0 تصويتات
في تصنيف المناهج الدراسية بواسطة (2.1مليون نقاط)

تحليل النص النظري مدخل لدراسة المسرح

مرحباً بكم طلاب وطالبات الباك في موقع لمحة معرفة التعليمي يسرنا بزيارتكم أن نقدم تحليل النص النظري مدخل لدراسة المسرح

لغة عربية 

الإجابة هي كالتالي 

تحليل النص النظري "مدخل لدراسة المسرح"

المسرح فن من الفنون الأدبية، يتكون من نص وعمل مشخص بما يحتويه من عناصر ومشاهد تجري فوق خشبة، تعرض فيها أفعال وتصرفات صادرة عن شخصيات يتقمص ممثلوها أدوارها. ويتفق معظم الباحثين في هذا الفن على أن المسرح بدأ يونانيا منذ القرن السادس قبل الميلاد مع احتفالات ديونيزيوس. ولم يعرفه العرب إلا مع عصر النهضة خصوصا مع مارون النقاش (1847)، نتيجة الانفتاح الثقافي على الغرب، إضافة إلى النهوض بالعمل الثقافي؛ بإنشاء الجامعات والمدارس ودور الثقافة، ونشاط حركة الترجمة والصحافة. لكن مع ذلك فالمسرح العربي يجد تجلياته وجذوره التراثية في كثير من الأشكال الفرجوية، كالحلقة والبساط وسلطان الطلبة، والاحتفالات الشعبية، والحلقات الصوفية، ومسرح الدمى وخيال الظل... ونذكر من بين رواد المسرح العربي: الطيب الصديقي، وأحمد الطيب لعلج، وعبد الكريم برشيد، وتوفيق الحكيم، وسعد الله ونوس، وغيرهم. وقد وثق الكثير من النقاد العرب لهذا الفن المستحدث الجديد، كحسن المنيعي في كتابه "هنا المسرح العربي، هنا بعض تجلياته"، وعبد الكريم برشيد في كتابه "حدود الكائن والممكن في المسرح الاحتفالي"، ومحمد الكغاط في كتابه "بنية التأليف المسرحي بالمغرب من البداية إلى الثمانينات "، وعمر الدسوقي في كتابه (المسرحية، نشأتها وتاريخها وأصولها).

صاحب النص:

نبيل حجازي ناقد مصري، مهتم بالمسرح، له عدة مؤلفات ومقالات في نقد المسرح. منها "مسرح الطفل وخاصية الحضور في المسرح"

ملاحظة النص:

مصدر النص: 

النص الذي قيد الدراسة نص نظري مقتطف من مجال نشر بمجلة الوحدة والتي خصصت عددها لموضوع التأصيل والتحديث في المسرح العربي

 قراءة في العنوان:

يتكون العنوان من ثلاثة ألفاظ رئيسية:

مدخل: وهو مصطلح نقدي يستخدم عادة في البحوث العلمية التي تعالج مفاهيم أو ظواهر أدبية أو نقدية. وفي العادة يتناول هذا المدخل الجوانب التاريخية والفنية.

دراسة: يحيل على عملية المعالجة والتحليل والبحث. 

المسرح: فن أدبي حديث وشكل تعبيري تجسيدي قابل للتمثيل والتشخيص والتجسيد. ويسمى أيضا بأبي الفنون. له خصوصياته الفنية والتعبيرية والجمالية

فرضية القراءة:

فمن خلال عنوانه والفقرة الأولى منه، نفترض أن الكاتب سيحاول دراسة خصائص ومميزات المسرح الفنية والقواعد الأساسية التي يستند عليها.

طرح الإشكالية:

  فما هي يا ترى طبيعة خصائص ومميزات المسرح التي يعرضها الكاتب من خلال نصه؟ وما هي المنهجية والأساليب الحجاجية واللغوية التي اعتمدها الكاتب في دراستها ؟

فـــهـــم الـــنــــص:

القضية الأدبية:

يتناول الكاتب في نصه قضية أدبية، تتعلق بتعريف المسرح، وخصائصه ومقوماته الفنية التي تميز عن غيره من الأجناس الأدبية الأخرى. حيث يكشف الكاتب عن العوامل التي ساهمت في نشأة هذا الفن، والوظائف التي تؤديها المحاكاة في علاقتها بالفن المسرحي، والعناصر الأساسية التي تشكل جوهر العرض المسرحي. 

