0 تصويتات
في تصنيف ثقافة بواسطة (2.1مليون نقاط)

تاريخ دولة اليعاربة العمانية البداية والنهاية دولة اليعاربة باختصار 

متى قامت دولة اليعاربة *؟

من هو مؤسس دولة اليعاربة؟

من هو الذي طرد البرتغاليين من عمان؟

من هو اخر امام يعربي؟

ما الدور الذي قام به في أواخر عصر دولة اليعاربة؟

متى قامت دولة اليعاربة *؟

من اول من اسس الدولة اليعربية؟

من هو اخر امام يعربي؟

مرحبا اعزائي الزوار في موقع لمحة معرفة lmaerifas.net المتفوق والمتميز بمعلوماته الصحيحة من شتى المجالات العلمية والتعليمية والثقافية والاخبارية يسرنا بزيارتكم في موقعنا لمحة معرفة أن نقدم لكم ما تبحثون عنه من المعلومات من مصدرها الصحيح وهي الإجابة على سؤالكم الذي يقول....... تاريخ دولة اليعاربة العمانية البداية والنهاية دولة اليعاربة باختصار 

الإجابة هي كالتالي 

تاريخ دولة اليعاربة العمانية البداية والنهاية

وتكون إجابتكم المطلوبة هي كالتالي 

ماذا حدث في أواخر دولة اليعاربة الجزء الأول 

تعتبر دولة اليعاربة (1624 – 1743) من الدول التي خلدت ليس في التاريخ العماني فحسب، إنما في تاريخ الخليج وتاريخ العرب بصفة عامة، بحكم أنها الدولة التي نجحت في طرد البرتغاليين من عمان مروروا بسواحل الخليج والساحل الغربي للهند وصولا إلى شرق أفريقيا.

كما كان لهذه الدولة العديد من الانجازات في مختلف المجالات سواء العلمية و الحضارية والاقتصادية والعسكرية وغيرها من المجالات التي حققت فيها دولة اليعاربة الشيء الكثير لها ولعمان.

ولكن للأسف فإن النهاية التي آلت إليها هذه الدولة لا تتناسب أبدا مع حجم المكانة التي حققتها أو مع الانجازات التي سطرتها طوال الـ 120 عاما من عمرها التي حكمت من خلالها عمان والعديد من المناطق الأخرى، وكأن لسان الحال يتماشى مع ما قاله الشاعر الأندلسي أبو البقاء الرندي في رثاء ألندلس:

لِـكُلِّ شَـيءٍ إِذا مـا تَمّ نُقصانُ 

فَـلا يُـغَرَّ بِـطِيبِ الْعَيْشِ إِنسانُه

هيَ الأُمُـورُ كَما شاهَدْتَهَا دُوَلٌ 

مَـنْ سَـرَّهُ زَمَـنٌ سَـاءَتْهُ أَزْمَانُ

وَهَـذِهِ الـدَّارُ لَا تُبْقِي عَلَى أَحَدٍ 

وَلا يَـدُومُ عَـلَى حَالٍ لَهَا شَانُ

ويعتبر عصر الأئمة الخمسة الأوائل من هذه الدولة هي بمثابة عصرها الذهبي، بداية بالمؤسس ناصر بن مرشد مرورا بخلفه سلطان بن سيف الأول وابنيه بلعرب وسيف وانتهاء بسلطان بن سيف الثاني.

ولكن بعد وفاة الإمام سلطان بن سيف الثاني في ابريل من عام 1719م دخلت الدولة ودخلت معها عمان مرحلة خطيرة جدا، أشبه بالنفق المظلم الذي لم ترى النور في نهايته إلا بخسارة الدولة وانتقال الحكم إلى أسرة آلبوسعيد بزعامة الإمام أحمد بن سعيد.

وتتمثل بداية الشرارة التي أطاحت بحكم اليعاربة عندما أصرت الكثير من القبائل على مبايعة ابنه سيف من بعده، والذي كان صغيرا لم يبلغ الحلم، حيث كانت بعض المصادر تقدر عمره بأنه لم يكن يتجاوز الثانية عشر، وهو بالطبع سن صغيرة لا يقوى معها مقابل التحديات التي كانت تواجه عمان في تلك الفترة. فرفض ذلك العلماء والوجهاء وأهل الحل والعقد ورؤا بأن ذلك لا يتماشى مع العقيدة الأباضية، وفضلوا أن تؤول الإمامة إلى مهنا بن سلطان بن ماجد اليعربي، لاقتناعهم بأنه يمتلك الكثير من الإمكانيات التي يمكنه من خلالها مواصلة تألق الدولة من بعد الإمام سلطان بن سيف الثاني.

