تموز جيكور/ بدر شاكر السياب
تحليل نص تموز جيكور،من كتاب الممتاز للثانية باك اداب و علوم انسانية خطاب تكسير البنية.
القراءة التوجيهية :
نص تيموز جيكور
مرحبا اعزائي الزوار في موقع لمحة معرفة المتفوق والمتميز بمعلوماته الصحيحة من شتى المجالات العلمية والتعليمية والثقافية والاخبارية يسرنا بزيارتكم في موقعنا لمحة معرفة أن نقدم لكم ما تبحثون عنه من المعلومات من مصدرها الصحيح وهي الإجابة على سؤالكم الذي يقول....... تحليل نص تموز جيكور،من كتاب الممتاز للثانية باك اداب و علوم انسانية خطاب تكسير البنية
وتكون إجابتكم المطلوبة هي كالتالي
تحليل نص تموز جيكور،من كتاب الممتاز للثانية باك اداب و علوم انسانية خطاب تكسير البنية
الرصيد المعرفي:
يعتبر الشاعر العراقي بدر شاكر السياب من الرواد الأوائل الذين طوروا القصيدة العربية في اتجاه الحداثة والابتكار والتجديد ، وقد ظهر ذلك كله على مستوى الشكل والمضمون ، و قد كان من أبرز مظاهر تكسير البنية تجاوز الشكل الطباعي التقليدي وتغييره بشكل مختلف يعتمد السطر الشعري ، غير أن ذلك لا يعني كل الحداثة لأن هناك ما هو أهم من الشكل الطباعي هو الرؤيا الجديدة التي أصبح يتميز بها الشاعر الحداثي وهي رؤيا فرضت وسائل أخرى من أجل التعبير كاستخدام الرموز والأساطير والانزياح الأسلوبي واللغوي .
فهل قصيدة ” تموز جيكور ” تعكس هذه الحداثة على المستويين الشكلي والمضموني ؟
تأطير النص :
أ . صاحب النص :
ولد بدر شاكر السياب بقرية جيكور جنوب البصرة بالعراق عام 1926م ، تربى في كنف جده درس بالبصرة التحق بدار المعلمين في بغداد وانتخب رئيسا لاتحاد الطلاب بها ـ تعمق دراسة الشعر العربي والشعر الغربي وخاصة الشاعر الأنجليزي إليوث .
أصيب بمرض ألزمه الفراش حتى وفاته سنة 1964 م .
ترك مجموعة من الدواوين منها ” أزهار ذابلة ” ” أساطير” ” حفار القبور ” .
ب . نوعية النص ومصدره :
قصيدة شعرية بنظام السطر الشعري يعبر فيها الشاعر عن رؤيته الخاصة تجاه قريته جيكور ، وهي مأخوذة من ديوان الشاعر ( أنشودة المطر ) المجلد 1 – دار العودة ، بيروت ، ص 410
ج . ملاحظة العنوان ووضع الفرضية:
يتكون العنوان من كلمتين هما : تموز : وهو إله الخصب والحياة في الأسطورة البابلية قتله خنزير بري فنزل إلى العالم السفلي المظلم ، فماتت الطبيعة بموته ، فبدأت حبيبته عشتار في البحث عنه بدون جدوى ، فأدميت قدماها و نبتت مكان نقط الدم شقائق النعمان ثم نزلت إلى العالم السفلي حيث وجدته وقبلته ثم عاد إلى الحياة و مع صعودهما إلى الأرض مرة أخرى حل فصل الربيع . أما الكلمة الثانية فهي رمز للخصب الآخر في حياة الشاعر وهي جيكور قريته التي احتضنت طفولته وذكرياته .
أنشطة الفهم
المحور العام :
أمل الشاعر في أن تنبعث جيكور وتولد من جديد .
أفكار النص :
في المقطع الأول من النص يتخيل الشاعر أن الخنزير البري الذي قتل تموز نال منه أيضا فسال دمه ، ولكنه دم لم ينبت شقائق النعمان ولكنه أنبت ملحا ، بعد ذلك يتوجه بالخطاب إلى عشتار ويتمنى لو أنها تُقَبِّله ، وإن كانت قُبلتها مظلمة ، في المقطع الثاني يؤكد الشاعر أن جيكور ستولد من جرحه ومن غصة موته وستنبت الأرض قمحا وتورق الطبيعة ويفرح الناس ، ولكنه سيبقى وحده حزينا مسجونا يخفق في قلبه الدود . في المقطع الثالث يتراجع الشاعر عن حلمه بميلاد جيكور ويتساءل مستنكرا: كيف لها أن تولد من جديد في وقت تظلم فيه دماء الشاعر في الوادي ، و تنضح عظامه بالملح .
