تحضير نص في الوحي عفتهم
ملخص تحضير نص في الوحي عفتهم 1 ثانوي
تحضير نص في الوحي عفتهم للسنة الأولى باك آداب و علوم انسانية
.
مرحباً زوارنا موقع لمحة معرفة يسعدنا أن نقدم لكم أعزائي طلاب وطالبات الوطن العربي من كتاب الطالب حل السؤال تحضير نص في الوحي عفتهم للسنة الأولى باك آداب و علوم انسانية
الإجابة الصحيحة والنموذجية للسؤال هي
في الوحي عفتهم
قدْ بينوا سنة ً للناسِ تتبعُ إنّ الذوائبَ منْ فهرٍ وإخوتهمْ
تقوى الإلهِ وبالأمرِ الذي شرعوا يَرْضَى بهَا كُلُّ مَن كانَتْ سرِيرَتُهُ
أوْ حاوَلُوا النّفْعَ في أشياعِهِمْ نَفعوا قومٌ إذا حاربوا ضروا عدوهمُ،
إنّ الخلائِقَ، فاعلَمْ، شرُّها البِدَعُ سجية ٌ تلكَ منهمْ غيرُ محدثة ٍ،
عندَ الدفاعِ، ولا يوهونَ ما رقعوا لا يَرْقعُ النّاسُ ما أوْهَتْ أكفُّهُمُ
فكلُّ سبقٍ لأدنى سبقهمْ تبعُ إن كان في الناس سباقون بعدهمُ،
وَلا يُصِيبُهُمُ في مَطْمَعٍ طَبَعُ ولا يَضَنُّونَ عَنْ مَوْلًى بِفَضْلِهِمِ،
في فضلِ أحلامهمْ عن ذاكَ متسعُ لا يجهلونَ، وإن حاولتَ جهلهمُ،
لا يَطْمَعونَ، ولا يُرْديهمُ الطّمَعُ أعِفّة ٌ ذُكِرَتْ في الوَحيِ عِفّتُهُمْ،
ومِنْ عَدُوٍّ عَليهمُ جاهدٍ جدعوا كم من صديقٍ لهمْ نالوا كرامتهُ،
فمَا وَنَى نَصْرُهُمْ عنْهُ وَما نَزَعُوا أعطوا نبيَّ الهدى والبرّ طاعتهمْ،
أوْ قالَ عوجوا عَلَيْنَا ساعة ً، رَبَعُوا إن قالَ سيروا أجدوا السيرَ جهدهمُ،
أهْلُ الصّليبِ، ومَن كانت لهُ البِيَعُ ما زالَ سيرهمُ حتى استقادَ لهمْ
ولا يكُنْ همُّكَ الأمرَ الذي مَنَعوا خُذْ مِنهُمُ ما أتى عفْواً، إذا غَضِبُوا،
شَرَّاً يُخَاضُ عَليهِ الصّابُ والسَّلَعُ فإنّ في حربهمْ، فاتركْ عداوتهمْ،
إذا الزعانفُ منْ أظفارها خشعوا نسمو إذا الحربُ نالتنا مخالبها،
وَإنْ أُصِيبُوا فلا خُورٌ ولا جُزُعُ لا فَخْرَ إنْ هُمْ أصابُوا من عَدُوّهِمِ،
أسدٌ ببيشة َ في أرساغها فدعُ كأنهمْ في الوغى ، والموتُ مكتنعٌ،
كما يدبُّ إلى الوحشية ِ الذرعُ إذَا نَصَبْنَا لِقَوْمٍ لا نَدِب لهُمْ،
إذا تفرّقَتِ الأهْوَاءُ والشِّيَعُ أكرمْ بقومٍ رسولُ اللهِ شيعتهمْ،
فِيما يُحِبُّ لِسَانٌ حائِكٌ صَنَعُ أهْدَى لهُمْ مِدَحي قوْمٌ يُؤازِرُهُ
إنْ جَدّ بالنّاسِ جِدُّ القوْل أوْ شمعوا فإنّهُمْ أفضَلُ الأْحْيَاء كلّهِمِ،
➀ التمهيد
- لم يقتصر الشعر العربي القديم على التعبير عن الذات وحدها بل أحاط بكل جوانب الحياة الفردية والجماعية. ولهذا فقد حظي الشاعر في الجاهلية بمكانة متميزة، باعتباره معبرا عن ضمير جماعي هو " القبيلة " إذ أُنزل العرب الشاعر منزلة كبيرة، فأكرموه وعظموه، لأنه هو الذي يسجل مآثر قومه، ويذيع مفاخرهم، وينشر محامدهم، ويخوف أعداءهم، ويخذل خصومهم، وهذا ما يفسر لنا ذلك الصراع الحاد بين الشعراء، لذلك قال عمر بن الخطاب: " الشعر ديوان العرب" . وكان الشعر من بين الأسلحة الفتاكة التي تعتمدها القبيلة للدفاع عن كيانها، لأن وقع الكلمة قد يكون أقوى من وقع السيف. وقد اضطلع بهذه المهمة شعراء كثيرون في الجاهلية أشهرهم عمرو بن كلثوم والحارث بن حلزة.
