0 تصويتات
في تصنيف المناهج الدراسية بواسطة (2.1مليون نقاط)

أقوال الفلاسفة عن عن المنطق مقالات حول المنطق الصوري  الصوري بحث حول المنطق الصوري 

أقوال أفلاطون عن المنطق

أقوال ديكارت عن المنطق

كلام منطقي وعقلاني

كلام المنطق والعقل

أقوال أرسطو عن المنطق 

عبارات منطقية عن المنطق 

عيوب المنطق الصوري

اقوال فلاسفة عن انطباق الفكر مع نفسه

عيوب المنطق الصوري

مقالة جدلية حول المنطق الصوري

نقد المنطق الصوري PDF

ما هو المنطق الصوري

أقوال الغزالي عن المنطق

أقوال أرسطو عن العقل

نرحب بكم اعزائي الزوار في موقع لمحة معرفة lmaerifas.net التعليمي يسرنا زيارتكم موقعنا الأول المتميز بمعلومات الصحيحة على أسالتكم المتنوعة من شتى المجالات التعلمية والثقافية والاخبارية كما نقدم لكم الكثير من الأسئلة بإجابتها الصحيحه من مصدرها الصحيح ومن أهمها إجابة السؤال ألذي يقول........أقوال الفلاسفة عن عن المنطق مقالات حول المنطق الصوري الصوري بحث حول المنطق الصوري 

 وتكون اجابتة الصحية هي التالي

اقوال فلاسفة  

    في انطباق الفكر مع نفسه ( المنطق الصوري ، الارسطي ..) 

اولا : المدافعين 

-ارسطو : " هو آلة العلم و صورته " 

- الفارابي : " وحدها تكسبنا القدرة على تمييز ما تنقاد اليه اذهاننا هل هو حق او باطل " 

   " صناعة المنطق تعطي القوانين التي من شأنها ان تقوم العقل و تسدد الانسان نحو الطريق الصواب " 

- لييتنز : " انها ضرورية للتفكير كضؤوؤة العضلات و الاوتار العصبية للمشي " ( يقصد قواعد المنطق ) 

- بوانكاري " اننا نكتشف بالحدس و نبرهن بالمنطق " 

- الغزالي : " من لا يحيط بالمنطق لا يوثق بعلمه " 

- ابن سينا : " هو الآلة التي تعصم الذهن عن الخطأ " 

ثانيا : المعارضين 

- غوبلو : " المنطق الصوري تحصيل حاصل " 

- ابن خلدون " تطابق الفكر مع نفسه قد يؤدي الى نتائج تتنافى مع الواقع . لان الصدق في الاستدلال الاستنتاجي مرهون باتساق النتائج مع المقدمات و ليس مع الواقع " 

- ديكارت : " اايقين الارسطي يقين اجوف" 

- ابن الصلاح : " اننا لا نجد احدا من اهل الارض حقق علما من العلوم و صار اماما فيه بفضل المنطق "

تابع قراءة أقوال الفلاسفة عن عن المنطق مقالات حول المنطق الصوري الصوري بحث حول المنطق الصوري 

في اسفل الصفحة على مربع الاجابة 

7 إجابة

0 تصويتات
بواسطة (2.1مليون نقاط)
 
أفضل إجابة
هل المنطق علم أم فلسفة ؟؟
المقدمة:
من ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﻳﺘﻤﻴّﺰ ﻬﺎ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﺍﻟﺴﻠﻴﻢ، ﲤﺎﺳﻜﻪ ﺍﻟﻔﻜﺮﻱ ﻭ ﺍﺣﺘﺮﺍﺯﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻗﻮﻉ ﰲ ﺍﻟﺘﻨﺎﺯﻉ ﻣﻊ ﺫﺍﺗﻪ، ﻓﻀﻼ ﻋﻦ ﺃﻧّﻪ ﻗﺎﺳﻢ ﻣﺸﺘﺮﻙ ﻟﺪﻯ ﲨﻴﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ. ﻓﻬﻮ
ﻣﻠﻜﺔ ﺫﻫﻨﻴﺔ ﻻ ﺗﺘﺤﺮﻙ ﺣﺴﺐ ﺍﻷﻫﻮﺍﺀ ﻭ ﺍﳌﺼﺎﺩﻓﺎﺕ، ﻷﻥﹼ ﳍﺎ ﻧﻈﺎﻣﺎ ﺩﻗﻴﻘﺎ ﳛﻜﻤﻬﺎ .
ﻟﻘﺪ ﺍﺟﺘﻬﺪ ﺃﺭﺳﻄﻮ ﰲ ﺍﻛﺘﺸﺎﻑ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻔﻜﺮﻱ ﻭ ﻭﺿﻊ ﻋﻠﻢ ﺍﳌﻨﻄﻖ ﺍﻟﺼﻮﺭﻱ ﻭ ﻛﺬﺍ، ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﺍﻟﺼﻮﺭﻳﺔ ﻟﻠﺘﻔﻜﲑ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ، ﺍﻟﱵ ﺗﻌﺼﻢ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﻣﻦ
ﺍﻟﻮﻗﻮﻉ ﰲ ﺍﻟﺘﻨﺎﻗﺾ ﺍﻟﺼﻮﺭﻱ ﻭ ﻣﻊ ﺫﻟﻚ، ﻛﺜﲑﺍ ﻣﺎ ﺳﺠﻞ ﺍﻟﻔﻼﺳﻔﺔ ﻭ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻣﺂﺧﺬ ﻭﻋﻴﻮﺑﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﳌﻨﻄﻖ ﺍﻷﺭﺳﻄﻲ ﻭ ﻣﻦ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﳌﻔﻜﺮ ﳏﻤﺪ ﺛﺎﺑﺖ ﺍﻟﻔﻨﺪﻱ
ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﺎﰿ ﰲ ﻧﺼﻪ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﺸﻜﻠﺔ ﺍﻵﺗﻴﺔ : ﻫﻞ ﺍﳌﻨﻄﻖ ﻋﻠﻢ ﺃﻡ ﻓﻠﺴﻔﺔ ؟ ﻓﻤﺎ ﻫﻮ ﻣﻨﻄﻖ ﺃﻃﺮﻭﺣﺘﻪ ؟ ﻭ ﻛﻴﻒ ﳝﻜﻦ ﺍﻟﺮﺩّ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭ ﺇﺑﻄﺎﳍﺎ ؟

محاﻭﻟﺔﺣﻞ المشكلة:

