0 تصويتات
في تصنيف المناهج الدراسية بواسطة (2.1مليون نقاط)

بحث جاهز حول الفلسفة الإسلامية - تعريف الفلسفة الإسلامية وعوامل نشأتها بحوث في الفلسفة الإسلامية

بحث حول الفلسفة الإسلامية 

تعريف الفلسفة الإسلامية وعوامل نشأتها

بحوث في الفلسفة الإسلامية

خاتمة عن الفلسفة الإسلامية

مقدمة عن الفلسفة الإسلامية 

اوجة التشابه والتداخل والاختلاف بين الفلسفة الاسلامية واليونانية مقال حول اوجة المقارنة 

خصائص الفلسفة الإسلامية PDF

الفلسفة الإسلامية doc

اداب وفلسفة بكالوريا 

موقع لمحة معرفة يسرنا بزيارتكم في موقعنا التعليمي المتميز والمتفوق باجابتة الصحيحة أن نقدم لكم بحث جاهز حول الفلسفة الإسلامية - تعريف الفلسفة الإسلامية وعوامل نشأتها بحوث في الفلسفة الإسلامية

الإجابة هي كالتالي 

بحث جاهز حول الفلسفة الإسلامية

تعريف الفلسفة الإسلامية وعوامل نشأتها

تعتبر الفلسفة الإسلامية تركيبة من المجالات المعرفية، وتضم عدة أشكال كالتصوف والفقه وعلم الكلام. لكن الفلسفة الإسلامية قد عرفت انتقادات يندى لها الجبين ولا تستحق أي اهتمام من طرف بعض المستشرقين، حيث اعتبروا الفلسفة الإسلامية ليست سوى فلسفة مكتوبة بحروف عربية ولكن أصلها إغريقي بكل التفاصيل. هذه الانتقادات هي التي دفعت المفكر المصري "مصطفى عبد الرازق" (1947- 1885) لكتابة كتاب "تمهيد لتاريخ الفلسفة الإسلامية" لكي يردّ على انتقادات المستشرقين ويتبث أصالة الفلسفة الإسلامية. إذن، هل يمكن لنا الحديث عن فلسفة إسلامية تقوم على نسق فلسفي خاص؟ أم أنها إعادة لإنتاج ما قاله أفلاطون وأرسطو؟

لقد اختلف الباحثون في تعريف الفلسفة الإسلامية، بين من نفى وجودها واعتبرها إعادة إنتاج للفلسفة اليونانية وأن ما كتبه (الكندي، الفارابي، ابن رشد) هو تكرار لما قاله أفلاطون وأرسطو، هذه نظرة المستشرقين، ودليلهم على ذلك هو أن الفرد العربي قاصر على إبداع صيغ فلسفية متكاملة. ونجد أيضا بعض الإسلاميين المعاصرين لم يعترفوا بالفلسفة الإسلامية بدافع ديني تعصبي، معتبرين أن فلسفة الإسلام مستمدة من أصوله العقائدية والثقافية.

نَهلت الفلسفة الإسلامية من عدة مَنابع نذكر منها: التصوف الإسلامي الذي يشمل الأفلاطونية المحدثة وينحدر من الأمشاج المسيحية واليهودية، ثم الفقه وعلم الكلام. لقد ظهرت الفلسفة الإسلامية مع الكندي، الفارابي وابن رشد، هذا الأخير -ابن رشد- استطاع أن يؤسس نسقا فلسفيا بين الفقه وعلم الكلام. إن الفلسفة الإسلامية في حد ذاتها هي الفقه وعلم الكلام خصوصا مع المعتزلة لأنهم ناقشوا القضايا الكبرى بالاعتماد على العقل. وتبقى مرحلة الاندلس هي مرحلة الرقي الفلسفي مع كل من إبن رشد و ابن طفيل 

كما لا ننسى مرحلة التمهيد لهذا الرقي مع الرازي خصوصا ، اما مرحلة الفلسفة الشرقية او المشرقية { مرحلة الصراع والتأسيس ، ..........}

بحث جاهز حول الفلسفة الإسلامية

الإجابة هي كالتالي 

يعتقد البعض ان الفلسفة الاسلامية ما هي الا مجرد استمرار للفكر الفلسفي اليوناني، وبأن المسلمين لم تكن لهم فلسفة خاصة بهم، بل ذهب آخرون بعيداً فعزا سبب ذلك الى ضحالة العقلية الاسلامية وعجزها عن تعمق مشكلات الفكر والغور في المذاهب الفلسفية، والاتيان بجديد يستحق ان يضاف الى محصلة الفكر الانساني. ويرجع هؤلاء الا ان الفلسفة اليونانية قد ملأت كل المنافذ الابداعية على الذين يأتون بعدها، وقد جاءت فلسفتهم متكاملة في تفسير الكون والانسان المبدع الاول، ولم يبق للقادمين بعدهم الا التفسير والشرح والتعليق على مسائلها وما كان دور المسلمين الا واسطة نقل فلقد اخذوا من الهليلنيين والرومان والمسيحيين هذا التراث فسلموه بدورهم الى فلاسفة القرون الوسطى، فهم نقلة للعلم الفلسفي اليوناني ليس الا، ولم تكن الفلسفة الاسلامية الا نقلا لفلسفة اليونان من لغتها الاصلية الى اللغة العربية، فتكون هي فلسفة اليونان كتبت بلغة عربية.

ويرى فريق آخر ومنهم مستشرقون ان الفلسفة العربية الاسلامية نشأت في احضان الثقافة العربية الاسلامية التي تمثلت في القرآن، وفي العلوم العربية، ولقد ساهم فيها عرب ومسلمون. صحيح ان العقل العربي قبل الاسلام لم يحمل أي بذور تصلح للتطور، الا ان العرب بعد حملهم الرسالة السماوية ونشرها، كانت لهم بذور فلسفية تأتت من انفتاح عقولهم على العالم. ولو تتبعنا موضوعات التفكير الكلامي او الفلسفي في اول نشأته عند المسلمين، فأننا نجدها موضوعات اسلامية بحتة يدور الجدل فيها، اما في مواجهة المنحرفين والمعترضين على الدين او في مواجهة التزمت السيئ. والتزام حرفية النصوص الدينية، او التحجر الفقهي، ولا يمكن ان نعزو الفلسفة الاسلامية كونها تدور حول مشكلات الدين الاساسية كالتوحيد والخلق والمعاد فحسب. فان صح ذلك على علم الكلام فانه لا يمكن ان ينسحب على مجمل الانتاج الفلسفي عند المسلمين. صحيح انهم تلقوا من الخارج مجموعة مضطربة وتلفيقية من تيارات الفكر الفلسفي، لكنهم حاولوا التوفيق بينها وبين الدين، كما فعل ابن رشد، كما ان لهم مواقف فلسفية خاصة تميزت بحلول مبتكرة ذات طابع فكري حر وجاءت متأثرة بالمناخ العقلي الاسلامي (تاريخ الفلسفة في الاسلام) يور دي يورا ترجمة (عبدالهادي ابو ريدة) القاهرة ص 102 .

ولقد انبرى بعض المستشرقين من امثال (دوجا) للدفاع عن العقلية العربية الاسلامية، وقد اثبت ان المسلمين عارضوا ارسطو، وكونوا فلسفة بها عناصر مختلفة عما كان يدرس بالمدرسة المسائية، وذكر ان عقلية كعقلية ابن سينا لا يمكن الا ان تنتج جديداً وطريفاً في ميدان الفكر، وان آراء المعتزلة والا شاعرة ليست سوى ثمار يانعة من اثار العقل العربي الاسلامي. (بين الغزالي وديكارت بحث في مجلة الشرق الجديد 1964 محمد علي ابو ريان). ومن المفكرين القدامى الذين انصفوا العرب والمسلمين ومنهم الشهرستاني صاحب كتاب الملل والنحل الذي يشير الى وجود نوع اولي من الحكمة عند العرب في الجاهلية يتمثل في الحكم القصيرة والامثال المركزة.

ويعقد الشهرستاني مقارنة بين العرب والهنود ويتوصل الى ان هذين الشعبين يتشابهان في ميل كل منهما الى تقرير خواص الاشياء والحكم باحكام الماهيات (كتاب الملل والنحل للشهرستاني ص 235 ).

وقدبرع فلاسفة الاسلام في تناول الفلسفة اليونانية وصارت لهم فلسفة خالفوا فيها كثيراً من آراء المعلم الاول (ارسطو) (مقدمة ابن خلدون ص 419)، وخلاصة القول ان الفلسفة الاسلامية ظهرت مع ظهور القرآن الكريم، ولا يمكن ان تنكر على العرب في الجاهلية خلدهم من التفكير المعقد. فلقد أتت الينا نصوصً في الحكمة، والامثال وتكهنات كلامية كانت سائدة في المجتمع الجاهلي، الا ان أســـس الفلسفة الاسلامية ترسخت بعد نزول القرآن الكريم ذلك انه نشأ من طول معاناة علوم القرآن الكريم والحديث علم اسلامي اصيل هو علم اصول الفقه (تمهيد لتاريخ الفلسفة) الشيخ مصطفى عبدالرزاق ص 146 القاهرة.

والذي اظهر المذاهب الكلامية، وجاءت الفلسفة اليونانية، لكي تجد الارض خصبة وتجد عقلاً فلسفياً اكتملت لديه جميع اسباب النظر الفلسفي من خلال النظر في مسائل الفقه واقضيته وقياساته، فلم يكن تيار الفلسفة اليونانية سوى رافد اندفع ليلتقي مع المجرى الكبير وحتمية التأثير الثقافي المتبادل كنتيجة للتجاور المكاني والتماس الحضاري في هذه المنطقة. وما اقبال المسلمين على التراث اليوناني الى استعراض لقضاياه مقارنة باسلوب المتعلم. فرفضوا ما يتعارض منه مع الدين، وقبلوا ما لا يناقض العقيدة ويتلخص الموقف في ان المسلمين قد تدرجوا في طلب المعرفة منذ بداية عهدهم بالتحضر، فأقبلوا في صدور الاسلام على علوم القرآن والسنة، وحذقوا في مباحثها وتطرقوا الى الاحكام الفقهية والى مناقشة قضايا الدين. نشأ علم الفقه، وكذلك نشأ علم الكلام. ثم تعمق المسلمون في مشكلات واحكام الدين فنشأ علم اصول الفقه، وكذلك توصل المسلمون بدون عون خارجي الى استنباط الاحكام الفقهية وبلغوا في كل مبلغ الكمال والنضج ثم طلبوا في هذا الطور من حياتهم فلسفة اليونان، فترجمت لهم واقبلوا على دراستها وتفهم مشاكلها محاولين التوفيق بينها وبين الدين، فهم لم يطلبوا الفلسفة الا في فترة كانوا قد وصلوا فيها من الناحية العقلية الى مستوى هذا التراث الفلسفي والا فكيف لهم التعامل مع هذه الفلسفة العميقة اذ لم يكونوا بمكانه من النضج العقلي وقدرة الاستيعاب والتمييز.

