو الأنا؟ عندما يطل إنسان من النافذة من أجل رؤية المارة، و إذا ما مررت أنا من أمام النافذة التي يطل منها ذاك الإنسان، فهل يمكنني أن أقول إن الذي يقف وراء النافذة إنما يقوم بذلك من أجل رؤيتي؟ كلا، لأنه لا يفكر في أنا على وجه الخصوص. و ذاك الذي يحب شخصا لجمال محياه، هل يحبه فعلا؟ كلا، لأن داء الجذري قد يقضي على جماله دون أن يقضي على شخصه، مما قد يدفع بالشخص المحب إعراضه عن الشخص المحبوب.

و إذا كنت أنا محبوبا بسبب سداد رأيي و قوة ذاكرتي، فهل أنا محبوب حقا؟ كلا، لأنني قد أفقد هاتين الصفتين، دون أن أفقد ذاتي. فأين هو إذن ذاك الأنا، إذا لم يكن موجودا لا في الجسم و لا في النفس؟ كيف يمكن إذن أن نحب الجسم أو النفس إن لم تكن تحبهما لتلك الصفات التي لا تشكل الأنا البتة مادامت فانية. فهل نستطيع أن نحب، بصفة مجردة، جوهر النفس مهما كانت الصفات التي تسمها؟ إن هذا أمر غير ممكن و غير عادل. نحن إذن لا نحب أحدا، لكننا نحب صفاته فقط".

حلل النص و ناقشه.

" من الأكيد أننا ننظر لأنفسنا على أننا شخص واحد، و أننا نفس الشخص في كل فترات عمرنا، لكن هذه الهوية التي ننسبها لأنفسنا، هل تفترض بالضرورة أن فينا عنصرا ثابتا، أنا حقيقيا و ثابتا؟

لنسجل أن الوقائع تكذب كليا هذه الفرضية. فالإنسان الذي في حالة نوم ليس له أنا، أو على الأقل ليس له إلا أنا متخيل يتبخر عندما يستيقظ، كما أن ضربة واحدة على رأسه تكفي لحفر هوة عميقة بين أنا اليوم و أنا البارحة لأنها تشل ذكرياتنا... 

أن نقول بأننا نرجع حالاتنا الداخلية إلى أنانا معناه أن نقول إننا نرجع حالاتنا الداخلية الخاصة إلى أنا ما أو إلى ذات حاملة هامة... ليس هناك سوى شيئين يمكن أن يجعلاننا نحس بهويتنا أمام أنفسنا و هما: دوام نفس المزاج أو نفس الطبع، و ترابط ذكرياتنا. ذلك أن لدينا نفس الطريقة الخاصة في رد فعلنا تجاه ما يؤثر علينا، أي أن نفس العلامة تسم فعلنا الأخلاقي و تطبع حالاتنا الداخلية بطابع شخصي... إضافة إلى ذلك فإن ذكرياتنا تشكل على الأقل بالنسبة للقسم القريب من حياتنا، سلسلة مترابطة الآطراف: فنحن نرى أن حالتنا النفسية الحالية تتولد من حالاتنا النفسية السابقة. و هذه من سابقتها... و هكذا يمتد وعينا التذكري في الماضي و يمتلكه و يربطه بالحاضر..." .

حلل النص و ناقشه

" الإنسان... كائن خاضع لمجموعة من الحتميات تشرطه كليا: ففكره، و أفعاله، و سلوكه هي منتوجات لقوانين الكون(الفيزياء)، و لقوانين الجماعة(المجتمع) و لقوانين الفكر الرمزي(الثقافة). و على النقيض من الوهم الشائع اليوم، فالعلم و التقنية بدل أن يحررا الإنسان من الحتميات الكونية، فإنهما لم ينجحا إلا في جعله أكثر وعيا بقوة هذه الحتميات. و حتى في القديم، أي عصر هيمنة الأسطورة، لم يكن الإنسان أكثر حرية مما هو اليوم، بل كانت صفته الإنسانية نفسها تجعل منه عبدا. و بما أن سلطته على الطبيعة كانت محدودة... فهو لم يكن حرا حتى في أحلامه و أساطيره..."

