ملخص حول النظريات في العلاقات الدولية
مقدمة بحث عن العلاقات الدولية
تعريف العلاقات الدولية
نشأة العلاقات الدولية
بحوث في العلاقات الدولية pdf
أهمية العلاقات الدولية
بحث حول مبادئ العلاقات الدولية
بحث حول أطراف العلاقات الدولية
العلاقات الدولية والدبلوماسية PDF
تاريخ العلاقات الدولية محاضرات
موقع لمحة معرفة يسرنا بزيارتكم في موقعنا أن نقدم لكم
ملخص حول النظريات في العلاقات الدولية
يعتبر علم العلاقات الدولية علما مستقلا يهتم بدراسة الظواهر المعاصرة التي ظهرت قبل الميلاد، وخصوصا خلال القرن 20 بالولايات المتحدة الأمريكية وبعد الحرب العالمية الثانية بأوروبا. كما تهتم العلاقات الدولية بما هو كائن وترتبط مع العلوم الاجتماعية وعلم السياسة في علاقة تأثر متبادل، كما تتأثر بإيديولوجية صاحبها-الماركسية/الليبرالية وتشرح بشكل العلاقات بين الدول بطرق عديدة وباختلاف نظرة المحللين السياسيين لظاهرة ما داخل المجتمع الدولي. ويتميز علم العلاقات الدولية بحداثة نشأته واتساع مجالات دراسته وبعلاقاته مع باقي العلوم كما سبقت الإشارة إلى ذلك، وقد ساهم مجموعة من العلماء في تعميمه على مختلف التخصصات.
وتعرف النظرية بكونها مجموعة افتراضات حول ظاهرة معينة، وتهتم من داخل العلاقات الدولية بدراسة الظواهر السياسية الدولية كالحروب والأزمات مثلا(دافيد إدواردز). وتزودنا النظرية بطرق ووسائل مختلفة لترتيب الحقائق وتحويلها لمعلومات وبيانات، وتكون النظرية ناجعة في العلوم الطبيعية لأن الأخيرة استقرائية وموضوعها جزئي، كما تكشف الملاحظة فيها القوانين والعلاقات التي تعد مرتبطة فيما بينها،ويختلف هذا المفهوم في العلوم الاجتماعية التي تدرس الإنسان في علاقاته المتشابكة والمعقدة.وتعود عملية التنظير إلى عشرات القرون قبل الميلاد مع اليونان-أرسطو/أفلاطون- وصولا لإيطاليا مع ميكيافيلي وكتابات الفرنسي بيير ديبوي في القرنين 14-15، من خلال مجموعة أفكار من نشأة الدولة القومية 1648 وإلى الحرب العالمية الأولى 1914.
ويرى كينيت ولتز أن النظرية تختلف عن القوانين نفسها فهي تعتبر مفسرة لها، ويبني هذا المفهوم من خلال أربع طرق هي العزل والتجريد والتجميع والنمذجة والمثالية(التبسيط)، حيث نجد من خلال ما سبق ما هو نظامي ومختزل عن طريق الحديث عن الجانب التحليلي فيما يتعلق بالفرد والدولة-نظريات جزئية- ثم الدولة والمنظمات-نظريات هيكلية بنيوية-. من جانبه يرى جيمس دورتي وروبيرت بالستغراف أن النظرية اختيار ظواهر محددة وتفسيرها تفسيرا عاما، وذلك يتم من خلال أندرو فينسينت من خلال التعريفات والفرضيات ثم الوصف والتحليل في مرحلة لاحقة، كما ينحصر دورها في تنظيم الحقائق والبيانات داخل إطار منطقي حيث يمكن استخلاص مدلول هذه الحقائق والتنبؤ بمستقبلها. ويعرف دافيد إيدواردز النظرية بأنها افتراضات حول ظاهرة معينة، ويقصد بها في العلاقات الدولية وضع افتراضات حول ظواهر السياسة الدولية كالحروب والأزمات.
وقد جاء ظهور النظرية المثالية في ظروف ما بعد الحرب العالمية الأولى سنة 1914 ونهايتها سنة 1917 وما عرفه العالم من خراب ودمار بعدها، وعبرت هذه النظرية عن رؤية تفاؤلية وعن قدرتها على حل النزاعات السياسية بشكل سلمي، واعتبرت حلا بديلا ينتهجه صناع القرار وتجلت إنجازاتها في إنشاء عصبة الأمم.
انهارت آمال المثاليين بعد اندلاع الحرب العالمية الثانية وظهرت مفاهيم جديدة على المستوى الدولي كالقوة والمصلحة وتغير معها اتجاه العلاقات الدولية، وتبلورت مع هذه التحولات النظرية الواقعية من خلال أفكار ريمون آرون وهانز مورغنتاو، وقد جاءت هذه النظرية لدراسة عامل القوة من خلال الحروب والنزاعات وإضفاء الشرعية على التدخلات الغير القانونية التي حصلت أثناء الحرب العالمية الثانية وبعدها ولم تستطع عصبة الأمم إيجاد حل لها.