وأمام هذه المعضلة وهذا الانقسام تدخل القاضي عدي بن سليمان الذهلي قاضي الرستاق والمقدم فيهم، وأدخل سيف الصغيرحصن الرستاق وخطب بين أنصاره " هذا سيف بن سلطان أمامكم (بفتح الميم)، في الوقت الذي كان يفترض (حسب تصور أنصار سيف) أن ينطق الهمزة تحت الألف لتصبح إمامكم " فساد الاعتقاد بأن سيف قد بويع بشكل رسمي فارتفعت أصواتهم بالترحيب وأطلقوا المدافع فرحا بهذه المناسبة وانتشر الخبر في عمان بتنصيب الإمام الجديد. بينما أدخل المهنا بن سلطان حصن الرستاق ليتم مبايعته بالإمامة في مايو من عام 1719م.

وترتب على ذلك وجود إمامين في الوقت نفسه، وهما سيف والمهنا، وبالرغم من أن الإمام المهنا قام بالكثير من الجهود في سبيل الإصلاح وتقوية الاقتصاد العماني وكان يمتلك الكثير من الامكانيات في شخصيته التي تجعله يستحق الحكم وسيرته الحسنة، إلا أن ذلك كله لم يشفع له، ولم تستمر إمامته أكثر من سنة واحدة عندما خرج عليه يعرب بن بلعرب بن سلطان، وبعد سلسلة من المناوشات العسكرية تمت محاصرته في قلعة الرستاق، وطلب منه الاستسلام مقابل أن يأمن على حياته وحياة من معه، فصدق ذلك مقدما النوايا الحسنة، ولكن من أن نزل من القلعة حتى قبض عليه وتصفيته هو من معه في مشهد غير أخلاقي أبدا ولا يرتبط بالانسانية، فكيف يؤمن الأسير على حياته ومن ثم يتم إعدامه بكل برودة دم ؟!

ومن ثم بدأ مسلسل الوصاية على سيف الصغير، وهو المسلسل الذي سيظهر حجم الانقسام في صفوف اليعاربة والعمانيين والطمع في الحكم، فقد أعلن يعرب بن بلعرب كوصيا على سيف وقائما بأمره، واعترف به بذلك، ولكن الأمور تطورت إلى ماهو أبعد من ذلك عندما تمت مبايعته إماما من قبل عدي الذهلي في مايو من عام 1722م، ولم يتقبل أهالي الرستاق ذلك، لأن الاتفاق كان ينص على أن يكون يعرب وصيا على سيف لا أكثر، فخرج منها إلى نزوى بهدف أن يتخذها مقرا لحكمه وعاصمة له.

وأمام هذه التطورات ظهرت شخصية يعربية أخرى وهي شخصية بلعرب بن ناصر خال سيف الصغير، الذي طلب منه أن يعيد الأمور إلى نصابها وبأن ينتصر لسيف، ووعد بتقديم العون والمساندة له بهدف تحقيق ذلك. وبدأ بلعرب نشاطه بعقد تحالف مع بني هناءة للوقوف معه ونصرته فيما كان يسعى إليه مقابل أن يرفع عنهم ماحجر من أموالهم وقوتهم منذ عهد الإمام ناصر بن مرشد. 

وبدأت المناوشات العسكرية بين الطرفين، وتمكن بلعرب وأنصاره من السيطرة على مسقط ونخل وسمائل وإزكي وإلحاق الهزائم بيعرب وحلفاءه، مما أدى في النهاية إلى إعادة سيف للإمامة من جديد، وتعيين بلعرب بن ناصر وصيا عليه، بعد أن وافق يعرب عن التخلي عن الإمامة مقابل الأمان وعدم التعرض له، فأجيب طلبه ليخرج من نزوى ويستقر به الحال في حصن جبرين الذي بناه والده الإمام بلعرب بن سلطان رحمه الله.

