التعبير الأدبي
تناول الأدب المهجري مشكلاتٍ إنسانيةً عميقةً أفرزتها ظروف الغربة ، فعبّر الشعراء المهجريّون عن استنكارهم المجتمع المادّي في مهاجرهم ، وطالبوا الإنسان بالعودة إلى رحاب الطبيعة ، وأبرزوا انتماءه إلى قيم وطنه الروحيّة ، متطلّعين إلى عالم يسوده الإخاء والسلام .
ناقش واستشهد ، موظّفاً الشاهد الآتي :
قال الشاعر إيليا أبو ماضي: إنّما شوقي إلى دنيا رضا وإلى عصر سلامٍ وإخاءِ
أأهلأ وسهلاً عبر موقع لمحه معرفه الذي يقدم أأفضل الإجابات و النموذجية و الصحيحة للكتب الدراسية للمنهج الحديث1443من أجل الواجبات الخاصة بكم والمراجعة، واليكم الان إجابة سؤال :
التعبير الأدبي تناول الأدب المهجري مشكلاتٍ إنسانيةً عميقةً أفرزتها ظروف الغربة ، فعبّر الشعراء المهجريّون عن استنكارهم المجتمع المادّي في مهاجرهم ، وطالبوا الإنسان بالعودة ؟
الإجابة الصحيحة هي :
أينما ارتحل العربي أو حلّ تراه يحمل مادة شعره على ظهره ، ثمّ ينزلها ويصوغها حسب الموقف والظروف التي يواجهها ؛ فيأتي شعره ترجماناً لفكره وعاطفته ، فعندما يمّم العرب شطر الأمريكيتين كان شعرهم حاضراً معهم يرسم حنينهم وأشواقهم ، وليس هذا فحسب بل نراهم عندما اصطدموا بصخب الحياة المادية التي يعيشها الغرب على عكس ما ألفوه في مواطنهم الأصلية من قيم إنسانية، عبّروا عن استنكارهم لهذا العالم المادي الذي يفتقر لروح المحبّة والإخاء والبساطة، وهذا ما نراه في قول جبران خليل جبران معبّراً عن هذا الاستنكار بشكل غير مباشر من خلال الدعوة إلى العيش في أحضان الطبيعة المتمثّلة في الغابات :
ليس في الغابات حزن *** لا ، ولا فيها الهمومْ
فإذا هــــبَّ نســـــيمٌ *** لم تجئ معَهُ السمومْ
ويرى أدباء المهجر أنّ الطبيعة أمّ الإنسان ، فعليه أن يعود إلى أحضانها ، فهي الحضن الدافئ والملاذ النقي من سموم الآلة والآمن من شرور الحياة المادّية وصخبها ، إنّها الملائمة للفطرة الإنسانية ، وهذا الشاعر المهجري جبران خليل جبران يرسم بريشة الشعر صورة الطبيعة الجميلة ويدعونا إلى العودة للعيش في كنفها ؛ فيقول:
هل تخذتَ الغاب مثلي منزلاً دون القصور
فـتـتـبّــعـتَ السواقــي وتسلقت الصخـور
هل فرشت العشب ليلاً وتـلحّـفـت الـفـضـا
والأدباء العرب في بلاد المهجر لم يسرق منهم البعد عن الأوطان ،ولا الحياة الجديدة بمباهجها ومغرياتها الانتماء إلى القيم الروحية التي عاشوها في الوطن الأمّ ، بل ظلّوا متمسّكين بها يتغنّون بها وينشدونها في حلّهم وترحالهم ، وهذه قريحة الشاعر المهجري نسيب عريضة تصدح معبّرةً عن الانتماء لهذه القيم حيث يقول:
ما إنْ مقامي في مغاربها وفي مشارقها حبّي وإيماني
وهؤلاء الأدباء العرب المهاجرون الذين عاشوا سحر الشرق ، وما فيه من مرارة الفقر والاستغلال والاستبداد ، وعاشوا صخب الحياة المادّية في الغرب ، وما فيه من عمران ، وعانوا أيضاً من سيطرت المادّة والتمييز العنصري ؛ فتطلّعوا إلى قيام عالم يموت فيه الاستغلال والاضطهاد وتسود الأخوّة الإنسانيّة بين البشر ، وهذا ما نلمسه في قول الشاعر إيليا أبو ماضي :
إنّما شوقي إلى دنيا رضا وإلى عصر سلامٍ وإخاءِ
إنّهم الشعراء العرب أيمنا حلّوا ترسم قرائحهم ما تنبض به قلوبهم ، وما تراه عيونهم ، فيرسمون كلّ شيء جميل في الحياة ، ويدعون إليه ، ويستنكرون كلّ قبيح لينفّروا منه ، إنّهم بحقّ مثال الإنسان الذي ينبض فؤاده بأسمى المشاعر والأحاسيس الإنسانيّة