شرح درس حد الردة في الإسلام كامل_ بدون تحميل،
مرحبا طلاب العلم في موقع لمحه معرفة ، والذي يسعي لنجاحكم وحصولكم علي اعلي الدرجات في كافة اختبارات لمحه دروس مدرستي
شرح درس حد الردة في الإسلام كامل_ بدون تحميل ؟
الحل النموذجي هو
معنى الردة في الإسلام
الردة : هي الرجوع عن دين الإسلام إلى الكفر. والمرتد : هو المسلم البالغ العاقل الخارج من دين الإسلام إلى الكفر باختياره دون إكراه. ويستوي في ذلك من ارتد بإعلان رفض الإسلام جملة ، ومن ارتد بارتكابه إحدى نواقض الإسلام كالاستهزاء بالله أو الرسول أو أنكر معلوما من الدين بالضرورة كمن أنكر شيئاً من القرآن. وحكمة في الدنيا القتل ، لحديث عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي ﷺ قال: (( من بدل دينه فاقتلوه )) [أخرجه البخاري كتاب استتابة المرتدين والمعاندين وقتالهم ، باب حكم المرتد والمرتدة واستتابتهم ، من حديث ابن عباس رضي الله عنهما]. وفي الآخرة الخلود في النار لقوله تعالى : ﴿وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَٰئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۖ وَأُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾ [سورة البقرة, آية: ٢١٧]. كما حدد قانون الجرائم والعقوبات المطبق في المحاكم أن عقوبة المرتد عن الإسلام هي : ( الإعدام بعد استتابته ثلاثاً وإمهاله ثلاثين يوماً ) ؛ فإذا لم يتب خلال المدة المحددة وأصر على ارتداده فيقتل. بهذا نكون عرفنا حد الردة في الإسلام.
الحكمة من تشريع حد الردة في الإسلام
الإسلام منهج كامل للحياة ، ونظام شامل لكل مايحتاجه البشر ، موافق للفطرة والعقل ، قائم على الدليل والبرهان ، وبه تتحقق سعادة البشر في الدنيا والآخرة. ولذلك فمن دخل فيه ثم ارتد عنه فقد انحط إلى أسفل الدركات ، ورد ما رضيه الله له من الدين وارتضاه لنفسه عن اقتناع ، وخان الله ورسوله ، فيجب قتله ؛ لأنه أنكر الحق الذي لا تستقيم الدنيا والآخرة إلا به ، حفاظاً على الدين ، ومنعا للفتنة التي تنشأ من اتخاذ أهم مكونات المجتمع وهي العقيدة مجالاً للعبث ؛ لأن الفتنة في الدين أعظم من القتل ، قال تعالى: ﴿… وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ ۗ…﴾ [سورة البقرة, آية: ٢١٧]. وهذه العقوبة إجراء وقائي ، كي لا يُتَّخَذ الدين مهزلة يدخل فية الإنسان متى شاء ، ثم يخرج منه متى شاء استخفافا بالله ورسوله وبالمجتمع المسلم. فلو لم تشرع هذه العقوبة لعاش المجتمع في دوامة لا مخرج له منها ؛ ولعمته الفوضى وسادة القلق ، والاضطراب في تفكيره ، وبالتالي في سلوكه ، وتهاوت معالم حضارته ، وتبددت ثقته بنفسه، فيحصل التصدع والانهيار ؛ فكان من حكمة تشريع هذه العقوبة الحفاظ على المجتمع المسلم وضمان وحدته ، والضرب على كل من تسول له نفسه تفكيك هذه الوحدة بإثارة عوامل الهدم في عقيدته.
بما تكون الردة عن الاسلام
تكون الردة عن الإسلام بالقول أو الاعتقاد أو الفعل ، وذلك من خلال الوقوع في أحد الأمور الآتية :
١) إنكار ما علم من الدين بالضرورة ، مثل إنكار وجود الله ، أو إنكار اليوم الأخر ، أو نبوة محمد ﷺ ، أو إنكار فريضة الصلاة أو الزكاة أو الصوم أو الحج.
٢) محبة الكافرين واتخاذهم أولياء ينصرهم على المسلمين ، وينتصر بهم على المسلمين قال تعالى : ﴿لَّا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ ۖ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَن تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ ۗ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ﴾[سورة آل عمران, آية: ٢٨].
٣) الحكم بغير ما أنزل الله ، واعتقاد أن حكم البشر أفضل من حكم الله. قال تعالى : ﴿… وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ﴾ [سورة المائدة, آية: ٤٤].
٤) الاستهزاء بالله أو رسوله أو آية من كتابه. قال تعالى : ﴿وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ ۚ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ [٦٥] لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ ۚ….﴾ [سورة التوبة, آية: ٦٥].