ﲢﻠﻴﻠﻬﺎ :
ﺍﳉﺰﺀ ﺍﻷﻭﻝ:
ﻋﺮﺽ ﻣﻨﻄﻖ ﺃﻃﺮﻭﺣﺔ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻨﺺ : ﻣﺎ ﻫﻮ ﻣﻮﻗﻒ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻨﺺ ؟
ﻣﻨﻄﻘﻬﺎ : [ ﻳﻌﺪ ﺍﳌﻨﻄﻖ ﻣﺒﺤﺜﺎ ﻣﻦ ﻣﺒﺎﺣﺚ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ، ﻓﻠﻴﺲ ﺍﳌﻨﻄﻖ ﻋﻠﻤﺎ ، ﻓﻠﺴﻔﺔ ]
ﻣﺴﻠﻤﺎﻬﺎ ﻭ ﺑﺮﺍﻫﻴﻨﻬﺎ: ﻣﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﱪﺍﻫﲔ ﺍﻟﱵ ﺃﺳﺲ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻮﻗﻔﻪ ؟
• ﻳﺴﺘﺨﺪﻡ ﺍﳌﻨﻄﻖ ﺃﻟﻔﺎﻅ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺎﺩﻳﺔ ، ﻭ ﻣﺎﺩﺍﻡ ﻛﺬﻟﻚ ، ﻓﺈﻧّﻪ ﻳﺒﻘﻰ ﻣﺜﺎﺭ ﺟﺪﺍﻝ ﺣﻮﻝ ﻣﻌﺎﱐ ﺍﳌﻔﺎﻫﻴﻢ ﻭ ﺍﻟﺘﺼﻮﺭﺍﺕ ﺍﳌﺴﺘﻌﻤﻠﺔ ، ﺇﻧّﻪ ﻣﻨﻄﻖ ﺣﺪﻭﺩ
ﻳﻄﻐﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﳉﺎﻧﺐ ﺍﻟﻠﻐﻮﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻤﻴﺰ ﺑﺘﻌﺪﺩ ﺍﳌﻌﺎﱐ ﻭ ﺍﻟﺪﻻﻻﺕ ﳑﺎ ﻳﻐﲑ ﰲ ﺷﻜﻠﻬﺎ ﺛﺒﺎﺕ ﺍﳊﻜﻢ .
• ﻻ ﳛﺮّﺭ ﺍﳌﻨﻄﻖ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﻣﺎﺩﺍﻡ ﻳﺴﺘﺨﺪﻡ ﻟﻐﺔ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﻭ ﱂ ﻳﺒﺪﻉ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﻟﻐﺔ ﻋﻠﻤﻴﺔ – ﻟﻐﺔ ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺎﺕ - ﻛﺴﺎﺋﺮ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻷﺧﺮﻯ . ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﻔﻴﺰﻳﺎﺋﻴﺔ
ﻣﺜﻼ، ﻻ ﺗﺴﺘﺨﺪﻡ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺎﺩﻳﺔ ، ﺑﻞ ﺗﺴﺘﺨﺪﻡ ﻟﻐﺔ ﺍﻟﺮﻣﻮﺯ ؛ ﻟﻐﺔ ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺎﺕ ﰲ ﺻﻴﺎﻏﺔ ﻗﻮﺍﻧﻴﻨﻬﺎ ، ﻭ ﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻔﺴﺮ ﺗﻄﻮﺭﻫﺎ ﺍﻟﻜﺒﲑ.
ﺍﻻﻧﺪﻣﺎﺝ ﻓﻴﻬﺎ:
ﺍﳉﺰﺀ ﺍﻟﺜﺎﱐ : ﺍﻟﺘﻘﻴﻴﻢ ﻭ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ: ﻫﻞ ﻭﻗﻒ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻨﺺ ﰲ ﺣﻞ ﺍﳌﺸﻜﻠﺔ؟ ﻭ ﻫﻞ ﻣﻨﺎﻙ ﺣﻞ ﺁﺧﺮ ﳍﺎ ؟
ﻧﻘﺪ ﺃﻃﺮﻭﺣﺔ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻨﺺ : ﺭﻏﻢ ﺃﻥﹼ ﺍﳌﻨﻄﻖ ﻳﺴﺘﺨﺪﻡ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺎﺩﻳﺔ ﻓﺈﻥ ﺫﻟﻚ ﻻ ﻳﻘﻠﹼﻞ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻪ ﻷﻧﻪ :
ﻳﻌﺘﻤﺪ ﺃﻱ ﺍﳌﻨﻄﻖ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﺍﻋﺪ ﲢﺼﻨﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻨﺎﻗﺾ ﻭ ﻳﻘﻴﻢ ﳌﺒﺎﺩﺉ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻤﺴﻚ ﺑﺎﻷﻓﻜﺎﺭ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻭ ﺍﻵﺭﺍﺀ ﺍﻟﺸﺎﺋﻌﺔ ﺣﱴ ﻳﻜﻮﻥ ﺳﻠﻴﻤﺎ .
*ﺇﺗﺒﺎﻋﻪ ﻷﺳﻠﻮﺏ ﺍﻻﺳﺘﺪﻻﻝ ﺍﻟﻘﺎﺋﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﻨﺘﺎﺝ ﳑﺎ ﳚﻌﻠﻪ ﻓﻜﺮﺍ ﲢﻠﻴﻠﻴﺎ ﺑﺮﻫﺎﻧﻴﻨﺎ .
*ﻗﺎﺑﻠﻴﺔ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ ﺍﳌﻨﻄﻘﻴﺔ ﺃﻱ ﺍﻟﺘﺼﺪﻳﻖ ﻭ ﺍﻟﺘﻜﺬﻳﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺟﻬﺔ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﻴﺔ ﻭ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﻭ ﺍﳋﻄﺄ.ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺟﻬﺔ ﺍﳌﻨﻄﻘﻴﺔ .
ﺍﳉﺰﺀ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ: ﻧﻘﺪ ﺃﻧﺼﺎﺭ ﺍﻷﻃﺮﻭﺣﺔ : ﻣﺎ ﻫﻮ ﻗﻮﺍﻡ ﺃﻃﺮﻭﺣﺘﻬﻢ ؟ ﻭ ﻛﻴﻒ ﳝﻜﻦ ﺍﻟﺮﺩّ ﻋﻠﻴﻬﻢ ؟
- ﻗﻮﺍﻡ ﺃﻃﺮﻭﺣﺘﻬﻢ : ﻳﻘﻮﻝ ( ﺑﻮﻝ ﻓﺎﻟﲑﻱ ) : " ﻟﻴﺲ ﻟﻠﻨﻄﻖ ﺇﻻ ﻣﺰﺍﻳﺎ ﺟﺪ ﻣﺘﻮﺍﺿﻌﺔ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻳﺴﺘﺨﺪﻡ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺎﺩﻳﺔ ، ﺃﻱ ﺩﻭﻥ ﺗﻌﺮﻳﻔﺎﺕ ﻣﻄﻠﻘﺔ ".
- ﻭ ﻳﻘﻮﻝ ( ﻣﻮﻳﻲ ) : " ﺇﻥﹼ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻏﲑ ﺩﻗﻴﻘﺔ ، ﻓﺎﻟﻜﺜﲑ ﻣﻦ ﺃﻫﻢ ﺃﻟﻔﺎﻇﻬﺎ ﻣﺒﻬﻢ (...) ﻭ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻳﺘﻜﻠﻢ ﻟﻐﺔ ﰲ ﻏﺎﻳﺔ ﺍﻟﺪﻗﺔ، ﻟﻐﺔ ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﻣﻜﹼﻦ ﺑﻨﺎﺅﻫﺎ
ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﺍﳌﺒﻬﻤﺎﺕ " .
- ﺇﻥﹼ ﺍﳌﻨﻄﻖ ﺍﻷﺭﺳﻄﻲ ﻳﺼﻠﺢ ﻟﻠﻤﻨﺎﻗﺸﺔ ﻭ ﺍﳉﺪﺍﻝ ﺃﻛﺜﺮ ﳑﺎ ﻳﺼﻠﺢ ﻟﻠﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ ﻭ ﺍﻛﺘﺸﺎﻓﻬﺎ . ﻭﳌﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻐﺮﺽ ﻣﻨﻪ ﻫﻮ ﺇﻓﺤﺎﻡ ﺍﳋﺼﻢ ﻻ
ﺍﻛﺘﺸﺎﻑ ﺍﳊﻘﻴﻘﺔ ﺍﳌﻮﺿﻮﻋﻴﺔ، ﻓﺈﻥﹼ ﺍﳌﻨﻄﻖ ﻳﺘﺤﻮﻝ ﺇﱃ ﻓﻠﺴﻔﺔ ﻟﻠﻨﺤﻮ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺃﻧﻪ ﻳﻌﲎ ﺑﻠﻐﺔ ﺍﻟﱪﻫﻨﺔ ﻭ ﺍﶈﺎﺟﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﻔﻨﻴﺪ ﻟﻜﺴﺐ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ .
- ﻧﻘﺪﻫﺎ : ﻟﻜﻦ ، ﺃﻻ ﳛﺘﺎﺝ ﺭﻓﺾ ﺍﳌﻨﻄﻖ ﺇﱃ ﻣﻨﻄﻖ ، ﺇﻧﻪ ﳝﻜﻦ ﺭﺩّ ﺃﻃﺮﻭﺣﺔ ﺍﳋﺼﻮﻡ ﻟﻸﺳﺒﺎﺏ ﺍﻵﺗﻴﺔ ،
ﺇﻥ ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺍﳌﻨﻄﻖ ﲢﺮّﺭ ﺍﻟﻜﺮ ﻣﻦ ﻗﻴﻮﺩ ﺍﻟﻌﺎﻃﻔﺔ ؛ ﺇﻥ ﺍﳌﻨﻄﻖ ﺃﻭﺑﻠﻴﻞ ﻭﺩﻧﺎ ﺗﺮﺗﻴﺐ ﺃﻓﻜﺎﺭﻧﺎ ﻭ ﺗﺄﺳﻴﺴﻬﺎ ﰲ ﺻﻮﺭﺓ ﻣﻨﻄﻘﻴﺔ ﺳﻠﻴﻤﺔ ، ﻓﺨﻄﺎﺑﻨﺎ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻔﻬﻮﻣﺎ ﺇﻻ
ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻣﺆﺳﺴﺎ ﻭ ﻣﻬﻨﺪﺳﺎ ؛ ﻳﻌﻄﻴﻨﺎ ﺍﳌﻨﻄﻖ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﻓﺤﺺ ﺍﺳﺘﺪﻻﻻﺕ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﻭﺭﺩّﻫﺎ ﺃﻭ ﻗﺒﻮﳍﺎ ؛ ﻳﻨﺒﻬﻨﺎ ﺇﱃ ﺍﻷﺧﻄﺎﺀ ﺍﻟﺸﺎﺋﻌﺔ ﻟﺪﻯ ﺃﻏﻠﺐ ﺍﻟﻨﺎﺱ ،
ﻛﺎﳋﻠﻂ ﺑﲔ ﺍﻟﺘﻨﺎﻗﺾ ﻭ ﺍﻟﺘﻀﺎﺩ .. ﻋﻼﻭﺓ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ، ﻳﻌﺪ ﺍﳌﻨﻄﻖ ﻣﻨﻬﺠﺎ ﳌﺨﺘﻠﻒ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ .
ﺍﻟﺮﺃﻱ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ : ﻳﺒﻘﻰ ﺍﳌﻨﻄﻖ ﻣﻨﻬﺠﺎ ﳌﺨﺘﻠﻒ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﻭ ﻣﻦ ﲦﺔ ﻻ ﳝﻜﻦ ﺭﻓﻀﻪ ﻟﻜﻦ ، ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺗﻄﻮﻳﺮﻩ ﻭ ﺳﺪّ ﺍﻟﻨﻘﺺ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﺮﻓﻪ ﺗﻜﻴﻔﺎ ﻣﻊ ﻣﺘﻄﻠﺒﺎﺕ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ
ﺍﳌﺘﻐﲑ . ﻭ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﺍﲡﻬﺖ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﺎﺕ ﺍﳌﻨﺎﻃﻘﺔ ﻭ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺇﱃ ﺃﺳﺎﻟﻴﺐ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﺗﺴﻤﺢ ﺑﺎﻻﻧﺘﻘﺎﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻔﻆ ﺇﱃ ﺍﻟﺮﻣﺰ ﻭ ﻣﻦ ﻋﺎﱂ ﺍﺠﺮﺩ ﺇﱃ ﻋﺎﱂ ﺍﶈﺴﻮﺱ، ﺃﻱ
ﻣﻦ ﺍﳌﻨﻄﻖ ﺍﻟﺼﻮﺭﻱ ﺇﱃ ﺍﳌﻨﻄﻖ ﺍﻟﺮﻣﺰﻱ ﺣﻴﺚ ﱂ ﺗﻌﺪ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺎﺩﻳﺔ ﻫﻲ ﺍﻷﺩﺍﺓ ﺑﻞ، ﺃﺻﺒﺤﺖ ﻟﻐﺔ ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺎﺕ ﻭ ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻳﺘﻼﺀﻡ ﻣﻊ ﺭﻭﺡ ﺍﻟﻌﺼﺮ .
04
08
ﺣﻞالمشكلة:
ﺍﳋﺮﻭﺝ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺿﻌﻴﺔ ﺍﳌﺸﻜﻠﺔ
ﻭ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺍﳌﻨﻄﻖ ﺍﻟﺼﻮﺭﻱ ﺟﺰﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﻷﻧّﻪ ﻳﺴﺘﺨﺪﻡ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺎﺩﻳﺔ ، ﻓﺈﻥﹼ ﺍﺟﺘﻬﺎﺩ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻣﻜﹼﻦ ﻣﻦ ﺗﻄﻮﻳﺮﻩ ﳑﺎ ﻳﻌﲏ ﺇﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﺍﺳﺘﻘﻼﻟﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ .
ﻭ ﻳﻈﻞ ﰲ ﺗﺼﻮﺭﻧﺎ ﻣﻨﻬﺠﺎ ﳌﺨﺘﻠﻒ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ
0 تصويتات
بواسطة (2.1مليون نقاط)
تحليل  النص في الفلسفة للسنة ثانية اداب وفلسفة:
المنطق هو الصناعة التي يحسن بها الإنسان قيادة عقله في معرفة الأشياء عند التعلم و التعليم,و عليه فالمنطق آلة العلم التي بفضلها يقوم التفلسف عند أرسطو فهو عماد الفلسفة هذا ما اثار تساؤلات حول علمية المنطق فهل المنطق علم ام فلسفة؟و ما موقف ثابت الفندي من المنطق الأرسطي؟ وما هي الحجج التي دعم بها رأيه؟و إلى أي مدى يكون موقفه صحيحا؟
طرح المشكلة
موقف صاحب النص:يرى صاحب النص أن المنطق الأرسطي (التقليدي)فلسفة لأنه يعتمد على لغة الألفاظ.
الحجج:المنطق الصوري مجرد فلسفة بالدرجة الأولى لأنه يعتمد على لغة الألفاظ في تركيبة وجوده فأبحاثه في التصورات و الأحكام و الاستدلالات مستمدة من اللغة كمادة و كوسيلة للتعبير عنها’ و اعتماده على ألفاظ اللغة العادية يجعله وسيلة للتعبير عن فلسفة دون أخرى أو لنصرة مذهب ضد أخر فأي تعبير في المنطق ما هو إلا تعبيرا للعقل الفلسفي الذي يعبر عنه وهو ما يؤكده ثابت الفندي في قوله:"مادام المنطق يتعامل بالألفاظ لا الرموز فانه يبقى مثار جدل حول معاني المفاهيم و التصورات المستعملة فضلا عن عقمه إذا تعلق الأمر بالقياس الأرسطي".
مع العلم أن المنطق الصوري نشا في أحضان فلسفة أرسطو فهو منطق عام يدرس جميع العمليات العقلية اللازمة للتفكير الصحيح المتدرج الهادف إلى معرفة الحقيقة.
وهذا المنطق لم يستطع أن يصنع لنفسه لغة علمية لأنه حبيس المفاهيم و التصورات اللفظية الذاتية البعيدة عن فكرة الموضوعية.و حتى يصبح علما دقيقا وجب أن يستخدم لغة الرموز و الإشارات و الأرقام مثل الرياضيات التي اصطنعت لنفسها لغة الرموز حتى أصبحت لغة تتكلم بها جميع العلوم (الفيزياء-الكيمياء- العلم الإنسانية) وقد استعملت هذه العلوم الرياضيات للكشف عن أسرار الطبيعة و بلوغ الحقيقة و هو سر نجاحها.فباستخدام المنطق لغة الرموز يصبح فوق هيمنة الفلسفة.
تقويم النص:صحيح أن المنطق الصوري هو بحث لغوي و هناك الكثير من الفلاسفة أيد ذلك مثل ديكارت و غوبلو.... و لكن سدا للنقص و تماشيا مع البحث الجديد استبدلت الكلمات بالرموز فظهر المنطق الرمزي ثم المنطق المادي حسب ما املته ابستيمولوجيا العصر.