حلل النص و ناقشه.

" يحاول المجتمع أن يكون شخصية الطفل حسب نماذج موضوعة مسبقا. حتى إذا نما و تطور و خرج إلى أقرانه يلعب معهم وجد أن هناك قواعد تحكم اللعب و الصراع، و عندما يلتحق الطفل بالمدرسة، يكون وجها لوجه أمام ثقافة المجتمع و معلميه الذين يحاولون جاهدين تشكيل سلوكه و تصرفاته و تكوين فكره و معاييره و قيمه، و بالتالي شخصيته. فإذا خرج الطفل من مدرسته واجه المؤسسات الاجتماعية الأخرى: الإعلامية و العقابية، و الترفيهية و غيرها كلها تحمل طابع المجتمع تقدمه للشخص... هذه العملية تستمر شطرا عظيما من حياة الفرد، هي ما يسمى بعملية التطبيع الاجتماعي. و من خلال هذه العملية يشكل المجتمع شخصية أفراده حسب النعايير و القيم السائدة فيه."

حلل النص و ناقشه.

" لكي نهتدي إلى ما يكون الهوية الشخصية لابد لنا أن نتبين ما تحتمله كلمة الشخص من معنى. فالشخص، فيما أعتقد، هو كائن مفكر عاقل قادر على التعقل و التأمل و على الرجوع إلى ذاته باعتبار أنها مطابقة لنفسها، و أنها هي نفس الشيء الذي يفكر في أزمنة و أمكنة مختلفة. و وسيلته الوحيدة لبلوغ ذلك هو الشعور الذي يكون لديه عن أفعاله الخاصة. و هذا الشعور لا يقبل الانفصال عن الفكر بل هو، فيما يبدو لي، ضروري و أساسي تماما بالنسبة للفكر، مادام لا يمكن لأي كائن(بشري) كيفما كان، أن يدرك إدراكا فكريا دون أن يشعر أنه يدرك إدراكا فكريا.

عندما نعرف أننا نسمع أو نشم أو نتذوق أو نحس بشيء ما أو نتأمله أو نريده، فإنما نعرف ذلك في حال حدوثه لنا. إن هذه المعرفة تصاحب على نحو دائم إحساساتنا و إدراكاتنا الراهنة، و بها يكون كل واحد منا هو نفسه بالنسبة إلى ذاته(...)إذ لما كان الشعور يقترن بالفكر على نحو دائم، و كان هذا ما يجعل كل واحد هو نفسه، و يتميز به، من ثم، عن كل كائن مفكر آخر، فإن ذلك هو وحده ما يكون الهوية الشخصية أو ما يجعل كائنا عاقلا يبقى هو هو ."

حلل و ناقش.

أما أن الشخصية وحدة، فهذا لا ريب فيه. إلا أن مثل هذا القول لا يعلمني شيئا عن الطبيعة العجيبة لهذه الوحدة التي هي الشخص. و أما أن الذات كثيرة، فإنني أوافق على هذا أيضا، إلا أننا هنا إزاء كثرة ينبغي أن تعرف بأنها لا تشبه أية كثرة أخرى. و الذي يهم الفلسفة حقا هو أن نعرف، أية وحدة، و أية كثرة، و أية حقيقة فوق الواحد و الكثير، هي هذه الوحدة المتكثرة التي للشخص. و الفلسفة لن تعرف هذا إلا إذا هي قبضت على الحدس البسيط الذي به تدرك الذات ذاتها. و بعدئذ تستطيع، تبعا للمنحدر الذي تختاره للهبوط من هذه القمة، أن تصل إلى الوحدة أو إلى الكثرة أو إلى مفهوم من المفاهيم التي بها نحاول أن نعرف الحياة المحركة التي يحياها الشخص. و لكننا نعود و نكرر أنه ما من خليط من هذه المفاهيم يمكن أن يعطينا شيئا يشبه الشخص الذي يدوم."

حلل النص و ناقشه.

الامتحان الوطني الموحد(الدورة العادية): 2011. شعبة الآداب و العلوم الإنسانية: مسلك الآداب.