أنشطة التحليل
ما مظاهر تكسير البنية في هذه القصيدة ؟
المستوى الدالي :
استخدم الشاعر لغة سهلة متداولة غلب عليها الحقل الدلالي الخاص بالطبيعة ( الخنزير ، قمح ، أعشاب ، نور ، أعناب ، البرق ، الربوة ، الغيمة …) والحقل الدلالي الخاص بالماء ( ينساب ، أسقى ، الوادي ، مسيل ، الطين ) والعلاقة بين الحقلين الدلالين هي دلالتهما على الخصب والعطاء .
المستوى الدلالي :
تجاوز الشاعر الأغراض التقليدية و خصص قصيدته للتعبير عن رؤية خاصة ( وظيفة إيحائية تعبيرية ) ، وقد استعان في ذلك بمجموعة من وسائل الصورة الشعرية :
3 وسائل تقليديةـ : مثل التشبيه ( كالبرق الخلب ينساب ) والاستعارة ( فيموت بعيني الألق )
3 وســائل حديثة : تمثلت في توظيف الأسطورة البابلية ( عشتار وتموز ) وتوظيف بعض الرموز مثل جيكور ، الخنزير ، وكذلك توظيف الانزياح حيث يعتمد الشاعر تركيبا غير مألوف للجمل . وقد ساهمت هذه الوسائل في إغناء النص بالصور و الأخيلة و فتحت المجال أمام القارئ من أجل التأويل و إغناء المضامين .
غير أن توظيف هذه الوسائل جعل النص يتسم بالغموض ، وهي سمة عادية في الشعر العربي الحداثي المعاصر بسبب ما ينتج عنها من متعة و إغناء للنص بمعاني التأويل .
المستوى التداولي :
زاوج الشاعر بين الجمل الخبرية التقريرية والجمل الإنشائية وبخاصة منها أسلوب الاستفهام ( أينبثق النور و دمائي تظلم ) والنداء ( ياليل أظل مسيل دمي ، يا جيكور ) ، وتكشف هذه الجمل الإنشائية عن أحاسيس الشاعر و انفعالاته الوجدانية التي يغلب عليها القلق و التوتر و التشكيك والحيرة .
من حيث الضمائر يتوزع النص ضميران : ضمير المتكلم المفرد وهو خاص بالشاعر الذي يتقمص أحيانا شخصية تموز (يدي ، موتي ، ناري ، فلبي ) وضمير الغائبة المفردة و يحيل على عشتار وعلى جيكور ( فمها ، تقبل ، تنثال )
المستوى الإيقاعي :
من حيث الإيقاع الخارجي : يتميز هذا النص بتكسير البنية الإيقاعية الموروثة ، فقد اعتمد الشاعر نظام السطر الشعري بوحدة إيقاعية هي تفعيلة بحر المتدارك أو المحدث ( فاعلن – فعلن ) بالإضافة إلى التنويع في القافية و الروي . كما أن الشاعر اعتمد نظام المقطع الشعري وهي مجموعة من الأبيات المنسجمة فيما بينها وتعتمد المؤشرات البصرية والدلالية و الإيقاعية .
من حيث الإيقاع الداخلي : اعتمد الشاعر تكرار الكلمات ( كالبرق ) وتكرار الجمل ( هيهات ، أتولد جيكور ؟ ) والتوازي التركيبي ( لو أنهض ، لو أحيا ، لو أسقى ) .
بالإضافة إلى تكرار المدود التي تبين الجانب النفسي للشاعر (يدي ، كبدي ، أثواب ..)
أنشطة التركيب
من مظاهر تكسير البنية في هذا النص :
من حيث الموضوع :
* وحدة القصيدة موضوعيا ونفسيا .
* التعبير عن رؤية شعرية خاصة تجاه قضايا إنسانية واجتماعية و شخصية .
من حيث الجانب الشكلي :
* استخدام لغة سهلة ولكن بدلالات جديدة .
* اعتماد وسائل حديثة في بناء الصور الشعرية كالرموز و الأساطير و الانزياح .
* خرق البنية الإيقاعية التقليدية وتعويضها ببنية إيقاعية مستحدثة .