عناصر القضية الأدبية:

ويمكن رصد أهم العناصر المكونة للقضية الأدبية فيما يلي:

-انطلاق الكاتب من رأي مشهور لأرسطو ورد في كتابه المعروف بــ "فن الشعر"، وفيه يحدد العوامل التي ساهمت في نشأة الفن المسرحي، والتي يلخصها في سببين هما: اتخاذ الإنسان من المحاكاة وسيلة فطرية للتعلم، والتذاذه بمحاكاة الطبيعة وعناصرها.

-اقرب وسائل المحاكاة هي تلك التي استعمل فيها الإنسان جسده (وجوده المادي)، مما ساهم بشكل كبير في ظهور التمثيل المسرحي.

-تحديد الوظائف التي تؤديها المحاكاة في علاقتها بالتمثيل المسرحي فحصرها في: تمكين الإنسان من اكتشاف مشاعره، ومساعدته على فهم أعمق الأفكار والأحداث، فضلا عن مساعدة متلقي العرض المسرحي على التخفيف من مخاوفه.

-رصد العناصر الأساسية التي تشكل جوهر العرض المسرحي، من الممثل، والمتفرج، ومساحة العرض.

-رصد مختلف العناصر الثانوية التي يرى إمكانية الاستغناء عنها في عملية العرض المسرحي.

تــحــلــيــل الــــنــص:

وإذا انتقلنا للحديث عن الخصائص الفنية للعرض المسرحي، وجدنا الكاتب يحصي عناصر أساسية وأخرى ثانوية تضمن خصوصية العرض المسرحي.

1- العناصر الأساسية: 

حدد الناقد ثلاثة عناصر أساسية لعملية العرض المسرحي، وهي:

 الممثل (المحاكي بالأفعال): يعد الممثل دعامة أساسية في عملية العرض المسرحي، فلا يمكن تصور مسرح بدون ممثل أو ممثلين، إنه الشخص الذي يحاول بواسطة صوته، وحركاته محاكاة الأفعال، والأفكار، والمشاعر المتضمنة في المسرحية، متوخيا نقل كل ذلك إلى الجمهور والتأثير فيه.

 المتفرج (المتلقي): هو الشخص الذي يتلقى ما يعرض عليه في المسرح فيترجم ذلك إلى أفكار ومشاعر، ومن هنا يكتسب العرض المسرحي قيمته بمقدار تأثيره في متلقيه، هذا المتلقي الذي لا يبقى سلبيا أمام ما يتلقاه، بل يعيد قراءته، وتأويله من خلال إسقاطاته، وتراكماته الثقافية والحضارية.

المكان (مساحة العرض): وهي مكان التقاء الممثل والمتفرج، ويتيح للشعور والأفكار بالانتقال المباشر بينهما، وهو يحدد خصوصية العرض المسرحي بين باقي الفنون الدرامية والفنية الأخرى.

2- العناصر الثانوية:

إلى جانب هذه العناصر الأساسية، نجد عناصر أخرى ثانوية، كاللغة، والموسيقى، والملابس، والممول، والإضاءة، والمخرج المسرحي، والمناظر.

3- المنهجية المعتمدة في بناء النص وعرض أفكاره

إن الكاتب عبد القادر القط في استعراضه لخصائص وسمات المسرح؛ قد اعتمد بناء منهجيا يقوم على القياس الاستنباطي؛ حيث يتحدث في بداية النص عن نشأة الفن المسرحي، وعن المحاكاة المسرحية وخطواتها، ووظائفها، قبل أن ينتقل إلى تحليل العناصر الثلاثة الجوهرية: الممثل، المكان، والمتلقي، لينتهي في الأخير إلى تأكيد أن جوهر المسرح هو هذه العناصر الثلاثة، مقصيا باقي العناصر وفي مقدمتها اللغة إلى مراتب دنيا.