وبعد ذلك دخلت عمان مرحلة من الهدوء، ولكنه هدوء لن يستمر طويلا ولن يدوم أكثر من شهرين، عندما اضطربت الأمور من جديد وحدث خلاف بين الوصي بلعرب بن ناصر وبين محمد بن ناصر الغافري زعيم بني غافر، ولا يعرف الأسباب الحقيقية وراء هذا الخلاف، وفسره البعض بأن محمد بن ناصر لم يجد الاستقبال الذي يليق به والحفاوة التي كان ينتظرها أثناء دومه للرستاق للتهنئة بمناسبة إعادة سيف للإمامة ووصاية بلعرب عليه، وتخوفه من انحياز بلعرب إلى بني هناءة على حساب بني غافر، فخرج من الرستاق غاضبا، ولكن هذا الغضب لم يكن كافيا بالنسبة له، فأعلن الحرب على بلعرب بن ناصر، وبالتالي بدلا من أن يكون الاحتفال بإعادة سيف للإمامة بداية جديدة تشهد معها عمان الاستقرار والهدوء، إذ بها تكون انطلاقة أخرى للانقسام والاضطرابات العسكرية والتحزبات القبلية وغيرها من الأمور التي سيكون لها تداعيات خطيرة على مستقبل البلاد والعباد.

وبدأ محمد بن ناصر الغافري في ترجمة نواياه ونجح في تكوين تحالف ضد بلعرب بن ناصر ضم العديد من القبائل بقيادة يعرب بن بلعرب الوصي والإمام السابق، وبدأت المناوشات العسكرية بين الطرفين أخطرخا ماحدث بينهما في إزكي وفي فرق، لتأخذ الأمور منحى متصاعد، ويتجه محمد الغافري إلى الرستاق ويفرض عليها حصارا استمر خمسة وأربعين يوما، لينجح بعدها في السيطرة عليها بعد استسلام بلعرب بن ناصر وأسره وسجنه.

وكان من أهم التطورات في هذا الموضوع هو وفاة يعرب بن بلعرب في مارس عام 1723م، بعد أن اشتد عليه المرض، وهو الأمر الذي ترتب عليه أن تؤول الأمور بشكل مطلق إلى محمد بن ناصر الغافري ويصبح الشخصية الرئيسية في مجريات الأحداث التي كانت تعصف بعمان آنذاك. 

كانت الخطوة التالية هي إعلان محمد بن ناصر وصيا على سيف الصغير، ليكون بذلك الوصي الثالث بعد يعرب بن بلعرب، وبلعرب بن ناصر، وهنا يطرح سؤال مهم وهو لماذا فضل أن يكون محمد بن ناصر وصيا على سيف وليس إماما بشكل مطلق؟

يعود ذلك إلى رغبة محمد الغافري إلى أن يظل سيف بن سلطان في الواجهة على أن يتستر وراء ذلك لممارسة سلطته في البلاد، وإحكام قبضته بالتدريج، دون أن يتعرض لاتهامات بمطامعه في الحكم والانفراد به، وأصدر أوامره إلى الولاة والحكام وخيرهم بين إعلان الولاء له أو تسليم مفاتيح مدنهم إلى الولاة الجدد الذين سقوم بتعيينهم، كما قام بتعزيز قواته وإضافة العناصر النزارية لها علاوة على التحالف مع الشيخ رحمه بن مطر بن كائد الهولي بهدف مده بالرجال وبالسلاح، وكان محمد بن ناصر يهدف من وراء ذلك كله إلى تعزيز موقفه أمام خصومه ، لأنه كان يدرك بأن سكوتهم لن يستمر طويلا.

وهذا ما تحقق بالفعل، عندما أعلن الشيخ خلف بن مبارك الهنائي زعيم بني هناءة والمعروف بالقصير إعلام الحرب ومعارضة طموحات محمد بن ناصر، حتى يحول دون سيطرة الغافرية على شؤون الإمامة، وشكل تكتلا قويا من القبائل اليمنية والنزارية، فاستولى على بركاء ومسقط، وتصاعدت الحرب بين الطرفين وتمكن محمد بن ناصر من تحقيق الكثير من الانتصارات والمكاسب العسكرية في بركاء وينقل والسليف والمضيبي وبلاد سيت والحزم ومنح ونخل وبركاء، ولكن ذلك لم يثن من عزيمة خلف بن مبارك الذي واصل عملياته العسكرية فتمكن من الاستيلاء على الرستاق ونخل، وعزم على المسير إلى الحزم، غير أن محمد بن ناصر تمكن من إحباط ذلك .