وفي النهاية فان المسلمين مثل غيرهم من الشعوب قد مروا بادوار تصاعدية للنضج العقلي. فاليونان والهنود والفرس مروا بهذه الادوار حتى وصلوا الى ما هم عليه. وان تبادل الحضارات هو شيء طبيعي وهو سنة الحياة

بحث عن الفلسفة الاسلامية وموقعها من الفكر الفلسفي الانساني

 

مما لاشك فيه. أن اليونانيين قد تناولوا مشاكل العالم والنفس والالوهية وتناولوها في الدراسة والنقاش المنطقي، وتوصلوا الى مواقف خاصة “طرق” ودعموا حججهم بالبراهين العقلية. ولقد توصلوا الى هذه (الطرق) و (السبل) على اساس صادق يسلمون به على ان ثمة قانوناً أزلياً ينظم سائر الظواهر. وان كل التفاعلات الجوهرية لا تخرج من هذا القانون. وبهذا هم حددوا مفهوم الفلسفة منذ بدايتها. ولقد استبعدوا آراء الشعوب وايماناتهم العقلية التي لا تحمل تبريراً منطقياً.

ولقد ادى انتشار الفلسفة اليونانية في المنطقة الشرقية للبحر الابيض المتوسط. وهي المنطقة التي ظهرت فيها الاديان الثلاثة الكبرى اليهودية والمسيحية والاسلام. ولقد ادى هذا الانتشار للفلسفة في هذه المنطقة الى الاحتكاك والتصادم بين الفلسفة وهذه الاديان. ولا سيما ان هناك خصائص مشتركة تجتمع عليها كل من الفلسفة والاديان.. والموضوعات التي تصدى لمعالجتها الفلاسفة لا تبتعد كثيراً عما تعرضت له الاديان مع اختلاف في المنهج والغاية.

الفلسفة تعتمد على التفسير العقلي، اما الدين فأنه يستند الى الدليل النقلي والصواب عند الفيلسوف يقوم على اساس عدم التناقض المنطقي، ويستند في مجمله الى المبادئ الاساسية للمنطق العقلي، اما في مجال الدين فأن الايمان المطلق الصدق الوحي والتصديق بالرسالات، وكانت المواجهة بين الفلسفة والدين تؤدي دائماً الى تقاطع او انسجام او ان يؤثر احدهما في الآخر وادى ذلك الى انتشار الثقافة بمفاهيمها المتعددة لقد كان الاوائل يصرون على الابتعاد عن اسلوب التفسير العقلي للنصوص الدينية ويرفضون صور التأويل التي تجعل للنص ظاهراً وباطناً ويصرون على الايمان بظواهر النصوص، لذلك فقد رفض الاوائل من اتباع الديانات السماوية، أي محاولة للالتقاء بين الدين والفلسفة.

ولما كان اصحاب الفلسفة الوطنية لديهم الحجج المنطقية للهجوم على الاديان فلقد انبرى المفكرون من المؤمنين الى التزود بالمنطق للرد على المخالفين والمعترضين على العقيدة. وهكذا نشأ علم الكلام المسيحي والاسلامي. وكانوا يستندون الى الايمان بصحة العقيدة وصدق الرسالات. ولما كان اصحاب الفلسفة لا يأمنون بمبدأ الايمان والنقل، بل يؤمنون بنقطة البدايةولا تؤمن الا بقواعد المنطق الاساسية. لهذا بدأ علم الكلام يتعمق لكي يلتقي مع النظرة الفلسفية. ولكي تكتمل اسباب التبرير العقلي للدين.

ولقد تمثل ذلك في مواقف المعتزلة وفي كتب علم الكلام المتاخر، كما هو الحال في مواقف ابن سينا.

ومن ثم فان التقاء الفلسفة بالدين كان لابد ان يتم، وان يتخذ صورة التوفيق بين العقل والنقل.

وهذه المحاولات قد اثمرت ردود فعل مختلفة. اذ تصدى الغزالي للفلسفة وكفر الفلاسفة، ولكنه تجاوب مع بعض المسائل. بينما نجد ابن تيمية ومن هم على منهجه من المتشددين قد تمسكوا بالصورة الاولى للسلف منذ بدء ظهور الاسلام ورفضوا كل دعاوى الفلسفة وعلم الكلام. واتجه فريق ثالث من الذين رفضوا النقاش العقلي وذهبوا بعيداً في طريق الايمان الخالص والحب الصادق والنشوة الصوفية، وقد سلك هؤلاء مسلك الزهد والتقشف خوفاً على العقيدة من مغبة الخلاف، هذا الخلاف الذي استشرى حول الامامة وابتعدوا عن الترف وملاذ الحياة التي هلت على المسلمين جراء الفتوحات وهم طبقة الزهاد والعباد والبكائين، الذين وضعوا البواكير الاولى لحركة التصوف. وقد ظهر هؤلاء كرد فعل على جميع صور الجدل حول العقيدة، وكذلك ضد تيار التزمت الفقهي. وعندما ذاعت قضايا الفلسفة واعتنقها المسلمون كان على المتصوفين ان ينغمسوا فيها وهكذا ظهر تيار التصوف الفلسفي عند ابن سينا والسهروردي والحلاج.. الخ.

وهكذا يمكن اجمال التراث العقلي والروحي عند المسلمين – علم الكلام – الفلسفة البحتة – التصوف.

تابع قراءة المزيد من المعلومات المتعلقة ب بحوث في الفلسفة الإسلامية في اسفل الصفحة على مربع الاجابة 

6 إجابة

0 تصويتات
بواسطة (2.1مليون نقاط)
 
