خطبة الجمعة بتاريخ 2 ذو الحجة 1443هـ، الموافق 1 يوليو 2022م.العشر الاوائل من ذي الحجة مناسك وفضائل
خطبة الجمعة الأولى من ذي الحجة ملتقى الخطباء العشر الاوائل من ذي الحجة مناسك وفضائل 1443
مرحباً اعزائي الزوار في موقع لمحة معرفة يسرنا بزيارتكم أن نقدم لكم أفضل الخطب مكتوبة من منابر الخطباء قابلة للنسخ والطبع خطب إسلامية مع ادعية نهاية الخطبة عن شهر ذي الحجة وعيد الأضحى المبارك كما هي أمامكم الأن
خطبة الجمعة بتاريخ 2 ذو الحجة 1443هـ، الموافق 1 يوليو 2022م.العشر الاوائل من ذي الحجة مناسك وفضائل
الإجابة
خطبة الجمعة بتاريخ 2 ذو الحجة 1443هـ، الموافق 1 يوليو 2022م.العشر الاوائل من ذي الحجة مناسك وفضائل
تحت عنوان
العشر الاوائل من ذي الحجة مناسك وفضائل
اقرأ في هذه الخطبة
اولا : العشر الاوائل من ذي الحجة ايام مناسك ثانيا : من فضائل عشر ذي الحجة
ثالثا : أبواب الخير في العشر الاوائل من ذي الحجة كثيرة منها : الصلاة - القرآن - الصوم - الصدقة - الحج الأضحية والسنة فيها
الخطبة الأولي
الحمد لله الذي اقسم بالفجر فَجْرُ يَوْمِ النَّحْرِ ، وَهُوَ خَاتِمَةُ اللَّيَالِي الْعَشْرِ ثم اكمل القسم بها فقال ( وَالْفَجْرِ وَلَيَالٍ عَشْرٍ) واقسم بالشفع وهو يوم النحر واقسم بالوتر وهو يوم عرفة اعظم فجر ثم اقسم بلَيْلَةَ جَمْع ثم بين فضل الطاعة فيها لاصحاب العقول فقال ( وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ (3) وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ (4) هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ (5) الفجر
واشهد ان لا اله الا الله اكمل الدين في هذه العشر واتم النعمة وفتح مكة ، واتم السلطان في العرب، وازال دولة الأوثان، وجعل الكلمة العليا هي كلمة التوحيد والقران واتم النصر ورضي لنا الاسلام دينا دين عز ويسر ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا )
واشهد ان سيدنا محمدا سيد البشر رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الذي قال مَا مِنْ أَيَّامٍ العَمَلُ الصَّالِحُ فِيهِنَّ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ الأَيَّامِ العَشْرِ اللهم صلِّ وسلِّم وبارك عليه وعلى آله وصحبه سادة البشر ما تعاقب الليل والنهار وكلما أشرقت الشمس أو بزغ القمر
أمّا بعد:
فاتقوا الله تعالى حق التقوى، والتمسوا من الأعمال ما يحب ويرضى، واعلموا انكم مقبلون علي شهر كريم ، وموسم عظيم ، لا سيما هذه العشر المباركات، فإنهن الأيام المعلومات، التي أقسم الله بها في محكم الآيات. فاغتنموها رحمكم الله بالمسارعة في الخيرات ، والإكثار من الحسنات، فإن الحسنات يذهبن السيئات فهذه أيام إجابة الدعوات، هذه أيام الإفاضات والنفحات، هذه أيا معتق الرقاب الموبقات، وهذه مواسم الأرباح والمجاهدات عند ذوي الهمم العاليات، فأكثروا فيها من التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير والاستغفار والتوبة والإقلاع من الذنوب حتي لا تذهب الأعمار منكم في الغفلات، والتمادي في الشهوات، فتندموا حين لا تنفع الندامات.