ـ صاحب النص: هو عمرو بن كلثوم من بني تغلب، شاعر جاهلي، من الطبقة الأولى. وهو فارس من فرسان قبيلته ومن سادة القوم، جمع بين الشعر والفروسية وهو الذي قاد جميع الحروب التي خاضتها قبيلته. وقبيلته كانت من أعز القبائل العربية نشأ عمرو بن كلثوم معجبا بنفسه وقبيلته، أنوفا عزيز الجانب حتى ساد قومه وهو ابن الخامسة عشرة من عمره. وهو من أصحاب المعلقات السبع، فمعلقته تعد من مفاخر تغلب التي تغنوا بها وعظموها وهي من أجود الشعر العربي. حتى قيل:" لو وضعت أشعار العرب في كفة وقصيدة عمرو بن كلثوم في كفة لمالت بأكثرها".
ـ نوعية النص: قصيدة شعرية افتخارية بامتياز تنتمي للعصر الجاهلي، وتعكس الشعر الذي ينتمي إلى الجماعة.
ـ سبب نظم القصيدة: أنه بعد أن مات بعض أفراد قبيلة تغلب عطشا اتُّهِم البكريون بقتلهم لأنهم منعوهم من الارتواء، فاحتكموا إلى عمرو بن هند ملك الحيرة، فانتدبت تغلب شاعرها عمرو بن كلثوم لينوب عنها، وانتدبت بكر شاعرها الحارث بن حلزة، فأنشد الحارث قصيدته بأكملها خلاف عمر بن كلثوم الذي نظم القسم الأول فقط، أما الثاني حين قتل الملك عمرو بن كلثوم.
ـ مصدر النص: النص مقتطف من كتاب " شرح المعلقات السبع" للقاضي أبو عبد الله المعروف بـ "الزوزني".
➁ ملاحظة النص و صياغة الفرضية
- عنوان النص: يحيل العنوان على بحث الشاعر على اليقين وهو الوصول إلى الحقيقة، أما قراءة البيت الأول فتعبر عن الوقوف على الأطلال بحكم أن القصيدة هي معلقة عمرو بن كلثوم كما تعبر عن حياة الرفاهية التي كان يعيشها.
- فرضية القراءة: من خلال قراءة البيت 16 و 19، نفترض أن غرض القصيدة هو الافتخار بالجماعة بمقابلة الذات.
➂ فهم النص
✔ الوحدات الدلالية
يمكن تقسيم القصيدة على الشكل التالي :
ـ الوحدة الأولى (من البيت 1 إلى البيت 5): وقوف الشاعر على الأطلال من خلال توجيهه الخطاب لمحبوبته وإعلامها باليقين الذي تحمله معلقته.
ـ الوحدة الثانية (من البيت 6 إلى آخر النص): افتخار الشاعر بقبيلته موجها خطابا إلى الملك عمرو بن هند ليبرز له مظاهر الانتصار في الحروب مشيدا بأبطال وفرسان قبيلته مع تهديد ضمني من خلال عرض صفات القوة والجهد والنسب الشريف.
✔ المضمون العام: القصيدة افتخارية بامتياز وتعكس الشعر الذي يتجه إلى الجماعة، وهي نموذج للضمير الجمعي الجماعي. فالشاعر كما يظهر من خلال جملة من التركيبات الدلالية والمعنوية أنه يتكلم بلسان الجماعة وذلك من خلال افتتاحه القصيدة بالبحث عن الخمر ليبرهن لنا المكانة التي تحتلها قبيلة تغلب، ثم ينتقل بعد ذلك إلى الافتخار بقومه والإشادة ببطولاتهم وبقدرتهم على التحدي والرد بالقوة على الخصوم والأعداء والتباهي بقبيلته أمام القبائل الأخرى.