محاولة حل المشكلة
مهما أراد المنطق أن يصبح علما إلا انه يستمد وجوده من الفلسفة و يبقى المنطق منهجا لتقويم العقل.
حل المشكلة
0 تصويتات
بواسطة (2.1مليون نقاط)
الطريقة جدلية:هل المنطق الصوري يعصم الفكر من الوقوع في الخطأ؟
المقدمة:
إن المنطق قديم قدم الإنسان نفسه ،فالإنسان منذ أن وجد وهو يفكر و يستدل و يبحث دون معرفة قواعد المنطق،إلى أن جاء الفيلسوف اليوناني أرسطو و هذب قوانينه و أرسى قواعده وجعله علما يعصم الفكر من الوقوع في الخطأ،ولقد كان هناك إختلاف بين الفلاسفة حول أهمية المنطق وحول كونه كافيا لتوافق جميع العقول،فمنهم من يؤكد أن قواعد المنطق كافية لضمان العقل حتى لا يقع في الخطأ ، و البعض الآخر يعتبر أن قواعد المنطق ناقصة و لايمكن أن تضمن للعقل ذلك ،فهل هذه القوانين كافية لتوافق جميع العقول حتى لا تقع في الخطأ؟
التحليل:
الموقف الأول:أنصار المنطق الصوري
يذهب أنصار الموقف الأول إلى القول بأن قواعد المنطق الصوري كافية لتوافق جميع العقول ونجد منهم "أرسطو، الفرابي،أبوحامد الغزالي،إبن سينا،بوانكاريه،لايبنز"
حيث يذهب المعلم الأول أرسطو إلى المنطق الصوري هو مجموعة من القواعد تؤمن الفكر من الوقوع في الخطأ وهو يطرح مطابقة الفكر مع نفسه من حيث دراسة الأفكار وفقا لمبادئ العقل (الهوية,عدم التناقض,الثالث المرفوع,السببية)ومنه يدرك العقل أي تناقض يقع فيه. بالإضافة إلى أن القياس هو العملية المنطقية الوحيدة المحققة لليقين الذي هو الكمال المنشود من الناحية المنطقية.
و هو مانجده في العصور الوسطى خصوصا عند كبار الفلاسفة المسلمين الذين يؤكدون على أن المنطق الصوري هو أصدق معيار يمكن الاستعانة به لدراسة العلوم،وأداة يجب تحصيلها قبل البدء في أي نوع من البحوث فسموه بعلم المنطق تارة و بعلم الميزان تارة أخرى،فعرفه ابن سينا في كتاب "النجاة":" هو الآلة العاصمة للذهن عن الخطأ"،وأعتبره الفرابي "رئيس العلوم" حيث يقول:" فصناعة المنطق تعطي بالجملة القوانين التي شأنها أن تقوم العقل و تسدد الإنسان نحو طريق الصواب"،وقد ذهب بعض الأصوليين الى أن تعلم المنطق فرض كفاية على المسلمين و هذا ماعبر عنه أبو حامد الغزالي الذي قال:" إن من لا يحيط بالمنطق فلا ثقة بعلومه أصلا".
وهذا ما يذهب إليه العديد من الفلاسفة المحدثين على غرار الفيلسوف الفرنسي هنري بوانكاريه الذي يرى أنه لا يمكن إضافة أي شيء لما كتبه أرسطو في مجال المنطق لأنه كامل و مكتمل من الجوانب "مبحث التصورات،مبحث القضايا،مبحث الأحكام"، والرأي نفسه نجده عند الفيلسوف لا يبنز الذي يرى المنطق يحتوي على مباديء تعتبر قوانين تنظم و تحكم أفعال العقل الإنساني و توجه معارفه وهذا مانجده في قواعد التعريف المنطقي، و في أنواع الإستدلال، و شروط القياس، ومباديء العقل حيث يقول:"إنها ضرورية للتفكير كضرورة العضلات و الأوتار العصبية للمشي".
ومن هنا اعتبر المنطق الصوري أسمى أسلوب لضمان إتفاق العقول و انسجامها و توحيد حمكها ذلك أن العقل هو أعدل قسمة بين الناس.
النقد:
لقد بالغ أصحاب الموقف الأول في دفاعهم عن المنطق الأرسطي ،ذلك أنه وبالرغم من الأهمية الكبيرة للمنطق الصوري الذي كان و لايزال الاساس الأول للكثير من العلوم إلا أنه يبقى ناقصا ذلك أنه إجتهاد بشري يعتريه النقص و لا يرقى إلى الكمال مهما كان فيه من مجال الإبداع، و غير كاف خصوصا مع التطور الكبير الذي مس شتى مجالات العلوم.
الموقف الثاني: خصوم المنطق الصوري:
يذهب أنصار الموقف الثاني إلى القول بأن التحصن بقواعد المنطق و التعرف على آلياته و صوره المختلفة لا تعني بالضرورة العصمة من الخطأ و توافق جميع العقول ومن بين هؤلاء نجد العديد من المفكرين و الفلاسفة من بينهم ابن صلاح الشهرزوري، ابن تيمية،ديكارت،غوبلو.
وهذا ما يذهب إليه المفكر الإسلامي إبن صلاح الشهرزوري الذي يقول " فأبو بكر و عمر و فلان وصلوا الى الغاية من اليقين و لم يكن أحد منهم يعرف المنطق" فحرم الاشتغال بالفلسفة و المنطق تعليما و تعلما حيث قال أيضا:" الفسفة شر، والمنطق مدخل الفلسفة، و مدخل الشر شر" وكان هناك قول شائع بين العرب و المسلمين "من تمنطق تزندق"، و الرأي نفسه عند شيخ الاسلام ابن تيمية الذي يرى بأن المنطق الصوري الأرسطي لا فائدة منه ولا قيمة ترجى من دراسته لأنه مجرد آلة عقيمة يقيد الفكر بقواعده الكثيرة المملة حيث يقول:"إنه منطق متعلق بتربة اليونان".
وهذا ما يذهب إليه بعض فلاسفة العصر الحديث بداية من الفيلسوف الفرنسي رونيه ديكارت الذي يرى المنطق الصوري منطق شكلي يدرس التفكير دون البحث في طبيعة الموضوعات التي ينصب عليها بحسب الواقع،ضف إلى ذلك أن قواعده ثابتة لا تقبل التطور مهما كانت المضامين و أنه منطق عقيم لا يصل إلى نتائج جديدة فهو مجرد تحصيل حاصل يقول ديكارت: إن اليقين الأرسطي يقين أجوف"، و الرأي نفسه عن الفيسلوف غوبلو الذي يرى أن المنطق الصوري منطق عقيم يعتمد على لغة الألفاظ التي تؤدي إلى المغالطات مثلا:
الهروب من المعركة جبن
الجبن من مشتقات الحليب
الهروب من مشتقات الحليب.
وعليه فالمنطق الصوري يصلح للمناقشة و الجدل ،لا معيار للحقيقة و اليقين و لا يساير و اقع الأحداث المتغيرة مثلا نجد في مجال الفيزياء عند التحدث عن طبيعة الضوء أو حركة الإلكترون نجد أن مباديء العقل "كمبدأ الهوية، مبدأ عدم التناقض، مبدأ الثالث المرفوع"أصبحت مباديء غير صالحة مما أدت الحاجة الى ابداع صور و اساليب منطقية جديدة تتناسب و ظروف العلم في العصر الحديث كالمنطق الرياضي، المنطق المتعدد القيم،المنطق الجدلي.
النقد:
لقد بالغ خصوم المنطق الصوري في نقدهم الكبير لمنطق أرسطو متناسين و متجاهلين الفضل الكبير لهذا الأخير في إرساء معالم علم جديد ساهم بقسط كبير في تطور العلوم و مناهج البحث العلمي، وعليه و رغم سلبيات المنطق إلا أن له فائدة كبيرة في إبعاد الفكر من الخطأ وتعليمه مبدأ الاستنتاج واستعمال الحدود بكيفية سليمة فلا يمكن أن ننكر هذا المجهود الفكري.
التركيب:
إن العقل الأنساني يملك القدرة على الانتقال من المعلوم الى المجهول و الناس في محادثتهم اليومية و في مناقشاتهم يسيرون على مقتضى المنطق فهو الاسلوب الذي يساعدنا على تصحيح تفكيرنا وهو أداة التفكير الصحيح لكنه ناقص و بحاجة الى الدراسات الحديثة.
وحسب رأيي الشخصي فإن المنطق الصوري ضروري في عملية التفكير و لا يمكن الإستغناء عنه لأننا وبمراعتنا لقواعده نعصم أنفسنا من الوقوع في الخطأ إلا أنه غير كاف خصوصا مع التطور الكبير الذي مس مجالات العلم الحديث و هذا ما أدى إلى ضرورة اللجوء إلى أنواع أخرى من المنطق حتى تسدد النقص و العيوب التي تكتسي المنطق الصوري.
الخاتمة:
في الأخير و من خلال ما سبق نستنتج أن المنطق الصوري هو أداة ضرورية لعملية التفكير و لايمكن الاستغناء عنه ،لكن هذا لا يعني بالضرورة وجود النقص فيه،لهذا فهو دائما بحاجة الى إبداعات منطقية جديدة كي تساير العصر و تساهم في تطور العلوم.
0 تصويتات
بواسطة (2.1مليون نقاط)
السؤال:ما الفرق بين المنطق الصوري و المنطق المادي ؟

