شرح قصيدة يا كوكبا ما كان أقصر عمره للتهامي الصف التاسع الفصل الدراسي الأول
المدخل إلى النص :
تقديم :
الرثاء أحد الأغراض الشعرية التي أكثر فيها الشعراء تظهر فيه عاطفتهم صادقة وهم يبكون الفقيد ويعددون محاسنه ويتجلى الإبداع في قصيدة الرثاء في ألفاظها وتراكيبها وصورها وهي تعبر عن رؤى يتفق حولها البشر جميعهم ولذلك تشيع فيها الحكم التي تمثل خلاصة التجربة الإنسانية ، وقد ظهرت أشكال عدة للرثاء في الأدب العربي منها : رثاء الأفراد ، ورثاء البلدان ، والنص الذي بين يديك خير ما يمثل هذا الغرض في الأدب العربي.
صاحب النص :يا كوكبا ما كان أقصر عمره للتهامي
أبو الحسن علي بن محمد بن فهد التهامي من شعراء العصر العباسي الثاني ، مولده ومنشؤه باليمن ، سافر إلى الشام ، ومصر ، كان تواقاً إلى الرئاسة حيث خرج مع حسان بن محمد الطائي فأودع السجن ، وقتل فيه غيلة سنة 416 هـ.
ترك التهامي ديوان شعر ، قال فيه في أغلب الأغراض ، أهمها : الرثاء ، والمديح ، ويرى النقاد في شعره البراعة وجودة المعاني ، اتسم شعره بالسهولة ، يرسله على سجيته فيأتي بكثير من المعاني الطريفة والصور البديعية ، واشتهر برائيته الرائعة التي بين يديك ، قالها في رثاء ولده ، وكان قد مات صغيراً ، وفيها امتزج حنان الأبوة بحزن الفقد.
غرض القصيدة هو الرثاء.
الفكرة العامة للأبيات ( 1-4 ) : خلاصة تجارب الشاعر في الحياة.
الفكرة العامة للأبيات ( 5-9 ) : ندب الشاعر لابنه.
الفكرة العامة ( 10-13 ) : أثر موت الابن على نفسية الشاعر.
شرح الأبيات ( 1-4 ) :
المفردات :
المنية : الموت ( الجمع ) منايا
البرية : الخلق ( الجمع ) برايا
جار : واقع وواجب
دار القرار : دار الإقامة والاستقرار
طبعت : فطرت وهذا هو حالها
كدر : هم وغم
صفواً : نقاءً
الأقذاء : ( المفرد ) قذى وهو ما يقع على العين
الأكدار : الهموم والأحزان
مكلف : مجبر
جذوة : كل قطعة ملتهبة أو جمرة ملتهبة أو قطعة من النار ( الجمع ) جذوات
شرح قصيدة يا كوكبا ما كان أقصر عمره للتهامي الصف التاسع الفصل الدراسي الأول
شرح البيت الأول : يقول الشاعر أن الموت مقرر على كل الخلق ، والدنيا فناء والآخرة دار البقاء والاستقرار.
شرح البيت الثاني : ويأتيك أخبار وفاة الآخرين ، ويوم من الأيام لابد من سماع اسمك كذلك مهما طال عمرك.
شرح البيت الثالث : أن الدنيا مليئة بالكدر والحزن ، لكن الإنسان يريدها صافية وخالية من كل الأحزان.
شرح البيت الرابع : وينسى الإنسان أن طبع الحياة كلها حزن ، فيحاول تغيير هذه الطباع ولكن محال.
الجماليات والأساليب :
البيت الأول به حكمة : " الدنيا دار فناء والآخرة دار قرار ".
البيت الثاني به حكمة : " مهما طال العمر فلا بد من وقع القدر " .
البيت الرابع به حكمة : " ما كل ما يتمناه المرء يدركه تجري الرياح بما لا تشتهي السفن ".
ما هذه الدنيا بدار قرار : أسلوب نفي غرضه التقرير.
حكم المنية : شبه الشاعر المنية بالقاضي الذي يحكم على الناس.
جار - قرار : بينهما تصريع يعطي جرساً موسيقياً.
المنية - البرية : بينهما جناس ناقص يعطي جرساً موسيقياً.
ومكلف الأيام ضد طباعها : شبه الأيام بالإنسان الذي له طبع مستحيل تغييره.