يتبع،،،

على مربع الاجابة اسفل الصفحة التالية 

.

2 إجابة

0 تصويتات
بواسطة (2.1مليون نقاط)
مختارة بواسطة
 
أفضل إجابة
يتبع تاريخ دولة اليعاربة

ماذا حدث في أواخر دولة اليعاربة الجزء الثاني

في الجزء الأول من هذا الموضوع، تتبعنا بداية الصراع بين أفراد البيت اليعربي، وهو الصراع الذي سيؤدي إلى الحرب الأهلية في عمان، وإلى سقوط دولة اليعاربة في النهاية، وهو السقوط الذي مثلما ذكرت لا يتناسب أبدا مع حجم المكانة الكبيرة التي وصلتها هذه الدولة والتي تخطت في شهرتها ومجدها حدود التاريخ العماني، نظرا للخدمات الجليلة التي قدمتها للعرب وللإسلام عندما نجحت في طرد البرتغاليين من مدن الساحل العماني ومن سواحل الخليج والمحيط الهندي وشرق أفريقيا. وتوقفنا عند الصراع الذي حدث بين محمد بن ناصر الغافري زعيم الغافرية وخلف بن مبارك الهنائي زعيم الهناوية.

أسفر الصراع في النهاية بين الطرفين إلى نجاح محمد بن ناصر الغافري في فرض سيطرته على المناطق الداخلية من عمان، في الوقت الذي انحصر فيه نفوذ خصمه خلف بن مبارك في المناطق الساحلية، وبالتالي فإن هذه النجاحات التي حققها محمد بن ناصر ساهمت في تحقيق وصوله إلى منصب الإمامة، وعمل على ترجمة ذلك، وقام بتوجيه الدعوة إلى المناصرين له من القبائل والأفراد وعلماء الدين إلى نزوى، ويذكر بادجر في (مقدمة كتاب تاريخ وأئمة وسادة عمان) بأن "محمد بن ناصر عند عودته إلى نزوى جمع العلماء ووضع أمامهم رغبته في التخلي عن الوصاية على سيف بن سلطان، وعن كافة المسؤوليات التي تترتب عليها، وأقسم بأنه غير راغب في الاستمرار في التنافس".

وفي ظاهر الأمر يبدو أن محمد بن ناصر واجه ضغوط من قبل المجتمعين للقبول بمنصب الإمام خوفا من انتقام خلف بن مبارك، وبعد يومين من التشاور، وبعد أن ضمن الولاء له، قبل بذلك، فأعلن إمام دفاع في الرابع والعشرين من سبتمبر عام 1724م، إلى ان تنتهي الحرب بينهم وبين خلف بن ناصر ومن معه.

 وتوجه محمد بن ناصر من نزوى إلى جبرين ليتخذها مقرا له، وقد أثار هذا الأمر حفيظة الهناوية واليعاربة الذين رفضوا ماحدث، لتستمر الصراعات بين الطرفين، ويستأنف الزعيمان القتال، الذي انقسمت عمان على أثره إلى حزبين وحصلت بينهما معارك كثيرة في الغبي وبركة الموز وسمائل ووادي المعاول وينقل، وبعد أربع سنوات من القتال، أخذ محمد بن ناصر في جمع الحشود واستنفار قواته من أجل التوجه إلى صحار التي كان يسيطر عليها خلف بن مبارك وحلفاؤه، بهدف انزال ضربة قاضية عليهم، ومن أجل تحقيق ذلك نجح في تكوين قوة ضمت أكثر من 15 ألف رجل وتوجه إلى صحار لتحدث المعركة الأخيرة والفاصلة في تاريخ الزعيمين، وهي المعركة التي انتهت بمصرعهما في مارس عام 1728م.