الحل:مقارنة

مقدمة (طرح ااشكالية ):

يمتاز الانسان عن بقية الكائنات الحية بالعقل والتفكير الذي يطلق على مختلف النشاطات العقلية من تصور وذكاء وتخيل,هذا التفكير الانساني مقيد باليات تجعله يفكر تفكيرا سليما و منطقيا,فيجد الانسان نفسه امام نوعين من المنطق :المنطق الصوري(الارسطي)
والمنطق المادي (الرمزي)
فما هي اوجه الاختلاف بينهما؟ وماهي اوجه التشابه؟ وما طبيعة العلاقة بينهما؟
التحليلمحاولة حل الاشكالية):

مواطن الاختلاف:

قسم المنطق الى نوعين صوري و مادي الاول يهتم بالتصورات والمفاهيم والرموز اي بالفكر من حيث صورته,الثاني يتجه الى الاشياء ويهتم بالفكر من حيث مادته وعلى هذا الاساس يذهب الان الى التمييز بين ما يسميه العقل المكون والعقل المكون, الاول عقل داخلي يفرض نفسه( وهو ساكن يمثل مجموعة المبادئ الثابتة المشكلة للمعرفة)
والثاني عقل ديناميكي يتكون في اثناء نشاطه ليصبح قادرا على تشكيل ادواته( المبادئ)
بنفسه او تغييره او تكيف حسب ما يوجهه من معطيات حسية جديدة,وما دامت المعهرفة تاتي كلها من التجربة فليس هناك الا المبادئ البعدية التي تاتي عن طريق الاحساس ونجد ان المنطق الصوري يصلح للمناقشة والجدل مع عكس مما يوضحه المنطق المادي من مباحث علمية.

مواطن التشابه:

لم يعرف المنطق الصوري اتجاه مخافا لاتجاه المنطق المادي,فكلاهما من المنطق ويعبران عن شيء واحد وهو المنطق فهما يعصمان الذهن عن الوقوع في الاخطاء ويكسبان المعرفة الصحيحة بنوعيها فالعقل يصدق بمبادئهما فهما اتيان من سياق واحد ومعرفي متكون من العقل.

مواطن التداخل:

وعلى الرغم مما يوحي ظاهر ما بالتنافر الى ان هناك علاقة وطيدة بينهما تمنع من وجود اختلاف بينهما فالمنطق المادي لايمكنه الاستغناء عن المنطق الصوري لكونه مرتبط به في وحدات واسس المنطق.

الخاتمة(حل الاشكالية):

وفي الاخير ومن خلال ما تم تحليله نصل الى ان معرفة النظام الذي يحكم الفكر المنطقي تؤثر في توجيه العقل في اختيار الياته الفكرية وفي تحقيق الغاية التي ينشدها ويسعى الى تحقيقه وعلى الرغم من وجود اختلاف بين المنطق الصوري والمادي الا هناك دائما انشغالا وفائدة بينهما تسعى الى التداخل بينهصحيح

الاستدلال الصوري (الاستنتاج) والاستدلال الاستقرائي (الاستقراء)

مقالة مقارنة
قارن بين عناصر الأطروحة التالية : " بالاستدلال الصوري والاستقرائي يتوصل إلى معرفة الحقائق "

