ما هي ادوات النصب ؟
تأمل الجمل الآتية :
– عليك أنْ تراجعَ دروسك .
– لن أتأخرَ عن زيارة صديقي .
– أتعلّمُ لكي أثقفَ نفسي .
– إذن تقيمَ عندنا ( تجيب بذلك من قال سأزور مدينتكم ) .
إذا تأملت هذه الجمل ، ستلاحظ أنها اشتملت على أفعال مضارعة منصوبة ( تراجع – أتأخر – أثقف – تقيم ) ، ولقد سبق كل هذه الأفعال احرف كانت السبب في نصبها وهي ( أن – لن – كي – إذن ) . وتسمى بـ : ادوات النصب ، و حروف النصب ، و نواصب المضارع .
ادوات النصب مع الأمثلة
القاعدة : أدوات النصب عند ﺍﻟﻨﺤﺎﺓ هي حروف تدخل على الفعل المضارع فتسبقه وتنصبه بنفسها وهي : أن – لن – إذن – كي – ولام التعليل ( أو لام كي ) – لام الجحود ( أو لام التأكيد ) – واو المعية – فاء السببية – حتى – ثم – أو .
انظر إلى الأمثلة التالية :
– أحب أن تفهمَ .
– لن ينجحَ الكسلان .
– إذن تربحَ تجارتك ( تجيب بذلك من قال سأكون أمينا ) .
– خرجت كي أتنزهَ .
– خذ القلمَ لتكتبَ ( لام التعليل ) .
– لم أكن لأفوزَ لولا تدريبك ( لام الجحود ) .
– لأنتظرنّ حتى تظهرَ النتيجة .
– لأكافحنّ في الحياة أو أصلَ ( أو بمعنى إلى أن ) .
– ألا تستغفر الله فيتوبَ عليك ( الفاء مسبوقة بعرض ) .
– زرني وأكرمَكَ ( واو مسبوقة بأمر ) .
– اشتراكك في المسابقة ثم تفوزَ عمل رائع ( ثم العاطفة ) .
فائدة : ينصب الفعل المضارع بالفتحة إذا كان صحيح الآخر ، مثال : أن يحرصَ .
وينصب بحذف النون إذا كان من الأفعال الخمسة ، مثال : حتى ينجحا .
معاني ادوات النصب وعملها
ادوات النصب قسمان :
1 – أدوات تنصب بنفسها فقط .
2 – وأدوات تنصب بأن مضمرة أي مقدرة .
الأحرف التي تنصب بنفسها أربعة هي : أن – لن – إذن – كي .
أداة النصب : أن المصدرية
هي أن الناصبة للمضارع وتسمى أن المصدرية ، لأنها تؤول معه بمصدر . فإذا قلت مثلا :
” أن تقرأَ خير من أن تلعبَ ” فتقرأ وتلعب مضارعان منصوبان بأن المصدرية ، وتعرب أن الأولى وفعلها تقرأ مبتدأ لأنها في تأويل مصدر هو ” القراءة ” وتعرب أن الثانية وفعلها تلعب مجرورة بمن لأنها في تأويل مصدر هو ” اللعب ” كأنك قلت ابتداء : ” القراءة خير من اللعب ” .
ويشترط في أن المصدرية لكي تنصب الفعل المضارع شرطين :
1 – أن تكون مصدرية لا مفسرة ، ولقد وضحنا معنى ” مصدرية ” في المثال السابق ، أما المقصود بـ ” لا مفسرة ” ، فانظر إلى الجملة الآتية :
– كتبت إليه أنِ افعلْ .
فأن : حرف تفسيري مبني على السكون وقد حرك بالكسر منعا من التقاء الساكنين .
افعل : فعل أمر مبني على السكون وفاعله ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت والجملة الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها جملة تفسيرية .
2 – أن لا تكون مخففة من أنّ الثقيلة التي تنصب الاسم وترفع الخبر ، مثل :
قال تعالى : ” أَيَحْسَبُ أَن لَّن يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ ” ( البلد 5 ) .