وقد ظهرت المدرسة السلوكية خلال الخمسينيات من القرن 20 وهدفت كذلك لمعالجة الظواهر الدولية من خلال سلوك الأفراد والجماعات معنية بصناع القرار وقد تبلورت في الستينيات من القرن الماضي. و تمتد جذور هذه النظرية لفترات سابقة في سيادة المنهجية التقليدية التاريخية الفلسفية القانونية المؤسسية منذ أواخر القرن 19 و أوائل القرن 20. فهي تمثل النموذج التجريبي في مقابل النموذج الميتافيزيقي الذي تمثل البواكير الاولى للاهتمام بالسلوك و التفاعل السياسي بدلا من التركيز الشديد على الوثائق و الدساتير و النظم و المؤسسات، بل ان هناك من يرى أنه منذ الثورة الامريكية 1776 و الثورة الفرنسية 1789 هناك توجهان أساسيان في دراسة التحول الذي حدث في أوربا و الولايات المتحدة الامريكية و أثر الثورة الصناعية و ظهور الدولة القومية الحديثة، هذان التوجهان أفرزا مدرستين في حقل السياسة المقارنة أولاهما ركزت على مواجهة تحدي بناء الدولة و الثانية ركزت على الحراك الاجتماعي و ظهور النخب. . أهم الاسباب التي أدت لظهور المدرسة السلوكية:
1- منذ أوائل القرن 20 رغبة المدرسة الوضعية بالارتقاء بالعلوم الاجتماعية الى حال العلوم الطبيعية من حيث الدقة المنهجية و الحياد و مع ولادة علم النفس و علم الاجتماع في نهاية القرن 19 بدأت اولى مراحل المدرسة السلوكية التي بدأت في صورتها الدولية و الكلاسيكية مع نشر مقالة عالم النفس جون واتسون سنة 1913 و بدأت تحل النظرة السلوكية كنموذج معرفي في علم النفس محل النماذج السابقة و أصبحت مبادئ المنهج السلوكي مثل القانون المنهجي لكل العلوم الاجتماعية.
2- بانتهاء الحرب العالمية الاولى و الفشل الذي أصاب العديد من الدول الاوربية و انتشار النظم السياسية الفاشية و الدكتاتورية لعدم جدوى المقتربات التقليدية و عدم فاعليتها في فهم الواقع و تفسيره، فاتجه العديد من الباحثين الاوربيين الى التوجهات النفسية و في نفس الوقت كان هناك ادراك متزايد لدى الامريكيين بضرورة تبني الاقترابات السلوكية في تحليل الظواهر الاجتماعية و السياسية خصوصا من قبل الجمعية الامريكية للعلوم السياسية و كان يرأسها تشارلز مريام الذي دعا الى تأسيس مجلس أبحاث العلوم الاجتماعية SSRC
ونشأت في رحم هذه النظرية ما سمي بالمدرسة ما بعد السلوكية، والتي اعتبرت أداة نقد للسلوكيين محاولة كشف ثغراتها وتجاوز أفكار السلوكيين.
وقد ورد بعد ذلك مصطلح نهاية التاريخ بعد إصدار الكاتب والأستاذ الجامعي فرانسيس فوكوياما كتابة سنة 1989، وقد جاء هذا الكتاب وسط اضطرابات سياسية على مستوى النظام الدولي بعد انهيار النظام الاشتراكي، وفرض الولايات المتحدة الأمريكية زعامتها على العالم في إطار نظام اعتبره فوكوياما ليبراليا ديمقراطيا واندحار المعسكر الشرقي الاشتراكي، ويرى أن الإسلام إيديولوجية متجانسة منتظمة. وقد حظيت هذه النظرية باهتمام دولي كبير بفعل غياب مجموعة أسس تتحكم في تحليل الشأن الدولي وأصبح العالم بذلك يعيش في عصر الإنهاك الفعلي، جراء التشويش على الفكر الاستراتيجي والنقص على المستوى التنظيري،حيث عدم قدرة النظريات الكلاسيكية على مواكبة التحولات والتطورات السريعة التي يشهدها العالم ثم ميل التفكير الاستراتيجي الأمريكي إلى مرتكزات فلسفية تخرجه من البراغماتية والواقعية من خلال تقديم رؤية شاملة لأوضاع العالم الجديد في ظل هيمنة أمريكية على العالم، وكانت النظرية تبشر بالليبرالية ونهاية التطور التاريخي والصراع الإيديولوجي.
وجاءت بعدها فكرة صدام الحضارات التي كان لها صدى قوي حيث فتحت سجالات ونقاشات عديدة بعد نشرها صيف 1993 في أنحاء عديدة من العالم، واستقطبت هذه النظرية اهتماما متزايدا عند الباحثين من خلال مجموعة من الحوارات والندوات التي حاولت بناء نظرة تنبؤية للسياسات الدولية لما بعد الحرب الباردة. وعكس هذا الاتجاه بوضوح دوائر التفكير الأمريكي والغربي عامة، وتم تشبيهها بمقالة جورج كينان سنة 1949 حول "مصادر السلوك السوفييتي" وما سمي "سياسة الاحتواء".
ترتكز المدرسة المثالية على الأخلاق التي تميز الطبيعة الإنسانية وتميل إليها (الخير)، كما تبشر هذه النظرية بالسلام العالمي واحترام الرأي العالمي ودور القانون الدولي العام في ضبط العلاقات بين الدول.ويؤكد المثاليون على وجود مصالح مشتركة متبادلة بين الدول، في إطار علاقات اعتماد متبادل تجعل المجتمع وحدة اجتماعية. ويرى أنصار هذه النظرية أن المجتمع الدولي يفترض فيه أن يكون منظما بعد انتقال الإنسان إلى طور الاستقرار، وينطلق المثاليون من أولوية الأخلاق في علاقات الأفراد في المجتمع سواء داخليا أو دوليا حيث خضوع الفرد للقوانين التي تضعها الجماعة وفي الوقت ذاته يجب على الفرد العمل لصالح الجماعة كما يعمل لذاته. ويعتبر المثاليون أن الدول يجب عليها ان تكون منسجمة واعتبار غير ذلك غير أخلاقيا، وذلك لبناء عالم خال من النزاعات من خلال التفاؤل حول الطبيعة البشرية وانسجام المصالح بين الأفراد في علاقاتهم وبين الدول.
تابع القراءة في الأسفل ملخص حول النظريات في العلاقات الدولية