اولا : العشر الاوائل من ذي الحجة ايام مناسك
فهذه العشر ايام مناسك
أمر الله الجليل نبيه ابراهيم الخليل أن ينادى في الناس أن الله كتب عليكم الحج فحجوا فقال كيف يبلغ صوتى فقال عليك الاذان وعلينا الاسماع فخضفت الجبال رؤوسها واسمعت الارحام ما في اصلابها فكل من سمع النداء رد ملبيا لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك ان الحمد والنعمة لك والملك لبيك اللهم لبيك
قال ربنا جل وعلا ( وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ (27) الحج
ان الحجاج يتجردون لله المجيد في أيام المناسك وقضاء المناسك التي عليهم كما سمعوا من حبيبهم ( خذوا عني مناسككم ) ألسنتهم تجهر بالتلبية والتهليل والتعظيم لله ومن عداهم يصومون يوم عرفات ويعظمون رب الأرض والسموات أما أهل الموقف فينزلون مني يوم التروية وهو الثامن ويقفون عرفة يوم التاسع وفي قلوبهم قول نبيهم ( الحج عرفه ) فإذا جاء يوم الأضحى ينحرون ويسعون ويرجمون ويطوفون ويحلقون ويتحللون في اليوم العاشر وهو يوم النحر الذي هو أفضل أيام المناسك وأظهرها وأكبرها جميعًا وهو يوم الحج الأكبر قال الله تعالى: (وَأَذَانٌ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ) [التوبة: 3].
وفي صحيح البخاري عن ابن عمر رضي الله عنهما: وقف النبي صلى الله عليه وسلم يوم النحر بين الجمرات في الحجة التي حج وقال: «هذا يوم الحج الأكبر».
ثم امر الله عباده الحجاج أن يديموا ذكره، فأمرهم بذلك وخاصة بعد انقضاء المناسك يقول تعالى: ( فإذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله كذكركم آباءكم أو أشد ذكراً فمن الناس من يقول ربنا آتنا في الدنيا وما له في الآخرة من خلاق ومنهم من يقول ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار أولئك لهم نصيب مما كسبوا والله سريع الحساب [البقرة:200-202].
ثانيا : من فضائل عشر ذي الحجة ما يلي .
لقد كان السلف يعظمون ثلاثة أعشار، عشر ذي الحجة والعشر الأواخر من رمضان، والعشر الأول من شهر الله المحرم .
لقد وردت أحاديث مُفصِّلة لفضل هذه الأيام العشر وتلك الأحاديث المفصلة بثواب الاعمال الصالحة في هذه الايام مروية عن نبينا صلى الله عليه وسلم وهي متصلة من ذلك ما رواه البخاري ومسلم واحمد عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أَحَبُّ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ - يَعْنِي أَيَّامَ الْعَشْرِ - " قَالَ: قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَلا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ؟ قَالَ: " وَلا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ، إِلا رَجُلًا خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ، ثُمَّ لَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ " اخرجه احمد
وما رواه الإمام الترمذي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَا مِنْ أَيَّامٍ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ أَنْ يُتَعَبَّدَ لَهُ فِيهَا مِنْ عَشْرِ ذِي الحِجَّةِ، يَعْدِلُ صِيَامُ كُلِّ يَوْمٍ مِنْهَا بِصِيَامِ سَنَةٍ، وَقِيَامُ كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْهَا بِقِيَامِ لَيْلَةِ القَدْرِ» رواه الإمام الترمذي وقال هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ وابن ماجه والحديث رواه الإمام البيهقي وبه ضعف
أي ان صيام يوم من عشر ذي الحجة يعدل صيام سنة وقيام ليلة من عشر ذي الحجة يعدل قيام ليلة القدر.
عن أنس بن مالك قال: كان يقال في أيام العشر لكل يوم ألف ويوم عرفة عشرة آلاف يوم يعني في الفضل. قال الحاكم في هذا الأثر: هذا من المسانيد التي لا يذكر سندها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
ومعناه من عمل فيها فضيلة كأنه عمل هذه الفضيلة في ألف يوم فيما سوى أيام عشر ذي الحجة
ان فضلها كبير لا يحصى فمن فضلها
أولا : أن الله أقسم بها في كتابه، العظيم فقال ( وَالفَجْرِ وَلَيَالٍ عَشْرٍ ) [الفجر:2] والليالي العشر هي عشر ذي الحجة، وهذا ما عليه جمهور المفسرين والخلف ، وقال ابن كثير في تفسيره: وهو الصحيح.
والعظيم لا يقسم إلا بعظيم ، ومما يدل على ذلك أن الله لا يقسم إلا بأعظم المخلوقات، كالسموات والأرض والشمس والقمر والنجوم والرياح، ولا يقسم إلا بأعظم الأزمان، كالفجر والعصر والضحى والليل والنهار والعشر، ولا يقسم إلا بأعظم الأمكنة، كالقسم بمكة، وله أن يقسم من خلقه بما يشاء، ولا يجوز لخلقه أن يقسموا إلا به، فالقسم بها يدل على عظمتها ورفعة مكانتها وتعظيم الله لها.
ثانيا : ان عشركم هذه هي في صدر ذي الحجة خاتم الأشهر المعلومات، أشهرِ الحج التي قال الله فيها: الحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ، وهي شوال وذو القعدة وعشر من ذي الحجة.