المرجع: برغسون:"الفكر و الواقع المتحرك"، ترجمة سامي الدروبي، بدمشق، بدون تاريخ، ص: 196.

" إن مختلف الأوساط التي ينتمي إليها كل شخص أو التي يحيل عليها، هي التي ينمي بواسطتها هويته، أي حقيقته كشخص فردي و اجتماعي معا. إن ما يمكن أن نطلق عليه"الشخصية الاجتماعية" هو في نهاية المطاف تلك الهوية التي تضمن للشخص مكانا في المجتمع، كما تضمن لوجوده و لأفعاله نوعا من الوحدة و الانسجام. فالهوية ضرورية نفسيا و اجتماعيا على حد سواء: فهي تساهم في الاستقرار النفسي و تشكل شرطا أساسيا لنضج الشخصية و اكتمالها. كما أنها الشرط اللازم لكي ينخرط أي شخص من الأشخاص في محيطه الاجتماعي بشكل منسجم، و لكي تحقق الجماعات أيضا تماسكا. فكل شخص إلا و يتحدد و يتصرف في جانب من جوانبه بواسطة هوياته الاجتماعية المختلفة، الوطنية منها و الإثنية و الدينية و المهنية و الطبقية و الإقليمية، إلخ."

حلل النص و ناقشه.

" لا يمكن تفسير تصرف فرد من الأفراد دون أن ندخل في الاعتبار الوسط الاجتماعي الذي يمارس عليه تأثيرا يحدد تصرفه و يدعوه للانخراط فيه. ففي المجال الاجتماعي توجد، بالفعل، جملة من المثيرات و الموانع و النماذج التي تحدد نشاط الفرد و تصرفاته، و تسهم في تنشئة شخصيته و تمكنها من ترسيخ قدمها في الواقع.

و بما أن مفهوم الثقافة يعبر عن مجموعة من المعايير و القيم و السلوكات النمطية التي تعكس أسلوب حياة الجماعة، فإنه يشكل أداة ممتازة لتحليل التنشئة الاجتماعية لشخصية الفرد. فلفظ الثقافة يدل على ما يجد أساسا له في البنيات الاجتماعية، و يتدخل مباشرة في بناء سلوكات أفراد المجتمع. و على هذا الأساس يتجلى المكون الثقافي بوصفه مكونا اجتماعيا متجسدا في تصرفات الأفراد.

يدفعنا ذلك إلى القول إذن إن الشخصية ترتبط بعلاقة تبعية تامة مع الثقافة."

حلل النص و ناقشه.

(امتحان وطني.د:يونيو2003.د: العادية.ش:ع.تجريبية و رياضية و زراعية).

" إن المعيار الغالب للحكم على أن الشخص هو هو، كما يرى الحس العام، هو استمرارية الجسد المادية عبر الزمن، و هو المعيار نفسه الذي نستخدمه للحكم على أن الدراجات الهوائية أو غيرها هي نفسها دون سواها. أما إذا تحدثنا بخلاف ذلك، فإن حديثنا سيكون على سبيل الاستعارة(كأن أقول أنا إنسان جديد)، فلو صح هذا القول لما كان بوسعي التفوه به. و حقيقة أننا نشعر أن هويتنا الجسدية عبر الزمن أمر معقد و أنها تتأكد من خلال المعرفة الداخلية بماضينا التي تأتي بها الذاكرة. يجب ألا يثير دهشتنا على الإطلاق كون الذاكرة نفسها تتصل بالضرورة بأدمغتنا و بأجسادنا. و إذا كانت ذكرى الماضي قد سببها ما حدث لنا، أي ما حدث لأجسادنا و أدمغتنا، فمن غير المدهش أن استمرارية هذه الأجساد عبر الزمن يجب في بعض الأحيان على الأقل، أن يتأكد من خلال معيار الذاكرة."

حلل النص و ناقشه.

( امتحان وطني.د. العادية 2010.كل مسالك الشعب العلمية و التقنية و الأصيلة).

اسئلة متعلقة

مرحبًا بك إلى لمحة معرفة، حيث يمكنك طرح الأسئلة وانتظار الإجابة عليها من المستخدمين الآخرين.
...