مقال عوامل الإدراك بين الذاتية و الموضوعية
هل الإدراك نشاط ذاتي أم موضوعي ؟
هل مدركاتنا داخلية أم تابعة لعوامل خارجية ؟
أأهلآ وسهلاً عبر موقع لمحة معرفة الذي يقدم أأفضل الإجابات ، النموذجية و الصحيحة للكتب الدراسيه للمنهج الحديث 1443 من أجل الواجبات الخاصة بكم والمراجعة، وإليكم الان إجابة سؤالكم مقال عوامل الإدراك بين الذاتية و الموضوعية. هل الإدراك نشاط ذاتي أم موضوعي
نسعد أأن نقدم لكم أصدق المعلومات والاجابات الصحيحة على أسالتكم التي تقدمونها على موقع لمحة معرفة الذي يكافأكم باجاباتكم المهمه والسؤال يقول هل الإدراك نشاط ذاتي أم موضوعي
حل سؤال
مقال عوامل الإدراك بين الذاتية و الموضوعية
هل الإدراك نشاط ذاتي أم موضوعي
مقدمة : تعد الدراسات النفسية الإنسانية دراسات مهمة جدا بل إن علم النفس الأن هو أكبر علم متقدم و هو أعظم ميدان بحثي في كل الميادين و من بين المواضيع التي تتصدر علم النفس موضوع الإدراك هذا الموضوع الذي عرف على أنه "كل معرفة كانت بسيطة أو معقدة داخلية أم خارجية " و لكن حول طبيعة الإدراك وقع جدل بين الفلاسفة و المفكرين لأن الفلسفة تبعث من رحم الجدل فهناك من قال أن الإدراك تابع لعوامل ذاتية أي " على دور الآنا و دور الذات و عوامل تخص الآنا " و لكن ظهر رأي مخالف للرأي يعتقد أن الإدراك تابع لعوامل موضوعية أي " عوامل منفصلة عن الآنا و عوامل محيطة بالإنسان و عوامل لا دخل للذات فيها " و من هذا العناد و الجدال الفلسفي نتسائل : هل الإدراك قائم على عوامل ذاتية أم موضوعية ؟ و بصيغة أخرى : هل الإدراك يقوم على دور الآنا أم عن عوامل منفصلة ؟
العرض :
الموقف الأول :
يرى أنصار الموقف الأول أن الإدراك مرتبط بعوامل ذاتية أي مؤسسة على دور الأنا و مؤسسة على إمكانياتي و ليس إمكانيات غيري و إني لا أحتاج إلى المحيط الخارجي و لا أحتاج إلى توجيه تلك المحيطات البشرية أو الطبيعية و هذا الموقف قالت به النظريتين العقلية و الحسية فالنظرية العقلية إعتقدت أن الإدراك مرتبط بالعقل لأنه مزود بأفكار فطرية و من بينها عدم التناقض و السببية و الهوية و من بين من مثل هذا الموقف : ديكارت . سقراط . آلان . بركلي . حيث برروا موقفهم بمجموعة من الحجج و البراهين أهمها : يقول ديكارت " العقل أعدل قسمة بين الناس " و يعتقد ديراكت أن العقل هو الذي يميز بين الخير و الشر و يميز بين الحق و الباطل و هو الذي يعرف الحقيقة و يستطيع إصدار الأحكام و القرارات لأنه قوة فطرية كاملة و تامة لكل زمان و مكان و يليه قول سقراط " إن الحواس تخدعنا خداعا كبيرا " فوضح لنا دور العقل و مكانته الكبيرة في إدراك الأشياء المحيطة بنا بالأحجام و المسافات و الطول و العرض فهذه لا تعود على إحساسنا فالعقل يعرفها مباشرة فالحواس معرفتها جزئية فقط كالمكعب نحكم عليه بأنه هو كذلك بالرغم من حاستي البصر و اللمس لا تطلعاننا على ثلاثة أوجه و ستة أضلاع و بينما هو عقليا يحتوي على ستة أوجه و ستة أضلاع و إثني عشر ضلع يقول في هذا الصدد " إن الشيئ يعقل ولا يحس " و كذلك نجد قول بركلي " إن تقدم مسافة الأشياء البعيدة جدا ليس إحساسا بل حكما " و يعتقد بركلي أن الحكم على المسافات البعيدة التي نراها و ننظر إليها على أنها قريبة منا هي من دواعي و خبرة العقل الذي أصدر هذا الحكم و الحواس لا دخل لها فمن منظور العقل نحكم على الشيئ و كذلك النظرية الحسية يعتقدون فالحسيون