أفضل إجابة
المشكلة الثانية: في تاريخ الفلسفة الإسلامية
طرح المشكلة:  ما من شك أن التفكير الفلسفي قد بدأ عند اليونان، حيث تناولوا موضوعات العلم والنفس، والألوهية، وكانت لهم مواقف ومذاهب دافعوا عنها بأدلتهم، وهكذا تحدد مفهوم الفلسفة عندهم، وبهذا كانت الفلسفة اليونانية هي الصورة الأولى الكاملة للفكر الفلسفي الإنساني، فهل هذا يعني أن الفلسفة الإسلامية مجرد استمرار لهذه الحركة الفكرية أم أنها إنتاج ينتمي إلى البيئة الإسلامية؟ وهل لمفكري الإسلام فلسفة على شاكلة اليونان، وإن كانت لديهم فلسفة فما هي خصائصها ومناهلها؟ وفي أي مجال تتجلى؟ وما طبيعة العلاقة بين الدين كعقيدة والفلسفة كعقل؟.
أولا: ما ذا عن الفلسفة الإسلامية كفكر ديني أمام التراث الفلسفي اليوناني العالمي وجهود العرب في التعريف به؟.
* الفكر الإسلامي تشترك فيه ثلاث عبقريات أساسية:
** العبقرية اليونانية: يرى الباحثون أن الفلسفة الإسلامية ما هي إلا امتداد للفلسفة الإغريقية التي تمت عن طريق الترجمة والنقل دون تعديل أو معارضة، اشتغل بها جمع من المفكرين في أواخر العهد الأموي، وأيام المأمون في العهد العباسي إثر تأسيس " بيت الحكمة" عام 813 م، وتشكيل لجنة من المترجمين أمثال: "حنين بن إسحاق"، "يحي بن البطريق"، "ثابت بن قرة"...
** العبقرية الإسلامية: فالفلسفة الإسلامية نشأت عن تفكير الجماعة الإسلامية في الكون وفيما بعده، وفي الإنسان فردا وجماعة وفق ما جاء به الإسلام، وهذا من خلال الأصول التي قام عليها الدين الإسلامي المتمثلة في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة. قال تعالى: " إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب" (آل عمران الآية: 190). وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "الحكمة ضالة المؤمن أنا وجدها فهو أحق بها"، وقوله أيضا: "لا يزال الرجل عالما ما طلب العلم، فإذا ظن أنه علم فقد جهل".
** العبقرية العربية: * كونها لغة القرآن الكريم، ويذهب بعض المفكرين إلى أن لفظ "العربي" مرتبط بالأصل العربي على أساس الانتماء إلى السلالة العربية، في حين رأى البعض الآخر أن اللغة العربية هي لغة المتكلمين خاصة منهم النحاة (علماء النحو) وفقهاء اللغة، فتنصاع إليهم ألفاظها وتدين لهم قواعدها، كما أن لغة القرآن تحمل بين ثناياها تصانيف الفقهاء والعلماء والفلاسفة في معظمها، وهي تساهم في توحيد لسان المسلمين على تنوع أعرافهم وثقافاتهم، ويسر حفظ القرآن الكريم والأحاديث، إضافة إلى علوم الدين، والتاريخ الإسلامي نقل أن الفلسفة الإسلامية تحمل روحا عربية.
* من مظاهر الفلسفة الإسلامية علم الكلام:
هل علم الكلام تفكير أصيل يختلف عن الفلسفة؟ وإذا كانت هناك علاقة بينهما فما طبيعتها؟
يعرف "ابن خلدون" علم الكلام على أنه: "علم يتضمن الحجاج عن العقائد الدينية بالحجج العقلية والرد على المبتدعة والمنحرفين في الاعتقاد عن مذهب السلف الصالح وأهل السنة". وعرفه الإمام "أبو حامد الغزالي" في كتابه (المنقذ من الضلال) بقوله: "يقصد بعلم الكلام حفظ عقيدة أهل السنة وحراستها من تشويش أهل البدع". فعلم الكلام ينطلق من مسلمات دينية ويستعمل الحجة العقلية للدفاع عن العقيدة وأهم فرقه: المعتزلة، الأشاعرة، المرجئة، الشيعة والماتريدية.
الأسباب الداخلية لظهور علم الكلام:
كان سياسيا بسبب الخلافات الحزبية بين السنة والشيعة والخوارج والمرجئة، والجدل الذي دار بين كل فريق في محاولة إقامة الحجة الشرعية والعقلية على الخصوم. أي أن الصراع انتقل من المستوى السياسي إلى المستوى العقائدي.
الأسباب الخارجية لعلم الكلام:
تمثلت في الجدل الكلامي (اللاهوتيات) الذي دار مع أهل الكتاب من المسيحيين واليهود، والرد على المشركين من الديانات المزدكية، الزرادشتية، الدهريون، المانوية...الخ، وإفحام الزنادقة والمبتدعة الذين يشككون في الدين.
 خصائص علم الكلام بالقياس إلى الفلسفة (اليونانية والإسلامية):
الفرق بين علم الكلام والفلسفة:
* علم الكلام يتناول قضايا عقلية، ويطرحها داخل إطار عقائدي، فيما تتناولها الفلسفة وتطرحها طرحا حرا لا يخضع لأية سلطة.
* علم الكلام يستخدم العقل لخدمة الشرع، فالشرع أولا والعقل ثانيا، على أن هذا لا يعني أن منهجية البرهنة واحدة لدى الأشاعرة (النقل ثم العقل)، والمعتزلة (العقل ثم النقل) على الرغم من انطلاقهما من الإيمان بعقيدة التوحيد.
* يهدف علم الكلام بواسطة المناظرة والجدال إلى الدفاع عن العقيدة في وجه المشركين، في حين أن الفلسفة تسعى إلى إدراك الحقيقة المطلقة من غير احتكام لسلطة غير سلطة العقل. وكأن المتكلم محام مخلص يدافع عن قضية، أما الفيلسوف فبمثابة قاض نزيه لا يصدر حكما إلا إذا اطلع على ظروف القضية وتعرف على أبعادها.
ويمكن إبراز أهم نقاط الالتقاء والاتفاق بين علم الكلام والفلسفة فيما يلي:
* كلاهما يعتمد على المنهج العقلي، واستخدام المنطق في البرهان للوصول إلى الهدف المقصود.
* علم الكلام يناقش موضوعات كثيرة تتناولها الفلسفة في بحوثها الإنسانية والإلهية كمسألة الله وصفاته، التأمل في الكون...
* كلاهما يعبر عن طبيعة البيئة التي يعيشانها، وإبراز مشكلاتها كمرآة عاكسة لمعطيات واقعهما.
ملاحظة: تنوع الطرح الفلسفي عند المسلمين بين علم الكلام، والفلسفة المتشعبة بالأفكار الدينية، وأطروحات أخرى تتقاطع فيها الفلسفة بالتصوف مثل "ابن عربي"، وأحيانا الكلام بالتصوف مثل "الغزالي". وهذا الزخم والثراء يدل على أن الإبداع الفلسفي لا يرتبط بعرق من الأعراق كما ادعى "ارنست رينان"، كما لا يمكن إنكار إسهام المسلمين في القضايا العالمية الإنسانية بروح إسلامية فيها الكثير من الإبداع والابتكار.
ثانيا: خصوصية القضايا الفكرية التي يثيرها المفكرون الإسلاميون:
* التوفيق بين الدين والفلسفة من حيث المحتوى:
جاء القرآن الكريم ليأمر بطلب العلم والتفقه في أمر الدين والدنيا، وهذا لا يتم إلا بالعقل، ولهذا نجد أن معظم آيات القرآن الكريم موجهة إلى العقل تدعوه إلى النظر والبحث والتأمل في كل المخلوقات، ومعرفة الظواهر التي تحيط بالإنسان، فهي دعوة صريحة للتفلسف وجهت إلى العقل ذاته لقوله تعالى: "فلينظر الإنسان مما خلق". ولا يمكن للإنسان التفسير إلا باستعمال العقل. وقد ذكر القرآن العقل سبعا وأربعين مرة، وقد أخضعت الظواهر الكونية لأحكام العقل بلفظ (تعقلون) 24 مرة، لهذا يقول العلامة "ابن رشد": "لقد خلق الله لنا كتابين، كتاب محسوس وكتاب مقروء نقرأ في هذا ما نقرأ في ذاك".
* التوفيق بين الدين والفلسفة من حيث المبادئ:
نجد في الفلسفة الإسلامية محاولات متواصلة للتقريب بين المبادئ العقائدية والتأمل الفلسفي، وذلك لاشتراكهما في الدوافع الفكرية، والتشريعية، والضرورات الحضارية.
* حدود استعمال العقل في النص:
إن الحجر الأساس في الإسلام عقيدة التوحيد، كونها التسليم المطلق بوجود إله واحد لهذا العالم خلقه وهو مدبره وإليه يعود، وهذا شيء لا يقبل التأويل ولا النقاش، إضافة إلى وجود الله، فإنه يصف نفسه بالكثير من الصفات كالعادل والعليم...الخ، كما ينسب الله لنفسه أفعال وصفات كالاستواء والسمع والبصر، وجب تأويلها لتنزيهه سبحانه وتعالى عن كل نقص وتجسيم. ونعني بالتأويل عملية عقلية تخرج اللفظ من معناه إلى معنى مجازي، أو كما يقول "ابن رشد": "إخراج اللفظ عن الدلالة الحقيقية إلى الدلالة المجازية، من غير أن يخل ذلك بعادة لسان العرب في التجوز بتسمية الشيء بشبيهه أو سببه..". وتجدر الإشارة إلى أن هناك أربع فرق مارست التأويل كضرورة اجتهادية: الفقهاء، علماء الكلام، الفلاسفة ورجال الصوفية.
* حدود استعمال العقل في الغيبيات:
 لم يتفق المسلمون على درجة استعمال العقل في النص، كما لم يتفقوا على مدى تدخل العقل في الغيبيات، فالقد صرح "أبو حامد الغزالي" بقصور العقل وعجزه في أمور الغيبيات التي يجب التصديق بها وحسب، تماما كما صنف "ابن خلدون" قضايا (كالآخرة، حقيقة النبوة، وحقائق الصفات الإلهية) في نطاق فوق نطاقه، أما من المفكرين الإسلاميين الذين أعملوا العقل في الغيبيات فنجد الفلاسفة وعلماء الكلام، لكن بمنهجيتين مختلفتين، ففي حين قام المتكلمون (المعتزلة والأشاعرة) بالنظر إلى صفات الله وأفعاله من حيث أنه (صانع حكيم) ثم نظروا في ذاته أخيرا، فإن الفلاسفة سلموا بقضية أنه (الموجود الواجب الوجود) وانصرفوا إلى آثار الله.
ثالثا: وماذا عن فرص التكامل بين الدين والتفكير الفلسفي؟
* التوفيق بين الدين والفلسفة من حيث الغاية:
إن محاولات الجمع بين الإسلام كتشريع رباني ونظام حياة مبني على التصديق والإيمان بأمور غيبية، والفلسفة اليونانية كنسق فكري مبني على المنطق والبرهان العقلي لا تحكمه أي سلطة دينية، لضرورة دفعتها الحاجة إلى الانفتاح الحضاري والبحث عن الحقيقة.
* بين عقلنة الدين وديننة العقل:
* عقلنة الدين:
إخوان الصفا: وهي فرقة سياسية سرية، أرادت تغيير النظام السياسي الذي كان يستند على الشريعة، أين أصبح الدين مبرر لسياسة القمع، فأرادوا تأسيس مرجع مشترك يحكم في السياسة هو العقل، وبذلك يرون بأن الفلسفة فوق الشريعة، وأن السعادة عقلية، ولا سبيل إلى تطهير الشريعة التي "دنست بالجهالات إلا بالفلسفة... فإذا انتظمت الفلسفة اليونانية والشريعة، حصل الكمال"، وبذلك تتم عقلنة الدين، بمعنى أن الدين يصبح معقولا، لا يستند فقط على القلب، بل كذلك العقل.
* ديننة العقل:
 إن الخوف من تصادم العقل والدين، دفع إلى إلحاق العقل بالدين وضبطه بحدود صارمة في نطاق الشرع، مما سبب إغلاق أبواب الاجتهاد.
* إمكانية التقريب بينهما من حيث الوصول إلى الحقيقة:
إن الصراع الفكري الذي حدث بين الفلاسفة الممثلين للتيار العقلي، والفقهاء الممثلين للتيار الديني طويل، ومساندة النظام السياسي كل مرة لأحد الطرفين، وفق ما تمليه عليه المصلحة، دفع الفيلسوف "ابن طفيل" إلى تأليف قصة "حي بن يقظان"، حيث يعرض قضية التكامل بين الفلسفة والدين، ووصول كلاهما في النهاية إلى الحقيقة، وتستهدف القصة في النهاية تبسيط الفلسفة وتعميمها وتبريرها لديهم مقابل موجة التكفير من طرف المحافظين، إلى جانب دفع حملة الفكر الفلسفي للعودة إلى الإيمان.
* إمكانية التقريب بينهما من حيث المنهج:
عندما يشتد الصراع بين الفلسفة والدين ويصل إلى درجة التكفير والعنف، كان يأتي زمن على محاولة التقريب التوفيق والتكامل. حيث لوحظ أن هناك تقارب بينهما في المنهج، فكلاهما يقوم على ضرورة إقامة الحجة والبرهان. يقول تعالى: "هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين"، رغم أن مواضيعهما مختلفة، فالشريعة تعالج أمورا لا تتعرض لها الفلسفة، وتعالج الفلسفة أمورا لا تتعرض لها الشريعة، فلا خلاف بينهما في ذلك، أما ما تعالجه كلتاهما فيخضع لأمرين: المسائل التي يتفقان فيهما لا مشكلة فيها، أما المسائل التي تتعارضان فيهما فيجب تأولها، لغاية التوفيق، ومن هنا تتقاربان وتتكاملان، فإن الوحي جاء ليتمم العقل، ويقوم العقل بشرح ما جاء به الشرع.
حل المشكلة:
تعتبر الفلسفة الإسلامية جزء لا يتجزأ من التراث الفكري العالمي، كونها انفتحت على الآخر (الفلسفة اليونانية كفكر عالمي)، وظلت محافظة على خصوصيتها، من حيث أنها تنهل أفكارها من مصدر أصيل، ألا وهو الإسلام كعقيدة عالمية أيضا، فتمكنت من مزج هذين الثقافتين، وأن تمثلهما وترعاهما بالتوفيق والتقريب والتكامل، وبما أن الفلسفة الإسلامية حاولت الإجابة بصدق عن إشكاليات عصرها، وهموم المجتمع الإسلامي، فإنها بالمقابل تبقى قابلة للاستمرار.
0 تصويتات
بواسطة (2.1مليون نقاط)
اوجه التشابه بين الفلسفة الاسلامية واليونانية

اوجه التداخل بين الفلسفة الاسلامية واليونانية

أوجه الاختلاف بين الفلسفة

الإسلامية واليونانية

مقالة مقارنة بين الفلسفة اليونانية و الحديثة (السنة الثانية ثانوي )

مقدمة : لقد مر التفكير الفلسفي منذ نشأتها بمحطات تاريخية كبرى ، قسمت حسب العصور الحضارية للانسان فكانت الفلسفة اليونانية هي فجر التاريخ الفلسفي ممهدة لفلسفات أخرى في العصر الوسيط ثم الحديث الذي تميز بفلسفة خاصة لكن غالبا ما لايميز الكثير بين الفلسفة الأوربية الحديثة و الفلسفة اليونانية بحكم التشابه الكبير ، ورفعا لهذا الغموض ، نتسآءل :كيف يمكن التمييز بين الفلسفتين ؟ وماطبيعة العلاقة بينهما ؟

أوجه الاختلاف : ان الدارس لتاريخ الفلسفتين يكتشف أنهما يختلفان في عدة نقاط أهمها :

من حيث النشأة فالفلسفة اليونانية تعتبر فجر وبداية التفكير الفلسفي الحقيقي ، هذا مع العلم أنها تأثرت بما قدمته الحضارات الشرقية القديمة من علوم وتأملات

بينما الفلسفة الحديثة جاءت متأثرة بما وصل من انتاج فكري يوناني عن طريق المسلمين و كذلك بالفلسفة الاسلامية في حد ذاتها

و ثانيا من حيث المباحث ، فالفلسفة اليونانية تطرقت للوجود مع الفلاسفة الطبيعيين مثل أنكسمانس و طاليس وغيرهم ثم تطرقت الانسان مع سفراط وتلاميذه

بينما الحديثة ركزت على الانسان وجعلته محور بحثها فبحثت في المعرفة و المجتمع و العلم و غيرها مما له علاقة مباشرة بحياة الانسان

أخيرا من حيث ظروف النشأة فالحضارة اليونانية كانت تشهد سيطرة كبيرة التفكير الاسطوري و الخرافي لذا جاء الفلاسفة ثورة عليه ....

بينما العصر الوسيط في اوربا سيطرت عليه النزعة الدينية و الكنسية المسيحية و احتكرت كل شيء لتأتي الفلسفة الحديثة ثورة على هذه النظرة ....

أوجه التشابه : إن هذه الاختلافات و الفوارق لا تمنع وجود نقاط تلتقي فيها الفلسفة اليونانية و الحديثة وهي كثيرة نذكر أهمها :

أولا كلاهما كان فلسفة تحرر العقل وتدعو إلى إعلائه ووضعه فوق كل إعتبار و جعل طريقه هو طريق الحق و السعادة مثل : أفلاطون قديما وديكارت حديثا ...