إنها في الأشهر الحرم، فذو الحجة من الأشهر الحرم قال تعالى: إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّماوات وَالأرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذالِكَ الدّينُ الْقَيّمُ فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ وَقَاتِلُواْ الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ [التوبة:36].
ثالثا : أن الله تعالى قرنها بأفضل الأوقات، والقرين بالمقارن يقتدي، فقد قرنها بالفجر وبالشفع والوتر وبالليل.
وجعلها الأيام المعلومات التي شرع فيها ذكره : فقال تعالى: (ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام) [الحج:28] وجمهور العلماء على أن الأيام المعلومات هي عشر ذي الحجة، منهم ابن عمر وابن عباس.
رابعا : ان العبادات تجتمع فيها ولا تجتمع في غيرها، فهي أيام الكمال، ففيها الصلوات كما في غيرها، وفيها الصدقة لمن حال عليه الحول فيها، وفيها الصوم لمن أراد التطوع، أو لم يجد الهدي، وفيها الحج إلى البيت الحرام ولا يكون في غيرها، وفيها الذكر والتلبية والدعاء الذي تدل على التوحيد، واجتماع العبادات فيها شرف لها لا يضاهيها فيه غيرها ولا يساويها سواها
وأن الله تعالى أكمل فيها الدين ؛ واتم النعمة ورضي لنا الاسلام دينا إذ تجتمع فيها العبادات كلها، وبكمال الدين يكمل أهله، ويكمل عمله، ويكمل أجره، ويعيشون الحياة الكاملة التي يجدون فيها الوقاية من السيئات، والتلذذ بالطاعات، ومحبة المخلوقات، وبكمال الدين تنتصر السنة، وتنهزم البدعة، ويقوى الإيمان، ويموت النفاق، وبكمال الدين ينتصر الإنسان على نفسه الأمارة بالسوء لتكون نفساً مطمئنة تعبد الله كما أراد، وتقتدي بالأنبياء، وتصاحب الصالحين، وتتخلق بالأخلاق الحسنة وقد كمل الدين حتى تركنا الرسول صلى الله عليه وسلم على المحجة البيضاء، ليلها كنهارها ، لا يزيغ عنها إلا هالك شقي.
وقد حسدنا اليهود على هذا الكمال، سال عنها حبر من أحبار اليهود لعمر رضي الله عنه
روي البخاري ومسلم عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ، أَنَّ رَجُلًا، مِنَ اليَهُودِ قَالَ لَهُ: يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ، آيَةٌ فِي كِتَابِكُمْ تَقْرَؤونَهَا، لَوْ عَلَيْنَا مَعْشَرَ اليَهُودِ نَزَلَتْ، لاَتَّخَذْنَا ذَلِكَ اليَوْمَ عِيدًا. قَالَ: أَيُّ آيَةٍ؟ قَالَ: {اليَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا} [المائدة: 3] قَالَ عُمَرُ: «قَدْ عَرَفْنَا ذَلِكَ اليَوْمَ، وَالمَكَانَ الَّذِي نَزَلَتْ فِيهِ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ قَائِمٌ بِعَرَفَةَ يَوْمَ جُمُعَةٍ»
وأنهما لنا عيدين وكمال الدين يدل على كمال الأمة وخيرتيها.
خامسا : عشركم هذه تمام الأربعينَ التي واعدها الله عز وجل لموسى عليه السلام، قال الله تعالى: وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً [الأعراف: 142]. إِنَّهَا عَشْرٌ مِنْ أَوَّلِ ذِي الْحِجَّةِ {وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا} [النساء: 164] ، وَقَرَّبَهُ نَجِيًّا فِي أَيَّامِ الْعَشْرِ وَكَتَبَ لَهُ الْأَلْوَاحَ فِي أَيَّامِ الْعَشْرِ.
عن مجاهد: (وواعدنا موسى ثلاثين ليلة وأتممناها بعشر) ، قال: ذو القعدة، وعشر ذي الحجة. رواه عبد الرزاق عن مجاهد رحمه الله.
فطلب الرؤية يوم عرفة وصعق وافاق ثم اعطي الألواح يوم النحر
فَعَلَى هَذَا يَكُونُ قَدْ كَمَّلَ الْمِيقَاتَ يَوْمَ النَّحْرِ، وَحَصَلَ فِيهِ التَّكْلِيمُ لِمُوسَى، عَلَيْهِ السَّلَامُ
تابع قراءة الخطبة في الأسفل