1 – طرح المشكلة : يسلك العقل الإنساني عمليات فكرية مختلفة في البحث عن المعرفة وفي طلب الحقيقة ومن بينها طريقة الاستدلال أهمها استخداما الاستدلال الصوري والاستدلال الاستقرائي.فأما الاستدلال الصوري (الاستنتاج) فيعتبر من أشيع صور الاستدلال وأكملها إنه في عرف المناطقة القدماء ينطلق من المبدأ إلى النتائج أو هو البرهان على " القضايا الجزئية بواسطة القضايا الكلية العامة ، باستخلاص الحقيقة الجزئية من الحقيقة الكلية العامة " ويدخل في هذا التعريف شكلا الاستنتاج الصوري أو الاستنتاج التحليلي والاستنتاج أو الرياضي ، أما الاستدلال الاستقرائي كما عرفه القدماء ، منهم أرسطو : " إقامة قضية عامة ليس عن طريق الاستنباط ، وإنما بالالتجاء إلى الأمثلة الجزئية التي يمكن فيها صدق تلك القضية العامة ..." أما المحدثون فقد عرفوه " استنتاج قضية كلية من أكثر من قضيتين ، وبعبارة أخرى هو استخلاص القواعد العامة من الأحكام الجزئية ". فإذا كان العقل في بحثه يعتمد على هذين الاستدلالين فما علاقة كل منهما بالآخر في مساندة العقل على بلوغ الحقيقة ؟
2 – محاولة حل المشكلة :
كل من الاستدلال الصوري والاستقرائي منهجان عقليان يهدفان إلى بلوغ الحقيقة والوقوف على النتيجة بعد حركة فكرية هادفة ، كما أنهما نوعان من الاستدلال ينتقلا سويا من مقدمات وصولا إلى نتائج ، كما أن العقل في بنائه للقوانين العامة أو في استنباطه لما يترتب عنها من نتائج يتبع أساليب محددة في التفكير ويستند إلى مبادئ العقل .
ولكن هل وجود نقاط تشابه بينهما يمنع وجود اختلاف بينهما.
من خلال الوقوف على حقيقة كل من الاستدلال الصوري والاستدلال الاستقرائي سنجد أهم فرق بينهما في كون أن الاستدلال الاستقرائي ينطلق من أحكام كلية باتجاه أحكام جزئية ويتدرج نحو قوانينها العامة ، أما الاستدلال الصوري فينطلق من أحكام كلية باتجاه أحكام جزئية . فعملية الاستقراء تقوم على استنباط القوانين من استنطاق الوقائع ، أما عملية الاستنتاج فتقوم على انتقال الفكر من المبادئ إلى نتائجها بصورة عقلية بحتة . وقد بين ذلك برتراند راسل في قوله " يعرف الاستقراء بأنه سلوك فكري يسير من الخاص إلى العام ، في حين أن الاستنتاج هو السلوك الفكري العكسي الذي يذهب من العام إلى الخاص " هذا بالإضافة إلى كون نتائج الاستدلال الاستقرائي تستمد يقينها من الرجوع إلى التجربة أي تتطلب العودة إلى المدرك الحسي من أجل التحقق ، بينما نتائج الاستنتاج تستمد يقينها من علاقاتها بالمقدمات أي تفترض عدم التناقض بين النتائج والمقدمات .بالإضافة إلى ذلك نجد أن النتيجة في الاستدلال الصوري متضمنة منطقيا في المقدمات ، وأننا قد نصل إلى نتيجة كاذبة على الرغم من صدق المقدمات ، نجد على العكس من ذلك أن الاستدلال الاستقرائي يستهدف إلى الكشف عما هو جديد ، لأنه ليس مجرد تلخيص للملاحظات السابقة فقط ، بل إنه يمنحنا القدرة على التنبؤ.
لكن هل وجود نقاط الاختلاف هذه تمنع من وجود نقاط تداخل بينهما ؟
إن عملية الفصل بين الاستدلال الصوري والاستدلال الاستقرائي تبدو صعبة خاصة في الممارسة العملية ، فبالرغم من أننا ننساق عادة مع النظرة التي تميز بينهما باعتبارهما أسلوبين من الاستدلال .إلا أن هناك نظرة تبسيطية مثل الفيلسوف كارل بوبر الذي يرى إن العمل الاستقرائي العلمي يحتاج إلى استنباط منطقي ، يمكن من البحث عن الصورة المنطقية للنظرية ، ومقارنة نتائجها بالاتساق الداخلي وبغيرها من النظريات الأخرى .يقول بترا ند راسل: " إذا كان تفكير المجرب يتصرف عادة منطلقا من ملاحظة خاصة ، ليصعد شيئا فشيئا نحو مبادئ وقوانين عامة ، فهو يتصرف كذلك حتما منطلقا من نفس تلك القوانين العامة ، أو المبادئ ليتوجه نحو أحداث خاصة يستنتجها منطقيا من تلك المبادئ " وهذا يثبت التداخل الكبير بينهما باعتبار أن المقدمات هي في الأغلب أحكام استقرائية ويتجلى دور الاستدلال الصوري في عملية الاستدلال الاستقرائي في مرحلة وضع الفروض فبالاستدلال الصوري يكمل الاستدلال الاستقرائي في المراحل المتقدمة من عملية بناء المعرفة العلمية .
3 –حل المشكلة : إن العلاقة بين الاستدلال الصوري والاستقرائي هي علاقة تكامل إذ لا يمكن الفصل بينهما أو عزلهما عن بعضهما فالذهن ينتقل من الاستدلال الاستقرائي إلى الاستدلال الصوري و يرتد من الاستدلال الصوري إلى الاستدلال الاستقرائي بحثا عن المعرفة ويقو ل الدكتور محمود قاسم : " وهكذا يتبين لنا أن التفرقة بين هذين الأسلوبين من التفكير مصطنعة "ويقول بترا ند راسل " ويصعب كذلك الفصل بين الاستنتاج والاستقراء" و بناء على هذا فالفكر الاستدلالي يستند في طلبه للمعرفة إلى هذين الطريقين المتكاملين وبدونهما يتعذر بناء استدلال صحيح
0 تصويتات
بواسطة (2.1مليون نقاط)
مقالة حول قيمة المنطق الصوري
             نص السؤال:هل يمكن للمنطق الصوري أن يكون منهجا للحقيقة واليقين؟
مقدمة : طرح مشكلة :  إن من طبيعة العقل البشري، تماسكه و احترازه من الوقوع في التناقض مع ذاته، لذلك فقد مارس الإنسان التفكير منذ وجوده، فكان له في كل زمان و مكان نسق معرفي استعمله لحل المشاكل المطروحة على فكره. ولقد كان نمط التفكير الأثيني في القرن الخامس قبل الميلاد مرتبطا بالمناخ الاجتماعي في ذلك الوقت ، فظهر الحوار و الحوار المضاد أو ما يسمى بالجدل. وهذا ما مهد لظهور المنهاج العقلي المنطقي عند "بارمنيدس" و كذا  "زينون الإيلي" ، ومن بعدهم السفسطائي "بروتاغوراس" الذي انتهج منهج التمويه والمغالطة بعكس جدل "سقراط" الباحث عن الحقيقة لذاتها .غير أن ذلك الجدل المنطقي الذي عرفته اليونان لم يكن بالشكل الذي يجعل منه علما حقيقيا ، أو طريقة منهجية في التفكير . ولم يكن كذلك إلا حين ارتبط بالمعلم الأول "أرسطو" الذي يعد – حسب "ويل ديورانت" – أول من وضع المنطق كعلم جديد ووضع له مجموع قواعده و مبادئه وقوانينه . وقد كان التماسك المنهجي الذي طبع منطق "أرسطو" عاملا في خضوع العقول له لقرون طويلة من الزمن ، معتقدة أنه أداة كل العلوم ، غير أن الزمن المعرفي المتغير أجبر العديد من المفكرين المحدثين و المعاصرين على الوقوف موقفا مضادا لذلك ، فحاولوا أن ينزعوا عن المنطق الأرسطي ما كان يتمتع به من مصداقية علمية. ومن هنا أصبح من المشروع أن نطرح المشكلة التالية : هل بقي للمنطق الأرسطي ما يبرر مشروعيته بعد ما تعرض له من انتقادات المفكرين والعلماء ؟
محاولة حل المشكلة :
الموقف الأول: (أنصار المنطق الصوري). يعتقد "أرسطو" وأتباعه من الفلاسفة اليونان وحتى المسيحيين والمسلمين، أن أكمل ما أنتجه العقل البشري هو المنطق الصوري الذي يعد تطابقا للفكر مع ذاته، وهو منهج _ بقواعده و مبادئه _ يشكل آلةً للعلوم، قادرةً على حماية الفكر البشري من التناقض. فأرسطو سمى منطقه بالتحليلات، وأراده بالدرجة الأولى أن يكون منهجًا علميًّا قادرا على إثبات إمكانية قيام علم برهاني لتحصيل معرفة يقينية، وفي هذا يقول:«المنطق آلة العلم و موضوعه الحقيقي»، أما شُرَّاحه فسموه بالمنطق واعتبروه مدخلا للحكمة ، وكذلك بالآلة التي تستدعي إليها الناظر.إن العقل البشري حسب "أرسطو" معرض بطبيعته للخطأ و السهو والنسيان، ولا بد له من قواعد تجنبه كل ذلك، حتى لا يبقى في حالة من الفوضى و عدم النظام، ولن يتم هذا إلا بالاستناد إلى مبادئ العقل الأرسطية . إذ أن العقل بحاجة إلى تدريب على استخدام قوانين العقل السليم بالالتجاء إلى بديهيات و مسلمات ، تكون كقاعدة مرجعية للإنطلاق ، لذلك قدم "أرسطو" منطقه كوسيلة لفحص و تصحيح الفكر .
ولقد وضع "أرسطو" عدة مبادئ عامة للعقل و أكد على أنها ضرورية لكي يكون التفكير سليما، وحاول اختصارها في مبادئ:( الهوية وعدم التناقض و الثالث المرفوع والسببية)، وهي مبادئ متناسقة فيما بينها، تعزز البناء العقلي المنطقي و تكون شرطا للحوار و التوافق بين العقول . لذلك راح "ليبنيتز" يقول: « مبادئ العقل هي روح الاستدلال وعصبه».ومادام أن جميع العلوم العقلية والمادية تحتاج إلى ضبط تصوراتها ومفاهيمها، على أساس أن الكثير من المسائل أصبحت موردا للمنازعات بسبب الإجمال في مفاهيم الألفاظ و عدم وضوحها، فقد قدم لنا "أرسطو" قواعد التعريف لضبط المصطلحات العلمية بفاعلية ووضوح و موضوعية، وبالتالي الإحاطة بماهيات الأشياء ، لبناء تعريفات جامعة مانعة . و من أجل تدعيم مبحث التعريف المنطقي، فقد دعم المفكر اليوناني "فورفوريوس" في القرن الثاني بعد الميلاد، رسائل أرسطو المنطقية الثمانية برسالة تاسعة ، سميت "إيساغوخي"، و جعلها مقدمة أو مدخلا للمنطق الأرسطي ، اشتملت على شرح للكليات الخمس الخاصة بالتعريف .أما مبحث الاستدلالات فهو يضمن اليقين المطلق للأحكام المنطقية، مادام أنها تستمد ذلك اليقين من انطباق النتائج مع المقدمات، فهي قضايا تحليلية توضح أن ما يسري على الكل يسري على أجزائه بشكل مطلق و غير خاضع لنسبية الزمان و المكان. وهذا الصدق هو الذي جعل من المنطق الأرسطي آلة فعالة في كشف أساليب المغالطة والتمويه السفسطائية . لأن السفسطائيين برعوا في المهاترة والخداع على حساب التفكير و الحجة الواضحة، وما ظهر المنطق إلا للرد عليهم ، يقول "أ.