كلاهما فلسفة إنسانية قدست الانسان ودعت الى استثمار الفلسفة فيما ينفعه متجاوزة النزعة التي تجعلمن الانسان مجرد قربان الاهي او خادم الدين ...

كلاهما فلسفة نقدية ثائرة على المعتقدات السائدة سواء كانت دينية أسطورية إجتماعية وغيرها مثل : ثورة سقراط على الديمقراطية و الخرافة و ثورة جون لوك و فرانسيس بيكون غلى الاوهام و الاعتقادات الطاغية ...

أوجه التداخل :

ان هذا التقارب و التشابه يأخدها إلى تصور علاقة تربط بينهما ، فالمتأمل في تاريخ الفلسفتين يجد أن كثيرا من الارث اليوناني وجد في العصر الحديث و تجلى في فلاسفته و أفكارهم فالفلسفة الحديثةتأثرت بالفكر اليوناني وواصلت طريق التفكير ورسالة الفلسفة عبر العصور ،فالمذهب العقلي الحديث عند ديكارت تعود أصوله الى سقراط و افلاطون و المذهب الاستقىرئي تعود أصوله الى السوفسطائيون و الامثلة على ذلك كثيرة لذا يقال : الفلسفة اليونانية هي النهر الجاري الذي تشرب منه كل حضارة متعطشة للتفلسف "

خاتمة : في الاخير نجد أن الفلسفات عبر التاريخ و إن كانت تبدو متعددة في ظاهرها إلى أنها تبقى واحدة في الرسالة و الهدف العام وما العلاقة بين الفلسفة اليونانية و الحديثة إلا مثال يجسد هذه الوحدة و التكامل .
0 تصويتات
بواسطة (2.1مليون نقاط)
المرحلة الثانية الفلسفة الاسلامية '' الفلسفة والدين '' :
مدخل :
لقد كان أكبر اتصال بين المسلمين وبين الفلسفة اليونانية عن طريق الترجمة، والتي بدأت في
أواخر القرن الأول الهجري، وتقوت في عهد العباس يين خصوصا في عهد المأمون الذي أنشأ ما يسمى ببيت الحكمة سنة 215 ه، وكانت مهمته الاشراف على ترجمة كل ما يصل إلى أيدي
المسلمين من تراث اليونان وغيرهم من الحضارات.
لقد كان جل المترجمين من أطباء وفلكيين، اتجهت جهودهم في بداية الأمر إلى ترجمة الكتب
الطبيعية والفلكية وعن طريقها اتجهوا الى الكتب الفلسفية، فبرز يعقوب بن اسحاق الكندي كأول مترجم لم يلبت أن تحول إلى فيلسوف في الاسلام، فعمل على تفسير كتب أرسطو كما ألف كتبا فلسفية في الرياضيات والطب والكيمياء والفلك والإلهيات.
- اذا من هم أبرز الفلاسفة المسلمين الذي ظهروا في هذه الفترة ؟
- وما هي ابرز قضية دافعت عليها الفلسفة الاسلامية ؟

أولا أبو يوسف يعقوب بن اسحاق الكندي  796 م – 873 م

استثمار نص الكندي ص 20 :
صاحب النص :
ابو يوسف يعقوب بن اسحاق الكندي، ولد بالكوفة 796 م وتوفي ببغداد س نة 873 م، لقب بفيلسوف وترجمان العرب، هو أول فيلسوف عربي درس في بغداد والبصرة علوم الدين واللغة والأدب وتأثر بفلسفة أرسطو وبشيء من الأفلاطونية، اشتهر برسالته الى المعتصم بالله
" في الفلسفة الأولى " و "رسالة في العقل ".
مناقشة النص :
ما هو تعريف الكندي للفلسفة؟
ما هي الأهداف المتوخاة من الفلسفة حسب الكندي ؟
هل تتوافق الفلسفة مع الدين؟
يؤكد الكندي على ضرورة الفلسفة باعتبارها صناعة نظرية تستهدف العلم بحقائق الأشياء،
وهي أشرف العلوم مرتبة لأنها تؤدي حسبه إلى معرفة السبب الأول لكونه علة العلل وأصل كل الموجودات الأخرى " الله"، من هذا المنطلق يحدد الكندي هدفين أساس يين لممارسة الفكر الفلسف :

هدف نظري : يتمثل في المعرفة المجردة لحقائق الأشياء لتكوين أحكام عقلية متطابقة لحقيقة
الشيء.
هدف علمي : يتمثل في ان يسلك الفيلسوف ويتصرف وفق الأخلاق والعقائد يتحدد من طرف العقل العملي.
هكذا يبدو جليا ان الأهداف التي حددها الكندي للفلسفة هي أهداف تتوافق مع الغايات
الأساسية من وجود الدين، ومن تمة فإن للكندي نزعة واضحة تتمثل أساسا في التوفيق بين الدين والفلسفة.
استنتاج :
نس تنتج ان الكندي عمل على التوفيق بين الفلسفة والدين من خلال وضعه لأهداف
فلسفية تتماشى مع غايات وجود الدين، فجعل من الفلسفة صناعة نظرية من أشرف العلوم وأرفعها درجة.

ثانيا ابن رشد 1126 م – 1198 م

استثمار نص ابن رشد ص 21 :
صاحب النص :
هو الفيلسوف العربي المسلم ابن رشد، من كبار فلاسفة المسلمين ومن أعظم شراح وم ف سري فلسفة أرسطو، فوجد في فلسفته امكانية تأسيس فلسفة عقلانية قادته إلى الفصل بين
الدين والفلسفة، ومن مؤلفاته "فصل المقال" و "تهافت التهافت".
مناقشة النص :
ما هو التعريف الذي يقدمه ابن رشد للفلسفة ؟
ما حكم الشرع حول فعل التفلسف حسب النص ؟
ما هي الوسائل التي دافع بها ابن رشد عن الفلسفة وتبيان موافقتها للدين ؟
أجوبة مقترحة :
الفلسفة حسب ابن رشد هي نوع من النظر العقلي في الموجودات قصد أخذ العبرة وكذا
معرفة الصانع.
الشرع يدعو إلى ممارسة التفلسف باعتباره نظرا عقليا في الموجودات قصد معرفة الصانع.
اعتمد ابن رشد على أدلة نقدية تتجلى في الاستشهاد بآيات قرآنية من أجل التأكيد على فكرته التي يدافع عنها وهي مشروعية الممارسة الفلسفية مثل :
" فاعتبروا يا أولي الأبصار " أيضا " أولم ينظروا إلى ملكوت السماوات والارض وما
خلق الله من شيء "
كذلك اعتمد ابن رشد على اسلوب الاستدلال المنطق ، بحيث انطلق من قضية عامة
وهي تعريف فعل الفلسفة ثم قام بتحليل عناصرها الجزئية منتهيا باس تنتاج منطق يمكن ان نعبر عليه كما يلي :
الفلسفة نظر في الموجودات لدلالتها على الصانع الشرع يدعو الى النظر في الموجودات لدلالتها على الصانع اذن الشرع يدعو الى الفلسفة.
القياس الشرعي : الفقيه
التوفيق بين الفلسفة والدين
القياس اليقيني العقلي : الفيلسوف
استنتاج :
نستنتج أن ابن رشد دافع عن الفلسفة والفيلسوف ووفق بينها مع الدين، بحيث خلص إلى
ان الفلسفة حق والشريعة حق، وجعل من التأويل الوس يلة المثلى لإقامة توازن بين ما جاءت به الحكمة وما جاء به الدين.

خلاصة :
تمثل الفلسفة الاسلامية احدى اللحظات الأساس ية في ترس يخ الفلسفة وتطورها، في
مقابل ترجمة الكتب اليونانية وشرحها لاسيما لأفلاطون وأرسطو، فإنه كانت للفلسفة الاسلامية
قضيتها الخاصة والمتمثلة في قضية التوفيق بين الحكمة والشريعة / الفلسفة والدين / العقل والنقل، فظهر الكندي لتوضيح الغايات الأساس ية من التفكير الفلسف والتي لا تتعارض في جوهرها مع ماجاء به الشرع، ثم بعده ابن رشد الذي جاء ليدافع عن الفلسفة في مؤلفه "تهافت التهافت" أمام الامام الغزالي وليبين كيف أنها مأمور بها شرعا، إضافة فلاسفة آخرين دافعوا عن الفلسفة امثال الفارابي وغيرهم، لكن الفلسفة الاسلامية ستعرف بدورها مرحلة شيخوخة وجمود، مما سيؤدي إلى انتقالها إلى أوروبا لترتكز عليها النهضة الأوروبية ويستفيد منها الغرب، وهي ما سنتعرف لاحقا بالفلسفة الحديثة.
فكيف ظهرت الفلسفة الحديثة؟
 ومن هم فلاسفة العصر الحديث وما هي مدارسهم؟

تتمة الدرس في المنشور الموالي
0 تصويتات
بواسطة (2.1مليون نقاط)
هل الفلسفة الإسلامية مجرد فلسفة يونانية مكتوبة بحروف عربية

هل الفلسفة الإسلامية تقليد أم إبداع؟
مقدمة (طرح المشكلة)
إن اهتمام العرب بالفلسفة لم ينشأ إلا بعد التوسعات الجغرافية الكبرى التي شهدها العرب بعد ظهور الإسلام، وامتزاج الثقافة الإسلامية بالثقافات الأخرى، فنشأت الفلسفة الإسلامية، إلا أن السؤال الذي أثار النقاش والخلاف بين الدارسين تعلق بحضور الفلسفة اليونانية في الفلسفة الإسلامية، فأقر بعضهم أن الفلسفة الإسلامية مجرد تقليد وتكرار لمواضيع الفلسفة اليونانية وأن المسلمين لم يقدموا شيئا غير أنهم كتبوا فلسفة اليونان باللغة العربية، إلا أنه وفي المقابل نجد بعض الدارسين أكدوا أصالة الفلسفة الإسلامية، واستقلالها عن الفلسفة اليونانية وأنها إبداع يجسد عبقرية المسلمين، لذا أي الطرحين أصح وأيهما أقرب إلى الصواب؟ وهل الفلسفة الإسلامية مجرد تكرار لمواضيع الفلسفة اليونانية؟ بصيغة أخرى هل الفلسفة الإسلامية تقليد أم إبداع؟                                                                                                                       
التوسيع(محاولة حل المشكلة)
1- القضية: (الفلسفة الإسلامية تقليد)
أ- شرح وتحليل: يذهب بعض الفلاسفة والمستشرقين للتأكيد أن الفلسفة الإسلامية مجرد تقليد للفلسفة اليونانية، وأن المسلمين لم يضيفوا شيئا جديدا إلاأنهم ترجموها إلى اللغة العربية إذ مواضيع الفلسفة الإسلامية هي نفسها مواضيع الفلسفة الإسلامية.                                                                                                                                        
ب- البرهنة:
* أكد بعض المستشرقين وعلى رأسهم الفرنسي "أرنست رينان"  (1823-1892) أحد الرافضين بالقول على وجود فلسفة إسلامية وذكر في كتابه "تاريخ اللغات السامية" تعبيرات صريحة حول هذا الخصوص "من الخطأ وسوء الدلالة بالألفاظ على المعاني أن يُطلق على فلسفة اليونان المنقولة إلى العربية لفظ (فلسفة إسلامية)، من أنه لم يظهر لهذه الفلسفة في شبه جزيرة العرب مبادئ ولا ومقدمات. فكل ما في الأمر إنها مكتوبة بلغة عربية. ثم هي لم تزدهر إلا في النواحي النائية عن بلاد العرب مثل أسبانيا ومراكش وسمرقند، وكان معظم أهلها من غير الساميين". فالعرب لم تكن لهم فلسفة تخصهم، ولم يقدموا لها ذلك الشأن الكبير. وإنهم قد تلقوا الفلسفة اليونانية على ما فيها من مبادئ وأفكار معرفية وسلموا بها كما هي دون عناء جهدي.                                                                                                                 
* ونجد آخرون أكدوا نفس الطرح الذي أعلنه رينان، فقالوا أن كل ما كتبه الفلاسفة المسلمين هو تقليد للفلسفة اليونانية، إذ أن الفرابي (260هـ - 339هـ) لقب بالمعلم الثاني نسبة إلى أرسطو المعلم الأول، لم يقدم أي شيء جديد بل اكتفى بشرح فلسفة أفلاطون وأرسطو وانتهى به المطاف إلى اعتناق نظرية كما عبر عنها أفلوطين.                                           
* نفس الشيء  نجده عند بن سينا مؤسس "المدرسة المشائية" فتعاليمه الفلسفية أخذها من المعلم الأول وعكف على شرحها وتهذيبها، فجاءت فلسفته تقليدا لفلسفة أرسطو. وهذا ما نلمحه عند قراءة الفلسفة الإسلامية مه إخوان الصفا والكندي وبن طفيل وبن باجة وبن رشد وغيرهم من الفلاسفة المسلمين، فكل ما  قدموه تكرار لفلسفة أفلاطون وأرسطو ومن ثم يستحيل القول بأن الفلسفة الإسلامية إبداع.                    
استناج جزئي: الفلسفة الإسلامية تقليد.

