مقالة حول علاقة المشكلة العلمية بالاشكالية الفلسفية
ما علاقة المشكلة العلمية بالاشكالية الفلسفية؟.
.
مرحباً زوارنا موقع لمحة معرفة يسعدنا أن نقدم لكم أعزائي طلاب وطالبات الوطن العربي من كتاب الطالب حل السؤال مقالة حول علاقة المشكلة العلمية بالاشكالية الفلسفية
الإجابة الصحيحة والنموذجية للسؤال هي
ما علاقة المشكلة العلمية بالاشكالية الفلسفية؟.
( طريقة التحليل : مقارنة ).
طرح المشكلة:
إن أساس أي بحث إنساني نجده دائما ينطلق من مشكلة. كما أن أي باحث يصل إلى نظرية، أو أي رأي أو اتجاه نجده دوما يؤسس المشكلة. وما دامت قضايا البحث تتعدد، فإنه بالضرورة تتعدد المشكلات وتتنوع، ومن أكثر المشكلات حضورا عند الإنسان المشكلة العلمية، والمشكلة الفلسفية وعلى هذا الأساس نتساءل: ما الفرق بين المشكلة العلمية والمشكلة الفلسفية؟ وما طبيعة العلاقة بينهما؟.
محاولة حل المشكلة:
1~ أوجه الاختلاف:بين المشكلة العلمية بالاشكالية الفلسفية
. إن المشكلة العلمية مجالها الاهتمام بإثارة قضايا عالم الظواهر الطبيعية والمحسوسات، أما الإشكالية الفلسفية فمجالها الاهتمام بإثارة القضايا الميتافيزيقية، والفكرية (الخير، الشر، الحياة، المصير، الإنسان...).
كما نجد أن المشكلة العلمية تنطلق من التناول الجزئي للظواهر بغرض دراستها وفهمها، وذلك باستخدام المنهج الاستقرائي (التجريي) القائم على الملاحظة والفروض، والتجربة العلمية للوقوف على صحة ما تطرحه من م سائل، بعكس الإشكالية الفلسفية التي تقوم على النظرة الكلية للكون والحياة والإنسان، وذلك باعتماد المنهج الإستنتاجي القائم على التأمل العقلي. . كما أن المشكلة العلمية الهدف من دراستها هو اكتشاف أسباب الظواهر وطبيعة العلاقات التي تحكمها والتعبير عنها في صيغ قانونية بلغة الرموز الرياضية. أما الإشكالية الفلسفية فتستهدف الأصول والعلل الأولى والكلية في الوجود، والتأسيس الأنساق فكرية في شكل مذاهب واتجاهات. من جهة أخرى المشكلة العلمية لا تخرج عن نطاق ما هو تقريري (ما هو كائن). الذي يمكن التأكد منه والتركيز على خصائصه الموضوعية ودقة النتائج، بعكس الاشكالية الفلسفية التي ترتبط بما هو معیاري (ما يجب أن يكون) (الأسلاف، المنطق، الجمال). تؤسس كلها على عمق تحليل المشكلات وفهم أبعادها بحسب مقدرة واجتهاد واتجاه كل فيلسوف.
- المشكلة العلمية هناك اتفاق حول نتائجها وما تصل إليه من حلول (ولو كانت نسبية) أما الإشكالية الفلسفية فلا تصل إلى نتائج نهائية لأن جوهرها الاختلاف فكل جواب يتحول إلى سؤال جديد.
2~ أوجه التشابه :بين المشكلة العلمية بالاشكالية الفلسفية
رغم وجود الاختلاف بين المشكلة العلمية وإلاشكالية الفلسفية الا ان هذا لا ينفي وجود تشابه، وتكمن نقاط التشابه في أن: كلتاهما تعبر عن استفهام يحمل موضوعا غير معروف يطرحه الإنسان. كما ان كلتاهما تتناول الموضوعات والمسائل وفق خطة بحث و منهجية محددة.
ونجد أيضا أن كلاهما يعبر عن قلق فكري يسعى لتجاوز الأحكام والمعارف العامية، والوصول إلى معارف برهانية. ونجد أيضا أن كلتاهما تدفع نحو بحث بناء وهادف، قصد التكيف والتأقلم الإيجابي للإنسان. - وهما دليل على مقدرة الإنسان وعظمته في الاجتهاد والإبداع والسعي لتجاوز جهله.
3~ مواطن التداخل:بين المشكلة العلمية بالاشكالية الفلسفية
في الواقع المشكلة العلمية و الاشكالية الفلسفية تعبران عن مجالات من المعرفة والثقافة الإنسانية، وظيفتهما خدمة الإنسان ودليل على اجتهاده، برغم اختلاف موضوعات ومناهج بحثهما. فكثير من القضايا والمسائل الفلسفية تحولت إلى موضوعات المشكلات علمية، لهذا فالمشكلات العلمية تنطوي على أبعاد فلسفية، من ناحية أخرى نجد أن الإشكاليات الفلسفية تعتمد على نتائج العلم لتبرير قضاياها، لهذا قيل: " الفلسفة ام العلوم".
في حل المشكلة:
المشكلة العلمية والاشكالية الفلسفية مهما كان من الاختلاف بينهما من حيث الموضوع والمنهج الغاية، إلا أنهما يتواصلان بلا انقطاع، فالواقع الإنساني توازن بين ما هو مادي وما هو معنوي. لهذا فالفلسفة تتخذ من العلم سندا لها، والعلم يتخذ من الفلسفة ومن تساؤلاتها دافعا للتفكير في مبادئه ومناهجه، لهذا قيل: " تظهر الفلسفة في المساء بعد أن يكون العلم قد ولد في الفجر".