تحضير درس الحرية والمسؤولية 3 ثانوي
درس الحرية والمسؤولية
نرحب بكم اعزائي الزوار في موقع لمحة معرفة lmaerifas.net التعليمي يسرنا زيارتكم موقعنا الأول المتميز بمعلومات الصحيحة على أسالتكم المتنوعة من شتى المجالات التعلمية والثقافية والاخبارية كما نقدم لكم الكثير من الأسئلة بإجابتها الصحيحه من مصدرها الصحيح ومن أهمها إجابة السؤال ألذي يقول........ تحضير درس الحرية والمسؤولية 3 ثانوي
وتكون اجابتة الصحية هي التالي
تحضير درس الحرية والمسؤولية 3 ثانوي
أفهمة كلمة الحرية
وضع الإشكاليات المرتبطة بمفهوم الحرية
محاججة الأطروحات المختلفة حول موضوع الحرية
الربط بين الحرية والمسؤولية
إن كلمة الحرية هي من أكثر المفردات استهلاكاً في حياتنا اليومية إن على المستوى الفردي أو على المستوى الجماعي ، ما الذي تتضمنه هذه الكلمة بالنسبة إلى الطلاب ؟ ماذا يريدون فعلاً عند مطالبتهم بالحرية ؟عمّ يتحدثون؟ كيف يمكننا الانتقال من عبارة الحرية الى مفهوم الحرية وهل يمكن إعطاء تحديدًا له ؟ ( مع العلم أن التحديد المفهوي في الفلسفة يختلف عن التحديد اللغوي كون تحديده مرتبطًا بنظرية فلسفية معينة ، يأخذ قيمته من خلالها ، فيصبح المفهوم تصورًا يمكن إعادة النظر فيه، كما سيتّضح لنا لاحقًا التشابك والتلازم الدائم بين عمليّات الأفهمة والأشكلة في الفلسفة). ما هي حقول استعمالاتها وهل تشتغل الحرية بالطريقة نفسها في هذه الحقول المختلفة، ما هي المفاهيم الأخرى المرتبطة بها وما علاقة هذه المفاهيم بعضها ببعض؟ ما هي التساؤلات العديدة حول الحرية وما هي إشكاليّاتها التي ستتعدّد وتتشعّب كلما أعطينا تحديدًا مختلفًا لها ، وما هي تحديدات بعض الفلاسفة لها وما هي أطروحاتهم جوابًا عن تلك الإشكاليات والأسئلة ؟ وكيف حاججوا هذه الاطروحات؟ وهل سيتضح لنا مفهوم الحرية اكثر في نهاية الدرس ونعي معانيه الكامنة ونبدّل في تصوراتنا ونتصرّف على هذا الأساس ؟
ما هي الحرية؟ما هي إشكاليّاتها ؟وما هي العلاقة بينها وبين المسؤولية ؟
هنالك عدة سبل للأفهمة والمقصود بالأفهمة أن يعمل الطلاب على البحث عن المعاني والدلالات المختزتة في الموضوع المطروح ,(وهنا موضوع الحرية )، والعمل على المفاهيم الأخرى المرتبطة به ,والتمييز بينها , وإقامة علاقات الترابط في ما بينها بما يتيح إمكانية أشكلتها.