ج- نقد:
لكن رغم أهمية طرح هؤلاء إلا أنه لا يمكن التصديق بما ذهبوا إليه، فالفلسفة الإسلامية تأثرت بالفلسفة اليونانية في البداية، ولكن تجاوزتها وأسست لنفسها فلسفة خاصة بها انطلاقا من خصوصية المجتمع الإسلامي.                            
2- نقيض القضية: ( الفلسفة الإسلامية إبداع)
أ- شرح وتحليل: يذهب بعض الفلاسفة والمفكرين للتأكيد أن الفلسفة الإسلامية إبداع خالص، انطلاقا من أنها عالجت قضايا استحدثت في العالم الإسلامي، فمواضيع الفلسفة الإسلامية اختلفت عن مواضيع الفلسفة اليونانية.                       
ب- البرهنة:
* إذا كان ارتباط الفلسفة  بالتساؤل والسؤال هو الجوهر الأساسي للفلسفة اليونانية، فالمسلمون قد تساءلو وأثاروا نقاشات وجدل واسع في مسائل مرتبطة براهنهم، فظهرت أسئلة كثيرة قبل بداية الاحتكاك بالفلسفة اليونانية منها مشكلة الإمامة والخلافة، ومسألة مرتكب الكبيرة وغيرها كثير.                                                                                          
* كما وجد الكثير من الفلاسفة المسلمين أبدعوا فلسفاتهم الخاصة بل قامت فلسفاتهم أساسا على تحطيم وتفنيد تصورات فلاسفة اليونان فنجد مثلا من أصول المعتزلة المنزلة بين المنزلتين، نفهم من هذا المبدأ أنه بين النقيضين وسط، ونعرف كذلك أن منطق أرسطو قدم من مبادئ العقل "الثالث المرفوع" أي استحالت وجود حالة وسطى بين المتناقضين، قدم المعتزلة فكرتهم قبل بداية الاحتكاك بالفلسفة اليونانية. كذلك شهاب الدين السهروردي قدم منطقا بديلا عن منطق أرسطو سماه المنطق الإشراقي. والأدلة كثيرة جدا تبين أن الفلسفة الإسلامية إبداع خالص نتج عن عدة عوامل ساهمت في نشأتها.
* أكد بعض الدارسين أن الفلسفة الإسلامية إبداع تجلى في تلك المواضيع الكثيرة التي خاض فيها الفلاسفة المسلمين وأكدو ذلك انطلاقا من إحصاء قام به أحدهم فعد المواضيع التي عالجتها الفلسفة اليونانية وحصرها في 200 موضوع، في حين أن المواضيع التي خاض فيها المسلمون تجاوز عددها 700 موضوع، بمعنى أن المسلمين أبدعوا 500 موضوع ومشكلة لم يعرفها فلاسفة اليونان ومن ثم يمكن التأكيد أن الفلسفة الإسلامية إبداع تنج من طبيعة المجتمع إضافة إلى خصوصية الدين الإسلامي.                                                                                                                                 
استناج جزئي: إذن الفلسفة الإسلامية إبداع.
ج- نقد:
لكن رغم أهمية طرح هؤلاء إلا أنه لا يمكن التصديق بما ذهبوا إليه، فالشواهد كثيرة على أن الفلاسفة المسلمون لم يبتعدوا عن تعاليم أساتذة الحكمة اليونانية، أفلاطون وأرسطو، بل ظلوا أوفياء لها وأمناء في نقلها.                                       
3- التركيب:
لا يمكن أن تكون الفلسفة الإسلامية مجرد تكرار  وتقليد للفلسفة اليونانية، كما لا يمكن أن تكون إبداع خاص نشأ في أحضان العالم الإسلامي من لا شيء، بل الفلسفة الإسلامية تأثرت بالفلسفة اليونانية واستلهمت منها مناهج البحث خاصة العقلي منها واستعملته لأغراض تخدم الشريعة الإسلامية، فكونت فلسفة خاصة بها.                                               
خاتمة: (حل المشكلة) ختاما يمكن التأكيد أن الفلسفة الإسلامية إبداع نبع من اهتمامات وانشغالات المسلمين ومن المسائل المستحدثة التي لم يجدوا فيها أجوبة جاهزة، لن هذا لا يمنع التأثر بالحكمة اليونانية ونهلهم من مشاربها، عملا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: " الحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق بها".
بواسطة (2.1مليون نقاط)
نشأة الفلسفة الإسلامية pdf

مقال عن الفلسفة الإسلامية
مظاهر الفلسفة الإسلامية
متى ظهرت الفلسفة الإسلامية
أهمية الفلسفة الإسلامية
قضايا الفلسفة الإسلامية
نقد الفلسفة الإسلامية
بواسطة (2.1مليون نقاط)
أقوال الفلاسفة عن الفلسفة الإسلامية
0 تصويتات
بواسطة (2.1مليون نقاط)
تأثير الفلسفة اليونانية على الفلسفة الإسلامية

تأثير الفلسفة اليونانية على الفلسفة الإسلامية

الإجابة هي كالتالي


عندما خضعت الفلسفة اليونانية الكلاسيكية لتحول جذري
من كونها منتجًا يونانيًا بشكل أساسي تطورت إلى حركة ثقافية عالمية وانتقائية تضافرت فيها العناصر الدينية والأخلاقية اليونانية والمصرية والفينيقية وغيرها من العناصر الدينية والأخلاقية في الشرق الأدنى. وأفضل ما يرمز إلى هذا التحول هو الدور الذي لعبته الإسكندرية كمحور لتيارات فكرية متنوعة تشكل الفلسفة الجديدة

وعندما تأسست الخلافة العباسية في بغداد عام 750 بعد الميلاد، انتقل مركز التعلم تدريجياً إلى العاصمة العباسية.
والتي أصبحت في الوقت المناسب وريثة أثينا، والإسكندرية كمدينة ثقافية جديدة لعالم العصور الوسطى.
بعد حوالي قرنين من الزمان، بدأت قرطبة، عاصمة إسبانيا المسلمة، في التنافس مع بغداد باعتبارها مركز “التعلم القديم”.

من قرطبة، انتقلت الفلسفة والعلوم اليونانية العربية عبر جبال البرانس إلى باريس وبولونيا وأكسفورد في القرنين الثاني عشر والثالث عشر.
كان الاستقبال الأولي للفلسفة اليونانية الهلنستية مختلطًا في العالم الإسلامي وكان موضع استياء في البداية لكونه أجنبيًا أو وثنيًا بشكل مريب ورفضه علماء اللاهوت المحافظون وعلماء القانون والنحويون باعتباره خبيثًا أو غير ضروري.

بحلول منتصف القرن الثامن الميلادي، تغيرت الصورة إلى حد ما، مع ظهور علماء الدين العقلانيين للإسلام المعروفين بالمعتزلة، الذين تأثروا تمامًا بأساليب الخطاب أو الديالكتيك التي فضلها الفلاسفة المسلمون، وكانوا من أهم عوامل ظهور الفلسفة الإسلامية من الفلسفة اليونانية

علم الكلام كان يستند أساسا على النصوص الشرعية من قرآن وسنة وأساليب منطقية لغوية لبناء أسلوب احتجاجي يواجه به من يحاول الطعن في حقائق الإسلام، في حين أن الفلاسفة المشائين، وهم الفلاسفة المسلمين الذين تبنوا الفلسفة اليونانية، فقد كان مرجعهم الأول هو التصور الأرسطي أو التصور الأفلوطيني الذي كانوا يعتبرونه متوافقا مع نصوص وروح الإسلام. و من خلال محاولتهم لاستخدام المنطق لتحليل ما إعتبروه قوانين كونية ثابتة ناشئة من إرادة الله، قاموا بداية بأول محاولات توفيقية لردم بعض الهوة التي كانت موجودة أساسا في التصور لطبيعة الخالق بين المفهوم الإسلامي لله والمفهوم الفلسفي اليوناني للمبدأ الأول أو العقل الأول.
تطورت الفلسفة الإسلامية من مرحلة دراسة المسائل التي لا تثبت إلا بالنقل والتعبّد إلى مرحلة دراسة المسائل التي ينحصر إثباتها بالأدلة العقلية ولكن النقطة المشتركة عبر هذا الامتداد التأريخي كان معرفة الله وإثبات الخالق [2]. بلغ هذا التيار الفلسفي منعطفا بالغ الأهمية على يد ابن رشد من خلال تمسكه بمبدأ الفكر الحر وتحكيم العقل على أساس المشاهدة والتجربة [3]. أول من برز من فلاسفة العرب كان الكندي الذي يلقب بالمعلم الأول عند العرب، من ثم كان الفارابي الذي تبنى الكثير من الفكر الأرسطي من العقل الفعال وقدم العالم ومفهوم اللغة الطبيعية. أسس الفارابي مدرسة فكرية كان من أهم اعلامها : الأميري والسجستاني والتوحيدي. كان الغزالي أول من أقام صلحا بين المنطق والعلوم الإسلامية حين بين أن أساسيب المنطق اليوناني يمكن ان تكون محايدة ومفصولة عن التصورات الميتافيزيقية اليونانية. توسع الغزالي في شرح المنطق واستخدمه في علم أصول الفقه، لكنه بالمقابل شن هجوما عنيفا على الرؤى الفلسفية للفلاسفة المسلمين المشائين في كتاب تهافت الفلاسفة، رد عليه لاحقا ابن رشد في كتاب تهافت التهافت.
في إطار هذا المشهد كان هناك دوما اتجاه قوي يرفض الخوض في مسائل البحث في الإلهيات وطبيعة الخالق والمخلوق وتفضل الاكتفاء بما هو وارد في نصوص الكتاب والسنة، هذا التيار الذي يعرف "بأهل الحديث" والذي ينسب له معظم من عمل بالفقه الإسلامي والاجتهاد كان دوما يشكك في جدوى أساليب الحجاج الكلامية والمنطق الفلسفية. و ما زال هناك بعض التيارات الإسلامية التي تؤمن بأنه "لا يوجد فلاسفة للإسلام"، ولا يصح إطلاق هذه العبارة، فالإسلام له علماؤه الذين يتبعون الكتاب السنة، أما من اشتغل بالفلسفة فهو من المبتدعة الضُّلال"[4].
في مرحلة متأخرة من الحضارة الإسلامية، ستظهر حركة نقدية للفلسفة أهم أعلامها : ابن تيمية الذي يعتبر في الكثير من الأحيان أنه معارض تام للفلسفة وأحد أعلام مدرسة الحديث الرافضة لكل عمل فلسفي، لكن ردوده على أساليب المنطق اليوناني ومحاولته تبيان علاقته بالتصورات الميتافيزيقية (عكس ما أراد الغزالي توضيحه) وذلك في كتابه (الرد على المنطقيين) اعتبر من قبل بعض الباحثين العرب المعاصرين بمثابة نقد للفلسفة اليونانية أكثر من كونه مجرد رافضا لها، فنقده مبني على دراسة عميقة لأساليب المنطق والفلسفة ومحاولة لبناء فلسفة جديدة مهدت للنقلة من واقعية الكلي إلى اسميته
بواسطة
الثانية ثانوي بكالوريا