ومن الأمور المثيرة في المواجهة الأخيرة بين الرجلين بأن محمد بن ناصر أثناء مهاجمته لحصن صحار أصيب برصاصة من داخل الحصن فمات على أثرها، بينما قتل خلف بن مبارك داخل الحصن، وظل الأمر ثلاثة أيام دون أن يعلم كل طرف بأن زعيم الطرف المناوئ له قد قتل، حتى انكشف ذلك لكل طرف في النهاية، يقول ابن رزيق في (الفتح المبين):

" فلما التقى الجمعان وقع بينهما قتال شديد، فقتل خلف دون الحصن، وانكسر أصحابه، فكر محمد بمن معه من القوم الواقفين أمام باب الحصن، فضرب من الحصن برصاصة تفق في صدره، فحمله أصحابه إلى بيت محمود العجمي، فمات في حال وصولهم به لبيت محمود، فلحفوه وأخفوا الخبر عن سائر القوم. فلما جن الليل دفنوه وعفوا قبره، فأقام قومه بعد دفنه ثلاثة أيام ولم يعلم بموته من قومه غير الخاصة، ولم يعلم أصحاب الحصن أن محمد قد قتل، ولم يعلم أصحاب محمد بقتل خلف".

وبموت محمد بن ناصر وخلف بن مبارك طويت صفحة مثيرة في تاريخ عمان بصفة عامة وتاريخ دولة اليعاربة بصفة خاصة، وليضع مقتلهما حدا للحروب الأهلية التي عصفت بعمان وبأهلها وأسفرت عن انقسام شديد جر البلاد إلى الكثير من مظاهر الفوضى والدمار والخراب في المال وفي العباد.

وكان المستفيد الأكبر من مقتل الزعيمين هو سيف بن سلطان الذي اتيحت له الفرصة للإمساك بزمام الأمور والوصول إلى سدة الحكم، فاستلم حصن صحار وعين عليه قوة من الموالين له، وخرج إلى الرستاق ومن ثم توجه إلى نزوى بصحبة بني غافر، ليعلن إماما على عمان في الثالث عشر من سبتمبر عام 1728م بعد أن وصل إلى السن التي تسمح له بتولي الإمامة، وقد تمت بيعته على يد القاضي ناصر بن سليمان بن محمد المدادي.

ترتب على مبايعة سيف بن سلطان إماما إلى عودة الهدوء والاستقرار إلى عمان بعد فترة من الاضطرابات والانقسامات والحروب الأهلية، واستأنفت البحرية العمانية نشاطها وجهادها ضد البرتغاليين خاصة في منطقة شرق أفريقيا، وهو الأمر الذي تمثل في قيام الإمام سيف بإرسال حملة بحرية بهدف استعادة ممباسا وبيمبا بقيادة محمد بن سعيد العمري عام 1630م فنجحت في تحقيق ذلك، وفي انهاء السيطرة البرتغالية عليها بعد عامين استغلوا فيها تدهور الأوضاع في عمان لتحقيق ذلك.

ولكن للأسف فإن حالة الاستقرار والهدوء التي شهدتها عمان لن تستمر طويلا، وستعود الاضطرابات والانقسامات من جديد، وكأنه قدر لعمان أن تعيش هذا الوضع المزري بسبب كثير من الخلافات التي نرى بأنها لم تكن تستحق أن تدخل عمان معها هذا النفق المظلم، وبأن يكون تاريخها في هذه الفترة الحرجة ما بين الاستقرار فترة ومابين الحروب فترة أخرى، والتي كان يمكن تجاوزها بقليل من الحكمة والتضحية والتي ذلك للأسف لم يكن ليحدث.

فقد شهد عام 1732م خلع سيف بن سلطان من الإمامة، ويرد الدكتور سعيد الهاشمي في كتابه (دراسات في التاريخ العماني) بأن من أسباب هذا الخلع أن سيف بن سلطان طلب زيادة في مخصصاته المالية فرفض العلماء ذلك، مما أدى إلى وجود فجوة بينه وبين العلماء، وهي الفجوة التي بدو بأنها ستزداد لتصل إلى حد خلع الإمام سيف، ومبايعة ابن عمه بلعرب بن حمير اليعربي إماما في السابع من ديسمبر عام 1733م بنزوى، لتنزلق عمان مرة أخرى إلى مستنقع الفوضى وهو المستنقع التي عانت مه الكثير.

وكان من الطبيعي ان يرفض سيف بن سطلطان ماحدث، لذلك عمد كل طرف (سيف وبلعرب) إلى تقوية موقفه وحشد المؤيدين لهم وعقد التحالفات مع الزعماء والقبائل، فتحالف سيف مع بني هناءة وتحالف بلعرب مع بني غافر، ففرض سيف سيطرته على مدن هامة في الساحل العماني مثل مسقط وبركاء صحار، وكذلك على مدن هامة في الداخل مثل الرستاق ونخل، ونجح بلعرب ايضا في فرض سيطرته على نزوى وبهلا وإزكي وسمائل ونخل ومدن اخرى أيضا في الشرقية، وبذلك عادت الانقسامات من جديد وتجزأت عمان مرة أخرى ما بين الهناوية والغافرية.