فأن : أصلها أنه ( مخففة من الثقيلة ) حرف نصب وتوكيد والهاء المحذوفة ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب اسم أنّ .
أداة النصب : لن
لن حرف ينصب المضارع مطلقا وينفي وقوعه مستقبلا إما توكيدا أو تأبيدا حسب السياق الذي ترد فيه ، ففي قوله تعالى :
– ” لَن يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ ” ( 73 الحج ) .
هذا نفي مطلق ومؤكد ومؤبد ؛ لأن عدم خلق الأصنام للذباب دائم ، لأنها يستحيل عليها خلقه ونفي المستحيل مؤبد .
أما قوله تعالى :
– “ لَن نَّبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ حَتَّىٰ يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَىٰ ” ( 91 طه ) .
فإن نفي ” البراح ” مرهون برجوع موسى – عليه الصلاة والسلام – أي أنه منته غير مطلق .
أداة النصب : كي
1 – كي : تنصب المضارع حين تكون حرفا مصدريا لا حرف تعليل وجر ، مثل قوله تعالى :
– “ لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ ” ( الأحزاب 37 ) .
لكي : الام حرف تعليل وجر مبني على الكسر ، وكي : حرف مصدري ونصب مبني على السكون .
وهنا نلاحظ أن اللام الداخلة على ” كي ” هي حرف تعليل وجر و ” كي ” حرف مصدري بمعنى أن وليست حرف تعليل وجر .
2 – ويمتنع أن تكون كي حرفا ناصبا ومصدريا مثل :
– جئتك كي أن تكرمني .
كي : حرف تعليل وجر بمعنى اللام مبني على السكون .
أن : حرف مصدري ناصب مبني على السكون .
وهنا ، يمتنع أن تكون ” كي ” حرف مصدري ونصب لأن ” أن ” كذلك .
أداة النصب : إذن
هي حرف جواب وجزاء واستقبال ، ويشترط فيها لكي تنصب الفعل المضارع ثلاثة شروط :
1 – أن تكون في صدر الجملة . وهذا يعني أنها لا تسبق بمبتدأ يطلب ما بعدها خبرا له ، أو بأداة شرط ، أو بقسم يطلب ما بعدها جوابا له ، مثل :
– سأزورك . إذن أفرحَ بلقائك .
فالكلام هنا محاورة بين اثنين ، قال الأول : سأزورك ، فأجابه الثاني : إذن أفرح بلقائك . وبهذا وقعت ” إذن ” في صدر الجملة .
– لئن عدتَ إليَ إذًا لا أستاءُ من عودتك .
” إذن ” هنا لم تنصب المضارع ( أستاء ) ، لأنها سبقت بقسم ” لئن عدت ” وهو يطلب ما بعدها جوابا له ، ومن أجل ذلك رفع المضارع .
2 – أن يكون الفعل بعدها للمستقبل ، وهذا أمر واضح في الجمل والأمثلة التي أوردناها في الموضوع .
3 – ألا يفصل بينها وبين الفعل المضارع إلا ما يلي :
– القسم : مثل : إذن والله أفرحَ بلقائك .
– النداء : مثل : إذن يا خالد أفرحَ بلقائك .
– لا : مثل : إذن لا أخرجَ من البيت .
أما الحروف التي تنصب الفعل المضارع بأن مضمرة وجوبا فهي :
أداة النصب : حتى
1 – حتى : تنصب الفعل المضارع بعدها بأن مضمرة بشرط أن يكون الفعل دالا على المستقبل ، مثل :
– أسلمتُ حتى أدخلَ الجنة .
2 – وإذا لم يكن الفعل الذي بعد حتى دالا على المستقبل امتنع إضمار ” أن ” وأوجب الرفع ، مثل :
– سرتُ حتى أدخلُ البلد .
إذا قلت ذلك وأنت في حالة الدخول أو كان الدخول قد وقع وقصدت به حكاية تلك الحال ، مثل :
– كنت سرت حتى أدخلُ البلد .
أما إذا أردت بالفعل ” أدخل ” مستقبلا فإنه يتوجب نصبه بأن مضمرة فتقول :
– سرتُ حتى أدخلَ البلد .