مقالة فلسفية مقارنة بين الفلسفة اليونانية و الحديثة

الفرق بين الفلسفة اليونانية و الحديثة (السنة الثانية ثانوي )

مقدمة مقالة بين الفلسفة اليونانية و الحديثة

خاتمة مقالة مقارنة بين الفلسفة اليونانية و الحديثة

العلاقة بين بين الفلسفة اليونانية و الحديثة

أهلاً بجميع الزوار يتم الأجابة عن جميع الأسئلة في موقع لمحة معرفة نجيب عن جميع الأسئلة بشكل صحيح السؤال مقالة مقارنة بين الفلسفة اليونانية و الحديثة للسنة الثانية ثانوي بكالوريا

أذا أراد الزائر الكريم التوصل إلى جميع الإجابات الصحيحة علية البحث داخل الموقع لحل المناهج الدراسية لجميع مراحل التعليم

السؤال هو مقالة مقارنة بين الفلسفة اليونانية و الحديثة للسنة الثانية ثانوي بكالوريا

الإجابة الصحيحة هي :

بحث حول الفرق بين الفلسفة اليونانية و الحديثة

مقالة مقارنة بين الفلسفة اليونانية و الحديثة

مقدمة : لقد مر التفكير الفلسفي منذ نشأتها بمحطات تاريخية كبرى ، قسمت حسب العصور الحضارية للانسان فكانت الفلسفة اليونانية هي فجر التاريخ الفلسفي ممهدة لفلسفات أخرى في العصر الوسيط ثم الحديث الذي تميز بفلسفة خاصة لكن غالبا ما لايميز الكثير بين الفلسفة الأوربية الحديثة و الفلسفة اليونانية بحكم التشابه الكبير ، ورفعا لهذا الغموض ، نتسآءل :كيف يمكن التمييز بين الفلسفتين ؟ وماطبيعة العلاقة بينهما ؟

أوجه الاختلاف : ان الدارس لتاريخ الفلسفتين يكتشف أنهما يختلفان في عدة نقاط أهمها :

من حيث النشأة فالفلسفة اليونانية تعتبر فجر وبداية التفكير الفلسفي الحقيقي ، هذا مع العلم أنها تأثرت بما قدمته الحضارات الشرقية القديمة من علوم وتأملات

بينما الفلسفة الحديثة جاءت متأثرة بما وصل من انتاج فكري يوناني عن طريق المسلمين و كذلك بالفلسفة الاسلامية في حد ذاتها

و ثانيا من حيث المباحث ، فالفلسفة اليونانية تطرقت للوجود مع الفلاسفة الطبيعيين مثل أنكسمانس و طاليس وغيرهم ثم تطرقت الانسان مع سفراط وتلاميذه

بينما الحديثة ركزت على الانسان وجعلته محور بحثها فبحثت في المعرفة و المجتمع و العلم و غيرها مما له علاقة مباشرة بحياة الانسان

أخيرا من حيث ظروف النشأة فالحضارة اليونانية كانت تشهد سيطرة كبيرة التفكير الاسطوري و الخرافي لذا جاء الفلاسفة ثورة عليه ....

بينما العصر الوسيط في اوربا سيطرت عليه النزعة الدينية و الكنسية المسيحية و احتكرت كل شيء لتأتي الفلسفة الحديثة ثورة على هذه النظرة ....

أوجه التشابه : إن هذه الاختلافات و الفوارق لا تمنع وجود نقاط تلتقي فيها الفلسفة اليونانية و الحديثة وهي كثيرة نذكر أهمها :

أولا كلاهما كان فلسفة تحرر العقل وتدعو إلى إعلائه ووضعه فوق كل إعتبار و جعل طريقه هو طريق الحق و السعادة مثل : أفلاطون قديما وديكارت حديثا ...

كلاهما فلسفة إنسانية قدست الانسان ودعت الى استثمار الفلسفة فيما ينفعه متجاوزة النزعة التي تجعلمن الانسان مجرد قربان الاهي او خادم الدين ...

كلاهما فلسفة نقدية ثائرة على المعتقدات السائدة سواء كانت دينية أسطورية إجتماعية وغيرها مثل : ثورة سقراط على الديمقراطية و الخرافة و ثورة جون لوك و فرانسيس بيكون غلى الاوهام و الاعتقادات الطاغية ...

أوجه التداخل :

ان هذا التقارب و التشابه يأخدها إلى تصور علاقة تربط بينهما ، فالمتأمل في تاريخ الفلسفتين يجد أن كثيرا من الارث اليوناني وجد في العصر الحديث و تجلى في فلاسفته و أفكارهم فالفلسفة الحديثةتأثرت بالفكر اليوناني وواصلت طريق التفكير ورسالة الفلسفة عبر العصور ،فالمذهب العقلي الحديث عند ديكارت تعود أصوله الى سقراط و افلاطون و المذهب الاستقىرئي تعود أصوله الى السوفسطائيون و الامثلة على ذلك كثيرة لذا يقال : الفلسفة اليونانية هي النهر الجاري الذي تشرب منه كل حضارة متعطشة للتفلسف "

خاتمة : في الاخير نجد أن الفلسفات عبر التاريخ و إن كانت تبدو متعددة في ظاهرها إلى أنها تبقى واحدة في الرسالة و الهدف العام وما العلاقة بين الفلسفة اليونانية و الحديثة إلا مثال يجسد هذه الوحدة و التكامل .

مقالة جدلية : هل تجاوزت الفلسفة الحديثة سلطان الفكر التقليدي بالعقل أم بالتجربة ؟

نص السؤال: هل مصدر المعرفة هو العقل أم التجربة؟

لقد عاشت الحضارة الاوروبية في القرون الوسطى أحد أسوأ لحظات تاريخها و أكثرها تخلفا ، حتى سميت تلك العصور بعصر الظلمات لان الكنيسة أحكمت سلطتها على العقل وكبلته ، إلى أن جاءت الفلسفة الحديثة محاولة تجاوز هذا النوع من التفكير وتحرير المعرفة الانسانية لكن هذا ولد جدلا وصراعا فكريا عنيفا بين إتجاهين هما العقلانيين والتجريبيين حول أصل المعرفة ومصدرها، ولرفع هذا التعارض والجدال بين النزعتين حق لنا أن نتساءل: هل المعرفة الإنسانية سبيلها العقل أم أن للحواس والتجربة دور فيها ؟

للإجابة عن السؤال هنالك إتجاهين كبيرين يقدمان طريقين متناقضين لتجاوز الفكر الكنسي هما :

الموقف الاول :

  ما يتبناه أنصار النزعة العقلية أمثال "ديكارت"، الذين يعتقدون أن العقل هو المصدر الأول لنهل المعرفة الإنسانية وليس التجربة، لأن جميع المعارف تنشأ عن المبادئ العقلية القبلية والضرورية الموجودة فيه، وبالتالي فمعارف الإنسان عقلية لأن: المعرفة الحقيقية ترتد إلى ما يميز الإنسان وهو العقل لا الحواس، ولأن العقل قوة فطرية في الإنسان تحمل مجموع المبادئ القبلية المنظمة للمعرفة، من هنا اعتبر العقليون العقل المصدر الأول للمعرفة، والأداة الأساسية لكل استدلال منطقي، مما يعني أنه لا معارف صحيحة ولا حقائق يقينية مقبولة دون ردها إلى العقل ومبادئه الأساسية، لأنه جوهر الفكر وأصل المعارف كلها، ومن أشهر المدافعين عن هذا الاتجاه حديثا: "ديكارت"، "ليبتنز"، "مالبرانش"، ويبررون موقفهم بالتأكيد على أن جميع معارفنا تستمد وحدتها وصفاتها اليقينية من العقل، لأن مبادئه يقينية، فلا بد أن تكون المعرفة المستمدة منه بدورها يقينية، ولهذا رفض هؤلاء المعرفة الحسية لأنها تحمل الخداع والشك والتغير فموضوعها عالم الأشياء ومعطياتها نسبية، وبفضل العقل يكتشف خداع الحواس،كما يؤكد العقليون أن المعرفة العقلية أو الحقائق التي يتوصل إليها بالعقل تتصف بأنها كلية وصادقة، فهي شاملة لأنه يمكن تعميمها على كل العقول البشرية في كل مكان وزمان، وهي قضايا صادقة صدقا ضروريا، لا يتطرق إليها الشك، وتتصف بالبداهة والوضوح، لهذا قال أحد فلاسفتهم: "لا توجد وظيفة أسمى من العقل"، ضف إلى هذا يؤكد الديكارتيون "سبينوزا"، "مالبرانش"، "ليبنتز" أن إدراك الحقائق الحدسية كالله، النفس والامتداد وربط العلاقات بين خصائص الأشياء وإصدار الأحكام واستنباط النتائج، وتعميمها أساسها فعل العقل ومبادئه الأساسية، ومن هنا تستمد الرياضيات يقينها وقيمتها كنموذج للوضوح والبداهة، لهذا يقول "باركلي": "إن مختلف الإحساسات أو الأفكار المطبوعة في الإدراك الحسي مهما كانت مختلفة أو مركبة لا يمكن أن توجد بأي شكل آخر إلا في عقل يدركها". وبناء على هذا كان العقل هو مصدر المعرفة والميزان الضروري لكل الحقائق.