وأمام هذه الظروف حدث ما لم يحمد عقباه، فبعد أن فشل سيف بن سلطان في تحقيق النجاحات العسكرية ضد بلعرب بن حمير ومن معه، وإنهاء الموقف لصالحه، استنجد بالفرس وبعث في طلب قوات من إقليم مكران، وهو ماتحقق له وتم مده بالكثير من الرجال المدربين بشكل جيد على القتال، ورغم ذلك ورغم هذه الإمدادات فإن سيف لم يتمكن من تحقيق الانتصار على خصمه بلعرب عندما التقى الطرفان في لجوف وحدثت معركة شديدة بينهما انتهت بانتصار بلعرب وبمقتل جزء كبير من جيش سيف بن سلطان، وهو الأمر الذي دفع بسيف إلى البحث عن رجل يتحالف معه ويكون باستطاعته مساعدته في حسم الموقف لصالحه، فنصحه أتباعه بالشيخ أحمد بن سعيد البوسعيدي، لما عرف عنه من صفات الشجاعة والكرم، فعينه واليا على صحار في أوائل عام 1737م.

وفور تعيينه عمل أحمد بن سعيد على ترجمة الامكانيات الإدارية والتجارية التي كان يمتلكها على أرض الواقع، ونجح في تطبيق أساليب ادارية حظيت باحترام رعاياه وزادت من محبة الناس له، وهو الأمر الذي لم يعجب سيف بن سلطان الذي ساروته الظنون بان أحمد بن سعيد يهدف من وراء ذلك إلى الاطاحة به، فصمم على التخلص منه، وطلب منه الحضور إلى مسقط، فوافق أحمد بن سعيد على ذلك، وتوجه إلى ملاقاة سيف في مسقط ولكنه عندما علم بنوايا سيف في القبض عليه عاد إلى صحار، ورفض اللقاء بسيف، وهو الأمر الذي أغضب سيف بن سلطان وأعلن تصميمه على اضعاف أحمد بن سعيد والقيام بمناورة بحرية لتحقيق ذلك، إلا أن أحمد بن سعيد ورغبة منه في عدم تصعيد الموقف بينه وبين سيف فقد قبل بأن يكون مواليا له مرة أخرى.، ووضع ابنه هلال كرهينة لدى سيف لتأكيد حسن نواياه في هذا الموضوع.

يتبع،،،
0 تصويتات
بواسطة (2.1مليون نقاط)
عمان في أواخر دولة اليعاربة ؟الجزء الثالث

نواصل الحديث عن الأوضاع التي سادت عمان في أواخر دولة اليعاربة والمتمثلة في الحروب الأهلية ودخول الفرس إلى عمان، بحكم أن هذا الموضوع يعد من أكثر المواضيع إثارة في تاريخ عمان، والذي مهد في النهاية إلى أن تشهد عمان نهاية دولة، وبداية دولة كذلك.

شهد عام 1737م أولى الحملات الفارسية على عمان والتي جاءت بطلب من الإمام سيف بن سلطان الثاني بهدف تثبيت حكمه مثل ما رأينا ذلك في العدد السابق من هذا الموضوع، ولكن هذه الحملة باءت بالفشل نتيجة الاختلاف بين سيف وبين الفرس، وإدراكه التام بأنهم جاؤوا من أجل تحقيق أهدافهم التوسعية وليس من أجل مساعدته، بخلاف الاستياء العام الذي شهدته عمان نتيجة قدوم هذه القوات الغازية، ونتيجة لكل ذلك وقع الخلاف بين سيف وبين القائد الفارسي لطيف خان، مما أدى في النهاية إلى انسحاب القوات الفارسية من عمان متجهة إلى رأس الخيمة، ومنها إلى بندر عباس.

وبغض النظر عن فشل الفرس في تثبيت نفوذهم في عمان، إلا أن من أبرز المكاسب التي تحققت لهم في حملتهم الأولى، هي أنهم تمكنوا من تكوين فكرة متكاملة عن عمان وعن أوضاعها السياسية والاجتماعية والاقتصادية وغيرها من الأمور التي تهيأت لهم من وراء حملتهم الأولى.