يعتقدون أن العقل لا يمكنه أن يؤسس معرفة إن لم يستمدها من الحواس فكل ما هو موجود بالعقل قد مر بالحواس لأن العقل مجرد تلميذ يردد ما يقوله المعلم أي الحواس و من أبرز من مثل هذا الموقف (أرسطوا . جون لوك . فرنسس بيكون . جون ستيوارت ميل . دافيد هيوم . ) حيث برروا موقفهم بمجموعة من الحجج و البراهين أهمها : نجد قول أرسطوا " من فقد حاسة فقد المعرفة المتعلقة بها " و يعتقد أرسطوا أن مثلا من فقد حاسة الرؤية فقد معرفة كل شيئ محيط بها كرؤية العالم و مكان عيشه و مكان سكنه و مكان عمله و الذي يفقد حاسة الشم يفقد كل معارفها كالرؤائح العطرة و ورد الأزهار و الرؤائح الفائحة و غيرها و الذي يفقد حاسة السمع فهو يفقد يفقد جميع مدركاتها كصوت الرياح و زقزقة العصافير و صوت الغناء و صوت الآذان و غيرها ثم جاء جون لوك قائلا " لو كان الناس يولدون و في عقولهم أفكار فطرية لتساو في المعرفة " و يعتقد جون لوك أن الناس عندما ولدوا ليسوا متساوون في معارفهم و إدراكاتهم بل بالتجربة تقاس المعرفة كالطبيب و المهندس و الأستاذ و الإمام و غيرهم فهم ليسوا متساوون في المعرفة فكل واحد فيهم لديه خبرته و تجربته العلمية في مجالاتهم الحياتية و يضيف أيضا " العقل صفحة بيضاء و بالتجربة ننقش عليها ما نشاء " فهو يوضع أن العقل البشري يولد فارغا و بالتجربة و التعلم و الممارسة يكتسب المعلومات و الخبرات و هذه كلها بالحواس ثم جاء جون ستيوارت ميل قائلا "أن الطفل لا يدرك فكرة العدد إلا إذا قدمناه له على شكل معطيات حسية " و يعتقد أن الطفل لا يمكنه تعلم الأرقام إلا عن طريق الخشيبات و القريصات و الدؤائر المساعدة له للتعلم و الإكتساب
النقد :
لا يمكن ان ينكر القدر الذي وثق فيه اصحابه هذا الراي لكن هذا الموقع يعتقد ان الادراك تابع للعوامل ذاتيه وتناسى العوامل الذاتيه كثيرا ما تكون خاضعه لصور خارجية إذن فأنا بعقلي و حواسي أسمع ضجة تفوق خاطري فإنني سأخضع و إذا ما رأيت منظرا جميلا جدا فسيأخد عقلي و يجعلني خاضع لعوامل خارجية و كذلك قد تكون العوامل الذاتية ضعيفة كما نجد العقل كثيرا ما يكون عبارة عن عامل معزول دون حواس و كذلك الحواس ضعيفة لأنها كثيرا ما تكون خادعة و كثيرا ما تنقل لنا السيالة العصبية أو المنبهات فنحن نرى الأجسام بعيدة و صغيرة فهي في حقيقة الأمر كبيرة جدا
الموقف الثاني : هذا ما ادى الى ظهور موقف ثاني يعتقد الإدراك تابع لعوامل موضوعية خارجة عن الأنا و عوامل مستقلة عن الآنا بل هي تقوم على المحيط الخارجي و هذا الموقف متلثه النظرية الجشطالطية و هي نظرية الصورة " الإتساق الكلي " أي أن الإدراك موجود في الصور الخارجية التي تتميز بصيغها الكلية و تفرض نفسها علينا و الذات خاضعة فقط و من مثل هذه النظرية : كوفغ . كوهلر . أهرنفلس . حيث برروا نظريتهم بمجموعة من الحجج أهمها : يقول أهرنفلس " إن رؤية طائر النحام الوردي و كذلك أمواج البحر الزرقاء و الرمال الذهبية هي صورة إدراكية يستحيل تجاوزها " فإنك ترى الأول و الثاني و الثالث يتلاعبون في صورة إدراكية يستحيل تجاوزها و يقول كذلك كوفغا " رؤية الضوء في النهار يختلف عليه في الليل ففي النهار ضوء الشمس عادي و في الليل يختلف عليه عندنا نرى الضوء في عتمة الليل ستنظر إليه مباشرة مثل القمر و عندما نرى كوهلر قائلا : " أنت تعتقد بأنك تختار إدراكك لكن كثيرا ما تخرج من المنزل فترى أمامك مجموعة من رجال الجيش و هم يلبسون نفس اللباس و يقومون بالحركات الرياضية و ترى مدرعات الجيش فتجد نصف يومك أخد في الجيش و أنت لم تخرج من أجل أن تدركه إذن فالإدراك ليس مخير من الأنا بل إن الإدراك من الصور التي تتميز و تفرض نفسها علينا