النقد :

لكن ورغم ما قدمه أنصار هذا الاتجاه من أدلة وحجج لتبرير موقفهم إلا أنهم قد تعرضوا للعديد من الانتقادات، ومما يؤاخذ عليه هؤلاء أنهم يسلمون بوجود أفكار فطرية مطلقة الصحة واليقين، رغم أن كل الدلائل في الواقع تكذب هذه الصحة المنطقية لأن المعايير تتبدل وتتغير، ، فالوضوح مثلا لا يصلح كمعيار صحيح في كل الأحوال...كما أن الأطر والمبادئ القبلية للعقل ليست ثابتة بل يمكن أن تتطور وتتعدل بحسب الخبرة والتجارب، وتاريخ المعرفة يشهد بذلك، بدليل تطور الرياضيات كمفاهيم عبر العصور التاريخية وهذا ما يؤكد نسبية المعيار العقلي، ضف إلى هذا أن العقل لا يبدع المعرفة ويخلقها وإنما يجردها من مضامينها بمعنى أن صورة المعرفة ذاتية عقلية لكنها من حيث المضمون فهي موضوعية واقعية. كما أن الفلاسفة العقليين قد بالغوا في تفسيرهم للمعرفة لأنهم ركزوا على العقل كمصدر للحقائق التي يتوصل إليها الإنسان وأهملوا دور الحواس والتجربة وهذا ما يؤكد بأن هناك معيارا آخر للمعرفة. كما أن العقل قاصر وليس بالملكة المعصومة عن الخطأ، ولو كان العقل كما قال ديكارت أعدل قسمة بين الناس لتساووا في المعرفة ولعرفها الإنسان دفعة واحدة إذ الواقع يؤكد الاختلاف المعرفي بين الناس وتفاوتهم.....

الموقف الثاني :

وفي المقابل يعتقد التجريبيون وعلى رأسهم "فرنسيس بيكون"، "جون لوك"، "دفيد هيوم" أن التجربة الحسية هي أساس المعرفة ومصدرها الأول، فكل ما يحصل عند الإنسان من معارف ومكتسبات يرد إلى الواقع الحسي، ومن هنا ينكر التجريبيون وجود مبادئ عقلية فطرية قبلية، لأن كل المعارف بعدية تكتسب بالتجربة، لهذا يؤكدون أن العقل يولد صفحة بيضاء خالية من أي أفكار فطرية، فهو لا يعرف شيئا ويبدأ في اكتشاف العالم الخارجي عن طريق الحواس لأن من فقد حاسة فقد المعاني المتعلقة بها، فالبرتقالة يصل إلينا لونها عن طريق البصر ورائحتها عن طريق الشم وطعمها عن طريق الذوق وحجمها عن طريق اللمس ولو تناول هذه البرتقالة أعمى فإنه يحيط بكل صفاتها إلا لونها يقول لوك: "لنفرض أن العقل صفحة بيضاء خالية من جميع الصفات، فكيف يمكن أن يكتسب الإنسان ذلك إني اجيب عن هذا السؤال بكلمة واحدة بالتجربة فهي أساس كل معارف الإنسان"، ولو العقل مصدرا للمعرفة أيضا لكان حظ الناس من المعارف متساويا، والواقع يثبت عكس ذلك، يقول "جون لوك": "لو كان الناس يولدون وفي عقولهم أفكار فطرية لتساووا في المعرفة"، لهذا لا وجود لشيء في الذهن ما لم يكن من قبل في الحس حسب رأي "لوك"، ويقول "دفيد هيوم": "لا شيء من الأفكار يستطيع أن يحقق لنفسه ظهورا في العقل، ما لم يكن قد سبقته ومهدت له الطريق انطباعات مقابلة له"، لذلك فمصدر المعارف كلها أساسه التجربة الحسية وما العقل إلا مرآة عاكسة للواقع، ومستودع للمعرفة وأداة منظمة لها. يقول "جون ستيوارت مل": "إن الخطوط والأشكال والدوائر الموجودة في الأذهان ما هي إلا نسخ طبق الأصل للخطوط والأشكال والدوائر الموجودة في الطبيعة". ويقول "دفيد هيوم": "أنا لست إلا حزمة من الإدراكات الحسية، كل الأفكار نسخ مباشرة أو غير مباشرة من الانطباعات الحسية". كل هذا يؤكد أن التجربة هي المصدر الأول للمعرفة ولا شيء قبلها.

النقد :

لكن هذا الاتجاه الذي يؤسس المعرفة على التجربة كمصدر وحيد لها واجهته انتقادات عديدة منها: أن التجربة الحسية مهما كان لها دور ومن قدرة في تحصيل المعارف فإنها تبقى غير كافية، على اعتبار أن مضامين المعرفة الإنسانية وموضوعاتها ليست كلها تجريبية. ثم كيف للمعارف التجريبية أن تأخذ مدلولاتها ومعانيها إن لم يكن هناك عقل ينظمها، ويفهمها ويضفي عليها صبغة المعرفة؟ فكما أن كومة الحجارة لا تصنع بيتا لوحدها، كذلك مجموع الانطباعات الحسية لا يمكنها أن يبني معرفة. لهذا فأنصار هذا الاتجاه قد بالغوا بدورهم في تفسير المعرفة لأنهم أهملوا دور العقل في الوصول إلى الحقائق وركزوا على دور الحواس مع أنها قد تخدع الإنسان و كما أنه لو كانت الحواس مصدرا للمعرفة الإنسانية لشاركتنا فيها البهائم (الحيوانات)....

التركيب :

إن الصراع والجدال الفلسفي بين الاتجاهين العقلاني والتجريبي حول مصدر المعرفة أدى إلى ظهور موقف يوفق بين هذين الاتجاهين وينتقد في الوقت نفسه دور العقل والحواس ويبين حدود كل منهما، وقد تبنى هذا الاتجاه الفيلسوف "إيمانويل كانط" مؤسس الفلسفة النقدية، حيث يؤكد أن عملية المعرفة تبدأ من التجربة الحسية المتمثلة في الانطباعات التي تنقلها إلينا الحواس عن الأشياء، لكن هذه المادة المعرفية لا يكون لها معنى محدد إلا إذا تدخل العقل، ورتبها ونظمها وفق تصوراته ومقولاته، فعالم الأشياء والظواهر كما تنقله لنا الحواس حسب كانط مجرد شتات معرفي لا يمكن فهمه إلا بواسطة العقل الذي يجمع هذا الشتات وينظمه على شكل معارف بفضل مقولاته الأساسية، يقول "كانط": "ينبغي إذن أن يتقدم العقل إلى الطبيعة ماسكا بيده مبادئه التي تستطيع هي وحدها أن تمنح الظواهر المتطابقة سلطة القوانين، وباليد الأخرى التجريب الذي تخيله وفق تلك المبادئ حتى يتعلم من الطبيعة لا محالة"، وانطلاقا من هذا التصور يتضح أن المعرفة عند "كانط" عملية مركبة يساهم فيها العقل والحواس معا. (الرأي الشخصي)
مقالة مقارنة بين الفلسفة اليونانية و الحديثة للسنة الثانية
0 تصويتات
بواسطة
مقالة فلسفية خاصة بالسنة ثانية ثانوي  شعبة آداب وفلسفة

هل يمكن التوفيق بين الدين و الفلسفة؟ (الطريقة الجدلية)
طرح المشكلة:تعتبر الفلسفة الإسلامية من الفلسفات التي تميز العصر الوسيط حيث استطاعت أن ترقى إلى مستوى الفلسفات الأخرى فارتبطت بإشكاليات متعددة و حاول الفلاسفة المسلمين الوصول إلى حلها من خلال التوفيق بين الدين و العقل و حول ذلك اختلفت آراء الفلاسفة المسلمين فهناك من أكد أنه يمكن التوفيق بينهما و هناك من أقر العكس و منه يمكن طرح التساؤل التالي:هل يمكن التوفيق بين الدين و الفلسفة؟
محاولة حل المشكلة:
الموقف الأول(الأطروحة الأولى):يرى أنصار هذا الموقف أن هناك توافق بين الدين والفلسفة أي بين الشريعة و العقل فكلاهما يقود الناس إلى الوصول و معرفة الحقيقة وهذا ما أكده كل من إخوان الصفا الكندي و ابن رشد حيث اعتبر إخوان الصفا أنه متى انتظمت الفلسفة مع الشريعة حدث الكمال لذلك قالوا الشريعة دنست بالجهالات و اختلطت بالضلالات ولا سبيل إلى غسلها وتطهيرها ألا بالفلسفة و ذهب الكندي إلى الموقف نفسه حيث يرى لأن الفلسفة أشرف العلوم و من الضرورية الأخذ بها لأنها علم الحق وكذلك الدين هو علم الحق فهناك انسجام بينهما و توافق أما ابن رشد فهو يرى أن الفلسفة لا تناقض الدين بل تفسره فقد جعل الفلسفة في خدمة علم التوحيد وهذا من خلال الاستشهاد ببعض الآيات القرآنية التي تأكد على النظر في جميع الموجودات بواسطة العقل قوله تعالى<فأعتبر يا أولي الأبصار >ولقد بين أن ما تدعوا إليه الفلسفة من طلب للحقيقة ينسجم مع مقاصد الشريعة وهو القائل<الحكمة صاحبة الشريعة والأخت الرضيعة و هما المصطحبتان بالطبع المستحبتان بالجوهر و الغريزة > ومنه يمكن التوفيق بين الوحي ومضامينه و العقل ومبادئه وليس توفيق بين الدين و معطيات الفلسفة بمفهومها اليوناني
النقد:لكن ما يمكن أخذه على هذا الموقف أنهم بالغوا في تمجيد دور العقل فقد يوقعنا في كثير من المرات في الأخطاء و الاكتفاء به يحرفنا عن الطريق المستقيم كما أن هذا الموقف أهمل الاختلاف الموجود بين أمور العقل و أمور الشريعة/
الموقف الثاني(الأطروحة الثانية):يرى أنصار هذا الموقف أنه لا يوجد توفيق بين الدين والفلسفة لأن لكل واحد منهم خصائص فالدين مثلا يقدم القضايا الإيمان كمسلمات لا يمكن مناقشتها كقوله تعالى<الرحمان على العرش إستوى>فيجب على الإنسان الإيمان بها كما وردت لأن الدين وحي إلهي أما في الفلسفة فمصدرها الإنسان قائمة على العقل المحدود الذي لا يعرف الأمور الطبيعية كما أن التاريخ يؤكد أن العقل وقع في الأخطاء خصوصا في أمور العقيدة فالمعتزلة مثلا عند عقلتنها للدين خرجت عن أصوله ومن ذلك إنكارها لشفاعة الرسول ص كونه تتنافى مع العدل الإلهي و يؤكد هذا الرأي أبو حامد الغزالي و ابن خلدون حيث أقر هذا الأخير أن العقل محدود و الأمور الغيبية فوق قدرته فلا يمكن التوفيق بين الدين والعقل أما أبو حامد الغزالي فهو يرى أن العقل صالح للقضايا الرياضية و المنطقية بينما هو عاجز في الأمور الإلهية فقال<لو كانت علومهم الإلهية متقنة البراهين نقي عن التخمين كعلومهم الحسابية و المنطقية لما اختلفوا فيها كما لم يختلفوا في الحساب ومنه لا يمكن التوفيق بين الدين و الفلسفة
النقد:لكن لا يمكن إنكار دور العقل في بناء المقاصد الشريعة لأن فهم الدين و تفسيره لا يكون إلا بواسطة العقل التركيب:ومما سبق يمكن الإقرار بأنه يوجد توفيق بين الدين والفلسفة و لكن في حدود فالأمور الغيبية ليس بالاستطاعة الإنسان الغوص فيها ذلك لأنها تتعلق بالأمور الإلهية هذا لا يمنع أنه من الضروري استعمال العقل في التفسير الآيات القرآنية لكي يستطيع الإنسان التعرف على مقاصد الشريعة
حل المشكلة:في الأخير ما يمكن تأكيده أنه هناك توفيق بين الدين والفلسفة و لكن ضمن شروط و قواعد فالأمور الإلهية تبقى خاصة لا يمكن للعقل الخوض فيها.
قارن بين علم الكلام و الفلسفة ؟
طرح مشكلة:يتميز الإنسان بالتفكير يتجلى ذلك في مجالات إبداعية مختلفة فإذا نظرنا إلى الفكر الإسلامي في القرون الوسطى سنجد الفلسفة و علم الكلام و كثيرا ما يتم الخلط بينهما و هذا ما يدفعنا إلى المشكلات التالية ما الفرق بين الفلسفة و علم الكلام؟فيما يتشابهان وما العلاقة بينهما؟
محاولة حل المشكلة :أوجه الشبه:كلاهما يناقش قضية ما-كلاهما يعتمد على مبادئ العقل كوسيلة للوصول إلى المعرفة-كلاهما يطرحان بطريقة فلسفية –كلاهما يستعين بحجج و براهين عقلية منطقية
أوجه الاختلاف:الفلسفة تاريخيا ظهرت قبل علم الكلام ولم ترتبط بعصر أو مجتمع معين فهي متعددة و متنوعة و لذلك نقول فلسفة يونانية إسلامية و فلسفة حديثة و فلسفة وجودية أما علم الكلام فله تاريخ معين و ارتبط بمجتمع معين و نقصد بذلك الفكر الإسلامي في القرون الوسطى –ويختلفان في الهدف حيث نجد علم هدفيه الدفاع عن العقيدة أما الفلسفة هدفها الأساسي هو البحث عن الحقيقة موضحا الفلسفة أوسع من علم الكلام فالفلسفة تعالج المعرفة القيم و تدرس العالم و الإنسان أما علم الكلام فهو ضيق محوره الأساسي هو العقيدة مثال1 هل الله موجود, مثال 2 هل يمكن التوفيق بين الشريعة الفلسفة؟
مواطن التداخل:إذا عدنا تاريخيا إلى الفكر الإسلامي فنقول أن علم الكلام جزء من الفلسفة الإسلامية بديل أننا درسنا الأشاعرة و المعتزلة مبحث الفلسفة بل إن تزامن القضايا الفلسفية مرتبطة بعلم انعدام الحرية
حل المشكلة:خلاصة هذا القول أنه ظاهريا يوجد اختلاف بين الكلام و الفلسفة أما باطنيا يوجد تفاعل و تكامل بينهما