ألوس" في كتابه "المنطق":«إن الحاجة إلى المنطق جاءت عند الإغريق القدماء من الحركة السفسطائية » .في سياق آخر فقد تميزت الفلسفة الإسلامية بخاصية أساسية تمثلت في كونها توفيقية بين العقل و النقل ، ومن هنا فقد كان وجه الدفاع عن المنطق الأرسطي في فكر "أبو حامد الغزالي" أنه سعى لإزالة التعارض الذي أقامه الفقهاء بين المنطق الأرسطي و الشريعة الإسلامية فراح يستعمل الأمثلة الفقهية على مختلف مكونات المنطق، ويبين الموازين العقلية في النص القرآني ، فكان كتابه "معيار العلم" أهم كتبه المنطقية ، الذي بين من خلاله أن المنطق الأرسطي آلةٌ تخدم جميع العلوم كعلم الحساب المرتبط بعلم الفرائض ، و التصوف المؤسس لعلم الأخلاق ، وتتداخل مع جميع العلوم كالهندسة والجبر والفيزياء وغيرها . ويؤكد "الغزالي" نظرته هذه بقوله:«من لا معرفة له بالمنطق، لا يوثق بعلمه» وكذلك:«من لا يحيط بالمنطق فلا ثقة بعلومه أصلا ».أما فيلسوف قرطبة "ابن رشد" فقد تكلف بمهمة شرح كتب "أرسطو" بما فيها الكتب المنطقية وخاصة "التحليلات الأولى" و"التحليلات الثانية"، وآمن في كتابه "فصل المقال وتقرير ما بين الحكمة و الشريعة من اتصال" أن الشريعة حق وأن النظر العقلي البرهاني حق ، والحق لا يضاد الحق  بل يشهد له ويوافقه . لكن هل استطاع "أرسطو" و أتباعه أن يضمنوا للمنطق الصوري مقعده كنموذج أعلى للمصداقية العلمية وكمنهج لكل العلوم.
القد والمناقشة: لا يجوز لنا بأي حال من الأحوال أن ننكر ما للمنطق الأرسطي من فضل في تقدم الفكر البشري، ولكن اعترافنا بهذا لن يمنعنا من التعرض لأهم الانتقادات التي اعترضته. إذ كيف للمنطق الأرسطي أن يكون آلة للعلوم رغم أنه شكلي، يدرس صور التفكير دون البحث عن طبيعة الموضوعات التي ينصب عليها بحسب الواقع ، أي أنه لم يحاول البحث عن المصدر المادي للأفكار بقدر ما كرس بحوثه لعلاقة الأفكار ببعضها.كما أن جملة الانتقادات التي تعرض لها المنطق الصوري تدخل في إطار أن مذهب القياس الأرسطي ينبني أساسا على المقدمة الكبرى التي تمثل مسلمات مستمدة من التجربة اليومية الساذجة والموروث الاجتماعي المألوف، أي لا تستند إلى أي مرجعية علمية. لذلك راح المفكر "علي الوردي" يقول :«...وإذا علمنا أن المقدمة تستند على البديهيات المألوفة، اتضحت لنا تفاهة هذا القياس برمته ».إن المنطق الأرسطي من جانب آخر زعم أنه مطلق ويصل إلى حقائق ثابتة، تمثل النظرية النهائية . غير أن الواقع العلمي يبين غير ذلك، فجميع الآراء الطبيعية عند "أرسطو" تجاوزها الزمن وأصبحت في متحف التاريخ المعرفي. ألم يوصله منطقه إلى أن المادة لا تفنى، وأن الأرض هي مركز الكون، وأنها ثابتة و النجوم والكواكب تدور حولها؟. كلُّ هذه المعارف لم تعد مجدية في شيء في العصر الحاضر، فكيف سقط "أرسطو" في هذا التناقض إذا كان منطقه هو آلة العلم الطبيعي ؟
الموقف الثاني: بقدر ما كان للمنطق الأرسطي أنصار، دافعوا عنه لمدة طويلة من الزمن، فقد كان له خصوم، اكتشفوا نقصه و حاولوا سدَّه من خلال مبادئ منطقية جديدة تتماشى مع متطلبات الواقع العلمي المتغير. فاتجهت اهتمامات المناطقة و الرياضيين و العلماء إلى أساليب جديدة تتجاوز اللفظ إلى الرمز، والمجرد إلى المحسوس، و الثابت إلى المتغير ، وكذا القيم المحدودة إلى المتعددة .لقد حافظ المنطق الصوري على صورته الأرسطية ، ولم يحقق الاختلاف والظهور بصورة جديدة إلا في منتصف القرن التاسع عشر، حين تحرر من الخاصية الطوطولوجية العقيمة، المنحصرة في تحصيل ما حَصل ومعرفة ما عُرف، وأخذ يتصف بطابع الجدة و الابتكار، و ذلك من خلال البرهنة على قضايا جزئية، ليست متضمنة في المقدمات المُسلَّم بصحتها سابقا، بل تُبنى من أساسها ضمن الاستدلال   و بالاستناد إلى معارف أولية قبلية ، عُرفت بها الرياضيات الإقليدية و هي البديهيات و المسلمات و التعريفات. كل هذا يُختزل في المنطق الرمزي الذي سمَّاه "إتالسون" باللوجستيكا، و "بول" بجبر المنطق، و "بيانو" بالمنطق الرياضي.   
و من الميزات الشائعة للمنطق الرمزي، استعماله لنظام ثابت من الرموز الجبرية، التي من شأنها أن تجنبنا الوقوع في المغالطات والأغلوطات الناجمة عن اللغة العادية، والتي كانت مجال اشتغال المنطق الأرسطي. لذلك راح "مويي" يقول:«إن اللغة غير دقيقة. فالكثير من ألفاظها مبهم»، فقرر أن العلم يحتاج إلى «لغة الرياضيات التي مكن بناؤها....من التخلص من المبهمات». كما أن  المنطق الرمزي حدد لنفسه مجموعة من القواعد التي يستند إليها كي يستنتج أحكامه، وسماها باللوجستيك . ونجد في الفكر الغربي الحديث ممثل فلسفة الديالكتيك "فيلهالم فردريك هيجل" واضع المنطق الجدلي كمنهج عقلي للتفكير. إذ لا يوافق "هيجل" على المنطق الأرسطي، معتبرا إياه سكونيََّا و جامدا ما دام يقوم على مبدأ الهوية الثابت الذي يكون سبب سطحيته وعقمه، فهو عاجز عن تفسير ما يحدث في الواقع المتغير باستمرار والخاضع لصيرورة لا تعرف التوقف ولا السكون ولو لثانية واحدة، بفعل تصارع الأضداد والنقائض بداخله وفي علاقاته الحركية الجدلية مع محيطه. والمنطق الأرسطي عاجز عن تفسير ذاك التغير، ما دفع لظهور منطق الديالكتيك ومبدأ التناقض الذين يثبتان الصراع بين الهوية ونقيضها، أو بين الموضوع وما يقابله ثم التركيب بينهما كي تتكرر العملية إلى اللانهاية.إن تطور علم الفيزياء دفع لظهور مبدأ اللاحتمية الذي يفترض أن هناك ظواهر تنفلت من النظام الكوني، ولا تستند إلى السببية بمعنييها الأرسطي أو التجريبي الحديث. وقد ارتبط مبدأ اللاحتمية بالميكروفيزياء مع "هيزنبرغ" و "ماكس بلانك" وغيرهم، في الوقت الذي وجد فيه المنطق الأرسطي الثنائي القيمة حرجا في استيعاب الظواهر الميكروفيزيائية الدقيقة، مما دفع العديد من المناطقة المعاصرين أمثال "هانز رايشنباخ" للحديث عن منطق تتعدد فيه القيم . فبدلا من تحديد الحكم على القضايا بأنها إما صادقة و إما كاذبة، وجب توسيع معيار الحكم وإدخال قيمة توسطية هي "اللاتحديد" و التي تفيد المعنى "قد تكون صادقة و قد تكون كاذبة".  كل الاتجاهات السابقة جاءت مناهضة للمنطق الصوري ومدافعة عن مبادئ منطقية جديدة، مما جعل الكثير من المفكرين و العلماء يعتقدون بوجوب وضع المبادئ الأرسطية ضمن متحف التاريخ المعرفي أي الحديث عنها كمعرفة تجاوزها الزمن. لكن هل أفلحوا في ذلك.  
النقد والمناقشة:إن رفض المنطق الأرسطي من الناحية الصورية يبدو أمرا مبالغا فيه، مادام أن الرياضيات التي تعد لغة دقيقة لجميع العلوم هي أكثر صورية منه. ثم إن العديد من المبادئ المنطقية الجديدة ترتد في أصلها إلى المنطق الأرسطي، ألم يتشكل المنطق الرمزي يوم فكر المناطقة و الرياضيون في المزاوجة بين العلم الرياضي و المنطق الصوري؟!!.من جهة أخرى ألا يجب اعتبار الاختلاف بين المبادئ الأرسطية و باقي المبادئ المنطقية الحديثة والمعاصرة، اختلاف تعدد لا اختلاف تضاد، أي لا يمكن أن يكون وجود إحداها ضرورة منطقية لإلغاء أخرى بل على العكس من ذلك، فلكل منها مجالها و اختصاصها و مبررات وجودها.  
التركيب : بالنظر لما سبق يمكن القول أن الاعتقاد بأن المنطق الصوري الأرسطي أصبح كلاسيكيا و باليا، لا يمكن الأخذ به بشكله المطلق و النهائي، مادام أنه يقدم لنا طريقة منطقية في الاستدلال و كذا تقويم الكلام عن طريق ضبط الحدود، و من جهة أخرى فالعلوم الحديثة مهما تنافت مع المنطق الصوري إلا أنها تبقى مع ذلك محافظة على مبادئه كالهوية و عدم التناقض، بل إن رفضه يعني رفضا العقل و تهديما للأسس التي يقوم عليها.إن قيمة المنطق الصوري تظهر كذلك من خلال انطباق العديد من نتائجه مع نتائج المنطق المادي، وذلك من خلال النسق المنطقي الذي يترجم انطباقه مع نفسه و مع الواقع في نفس الوقت، فالاستقراء التجريبي يصل إلى نتائج عملية لكنها تحتاج إلى استنباط منطقي، يمكَّن من البحث عن الصورة المنطقية للنظرية ومقارنة نتائجها بالاتساق الداخلي وبغيرها من النظريات الأخرى. كما أنه يمكن الاعتقاد أن البحث العلمي يبدأ من تعميمات تجريبية سابقة أو قوانين مسلم بها، ثم يستنتج الباحث من هذه التعميمات نتائج جزئية بواسطة القواعد الأرسطية المعروفة.
الخاتمة : في الأخير يمكن القول أن كل منهج أو دراسة وضعية، مهما كان انسجامها إلا أنها تبقى في جانب من جوانبها تعاني نقصا ما، وهذا ما يحيلنا على التفكير في نسبية المعرفة البشرية في مقابل العلم الإلهي. ومن هنا فالمنطق الأرسطي الممثل في نظرية القياس قد لاقى من التحليلات و الانتقادات و الاعتراضات ما كان كافيا ليجعل العديد من مبادئه قد تجاوزها الزمن العلمي، غير أن ذلك لن يمنعنا من القول أنه على جانب كبير من الفائدة العملية مادام أننا نستعمله تلقائيا في حياتنا العامة و بشكل لا شعوري، فجميع جوانب حياتنا العلمية والعامية و العاطفية تشتمل على التفكير المنطقي الذي بدونه يفقد الخطاب الحقيقي انسجامه .إن المهم ليس معرفة النظام الذي يحكم الفكر المنطقي بقدر ما هو طريقة توظيفه في نصرة مذهب دون آخر، لذلك يجب أن تكون الغاية المنشودة سليمة قبل أن نوظف المنطق في الدفاع عنها.
0 تصويتات
بواسطة
درس انطباق الفكر مع نفسه الدرس رقم3