كدر - صفواً : بينهما طباق يبرز المعنى.
الأقذاء - الأكدار : بينهما ترادف فهما كلمتان مختلفتان في اللفظ متفقتان في المعنى.
شرح الأبيات ( 5-6-7-8-9 ) :
المفردات :
لاح : بان وظهر
أمهلت : أعطيت الفرصة
آلت : سارت وذهبت
الإسفار : الوضوح والانكشاف
الأسحار : ( المفرد ) سحر وهو آخر الليل
يستدر : يصبح قمراً مكتملاً
ولداته : التراب ( المفرد ) لدة
سرار : الليلة التي يختفي فيها القمر
الخسوف : ذهاب ضوء القمر أو نقصانه
مظنة الإبدار : يشتد ساعده
استل : انتزع بقوة
المقلة : العين
الأشفار : ( المفرد ) شفر وهو أصل منبت شعر الجفن
شرح البيت الخامس : صور الشاعر ابنه بالكوكب الذي ظهر واختفى بسرعة ، وإذا أُمهِل وتركه الموت لظهر نوره واكتمل شبابه .
شرح البيت السادس : يقول الشاعر يا أيها الكوكب الذي أريده من بين هذه الكواكب ما أقصر عمرك وهذه حال كواكب السحر التي سرعان ما تختفي بسبب شروق الشمس وهنا سرعان ما اختفى ابنه بسبب موته.
شرح البيت السابع : يصف الشاعر كواكب السحر كالهلال الذي لم يُمهل حتى يصبح بدراً.
شرح البيت الثامن : الموت قد عجل على الفتى الصغير فقضى عليه قبل أن يشتد ساعده.
شرح البيت التاسع : يقول الشاعر أن الموت اختار ابنه من بين أصحابه الذين في عمره ، كالمقلة التي انترعت من أصل منبت شعر الجفن.
الجماليات والأساليب :
قد لاح في ليل الشباب كواكب : تشبيه لأقرانه وأصحابه بالكواكب.
يا كوكباً : أسلوب نداء غرضه التعظيم.
يا كوكبا ما كان أقصر عمره *** وكذا تكون كواكب الأسحار : شبه الشاعر بالكوكب الذي يظهر وقت السحر لأن هذه الكواكب تظهر وتختفي بسرعة.
وهلال أيام مضى لم يستدر : شبه الشاعر ابنه بعد مجيء الموت له بالهلال.
عجل الخسوف عليه : استعارة تصريحية حذف فيها المشبه وأتى بالمشبه به ، فقد شبه الخسوف بملك الموت الذي خطف ابنه.
كالمقلة استلت : شبه الشاعر ابنه بالعين.
شرح الأبيات ( 10-11-12-13 ) :
المفردات :
موضع : القبر
الردى : الموت
البرحاء : الشدة والحزن
الزناد الواري : العود المشتعل ( الجمع ) زندة
الزفرات : صوت التنفس
العبرات : الدموع
جوار : مستمرة في الجريان
شرح البيت العاشر : يقول الشاعر أن قلبه أصبح قبراً لابنه حتى يبقى فيه كالسر الذي يبقى في القلب ولا يعلم به أحد.
شرح البيت الحادي عشر : ولولا اختطاف الموت لك لسمعت ما في قلبي من أسرار.
البيت الثاني عشر : أخفي ناراً بداخلي كما يخفي القدح النار الذي يشعله.
البيت الثالث عشر : يقول الشاعر أنه يخفض الزفرات وهي تتصاعد ويمسح الدمع مرة بعد مرة وهي مستمرة بالنزول.
الجماليات والأساليب :
فكأن قلبي قبره : شبه الشاعر قلبه بالقبر الذي يخفي فيه ابنه فلا يفارقه أبداً.
وكأنه في طيه سر من الأسرار : شبه الشاعر ابنه بالسر الذي يبقى في قلبه ولا يخرج أبداً وهذا تأكيد على استمرار حزن الشاعر.
أخفي من البرحاء ناراً مثل ما *** يخفي من النار الزناد الواري : شبه الشاعر حرارة الألم بحرارة النار.
وأخفض الزفرات - وهي صواعد : بينهما مقابلة.
وأكفكت العبرات - وهي جوار : بينهما مقابلة.
أسئلة للمناقشة :
1- ( طبعت على كدر ) من المقصود من هذه العبارة ؟
- الدنيا