فقد وضع الجشطالطيون قوانين الإدراك و هذه قوانين الإدراك هي قوانين تخص الموضوع الخارجي ففي قانون الإنتظام كلما إنتظمت الأشياء كلما كانت أكثر إدراكا كالكتب مثلا كلما إنتظمت في المكتبة كانت أكثر جاذبية للقارئ فعندما تعود الأجسام منظمة يسهل إدراكها ففي الشكل و الأرضية فكلما إختلف الأشياء على أرضيتها أصبحت أكثر إدراكا مثل نقطة زرقاء في سبورة بيضاء و كمثال يقدمه كوهلر كلما كنت في المنزل و رأيت ضوء يقتحم المنزل كلما زاد إنتباهي لها يقول بول غيوم " الأجسام المنتظمة لا تترك لنا فرصة كي نتجاهلها بل تفرض نفسها علينا بصيغة كلية " و كذلك نجد عامل التقابل أي كلما تقابلت الأشياء كلما كانت أكثر إدراكا كالفيسفساء و الزرابي الفاخرة فهندستها و شكلها تجذبنا لرؤيتها يقول بول غيوم " إذا تقابل جسم و جسم أخر أصبح رؤية هذين الجسمين ضرورة حية و في عامل التقارب مثل عقد الحلي في الرقبة و كذلك نجد عامل التشابه كالتوأم مثلا يتشابهان و لاعبي كرة القدم يلبسون نفس اللباس فنجد تشابه يجعلنا أكثر إدراكا يقول الفيلسوف هيمر " كيف للنفس أن تدرك و هي في العادة ما تقع رهينة لتلك الإدراكات التي تأتي من الخارج " و يضيف " إن عامل التشابه هو العامل الأول الذي يجعل الإدراك لازم و موجود " إذن هذه النظرية الجشطالطية التي تؤمن بأن الإدراك يأتينا عن طريق الصور من الخارج و تتسق إتساقا كليا و تتحد معها الكثير من المواضيع
النقد :
لا يمكن أن ننكر القدر الذي وفق فيه أصحاب هذا الرأي لكن هذا الموقف يعتقد أن الإدراك يأتي من الخارج و تناسى أن الإنسان مهما كانت المواضيع الخارجية جيدة لا يخضع إلا إذا توفرت عوامل الإرادة و الميول و الرغبة و حب الموضوع إذن فغياب العوامل الذاتية يؤذي إلى غياب الإدراك
التركيب :
من خلال هذا الجدال القائم يمكن التخفيف من حدة هذا الصراع الفلسفي فنقول أن يجمع بين العوامل الذاتية و الموضوعية فالإدراك يحتاج إلى عقل و حواس و يحتاج إلى إرادة و ميول من جهة و يحتاج إلى مواضيع جذابة من جهة أخرى أي تتحد العوامل الذاتية مع الموضوعية وعمومايضاف إلى كل هذا أن الموضوعات والأشياء تتميز بخصائص تجعل منها موضوعات تنتظم في وحدات مستقلة وبارزة ،بحيث يميل الإنسان إلى إدراك الصيغ الصغيرة كأشكال والكبيرة كأرضية والتنبيهات الحسية المتقاربة في الزمان والمكان تبدو في المجال الإدراكي للإنسان متسلقة وبارزة .
الخاتمة :
و في الأخير نستنتج من خلال هذا التحليل الجدلي أن عملية الإدراك تجمع بين العوامل الذاتية و الموضوعية فحصول عملية الإدراك عند الإنسان لا يمكن ردها للعوامل الذاتية و حدها فقط أو إلى العوامل الموضوعية و حدها فقط و إنما الإدراك عملية تتم عن طريق التكامل و التعاون بين العوامل الذاتية و العوامل الموضوعية أي أن عملية الإدراك عملية معقدة ومركبة، تعود أساسا إلى تفاعل حيوي ومستمر بين العوامل الذاتية والعوامل الموضوعية، فهذا التفاعل هو الذي ينظم عملية الإدراك ويعطيها الشكل المناسب والصحيح الذي يمكننا من فهم العالم والتعايش معه فرغم الجدل القائم حول عوامل الادراك وطبيعته، إلا أن الانسان أوجد طرقا للتكيف مع محيطه وبني جنسه.