4- الأساليب الحجاجية

 وقد استعان الكاتب للدفاع عن أطروحته حول الفن المسرحي بعدة وسائل حجاجية لعل أهمها أسلوب التعريف، حيث وجدنا الكاتب، عبر نصه، حريصا على ضبط الخصائص المسرحية والتعريف بها، خاصة تلك التي اعتبرها جوهر الفن المسرحي (الممثل، المكان، المتلقي). كما حضر أسلوب المقارنة، وذلك من خلال مقارنة الناقد بين الممثل والمذنب الذي يحاكي كيفية ارتكابه لجريمته، والمقارنة بين المسرح اليوناني والمسرح الحديث. وقد دعم الناقد منهجه الحجاجي من خلال الاستشهاد بآراء أرسطو حول المحاكاة، والحضور اللغوي في الشعر المسرحي، فضلا عن استحضاره لبعض المرجعيات النقدية الحديثة كنظرية التلقي التي وظفها لإبراز كيفية تفاعل المتلقي مع ما يعرض عليه من مسرح.

فهذه الأساليب لعبت دورا كبيرا في إضفاء طابع الوضوح والانسجام على أفكار النص؛ من خلال شرح وتفسير مجمل الأسس التي قام عليها المسرح، وإقناع المتلقي بصحتها.

5- الأساليب اللغوية

  ولا ننسى الأساليب اللغوية التي حافظت على تماسك أفكار النص وانسجامه، من خلال مجموعة من مظاهر الاتساق؛ كالإحالة بأنواعها المختلفة، سواء بواسطة الضمائر(هو،ها،هم،ـه...)، أو بواسطة أسماء الإشارة(هذا، ذاك، هذه، ذلك...)، أو بواسطة الأسماء الموصولة(من). ثم هناك الوصل، سواء ما يقوم منه على الربط التماثلي(الواو، الفاء، أو)، أو ما يقوم منه على الربط السببي(لهذا)، أو ما يقوم منه على الربط الزمني(منذ)

تركيب النص:

نستنتج مما سبق أن الكاتب نبيل حجازي، قد توفق في دراسته لخصائص وسمات المسرح، والمكانة التي ظفر بها بين الأجناس الأدبية الأخرى، فحاول تقريبنا من خصوصية هذا الفن، فربطه أولا بالمحاكاة، التي تفيد إعادة تشكيل الفن المسرحي للواقع في حلة جديدة، قصد الوصول إلى ما هو ممكن، وتجاوز ما هو كائن. وقد حصر الكاتب عناصر الفن المسرحي في ثلاثة هي: الممثل والمكان والمتلقي، معتبرا باقي العناصر:كاللغة والإضاءة والمخرج والملابس... عناصر ثانوية لا يمكن إدخالها في تعريف جوهر الفن المسرحي.

وقد اعتمد في عرض قضيته المنهج الاستنباطي الذي يسر له الانتقال من فكرة لأخرى، ومن المبدإ العام إلى الأفكار الجزئية. كما اعتمد أساليب حجاجية متنوعة كالتعريف والتمثيل والمقارنة والوصف، استطاع من خلالها شرح أهم الأسس الفنية التي تكسب المسرح خصوصيته وفرادته. ولزيادة البعد التفسيري والحجاجي وضوحا، وظف الكاتب لغة تقريرية مباشرة تعتمد اللفظ البسيط والمعنى الواضح. كما حرص على إضفاء طابع الانسجام والتماسك على أفكار النص وجمله وفقراته؛ من خلال توظيفه مجموعة من الروابط الحجاجية ووسائل الاتساق المتنوعة؛ كالإحالة والوصل والاتساق المعجمي. 

وعلى العموم فإن الكاتب قد نجح في تقديم تصور نظري شامل وموسع حول المسرح ليكون بذلك أقوى الفنون وأروعها إطلاقا، لكونه ينقل الواقع ويشخصه بنقائصه وعيوبه عيانا، ويجسده فرجة وتمثيلا.

1 إجابة واحدة

0 تصويتات
بواسطة (2.1مليون نقاط)
 
أفضل إجابة
تحليل النص النظري مدخل لدراسة المسرح

اسئلة متعلقة

0 تصويتات
1 إجابة
سُئل أكتوبر 16 في تصنيف المناهج الدراسية بواسطة lmaerifa (2.1مليون نقاط)
مرحبًا بك إلى لمحة معرفة، حيث يمكنك طرح الأسئلة وانتظار الإجابة عليها من المستخدمين الآخرين.
...