يمكننا بداية، العمل انطلاقًا من إظهار ما هي تصوّرات التلامذة عن الحرية. وهذه الخطوة ليست بمضيعة للوقت كما يظن الكثيرون ، إنما إذا أردنا أن نعمل على الآراء السائدة وعلى الأفكار المسبقة ، يمكننا التوصل إلى دفع التلامذة إلى طريق التفكير الذاتي واستبدال الرأي بالفكر من طريق وضعهم في حالة التشكيك في المعتقدات الشائعة عبر وعيهم لرهانات هذه الآراء . فنطلب إليهم هنا، ماذا تعني لهم الحرية؟ غالبًا ما تكون الأجوبة متشابهة والرأي الشائع: " إن الحرية هي أن نفعل كما نشاء " ، و عندها نتساءل ما هي تداعيات هكذا تحديد، ألا يوصلنا من جهة، إلى أن نصبح ضحية لأهوائنا وغرائزنا، ومن جهة أخرى، إلى شريعة الغاب حيث تكون الغلبة للأقوى ، وتنتفي معهما الحرية . (النزاع المعرفي) ويطرح المشكل الذي يوجب حله: كيف الخروج من ألينة أهوائنا ؟ هل إن الحرية هي أن نفعل ما نريد أم أن هنالك ضوابط للسلوك الحر وما هي طبيعة هذه الحرية الفردية ؟ وكيف تفادي غلبة الأقوى ؟ وبالتالي، نضطر لإعادة النظر بتصوراتنا وبتحديدنا العفوي الأول للحرية. و يكون التشكيك اقوى عند وجود آراء مختلفة، " إن حريتي تتوقّف عندما تبدأ حرية الآخر" (النزاع المعرفي الاجتماعي)، وهنا نتساءل أيضًا عن التداعيات، ألا يحدّ وجود الآخر من حريتي، ألا تتعارض الحريات العامة مع الحرية الفردية ، ونتساءل عن الافتراضات، هكذا تحديد يفترض أن هنالك حدودًا لحريتي في علاقتي مع الآخر، يحدّدها القانون في ما هو مسموح أم غير مسموح فعله لعدم التعدّي على الآخر ...والمشكل الموجب حله هنا: كيفيّة ملاءمة الحرية الفردية وحرّية الآخر، وما هي علاقتهما مع الحرّية السياسية؟ وكيف ملاءمة حريّتي مع طاعة القوانين؟ وتبرز إشكالية أولى:هل القانون يتعارض مع الحرية؟
هل القانون يتعارض مع الحرية؟
هنا يطلب إلى التلامذة انطلاقا من أقوال ونصوص بعض الفلاسفة في هذا السياق: قراءة ،تحليل، استخراج المعاني، الأفكار، الأطروحات المختلفة واستثمارها لحل المشكلات الأولى التي طرحت. (عمل مجموعات من 2 – توزع عليها الأقوال بطريقة متوازية – نصف ساعة- ثم عرض عمل كل مجموعة – وضع الأفكار دائمًا على اللوح – مناقشة في صحة المعلومة وفي ملاءمة الجواب للسؤال )، وبعدها يقوم الاستاذ بالتوليفة والخلاصة.
" الحرية هي الحق بأن نفعل كل ما تسمح به القوانين " مونتسكيو
" الإنسان الحر هو الذي لا يواجه عراقيل تعوقه في فعل ما يريد، بالنسبة للأشياء التي يستطيع فعلها بقدر ما تسمح له قوته وذكاؤه" هوبز.
" بين القوي والضعيف، بين الغني والفقير، بين السيّد والعبد، الحرية هي التي تقهر، والقانون هو الذي يحرر". لاكوردير
" فيم يمكن أن تكمن حرية الإرادة سوى في حكم ذاتي، بمعنى الصفة التي لديها بأن تكون قانونًا لذاتهًا. كانت .
"من هو سيّد نفسه يعمل بناء على خيار تمّت مذاكرته ، لا تحت نزوة الرغبة ". أرسطو
"إن المجال الذي عرفت فيه الحرية دومًا- لا باعتبارها مشكلة بل بما هي واقعة من وقائع الحياة اليومية- إنّما هو الميدان السياسي... وبالرغم من التأثير البالغ الذي مارسه مفهوم الحرية الداخلية غير السياسية على تقاليد الفكر، يبدو أنّه يمكن الإقرار بأن الإنسان لا يمكنه أن يعرف شيئا عن الحرية الداخلية إذا هو لم يختبر بادئ ذي بدء حرية تكون واقعًا ملموسًا في العالم. فنحن نعي أولاً بالحرية أو بنقيضها في علاقتنا بالآخرين، لا في علاقتنا بأنفسنا. ....إن الحرية بما هي واقعة قابلة للإثبات تتطابق مع السياسة.... "آنـا آرندت
"...يسعى البعض إلى الخلط بين الاستقلال و الحرية في حين أنهما مختلفان إلى حد أن أحدهما يمكن أن يقصي الآخر .إن قيامي بالفعل الذي أريده من شأنه ألا يرضي الآخر وهذه ليست حرية . فالحرية ليست في ممارستي لإرادتي بقدر ما هي في عدم الخضوع لإرادة الآخر و في الوقت نفسه عدم إخضاع إرادة الآخر لإرادتي ...فالإرادة الحرة حقًا هي تلك التي ليس لأي فرد الاعتراض عليها أو مقاومتها وهو ما يتأكد في الحرية العامة حيث ليس من حق أي فرد أن يفعل ما تمنعه حرية الآخر .إن الحرية الحقيقية لا تحطم ذاتها، و من ثمة فالحرية من دون عدالة هي محض تناقض لأن في إنتهاكها من طرف إرادة غير متزنة ضرر مؤكد .قطعًا إذًا لا توجد حرية في غياب القانون أو في حضور من يعتبر نفسه فوق القانون. حتى في حالة الطبيعة فالإنسان ليس حرًّا إلا في حدود القانون الطبيعي الذي يلزم الجميع. إن الشعب الحر يطيع لكنه لا يخدم أبدًا فهو يخضع لرؤساء لا لأسياد، إنه لا يطيع إلا القانون و بالتالي يترفع عن الخضوع للناس.