مقدمة : طرح المشكل

يعتقد القدماء أن الأرض مركز الكون . وقد استنتجوا ذلك من اعتقادهم أن الإنسان أفضل المخلوقات ، وان أفضل المخلوقات لابد أن يستوطن أفضل الكواكب ، وأفضل الكواكب هي التي تحتل المركز ، ومنه الأرض وهي موطن الإنسان، هي مركز الكون. ماهو تعليقك على هذا الاستنتاج ؟

التعليق

يبدوا للوهلة سلامة البناء المنطقي للحكم السابق ، لكن مقارنته بالاكتشافات الحديثة ، تجعله غير قابل حتى للنقاش فهو ابعد ما يكون عن الحقيقة ، لأن القدماء اعتمدوا في تفسيرهم للظواهر ، على العقل والتسلسل المنطقي للأفكار وان كان يستخدم في الرياضيات والمنطق ـ كما سبقت الإشارة إليه ـ فإن الاعتماد على المنطق في العلوم التجريبية ، يكون قد ساهم في تأخر هذه الأخيرة ، فكان من الضروري تغيير المنهج القائم على المنطق الصوري ، إلى منهج يقوم على البحث في الوقائع وتتبعها ، وبعدها يتم إصدار الحكم ، هذا المنهج يعرف بالاستقراء ، فما هو الاستقراء ؟  

 ـ الاستقراء

الاستقراءInduction

الاستقراء في اللغة هو التتبع ، وفي الاصطلاح هو عملية ذهنية يتتبع خلالها الفكر أحوال أفراد النوع الواحد بحيث إذا كان حكمه على كل فرد مماثلا لحكمه على سائرها ، اصدر حكما عاما يشمل النوع كله، فهو انتقال الفكر من أحكام جزئية إلى أحكام أو حكم كلي وعام . وقد عرفه الخوارزمي بقوله : " الاستقراء هو تعرف الشيء الكلي بجميع أشخاصه " وعرفه الغزالي : " هو أن تتصفح جزئيات كثيرة داخلة تحت معنى كلي حتى إذا وجدت حكما في تلك الجزئيات حكمت على ذلك الكلي به " وهو نوعان يشير إليهما ابن تيمية بقوله " هو الاستدلال بالجزئي على الكلي والاستقراء يكون يقينيا إذا كان الاستقراء تاما لأنه حينئذ نكون قد حكمنا على القدر المشترك بما وجدناه في جميع الأفراد وإلا فهو ناقص ".

أنواع الاستقراء

1 ـ الاستقراء التام : يشمل كل الظواهر والأفراد الذين هم قيد الدراسة فنحكم على الكلي بما حكمنا به علي الجزئي .

2 ـ الاستقراء الناقص : لا يشمل جميع الظواهر والأفراد والذين هم قيد الدراسة بل يخص بعضها والفكر يحكم من خلال البعض على الكل وجميع العلوم التجريبية تقوم عليه . وفي كلا النوعين يكون الباحث في حاجة للمنهج التجريبي ، ويتكون من ثلاثة خطوات وهي الملاحظة والفرضية ، والتجربة ـ المنهج التجريبي وخطواته ، يفصل في مشكلة العلوم التجريبية ـ والتجربة تأتي للتحقق من الفرضية عن طريق إعادة التجارب مرات عديدة ، وفي ظروف معينة ، لكن جون ستوارت مل حاول أن يحد من عدد التجارب التي تهدف للتحقق من الفرض عن طريق ما يعرف بقواعد الاستقراء .

التحقق من الفروض عند "مل"

وضع جون ستوارت مل ، قواعد للتحقق من الفروض ، وهي :

1 ـ طريقة الاتفاق أو التلازم في الوقوع :

مفادها انه إذا اشتركت حالتان أو أكثر للظاهرة المراد بحثها في عامل واحد كان هذا العامل الذي يثبت في جميع الحالات هو سبب الظاهرة وأساس ذلك تلازم العلة والمعلول في الوقوع ويتطلب تطبيق هذه الطريقة جمع اكبر عدد من حالات الظاهرة مع تنوع هذه الحالات فبتحليل العناصر يتبين أن السابق الثابت هو علة اللاحق الثابت ويمكن أن يرمز إلى ذلك على الوجه التالي :

أ ، ب ، ج س ، ط ، ل "حالة للظاهرة "

أ ، د ، هـ س ، ط ، ل " حالة أخرى لنفس الظاهرة

اتفقت الحالة الأولى مع الحالة الثانية في أ و س

فهنا يتبين أن الثابت السابق أ هو العلة واللاحق س هو المعلول ومثل "مل" على هذه الطريقة ، بان التركيب البلوري لأجسام مختلفة ينجم عن مرور الجسم من حالة السيولة إلى حالة التجمد دائما .

2 ـ طريقة الاختلاف أو التلازم في الاختلاف :

إذا كان هناك عاملان في ظاهرة معينة يتلازمان في الوقوع ، فإذا حدث أن غاب العامل الأول ولوحظ غياب العامل الثاني الملازم له لاستخلصنا من هذا أن الأول علة الثاني .

أ ، ب ، ج س ، ص ، ع " حالة للظاهرة "

ب ، ج ، ص ، ع " حالة أخرى لنفس الظاهرة "

نلاحظ انه ترتب على غياب أ غياب س وعلى ذلك أ هو علة س ومن أمثلة ذلك العلاقة بين الأكسجين والتنفس فغياب الأول يؤدي إلى الاختناق .

3 ـ الجمع بين الاتفاق والاختلاف :

إذا كانت لدينا حالتان تحدث فيهما الظاهرة ولوحظ أن هاتين الحالتين تختلفان في كل شيء ماعدا عاملا واحدا وإذا كانت لدينا حالتان أخريان لا تحدث فيهما تلك الظاهرة ولوحظ أنهما يتفقان في أمر واحد فقط هو غياب ذلك العامل فنستنتج أن ذلك العامل الموجود في الحالتين الأوليين والغائب في الحالتين الأخيرتين هو علة الظاهرة وملخص ذلك إذا حظرت العلة حضر المعلول وإذا غابت العلة غاب المعلول .

4 ـ التغير النسبي :

وهي طريقة التلازم في التغير ويقصد بها أن أي تغير يحدث للعلة يستتبع التغير في المعلول ، وهذه الطريقة لا تستلزم إيجاد العلاقة بين ظاهرتين وإنما تستهدف فقط تحديد العلاقة بينهما تحديدا كميا ، ومن أمثلة ذلك التلازم العكسي بين حجم الغاز والضغط الواقع عليه ، وهو احد القوانين المشهورة التي اكتشفها بويل .