ابن رشد والعلاقة بين الفلسفة والدين

... لقد رام ابن رشد مثل أي مفكر حر وحريص على مستقبل أمته ... أعادة ذلك الحوار الطبيعي والمفتوح بين كل من الشريعة والحكمة ... إيماناً منه بأن لا حياة ولا تجديد للأمة سواء من حيث عقيدتها وفكرها وتراثها بدون الحكمة والشريعة أيماناً منه بأنهما لا تتعارضا ...
وذلك كان هدف تلك المواجهة الفكرية الرائعة التي تصدى فيها ابن رشد للإمام الغزالي ... مواجهة بين مشروع ثقافي يرى أن عودة الأمة الإسلامية إلى مجدها الغابر أنما تمر حتماً عن طريق التفتح الواعي على الآخر ... وبين مشروع ثقافي لا يرى سبيلاُ لمثل تلك العودة إلا بالانغلاق عليه (ابن رشد فيلسوف الشرق والغرب-3- )....
(( تنويه : لم تكن المناظرة برأيي الشخصي إلا مناظرة المؤمنين والحق بأن ابن رشد لم يكذب الغزالي كما زعموا أنه عدو الغزالي وناقده ومخالفه في كل أموره حتى أنه وضع في نقده كتابه المشهور ( تهافت التهافت )
رداً على كتاب ( تهافت الفلاسفة ) ولم يكن يكذب المتكلمين من الأشاعرة في الأمور الجوهرية ....
والذي جعل الناس يظنون فيه الظنون يرجع إلى أسباب كثيرة منها ... قصة الإيمان-2- )
العرضي: لأن ابن رشد أولع بفلسفة أرسطو وشرحها شرحاً مفصلاً ..
الجوهري :أن ابن رشد كان يستصعب لنفسه و الأصح لغيره .... الأدلة النظرية المركبة ( كدليل الحدوث ودليل الوجوب (والذين قال بهم الفلاسفة واعتمد عليها المتكلمون ... أكثر مما اعتمدوا على الأستدلال على معرفة الله ... فقد كان على العكس منهم يفضل عليهما دليل النظام الذي يسميه هو :
( دليل العناية والاختراع ) ... وهناك أمور كثيرة تكلم فيها لمعنى الحدوث والقدم ... ومعنى الإرادة
ومن الطريف أنه -كما ورد في كتاب قصة اللإيمان – ((أنه تعمد في بعض ردوده على المتكلمين أضعاف اوجه استدلالهم ... وهو يدرك أن بعض الضعف في كلامه )) ... لكن دون أن يحاول إبطال أدلة قام البرهان العقلي القاطع عليها ... وعلى صحتها .. ( قصة الإيمان -2-)
... حيث أنه كان يتفلسف كما ذكرت سابقاً في إيضاح معنى القدم ومعنى الإرادة من أجل ان يبرهن أن أرسطو وعدد من الفلاسفة الكبار لم ينكروا وجود الله ... ولم ينكروا صفة الإرادة ... على العكس من الغزالي ...؟؟!!!
2- دور الغزالي في جعلها مسألة وجب فيها القول عند فيلسوفنا الكبير ابن رشد ...
(من كتاب فصل المقال-1-) (( لقد تصدى الغزالي للخطاب الفلسفي السينوي فناقشه من جهة انه خطاب ( متهافت متناقض ) لا يلتزم بما شرطه الفلاسفة في المنطق أي لا يتقيد بالصرامة المنطقية من يترك الثغرات ويستعمل المغالطات حتى إذا انتهى من بيان تهافت هذا الخطاب ... عاد إلى النظر فيه من وجهة النظر الفقيه المفتي فقال عنه أنه خطاب عجز عن إثبات حدوث العالم وعلم الله للجزئيات وحشر الأجساد وبالتالي فهو يقرر العكس فيقول بقدم العالم وبأن الله لا يعلم الجزئيات وبأن الحشر لن يكون للأجساد وهذا في نظره يخالف الدين ويتعارض معه ... ومن هنا حكم بالكفر على الفلاسفة في هذه المسأل الثلاث وبدعهم في المسأل الأخرى ... ليس هذا وحسب بل لقد حذر الغزالي من تعاطي (( العلوم الفلسفية )) جملة وتفصيلا ...
... وحيث أنه التمس لكل منها ذريعة لمنع الخوض فيها ... وعلى سبيل المثال :
الرياضيات من هندسة وحساب فهي (( آفة عظيمة )) كما قال ... وحيث أن المتعاطي لها قد يعجب بمنهجها ودقة براهينها (( فيحسن بذلك اعتقاده بالفلاسفة ويحسب أن جميع علومهم في الوضوح ووثاقة البرهان كهذا العلم .. فينقاد بذلك إلى حسن الاعتقاد فيما يقررونه في الإلهيات .!!!. (عن كتاب فصل المقال-1-)
حيث يقول الغزالي : (( فهذه آفة عظيمة لأجلها يجب زجر كل من يخوض في تلك العلوم )) ...كما يقول على آفة أخرى على حد قوله :
إذ (( ربما ينظر في المنطق أيضاً من يستحسنه ويراه واضحاً فيظن أن ما ينقل عن الفلاسفة من الكفر مؤيد بمثل تلك البراهين فيعجل بالكفر قبل الانتهاء إلى العلوم الإلهية )(عن كتاب فصل المقال-1-)
وقد أنكر الغزالي كما الأشاعرة بخصوص الطبيعيات أنها مبنية على القول بالسببية ...
أي ارتباط المسببات بالأسباب ... بدعوى أن في ذلك إنكار لمعجزات الأنبياء في كتابه
( تهافت الفلاسفة ) ..ويبقى ( العلم المدني ) وهو قسمان على حد قوله (عن كتاب فصل المقال-1-) :
1- السياسة : فإن كلام الفلاسفة فيها مأخوذ من كتب الله المنزلة على الأنبياء .. ومن الحكم المأثورة عن سلف الأنبياء )) فلا حاجة لها ...
2- الأخلاق : فإن كلامهم مأخوذ من الصوفية ....
وهكذا يقرر الغزالي بصورة أو بأخرى تحريم النظر في كتب القدماء وعلومهم جملة وتفصيلا ...(فصل المقال-1-)
وقد كرر ذلك بصيغ مختلفة في كتبه الأخرى مثل :
(( الاقتصاد في الاعتقاد )) و (( إلجام العوام عن علم الكلام ))
و(( فيصل التفرقة بين الإسلام والزندقة )) .. فضلاً عن ( تهافت الفلاسفة ) و ( المنقذ من الضلال )...
(( وأرى من وجهة نظري أن البديل عنده - أي الغزالي - على العكس من أبن رشد ... وهو التصوف
كما قال في كتابه (( المنقذ من الضلال .. وهو إثبات ودليل عليه لا له ..
حيث يقول : (( إني قد علمت يقيناً أن الصوفية هم السالكون الطريق إلى الله تعالى خاصة ...
وأن سيرتهم أحسن السير وطريقهم أصوب طريق ...))
إلى قوله: (( بل لو جمع عقل العقلاء وحكمة الحكماء وعلم ليغيروا شيئاً من سيرهم وأخلاقهم ويبدلوه بما هو خير منه ...لم يجدوا إلى ذلك سبيلا)) (عن كتاب فصل المقال-1-)
3- مدخل ابن رشد إلى هذه المسألة :
((وأقول هنا أن الإمام الغزالي قد أصابه القصور...))
كما قال ابن رشد : (( لقد لحقه القصور من هذه الجهة ))....
والمقصود بالقصور : أنه من المستبعد بأنه بحث في آراء الفلاسفة اليونانيون في مصادرهم الأصلية ومن ذلك أصبح لديه نوع من القصور الظالم الذي دفعه للظلم والحكم عليهم بالكفر )) ؟؟!!
ومن هنا فإن ابن رشد قد انتبه وأفصح عنه عندما كان يناقش ردود الغزالي على الفلاسفة فقد لاحظ تخليطه للمسائل وعدم فهمه لأصولها وفصولها ... حيث أن ابن رشد تميز بدافعه عن الفلاسفة نتيجة سعة اطلاعه وعلمه الواسع ... فهو لم يدافع عن الفلسفة بالفلسفة بل دافع عنها بالفقه ... وهكذا واجه الغزالي وغيره ممن ينهى عن النظر في كتب القدماء وواجههم داخل الشرع وبالاستناد إلى أصوله ... والقرآن والحديث والمنطق ... وكان كتاب (( فصل المقال )) من الردود الأساسية في هذا المجال التي كان ابن رشد يريد إيضاحها والدفاع عنها ..

اسئلة متعلقة

مرحبًا بك إلى لمحة معرفة، حيث يمكنك طرح الأسئلة وانتظار الإجابة عليها من المستخدمين الآخرين.
...