➃ تحليل النص
➀ المعجم:
تداخلت في النص حقول معجمية مختلفة، اللهو والمتعة والتحدي من جهة، والافتخار بالقبيلة من جهة ثانية ويمكن جردها على الشكل التالي :
حقل اللهو والمتعة حقل الحرب والتحدي حقل الافتخار بالقبيلة
بصحنك، الظعينة، الصرم، الصبوح، هبي، قفي، أيام غر طوال ، بيوم كريهة ضربا، وطعنا، الخيل عاكفة، ننقل رحانا، أنزلنا بيوتا، ألا لا يعلم الأقوام أنا، نصدرهن حمرا قد روينا، هرت كلاب الحي منا، عصينا الملك، ورثنا المجد، قريناكم، نمنع من يلينا ...ـ نلاحظ هيمنة حقل الافتخار بالجماعة مقارنة مع حقل الحرب، بدليل أن المعجم المهيمن هو الفخر، على القصيدة، وهو ما يظهر مدى شجاعة وقوة قبيلة تغلب بالرغم من أن الشاعر استعمل ألفاظا مرتبطة بالذات فهو من خلالها يبرز لنا أن هناك ما هو أسمى وأرقى من الخمر والمرأة وهو مجد وقوة وشجاعة قبيلة تغلب. أما العلاقة بين الحقول فهي علاقة تكامل وتداخل لأن القوة في الحرب فيها افتخار بالجماعة
➁ الصورة الشعرية
إن أهم ما يميز هذه الصورة الشعرية أنها صورة حربية بامتياز، صورة دموية تقوم على أشلاء القتلى الذين يبدون كالطحين، صورة قوامها السيف والرمح والفرس والضرب والطعن، مستمدة من البيئة البدوية الرعوية التي تقوم على السيف من أجل البقاء. فعمرو بن كلثوم اعتمد في قصيدته على التصوير الحسي في تشكيل صورته، ففي ثنايا القصيدة تستوقفنا جملة من الصور البلاغية من قبيل
- الاستعارة: في البيت 7، 10، و11، و12.
- التشبيه : في البيت 13...
- جميع هذه الصور استطاعت أن تبرز شجاعة القبيلة كما خدما القضية الأساس وهي إبراز مفاخرها.
➂ الأساليب
- على مستوى البنية الأسلوبية نلاحظ هيمنة الجمل الفعلية المضارعة في مختلف الأبيات للتأكيد على حالة الاستمرارية في صفات الغزو والعظمة والانتصارات ... ( نصدرهن، ننقل، نورد ..) ، كما نجد أنها ارتبطت بضمير المتكلم الدال على الجماعة وذلك لإبراز أن القصيدة تتجه بالدرجة الأولى إلى الجماعة، فالقصيدة إذن هي تاريخ وسجل قبيلة تغلب وهي لسان الجماعة. كما وظف الجمل الاسمية في سياق التحدث عن سمات ثابتة في قبيلته، وهي القوة والمجد القديم لتأكيد البطولة.
- كما نلاحظ هيمنة الأسلوب الخبري لأن الغرض هو الفخر، مع وجود الأسلوب الإنشائي المتمثل في الأمر في الأبيات 1 و 2 و 3، والنداء في البيت 6.
➃ الإيقاع
✔ الإيقاع الخارجي: نظم الشاعر قصيدته على وزن بحر الوافر التام: مفاعلتن مفاعلتن مفاعلتن ... ست مرات
أصاب العروض والضرب ( القطف) (فعولن) وهو زحاف جارٍ مجرى العلة، كما اعتمد على وحدة الروي هو(النون)، وقافية مطلقة (رينا).
✔ الإيقاع الداخلي:
- نجد تكرار مجموعة من الأحرف، مثل: الواو وهو حرف يفيد العطف و التعاقب، وكذلك تكرار حرف الألف الذي ساهم في امتداد صوت الشاعر وحرف النون. وتكرار بعض الكلمات من قبيل: "الطعن وهو من السمات المميزة لرجال ونساء قبيلة تغلب.
- الطباق: (نورد- نصدرهن)، (يجهل- يعلم) ، (اليوم- غدا)، (بيضا- حمرا).
➄ التركيب
وتأسيسا على ما سبق، نخلص إلى أن القصيدة الشعرية عبرت عن النفس الملحمي الذي يتميز به الشاعر في دفاعه عن قبيلته أمام ملك الحيرة ليبرز مكانة الذات الاجتماعية، وذلك بواسطة الأسلوب القصصي شعرا واللغة السلسة والصور المتنوعة والإيقاع المنسجم.