وفيما يتعلق بالصعيد الداخلي في عمان فإن من أبرز ماترتبت عليه الحملة الفارسية الأولى هي اضطراب الأوضاع وعدم استقرارها ضد سيف بن سلطان، ولعل أبرزها ماحدث في الظاهرة عندما ثار بني غافر ضد والي سيف، وقاموا بطرده من حصن الغبي، مما شكل انتكاسة كبيرة له وعقبة في طريق تثبيت سيطرته على عمان.

غير أن من أبرز الأمور المتعلقة بهذا الموضوع هو ماحدث في بهلا تحديدا، حيث تم طرد والي الإمام سيف، وتم عقد اجتماع اتفق فيه العلماء والوجهاء، الذين وصل عددهم إلى ثمانية عشر عالما، واتفقوا بأن يلتفوا حول الإمام بلعرب بن سلطان، ودعوة سيف إلى نقض تعاونه مع الفرس، وعدم الاعتماد عليهم في تثبيت حكمه في عمان .

وأمام هذه الظروف الصعبة التي كان يعيشها سيف بن سلطان، آثر الاستعانة بالفرس مرة أخرى، وكانه لم يتعظ بما حدث في الحملة الأولى، ولأن الفرس كانوا على الدوام يتحينون الفرصة من أجل غزو عمان، لذلك لم يترددوا أبدا في تلبية طلب سيف، وأوعز نادر شاه حاكم بلاد فارس إلى قواته بالاستعداد من أجل التوجه إلى عمان مرة أخرى، وتم تجهيز قوة ضمت في حدود ستة آلاف مقاتل من أجل ذلك، أبحرت في يناير من عام 1738م من بندر عباس باتجاه رأس الخيمة، التي التقت فيها بقوات سيف بن سلطان.

وبعد وصول الفرس إلى عمان نجحوا في السيطرة على الظاهرة والغبي، ومن ثم توجهوا إلى بهلا ونجحوا في السيطرة عليها، ومن بهلا توجهوا إلى نزوى، التي استعصت عليهم في البداية غير أنهم تمكنوا في النهاية من السيطرة عليها رغم المقاومة الشديدة التي أبداها بلعرب بن حمير والقوات المتحالفة معه، مما أجبره على الخروج إلى وادي بني غافر.

ولعل من أشد ما ترتب على هذه الحملة هي المجازر التي ارتكبها الفرس في الظاهرة والداخلية والتي سقط على أثرها الآلاف من المدنيين والعسكريين، لا لذنب لهم سوى أنهم تصدوا لهذا الغزو الخارجي وحاولوا مقاومته، والذي كان للأسف بمساندة عمانية من قبل سيف بن سلطان وقواته.

كما نجحت هذه القوات بالسيطرة على ازكي وسمائل، وفي الرابع عشر من ابريل عام 1738م، تمكنوا من دخول مسقط ومحاصرة قلاعها مدة 41 يوما ، لم يتمكنوا خلالها من السيطرة عليها، فخرجوا من مسقط إلى بركاء في الخامس والعشرين من مايو عام 1738م، ومنها إلى صحار حتى وصلوا إلى جلفار .

وبمهاجمة مسقط التي كان من المفترض أن تكون تحت سيطرة الإمام سيف، تكشفت له النوايا الحقيقية للفرس مرة أخرى، وهي أنهم جاؤوا غزاة ومستعمرين لعمان، وليس من أجل مساعدته وانقاذ حكمه، وهو نفس الأمر الذي كشفت عنه حملتهم الأولى، دون أن يتعظ سيف بما حدث، ولعل ذلك كان من أبرز ايجابيات مهاجمة الفرس لمسقط، حتى تتضح الصورة أكثر لسيف وبنوايا الفرس، وعدم الوثوق بهم.