٥) ادعاء النبوة ، فمحمد صلى الله عليه وآله وسلم هو خاتم الأنبياء والمرسلين ، قال تعالى : ﴿مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَٰكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا﴾ [سورة الأحزاب, آية: ٤٠]. فمن يدعي أنه نبي يوحي إليه فهو كاذب.
٦) القيام بأي عمل مخالف للإسلام لا يتحمل تفسيراً غير الكفر. كإلقاء المصحف في القاذورات ، وكذا كتب الحديث ، إستهانة بها واستخفافا بما جاء فيها.
٧) ارتكاب المحرم مع اعتقاد حله، كشرب الخمر وارتكاب الزنى وتعاطي الربا وغيرها.
ما يترتب على ردة المسلم
يترتب على ردة المسلم أمور عاجلة في الدنيا ، وأخرى آجلة في الأخرى وهي :
أولاً : الأمور العاجلة في الحياة الدنيا
١) فسخ عقد الزوجية ، إذا ارتد الزوج أو الزوجة انقطعت علاقة كل منهما بالأخر ، ووجب التفريق بينهما ، وتعد هذه الفرقة فسخا ، فإذا تاب المرتد وعاد إلى الإسلام ، فلا بد من عقد جديد.
٢) لا تحل ذبيحته لكفره ولا يجوز الأكل منها.
٣) لا يغسل المرتد إذا مات ، ولا يكفن ولا يصلى عليه ولا يدفن في مقابر المسلمين.
٤) لا ولاية له على بناته أو أبنائه الصغار حال ردته.
ثانياً : الأمور الآجلة في الآخرة
تحبط كل أعماله الصالحة التي عملها قبل ارتداده ؛ إذا مات على ردته ، ويستحق العذاب الشديد في الآخرة ، ويخلد في نار جهنم. قال تعالى : ﴿… وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَٰئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۖ وَأُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [سورة البقرة, آية: ٢١٧].
شروط صحة الحكم بالردة
اشترط العلماء للحكم على المسلم المرتد شروطاً هي :
الشرط الأول : التكليف ، فلا يحكم بردة المجنون والصبي.
الشرط الثاني : الاختيار أو الطواعية : فلا يحكم على المكره بالردة. قال تعالى: ﴿… إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ…﴾ [سورة النحل, آية:١٠٦].
الشرط الثالث : صدور حكم بالردة من محكمة معتبرة ، فلا يجوز إطلاق حكم الكفر والردة من أي شخص كائنا من كان حتى يصدر الحكم من المحكمة المختصة.
دور افراد الامة ازاء المرتد
أولاً : النصح فإذا سمع المسلم من مسلم آخر ما يخل بالدين، فإنه ينصحه ويدعوه إلى التوبة لقوله ﷺ : (( الدين النصيحة )).
ثانياً : إذا أصر على موقفه بعد تكرار النصح ، بارتكابه ما تحصل به الردة ؛ فإن على المسلم في هذه الحالة الاحتساب ورفع أمره إلى القضاء .
ثالثاً : نقد أفكاره وتحذير المجتمع منها ، دون إصدار الحكم عليه بالردة ، حتى يصدر الحكم من القاضي.
مسقطات حد الردة
التوبة ، وذلك بأن يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ، ويقر بما أنكره .
إثبات عدم تعمده ، فإذا أثبت أنه غير عامد ، أو غير عالم بالحكم فلا حد.
جنون المرتد قبل إقامة الحد عليه .
الفرق بين العاصي والمرتد
من طبيعة الإنسان أنه يسهو وينسى ويضعف فيقع في المعصية فكل ابن آدم خطاء ؛ لذلك كان من صفاته سبحانه وتعالى أنه غفور رحيم . قال تعالى : ﴿وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَىٰ﴾ [سورة طه, آية: ٨٢]. وقال سبحانه : ﴿نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُالرَّحِيمُ﴾ [سورة الحجر, آية: ٤٩]. فالعاصي يقع في المعصية فإذا ذكر عاد إلى الله وندم على ما وقع منه. قال تعالى : ﴿إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ﴾ [سورة الأعراف, آية: ٢٠١]. ولذلك لا يجوز تكفير المسلم بمعصية ، ما لم يكن مستحلاً لها منكراً لحرمتها ، ويعد التفكير بالمعصية مزلقاً خطيراً يجب على المسلم أن يتجنبه ويتحرى لدينه فلا يكفر مسلما لمعصية ارتكبها أو ذنب فعله . أما المرتد فإنه يجحد ما علم من الدين بالضرورة ، أو ينكر حرمة مازنص الشارع على حرمته ، أو يحرم ما لم يحرمه الله ورسوله.