الشعب الحر هو الذي يجب ألا يرى في الدولة -مهما كان شكلها - الإنسان بل جهاز القانون .." روسو
" صحيح أن كلّ فرد يتمتّع خارج المجتمع المدني بحرية تامة غير منقوصة، ولكنّها حرّية غير مثمرة، لأنّها، لمّا كانت تعطينا امتياز فعل كلّ يطيب لنا فعله، فإنّها كذلك تترك للآخرين القدرة على أن يحمّلونا كلّ ما يعِنّ لهم.أما في ظل حكومة دولة محكمة الأسس، فإن كل فرد لا يحتفظ من حريته إلا بالقدر الذي يكفيه ليعيش عيشة راضية، و في ودعة تامة ، كما أن الآخرين لا يجردون من حريتهم إلا بقدر ما يُخشى عل غيرهم منها...." هوبز
"إن الانتقال من الوضع الطبيعي إلى الوضع المدني ينشئ في الإنسان تحولاً ملحوظًا, و ذلك بجعله يستعيض عن الغريزة بالعدالة في سلوكه و يجعل أفعاله تكتسي الطابع الأخلاقي الذي كان ينقصها سابقا. ...فما يخسره المرء من طريق العقد الاجتماعي هو حريته الطبيعية و حقًّا لا محدودًا في كل ما يسعى أو يستطيع تحصيله, أما ما يغنمه فهو الحرية المدنية و ملكية كل ما لديه. و لكي لا يخطئ في هذه الموازنات فإنه من الواجب أن نميز الحرية الطبيعية التي لا حدود لها إلا قوى الفرد, والحرية المدنية التي تحدها الإرادة العامة, من الحوز الذي هو فعل القوة والملكية التي لا تتأسس إلا بصفة وضعية. فضلاً عن هذا كله نستطيع أن نضيف إلي مكتسبات الوضع المدني الحرية الأخلاقية باعتبار أنها هي وحدها فقط التي تجعل الإنسان بحق سيد نفسه لأن دافع الشهوة وحدها عبودية و طاعة القانون الذي وضعناه لنفسنا حرية ."روسو
بعد عرض ما توصّلت إليه المجموعات، وبعد المناقشة العامة لما أورده هؤلاء الفلاسفة من أطروحات وأفكار تدعمها ، يمكننا التلخيص بالآتي: لطالما وُجِدَ الإنسان مع الآخر في تجمّعات أخذت أشكالاً مختلفة عبر العصور ( من القبائل الى الدولة )، فمقولة الوضع الطبيعي أو الحرية الطبيعية المطلقة هي مقولة فرضية، تتشابه حرية الفرد فيها مع حرية الحيوان الذي يتحرّك كيفما يشاء ،وعندها تصح مقولة الغلبة للأقوى، وعليه وجب فهمنا للحرية انطلاقًا من هذه العلاقة بالآخرين، الحرية أول ما نختبرها في المجال السياسي لا في داخلنا (آرندت)، ومن شكل التنظيم الذي اتخذته : فالوضعية المدنية عند روسو تعني الوضعية المجتمعية ، وعند هوبز الوضعية السياسية. ففي كلتا الحالتين وعلى الرغم من الفروقات الأساسية، فالحرية مضمونة أكثر في الوضعية المدنية : قبول بحرية منتقصة مقابل الأمن والاستقرار (هوبز)، وحرية مدنية كاملة يضمنها القانون النابع من الإرادة العامة، إضافة إلى حرية أخلاقية تبعد عن عبودية الغرائز ويصبح الانسان من خلالها سيد نفسه ( روسو) ، فحريتي ليست بالاستقلال عن الآخر، إنما باحترام حريته وحريتي عبر طاعة القانون الذي وضعناه لأنفسنا (روسو).