5 ـ طريقة البواقي :

إذا كانت لدينا ظاهرة تشمل مجموعة من العناصر تبين بالطرق السابقة ، العلاقة العلية بين بعضها والبعض الأخر ، فان ما بقي منها يرتبط ارتباط علة بمعلول ، فإذا كانت أ ، ب ، ج علل د ، هـ ، و. وأثبتنا أن أ علة د ، و أن ب علة هـ ، فان ج الباقية هي علة و . وقد أورد "مل" المثال التالي : إذا علقنا إبرة ممغنطة بخيط من حرير ، ثم حركناها فوق وعاء من نحاس ، لشاهدنا أن رجوعها إلى السكون أسرع ، وليس أمامنا إلا عاملان يمكن اعتبارهما علة لهذه الظاهرة ، وهما مقاومة الهواء ومقاومة الخيط ، فإذا أسقطنا تأثير هذين العاملين لم يعد لدينا إلا سبب واحد ، وهو وعاء النحاس ، فهو المعيق لحركة الإبرة ـ نقلا عن كتاب أسس المنطق والمنهج العلمي لـ : محمد فتحي الشنيطي .

  ـ الاستقراء والأحكام المسبقة

من المفروض منهجياً عند اعتماد المنهج التجريبي ، أن يتجنب الباحث أي سوابق أحكامٍ ، ولكن الباحث في واقع ممارسته للبحث ينطلق وهو مؤمن مسبقاً بمبادئ كلية مجردة غير مثبتة علمياً مثل : الحتمية ، السببية ، و أطراد الحوادث ، فكيف السبيل إلى حلِّ هذا التعارض ؟

ضرورة استبعاد الأحكام المسبقة من البحث العلمي :

الأحكام السابقة préjugés هي الآراء التي يكونها العقل ، بالاعتماد على الموروث الثقافي، دون عرضها على التجربة للتأكد من صدقها ، وقد تصدى لها فرنسيس بيكون ، ووصفها بالأوهام، التي يجب الحذر منها .

ضرورة التسليم بأحكام مسبقة تتقدم التجربة :

إن البحث العلمي لا يمكن أن يصل إلى غايته ، إذا استبعد الباحث هذه المبادئ :

1 ـ مبدأ السببية العلمية  

السبب هو ما يحدث شيئا آخر ، والسببية هي العلاقة القائمة بين السبب والمسبب ، مادام لكل شيء سبب . وجاءت كنتيجة لاقتران بعض الظواهر بظواهر أخرى متتابعة ، فتكون الأولى علة الثانية . وكانت السببية عند القدماء ينظر إليها بوصفها قانون يفسر الظاهرة ، وتقوم السببية على فكرة التتابع الزمني .  

ولكن في العصر الحديث بدا التخلي عن السببية بوصفها مبدأ فلسفي ميتافزيقي يهتم بالبحث في الأسباب القريبة والبعيدة . ومن الرافضين لمبدأ السببية "دفيد هيوم " الذي قال :" عندما نقول أن شيئا مقترن بشيء آخر ، فإننا نريد فقط أن نقول أن هذين الشيئين قد اقترنا في ذهننا ، وأنهما يولدان هذا الاستنباط الذي يجعل كل واحد منهما دليلا على وجود الآخر " فأنكرها وردها إلى التعود كما رفضها " اوجست كونت " واعتبرها مبدأ فلسفي .

2 ـ مبدأ اطراد الظواهر  

الظواهر الطبيعية تحكمها قوانين دقيقة تجعل عناصرها تتحرك بشكل أطرادي ، أي كل حركة تؤدي إلى حركة وهكذا . واطراد الظواهر يعني أن الكون منظم لا فوضى فيه .

 3 ـ مبدأ الحتمية

إذا تكررت نفس الشروط ، فإن الظواهر نفسها ، ستحدث من جديد . وهذا هو مبدأ الحتمية الذي اخذ مكان السببية ، ومبدأ الحتمية حسب غوبلو هو انه " إذا اعتبرنا أن العالم متسق ، تجري حوادثه على نظام دائم ، وان نظام العالم كلي عام ، لا يشد عما هو عليه" بمعنى أن العالم يحكمه النظام ، وظواهره مضطردة . ويعتبر كلود برنار أن الحتمية أساس التفكير العلمي يقول:" إن مبدأ الحتمية مبدأ عام يشمل العلوم الطبيعية كلها ، لأنه ضروري لعلوم الأحياء كما هو ضروري لعلم الفيزياء والكيمياء " ويقول أيضا : " في العلم مسلمة ضمنية لجميع القوانين العلمية، وهي أن ثمة حتمية تقتضي أن تأتي الظواهر في المستقبل على نفس النسق الذي جاءت عليه في الماضي والحاضر " ويضيف : " لا يمكن أن يخطر بذهنه ـ ذهن الباحث ـ فكرة إنكار مبدأ الحتمية المطلق للظواهر، لان الشعور بهذا المبدأ هو الصفة المميزة التي يتميز بها العلم الجدير بهذا الاسم على وجه التحقيق ." ويقول: " إن عالما لا تسوده الحتمية هو عالم موصد في وجه العلماء ، العلم بطبيعته حتمي " كما أن الإيمان بالحتمية لا يترك مجالا للصدفة أو الاحتمال يقول " لابلاص " (1719 ـ 1827 ) :" يجب علينا أن نعتبر الحالة الراهنة للكون نتيجة لحالته السابقة ، وسببا في حالته التي تأتي بعد ذلك مباشرة " ويرى انه بالإمكان أن يصبح المستقبل والحاضر ماثلا أمامنا إذا توفرنا على شروط ذلك من ذكاء ومعرفة لحقائق الأمور " .

   ـ الاستقراء والحقيقة

الاستقراء منهج للوصول إلى الحقيقة ، لكن من يضمن وصوله لذلك ؟

الوصول إلى الحقيقة بضمانة من عقلنة الظواهر

الفرضية والقانون العلمي مؤشر على العقلنة، إن الفرض هو تكهنات أو مشروع حل لمسألة علمية مطروحة ، ويجب أن يتوفر على شروط صارمة ، أبرزها أن يكون معقولا ، وقابلا للتأكد من صحته . لكن قبل ذلك الفرض هو عبارة عن تصورات في العقل ، وهذا يعني أن الاستقراء ، لا يهمل دور العقل. و نفس الشيء عند صياغة القانون العلمي ، وهو في حقيقته ، محصلة نتائج البحث المعتمد على المنهج التجريبي ، ويصاغ صياغة رياضية ، ويكون معبرا عن رابطة ونسبة بين الظواهر . وهذه النسبة في الحقيقة تكون على مستوى العقل. أي أن الوصول إلى الحقيقة في هذا الإطار ، يمر عبر استخدام العقل ، في فهم وتفسير الظواهر الطبيعية .

الوصول إلى الحقيقة بضمانة من انتظام الظواهر

التعميم والتنبؤ مؤشر على انتظام الظواهر ، فالتعميم عملية عقلية ، من خلالها نعمم القوانين العلمية على باقي الظواهر المتجانسة والمتشابهة ، والتي توصلنا لها عن طريق التصنيف والتقسيم واستخلاص العلاقات الثابتة والعامة، والتعميم يسمح بالتنبؤ وهو غاية العلوم ، يقول عبد الرحمن بدوي : " فلسنا في حاجة إلى دراسة كل الظواهر في هذا المكان ، بل يكفي أن نقوم بالتجربة على مجموعة من الظواهر في هذا المكان، لكي نعمم الحكم فنجعله صالحا في أي مكان أخر "

و التنبؤ هو أن تفسير الوقائع الجديدة ، والتي لم تحدث بعد ، سيتماشى مع ذلك النمط العام من المعرفة الذي اكتسبناه ، وثبت لنا صوابه . فالتنبؤ معرفة مطابقة تمام المطابقة للتفسير الذي لدينا ، والفرق بين التنبؤ والتفسير، أن التفسير يحيلنا إلى حقيقة تأكدنا من قبل من صحتها ، بينما التنبؤ ينصب على معرفة قضية تحدث في المستقبل . والتنبؤ له شروطه وضوابطه ، فهو ليس رجم بالغيب ، بل خطوة تستند إلى النظريات والوقائع المعروفة.

  ـ الفكر بين انطباقه مع الواقع وانطباقه مع نفسه

كيف يمكن للفكر أن ينطبق مع الواقع ، في الوقت الذي ينطبق فيه مع نفسه ؟

النسق الرياضي يضمن انطباق الفكر مع نفسه ومع الواقع  

1 ـ النسق الرياضي المجرد يطابق العلم التجريبي

 و يمكن تبين ذلك من خلال علم الفلك ، حيث تمكن كبلر من قياس الزمن الذي يستغرقه الكوكب ليدور حول الشمس ، بل تمكن من معرفة أن مسارها اهليليجي وليس دائري . وكل هذا من خلال اعتماده على الرياضيات فقط . ثم تبين أن الواقع التجريبي ، لا يتناقض مع ما أسفرت عنه المعادلات الرياضية في مجال علم الفلك، بل توصل علماء الفلك إلى اكتشاف الكواكب بالاعتماد على الحسابات الرياضية .
0 تصويتات
بواسطة
أقوال الفلاسفة في نقد المنطق الصوري

أقوال أرسطو عن المنطق

أقوال الفلاسفة عن الأسطورة

أقوال الفلاسفة عن العقل

أقوال الفلاسفة عن البشر

أقوال الغزالي عن المنطق

اسئلة متعلقة

0 تصويتات
1 إجابة
مرحبًا بك إلى لمحة معرفة، حيث يمكنك طرح الأسئلة وانتظار الإجابة عليها من المستخدمين الآخرين.
...