لذلك رأى سيف بأن من مصلحته ومصلحة البلد أن يبادر إلى حل خلافاته مع بلعرب بن حمير، من أجل مواجهة عدوهما المشترك والمتمثل في الفرس، وبالفعل تم عقد الصلح بين الرجلين القويين سيف وبلعرب في وادي بني غافر، وهو الصلح الذي أسفر عن تضحية بلعرب وقبوله للتنازل عن الإمامة لصالح سيف بن سلطان، حقنا لدماء العمانيين، ورغبة في توحيد جهودهم ضد الفرس، وهو الأمر الذي يحسب لبلعرب بن حمير، وكيف أنه فضل المصلحة العامة على حساب مصلحته الشخصية، بخلاف ما كان يفضله سيف بن سلطان، وقد نص هذا الصلح على تنازل بلعرب عن الإمامة وعلى التخلص من كل الخلافات بين الرجلين وعلى توحيد جهودهما من أجل طرد الفرس من عمان.

وبعد أن أنجز الخطوة المتمثلة في التصالح مع بلعرب بن حمير، بدأ سيف بن سلطان مباشرة في انجاز الخطوة الثانية المتضمنة طرد الفرس من عمان، وقام بتجهيز قوات بحرية وبرية من أجل تحقيق ذلك، وتمت مهاجمة الفرس في سمائل وإزكي وبهلا التي قاموا بالتحصن فيها، حتى جاء سيف بن سلطان وقام بإخراجهم من الحصن بأسلحتهم وامتعتهم، وأمر مبارك بن سعيد الغافري بمرافقتهم إلى صحار، وتمت مهاجتمهم حتى هلك أكثرهم، أما من خرج منهم من مسقط إلى بركاء فقد عادوا إلى الصير ورجع الكثير منهم من بلدانهم، لتنتهي بذلك الحملة الفارسية الثانية على عمان.

وكان مما ساعد سيف بن سلطان والعمانيين على تحقيق ذلك، الاضطرابات التي وقعت في صفوف الفرس والتي أدت إلى قيام تقي خان بقتل القائد الآخر للقوات الفارسية البحرية لطيف خان عن طريق دس السم إليه، وكذلك التذمر والاستياء من الجنود الفرس وموت الكثير منهم وانتشار المجاعة والأمراض في صفوفهم، الأمر الذي دفع الكثير منهم إلى العصيان والتمرد خاصة البحار العرب .

وبانتهاء الحملة الثانية دانت السيطرة لسيف بن سلطان على عمان ، يقول ابن رزيق في ذلك:

"ودانت السيطرة لسيف بن سلطان حصون عمان، وأدت له الرعية الطاعة، وحط الخراج عنهم".

ولكن يبدو بأن سيف بن سلطان سوف يقدم على أمور سلبية وستصدر منه أفعال تغضب العلماء، وستؤدي إلى مبايعة سلطان بن مرشد اليعربي إماما على عمان، عندما اجتمع مشايخ العلم من بهلا ونزوى وإزكي ومشايخ بني غافر ووادي سمائل ومشايخ المعاول، فعقدوا الإمامة لسلطان بجامع قرية نخل سنة 1739م، مما أدى إلى تجدد الاشتباكات بين سيف بن سلطان وبين العمانيين مرة أخرى بقيادة سلطان بن مرشد هذه المرة، حيث لجأ سيف إلى مسقط بعد سقوط حصن الرستاق بيد قوات سلطان في عام 1743م، إلا أن الإمام سلطان قام بملاحقته إلى مسقط، الأمر الذي أدى بسيف إلى التوجه نحو خورفكان بعد أن فشل في الاحتفاظ بمسقط وبعد ان فشل أيضا في استنفار القبائل الموالية له بالقرب من مسقط.

وهنا وقع ما كان يحدث في كل مرة، وهو لجوء سيف إلى الفرس كعادته من أجل القدوم لإنقاذ حكمه، وكأن ما وقع في الحملتين الأولى والثانية لم يكن كافيا من أن يتعظ أو يثنيه عن اللجوء إليهم، ليكون ذلك من الأمور الغير لائقة في التاريخ العماني وفي تاريخ دولة اليعاربة، وهو كيف يتأتى لشخص أن يطلب دعم قوات خارجية أكثر من مرة من أجل تثبيت حكمه، وقد تبينت له مواقفهم ونواياهم الحقيقية في المرات السابقة، وكأن المصلحة الشخصية ومن أجل الحكم هو الأولوية حتى وإن كان على حساب الوطن وأبناؤه.

اسئلة متعلقة

مرحبًا بك إلى لمحة معرفة، حيث يمكنك طرح الأسئلة وانتظار الإجابة عليها من المستخدمين الآخرين.
...