يمكننا أن نخلص إلى أن الحرية الحقيقية ليست الحرية الطبيعية إنما الحرية الأخلاقية والحرية المدنية. فالحرية ليست الاستقلال (القدرة على فعل ما يحلو لنا) إنما الاستقلالية الذاتية ، بمعنى أن نعطي لذاتنا قانونًا يمليه علينا عقلنا ويجعلنا أسياد ذواتنا ( كانت وروسو ). . من جهة أخرى، الحرية الحقيقية لا تتحقق إلا من خلال وجود الآخر، ومن خلال الممارسة السياسية داخل المجتمع المدني، وهنا يصبح القانون شرط ممارسة الحرية الفردية ،على أن تكون الإرادة العامة مصدر هذا القانون. الحرية ليست إذًا التصرف العشوائي من دون رادع أو رقيب(أرسطو) ، فالقانون الأخلاقي الذاتي يخرجنا من سطوة غرائزنا (كانت)، والقانون الوضعي المشترك يخلصنا من سطوة الأقوى (روسو)، الحرية من دون قانون هي باطلة ووهمية (لاكوردير). (لكن هذه الإرادة العامة المفترضة الركيزة الأساسية للديمقراطية عند روسو، هي في الواقع خيال نظري، فهي تعني إرادة المواطنين أجمع في اختيار قوانين يوافقون كلهم عليها عبر عقد اجتماعي وتكون ركيزتها العقل لا المصالح الشخصية لتخدم المصالح العامة). إنما في الواقع، نسأل من يشرّع القانون الوضعي فعليًا وهل انتفت سيطرة الأقوى في المجتمعات المدنية الحديثة حتى الأكثر ديمقراطية ؟ وفيمَ تكمن حريتنا عندئذ، هل في الانصياع الأعمى للقانون أم تتجلى أكثر في التمرّد والسعي إلى تغييره؟ وأيضًا، ألا نجد أحيانا تعارضًا بين القانون الأخلاقي والقانون الوضعي فماذا عسى حريتي أن تختار؟
ما هي المسؤولية المترتبة على الإنسان الذي يتخطى القانون؟ إذا تخطى القانون الوضعي ، نتكلم على المسؤولية الجزائية (عندما أرتكب شخصيًا المخالفة أو الجرم)، أو المسؤولية المدنية (عندما يجبرني القانون على إصلاح الأضرار الناتجة من الغير _ كشركة التأمين مثلاً)، وفي حال تخطى القانون الأخلاقي، نتكلم على المسؤولية الأخلاقية ( عندما يؤنبني ضميري على عمل سىء أقدمت عليه أو عمل جيّد لم أقم به)؟ المسؤولية تعني أن نسأل عن أفعالنا ونتحمل أعباء هذه المساءلة. في هذه المرحلة، نكتفي بتحديد، تصنيف وتمييز مفردة المسؤولية.
يمكننا الانتقال بعدها لمحاولة تصنيف المفاهيم المتقاربة من الحرية والمفاهيم المعاكسة لها ومحاولة التفريق في ما بينها: الطلب إلى التلامذة وضع لائحة بالكلمات التي يرونها متقاربة مع كلمة الحرية مقابل لائحة بالكلمات المعاكسة. يساعد المعلِّم على إيجاد وتحديد المفاهيم التي عبر عنها التلامذة بشكل مَثَل أو ما شابه، ولم يستطيعوا تسميتها (صعوبة التجريد)، ثم توضع اللائحة على اللوح. ممكن أن نحصل على هكذا جدول :
الحرية اللاحرية
تابع القراءة في الأسفل